فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 11:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-17-2012, 06:14 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 (Re: الكيك)


    لا للمزايدات الاعلامية، فالحركة الاسلامية فكر تنويري تربوي!! .
    بقلم: د. أبوبكر يوسف إبراهيم
    الأربعاء, 16 أيار/مايو 2012 21:43


    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى: ( هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية
    هذا بلاغ للناس
    بقلم: د. أبوبكر يوسف إبراهيم*
    [email protected]

    توطــئة:
    - تابعت باهتمام شديد برنامج " حتى تكتمل الصورة" لمقدمه الإعلامي الطاهر التوم الذي استضاف فيه الدكتور كمال عبيد والاستاذ عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة " التيار" اليومية على ضوء اجتماع شورى الحركة الاسلامية ، ولا أريد أن أخوض أو أدخل في تفنيد المغالطات التي أبداها الأستاذ عثمان ميرغني ولا محاولة اثنائه على إصراره لتسجيل الحركة الاسلامية كتنظيم رغم محاولة الدكتور كمال أن يزيل اللبس والخلط الذي وقع فيه الاستاذ عثمان ميرغني وهو الذي تربى وتشرب بفكر الحركة حتى اختار لنفسه تياراً مخالفاً وهذا حقه، ولكن ليس من حقه أن " يضرب ويلاقي" كمن يحاول دس السم في العسل للتشويش على فكر الحركة الاسلامية اعلامياً وهو يعلم مدى تحصين الأنفس والأرواح في نهج ومنهج التربية داخل الحركة.،
    - من المعلوم أن الخارج أو المنشق على جماعة وكان واحد منها هو من أهل البيت فأنه يعرف عنها أكثر من غيره إلى يوم خروجه ولكن ليس من الأمانة بمكان أو من أاحترام أدبيات الاختلاف - ولا أقول الخلاف - أن توظِّف ما سمعت من عصف الأفكار وعرضها تبايناتها واختلافاتها واتفاقاتها وتحاول تفسيره لغير مقاصدها كأداة لإثبات أنك على صواب والآخر قبض الريح.
    المتــن:
    - لكن ما أحاول هنا توضيحه للأستاذ عثمان ميرغني بجهد المقل الذي إن أخطأ فله أجرٌ وإن أصاب فله أجران، ولا يدعي امتلاك الحقيقة وغيره قبض الريح، ومع إيماني بحرية التعبير لكني لا أتعدى حدود اللياقة وأدبيات الحوار والاختلاف كما فعل الاستاذ عثمان ميرغني في استعمال تعبير " تدليس" وهي لصفةً من النقائص التي تمس الأمانة، ولا تشبه الاسلاميين عموماً على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم ، فربما قد خان الرجل التعبير وهو الصحفي الذي يزن الكلمة قبل خروجها من فمه، كما أن الأستاذ عثمان حاول لزج باسم الدكتور الشيخ الطيب زين العابدين وهو رمزٌ له التقدير والاجلال والاحترام منا مهما اختلفنا معه في الوسائل، لأنني من الموقنين بأن ليس هناك اختلاف على المقاصد، وكما أننا تربينا على نهج ومنهج الاسلام فنحن نحترم كبيرنا ونوقره ولا داعي لكي يزايد زيدٌ أو عمر ويزج باسم الشيخ الدكتور الطيب زين العابدين في غير موضعٍ يستدعي ذلك، اللهم إلا لو كان لمجرد أن يحاول إثبات خطله الفكري.


    - كان الاستاذ/ عثمان ميرغني – طوال مدة الحلقة - يصر ويحاول اقناع الدكتور كمال عبيد بأن الحركة الاسلامية هي تنظيم سياسي واجب تسجيله كما تسجل السيارة في إدارات المرور حتى أخرج رخصة مركبته ليدلل على فكرته، ودون أن يتقبل أو يعترف ويدرك مبدأ أن الحركة الاسلامية هي مجموعة من البشر تواضعت فكرٍ آلت على نفسها وعاهدت الله على نشر هذا الفكر الاسلامي التنويري، كنهج ومنهج تربوي يجذب إليه الشيب والشباب من ذكرٍ وأنثى ليُنَشأ الجيل والاجيال القادمة على هدىً واستنارة بشئون دينهم وأن يكون ملماً بالدين والعبادات، متفقهاً في شئونه في دنياه وآخرته، وكون الاسلام معتقد ومنهج متكامل لإدارة شئون الحياة يشمل كل مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدفاعية وفهو لا يحتاج لترخيص ولا تسجيل لدى سلطة ما حتى يصبح شرعياً لأنه أصلاً يستمد شرعيته كونه رسالة إلهية، وأيضاً لأن الفكر في عمومياته مسألة معنوية روحية، وأن المنسوبين/ المنسوبات للدين الاسلامي لا يعملون أو يعملن في الخفاء ولا يزاولون/ يزاولن أمراً منكراً ممنوعاً ومحظوراً، أو أنه نشاط ربحي تتحصل عليه الدولة عوائد وضرائب حتى لا يقال أن صاحبه يتهرب من دفعها!!


    - سأعطي أمثلة عن مجموعات فكرية دينية سواء كانت صوفية أو طائفية- ليس انتقاصاً بل تمجيداً- فنطرح السؤال التالي: هل يستوجب لشيخ طريقة صوفية أن يطلب إشهار طريقته وترخيصها من السلطات أم أنها دعوة دينية تربوية روحية تستمد شرعيتها ومشروعيتها من الدين والشريعة؟! هل يقبل عقلاً ومنطقاً أن نطلب من طائفة دينية ككيان الانصار أو كيان الختمية أن تسجل الطائفة لدي السلطات؟!.. هل طُلب من كارل ماركس أو فريدريك انجلز كمفكرين أن يسجلا براءة إتراع تفكيرهما لدى أي السلطات الألمانية أم أنهم استمدوا شرعية فكرهم من اعتراف بعض الفئات المجتمعية بفكرهم فاكتسبوا جماعة من الاتباع المؤمنين فكرياً بنظريتهم؟! فما بالنا بمعتقد ديني أنزله الله على عبده محمد بن عبدالله نبياً ورسولاً للهدى، ونطلب من الحركة الاسلامية التي تستمدّ شرعيتها ومشروعيتها من هدي السماء، ودينٌ الاسلام المنزل من عند الله وفيه هدىً ورحمة للناس والعالمين. فهل يحتاج الأمر لسطلة بشرية مثلنا مثلها أن يُرَخص لنا ممارسة شعائر ديننا ، والاسلام نعمة نحافظ عليها بالشكر، والشكر لا يتم إلا بالمنافحة والمجاهدة لتحقيق مقاصد هذا الدين، والحركة الاسلامية وأنصار السنة وهيئة علماء المسلمين والأخوان كلهم يدعو لتربية فكرية اسلامية من خلال رسالة خالدة أنزلت للعالمين، فهل نطلب من سلطة بشرية أن تُرخص لنا ممارسة عباداتنا والدعوة إلي نشرها وكذلك المجاهدة في تربية الشباب ونحن نؤمن بدين سماوي تكفل - ووعد الله حق- بحفظه وهو القائل( إنّا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون).. الآية؟!


