الجزيرة سلام حلولنا وكنابينا ود مدني سلام مدنا وقرانا ( صور _ توثيق )

Quote: كيف تحَّولت ولاية الجزيرة المشرقة من عاصمة السودان وعاصمة السودان الثانية إلى أطلال، بسبب فقدان العناية الحكومية الإتحادية الكافية، كيف استحالت إلى أطلال بعد أن كانت مصانع هادرة ومزارع مزدهرة وسلة غذاء السودان وتجارة ناجحة وثروة حيوانيةضخمة وحياة وحشية زاهية؟. هل آن الأوان لكى ينتبه المركز في الخرطوم إلى دعم ولاية الجزيرة كنز السودان الثمين ورصيده الأبقى مالاً وبشراً. هل أدارت حكومة السودان الإتحادية ظهرها لولاية الجزيرة؟. في أوزان الولايات الأمريكية ليست ولاية نيويورك أو ولاية كاليفورنيا أو ولاية (إلينوي) في وزن ولاية (إيداهو) أو ولاية (ڤيرمونت) أوولاية (داكوتا الجنوبية). كذلك في أوزان الولايات السودانية تعتبر ولاية الجزيرة ولاية ثقيلة الوزن في الموارد الإقتصادية والطبيعية والموارد البشرية (الوطنية).الجزيرة ولاية المعدن النفيس، معدن الوطنية النفيس أحمد خير المحامي وزير الخارجية الذكي وأفضل وزير خارجية سوداني منذ الإستقلال وأحد زعامات الحركة الوطنية وصاحب فكرة مؤتمر الخريجين، ولاية مدثر البوشي أول وزير عدل سوداني، ومأمون بحيري أول سوداني درس في جامعة أكسفورد ووزير المالية في أميز العهود السياسية في السودان ، هي ولاية على عبد اللطيف الذي أعلن ثورته على أرضها في مدينة ودمدني في منطقة (الأورطة) الحالية (حي البوليس)، الجزيرة ولاية بابكر كرار زعيم حركة التحرير الإسلامي وأحد أذكياء السودان ومثقفيه الكبار والنذير دفع الله علامة البيطرة وولاية عبقري الجراحة عمر بليل ونجم تلفزيون السودان حسن عبد الوهاب والتجاني الكارب المحامي القدير وعبد العزيز شدُّو المحامي البارع ذائع الصِّيت وأحمد يوسف علقم حكيم السياسة الوطنية وأبو اليسر مدني العرضي وعبد الله محمد توم، وأمثالهم من الأماجد. هي ولاية (1800) شهيد سقطوا من أجل العقيدة ووحدة السودان. الجزيرة ولاية عثمان النذير قبطان (كنانة) الذي سجَّل لها عهداً ذهبياً في زمان ظلت تتراجع فيه كل المؤسسات من سكة حديد وسودانير ونقل نهري ونقل بحرى وخدمة مدنية وصناعات. وغير هؤلاء وهؤلاء الكثيرون من نخبة وطنية هي تاج على رأس السودان الحبيب. الجزيرة ولاية الصوفية المسلحة والمناضلين المجاهدين الأبطال ووطن الثورات الدائمة ضد الإحتلال الأجنبي، ولاية المتصوّف الذاكر ود حبوبة والعارف بالله عامر المكاشفي والمجاهد العابد الشريف أحمد ود طه و صاحب الحزم والسيف الشيخ ود البصير والشيخ الثائر أحمد الريح العركي. الذي قضَّ مضاجع الحكم التركي ووفر مظلة الحماية للبطل المك نمر الذي أوفى بعهده في طريقه متحيِّزاً إلى فئة ومتحرِّفاً لقتال، وقد قاتل في معركة (النصوب)، وغير هؤلاء من الأعلام. الجزيرة ولاية عميد الفن و(قائد الأسطول) محمد أحمد سرور وإبراهيم أحمد أبو جبل (ابراهيم الكاشف)، محمد الأمين حمد النيل، (الفنان محمد الأمين)، رمضان حسن، الخير عثمان، محجوب عثمان، عبد الله محمد، عوض الكريم عبد الله، الفنان الرائع مصطفى سيد أحمد، عوض الجاك، عثمان النو، على السقيد عبد العزيز المبارك، أبو عركي، على المسَّاح، الشاعر الكبير الهادي آدم، والمبدع الرائع الشاعر فضل الله محمد الجزيرة ولاية عبقري كرة القدم سيد مصطفي، والغزال الأسمر عمر النور، وسمير صالح، وغيرهم من كبار عازفي الكرة. في ولاية الجزيرة ومدينة ود مدني ازدهر نجم محمد أحمد محجوب ومبارك زروق والطاهر ابراهيم وعلي عبد القيوم. الجزيرة ولاية أهل الفنون الجميلة أحمد سالم، وراشد دياب، ولاية الجزيرة هي عاصمة أهل الله من أولياء الطرق الصوفية من السادة السمانية والسادة العركيين والصادقاب واليعقوباب، وغيرهم من الصالحين الذين تأهَّلوا للقاءِ الله الذي تقصر عن عظمته الأفكار، حيث تنتشر في رحابها الوادعة المدن الفاضلة والمآذن والقباب في طابت و(أب حراز) وطيبة و(سمته بار) والهلالية وود الفادني، وغيرها. الجزيرة الولاية التى تحتشد الأذكار في قلوب أوليائها الصالحين، وتنتشر في سهولها العابدة وفضائها الذاكر خلاوي القرآن المضيئة، كما تحتشد السَّماء بمصابيح النجوم. لكن ولاية الجزيرة