الزبير باشا-RARE PHOTO

Quote: عوداً على ما ورد أعلاه من قبل الأخت/ نجوى إبراهيم وزعمها بأن الزبير باشا قد عاش حياة رغدة وكان فاحش الثراء، وتشاركها في الزعم هذا الأخت/ نهلة أبوقصيصة وتزيد عليها بتأكيد فرضية ثرائه الفاحش وتأكيد أن مصدر ثرائه هو تجارة الرقيق ولا شيء سواها مما يمكن معه كسب الأموال الطائلة من أي تجارة غيرها!!! وتذكرنا بأنها حفيدة المؤرخ البروف/ مكي شبيكة، وإزاء كل ذلك أرجو أن أعقب بما يلي: بداية يجب علينا كمسلمين ألا ننطق عن هوانا، وما وجدناه مما سطره المؤرخون - مهما يكن - وضعهم، فللمؤرخين هواهم أيضاً والزوايا المعينة التي لم يرو خلافها، فعلينا التثبت مما ننشد تناوله بموضوعية تامة ودون البعد عن السياق التاريخي الذي عاشوه دون تقييمه بمنظور الحاضر أو الماضي القريب، ولهذا يجب ألا نأخذ ما سطره المؤرخ المعين على أنه قرآن منزل، ونقيس عليه، بل يجب التأكد من مصادره وماهية تلك المصادر والعوامل والظروف المحيطة بتلك المصادر، ومدى تأثير تلك الظروف السياسية والمجتمعية على تلك المصادر ( ولتقريب وجهة نظري أكثر) فها نحن نعايش ظروف مجتمعنا الحالية وعايشنا ما سبقها بعقود قليلة، فهل يمكن الوثوق في كل ما تم تسطيره متأريخه عن تلك الفترة في تأريخ السودان الحديث مثلاً؟ والإجابة بكل تأكيد بالنفي، فلكل كاتب ومؤرخ هوىً معين ينطلق منه ويوثقه بالطريقة التي تحلو له، فمثال حي، يوجد بالسودان حالياً من يرى عهد الإنقاذ شبيها بعهد الصحابة ومنهم من يخالفه مائة وثمانين درجة، وووإلخ وبعدها ينسج الرواة ويتخيلون ويرصدون ويأتي دارس في وقت ما وينهل من تلك المصادر ويؤلف ... وهكذا... ولذا فمن وثقوا للزبير باشا تعوزهم معلومات كثر، ولم يستنطق أي منهم الزبير نفسه، ويحاجّه فيما يقوله، والوحيد الذي قام بذلك هي الصحفية التي ثابرت على لقاءاته في جبل طارق لعدة أشهر تتأمل وتمحّص في إفاداته وتقارنها بما هو متاح أمامها من وثائق ببريطانيا إلى أن اقتنعت بصدقه في كل ما قاله عن تلك الفترة من حياته منذ أن غادر الجيلي إلى جبل الأولياء لا يلوي على شيء سوى تنفيذ طلب بنات عمه - إحضار شقيقهن وإثنائه عن العمل مع التاجر ود عماري في مركبه المتوجهة للجنوب حينذاك، وكان عمل ذلك التاجر هو التجارة في العاج والحرير ...إلخ، وكانت تجارة محاطة بصعاب وخطورة عالية، فلما عجز الزبير عن إثناء ابن عمه وإعادته للجيلي - قرر الذهاب مجازفاً هو الآخر بحياته ورافضاً العودة لبنات عمه في الجيلي لوحده خاسئاً، وركب معهم المركب وكان ذلك دون موافقة ورضا صاحبها ود عماري، وقد عامله معاملة قاسية لأن سفره لم يكن محسوب له حساب من حيث المؤن ومن حيث الاستفادة من أدوار الراكبين معه من عمال في مركبه وذلك لضعف بنية الزبير ولعدم معرفته وخبرته في كل ما تحتاجه مثل تلك الرحلات النيلية التجارية وعدم معرفته كذلك بالأسلحة واستعمالاتها ....إلى آخر قصته المنشورة والمترجمة بواسطة حفيده المغفور له الديلوماسي السابق/ خليفة عباس العبيد عن الصحف المحفوظة بدار الوثائق ببريطانيا... وقصدت من هذا الاسترسال تبيان أن الزبير باشا لم يعش حياة رغدة ولم يمارس التجارة أصلاً، بل كان فارساً محارباً وإدارياً ناجحاً لا يشق له غبار، فقد تركه ود عماري في بحر الغزال وعادوا بتجارتهم للخرطوم، تحت تعليل أن يبقى الزبير في الغابة ليجمع لهم سن الفيل خلال فترة ذهابهم وإيابهم وحتى لا يطول انتظارهم في البحث عن تجارتهم ...إلخ، ولهذا ففي تلك الغابات رأى وعاش حياة ضنكة وخطيرة للغاية ولكن