    - عندما صدع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بالدعوة في جزيرة العرب هل احتاج من قريشٍ لترخيص ما حتى يدعو لسبيل ربه وينشر الدعوة المنزلة عليه، أو حتى طلبت قريشٍ منه أن يسجل الدين الذي يدعو له في دار الندوة؟!.. إن الدعوة ما هي إلا تربية روحية وفكرية ترتقي بالنفس من غياهب الجهل والبدع، وقد تواضعت عليها مجموعة من الناس على مختلف أعمارهم وأجناسهم وعروقهم سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً وهم يفرقون بين مجموعتهم التربوية الروحية الفكرية فرقةً ترتقي بالروح وتنقي الجسد من كل شائبة تقود لارتكاب المعاصي.
    الحاشـية:
    - لما كان الدين الحنيف نهج حياة متكامل فهذا لا يمنع ولا يحجر على الحركة الاسلامية أن تسهم وتلعب دور في جميع المناشط التي تعتقد أنها تستطيع أن تقدم فيها للمجتمع من العطاء ما ينفع الناس، ولا أحد يمنعها أو يحجر عليها أو يصادر حقها من أن تؤسس وتسجل أجسام تنظيمية تسجل لدى السلطات حزب يمثل توجهها الاسلامي الحضاري عبر القنوات القانونية كتنظيم سياسي وأن تكون من أهداف الحزب العمل على بسط وتنزيل ظلال ومبادئ الشريعة ومقاصدها على جميع تعاملات المجتمع الدنيوية السياسي المختصة في المجالات الحياتية المختلفة، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية أو طوعية خيرية ، وأيضاً جمعيات تُسجّل لتعمل إحياء نار القرآن وتطبيق الشعائر التي عملت التيارات الفكرية الشيوعية الالحادية والليبرالية والعلمانية بجهد كبير على تصوير أن تطبيق الشريعة وتنزيلها إلى كافة مناشط الحياة الدنيوية مع تربية وتهذيب النفس على أساس عقدي والذي منه نبع فقه المعاملات ما هو إلا رجعية المراد بها إلهاء الشعوب، فالدين عندها أفيون الشعوب!!.فالحركة الاسلامية هي في واقعها حركة إسلامية، أخذت جميع أفكارها الأصولية من حركة الإخوان المسلمين، وتربى أفرادها على مؤلفات الأستاذ البنا، وسيد قطب، ومحمد الغزالي، وأبو الأعلى المودودي، وفكرها مرتبط بالهوية الإسلامية، والبعد عن الانتماء إلى الولاءات الأخرى, وتدعو لإحياء مجد الإسلام، وذلك بإتمام الدين وإقامة جوانبه التي أُميتت أو ضعفت.


    - إن الحركة الاسلامية في السودان هي في حالة حراك دائم ينتج عنه إثراء وتلاقح الأفكار لأنها تعتمد الشورى في هياكلها، والشورى في الاسلام تدعو للاجتهاد في والإبداع الفكري لينتج افكاراً بناءة وحتى المخطئ في اجتهاده فله أجر، إن الشورى لها ضوابط وأدبيات في إدارة وفن الحوار والاختلاف واحترام الغير والذات وأن ديننا يأمرنا بإنزال الناس منازلهم إن الشورى في الاسلام ليست كما هي في الأنظمة الوضعية، ففي كثير من الأحيان نلاحظ الممارسات الخاطئة للديمقراطية التي ذهب البعض إليها فلم يعد هناك حداً فاصلاً بين الفوضى والممارسة الرشيدة. فالحركة الاسلامية في السودان تأسست على مبادئ وأهداف جماعة الإخوان المسمين في مصر وتأثر بالجماعة في مصر كثير من الذين ابتعثوا للأزهر الشريف لذا كانوا نواة جماعة الأخوان المسلمين ثم توالى التطور إلى جبهة الميثاق الاسلامي ومرشدها ورئيسها الشيخ الدكتور حسن الترابي ولا أحد ينكر عطاءات الرجل ومجاهداته في تأسيس جبهة الميثاق الاسلامي وتطورها إلا جاحد، سواء اتفقنا أو لم نتفق مع أطروحاته الأخيرة. لقد نشأت الحركة الاسلامية في السودان كجماعة وعظ وإرشاد وتربية الناشئة تربية اسلامية روحية وتعريفهم بدينهم، وتقوم دعوتها على تبليغ فضائل الإسلام لكل من تستطيع الوصول إليه، ملزمةً أتباعها بأن يقتطع كل واحد منهم جزءً من وقته للمجاهدة والمنافحة الدعوة لنشر فضائل الاسلام بعيداً عن التشكيلات الحزبية والقضايا السياسية فهذه المهمة تترك للحزب، لذا كان يلجأ أعضاء الحركة الاسلامية في العمل على الترويج ونشر فكرها بمخالطة جميع شرائح المجتمع في المساجد والدور والمتاجر والنوادي، وإلقاء المواعظ والدروس والترغيب في في مجاهدة النفس والالتزام الاخلاقي بثوابت الدين.
    الهامـش:
    - أرى أنه حينما نخاصم يجب أن لا نفجر في خصامنا ومن حقنا أن نحقق طموحاتنا ولكن بشرف لا أن نمارس للمزايدات الاعلامية كوننا نملك وسائلها أو النفاذ إليها حتى لا يأخذ النقاش وكأنه نوع من أنواع الابتزاز الاعلامي وللنأي به عن هذا الانطباع يجب أن نتوخى العقلانية والموضوعية، فالحركة الاسلامية هي فكر تنويري وتربوي سيظل هكذا حتى يرث الله الأرض وما عليها، فالذين يعتبرون أن الحركة الاسلامية هي مطية لتحقيق مآرب دنيوية لم تتحقق ، فمن غير المقبول أخلاقياً ومن غير اللائق أن تذم وتقدح فيها، وتعتقد أن هذا هو السبيل لتصفية حسابات شخصية وتراكمات نفسية، كما أن من نافلة القول أن نذكر ونوضح عسى أن نزيل اللبس والخلط الذي جرى إيهام المشاهد المسمع به ضمناً أثناء الحوار، وعلينا أن نوضح أنه ليس هناك ما يسمى الدولة الدينية بل هناك دولة مدنية وقد نشأت نواتها في المدينة المنورة في عهد رسولنا محمد رسول الهدى والهداية صلى الله عليه وسلم وهناك دولة عسكرية حسب ما جاء في تفسير الفقيه الدستوري الدكتور أحمد كمال أبو المجد.!!
    كفاية كده.. وأسأل الله لي ولكم أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا.. أقعدوا عافية

    • كاتب وشاعر( عضو رابطة الاعلاميين بالرياض)


    --------------------


    محمد الأمين خليفة وكبوة جواد ..

    بقلم: عقيد م. هاشم بريقع
    الأربعاء, 16 أيار/مايو 2012 11:08

    bushra guma [[email protected]]


    نشرت صحيفة التيار فى الأيام القليلة الماضية حلقات من سرد تاريخى للعقيد د. محمد الأمين خليفة تحت عنوان (تجربتى من ود بنده الى القصر الجمهورى) وقد وقع بين يديّ عدد الأربعاء 16/5 وهو العدد الذى تصادف فيه سرد أطراف من أحداث ليلة إنقلاب الإنقاذ وما قبلها وما بعدها من وجهه نظر العقيد خليفة .


    قال العقيد محمد الأمين خليفة فى معرض حديثه للتيار (أيضاً قمت بتأمين الوحدات والأسلحة بمنطقة الخرطوم بحرى مثل سلاح النقل والمهمات والصيانة وكتيبة المظلات بشمبات ) فالذى عناه محمد الأمين خليفة هو تأمين التغيير وهى الأعمال التى تسبق أعمال التغيير ونجاح الإنقلاب وسلاح المهمات كنت انا قائد التنفيذ فيه ، وقد شاهدة العقيد محمد الأمين خليفة عند بوابة سلاح المهمات لمدة دقبقة أو دقيقتين إنطلق بعدها راجعاً ، ودون أن يقابلنى وكان حضوره فى ضحى يوم الجمعة وبعد أن قمت بتنوير القوة من الضباط والرتب الأُخرى وتوزيع المهام ، فلقد نسب محمد الأمين خليفة كل شئ الى نفسه ولم يتفضل بإثبات الحق لأهله وأنا زميله وإبن دفعته ، والله عز وجل يحذر من سوء عاقبة الذين يريدون أن يُحمدوا بما لم يفعلوا لقوله تعالى : (فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ ) صدق الله العظيم .


