الجزيرة سلام حلولنا وكنابينا ود مدني سلام مدنا وقرانا ( صور _ توثيق )

Quote: الاخ الفاضل / عبدالله ودالبوش لك التحية والتقدير أهنئك على هذا البوست الرائع (الجزيرة حلولنا وكنابينا) وكما وعدتك ارجو ان تقبل مني هذه المساهمة المتواضعة التى كتبتها على عجل وفاء بالوعد وارجو ان اساهم بالمزيد حالما يخف علينا (حمل الدوام التقيل) ... ولك تحياتي مجددا .... عبدالمطلب محمد عبدالرسول قرية الدوحة تقع في جنوب الجزيرة غرب مدينة الحاج عبدالله وجنوب مدينة الحوش وتتبع اداريا لمحلية الحاج عبدالله التي تبعد عنها حوالي 18 كيلومتر وتبعد عن مدينة الحوش حوالي 12 كيلومتر ، وتعتبر من اكبر القرى في محلية الحاج عبدالله وكان الساسة سماسرة الانتخابات يعولون عليها كثيرا في الترجيح بكفة فوزهم ويكون عهدهم بها تلك الليلة الخطابية فقط ، عدد سكانها حوالى 12 الف نسمة وقد ذكر في طبقات العارف محمد ود ضيف الله ان الدوحة هي موطن الشيخ بانقا اب يعقوب ( المنطرح الجاب الطريق بالضبح) وقد سمعنا من القصص التي رواها اهلنا ان الشيخ تاج الدين البهاري اراد ان يختبر من يرغب في سلك الطريق فأقام خيمة بداخلها خرفان وامر من اراد سلك الطريق ان يمر من هذه الخيمة وقام احد الشيوخ ودخل الخيمة وقام الشيخ تاج الدين البهاري بذبح الخروف وظن الناس ان الشيخ الذي دخل الخيمة قد ذ’بـح وخافوا جميعا الا الشيخ بانقا الذي قال (انا توراً كمل كراه فمما اخاف؟) وبذلك سلك الطريق واقام في قرية الدوحة تحت شجرة لاتزال قائمة حتى اليوم وقد قيل ان تسمية الدوحة أتي من تلك الشجرة وقال لنا اجدادنا ان الشيخ بانقا قد توفي فيها وهو ما قد ذكره محمد ود ضيف الله في طبقاته. ويتضح من هذه القصة ان الدوحة عمرها اكثر من خمسمائة سنة لان الشيخ بانقا قد ظهر بعد دولة الفونج السنارية 1505 ، وتعتبر قرية الدوحة من القرى الرائدة والنموذجية في المنطقة وكانت سباقة في مجالات التعليم والخدمات والاقتصاد ولكنها لم تجد حظها في الظهور والشهرة بسبب موقعها الذي يبعد عن الطريق المسفلت ، لان الطرق المسفلتة هي السبب الرئيسي الذي يرتقى بالبلد او يقعد بها مثلما درسنا في المدارس في مادتي التاريخ والجغرافيا عن المدن تلك العبارة الشهيرة ( ...... وقد ازدهرت هذه البلدة بسبب موقعها الجغرافي الذي يربط بين ملتقى الطرق مما ادى الى ازدهار التجارة والصناعة ). وهناك الكثير من القرى التي تجاور الدوحة وقري المنطقة ولفائدة القراء الذين يجهلون تلك المنطقة ساذكر قرى الشريف مختار –القصيراب –تباخة-مكنون-البيلاوي-ودالحوير- حلة البدري –العمارة-ضويو-البسابير-الحليلة-فحل-التومات – جالس-ود ام مدينة –كاوا-السبيل-الجبابيد-شبونة عمر-شبونة طه- شبونة عبدالفضيل-حلة الشيخ الحسين-ام ضريسة-اولاد ياسين-اللحامدة- العمرية-عبرة-الشقلة-كمر مدني-البرقو-البيلاوي موسى –دارالحاج- البيلاوي جميل-اب قرشين-كيلو 57 – حلة داؤود-مرفعين-بلين-ودماهل – الكجاكسة-ودفقدة-نقاش-المطامير-الشدايدة-الزناندة جبارة-الزناندة فضل السيد- طيبة-ودعسلة-كينغا-ودالماحي -العقيدة ود الساعد-العقيدة الصغيرة-حلة حسن-نسيم –ام عصبة تشترك قرى الجزيرة مع بعضها في كثير من العادات والثقافات وقد ذكر الكثير من الاخوة المتداخلين في هذا البوست الكثير بدء من زراعة الحواشات والبلدات والعمليات الزراعية وما يصاحبها واذكر كيف كنا نذهب ونحن تلاميذ في المدارس لعملية (لقيط القطن) لمدة اسبوعين وكان العائد من اجر هذه العملية يذهب الى المدارس