تـابـوهـــا مـمـلـحــه

Quote: تعليق سياسي: د. عبدالماجد بوب ما تعرضت له جريدة الميدان في الأيام الماضية كشف بوضوح تام مقدار العداء والنزعة الانتقامية والمنحطة المتجسدة في أجهزة أمن النظام . وبنفس القدر كشفت عن حالة الهلع الذي أصاب النظام وحزب المؤتمر الوطني فمالأت الأنظمة القمعية باينه لكل من يعي دروس التاريخ التي تتواصل حلقاتها أمام أعين العالم، بما في ذلك جماهير الشعب السوداني. لقد وقفنا في صحيفة الميدان على حالات العنف والتشفي التي مارستها أجهزة الأمن ، وإطلاق العنان لحملات الاعتقال غير المبرر واستهداف هذه الصحيفة بالحجر، ومحاولة شل حركتها باعتقال محرريها وكوادرها الفنية. ونعلن تضامننا مع كل معتقل ونطالب بإطلاق سراحه فوراً. هذه فالأعمال التي يمارسها جهاز الأمن تعارض بنود دستور السودان الانتقالي والإدعاء الأجوف بإتاحة فسحة للتعبير والحريات الديمقراطية الأساسية فالسلطة تعطي باليسرى وتنزع عنوة باليد اليمنى.هذه الممارسات تتنافى مع الأعراف والمواثيق السائدة في العالم، والسودان لن يعود إلى تلك الفترة الكالحة حيث انطلق زبانية الأمن تعذيباً واستباحة مشينة لكرامة المعتقلين وتصفيتهم جسدياً كما حدث للشهيد الدكتور على فضل والمهندس الراسخ والشهيدة التاية والشهيد محمد عبد السلام وبقبة شهداء الحركة الطلابية والقائمة تطول. وبقدر ما كشفت تجربة الأيام السابقة عن الوجه الكالح لممارسات جهاز الأمن في القمع ومصادرة حريات المواطنين فهنالك صفحة مشرقة من بين إفرازات الأزمة . لقد هب للضامن مع صحيفة الميدان عدد من الصحفيين ذوي الضمائر الحية من داخل وخارج السودان ، ووقفت إلى جانبنا في الدفاع عن الشعب شرفاء الصحفيين والكتاب من الديمقراطيين وأصحاب المواقف الوطنية. كذلك مدت لنا أيادي خيرة دعماً وتضامنا فقد قام بعض قراء الميدان بدفع القيمة المحددة لبيعها أضعافاً. كذلك تم الاتفاق بين محرري الأيام وأجراس الحرية والميدان على عقد اجتماع تضامني عاجل للصحفيين من مختلف الانتماءات للدفاع عن حقهم الدستوري في التعبير وصون الحريات العامة… لقد كشفت تجارب الجماهير الباسلة في تونس والجزائر واليمن ومصر عن عمق أزمة أنظمة الحكم العربية وإن إرادة الشعوب لا قاهر لها. وشعبنا العظيم هو الأول في انتزاع استقلاله الوطني وإقامة أجهزة الحكم الديمقراطي وفي صون حقوقه الديمقراطية بتفجير ثورتين ملهمتين للشعب.. هذا التاريخ الوضئ حاضر على أيامنا رغماً عن جهاز الأمن.