    ويتوعد نبينا عليه الصلاة والسلام ويحذر من (غمط الناس) وذلك فى حديث الكبر ، ولكى يعرف الناس من الذى قام بتأمين سلاح المهمات نعيد ذكر أحداث هذا التاريخ الذى لحسن الحظ جل شهوده من الأحياء فأقول : إن ليلة الخميس حسب جدول الإستعداد السارى كانت من وأجب زميلى العقيد الطيب الصديق ، فقمت أنا بإستبدالها له بليلة الإثنين القادم بحجة أنه عندى مهمه خاصة فى ذلك اليوم ، وحيث لم يكن الزميل الطيب على علم بهذا العمل ، والضابط الوحيد الذى رافقنى بتلك الليلة هو ملازم إسمه زكريا جاء من الإستخبارات ، وقد إفترش زكريا مرتبة على أرض المكتب نام عليها ، وبقيت طوال الليلة بين الجلوس على مكتبى ، والطواف على مرافق الوحدة وبيدى جهاز الإتصال وهو من الأجهزة التى كانت تعمل على الشبكة العامة التى تربط بين القيادة العامة والمدرعات والإذاعة وغيرها ، وصليت فجر الجمعة 30/ يونيو بوضوء العشاء ليوم الخميس 29/يونيو ، بدأت بإيقاظ وتنوير العقيد الأمين التجانى قائد ثانى سلاح المهمات والذى كان مبيته فى تلك الليلة فى إطار الإستعداد 100% ، ومن ثم قمنا بجمع وتنوير الضباط والصف والجنود .


    أذكر أنه فى نهار ذلك الخميس كان علىّ أن أذهب الى الدروشاب من أحياء الخرطوم بحرى لإحضار أُسرة اخى (حسين) إلى مكان قرب القيادة بالخرطوم ليسافروا على عربة إلى الاُبيض ،قال لى أحد أقارب الأُسرة بالدروشاب (ياخى متخلصونا من الجماعة ديل ) أخفيت شعورى بالمفاجأة وقلت له مداعباً مموهاً (حتأيدونا؟) فقال : بحماس شديد (نموت معاكم) وقلت له : ممعناً فى التمويه والدعُابة (إستعدوا) ، وأخبرونى بحاله صباح الجمعة ، عندما علم أننى أحد أبطال هذه الثورة التى تفجرت .
    وأخيراً تأتى هذه السطور إضطراراً لأ لحاجة سوى إحقاقى الحق ، ونؤكد هنا على حقيقة غائبة هى : أن أبطال ذلك التغيير لم يعرف منهم إلا الذين برزوا على سطح الأحداث من خلال المناصب ، أما الباقين فلم يعرفهم أحد حتى الأن وإختفت ملامحهم بين الرخام ، وأعتقد أن هذه تعتبر لعنه فى مسار الإنقاذ وحيث تم تقديم عشرات أضعافهم من كل نطيحة وسائبه ، ولقد فتح محمد الأمين خليفة صفحة فى تاريخ الإنقاذ ما سعينا يوماً الى فتحها ، وهى صفحة أبطال الظل التى ضُرب عليها بسور ظاهره السرية وباطنه دفن الرجال وطمس عطائهم وتضحياتهم . وظللنا هذه السنين ننتظر مجرد كلمة طيبة فى حقنا أو دعوة صالحة ، فلم نظفر من أحد بشئ من هذا أو ذاك ، وسنبقى –(إن حيينا) متفرجين حتى ترفع الأمانة ويبقى حسابها .

    عقيد م. هاشم بريقع
    0912245275


    --------------------



    الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام لـ«الأحداث»:

    نادمون ونرفض الانقلاب ولو كان ضد هذا النظام


    حوار: يوسف الجلال – تصوير: إبراهيم حسين



    قطع الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر بأن حزبه لن ينفذ أو يدعم أيما انقلاب, حتى لو جاء ضد نظام المؤتمر الوطني، على حد قوله. وشدّد على أن المؤتمر الوطني يتعامل مع حزبه بعقلية المؤامرة, استنادا إلى الفترة التي أمضياها في تنظيم واحد. وقال في حواره مع «الأحداث» إن الشعبي لن يكرر تجربة الانقاذ أبدا, وعلى الوطني أن يعي أننا تجاوزنا مربع الانقلابات, وأردف يقول: « نحن على يقين بان السودان لن ينجح فيه أي انقلاب», واستغرب عمر الهجوم الضاري الذي شنه نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع علي نافع على المعارضة ووصفه لها بالخائنة والعملية, وقال إن نافع منزعج لاننا أوصدنا ملف الحديث في كل القضايا وصوبنا جهدنا لاسقاط النظام, ورأى كمال أن إحالة مساعد الامين العام لحزبه إبراهيم السنوسي وأمين الكهرباء على شمار للقضاء تسويف, لجهة أن كليهما أمضى مدة الاحتجاز المسموح بها في قانون الأمن الوطني، وانتهى الأمين السياسي إلى أنه ليس أمام المؤتمر الوطني سوى «الهبوط الناعم» والقبول بالحكومة الانتقالية, وزاد: «اذا رفض الوطني هذا فليستعد للثورة الشعبية قريبا جدا», مشددا على أن كل اشراط الثورة ومسبباتها متوفرة, ولاسيما في الغلاء والضائقة المعيشية, وتزايد جبهات الحرب, ونفى عمر وجود أيما اتجاه أو نية لتغيير اسم المؤتمر الشعبي أو انشاء حزب جديد. وقال إن المؤتمر الشعبي يعد نموذج المفاصلة, وأن الشعبيين يعتزون بحزبهم كنموذج جيد. وزاد: «إن اسم الشعبي وبرنامجه يصلح للاستمرار في العمل السياسي». بيد أنه عاد ونوّه إلى إمكانية تغيير اسم الشعبي بعد الاطاحة بالنظام, ومضى يقول: «اذا قدرنا الانفتاح أكثر على الناس بعد زوال النظام الحالي, فيمكن أن نفكر في إنشاء حزب باسم جديد, لكن في الوقت الحالي افتكر أن المؤتمر الشعبي ماض في أداء دوره ورسالته».
    } بعد انقضاء المدة القانونية الواردة في قانون جهاز الأمن والمخابرات الوطني تمت إحالة المحتجزين ابراهيم السنوسي وعلي شمّار إلى القضاء, كيف ترون هذه الخطوة؟
    جهاز الأمن مارس سلطته في الاعتقال بموجب المادة (34), وقام باعتقال السونسي وشمّار, ولم يكن تطبيق القانون سليما, ولأن كليهما لم يخطر باسباب الاعتقال, الذي تجاوز المدة المسموح بها بثلاثة أيام, ليتم تحويلهما إلى نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة بتهم تتعلق بالمادة (50) التي تتحدث عن تقويض النظام الدستوري, والمادة (58) التي تتحدث عن تحريض القوات المسلحة ضد الدولة, لأن كل المشكلة تتمثل في أن المحتجزين كانا في طريقهما إلى الخرطوم من جنوب السودان, وهذه جريمة عند المؤتمر الوطني في إطار الهجمة على الجنوب, ووقتها لم يكن الوطني يرغب في أيما علاقة مع الجنوب, بعد أن فصلوه, وهم يعلمون أن المؤتمر الشعبي يملك علاقة مميزة مع الجنوب, وهناك حزب باسم المؤتمر الشعبي في الجنوب, والسنوسي ذهب لتفقد أحوال الحزب, وأحوال المسلمين هناك, وليس هناك أي غرض غير هذا.
    } لكن جهاز الأمن يتحدث عن أنه ضبط وثائق تدعم توجيه التهم إلى المحتجزين؟
    جهاز الأمن يعمل بعقلية السلطة, والوثائق التي يتحدث عنها تمنيت أن يقدمها للرأي العام, لكنه لن يفعل ذلك, لأن هذه الوثائق تحمل رؤيتنا للنظام القائم, واحتمالات سقوطه, وقلنا فيها أن الحزب الحاكم أما أن يسقط بثورة شعبية وإما بعمل مسلح وإما بانقلاب عسكري. ونحن قلنا إننا سنعمل على اسقاط النظام بالثورة الشعبية, لكن لأن الحزب الحاكم عقليته مريضة وتؤمن بالمؤامرة وفوبيا الانقلابات, ظن أننا نخطط للاستيلاء على الحكم بانقلاب عسكري, مع أننا ضد الانقلابات.
    } لكن المؤتمر الوطني يتحدث عن أن الشعبي له سوابق وسبق ان تورط في محاولتين لاستلام السلطة بعد المفاصلة؟
    اذا كان هناك مأخذ على المؤتمر الشعبي فانه يتمثل في أننا خططنا من قبل لانقلاب الانقاذ وأتينا بهم, لكن نحن بعد المفاصلة أعلنا توبتنا من الانقلابات, وقلنا إننا لن نكرر السيناريو مرة أخرى. والتهم التي تحدث عنها النظام والتي كان متهم فيها نائب رئيس الجمهورية الحالي الحاج آدم وآخرين, لم تتم فيها إدانة حزب المؤتمر الشعبي, , وحتى الآخرين الذين أدينوا من عضوية الحزب ليس لهم صلة بالانقلاب, ونحن سنعمل ضد أي انقلاب, حتى لو حدث ضد هذا النظام. والتجربة التي خضناها في الانقاذ لن نكررها أبدا.
    } عفوا.. هل التوبة السياسية كافية, لأن يصفح الشعب عنكم؟


