تـابـوهـــا مـمـلـحــه

Quote: التعليق السياسي القتل والتعذيب جرائم لا تسقط بالتقادم بقلم: المحرر السياسي في السنوات العشرين الماضية ومن داخل أقبعة بيوت الأشباح تعرض المئات من المناضلين لصنوف من التعذيب الشرس.. وكتب حول تلك الجرائم وعكس تلك التجارب عدداً مقدراً من ممن تعرضوا للتعذيب واكتوى بناره أو نشطاء في حقوق الإنسان.. ومن ضمن هؤلاء د. فاروق محمد إبراهيم، الأستاذ السابق بكلية الزراعة والذي تخرج على يديه مئات الطلاب ومن ضمنهم د. نافع على نافع.. ومن سخرية القدر وكما أشار د. فاروق؛ أنه تعرض للتعذيب على يدي د. نافع. وتحت صمود المعارضة والمناضلين ومثابرة التضامن الأممي من قبل القوى الديمقراطية والأمم المتحدة ومنظماتها والمجتمع الدولي إرعوى النظام وتمت تصفية بيوت الأشباح.. ورغم إن اتفاقية السلام الشامل والدستور الانتقالي قد أشارا إلى أهمية محاكمة كل من اجرم في حق الشعب.. إلا أن النشوة التي أعقبت الاتفاقية وروح التسامح التي سادت وتنازل المعارضة عن خطها لإسقاط النظام للمشاركة في مؤسساته أضعفت كل محاولة للوصول إلى حل لجرائم القتل والاغتيال والتعذيب التي سادت في الفترة الأولى من حكم الإنقاذ. وتحت حكم الشريكين أطل التعذيب مرة ومرات.. وتعرض العديد من المعتقلين للتعذيب.. ونحنا هنا لا نشير إلى التعذيب البدني فقط.. إنما نشير كذلك إلى التعذيب النفسي كما تعرفه وثائق الأمم المتحدة.. فالإرهاب بكل صوره والتهديد بالإرهاب والضرب أو الاغتصاب واستعمال الكلمات الجارحة ومنع المعتقل من النوم والحط من كرامة الإنسان ومنع الدواء ومقابلة الأطباء ومقابلة الأهل والتهديد بمهاجمة الأهل وذوي القربى والإساءة إلى المعتقد الديني أو السياسي والتمييز على أساس اللون أو الجنس.. كلها أنواع من التعذيب يحاكم عليها القانون. وحتى لا تختلط الأوراق وحتى لا تضيع الحقوق وحتى تغل يد كل من يمارس أو يفكر في ممارسة التعذيب بكل أنواعه فإننا ندعو كل المهمشين بهذه القضية للعمل جماعياً لكشف وتعرية هذه الجرائم ومن يرتكبها وإنزال العقاب القانوني على المستويات المحلي والإقليمي والعالمي. إننا نتذكر الشهيد د. علي فضل ونحني هاماتنا لهذا البطل.. ويعز علينا ان يغتال سرا.. فجريمة اغتياله كما الجرائم الأخرى لن تغتفر وسيطال القانون كل من ارتكب جرماً.. فالعقاب على الجرائم لا يسقط بالتقادم…