وصيانتها وكل تلميذ يحمل معه العصيدة ونسميها الكسرة اللقمة في تلك الكورة التي يرتسم على صفحاتها نجمة صفراء يحتضنها هلالا اخضرا وتتوسط تلك اللقمة حبة من الطماطم حمراء اللون وبجانبها الشطة القبانيت وقليل من الملح ، وكم كنا نلتهمها بشهية وصحة نحسد عليها ودائما تحلو هذه الاكلة في الخلاء ولا تضاهيها في لذتها كل اكلات كنتاكي وماكدونالدز، وبعدها نشتري الرغيف من باعة الرغيف الذين يجوبون الغيط بحميرهم ويحملون الرغيف على صناديق الشاي الخشبية المزينة باطرافها بقطع الصفيح ويحمل الواحد منهم سكينه على ضراعه ليقطع بها الرغيفة الى نصفين او الى اربع حسب طلب المشتري وكنا نشتري ربع رغيفة او نصف حسب ما يتوفر لنا من مبالغ من الاهل وكانت الرغيفة لنا كالحلاوة حتى يطلق عليها دلالا حلاوة رغيف. واذكر كيف كنا نذهب مع اهلنا يوم وزن القطن وتعبئته على شوال (الكبس) واذكر منولوج كان يقول ( الشالت قلبي دابا صغيرة /قدر شوال الكبس ده ضميرا)في اشارة الى السمنة التي كانت من الاشياء المحببة ودلالة على الرفاه والنعم و اصبحت في زماننا هذا من الاشياء التي يعير بها المرء . كان يوم الوزن من الايام المشهودة مثل ايام الامتحانات وتحضر كل النساء اللائي قمن بعملية اللقيط وتقف كل واحدة اما (كومها) ليقوم الوزان بربط القطن على (العِبْ) ويجب ان تكون الوزنة 36 رطلا وتسمى ( وزنة) او شنكل وغالبا ما تكون الواحدة قد لقطت عدد من الشناكل خلال الاسبوع ويتم تسجيل ذلك في ورقة ليتم الصرف لها حسب ما انتجت ويكون يوم البهجة للنساء وغالبا ما يقمن بشراء الخواتم من سوق الحوش والحاج عبدالله وكان محل الصائغ ازهري ووالده في الحوش مشهورا وتزدهر تجارته مواسم اللقيط. وكنا نقوم بعملية التسجيل والوزن ونحصل علي نصيبنا من المال جراء ذلك ونستخدمه احيانا في مساعدة اهلنا في المصاريف واحيانا في شراء حاجياتنا الخاصة وهناك من يجمع مبلغا كبيرا ليشتري به عجلة كنقلة نوعية من ركوب الحمير والدحوش التي كنا نذهب بها الى الطواحين لطحن العيش . كان الخريف موسما رائعا للعنكوليب وقصب السكر والدردقو ، كنا نلعب الكرة عصر كل يوم في ميادين واسعة وتمر بجوارنا اللواري محملة بقصب السكر والبطيخ واذكر ان (المساعدي) كان يقوم برمي بطيخة او بطيختين ونجري تاركين اللعب لننقض على تلك البطيخة التي تكسرت واختلطت بالرمل والحصى وكانوا ايضا يرمون لنا قصب السكر فنتدافع في الظفر به. وبعد الانتهاء من اللعب عند المغرب نرجع الي البيوت لتنتظرنا حراسة الحمار والاشراف على (علوقه) ويقدم له (العدار) والفتريتة في مخلايته التي تربط على (قدومه).واذكر ان احد الاصدقاء ونحن نجتر تلك الذكريات قد قال لي ( والله لو كان اباؤنا احياء وعاملونا الان بمثل معاملتهم لنا سابقا لقاضيناهم امام محكمة الجنايات الدولية ولجنة حقوق الانسان ، وقال لي (والله يوم كنت حارس الحمار وشلت لي عدارة ومضغتها ،، جاء ابوي ضربني ضرب شديد وقال لي تاكل السم كملت عشاء الحمار ده كلو) وضحكت ضحكا شديدا ثم قال لي بالله ابوي اكرم على الحمار مني انا ابنه افلا يستحقون المحاكم. قلت له ان الاباء في تلك الازمان كانوا رحيمين وعطوفين بابنائهم وبحيواناتهم معا ، لكن ممكن تكون زودتها شوية ، وظل يروي في تلك القصص والنوادر ، منها ماهو سالب وماهو ايجابي ولكن مهما يكن فتظل هي ذكريات رائعة نجترها كلما جلسنا سويا ونتسلى بها مثلما قال رجل عجوز عندما سئل (كيف تحيا؟) فأجاب: (استعيد الذكريات والصور). سنواصل فيما بعد ان شاء الله