    نحن حزب يقوم منهجه على عبادة الله, والسياسية عندنا عبادة, وعندما نقول إننا تبنا, فإن ذلك يعني أننا نادمون على ما فات, وأننا سنعمل على تغيير الواقع واسقاط النظام الحالي, لأننا على يقين أن السودان لن ينجح فيه أي انقلاب.
    } في الوقت الذي كنتم تتاهبون فيه لاستقبال شمّار والسنوسي, قامت السلطات الأمنية باحالتهما للقضاء, بعد أن أمضيا في الاحتجاز المدة المسموح بها وفقا لقانون الأمن الوطني, كيف ترون ذلك؟
    نحن نعتقد أن هذه الخطوة تمثلا تسويفا جديدا, لأنه لا يُعقل أن تحتفظ بمعتقلين لمدة أربعة أشهر ونصف الشهر, ثم بعد ذلك تقول إنك ستقدمهم للمحاكمة! وهنا لابد من أن نسأل عن الأسباب التي جعلت الأجهزة الأمنية لا تُقدم السنوسي وشمّار إلى الجهاز القضائي إلا بعد انقضاء المدة المسموح بها وفقا لقانون الأمن؟. ولا يعقل أن يقوم شخصان بتقويض النظام الدستوري, أو بتحريض القوات المسلحة ضد الدولة, وهذا يدخل تحت طالئلة التسويف.
    } أنت تقول إن إحالة السنوسي وشمار الى القضاء يندرج تحت طائلة استغلال الجهاز القضائي, وفي ذات الوقت ينتوي حزبكم الدفع بمذكرة إلى القضاء يطالب فيها بالافراج عن المحتزين, ألا يعد هذا تناقضا؟
    هذا هو المتاح لنا, ونحن ظللنا نتباع مع الأجهزة القضائية منذ المفاصلة وسنستمر, لكننا لا نعول على هذه الأجهزة, وسنستمر بوسائل أخرى للضغط والتعبئة السياسية.
    } لكن هذه التعبئة يقودها الشعبي لوحده, بينما تقف المعارضة صامتة وربما شامتة تجاه أزماتكم, في حين أنكم دائما ما تسعون الى مساندة معتقلي المعارضة؟
    أنا أتحدث معك حاليا بصفتي مسؤول اللجنة القانونية في تحالف قوى الاجماع الوطني, الذي قرر في آخر اجتماعاته, في يوم الأربعاء الفائت بدار «حق», أن يتولى ملف السنوسي وشمار برمته. والقضية الآن أصبحت قضية المعارضة. صحيح أن هناك أشخاصاً يتحركون في الشعبي من أجل القضية, لكنهم يتحركون تحت مظلة قوى الإجماع الوطني, وهناك محامون سيشاركون في القضية, وسنخلق زخم سياسي في المرحة القادمة, ليس للسنوسي أو شمار بل لكل المعتقلين.


    } عفوا.. لكن القوى السياسية منفردة أو مجتمعة عاجزة عن اسقاط النظام؟


    يا عزيزي التغيير الذي حدث في الدول العربية لم تفعله الأحزاب, وعملته الشعوب, والسودان فيه أحزاب قوية, ومرتبة ولها ارتباط بالشعوب, صحيح أن الربيع في السودان تأخر, لكن هناك أسباب أهمها التضييق الأمني.. نحن نعمل على إسقاط النظام, وأعددنا طرائق الحكم بعد زوال هذا النظام, وأعددنا رؤيتنا لقضايا الديمقراطية والحكم الرشيد, واعتقد أن المعارضة هي المخرج من الأزمة الخانقة التي يعيشها الوطن.
    } لكن المعارضة تعصف بها مشكلاتها الداخلية وأنتم في المؤتمر الشعبي موضع تسريبات تقول بأنكم ليسوا على قلب رجل واحد؟
    هذه فبركة من إعلام المؤتمر الوطني, الذي يتحدث عن خمسة مجموعات تسعى للإطاحة بالأمين العام, لكن على أرض الواقع ليس هناك نية للاطاحة بالترابي, وليس هناك منفستو لحزب جديد, وليس هناك مذكرات, والذي يحتاج إلى مذكرات هو المؤتمر الوطني, لأنه حزب يعاني خلل تنظيمي, ولنا معلومات عن مذكرات قادمة, نحن عندنا عدد من الناس شغالين داخل المؤتمر الوطني, وهو الآن عبارة عن «كيمان», وأولاد مناطق وأولاد قبائل وكل قبيلة تعمل لوحدها, والحديث عن أن الترابي أعد منفستو لحزب جديد كذبة, ولا يوجد تفكير في حل المؤتمر الشعبي لأنه يقوم على نظام أساسي, والترابي هو الأمين العام, لكنه لا يستطيع حل الحزب؛ لأن هذه الخطوة بيد اجهزة الحزب ونظامه الاساسي ومؤتمره العام, ونحن نختلف عن كل الأحزاب في أننا نطبق القضايا التي نطرحها, والمؤتمر الشعبي هو نموذج المفاصلة, ونحن نعتز بالمؤتمر الشعبي كنموذج جيد, ونعتبر أن اسمه وبرنامجه يصلح للاستمرار في العمل السياسي. ونحن لا نملك أزمة أسماء ويمكن بعد الإطاحة بالنظام - إذا قدرنا الانفتاح أكثر على الناس- ان نفكر في انشاء حزب باسم جديد, لكن في الوقت الحالي افتكر أن المؤتمر الشعبي ماض في أداء دوره ورسالته.


