فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-29-2024, 05:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-21-2012, 06:39 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)

    جهود الأفندي المحمومة لعلمنة الإسلام (4 من 6)

    محمد وقيع الله
    الرائد

    الدولة الإسلامية، بالمفهوم الأفندي الرخو، لا يحق لها استخدام القوة حتى ولو تعرضت إلى غزو خارجي!

    الأفندي تغافل عن أن من بين مهام الدولة الإسلامية الأولى أن تطبق الشرائع الإلهية بمعناها الواسع

    أغضى الأفندى عن أمثلة في تاريخ السيرة النبوية كلها يدل على غير ما أراد أن يصل إليه
    لا يشذُّ من يؤبه به من علماء السياسة عن اتفاقهم الإجماعي على أن السياسة هي امتلاك القوة والتمكن من تصريف المصالح العامة الاستخدام الأمثل.

    وهو الأمر الذي لا يتم إلا باستخدام ذلك الضرب من القوة العظيمة الذي تحتكر الدول امتلاكه وتسخره لتحقيق الوظائف المنوط بها تحقيقها.

    ولكن عالم السياسة الدكتور عبد الوهاب الأفندي يخالف هذا الإجماع، ويريد أن يجرد الدولة الإسلامية وحدها من هذه الميزة التي تتمتع بها دول الدنيا قاطبة.

    فالدولة الإسلامية عنده مجرد تجمع طوعي ليس له سلطة إلزامية قهرية على أتباعه.

    وقد اختار الدكتور الأفندي لتعزير هذا الزعم الفاسد حجة انتقائية اقتطعها من حديث غزوة تبوك الذي تحدث عن منع بعض المتخلفين منها:" من المشاركة في أي غزوة أو عمل عسكري آخر. هذه العقوبات وغيرها اعتمدت أساسا على الوازع الأخلاقي، وكانت معنوية صرفة، مما يميزها عن كل الوسائل التقليدية التي تستخدمها الدولة لفرض سلطتها، والتي تعتمد على الحوافز والعقوبات المادية".

    وقد اجتزأ الأفندي هذا الجانب العقابي الذي تعرض له المتخلفون الثلاثة عن الغزوة (كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومُرارة بن الربيع) رضي الله تعالى عنهم، وغفل عن جوانب العقاب الصارم الذي لحق بهم، حيث قررت الدولة الإسلامية أن يقاطعهم عموم مواطنيها، مما يعني ضمنيا أنهم تعرضوا لمقاطعة اقتصادية كاملة، ثم منعت أزواجهم من الاقتراب من فرشهم، وما زالت سلاسل الحصار تضيق عليهم حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت كما عبر القرآن الكريم.

    فهل كان ذلك مجرد عتاب أو ملام معنوي لطيف، كما أراد الأفندي أن يوحي للناس، أم أن الدولة الإسلامية قد مارست حينها قوتها بأشد وأشمل مما تمارسه أي دولة أخرى على مواطنيها؟!

    ولسوء حظ الدكتور الأفندي فإن المثال الذي جاء به يحمل دلالة مغايرة للمعنى الذي استشهد به من أجله بل إنه يدل على معنى نقيض!

    وقد أغضى الأفندى عن أمثلة أخرى كثيرة لا تحصى متناثرة في تاريخ السيرة النبوية كلها يدل على غير ما أراد أن يصل إليه!

    كما أغضى الأفندي عن حقيقة شرعية لا مراء فيها، تدل على أن مهمة الدولة الإسلامية الكبرى هي أن تحرس الدين وتسوس الدنيا به.

    وهذا هو في الحقيقة التعريف الأمثل للدولة الإسلامية عند فقهاء السياسة الشرعية المعتبرين، ولكنه تعريف لا يعترف به الأفندي كما لا يعترف به أشباهه من شيعة الكتاب اليساريين الإسلاميين المحدثين!

    وهنا تغافل الأفندي أيضا عن أن من بين مهام الدولة الإسلامية الأولى أن تطبق الشرائع الإلهية بمعناها الواسع.

    وأن تطبق الحدود الشرعية بمعناها المخصوص، فتوقع العقاب المادي الصارم على من جاوزها، ويدخل في ذلك ألوان من العقاب البدني، الذي نص عليه القرآن الحكيم وجاءت بتفاصيله السنة النبوية الصحيحة.

    تغافل الأفندي عن كل هذا ليتيسر له تمرير زعمه القائل بأن الدولة الإسلامية غير مخولة باستخدام القوة وأنها رابطة طوعية عاطفية معنوية ليس غير.

