فضيلي جماع:// إرفعوا أيديكم القذرة ، عن شعب جبال النوبة

Quote: صعوبات السهول عبر كل من جون قرنق زعيم الحركة الشعبية والوزيرة النرويجية هيلدا جونستون بصورة شعرية عن ما واجهته مفاوضات السلام من مصاعب وعثرات فقد قال جون قرنق إن التوقيع على البروتوكولات الثلاثة هي بمثابة الجبلا الأخير وبقي امامنا سهل منبسط ونأمل أن نعبره ايضاً فالمشي في السهل أيسر من السير في الجبال اما هيلدا حونستون وزيرة التنمية في بلدها النرويج منسقة الدول المانحة لاستكمال مهام ما بعد التوقيع فذكرت ان تلك الجبال كانت تتطلب سيراً يتخير الاماكن المنخفضة وقد تمكنت المباحثات من الإلتفاف حولها. لكن الشاعر المسرحي الألماني بريتولد بريخت له صورة شعرية شهيرة تقول وراءنا صعوبات الجبال ..أمامنا صعوبات السهول . فبلدنا تحاصرها مشاكل عديدة وقد اشار جون قرنق في خطابه لاهمها حين تحدث عن الديمقراطية وضرورة مشاركة الشعب السوداني قاطبة في العمل السياسي الحر الديمقراطي وحين اشار إلى ضرورة حل مشكلة دارفور المأساوية والقضاء على الفساد وبناء المدارس والمستشفيات ونحوها منأ أسباب الحياة الكريمة لشعبنا في جميع أرجاء الوطن. وهذه الموضوعات التي عددها السيد جون قرنق هي صعوبات السهول نفسها وهي الأسباب الرئيسية التي جعلته وسلفه يحملون البندقية. وبالطبع فإن الشعب السوداني في كل قطاعاته المنصفة وعلى مستوى المواطنين العاديين اينما توجه البصر في تضاريس البلد المتباينة واحراشه وسهوله وجباله وبواديه يقف مع السلام . لقد عبرت الاحزاب السودانية في معظمها الغالب عن ان السلام مطلبها أيضاً لانه مطلب الشعب السوداني . لكن هذه الأحزاب جميعها عبرت عن إحتجاجاتها لتغييبها عن العمليات السلمية بشتى الوسائل. لقد اثبتت القوى السياسية السودانية منذ الاستقلال انها تجتمع في الرأي على القضايا التي تنفع الوطن الذي لا شىء يعدله وقد أزف الوقت لكي تستمع الحكومة لصوت الكورس الجماعي للأحزاب الديمقراطية السودانية داخل التجمع وخارجه لإستعادة الديمقراطية فوراً وليس على مراحل فشعبنا راشد وليس مجموعة أطفال كي تقدم لهم الحريات على جرعات. وهذه الحريات التي خبرنا إلى الآن وبعد أكثر من عقد بعضها وغاب عنا بعضها كانت موفورة على ايام الحكم الديمقراطي عقب أبريل حين كان السيد المهدي رئيساً للوزراء وحسبنا ذلك القدر من الديمقراطية فهي خير من أي نظام يفكر للشعب باسمه حتى لو رصف ذلك النظام شوارع جميع المدن السودانية بالذهب بدلاً عن الاسفلت . هب حنة الخلد عدن لاشىء يعدل الوطن. يتحلى الخطاب السياسي للسيد جون قرنق بروح الفكاهة وعندما ذكر له أحد المراسلين الصحفيين أن بعض الشماليين يقولون عنه بانه يرغب في أن يمدد الحرب حتى يصل بها إلى المتمة؛ ونسبوا اليه تلك العبارة الشهيرة سأشرب القهوة في المتمّة على ما في هذه العبارة من خبث يستيطن تاريخاً سودانياً شائكاً من الضغئن والمغالطات نفى جون قرنق انه قال تلك العبارة لكنه استدرك وإذا جئت إلى المتمّة لأشرب القهوة فماذا في ذلك؟ ألست مواطناً سودانياً؟ الشعب السوداني كله سيقول بلى فأنت مواطن سوداني صميم وأحد قادة شعبنا ونتمنى حين تعود للسودان وينفتح الشعب السوداني باسره ان نشهد دعوة لسيادتكم من قبل اهل المتمة نفسها لشرب القهوة في مقاهيها وبيوتها لتشهد بعينيك ايضاً كم هي مهمشة ومظلومة تلك المدينة القروية وكم تحتاج هي ايضاً لبناء جديد وكم تحتاج للمستشفيات والمدارس المطورة والطرق ورفع الطلم ومحاربة الفساد ففي كل ركن من أرجاء الوطن نجد أن الاجندة متشابهة رغم اقرارنا بالاولويات. ونأمل ان يعود افراد الجيش الشعبي كمواطنين سودانيين يستقبلهم افراد الشعب السوداني بعضاً منه لا يترفعون عنه بعقليات الحكام كما فعلت بعض اطراف المعارضة العراقية العائدة مع الدبابات الامريكية تحصن اولئك في قصور صدام واقاموا حولهم الحراس فاصابت الشعب العراقي خيبة امل في معظمهم فالقطاع الاكبر من الشعب العراقي هو الذي كان بداخل العراق على ما قاساه من ويلات النظام العراقي البائد والقطاع الاكبر من الشعب السوداني موجود بداخل الوطن الذي لاشىء يعدله.