    } لكن هناك من يقول إن الشعبي لم يحقق أهدافه منذ المفاصلة؟

    نحن لم نتوقف عند قضية واحدة, ونحن في حالة تجديد مستمر في البرامج والأمانات والقيادات, وهم – يقصد المؤتمر الوطني – من وقفوا في موقعهم, هم الآن ليس لديهم مفكر, وليس لديهم حزب, والحزب يقوده شخص واحد, والآن هناك حزب جديد يطرح نفسه بطريقة قبلية, ويعمل في اتجاه منافسة المؤتمر الوطني, ويعتبر أنه ليس الحزب الأنسب, ونحن ليس لدينا أزمة, وفي كل يوم نجدد المعاني التي نتحدث عنها.
    } ظلت المعارضة محل اتهام بالعمالة, حتى أن نافع علي نافع وصفكم بالخيانة, وأنكم تأخرتم في إدانة الاعتداء على هجليج, وفعلتم ذلك حتى لا يصمكم الشعب بالارتزاق والارتهان للاجنبي؟
    هذا الشخص لسانه «متبرئ منو», وهو في حالة تخوين مستمر للمعارضة والمؤتمر الشعبي, وهذه عبارات أصبحت ممجوجة, ونحن لا نحتاج صكوك وطنية من نافع, وحزبه المسؤول من الحرب التي تدور في السودان, ونحن في تحالف قوى الإجماع الوطني سجلنا مواقف وطنية في حادثة هجليج وما بعدها, ولكن الذي يزعج نافع أننا أوصدنا ملف هجليج, وصوبنا جهدنا ناحية المؤتمر الوطني؛ لأنه أس البلاوي وسبب والأزمات والضيق الاقتصادي, لذا أغقلنا ملف هجليج, ولن نتحدث عنها, وسنتحدث عن إسقاط النظام, وأمام نافع والمؤتمر الوطني فرصة واحدة وهي الهبوط الناعم أو (soft landing) عبر القبول بفكرة الحكومة الانتقالية, وإذا رفض فكرة الحكومة الانتقالية فان أجهزتنا تعمل حاليا كلها وسُنخرج المواطنين للشارع ونُسقط نافع ونظامه, وعندها سيعرف الشعب السوداني الوطني المنتمي للسودان نحن أم نافع.. } طرح حزبكم مبادرة للعلاقة بين الشمال والجنوب, ألا يبدو ذلك غريبا مقارنة مع برنامج الرامي إلى إسقاط النظام؟


    نحن لنا علاقة مع الجنوب لم تنقطع أصلا ومتواصلة, ونحن لم نكن حزبا شماليا, وكان لنا امتداد في الجنوب, والآن هناك حزب منفصل في دولة جنوب السودان, ولنا علاقة متميزة مع الحركة الشعبية, والمواطن الجنوبي, ونحن بصدد اعداد برنامج سيصبح ورقة ضمن برنامج تحالف قوى الاجماع الوطني, لكي نخلق علاقة حقيقية بين الشمال والجنوب, لأننا لا نعترف بالانفصال ونعتبره نتاج لسياسية المؤتمر الوطني, وهو «طلقة أولى» وسنعمل على مراجعة هذه «الطلقة», لنعيد للوطن لحمته, والآن الحركة الشعبية تحدثنا في مناسبات مختلفة بأن الوطن سيتوحد اذا سقط المؤتمر الوطني, وقطعا سيسقط المؤتمر الوطني, وسيتوحد السودان شماله وجنوبه غربه وشرقه على دستور يحفظ لكل الأقاليم حقها الكامل.


    } تبشرون المواطن دائما, بأن سقوط النظام قريبا جدا, لكن شيئا من هذا لم يحدث فلماذا أنتم فاشلون في اسقاط الحزب الحاكم الى الآن؟
    أنت تعلم أن التغيير مثل يوم القيامة, واشراط التغيير كلها موجودة الآن, ومتمثلة في فشل المؤتمر الوطني ومتمثلة في إحساس المواطن بذلك, ونحن ماضون في اتجاه تعبئة الشعب بصورة قوية, ونحن نشعر بان سقوط النظام ليس بعيدا بل قريب, «وزي ما شايفين القيامة قريبة, فان قيامة المؤتمر الوطني شايفنها قريبة».