    ولهذا السبب ربما توجه الأفندي كي يخطئ ثم يدين سيدنا أبا بكر الصديق، رضي الله تعالى عنه، لأنه تشدد ضد من منعوا دفع الزكاة للدولة الإسلامية، كما قال، ظانا أن الدولة الإسلامية لم يكن الحق في استخدام القوة ضد المرتدين المحاربين الجناة.

    جاء هذا في لغة مغالطة متأرجحة حاول فيها الأفندي أن ينسب سيدنا الصديق، رضي الله تعالى عنه، إلى صفة اللين، التي قال إنه عاد وانصرف عنها، من غير وجه حق، إلى استخدام العنف:" إن تقييد استخدام العنف كأداة في السياسة يعد السمة المميزة لنموذج الخلافة الأصيل كما ظهر في عهد الصديق ... وعمر بن الخطاب ... لأن هنالك مفارقة في هذا الأمر، لأن تأسيس الخلافة، وبرغم كونه مثالا نادرا، وربما كان فريدا للدولة الأخلاقية، لم يكن خلوا من العنف, فهذا النموذج ظهر للوجود في الواقع بعد سلسلة من الحروب الشرسة والتي عرفت بحروب الردة, فأبو بكر، الذي نودي به الخليفة الأول للنبي، اتخذ موقفا متشددا ضد القبائل التي رفضت الاعتراف بسلطته وشن حربا ضروسا ضد المتمردين إلى أن هزمهم".

    فبهذا النص أراد الأفندي أن يخطئ سيدنا الصديق، رضي الله عنه، الذي أنقذ الدولة الإسلامية بحزمه وعزمه وتوكله على ربه عز وجل، وحماها من أن تجتاحها جيوش المرتدين، التي كانت تسندها جيوش الفرس المتربصة من وراء الحدود.

    فالدولة الإسلامية، بالمفهوم الأفندي الرخو، لا يحق لها استخدام القوة حتى ولو تعرضت إلى غزو خارجي!

    ولم يكن منطق الأفندي وهو يتطوح في نقد الخلفاء الراشدين على وفاق واتساق.

    وإذا أرت مثالا لتأرجحه وتخبطه، وصدوره عن شهوة شيعية عارمة في نقد الخلفاء الراشدين، فانظر إلى هذا المثال الذي أورده في السياق نفسه والصفحة نفسها، حيث لوى عنان القول، وقام بتثريب الخليفة الراشد عثمان بن عفان، رضي الله تعالى عنه، ووصفه بالتنطع، قائلا إنه لم يستخدم القوة حتى في حراسة نفسه:" لكن هذا المبدأ السلمي تم استخدامه بتنطع عندما واجه الخليفة عثمان ... تحديا مباشرا لسلطته من قبل المتمردين المسلحين، لكنه رفض كل العروض من مناصريه لحمايته بعد أن احتل المتمردون المدينة وحاصروا بيت الخليفة العجوز".

    وهكذا لم ينج الخليفة الراشد الأول، رضي الله تعالى عنه، من لوم الأفندي وتثريبه لاستخدامه ما دعاه بالعنف!

    وكذلك لم ينج الخليفة الراشد الثالث، رضي الله تعالى عنه، من لوم الأفندي وتثريبه لتخليه عن استخدام العنف!

    وهذا القول الأخير إنما يدل على أن قراءة الدكتور الأفندي لوقائع تلك الفترة من التاريخ الإسلامي قاصرة، لأن سيدنا عثمان، رضي الله تعالى عنه، عمل بمقتضى وصية ونبوءة أفضى إليه بسرها حبيبه وصهره الرسول الأعظم، صلى الله عليه وسلم، فامتنع عن حماية نفسه من المهاجمين.

    ولم يكن الدكتور الأفندي مهذبا حينما وصف سيدنا ذا النورين، رضي الله تعالى عنه، بالتنطع.

    ولم يلتزم بأدب العقاد العظيم، الذي سرق منه هذه الملاحظة التي أوردها صاحب (العبقريات)، رحمه الله، في مستهل كتابه (ذو النورين عثمان)، وفيها لم يوجه العقاد نقدا ولا لوما من أي نوع إلى سيدنا عثمان، رضي الله تعالى عنه، وإنما استثمر ملاحظته السديدة لصالح مقارنته وموازنته بين سيدينا الجليلين عثمان ومعاوية، عليها الرضوان، فذكر العقاد أن إحاطة معاوية، رضي الله تعالى عنه، لنفسه بالحرس والجيش هي التي مكنته من تحقيق استقرار الحكم.

