الأديب فضيلي جماع و العنصرية / شوقي بدري

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 01:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-12-2012, 12:44 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الأديب فضيلي جماع و العنصرية / شوقي بدري

    تطرق الاديب فضيلي جماع لمشكلة العنصرية في المجتمع الشمالي . و الشوفينية الاثنية و العنصرية في شمال السودان لا يخطئها إلا ميت ، لأنها موجودة . و أنا قد قضيت ما يقارب من الخمسة عقود في الحديث و الكلام عن هذه المسألة . رواية الحنق التي كتبتها و أنا في الثامنة عشر من عمري . و نشرت قبل أكثر من اربعة عقود ، و هي أول رواية سياسية في السودان ، و تتطرق لهذه المشكلة .
    قدماء اليونان قالوا ان الادب هو مركبة يجرها حصانان ، هما العقل و الحكمة . و قال طاغور شاعر الهند و فيلسوفها و حكيمها أن الأدب هو المبضع الذي يعالج الآم الحياة . و الأديب فضيلي جماع يمسك الآن بهذا المبضع لكي يعالج هذه المشكلة .
    لقد قضيت طفولتي و صباي و جزء من شبابي بجنوب السودان . و عندما رجعنا الى أمدرمان مع بداية الخمسينات اندهشت لحد الصدمة بشيئين . المرة الأولى عندما شاهدت صندوقا يتحدث و يغني و يعزف الموسيقى ، و هو الراديو الذي لم يكن متوفراً في الجنوب . في امدرمان و في حي بيت المال ، استمعت لأول مرة لأغنية عائشة احمد موسى ( عني مالو ) . و اليوم كنت استمع الى شريط عائشة الفلاتيه في سيارتي . و كنت و انا صغير احسب صوت عائشة الفلاتية و عائشة الفلاتية أروع انسان . و لكن الشئ الآخر الذي ادهشني و اصابني بصدمة ، هو ان الناس كانت تتحدث عن الفلاتة بطريقة سلبية . و يقولون (اقفل الباب ما يجي فلاتي يسحرنا او يدينا عين ) . و كان البعض يتقزز من مشاهدة الفلاتة .
    صدمت أكثر و انا طفل صغير عندما عرفت بأن الجنوبيين يوصفون بالعبيد . و لا يتمتعون بالاحترام . عندما كنّا نعيش في رومبيك التي تفتحت فيها عيني على الدنيا ، لم نحس من الجنوبيين بأنهم يفرقوننا أو يعاملوننا كشخص مختلف . وجدنا منهم الحب و الحنان . و شمل هذا الشلك و النوير و الزاندي و المورو و الباريا و كل قبائل الجنوب التي تعاملنا معهم .
    و لم أكن أعرف ان هنالك فرق بين البشر . والدتي رحمة الله عليها كانت تتكلم عن بلدها و تكثر الكلام عن مدينة تلودي ، التي كان والدها الدنقلاوي سر تجار البلد . و حوشهم يلاصق جامع تلودي . و كنّا نحس بحب خيلاننا و أهل والدتي لجبال النوبة و أهل جبال النوبة . و بعض ابناء خيلاننا كانت امهاتهم نوبيات . و والدي ابراهيم بدري قبل زواجه من والدتي كان متزوج بمنقلا بنت السلطان عمر مرجان في رومبيك . و هي والدة عمر ابراهيم بدري .
    نعم ، حقيقة لقد صدمت و أنا صغير عندما شاهدت الشرطة تقود بعض ابناء النوبة الى النيل في المنطقة امام المسرح القومي الآن . و يجبرونهم على الاستحمام . و على حلق شعورهم . و يرشونهم بالمبيدات بواسطة عمال الصحة . و ما أن تنتهي المهمة حتى يأتي البوليس بمجموعات جديدة . و قالوا لنا ان هذا بسبب مكافحة الحمى الراجعة التي ينقلها القمل . و كان البعض يستفز ابناء النوبة و يغني لهم أغنية ( حداد زينو و بالفنيك رشو ). و بعض الضحايا كانوا من غرب السودان . و هؤلاء عرفوا في السودان بود حداد . و هي كلمة مسيئة .
    كنت اتسآءل و انا طفل صغير ، لماذا لا يأخذ البوليس أهل البادية ؟ . و ثيابهم بلون الأرض التي يطؤنها . و هم لا يغسلون ثيابهم ابداً حتى تتكسر بين ايديهم . و الرد كان ( ديل اولاد عرب ما بقبلوا الاهانة ) .
    لقد عشنا في وسط السودان . و أفهمونا بأننا اولاد البلد . و هذه تعني اننا نوع خاص من البشر ، و أن الآخرين دخلاء . و نحن الذين سكنّا في المنازل الكبيرة و كان لنا الخدم و سيارة و سائق في بداية الخمسينات ، كان من المفروض أن نعيش معزولين من الآخرين . و أن لا نختلط بأولاد الشارع . و لكن لحسن حظي كان والدي دينكاوياً بالأنتساب يتحدث لغة الدينكا و هو الذي وضع قواعدها و كتبها و كان يدرسها في كلية غردون . و كان اسمه ماريل . و لا ننادية في البيت إلّا بنج و نعني الرجل الكبير . و الدتي رحمة الله عليها كانت تحب أهلها النوبة كثيرا ، لأنها تربت في جبال النوبة . و من الممكن جداً أنني لو لم اكن طفل لهذين الشخصين ، لكنت مليئاً بالشوفينة و العنصرية .
    كثيراً ما أبكى عندما اتذكر تؤام الروح بله . و أنا لم ابكي عند وفاة والدي أو وفاة والدتي . و لكن عندما اتذكر تؤام الروح بله يسيل دمعي لأنني اتذكر مواقف كثيرة مرّ بها ذلك الرجل السامي . فبينما نحن جلوس في المنتزة الذي كان يمتد من ركن بيت الخليفة الى ركن مستشفى الدايات في شارع الموردة ، أتى رجل بوليس و بلهجة غير امدرمانية قال لتؤام الروح ( تعال هنا يا عب ، انت شغال وين ) . فقال بله بأدبه المعهود ( انا ما شغال انا طالب في المدرسة ) . و كان طالباً في مدرسة الأحفاد .
    تؤام الروح بله كان احسننا ادباً و زيّاً . و إمتاز بالشجاعة و الكرم و النخوة و احترام الاخرين . و في مدرسة ملكال الاميرية كان كثير من الجنوبيين خيراً منّا في الدراسة و الرياضة و حسن التصرف . و كان يؤلمنا و نحن في الشمال ان هنالك من يصف هؤلاء بالعبيد و الحيوانات . و ليس غريباً ان يوصفهم البشير بالحشرات .
    انا يمكن ان افهم شعور أو احساس الاستاذ فضيلي جماع . فلأكثر من أربعة عقود تعرضت في اوربا لما يتعرض له أهل الغرب و الجنوب من اضطهاد . و لكن ألمي لا يمكن يرقى لألم الآخرين . لأن الاساءة تكون مؤلمة جداً عندما تحدث لك في وطنك و بين أهلك . التحية و التجلة للأستاذ فضيلي جماع .
    هذا موضوع كتبته قبل فترة .
    اقتباس
    الاستخفاف بالسود (1) .