    -------------------

    تصريحات «قوش».. كسر جدار الصمت!! .
    الإثنين, 14 أيار/مايو 2012 07:27

    .الانتباهة

    تقرير: أسامة عبد الماجد

    ما إن يتيح رئيس الجلسة بالمجلس الوطني فرصة الحديث للنائب البرلماني صلاح عبد الله «قوش» إلا وتحسس الصحافيون أسلحتهم ــ أقلامهم ــ وأداروا أجهزة التسجيل ــ لتدوين حديث الرجل المثير للجدل والذي رغم ظهوره الإعلامي غير الكثيف وتصريحاته المقتضبة إلا أنه لا يزال محل اهتمام، وما إن يتناول أمراً ما إلا وانشغل به الناس، ولعل مرد ذلك أن صلاحاً كان الرجل الأول في المؤسسة الأمنية والاستخباراتية وقد ظلت تصريحاته تثير الانتباه حتى عقب تجريده من موقعيه التنفيذي والتنظيمي واكتفائه بيتيمة البرلمان على الرغم من مقولة له أشار إليها رئيس تحرير الأهرام اليوم عبد الماجد عبد الحميد في إحدى كتاباته وهي أنه لم يتحدث بعد ــ أي قوش ــ!!.
    وقيمة حديث صلاح الذي ظل صامتًا وهذا ما جعله لا يفقد بريقه حتى الآن بعكس آخرين منهم على سبيل المثال لا الحصر صديقه ورفيقه اللواء أمن «م» حسب الله عمر كونه كان مستودع أسرار الإنقاذ في أهم مراحلها ومحطاتها رغم الإطاحة غير المتوقعه التي طالته.. ولكن ماذا يعني حديث الرجل؟
    من الجيد قراءة ما بين السطور لكل تصريحات المهندس، ومن هنا تكمن قيمة عبارة «عندما يتحدث قوش» الذي لم يفصح حتى الآن عن إقالته المثيرة للجدل وعن ما دار بالبلاد في عهده بالجهاز.. والبائن الآن أن الرجل أراد الخروج من محراب الصمت عبر ثغرة غير متوقع أن تنطلق منها قذائف كلماته التي صوَّبها نحو سد مروي رغم محاولة مستميتة من أنصار له أو مشفقين عليه في اليومين الماضيين تخفيف انتقاداته للسد بينما يجدر هنا النظر لمن يقف وراء السد وهو الذي عناه قوش بكلماته بكل حال وهو الوزير أسامة عبد الله والذي يعد من المقربين جدًا من الرئيس البشير ما يعني قربه من مطبخ صناعة القرار إن لم يكن يؤثر فيه، ومعلوم الحديث الذي تتناقله مجالس الإسلاميين عن طموح أسامة في الرئاسة حال تمسك البشير بقراره القاضي بعدم الترشح العام المقبل بل وذهاب البعض لأبعد من ذلك باتهامه بالسعي وراء الأمر، وهذا يقترن بما كان يتردد عن طموح موازٍ لصلاح في الرئاسة رغم نفي القيادي بالوطني أمين حسن عمر لذلك في حوار أجريته معه نشرته «الإنتباهة»! فضلاً عن تمدد واضح لأسامة يدعو للدهشة إن لم يكن الشك وتمتعه بنفوذ يدعو للتعرف عليه، ويُعد أسامة واحدًا من مراكز القوى التي تتقاطع مع كل مراكز القوة والنفوذ المتعددة وقوش واحد من تلك المراكز بكل حال على الأقل قبل إقالته سواء من رئاسة جهاز الأمن أو المستشارية الأمنية، علاوة على أن المنطقه تجمع الرجلين ومن البدهي التسابق بين أبناء المنطقة الواحدة لأجل الوصول لنقطة النهاية والتي تمثل العاصمة «المركز».
    هذا على الصعيد السياسي، بينما هناك ميدان آخر فيه خصوم لقوش ومنافسون له في الميدان الذي كان يلعب فيه ــ جهاز الأمن ــ وهؤلاء بكل حال لن يحاول صلاح منازلتهم في الوقت الراهن على الأقل لعدة أسباب أولها أنه لن يدخل معهم في معركة «علنية» لجهة أن الطرفين ينطبق عليهما القول الدارج «دافننو سوا» أو لعدم تكافؤ مكامن القوة بينهما إذ أن الغلبة لمن هم في الجهاز لامتلاكهم عناصر الكر والفر والمناورة والنفوذ أو لعله من أصله لا يعقل أن تكون هناك منافسة أو مخاشنة بين الطرفين، لكن بكل حال من الممكن أن ينتاش صلاح شخصيات أو مجموعات داخل جهاز الأمن حال وجدها في طرف قصي ولا يتكئون لحظتها على حائط جهاز الأمن الشديد القوة والمنعة.
    ولذلك معارك قوش مع الآخرين والتي فيما يبدو قد بدأت بالكبار مباشرة مثلما هو قوش كذلك في الحلبة السياسية وليس الأمنية هي الأكثر إثارة وأهمية، لكن ولأن صلاح رجل مخابرات من الطراز الأول قد لا يديرها بالكامل بشكل مباشر وصريح، وهذا ما قد يقود البعض لاستبعاد وجود أدنى تنافس بين قوش وآخرين أو ما يشي بوجود تصفية حساب ــ إذا كان التعبير دقيقًا ــ بل الأمر برمته استخدام آليات وأدوات في معترك السياسة من أجل تقوية النفوذ والصراع حول المصالح وتشكيل مراكز قوة وضغط وهو أمر مشروع طالما كان خاليًا من التقاطعات ومن محاولات الضرب تحت الحزام.
    ومهما يكن من أمر فإن الفترة المقبلة قد تشهد الكثير من التطورات خاصة عندما تقترب لحظة تسمية خليفة للبشير أو تجديد الثقة فيه وفي الحالتين من الوارد جدًا أن يكون قوش حاضرًا وهو الذي ظل صامدًا وصامتاً!!

    --------------------

    .من ربا الفصــل الفسيئـــة إلى ربا الدولــة!! .
    الأربعاء, 16 أيار/مايو 2012 07:37

    سعد احمد سعد

    بدأت تجربة أول بنك إسلامي في السودان عام «1978م» وكان رائد البنوك الإسلامية هو بنك فيصل الإسلامي السوداني.. والذي بدأ نشاطه الفعلي في نهايات عام «1978» وبدايات عام «1979».
    ولم يكن للفكرة هدف سوى محاربة الربا في معاملات الأفراد وفي المعاملات الرسمية للدولة.. وكان هذا قبل بداية تطبيق قوانين الشريعة في عام «1983م».
    أي أن السودان ظل يحارب الربا لمدة تزيد على ـ أو قل لا تقل عن ـ 34 عاماً وهي مدة تزيد على عمر النبوة بمرة ونصف المرة.
    واليوم وبعد كل هذه الفسحة المديدة من الوقت وبعد ترقي الالتزام الشرعي من عهد نميري إلى عهد سوار الذهب إلى عصر الأحزاب التقليدية إلى عصر الإنقاذ الذي فاق الجميع من ادعاء الالتزام بكامل الشريعة الإسلامية عقيدة وعبادة وسياسة واقتصاد..
    بعد كل هذه المدة تأتي الهيئة العليا للرقابة الشرعية على الجهاز المصرفي والمؤسسات المالية لتصدر فتوى تبيح بها ربا الدولة!!
    إن أول ما يقدح في هذه الفتوى هو أنها تعلن فشل الحقبة الإسلامية بكاملها.. وتعلن فشل الإسلاميين في تحقيق قيمة شرعية كلية وأصل من الأصول الراسخة في منهج الإسلام في الحكم وفي الحياة .. وهي قيمة وأصل لا يمكن أن يقال عن المجتمع إنه مجتمع إسلامي وعن نظام الحكم أنه إسلامي وإن غياب هذه القيمة الشرعية والتفريط في هذا الأصل يقدح في إسلامية الدولة وإسلامية المجتمع.
    أنه لمن المؤسف حقاً أن الفتوى جاءت بمجهودات سودانية خالصة وتحت عباءات مؤسسات سودانية معتبرة ومحترمة وهذ زيادة على الهيئة العليا للرقابة الشرعية آنفة الذكر تتمثل في هيئة علماء السودان ومجمع الفقه الإسلامي، والمجلس الوطني ومنتدى النهضة والتواصل الحضاري..
    وجاءت الفتوى تحت عنوان «فتوى بشأن تمويل مشروعات دولة السودان بالقروض».
    وبعد مقدمة طويلة منها مثلاً:
    ونظرًا لما يواجه السودان من التحديات الداخلية والخارجية من حروب وحصار واستحقاقات اتفاقيات السلام مما أثر سلباً على موارد السودان المالية ومشروعاته التنموية وبناه التحتية.. ونظرًا للحاجة للموارد المالية لمشروعاته واحتياجاتها الأساسية وعدم كفاية تمويلها من الداخل وأغلب مصادر التمويل الخارجي لا تتم إلا بالفائدة.
    ثم تستطرد الفتوى:
    «وبعد النظر والدراسة والمناقشة انتهى الموقعون على هذه الفتوى إلى ما يأتي:
    أولاً: إن الاقتراض بالربا من الكبائر الموبقات بنصوص الآيات والأحاديث الصريحة الواضحة في تحريمه فلا يجوز للفرد ولا للدولة الاقتراض بالربا «الفائدة»
    قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا...» البقرة «278 ــ 279»
    وقال تعالى :«يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة ...» آل عمران 130
    وأخرج مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم سواء» وغير ذلك من النصوص المعلومة.
    ثم تقول الفتوى:
    ثانياً: إن الدولة إذا وقعت في ضرورة أو حاجة عامة تنزل منزلة الضرورة فإنه يجوز لها الاقتراض الخارجي بالفائدة بالشروط الآتية:
    1/ استنفاد كل الوسائل في الحصول على مصادر تمويل مقبولة شرعًا من داخل السودان أو خارجه.
    2/ أن تقدر هذه الضرورة بقدرها زماناً ومكاناً وكماً وكيفاً دون تعد أو زيادة في كل حالة على حدة.
    3/ أن يكون محل التمويل مشروعات تنمية تلبي حاجات أساسية للدولة مثل تمويل مشروعات البنى التحتية الضرورية والخدمات الأساسية وكذا تحويل المهمات الدفاعية.
    4/ أن يترب على عدم التمويل الإضرار بالدولة أو الشعب إضراراً حقيقياً وليس متوهماً.
    5/ ألا يترتب على هذه القروض ضرر مساو للضرر الأصلي أو أكبر منه.
    6/ أن يناط تقدير الضرورة وتحقيق الشروط الخاصة بها بجهة تضم أهل العلم الشرعي والخبرة والاختصاص المالي والاقتصادي يفوضها ولي الأمر.
    وتستطرد الفتوى فتورد ما استندت إليه من نصوص في تحليل ربا الدولة بشروطها التي ذكرتها فتقول:
    وذلك كله استناداً إلى قول الله تعالى: «وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه» الأنعام 119 وقوله تعالى «فمن أضطر غير باغٍ ولا عاد فلا إثم عليه» البقرة 273 وقوله تعالى «وما جعل عليكم في الدين من حرج» الحج «78» وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم «لا ضرر ولا ضرار» وإعمالاً للقواعد الفقهية الآتية:
    1/ المشقة تجلب التيسير 2/ الضرر يُزال 3/ الضرورات تبيح المحظورات 4/ الضرورة تقدر بقدرها 5/ الضرر لا يزال بالضرر 6/ الحاجي الكلي ينزل منزلة الضرورة.