    وليس أعجب من تمادي الأفندي في نقد الخلفاء الراشدين، وزرايته بوجه خاص على سيدنا عثمان، عليه الرضوان، إلا أن نراه ينقلب من هذا الموقف إلى الإشادة بمن قتلوه قائلا:" لكن التمرد نشأ كذلك على خلفية أزمة أكبر، وهي أزمة الشرعية، التي يتفق الكثيرون على أنها نشأت بسبب خروج عثمان بشكل ملحوظ عن نموذج الخلافة الأصلي كما بناه الشيخان أبا بكر (كذا في الأصل!) وعمر. وقد وضع المتمردون مطالب محددة تتعلق بالعودة إلى السياسات السابقة التي ضمنت معاملة عادلة ومتساوية للجميع".

    فهو يرى أن الذي انحرف عن النهج الصحيح كان سيدنا عثمان، عليه الرضوان، أما قتلته المجرمون فكانوا، في اعتقاد الأفندي، دعاة للشرعية ومناضلين في سبيل العدالة والمساواة!

    وبهذا النص ونصوص أخرى في كتابه، يؤمِّن الأفندي على مزاعم هؤلاء القتلة المجرمين الأوباش، الذين قدموا إلى المدينة المنورة من أقصى الأمصار، قبل أن تستقر في قلوبهم حقائق الإيمان، وقبل أن ينطبعوا بالتربية الإسلامية الصحيحة، التي تلقاها الصحابة الذين عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتجرأوا من ثم على ارتكاب الجرم الأشنع، بقتل الخليفة المسلم المسالم غير المقاوم الذي كان حينها مكبا على مصحفه يرتل كلام الله.




    ---------------

    جهود الأفندي المحمومة لعلمنة الإسلام (5 من 6)

    محمد وقيع الله


    الأفندي خطا خطوة خطرة ، تفيد أن الدولة الإسلامية لا ضرورة لها وألا حاجة للناس إليها

    الدولة الإسلامية عند الأفندي دولة عنف وقمع ، حتى في عهد أرشد الخلفاء الراشدين

    أفكار عبد الرازق التي تفصل الدين عن الدولة، وتدعو إلى العلمانية، صحيحة في نظر الأفندي

    بعد أن هاجم الدكتور الأفندي الخلفاء الراشدين، ووجه اتهامه إلى الخليفة الراشد أبي بكر الصديق، رضي الله عنه وأرضاه، باستخدام العنف غير المبرر ضد مانعي الزكاة ولأنه :" لم يقبل رأي واجتهاد مانعي الزكاة كما أنه لم يقبل نصيحة قادة الأمة الذين حذروه من قتالهم"، اتجه إلى تأسيس استنتاجه العام القائل إن دولة الخلافة الراشدة لم تكن دولة إسلامية، بل دولة تقليدية تجنح إلى استخدام وسائل العنف،وقال :" هذا الوضع اختلف بصورة جذرية بعد وفاة الرسول (ص)، حيث لم يكن هناك شخص يقوم مقامه ويتمتع بما يتمتع به من كلمة ونفوذ، مما جعل إقامة دولة تقليدية تعتمد على القهر ضمن وسائلها ضرورة لا مفر منها".

    وقد كانت تلك خطوة خطرة خطاها الأفندي باتجاه تأكيد فرضية بحثه الأساسية، التي تفيد أن الدولة الإسلامية لا ضرورة لها وألا حاجة للناس إليها.

    وما فات الأفندي أن يستعين في هذا الصدد بفكر المارق عن إجماع علماء الأمة الإسلامية علي عبد الرازق، الذي كان أول من أثار هذه الفرضية في العصر الحديث في كتابه الشهير (الإسلام وأصول الحكم).

    وقد قام الأفندي بتلخيص أطروحة علي عبد الرازق في أحد فصول كتابه هذا وعقب عليها قائلا إنه قد شابها بعض التشويش الذي أدى إلى :" أن يحرم جهود عبد الرازق وأفكاره من تحقيق المساهمة الإيجابية التي كان من شأن النقاش الجرئ حول قضايا الفكر السياسي أن يحققها".