    الابن مصباح حامد بابكر الذي يحضر في جامعة لند بالسويد حكى لي قبل ايام , احد زملائه الفلسطينيين, اشتكى من السويدين وعدم معقوليتهم. وبطريقة عرضية قال له (يا اخي هل تصدق انو السويديين بيفضلوكم انتو الزنوج اكثر مننا ) .

    اغلبية العرب وخاصة الشوام على اقتناع كامل بأن السودانيين وبقية السود ما هم الا قرود ..

    ومهما عاشروا وصادقوا السود فهم على اقتناع كامل بأنهم يتكرمون على السودانين والسود بالتعامل معهم.. ومن المؤلم ان البشر يفرقون ويضطهدون بعضهم البعض بسبب اللون .

    بعض المجتمعات تحاول ان تخدر شعوبها وتعطيهم الشعور بانهم شيء خاص, لانهم خير من الهنود او السود.والمؤلم ان الجميع يحسب نفسه احسن من الآخرين .

    قبل اكثر من ثلاثمائة سنة. كتب احد مالكي الرقيق في امريكا واسمه ويلي لينش ما قد يعتبر (طريقة الاستعمال) وكان ينصح مالكي الرقيق بأن يفضلوا من هم اقل سوادا. ويعطوهم وضعا مميزا حتى يحس من هم افتح لونا بأنهم خير من الآخرين..ثم يعطون وضعا احسن للزنجي الهجين. وبهذه الطريقة يسهل السيطرة عليهم. ولن تتحد كلمتهم ابدا . وينعم مالك الرقيق بالراحة. ويكون له جواسيس وسطهم. وقد يكره الزنوج فاتحي اللون من هم اكثر سوادا منهم. اكثر من كرههم للابيض الذي يفرق الجميع. ضوع شمال اهل السودان الذين يحتقرون الجنوبيين واهل دارفور, هو خير مثال .

    اكثر الشعوب عنصرية وكرها للآخرين واحتقار لأي ثقافة غير ثقافتهم هم اليابانيون. واليابانيون يحتقرون كل البشر من امريكان , اوربيين او زنوج. ويليهم الفنلنديون. والفنلنديون لهم لغة مختلفة تماما من اللغات الاوروبية الاخرى ولهم ثقافة وطريقة تفكير, وشخصية مختلفة..ويكرهون حتى السويديون جيرانهم. ويعاملونهم بعدائية بالرغم من ان لفنلندا لغتان رسميتان. الفنلندية والسويدية. ويبدو ان جميع البشر يحتاجون لما يوضع امام الابواب كماسحة للحذاء. شيء يدوسون عليه ويحسون بأنهم بالرغم من تردي وضعهم هم احسن من الزنوج على كل حال .

    النمساويون من الامم التي تعتد بنفسها وتعتبر ان الآخرين, مثل الشعوب الاسلافية وشعوب جنوب اوروبا اقل منهم انسانية ,ولهذا اتى منهم هتلر..وكان الكثيرون منهم اعضاء في الحزب النازي. وفي استطلاع صحفي..قال 39% من المشتركين ان الزنوج اقل ذكاءا منهم. وحتى في السويد التي تتشدق بالحرية والانسانية والمعقولية فإن 10% من من شاركوا في استطلاع قالوا بكل صراحة انهم عل اقتناع بان السود اقل ذكاءا .

    عندما نفحم بروفسور في جامعة او صحفي او كاتب . او عندما نثبت لمسؤول كبير في بنك انه قد اخطأ في سياقة خطاب اعتماد. او طريقة تعامله مع عقد. يصابون بالاندهاش. فنحن من المفروض ان نكون درجة واحدة اعلى من القرود .

    قبل بضع سنوات كنت في مدينة هسلنبورج..التي تواجهها مدينة من الجانب الآخر, مدينة هلسينغور في الدنمارك. ويفصل بينهم مضيق مائي صغير جدا.وهذه المدينة التي من المفروض ان تكون احداث مسرحية هاملت لشكسبير قد دارت فيها.