    -----------------

    أحمد» ووحدة الإسلاميين وبديلهم..
    خالد حسن كسلا



    الخميس, 17 أيار/مايو 2012 07:14

    .كلمات قالها العضو القيادي بالحركة الإسلامية ووزير الداخلية في عهد نميري بعد مصالحة 7/7/1977م الدكتور أحمد عبد الرحمن حول وحدة الإسلاميين ـ وهو واحد منهم ـ وبديلهم في ذات الاتجاه الذي يسيرون فيه من أجل التغيير واستئناف الحياة الإسلامية، وهذا بالطبع معلوم. أما عن وحدة الإسلاميين فإن الشيخ أحمد عبد الرحمن قال لصحيفة السوداني وهو يتحدث باللغة العامية المختلطة باللغة الفصحى «أنا حديثي كان ثابتاً جداً منذ أن بدأنا في الخلافات في جيلنا هذا وبقيادتنا هذه ونحن على قيد الحياة ما فيش وحدة».. انتهى.. وقد عزا هذا الحكم القاطع بقوله: «لأن أساس الصراع غير موضوعي وهذا ما يجعل من الوحدة صعبة جداً فالجانب الشخصي كبير جداً وفيه صراع على السلطة».. انتهى.


    لكن قبل أن يتحدث الشيخ أحمد عبد الرحمن عن وحدة الإسلاميين وهو يجيب عن سؤال يشير إلى مسألة الوحدة مع المؤتمر الشعبي بقيادة الترابي، ألم يخطر بباله أن حزب الترابي هذا انطبقت على كثير من أعضائه البارزين حالة بعض الخوارج الذين تخلّوا عن «الخروج» وعادوا يبايعون أمير المؤمنين سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد جهد فكري كبير بذله سيدنا عبد الله بن عباس في المناظرة معهم؟! إن المجموعة التي تنشق عن حزب أو جماعة في الغالب يزيد حجمها شيئاً فشيئاً بالانضمام إليها بعد الخروج من الحزب أو الجماعة الأم، لكن المشهود في حزب الترابي «المؤتمر الشعبي» هو أن حالة بعض «الخوارج» بعد معركة النهروان قد انطبقت عليه،


    فقد عاد منه أهم أركان الحركة الإسلامية وأكثرهم تأثيراً وذكاءً مثل محمد الحسن الأمين وبدر الدين طه والحاج آدم يوسف والقائمة تطول، وقيل إن الأستاذ عثمان كبر ـ أخطر وأشطر والي ـ من أول العائدين من صف الترابي في فجر المفاصلة الشهيرة عقب قرارات الرابع من رمضان.. والآن من صبروا مع الترابي في صف «الخروج» حتى هذه اللحظة ينزعج كثيرًا منهم بسؤال مُرهق يقفز إلى أذهانهم يقول: «نحن إلى أين»، وإذا كان شعار أسبوع المرور هذا العام هو «إلى متى؟» فإن كثيراً من أعضاء حزب الترابي تتساءل ألسنة أحوالهم: «نحن إلى أين»؟ والشيخ أحمد عبد الرحمن يقول: «نحن على قيد الحياة ما فيش وحدة».. إذن هناك عودة بعد معركة النهروان وقد بدأت بقيادات الصف الأوّل وستستمر حتى يبقى الترابي وعلي الحاج وكمال عمر وجبريل إبراهيم ليواصلوا نشاطهم السياسي مع فاروق أبو عيسى وعلي محمود حسنين وياسر عرمان.. أوليس كل هؤلاء يجمعهم ـ وقلوبهم شتى ـ العمل لإسقاط النظام؟


    وقد قال الشيخ أحمد عبد الرحمن أيضاً حول مسألة إسقاط الحكومة: «الترابي ما عندو شقة مرّة».. أي أنه يمكن أن يبتلع قشة إسقاط النظام مع القش الآخر، حتى ولو كانت هي قشة مرّة مضرة بالصّحة ولا يُحتمل تذوقها ـ تحدث الشيخ أحمد عبد الرحمن عن «استحالة الوحدة»، لكنه لم يتحدث عن عدم استحالة العودة.. والعودة تعني بصورة أخرى الوحدة بخطوات بطيئة ومدروسة وبدون شروط القيادة ممثلة في الترابي حتى لا تتعرض للانهيار مرة أخرى إذا قدّر الترابي أن الحكومة لم تفِ بالشروط على النحو المطلوب، ويكون هذا التقدير في حال لم تحقق الوحدة طموحه كما كان اتفاق نداء الوطن مع الصادق المهدي.. لذلك أفضل الوحدة بطريق العودة إذن الوحدة ممكنة، لكن عن طريق العودة بعد «نهروان الرابع من رمضان».. وبهذا تكون مؤمنة من تقديرات الترابي التي تعرضها للانهيار.. أما عن بديل الإسلاميين، فقد قال الشيخ أحمد عبد الرحمن «صعب جداً على السلفيين أن يمثلوا بديلاً للإسلاميين».. طبعاً هذا خلط للأوراق لأن الصحيح هو أن كلاهما يشكل إضافة للآخر، ثم أن السلفيين هم أهل دعوة في هذه المرحلة التاريخية عصية التغيير.. أما الإسلاميون فهم أهل مشروع دولة إسلامية وهم في هذه الدولة يكونوا في أشدّ الحاجة إلى وجود السلفيين بحجم كبير باعتبارهم رقم انتخابي كبير وكذلك عنصر توازن في الساحة لصالحهم ووضعهم بين تمسك السلفيين بالدين وتفريط العلمانيين بمختلف مستوياتهم.

    نلتقي السبت بإذن الله


    ------------------

    عفواً دكتور الترابي، لقد استنفدت كل الفرص..

