تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 03:37 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-12-2012, 04:57 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: القلب النابض)

    تقييم الحزب الشيوعى لانقلاب 19 يوليو " 4"

    Quote: هروب عبد الخالق

    اعتقل الشهيد عبد الخالق محجوب في 16 نوفمبر 1970، واقتيد إلى القيادة العامة، وهناك وجد نفسه أمام اجتماع لمجلس الثورة، أشبه بالمحكمة العسكرية، برئاسة نميري الذي وجه لعبد الخالق قائمة اتهامات شملت معارضة ثورة مايو ووضع العراقيل في طريقها قبل وبعد انتصارها، معارضة تجنيد الشيوعيين لجهاز الأمن، معارضة السلم التعليمي، معارضة ضرب الجزيرة أبا، معارضة التأميم والمصادرة، معارضة ميثاق طرابلس … الخ. وأبلغ النميري عبد الخالق قرار مجلس الثورة باعتقاله، وقال له إنك لن ترى الشمس بعد اليوم. ثم طلب مامون عوض أبوزيد من عبد الخالق أن يكشف لمجلس الثورة ما لديه من معلومات عن مؤسسات وممتلكات الحزب، فزجره عبد الخالق بقوله: “يسهل علي أن يقطع لساني من أن أكشف أسرار الحزب”، ثم بدأ أبو القاسم حديثاً سوقياً مبتذلاً تجاهله عبد الخالق.

    وضع عبد الخالق في السجن الحربي القديم المهجور – مكان قصر الشباب والأطفال الحالي. وفي اليوم التالي لاعتقاله أصيب بنزلة حادة وساءت صحته فزاره النقيب طبيب المرحوم عبد الرحمن الدرديري وأسعفه ببعض الأدوية، وطلب نقله فوراً للمستشفى وعندما رفض طلبه، أصر على نقله لأي مكان آخر تتوفر فيه ظروف صحية، وهدد بنشر حالة عبد الخالق ومكان اعتقاله للناس. وعلى أثر ذلك نقل عبد الخالق إلى الحبس الانفرادي بمصنع الذخيرة ومنعت عنه الزيارة والصحف والكتب والمذياع، وصدرت الأوامر لجنود الحراسة بعدم التحدث معه، وبرغم ذلك شرع الحزب في البحث عن وسيلة للاتصال به ونجح.

    كانت الحملة لإطلاق سراح عبد الخالق نشطة، وكان القلق على حياته يساور الشيوعيين وأصدقاء الحزب، ثم تحول القلق إلى انزعاج حقيقي بعد خطاب نميري في 12 فبراير 1971، الذي هاجم فيه الحزب الشيوعي ودعا الناس إلى تحطيم الحزب وكل من يدعي الانتساب إليه. بعد إطلاع عبد الخالق على بيان اللجنة المركزية رداً على خطاب نميري أرسل رسالة يقترح فيها فكرة هروبه، واقترح تكوين لجنة لتنظيم العملية بإشراف الشهيد شكاك الذي كان يتولى تنظيم الصلة به. ثم أرسل فيما بعد اقتراحاً بتفاصيل الخطة العملية كما يراها من معتقله ومحيطه، وقد قام شكاك بمراجعتها وأضاف عليها تحضير إمكانات كيما يغادر البلاد، وفي نفس الليلة، والجندي الذي سيساعد في تنفيذ العملية، مما استدعى البحث في توفير تلك الإمكانية والتي تتطلب إجراءات فنية كثيرة … وأرسل إلى عبد الخالق الرد بأن توفير إمكانيات استقباله وتأمينه بالمستوى المطلوب تحتاج لبعض الوقت بسبب اتساع هجوم السلطة على الحزب.

    مسألة البحث عن إمكانية مناسبة لتأمين عبد الخالق كانت تعالج ضمن عملية كبيرة لتأمين الحزب، وكان الوضع في ذلك الوقت دقيقاً، فكل المنازل السرية التي كانت تحت تصرف الحزب، منذ ما بعد اكتوبر 64 وخاصة بعد مؤامرة حل الحزب، معروفة لدى الانقساميين الذين لم يتورعوا عن كشفها لأجهزة الأمن القومي وكشف حلقة الاتصال والكادر الذي كان مسئولاً عن تلك البيوت وتغطيتها وتأمينها.

    كان على الحزب أن يبدأ، وبعد 16 نوفمبر، من الصفر تقريباً سواء في البحث عن بيوت مناسبة أو في البحث عن أعضاء وكادر شيوعي أو حتى أصدقاء غير مكشوفين أو معروفين للانقساميين. فقد كان يتوجب وفي الحد الأدنى، أن تتوفر إمكانية لاختفاء عشرة زملاء من الأمانة العامة واللجنة المركزية والمكتب التنظيمي وجهاز الطباعة وإدارة اللجنة المركزية. وقد تعطل البحث عن هذه الإمكانات اكثر من مرة، الأولى عقب الاعتقالات التي تمت بعد خطاب 12 فبراير 1971 وتلك التي جرت في مايو في ذلك العام.