    وكان السبب هو ثلاثة ايام في الصيف عبارة عن منافسات كأس للتلاميذ. وكان ابني فقوق نقور مشتركا. وكالعادة كنا السوود الوحيدين ..هذه المناسبات التي تآخذ يومين او ثلاثة ايام كانت تأخذنا بعيدا عن مدينتنا. وقد تمتد المباريات في ايام الصيف حيث لا تغرب الشمس.الى ثماية او عشرة ساعات كنت اقضيها بعيدا عن جيراني وآباء زملاء ابني.. فهنالك حاجز لا يمكن ان يتعداه الانسان .

    ويندر جدا ان يتقبل البيض انسان اسودا بدون ان يبيع لهم جزأ من روحه. او يحسهم بأنه اسود مؤدب يعرف موقعه. او ان يتنازل. في ذلك اليوم اقترب مني سويدي بأنف احمر وعادة ذلك الاحمرار يكون نتيجة لأن صاحبه يحب شرب الخمر. وحياني السويدي بود وقدم نفسه كبحار متقاعد . وسألني اذا كنت مغربيا. وحكى لي عن رحلاته حول كل العالم وانه كان يكثرالذهاب الى المغرب, عندما كان شابا. وانه كان يستمتع بالمغرب ويقضي ايام جميلة. حكى لي عن ضابط الجمارك الذي كان يأخذ البحارة لسجن النساء. وكان يتقاضى منهم فلوسا. وحكى كثيرا عن المغرب. وغامبيا وجنوب افريقيا. وحكى عن قراءته الكثيرة لأنهم كاوا يقرأون كثيرا قديما لانعدام التلفزيونات ووسائل الاتصالات المتوفرة الآن في السفن .

    لفترة لم اكن متابعا كلام البحار حتى عندما كان يتحدث لي عن ما سماه بالأسماك العملاقة وعن حووت العنبر والحوت الاحدب. واسماك الدلافين التي تسبح بجانب السفينة خاصة في جنوب افريقيا, عندما يلتقي المحيطان. ولا ادري لأي سبب. استشهد البحار بالكاتب كافكا . وعندما لم يجد ردا سألني قائلا ..الا تعرف الكاتب التشيكي كافكا؟. فلم ارد. فردد سؤاله بطريقة لا تخلو من بعض الاستخفاف. فقلت له اول شيء ..الحيتان والدلافين منذ بداية الخليقة والى الآن تتبع الى مجموعة الثديات. وليست من الاسماك. و الكاتب كافكا لم يكن ابدا تشيكيا .

    نظر الي السويدي بإستخفاف وقال . يبدو انك لا تعرف كافكا..انه اكبر كاتب تشيكي..فقلت كافكا عاش في تشيكوسلفاكيا الا انه الماني.ولم يكن محبوبا في تشيكوسلفاكيا لأنه كان متغطرسا. وكتاباته معقدة, ويحاول ان يوصل المعلومة الى القارئ عن طريق الاستعلاء واستعراض العضلات..انا لم اقرأ له سوى القلعة ولكن درسنا نبذ عنه وعن ادبه .

    فقال التشيكي اذا لم يكن كافكا..اكثر كاتب محبوب ومعروف عند التشيك. فمن يمكن ان يكون الكاتب المحبوب؟. فقلت له له ان هنالك الاخوان جوزيف تشابك وكارل تشابك. فقال لي هل كتب احدهم الجندي اشفيك؟. فقلت ان الجندي اشفيك او كما يقال بالتشيكية (دوبري فوياك اشفيك) هو ادب شعبي عبارة عن ملح وقصص شعبية ونكات كتبها هوراخ. ولكنا لا ترقى الا مستوى الادب العالمي. ولكن انت تعرف كلمة روبوت. هذه الكلمة اخترعها الكاتب تشابك وبالرغم من انه تشيكي الا انه استعمل الكلمة الاسلافاكية..وتاتي من الفعل روبت او يعمل..والكتاب بعنوان الرجل الآلي. وبما ان الكاتب ماركسي قلقد تحدث عن الوقت الذي ستخترح الرأسمالية رجل آلي لكي يؤدي كل الاعمال..والكتاب قد كتب في بداية القرن الماضي. وها هي نبؤته تتحقق. فالرأسمالية تستعين بالروبوت في الانتاج . وتستغل العمال بطريقة ابشع. لانها يمكن ان تستعيض من العمال بالروبوت في كثير من مواقع الانتاج .

    الشقيق الآخر كتب الحرب ضد الشمندر (فالكا بوجي ملوكوم) . والشمندر كما تعرف هو حيوان بري مائي وشكله يقارب السحالي . وله رائحة الرماد.ولهذا يسميه اليابانيون سمكة الرماد. وسياتي وقت تحتل فيه تلك السحالي العالم. لانها تستطيع ان تعيش في الماء وعلى الارض .

    ولقد حاولت السينما الامريكية ان تعكس هذه المشكلة. ويصورون في بعض الافلام السحالي كوحوش تحاول ان تحتل العالم. او حيوانات آتية من الفضاء الخارجي .

    وذكرت له المسرحية العالمية لتشابك. وهو كذلك كاتب مسرحي وله مسرحية (من حياة الحشرات ) (زا جيفوتا هميزو). وهذه مسرحية رائعة شاهدتها اكثر من مرة. في احدى المرات في المسرح القومي التشيكي الذي يعد من افخر المسارح في العالم. وله مئات السنين. وهي تصور البشر كحشرات..بعضها استغلالي يعيش على جهد الآخرين ويسرق. وبعضها كالنحل والنمل الذي يعمل بإجتهاد. ويدخر كميات طائلة من الغذاء. يستفيد منها هو والآخرون. وهنالك الفراش الجميل الذي يعجب بنفسه ويتنقل بين الازهار ويمتص رحيقها . ويعيش حياة قصيرة براقة.. وهنالك الجعل الذي يجمع الروث ويجعلها غذاءا لصغاره ولا يكف عن العمل طيلة حياته.. وهنالك الصراصير والدبور. والحشرات التي تفتك وتفترس الحشرات الاخرى.