    عبد الظاهر المقداد أبوبكر .
    الخميس, 17 أيار/مايو 2012 07:15

    الانتباهة


    المتابع لمسيرة الدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي السياسية والتنظيمية والفكرية يجدها متنازعة الأفكار والمناهج والأهداف، ولعل كثيراً من الناس يتابع مسيرة الرجل منذ دخوله في تنظيم الإخوان، ثم تأسيسه
    لجبهة الميثاق، والجبهة الإسلامية انتهاءً بتكوين المؤتمر الوطني، ثم خروجه عقب المفاصلة الشهيرة التي حدثت بين الإسلاميين في العام 1999م وتأسيسه للمؤتمر الوطني الشعبي الذي قام بتغيير اسمه فيما بعد للمؤتمر
    الشعبي.
    وها هو الترابي الآن يفكِّر في تأسيس كيان جديد يتجاوز به حزبه السياسي وكيانه الخاص الذي أنشأه مكايدة للمؤتمر الوطني، ولعل هذه الفكرة قد جاءت للترابي بعد الجمود وعدم الفاعلية الذي أحسه في حزبه المريض، بل
    وعدم قبول المجتمع له بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الحزب الحاكم، لذا رأى الترابي أن التغيير في الاسم والمنهج والفكرة ربما تحدث تحولاً كبيرًا يعيده إلى دائرة الأضواء مرة أخرى «أو إلى خيوط الظلام»، مستندًا على
    أن التغيير بصفة عامة يجد القبول من المواطنين، وأن كثيرًا من الإسلاميين الذين ابتعدوا عقب المفاصلة ولم ينضموا لأي من المؤتمرين، يحاول الترابي استقطابهم لتكوين وعاء جامع، ثم ليبين الترابي للناس أنه شخصية قومية تجاوزت المرجعيات الإسلامية، وأنه في استطاعته بذات الآليات التي تم بها التغيير فيما سبق يمكن أن يكون التغيير القادم من خلالها، وكل ذلك جعل الترابي يضع مقومات النجاح في المقدمة. ولكن بذات القدر جهل الترابي أشياء أساسية تجعل من الفشل أكبر الاحتمالات لمشروعه الجديد، منها: أن شخصيته أصبحت شخصية مستهلكة لكل قطاعات الشعب السوداني، وليس له من جديد يقدمه، بل أن أكثر المواطنين تفاعلوا مع المؤتمر الوطني غريمه اللدود بعد خروج الترابي بحزبه وبرجاله، بل الأكثر من ذلك أن كثيراً من الأحزاب لم تتوافق مع المؤتمر الوطني في الحد الأدنى من القضايا الوطنية إلاّ بعد
    خروج الدكتور الترابي، بل أن الترابي ذاته قد اعترف في أحد لقاءاته أن عضوية الحركة الإسلامية ما عادت تلك العضوية كما في السابق، تؤمر فتطيع، بل هناك الكثير من المتغيرات التنظيمية الفكرية قد حدثت منذ أيام
    المفاصلة الشهيرة. وهناك عامل مهم جدًا يجعل من أحلام الترابي سراباً يحسبه ماء، وهو رأي الترابي الواضح والصريح في الشعب السوداني، ذلك الشعب الذي لا يحترمه الترابي بل ويعتبره مجموعة من الرجرجة والدهماء الذين يوالون أيّ حاكم ويقفون مع كل حكومة، فكيف يصنع الترابي كياناً جديدًا ويريد أن يلتف من
    حوله هذا الشعب الذي للترابي رأي سالب فيه، بل كيف يريد الترابي من هذا الشعب أن يثور ليسقط النظام ويأتي بالترابي محمولاً على الأعناق ليكون حاكماً عليهم.
    كما لا يخفى رأي الترابي الواضح والصريح في الطرق الصوفية التي يرى الترابي أنها عبارة عن مجموعات من الدراويش ليس لهم فكر واضح ولا هدف يسعون إلى تحقيقه، وأراد الترابي بدعوته هذه واستلطافه للطرق الصوفية أن يجعل منها معبرًا يعبر به إلى هدفه الأساسي الذي يريد تحقيقه، ألا وهو أن يأتي حاكماً على أهل السودان بشتى الطرق وبكل الوسائل.
    وفي أكثر من مرة يتحدث الترابي عن قواعد حزبي الأمة والاتحادي، التي يرى فيها الترابي زادًا لمشروعه الجديد، بعد أن اعتبر أن هذه القوى قد فقدت قواعدها بعد تحالفها مع المؤتمر الوطني، لذا يعتبر الترابي أنه الوريث
    الشرعي لهذه القواعد، التي بدأت ــ على حسب رأيه ــ تؤمن بأفكاره التجديدية.
    هذه الرؤية التي خرج بها الترابي علينا، جعلتنا أكثر يقينا أن الترابي ما زال يعيش في ضلاله القديم، وأنه ما زال يعيش في أوهامه التي ما فتئت تلازمه، وأن الترابي لا يرعوي من تجارب التاريخ، ولا يقرأ معطيات الواقع بعين فاحصة، بل نذهب أكثر من ذلك ونقول إننا الآن أكثر يقينا أن الترابي بهذه الأفكار التي خرج بها علينا إن كان ما كتب يعتبر فكره أن الترابي أصبح الآن لا يفكر، بل يحاول أن يسترجع الماضي، ويريد أن يعود الزمان كما كان في هيئته الأولى عندما كان الترابي هو الآمر والناهي،
    والمعطي والممسك، بل يريد الترابي أن يختم حياته التي جاوزت الثمانين بأن يكون من ضمن الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم السودان، حتى يسطر اسمه في سجلات التاريخ، ويذكره الناس ولو بحسنة واحدة فعلها في حق الشعب السوداني، ولكن هيهات!! فلا الشعب يمكن أن يحقق له ما يريد، ولا أحسب أن ما بقي من أيامه يسمح له بتحقيق أحلامه، والأعمار بيد الله.





                  

العنوان الكاتب Date
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-03-12, 11:16 PM
  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-04-12, 08:48 AM
    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-05-12, 04:56 PM
      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-08-12, 05:26 AM
        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-08-12, 11:21 AM
          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-08-12, 08:54 PM
            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-10-12, 04:49 AM
              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-10-12, 06:33 AM
                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-11-12, 09:45 AM
                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-15-12, 06:06 AM
                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 عمر دفع الله04-15-12, 08:27 AM
                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-16-12, 04:31 AM
                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-17-12, 06:39 AM
                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-19-12, 05:24 AM
                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-22-12, 05:11 AM
                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-23-12, 05:54 AM
                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-25-12, 11:14 AM
                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-26-12, 09:03 AM
                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-29-12, 07:32 AM
                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك04-30-12, 11:25 AM
                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-01-12, 10:51 AM
                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-03-12, 07:56 AM
                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-06-12, 05:09 AM
                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-06-12, 05:44 AM
                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-06-12, 07:08 AM
                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-07-12, 07:04 AM
                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-07-12, 08:33 AM
                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-08-12, 06:32 AM
                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-09-12, 09:43 AM
                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-10-12, 07:52 AM
                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-14-12, 09:48 AM
                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-16-12, 11:02 AM
                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-17-12, 06:14 AM
                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-20-12, 09:51 AM
                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-21-12, 05:42 AM
                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 أحمد أمين05-21-12, 08:13 AM
                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-22-12, 11:12 AM
                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-24-12, 08:56 AM
                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-27-12, 09:22 AM
                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-30-12, 09:58 AM
                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك05-31-12, 10:51 AM
                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-03-12, 08:59 AM
                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-05-12, 06:28 AM
                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-07-12, 09:37 AM
                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-12-12, 06:53 AM
                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-12-12, 11:06 AM
                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-13-12, 05:55 AM
                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-14-12, 07:25 AM
                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-14-12, 09:42 AM
                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-18-12, 11:21 AM
                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-19-12, 10:50 AM
                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-21-12, 06:39 AM
                                                                                                        Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-24-12, 07:55 AM
                                                                                                          Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-25-12, 06:51 AM
                                                                                                            Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-25-12, 10:00 AM
                                                                                                              Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-26-12, 07:48 AM
                                                                                                                Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك06-28-12, 04:58 AM
                                                                                                                  Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك07-01-12, 04:59 AM
                                                                                                                    Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك07-01-12, 08:02 AM
                                                                                                                      Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان 1+2012 الكيك07-02-12, 05:14 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de