    توفير اكثر من منزل لاختفاء عبد الخالق كان يتطلب مستوى عالياً من التأمين وكانت اجتماعات الأمانة العامة والمكتب السياسي تراجع أسبوعياً ما توفر من إمكانات التأمين، وفي هذا الإطار تم تكوين اللجنة التي اقترحها عبد الخالق لكن الكادر الذي كان يعمل هو نفس الكادر المناط به توفير إمكانات التأمين الأخرى وتنظيم مختلف أجهزة العمل السري.

    خلال البحث عن إمكانية التأمين اتضح أن العسكريين من جانبهم ودون إخطار مركز الحزب، كانوا يتابعون وضع عبد الخالق في المعتقل ويدبرون لهروبه. وكانت تقديراتهم مبنية على أساس أن عبد الخالق اعتقل بسبب مساندته لصراعهم ضد الجناح الآخر في مجلس الثورة ودعمه لمواقفهم، وكانوا واثقين من أن نقله من معتقله بمصنع الذخيرة لأي مكان نائي سيجعل من تنظيم تهريبه أمراً صعباً. بجانب تقديراتهم العسكرية الأخرى … وعندما اتصلوا بعبد الخالق، طلب منهم ألا يتدخلوا في العملية وأن يتركوا الأمر لمركز الحزب.

    برغم تقديرات العسكريين، ورغم حقيقة تجنيد كل علاقاتهم داخل القوات المسلحة لتوفير اليقظة والحماية لعبد الخالق، بما في ذلك علاقاتهم داخل مصنع الذخيرة، إلا أن عزوفهم عن إخطار الحزب نتج عن تجربتهم مع الانقسام ومعرفتهم بالمعلومات التي قدمها المنقسمون لجهاز الأمن ومجلس الثورة، فضعفت ثقتهم في قيادة الحزب خوفاً من وصول معلومات أخرى للسلطة.

    في تلك الفترة كتب عبد الخالق من معتقله، أن مامون عوض أبوزيد زاره في المعتقل، وهو أول زائر له في حبسه الانفرادي، وأن ما أثاره مامون من تعليقات كان هدفها إيهامه بأن الحزب الشيوعي لا أثر له في الحياة السياسية.

    بعد ذلك، نقل هاشم لقيادة الحزب أن هناك معلومات تشير إلى أن مجلس الثورة قرر ترحيل عبد الخالق إلى معتقل آخر، وأغلب الاحتمالات تشير إلى الجنوب، تمهيداً لتصفيته جسدياً بشكل أو آخر. فعرضت المعلومات على الأمانة العامة وفي اجتماع موسع للمكتب السياسي. فتقرر إصدار بيان يكشف الأمر للشعب وللرأي العام العالمي كما طرحت عدة مقترحات منها إنذار أعضاء مجلس الثورة من أي مساس بحياة عبد الخالق ومنها البحث في تهريبه لخارج البلاد.

    خلال تلك الأشهر أرسل عبد الخالق ثلاث رسائل فيها تعديلات على الخطة وفيها استعجال للتنفيذ، كما طلب هاشم ومحجوب ابراهيم من قيادة الحزب ضرورة الإسراع بتهريب عبد الخالق وأن لديهم الإمكانية لذلك. وصلت لشكاك رسالة من عبد الخالق عن بعض الاجراءات التي يجب أن تتخذ لتأمين الحركة في الفضاء الواقع جنوب مصنع الذخيرة. رد شكاك بضرورة تأجيل التنفيذ حتى تتوفر وسائل سكن وإقامة مأمونة بعد الهروب لأن السكن والإقامة يتطلبان درجة عالية من التأمين أمام الهجوم الذي ستشنه السلطة على كادر الحزب وعلى مواقع العمل السري وعلى كادر العمل السري الذي كشفته العناصر المنقسمة لجهاز الأمن، وأن المشكلة ليست تنفيذ العملية لتهريب عبد الخالق بل المحافظة عليه وتأمينه واستقراره بعد هروبه.

    عاود هاشم الطلب مرة أخرى وأخطر بالتروي لبعض الوقت، ومرة ثالثة طلب الشروع في التنفيذ وضرورة تحديد يوم لهروب عبد الخالق وكان الرد بالتأجيل أيضاً … في هذا الوقت كان شكاك قد اتصل عبد الخالق وعرض عليه اقتراح هاشم ومحجوب ابراهيم فوافق عليه طالما يوفر الحد الأدنى.