    وبدا انف السويدي يبدو كثر احمرارا . وسألني لماذا لا يسمع العالم بهؤلاء الكتاب الرائعين؟.فقلت له ان شرق اوروبا قد زود العالم بآلاف الكتاب الرائعيين. وان للسود آلاف الكتاب الرائعين والشعراء والمفكرين والمخترعين. وانتم لم تسمعوا بهم لأنكم لم تهتموا.. وسألته من هو الكاتب الذي اعجبت به اكثر وقرأت له اكثر من الآخريين, في رحلاتك البحرية..فكان رده الكاتب العظيم ارنست همينغوي والحائز على جائزة نوبل ...هل تعرفه؟. فقلت له لقد كانت صورته الفوتوغرافية بلحيته البيضاء وبلوفر البحار تزين غرفتي وغرفة شقيقي وانا في الثانوية.. واظن انني قرأت كل كتبه. وكتابه وداعا للسلاح الذي يذكر في كل مناسبة ليس اروع كتبه وانا اظن ان رواية لمن تقرع الاجراس اجود رواياته..الا انني عندما كبرت فقدت كل احترامي لهمينغوي لأنه انسان عنصري. .. فبدأ الهلع على وجه السويدي وبدأ في الدفاع عن همينغوي ووصفه بانه رجل عبقري ورجل انساني ورجل عاش وسط السود خاصة جذر الهند الغربية.

    قلت للسويدي ان كثير من الاوربيين عاشوا وسط السود ولكنهم كانوا يعتبرون السود جزء من مملكة الحيوان ولم يعاملوهم بإحترام. كان السود بالنسبة له شيئا مسليا. ان الرواية التي صارت فلما عالميا وهي رواية العجوز والبحر والتي مثلها اسبينسر تريسي وفاز بسببها على الاوسكار. وهوالممثل الوحيد الذي فاز بالوسكار مرتين متتاليتين . قبل ان يلحق به توم هانك. ولكن في تلك الرواية.. يكون هنالك تنافسا بقبضة اليد في حانة بين رجلين. ومن يثني ذراع الآخر على الطاولة. وبالرغم من قوة الرجل الآخر وتفوقه على البحار..يفوز البحار ويصمد حتى يدمي كوعه ويسيل الدم من شقوق الطاولة ويهزم العملاق الذي كان ينافسه. والمنافس كان رجل اسود. وهذه اشارة لتفوق الرجل الابيض وصلابته. حتى لو اقل قوة. وهذا يؤكد تفوق الرجل الابيض في كل الاوقات..ولا تزال هذه الصورة موجودة في افلام هوليوود..همينغوي عندما تقدم في السن ولم يعد معبود النساء وصاحب المغامرات في جذر الهند الغربية ..انتحر.

    وفي الكتاب

    To have and have not

    تدور القصة عن القبطان الابيض الذي يهرب الخمور في فترة محاربة الخمور في امريكا . ويصور همينغوي كعادته القبطان بالرجل الابيض المتميز. وكيف يضرب زنجيا تطاول بالنظر على زوجته ويطرحه ارضا. ويطوح بقبعته فتدهسها سيارة مسرعة وتضحك زوجة الكابتن جزلا.

    وعندما يصاب البحار بعيار ناري بواسطة خفر السواحل الامركي يهرب بعيدا ويبدأ في التخلص من شحنة الخمر في البحر, حتى لا يصادر المركب. ولكن خادمه الاسود الذي كان مصابا كذلك, ينطرح ارضا ويبكي ويتألم ويندب حظه. ولا يستطيع ان يتحرك والرجل الابيض لا يهمه جرحه ويواصل العمل بيد واحدة.

    وفي نفس الكتاب هنالك قصة الصينيين الذين يتفقون مع الكابتن لتهريبهم الى امريكا الا انه يخدعهم. ويقوم بكس عنق زعيمهم ويطرد البقية من مركبه..والذين كانوا يتصرفون كداجاجات مذعورة..وينشغل بال الكابتن لأن الصيني قد عضه..ولكن يطمن نفسه قائلا..بأن الصيني كان يبدو نظيفا..ويبدو كأنه ينظف اسنانه كل يوم..وكأنما هنالك فرق بين عضة الصيني وعضة الرجل الابيض..وابطال همينغوي كان يرسمهم وكأنهم نسخة من شخصيته..

    فيقول لي السويدي انه لم ينظر ابدا الى همينغوي بهذا المنظار. ولكن عندما تتحدث انت عن همينغوي اتذكر هذه الحوادث ولكنني لم كن اعيرها اي انتباه...قلت له فلندع السود...في كتاب وداعا للسلاح..يتبرع البطل الامريكي لكي يحارب بجانب الايطاليين. وفي كتابابته يشتم الانسان احساس همينغوي والذي شارك في الحرب بجانب الايطاليين. بأنه كأمريكي ابيض يتصدق بمساعدته على الغلابة الايطاليين . والى الآن يستخف البيض البروتستانت بالايطاليين الامريكان المساكين..وفي الكتاب..لا يقيم همينغوي مع فتاة ايطالية بل ممرضة انجليزية بروتسانتية..ويذكر استغراب الايطال عندما يكتشفون انه امريكي اصيل. وليس امريكي من اصل ايطالي ..

    كتاب همينغوي عن رحلته لافريقيا كان يتكلم عن خدمه الافارقة ويصفهم بأنهم اغبياء, لا يفهمون اون احدهم الذي كان اقل بلادة كان يمكنه ان يكتب اسمه على ساقه ..والكتاب قد صار فلما عالميا (ملكة افريقيا) اخرجته هوليوود والممثل كان هنفري بوقارد الذي كان ملك هوليوود لفترة والمخرج كان هيوستون.