    فأفكار عبد الرازق التي تفصل الدين عن الدولة، وتدعو إلى العلمانية، وتؤصل لها بأدلة (إسلامية!) هي في جملتها صحيحة في نظر الأفندي لولا ما ثار عليها من تشويش.

    وعندما تراجع المدعو عبد الرازق عن أطروحته لاحقا (ولا دليل في الحقيقة لتراجع عبد الرازق عن أطروحته وإنما جبن فقط عن الاستمرار في التبشير بها) أسف الأفندي لذلك وقال:" فلا نجد مثلا في ما أورده من أسباب لموقفه الجديد أيه إضافة ذات معنى للفكر السياسي الإسلامي".

    فالإضافة ذات المعنى للفكر الإسلامي، بنظر الأفندي، هي تلك التي تنفي وجود الدولة في الإسلام، كما فعل ذلك علي عبد الرازق في كتابه، وكما فعل خالد محمد خالد في كتابه (كما هنا نبدأ)، أما إذا تراجعا عن هذا النفي المنكر فهو أمر لا نفع فيه.

    وفي الحقيقة فإن الثابت هو أن خالد محمد خالد هو الذي تراجع وحده عن رأيه القديم وأصدر في تصويبه كتابه عن (الدولة في الإسلام).

    ثم أخذ الأفندي على عاتقه مهمة تجديد فكر علي عبد الرازق في كتابه عن (الإسلام وأصول الحكم)، وراق له أن يعيد ترديد ما زعمه بشأن الطبيعة العلمانية للدولة الإسلامية فقال:" إن مفهوم الدولة الإسلامية الذي عمر به الخطاب الإسلامي الحديث لا يحتاج للمراجعة الشاملة فقط، بل ينبغي نبذه تماما من مفردات الخطاب السياسي حتى تعود العافية والعقلانية إلى هذا الخطاب. والتعبير البديل الأفضل قد يكون دولة المسلمين، أو الكيان السياسي الإسلامي، أو أي تعبير آخر يعكس حقيقة أن الدولة التي ينبغي للمسلمين ان يسعوا لإقامتها ليست نموذجا جاهزا يتنزل من عل وإنما هي ما ينتج عن الإرادة الحرة للأمة وبالتراضي من أفرادها وجماعاتها".

    ولا يجب أن يدهش القارئ لدى افتراض الأفندي أن الدولة الإسلامية لا يمكن أن تنتج عن الإرادة الحرة للأمة، ولا يمكن أن تنبثق عن التراضي بين من أفرادها وجماعاتها، فهذه هي المغالطة التي ترددت كثيرا في كتابه حتى وسمته بميسمها ووصمته بوصمها.

    فالدولة الإسلامية عنده هي دولة عنف وقمع بالضرورة، حتى في عهد أرشد الخلفاء الراشدين، لأنها لم تسمح للمرتدين أن يرتدوا عن الإسلام، ويخرجوا عن سلطة الدولة الإسلامية، ويحملوا السلاح ليهددوا به أمن المجتمع الإسلامي!

    ورئيس الدولة الإسلامية، وإن كان الصديق، رضي الله تعالى عنه، فهو عند الأفندي، مستبد برأيه، يسير الجيوش لمصادمة المرتدين، ولا يقبل نصيحة قادة الأمة إذا حذروه من قتالهم!

    وقد نسي الأفندي، أو تناسى كما يحلو له أن يتناسى ما لا يخدم حجته، أن أبابكر الصديق، رضي الله عنه وأرضاه، قد حاجَّ معارضيه وناصحيه من الصحابة بحديث نبوي شريف، ما أن سمعوه من فيه الشريف حتى اقتنعوا بموقفه المنيف.

    وعندما رفض الأفندي مفهوم الدولة الإسلامية، ولو جرى تطبيقه في عهد الخلافة الراشدة، فإنه قد أعلن قَبوله لأي نموذج آخر للدولة يختاره المسلمون، ولو لم يتأسس على مفاهيم الإسلام ولم يلتزم بإلزاماته!

    فكأنما أصبح المسلمون حكَما على الإسلام لا محكومين به!

    وهذا المفهوم هو ذاته مفهوم ابن عربي الهائم للدين الذي شرحه في أشعاره المتذبذبة حين قال:



    قد صار قلبى قابلاً كلَّ صورةٍ فمرعى لغزلانٍ وديرٌ لرهـبانِ

    وبيتٌ لأوثانٍ وكـعــبـةُ طـائـفٍ وألواحُ توراةٍ ومصحفُ قرآنِ

    أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب ديني وإيماني!



