|
Re: جـنـيـهــاً مـابتعــرف التعــوم ، بـغــرق!! (Re: فيصل محمد خليل)
|
كـلـمـــة الـمـيــــدان
أزمة الولاة وقسمة الموارد Saturday, May 19th, 2012
كثر في الأشهر القليلة الماضية تذمر ضد مركز السلطة ووصل حد النقد المعلن في الصحف. بل بلغ ببعضهم تقديم استقالاتهم، كما حدث بالنسبة لوالي جنوب دارفور عبد الحميد موسى كاشا ووالي القضارف كرم الله العوض.
ولا زالت الاحتجاجات المعلنة والسرية للولاة تترى وتتوالى على مركز السلطة بسبب التدني الحاد في الدعم المالي السنوي للولايات.
وهو نتاج طبيعي للأزمة الاقتصادية الشاملة التي يعاني منها النظام، بسبب سياساته الاقتصادية المنحازة كلية لمركز سلطة الرأسمالية الطفيلية والتهميش المتعمد للولايات قاطبة.
يؤكد ما ذهبنا إليه ميزانية العام 2012 والتي يستأثر فيها المركز بنحو 71.2% من جملة المصروفات . بينما تمثل التحويلات للولايات جميعها ما نسبته 28.8% فقط. علماً بأن هذه التحويلات بلغت 39.8% في عام 2011 . وكانت 48.1% في عام 2010. وهذا يشير إلى أن انفصال الجنوب قد أفضى الى مزيد من اختلال العلاقة بين المركز والهامش، وذلك بالانخفاض الحاد في النصيب النسبي للهامش من موارد الميزانية والارتفاع المهول لنصيب المركز من هذه الموارد.
(راجع مجلة: قضايا اقتصادية رقم 16أبريل 2012 التي تصدرها اللجنة الاقتصادية للحزب الشيوعي السوداني)
ولن يقف التذمر والسخط – كما تشير كل الدلائل – عند هذا الحد بل سيتمدد رأسياً ليشمل ولاة آخرين سيصلهم رأس الصوت كلما احتدت الأزمة واستفحلت العوامل التي تضيق من اتساع الموارد وتصبح قسمتها ضرباً من ضروب السحرة والحواة. وستستطيل وتتسع أفقيا أيضاً بين جماهير الولايات مع ارتفاع الأسعار وزيادة الضرائب والجبايات في محاولة يائسة لسد العجز في الموازنة.
ولهذا فإن الأزمة التي يعاني منها النظام، أزمة مركبة ومعقدة وعصية على الحل مع سياسات هذا النظام، ولن يجدي معها، التعامل بالربا كما اقترح د/ حمدي ولا رفع الدعم والذي أصلاً لم يحدث. لا فكاك من الأزمة إلا بسقوط هذا النظام الطفيلي.
|
|
|
|
|
|