    قصة حياة هيوستون صارت فلما تحت عنوان.. صياد ابيض قلب اسود..في اثناء اخراج الفلم اصر هيوستون ان يصطاد فيلا. وفي اثناء عملية الصيد يتعرض هيوستون للخطر فيندفع الدليل الاسود وينقذ حياته ويموت الدليل الاسود وينجو هيوستون. وهذه هي الحالة الكلاسيكية عندما يضحي الاسود بحياته من اجل الابيض والعكس ليس صحيحا..وعندما تتحدث الطبول يسأل احد الامريكان افريقيا عن ماذا تقول الطبول فيقول له ان الطبول تقول.. صياد ابيض, قلب اسود..

    ولقد قام بتمثيل دور المخرج هيوستون الممثل كلينت ايسود. ولقد فاز كلينت ايسود بالاوسكار بسبب هذا الفلم . وانا اظن ان السبب في فوز كلينت ايسود بالاوسكار لم يكن بسب اداءه الجيد في الفيلم . و بالنسبة لي هو ممثل سيء لان عنده تعبير واحد في وجهه . ولكن هوليود انعمت عليه بهذا الاوسكار . لأن هيوستون كان يعتبر من عمالقة هوليود. ولقد مثل واخرج لفترة ستين عاما.

    ثم واصلت قائلا لصديقي الحديث ..ان مثلك الاعلى في الكتابة ارنست همينغوي الذي طبقت شهرته الآفاق كان عنصريا بغيضا. فقد كان يعكس دائما عنجهية الامريكي الابيض البروتستانتي. ففي كتاب وداعا للسلاح ينتقد الأسبان وخاصة زعماء الحزب الشيوعي ويحملهم عبء فشل الثورة واستلام افرانكو والفاشية للسلطة في اسبانيا.

    و يتحدث بعنجهية بالرغم من ان الآلاف من المناضلين والاشتراكيين في كل العالم قد انضموا للفيلق العالمي. ولكن الحكومات الاوروبية قد خذلتهم وقام هتلر بتوفير الغطاء الجوي للفاشيين. وتلك الغارات الجوية هي ما خلده الفنان الاسباني بيكاسو بلوحة رائعة. واللوحة تزين الامم المتحدة الآن. لقد خذل العالم اسبانيا ولا يمكن ان يحمل همينغوي المناضلين الاسبان المسؤولية..ويظهرهم كمتخلفين ويكاد ان يبرء نفسه ويرسم لنفسه صورة بطولية..وينسى انامركيا وانجلترا قد خذلوا الاسبان لانهم كانوا ضد الاشتراكية..

    عندنا بدأ جيراني يستدعوني لكي نذهب الى مدينة اخرى لمواصلة المباريات. كان السويدي يقول لي لقد قابلت آلاف الافارقة ولقد شاهدت عشرات المواني الافريقية, لماذا لم التقي بشخص كن يمكن ان اتناقش معه مثل هذه المناقشة؟ ..لم اكن احسب انني يمكن ان اقابل شخص من افريقيا يمكن ان اتناقش معه بهذه الطريقة ..فقلت له يا سيدي انك لم تقابل سوى العاهرات واصحاب الحانات وظباط الامن والجمارك الفاسدين. انا يا سيدي جاهل جدا بالمقارنة مع ملايين الافارقة والسود الذين يمكن ان يناقشوك ويعرفون اكثر من الاوربيين في الفن والسياسة والادب والعلوم والهندسة, وخاصة السياسة ولهم مقدرة عظيمة في الاستنباط وايجاد الحلول للمشاكل اليومية, التي لا يستطيع الفرد الاوروبي ان يتعامل معها . والاغلبية الساحقة من من الاوربيين لا تستطيع حتى ان تحل ابسط المشاكل اليومية لأن كل شيء عندكم جاهز.. وانت يا سيدي لم تعط نفسك فرصة لكي تتعرف وتقيم علاقات سوية مع الافارقة او السود ...علاقتك كانت الحانة والعاهرة...وعندما بدأت في الحديث معي كنت تريد ان تبهرني بأسفارك ومغامراتك ..عندي سؤال اوجهه لك و لللكثيرين الذين قابلتهم..

    اذا تقطعت بك السبل في احدى المواني الافريقية, هل كان في امكانك ان تبني اسرة وتكون اصدقاء ومعارف وتجد لنفسك عملا, وتتزوج امرأة افريقية, وتعيشها عيشة معقولية وتهتم بأطفالك منها وتتعلم لغة اهل البلد. وتحفظ اشعارها واغانيها وتاريخها المكتوب والمسموع..؟. وعندما رايت الحيرة في وجه صديقي قلت قبل ان اذهب ان هذا ما سيقوم به اي افريقي بسيط عندما يأتي الى بلادكم . اما انتم ففي اقل مشكلة ستركضون الى السفارة وستعطيكم فلوسا وتذكرة عودة لبلادكم. نحن يا سيدي لا نجد المساعدات من سفاراتنا والكثير مننا لا يمكنهم الرجوع الى بلادهم..ونحن نحضر الى بلادكم وفي جيبنا ملاليم . من هو الاقوى والاكثر ذكاءا نحن ام انتم..؟. وذهبت

    التحية

    ع.س. شوقي.
                  