    وكما كان الحب مهما عند ابن عربي الحاتمي وشرطا وحيدا في صحة دينه، القائم على الحلول والاتحاد ووحدة الوجود، فإن المهم عند الأفندي والشرط الوحيد لقيام دولته المثالية هو أن تسودها مفاهيم الحرية والعدالة والتسامح وغير ذلك لا يهم.

    وبالطبع فلا خلاف بين المسلمين على أهمية مفاهيم الحرية والعدالة والتسامح، التي هي من كبريات مفاهيم الإسلام ومن أهم إلزاماته للدولة والأفراد.

    ولكن يجب أن نلاحظ أن الإسلام لا يقف عند هذه المفاهيم التي يلتقي فيها مع بعض صنوف الفكر الوضعي (الإنسانوي)، وإنما يتخطاها إلى آفاق أبعد يرتادها ويحقق فيها رسالته حيث أن مهمة الرسالة الإسلامية الأولى أن تعين على تعبيد العباد لرب العباد.

    وبالتالي فإن من أولى وأكبر غايات الدولة الإسلامية أن تعين مواطنيها على الاتصاف بقيم الإسلام وتعاليمه وإرشاداته، ومنها ما يختلف كثيرا ويتعارض تعارضا جوهريا مع بعض دعاوى الفكر الوضعي العلماني (الإنسانوي)، الذي يدين به عبد الوهاب الأفندي، ويدعو المسلمين إلى اتباعه ونبذ ما يخالفه من واجبات الدين.




    ---------------------


    في تدهور نوعي : جهاز الأمن يمنع الإسلامي المخضرم الطيب زين العابدين من الكتابة
    June 20, 2012
    (حريات)

    منع جهاز الأمن الإسلامي المخضرم البروفسير الطيب زين العابدين عن الكتابة ، كما أبلغ (حريات) مصدر مطلع وموثوق بصحيفة (الصحافة) التي يكتب بها .

    والبروفسير الطيب زين العابدين أستاذ للعلوم السياسية ، كان رئيساً لمجلس شورى الجبهة الإسلامية القومية إبان الديمقراطية ، وشهد عدد من قادة الجبهة بانه رفض تدبير إنقلاب 30 يونيو ، كما رفض طيلة سنوات الإنقاذ الإستوزار ، وظل متسقاً في إنتقاده لإنتهاكات حقوق الانسان ، وبهذا ظل يتمتع بإحترام واسع وسط كافة القوى الفكرية والسياسية في البلاد .

    وكثيراً ما انتقد البروفسير الطيب زين العابدين فساد الإنقاذ ، وقال في صالون المرحوم سيد أحمد خليفة الأخير أن الإسلاميين ارتكبوا فساداً غير مسبوق في تاريخ السودان الحديث .

    وكتب في آخر مقالاته بصحيفة (الصحافة) 17 يونيو ( …… والمجالات التي تتطلب مراجعة جذرية لإصلاح الحالة الإقتصادية المتردية هي: الفساد الذي استشرى في كل كيان الدولة وعجزت عن محاربته حتى عندما تكتمل وثائقه وتنشر على الناس، الصرف السياسي والسيادي البذخي، ترهل أجهزة الدولة التشريعية والتنفيذية وارتفاع مخصصات الدستوريين، عدم خصخصة شركات القطاع العام رغم السياسة المعلنة وهي مصدر فساد وسوء إدارة، احتكار السلع والخدمات لجهات بعينها قريبة من الحكومة، غياب الشفافية في المعاملات المالية الحكومية، تجنيب الأموال العامة خارج وزارة المالية في بعض الإدارات المتنفذة، اختلال سياسات الأجور في الخدمة المدنية. …..