اليوم هي أكثر الولايات السودانية من حيث عدد المغتربين خارج السودان من الضاربين في الأرض يبتغون من فضل ربهم. كما ذاب أولياؤها الصالحون يُعلِّمون الناس الفناء في حبّ الله ذكراً وعطاءً غير ممنون، كذلك ذابت ولاية الجزيرة في الفضاء الوطني، فضاء السودان، تهب المال على حبّه وتهب شبابها وكفاءاتها المميزة. الجزيرة حيث مشروع الجزيرة والمناقل (28) ألف مزارع. الجزيرة حيث مشروع الجزيرة (أبو السودان) الذي ظل يطعم كل السودان في كل دروبه منذ عام 1927م. ظل الشعار الذي ينبض في قلب الجزيرة شعار (مالكَ يا قلبي على الدُّروبِ... تبحثُ عن كل حشاً منكوبِ... تصنعُ من أنَّاته وجيبي... هل أنتَ يا قلبي أبو القلوبِ). ولم تتحدث تلك الولاية وهي أم الوطنية لم تتحدث حتى اليوم عن قسمة السلطة والثروة، بل ظلت تفني ذاتها في السودان موارداً ونخباً. الجزيرة حيث كانت رئاسة ووزارة الري ورئاسة مشروع الجزيرة ببركات وهيئة البحوث الزراعية والتعليم الذهبي في حنتوب الثانوية وبخت الرضا حيث تعلم في مدارسها نوابغ السودان ورؤساء الدول الشقيقة، عبد الله الطيب والعاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز والرئيس الأثيوبي أمان عندوم وبن غانم رئيس وزراء اليمن الشمالي ######طان الشعبي رئيس وزراء اليمن الجنوبي، والملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية ومحمد نجيب رئيس جمهورية مصر وعبد الرحمن تور علي رئيس وزراء الصومال. واحتضنت الجزيرة الليبرالية الودودة الراقية المتسامحة ألوان الطيف الديني والعرقي، حيث درَّس في أرضها شيخ الطيب أبو قناية العالم الوحيد في السودان الذي كان يدرِّس كتاب (الموافقات في أصول الأحكام). هذا الكتاب الثمين أحد أعمدة علم أصول الفقه على مذهب الإمام مالك بن أنس. أولياء الله الصالحين في الجزيرة أعلام على رأسها أنوار، الشيخ المكاشفي والشيخ عبد الباقي أزرق طيبة والشريف الهندي والمصابيح أولاد الشيخ نور الدائم في طابت الشيخ عبد المحمود والشيخ الحسن ود صلاح والشيخ محمد عبد الرحمن شاطوط ومن الفقهاء الشيخ آدم علي محمد والشيخ الطيب أبو قناية، وغيرهم. في الجزيرة أعلام من التجار الوطنيين. هناك عثمان زياد ونور الدائم صالح الكرنكي وعلي علقم وشمس الدين الشافعي والخواض وبابكر سالم عثمان وعزت أبو العلا وعثمان سلمان وود الجاك وود الهلالي ومحمود دفع الله والبوشي وشدو والليثي وطه حسن إبراهيم وحسين عوض وعلي الباهي ومحمد سليمان الدمياطي وإبراهيم الريح والأمين حاج أحمد المقبول وعبد السلام حاج أحمد المقبول والسنوسي حسين النعيم ومحمد صالح جريس وأحمد عبد اللطيف وعبد الستار يسن ومحمد حاج خالد وأبوعيسى وقاسم الفرنساوي وأبوزيد أحمد العوض وفتح الرحمن البشير وغيرهم من الكرام. هناك في الجزيرة التجار (النَّقَادة) والأغاريق والشوام والهنود واليهود. هناك فرنسيس عطية وقرياقوس وصليب ودرياس وصالح باروخ، (يهودي) وعداس (تاجر يهودي) و (هاركسنداس) هندي، أولاد كُبَّارة (شوام)، و(جوانو)، و(النِّدليس)، و(أبو شمس) أغاريق، وغيرهم. ماذا حدث حقيقة في ولاية الجزيرة لتتحوَّل من جمهورية إشراق إلى أطلال. إبحثوا عن السبب في إهمال الحكومات الإتحادية المتعاقبة منذ مطلع السبعينات. الجزيرة التي عُرفت بمؤتمر الخريجين والتعليم المتميِّز والتجارة المزدهرة والصوفية الشفيفة والوطنية الطليعية، أصبحت اليوم جمهورية أطلال، لأنها أصبحت لا يبالي بها أحد بالدرجة الكافية في المركز الخرطوم. أيضاً في الجزيرة المعاشيون أشقياء. في الجزيرة أصبح مشروع الجزيرة الذي أطعم كل السودان منذ عام 1927م، بعد انهياره محتاراً (يكوس) هدَّاي. بعد أن بيعت قضبان سكته الحديدية كحديد خردة إلى (جياد)،وأسدل الستار على المحالج في مارنجان والحصاحيصا. أصبح مشروع الجزيرة محتاراً (يكوس) هدَّاي. كيف لا وقد صدَّر السودان تحت قيادة (النهضة الزراعية) هذا العام قطن بمبلغ (23) مليون دولار؟. وذلك حسب تقرير بنك السودان المركزي. ولم تزل النهضة الزراعية في عامها الرابع متأجِّجة في (المكاتب) و(قاعات الإجتماعات)، وليس في الواقع في الحقول الخضراء أو خزينة السودان أو بطون الملايين المعتفين.