05-12-2012, 02:35 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب فضيلي جماع و العنصرية / شوقي بدري (Re: محمد الطيب يوسف)

    يا سلام على المعلومات التى بلاحدود
    بالمناسبة يا استاذى شوقى بدرى ما زلت احتفظ بروايتك الحنق التى قراتها وكنت طالبة فى المرحلة الثانوية العامة فى السبعينات
    وما زالت معى فى حلى وترحالى
    اما كلامك عن العنصرية فى السودان فهى اكثر ما يحز فى القلب والروح معا
    واسالوا الشاعر حافظ عباس عما حدث له يوم ان كان ماشيا فى شارع الله فاذا بالشرطة توقفه على اساس انه "وافد "
    حدث هذا فى العام 1986
    عقب الانتفاضة وعقب تراس المهدى لرئاسة الوزراء
    ويومها كتب قصيدته "والله نحنا مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة ولا فى ايدا جواز سفر "
    وفى التخشيبة
    وخرج بعدها مغادرا البلاد حزنا على "مآل الحال "
    بل ان تلك الفترة عينها شهدت اعتقال نائب برلمانى من ابناء جبال النوبة ، لم يشفع له اثبات شخصيته الاعتبارية ...!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    فكيف تكون العنصرية باكثر مما هى كائنة ؟
                  

05-12-2012, 02:42 PM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب فضيلي جماع و العنصرية / شوقي بدري (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    اعتقد ان جزء من هذا البوست يخصني لاني من فتح بوستا لكتابات فضيلي جماع وقد ارفد الاخ عاطف هذا المقال او جزء منه في البوست الذي فتحته
    ساكتفي بجزء من الرد علي محاورتي للاخ كبر في موضوع العنصرية في السودان
    ــــ
    الا اني اختلفت معك نوعيا في حوار العنصرية في السودان بشكل عام واثبات وجودها من عدمه , وابتداري لهذا البوست لمناقشة كتابات الشاعر فضيلي جماع حول عنصرية النخبة النيلية مقابل ابناء جبال النوبة ,
    اكون كاذبا ان قلت لك انه لا توجد عنصرية في السودان او حتي امريكا او اوربا او الدول العربية او كل العالم , هذا امر كائن وحقيقي والسودان ليس بمعزل عن كل العالم , ولكي اكون منصفا , فانا وخلال نشأتي وابناء جيلي والجيل الذي يكبرني والذي يليني لم اري او نقدم انموذج عنصري مثل الذي يقوله الشاعر فضيلي جماع , درسنا وزاملنا وجاورنا كل ابناء السودان من جميع العرقيات لم نري تمييز لاحد علي الاخر في المدارس او الاعمال او السكن في العرق او اللون لم نتربي علي ذلك التمييز في منازلنا , هذا لا ينفي وجود مرارات عنصرية سابقة في السودان ولكن نحن لم نعايشها بتلك الصورة التي يتحدث عنها الجميع هنا لدرحة ان تقام لها الحروب ويقتل في سبيلها الابرياء , وهذا لا ينفي وجودها من البعض والذي لا يمثل ظاهرة يتفرد بها السودان علي غيره من الدول في المنطقة وحول العالم جميعه .
    عن مسالة الهوية والاحساس بالذنبن انظر في ام درمان مثلا كمدينة ... ام درمان هي السودان بكل اعراقه مصغرا ..فهي مكونة من جميع قبائل السودان ... مدينة تعج بكل الوان الطيف القبلي ابناء جميع تلك القبائل ولم نكن نعلم ان هذا جنوبي او هذا بقاري او هذا نباوي او هذا جعلي او هذا دنقلاوي ولم نكترث لهذا او يشغل تفكيرنا ابدا حتي انه لا يتبادر الي اذهاننا او حتي نعلم عن قبيلة هذا الشيخ الا حين مرحلة متقدمة من وعينا ان هذا الامر كثيرا ما لم ننتبه له الا حينما يتدخل اهل الاجيال التي تكبرنا في العمر لا نعلم ان هذا من قبيلة ينظر لها الجيل الذي يكبرنا بعنصرية الا حينما يرفض مثلا اذا تقدم للزواج عندما يتم التدوال حوله في خفاء بانه ما ود عرب (او فيه عرق) هذا الامر ورثناه او رايناه في الجيل الذي يكبرنا الجيل الذي مارس الاستعلاء حقيقة ..سوى مسالة الزواج هذه لم نري العنصرية التي يتحدث عنها الاخرون بوضوح في اي شيئ سواها , مع مجيئ الانقاذ كانت الوظائف بوضوح ينالها اهل الولاء , ولن اذيع سرا ان قلت ان هذه الحكومة وجدت ولاء منقطع من ابناء دارفور وكردفان مثل ما وجدته من ابناء " النخب النيلية " بل واكثر لذا كان توظيفهم سهل وحصولهم عليها مضمون وهم ما يزالوا طلاب في جامعتهم قبل تخرجهم حتي , مما ينفي ويضرب عرض الحائط باستيلاء النخب النيلية وابنائهم علي جميع الفرص ورمي الفتات لابناء الهامش او مثلما قال فضيلي جماع او حتي بيحراوي في حديثه عن وزارة الخارجية لاني علي يقين ان فرصة العمل في وزارة الخارجية مثلا اذا تقدم لها ابن الحلو وكان ولائه للحكومة ونافسه ابن الميرغني وهو معارض سيفوز بها ابن الحلو بكل يسر مما يضرب بفرضية العنصرية في وجه فضيلي جماع .
    حتي مسالة الزواج هذه , فان ابن العم نفسه يتم رفضه وان كان بدفوعات غير العنصرية الا ان هذا الامر بدا في الانتهاء تدريجيا , واقول ان الحرب ليست هي الحل بل الوعي الاجتماعي وزيادة درجاته لان قابلية الناس في السودان للوعي عالية جدا حتي لان الاعراق ورغم تباينها فهي قريبة جدا من بعضا البعض وحتي سحنات الناس لن تجد فيها تفاوت لاي ناظر لهم من الخارج , اما تمترس الناس حربا خلف الموضوع لن يفعل سوى اشعال المزيد من الحبط في النار وزيادة تاجيج للعنصرية الامر الذي يدفع البعض الي التصريح بها وجعلها وقودا لابادة الاخر او ما هو حاصل الان من تلك الحركات العنصرية
    ـــــــــــــــــــــ
                  

05-12-2012, 10:59 PM

مجاهد عيسى ادم
<aمجاهد عيسى ادم
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 747

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب فضيلي جماع و العنصرية / شوقي بدري (Re: اساسي)

    هل تعلم يا اساسي اولا ازيك لاني طولت ما لاقيتك.