    …. ان ما سيحرك الشارع ضد السلطة ليس هو الفلس المادي فقط ولكن أكثر منه هو الفلس الأخلاقي والمعنوي. فالحكومة التي يعشعش في جنباتها الفساد ولا تعدل في صرف الأموال العامة على الخدمات الضرورية للإنسان (صحة وتعليم ومياه) ولا في توزيع الدعم المركزي على الولايات، وتنافس الناس في أرزاقهم عن طريق شركاتها الاحتكارية ووزرائها ومحاسيبها، وتفشل في توفير العمل للعطالة حتى في أوساط الخريجين الذين تضخمت أعدادهم دون جدوى علمية أو اقتصادية، والتي تشعل نيران النزاعات في أنحاء البلاد بحلول عسكرية لا طاقة لها بها، وتطول القائمة… مثل هذه الحكومة لا حق لها في مطالبة الناس بربط الأحزمة على البطون لأنها تضرب أسوأ مثل في التضحية والعدالة وحسن الإدارة والتصرف في المال العام. وينبغي للحكومة أن تحسن قبل فوات الأوان قراءة بعض المؤشرات الواضحة التي تأتيها من صلب أعضائها الملتزمين داخل الحركة الإسلامية والحزب الحاكم، فقد بدأت مذكرات الململة والاحتجاج من قطاعات مقدرة في الحركة الإسلامية والتي نشرت على الملأ، وأصبح البرلمان يصدع بالنقد في وجه الحكومة أكثر من أحزاب المعارضة، وبدأت ظاهرة الاستقالة من المناصب الوزارية وكشف الوزراء لفساد سابقيهم في المنصب. ولا تكاد تجد في منتديات الناس من يتصدى للدفاع عن سياسات الحكومة الخرقاء، وسيكتشف الناس قريباً أن دابة الأرض قد أكلت منسأة الإنقاذ وما بقي لها إلا أن تخر على الأرض! ثم إن هذه الحكومة قد بقيت معنا بشخوصها وسياساتها أطوّل مما ينبغي! فهلا رحلت عنا حتى يذكر الناس لها بعض الخير في مقبل الأيام.) .

    وسبق وأوقف جهاز الأمن عدداً من الصحفيين عن الكتابة أبرزهم الأساتذة حيدر المكاشفي ، فايز السليك ، زهير السراج ، رشا عوض ، أبوذر الأمين ، خالد فضل ، اشرف عبد العزيز، أمل هباني، عثمان شبونة ، مجاهد عبد الله والطاهر أبو جوهرة .

    ويعتبر إيقاف البروفسير الطيب زين العابدين تطوراً نوعياً ، فلم تعد الإنقاذ تضيق بمنتقديها من التيارات الأخرى وحسب ، وإنما كذلك بالإسلاميين المستقلين ، بقامة وتاريخ الطيب زين العابدين .










                  

العنوان الكاتب Date
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-03-12, 11:16 PM
  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-04-12, 08:48 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-05-12, 04:56 PM
      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-08-12, 05:26 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-08-12, 11:21 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-08-12, 08:54 PM
            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-10-12, 04:49 AM
              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-10-12, 06:33 AM
                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-11-12, 09:45 AM
                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-15-12, 06:06 AM
                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 عمر دفع الله04-15-12, 08:27 AM
                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-16-12, 04:31 AM
                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-17-12, 06:39 AM
                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-19-12, 05:24 AM
                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-22-12, 05:11 AM
                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-23-12, 05:54 AM
                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-25-12, 11:14 AM
                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-26-12, 09:03 AM
                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-29-12, 07:32 AM
                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-30-12, 11:25 AM
                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-01-12, 10:51 AM
                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-03-12, 07:56 AM
                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-06-12, 05:09 AM
                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-06-12, 05:44 AM
                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-06-12, 07:08 AM
                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-07-12, 07:04 AM
                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-07-12, 08:33 AM
                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-08-12, 06:32 AM
                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-09-12, 09:43 AM
                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-10-12, 07:52 AM
                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-14-12, 09:48 AM
                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-16-12, 11:02 AM
                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-17-12, 06:14 AM
                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-20-12, 09:51 AM
                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-21-12, 05:42 AM
                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 أحمد أمين05-21-12, 08:13 AM
                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-22-12, 11:12 AM
                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-24-12, 08:56 AM
                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-27-12, 09:22 AM
                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-30-12, 09:58 AM
                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-31-12, 10:51 AM
                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-03-12, 08:59 AM
                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-05-12, 06:28 AM
                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-07-12, 09:37 AM
                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-12-12, 06:53 AM
                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-12-12, 11:06 AM
                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-13-12, 05:55 AM
                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-14-12, 07:25 AM
                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-14-12, 09:42 AM
                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-18-12, 11:21 AM
                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-19-12, 10:50 AM
                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-21-12, 06:39 AM
                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-24-12, 07:55 AM
                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-25-12, 06:51 AM
                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-25-12, 10:00 AM
                                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-26-12, 07:48 AM
                                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-28-12, 04:58 AM
                                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك07-01-12, 04:59 AM
                                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك07-01-12, 08:02 AM
                                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك07-02-12, 05:14 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de