    اسواء ما في امر العنصرية في السودان امرين
    اولهما تبخيس وجودها بزكر انها امر عادي في كثير من الدول خارج السودان وهذا امر مربك العنصرية في امريكا مثلا تمارس ضد قادمين حديث وكذلك كثير من الدول العربية فهي ضد الوافد وليس في العكس في السودان وليست ضد اغلبية من قبل اقلية في السودان عكس..
    ثانيا تاؤيل الجيل الذي قبلك ان الانجليز ورثوهم العنصرية ولكن لخيانة ما هم سربوها الي جيلكم الذي ينكر ايضا وجودها بل يناكف الذي يصراعها لمجد انه (فيه عرق)
    امر الزواد لانه هو الامر الوحيد في الممارسة العنصرية لدى الشمال والشمال النيلي يمكن اثباته والاعتراف به لانه زو جرس عالي جدا وكمان جزء من التمادي في العنصرية هو الاعتراف به كمسلم يحتاج لوقت حتى يتخلص منه الشمال والشمال النيل بل لنقول مدعو الانتماء للجزيرة العربية باعتبار ان الامر امتياز على الاخرين..
    ان كان الجنوب وبامكايناتيه الدينية والثقافية والتنموية والاكاديمية المحدود قام بتقبل الاخر ولا يرفضه الا للمارسته الظالم وليس لاسباب عرقية فالخيانة العظمة ان يستمر وتستمر يا اساسي في السلوك العنصري في الوقت الذي يستوجب عليك كمدرك لتلك الكارثة ان تواجه بها مجتمعك المتخلف الذي يغرق في تلك الممارسة وقل الجيل الذي قبلك ..
    ما زكرته الاستاذة سملى الشيخ دليل غير بعيد وانا على صداقة شخصية مع حافظ عباس ولا زالت تطارده هذه الملاعنات من قبل اشخاص موجودين في الحياة السودانية الان ..
    ياخ يجب الشجاعة في مواجهة هذا الامر لانه كلفنا الكثير الكثير يا اساسي
                  

05-13-2012, 07:11 AM

اساسي
<aاساسي
تاريخ التسجيل: 07-20-2002
مجموع المشاركات: 16468

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب فضيلي جماع و العنصرية / شوقي بدري (Re: مجاهد عيسى ادم)

    ازيك يا مجاهد

    طبعا ردك علي مداخلتي هنا ماخوذ من سياق ما كتبت من اجله المداخلة اصلا , فقد كتبت المداخلة في بوست اخر غير هذا ونقلتها للاسباب التي ذكرتها عاليه , مداخلتي اعلاه في سياق الرد علي الباس العنصرية علي الحرب بين الجيش وحركاتا لتمرد في جنوب كردفان او بمفهوم اخر هو عنصرية النخب النيلية التي تريد ابادة شعب جبال النوبة كما سوق لذلك فضيلي جماع .
    المهم خلينا في ردك , قلت مثلا ان العنصرية في امريكا تمارس ضد قادمين وهي مغالطة واقعية وتاريخية , فقد مارس القادمين ابتداء العنصرية علي " النيتف" او السكان الاصلين من الهنود الحمر وتمت ابادتهم والعنصرية منذ ذلك التاريخ تعيش في امريكا بكافة اشكالها وليس الشكل الذي انتقيته اخي مجاهد
    انا لم انكر انه هناك عنصرية ابدا ولن تجد نكران في حديثي اعلاه لوجود العنصرية في السودان ولكن قللت من شأنها كلما تعاقبت الاجيال , فحديث "جدنا الاقدم" شوقي بدري عن العنصرية والحالات التي حكاها لنا في هذاا لبوست لم اعيشها ولم نعيشها نحن في اجيالنا بهذه الحدة والوضوح المحكي من قبل شوقي والجيل الذي قبل شوقي بدري بامكانه ان يحكي فظائع تحير شوقي بدري نفسه ولن تستطع انت ان تقول عشت مثل هذه العنصرية بهذا الشكل الصريح في السودان , لدرجة ان تنصب من اجلها الحروب ويشاع القتل وانها السياسة العامة للنخب النيلية الممسكة بزمام الدولة والتي تريد ابادة اجناس بعينها كما اشاع فضيلي في كتابته .
                  

05-13-2012, 01:37 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب فضيلي جماع و العنصرية / شوقي بدري (Re: اساسي)

    تحياتي لكم جميعا

    لا ينكر وجود العنصرية في السودان إلا مكابر.
    ولكن كما قال الأخ السماني بأنها تتضاءل عما قبلها في السنوات التي ذكرها الأستاذ شوقي بدر. شخصيا عشتُ في أتبر أكثر عمري، وتعتبر أتبرا بوتقة سودانية شاملة، ولكن العنصرية كانت تتجلى فقط في المصاهرة رغم مظاهر الإلفة والحميمية التي كانت تلف المجتمع الأتبراوي.
    قديما كانت النظرة فيها عنصرية شاملة، وعنصرية لا مواربة فيها، بعكس هذا الزمان الذي تتوارى فيه العنصرية تحت غطاء شفاف من الإجتماعيات.
    ثم تطور الأمر بالقبول في كل مجريات الحياة من جيرة وصداقة وزمالة، ولكن لا تزال هناك جدران عالية ( من التعبير القديم : فيهو العرق ) كما أورد الأخ مجاهد.
    وفي سياق الأخ مجاهد فإن كلمة ( فيهو العرق ) لا تزال تقف في صف المحاذير عند محكات المصاهرة، ولكنها لم تعد كما كانت في العهود السابقة، فمن البديهي أن تتضاءل مظاهر العنصرية كلما أزداد الوعى ونظرة الناس للأمور من منظار الإنسانية الكبير، ومن منطلق توجيهات الأديان السماوية.
    قلت من قبل أن أمريكا التي إنتخبت رئيسا أسودا ، لا تزال بها بؤر لا تنظر للأسود إلا كما كان في زمان العبودية المرة.
                  

05-13-2012, 02:19 PM

Abdlaziz Eisa
<aAbdlaziz Eisa
تاريخ التسجيل: 02-03-2007
مجموع المشاركات: 22291

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب فضيلي جماع و العنصرية / شوقي بدري (Re: ابو جهينة)




    التحية لك صاحب البوست..
    التحية للاستاذ/ فضيلي جماع
    والتحية لعمنا الاستاذ/ شوقي بدري


    بوست رايع راقي
                  

05-13-2012, 03:40 PM

محمد الطيب يوسف

تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 3088

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب فضيلي جماع و العنصرية / شوقي بدري (Re: Abdlaziz Eisa)

    التحية لجميع المتداخلين

    أتيت بالمقال لإثراء النقاش

    أجدني أقرب لرؤية أساسي في أن العنصرية الآن ليست كما في السابق وبدأت تندثر بصورة ملحوظة ...
    لا اقول هذا لأني معدود من ضمن الوسط النيلي ولكن لمعايشتي للحراك الاجتماعي الأن ,,,, إندثرت العنصرية بشكل كبير بسبب الوعي الحاصل الآن وأن مازالت قضية المصاهرة تروح مكانها خاصة في المجتمع القروي ولكن عجلة الوعي التي تدور بخطى حثيثة ستتجاوز هذا الأمر في فترة وجيزة وستنحصر العنصرية البغيضة في أضيق الحدود عند ذوي العقول الضيقة والوعي البسيط
                  

05-13-2012, 04:44 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10817

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب فضيلي جماع و العنصرية / شوقي بدري (Re: محمد الطيب يوسف)

    Quote: إندثرت العنصرية بشكل كبير بسبب الوعي الحاصل الآن وأن مازالت قضية المصاهرة تروح مكانها خاصة في المجتمع القروي ولكن عجلة الوعي التي تدور بخطى حثيثة ستتجاوز هذا الأمر في فترة وجيزة وستنحصر العنصرية البغيضة في أضيق الحدود عند ذوي العقول الضيقة والوعي البسيط


    علي العكس
    العنصرية ماشية في أزدياد
    (رغم رغبتكم ورغبتي ورغبة الكثيرين في إندثارها)
    وضع السنوات في الستينات أحسن من وضعه في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين

    في زمن الإنقاذ والديكتاتور البشير
    صارت العنصرية سياسة رسمية للدولة
    (واحد من ملايين الشواهد حديث كرم الله عباس والي القضارف المستقيل مؤخرا عن رد علي عثمان له في مسألة العنصرية، وأحتياج السلطة لها)

    أزدياد الوعي يقول بإنتشار الحريات وإزدهار الديمقراطية ودحر العنصرية وموت القبلية
    ولكن (جماعات) من النخب السودانية
    إستقوت بالجيش وجهاز الدولة لتوقف كل ذلك

    وبذلك ولذلك سيشتد أوار صراع عنيف بين
    الحرية والقهر
    الديمقراطية والديكتاتورية
    الاحادية الثقافية والتعددية الثقافية
    بين المساواة بين البشر والتفوق النازي

    (عدل بواسطة Nasr on 05-13-2012, 07:25 PM)
    (عدل بواسطة Nasr on 05-13-2012, 07:25 PM)

                  

05-13-2012, 06:23 PM

على عجب

تاريخ التسجيل: 06-23-2005
مجموع المشاركات: 3881

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الأديب فضيلي جماع و العنصرية / شوقي بدري (Re: Nasr)

    التحية والاحترام بدء الي الاستاذ شوقي بدري

    وكل من مر علي هذا الخيط.

    من خلال حديث شوقي بدري يفهم ان العنصرية هي حالة ملازمة للانسانية في مراحل تطورها كما

    لها وارتباطاتها التاريخية بعوامل اقتصادية وتوازنات قوي، ولكن الفيصل في نمو وتراجع العنصرية

    هو وجود موقف معرفي وعملي لاجتثاثها مثلها ومثل اي من امراض التخلف الاجتماعي التي تحتاج

    الي سياسة عامة للدولة، فليس كافيا التشدق النظري برفض العنصرية لان العنصرية سلوك يعكس

    ترسبات تربوية وبالتالي لا يمكن التخلص منها دون تحويل المعرفة بخطلها الي سلوك وهو ما يحتاج

    الي ادراجها في المناهج الدراسية وفي نصوص قانونية ولوائح دقيقة المعايير اضافة الي تدريب كل منفذي

    القانون والسياسات علي ماهية الافعال التي تدخل ضمن نطاق المسائلة ومن بعد ذلك تصمم المبادرات

    المجتمعية والاعلامية لجعلها قضية راي عام محورية يتم تناولها والكشف عن معدلات تراجعها وتقدمها

    باحصائيات رسمية حتي يتاكد الناس ان هنالك سياسة قابلة للقياس في مواجهة العنصرية.

    القول بان في اوروبا وامريكا عنصرية حديث سليم لكن الاهم ان العنصرية في هذه البلدان تطبق بشانها

    سياسات تعليمية وتدريبية وعقوبات واضحة المعايير وبالتالي هذه البلدان تسير في اتجاه اجتثاثها وهذا

    هو الفرق بين صناع القار لدينا وتلك الدول.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de