    في 29/6/1971، تم هروب عبد الخالق، وأخذه هاشم إلى منزل الشهيد عثمان حاج حسين أبوشيبه، في رئاسة الحرس الجمهوري، ثم انتقل إلى ثلاثة منازل متعاقبة وفرها الحزب في الخرطوم والخرطوم بحري ثم الخرطوم حتى مساء 19 يوليو. كان أحد تلك المنازل لعضو بالحزب والبقية لأصدقاء. وبالرغم من أن المنازل المعنية كانت محل اعتبار إلا أنها لم تكن تصلح لتأمين مستقر طويل المدى.

    نشأت تعقيدات مباشرة من جراء تنفيذ عملية الهروب بهذه الطريقة المتعجلة، منها مثلاً إرسال العريف الذي ساعد في تهريب عبد الخالق إلى مدينة الدويم، وكان ذلك تقديراً خاطئاً، لأن الدويم ليست بالمكان المناسب لإخفائه، ولم يتصل مركز الحزب بتنظيم الحزب هناك ليتولى مهمة إخفائه إضافة إلى أن خطة شكاك الأولى كانت أكثر تحوطاً بأن يسافر العريف إلى الخارج فوراً. ولم يكن العريف نفسه مهيئاً ذهنياً أو نفسياً للاختفاء لمدة قد تطول.

    ومن التعقيدات التي نشأت أيضاً، إسناد مهمة توصيل العريف للدويم والمحافظة عليه هناك إلى شخص كان معداً في الأصل لتغطية منزل يختفي فيه عبد الخالق بعد استكمال بعض التجهيزات في ذلك المنزل. كما صدق حدس الشهيد شكاك، فقد طالت الاعتقالات التي تمت بعد هروب عبد الخالق مباشرة، كادراً كان ذا علاقة بذلك المنزل كما كشفت وأضعفت كادراً كان على صلة بمهمة تأمين المنزل.

    بعد انتقال عبد الخالق من منزل أبشيبه، كان وضع العريف من أول المسائل التي نوقشت معه وأن وضعه في الدويم ليس سليماً، فوافق على الاقتراح بإعادته للعاصمة حيث للحزب إمكانات أفضل في التأمين لحين اكتمال اجراءات تهريبه للخارج.

    استعجال هاشم العطا ورفاقه بتهريب عبد الخالق قبل أن تكتمل استعدادات استقباله وتوفير عدة منازل لاستقراره، كذلك إرسال العريف للدويم، يشير إلى أنهم كانوا قد اقتربوا من الخطوات النهائية للانقلاب. فإلى جانب ثقتهم العالية في عبد الخالق، الذي طرحوا عليه فكرة الانقلاب وطلبوا منه أن يتولى نقلها لقيادة الحزب، كان لهم تقدير آخر، ذا جانب عسكري، وهو إبعاد عبد الخالق من منطقة عسكرية – مصنع الذخيرة، سلاح المدرعات، طريق جبل أولياء ومعسكر الجيش هناك – قد تدور فيها عمليات عسكرية خلال تنفيذ الانقلاب، سواء كان انقلابهم أو انقلاب القوى اليمينية أو مقاومة الجماعات المرتبطة بمايو، وإن القوى اليمينية وجماعات مايو ستعمل على تصفيته جسدياً.

    نستطيع أن نستنتج أن العسكريين كانوا قد اتخذوا قرارهم الخاص بالانقلاب في الأسبوع الثالث من يونيو وهذا ما جعلهم يلحون ويتعجلون تهريب عبد الخالق، وكانوا لا يتوقعون أن يأخذ اجتماع عبد الخالق مع اللجنة المركزية اكثر من عشرة أيام … ويشير ذلك إلى أنهم كانوا قد وصلوا إلى نقطة اللاعودة في مسألة الانقلاب وأن اتصالهم بالحزب كان مجرد إخطار.



    موقف العسكريين وتقديراتهم

    بعد هروب عبد الخالق، تقدم له العسكريون بوجهة نظرهم، وتتلخص في:
    •أنهم من تجربة الانقسام، وما سمعوا وقرأوا من معلومات قدمها الانقسام للسلطة عن الحزب وكادره ومواقع عضويته وأساليب عمله، كان لابد أن يتحفظوا في طرح كل الحقائق والتفاصيل لقيادة الحزب بعد اعتقاله.
    •أن قيادة الحزب لم تتخذ موقفاً حاسماً ضد السلطة بعد 16 نوفمبر مما أحدث سخطاً وضجراً وارتباكاً وسط الشيوعيين والديمقراطيين داخل الجيش، واستغلت السلطة قبول الحزب الدخول في مفاوضات غير معروف هدفها أو شروطها، كما استغلت السلطة إعلان الحزب في بيانه عن تأييد الخطة الخمسية باعتبار أن ذلك تأييد للسلطة. وأن الحزب لم يعبئ نقابات العمال واتحاد العمال بالمستوى المطلوب. فاستغلت السلطة ذلك في إعلان قانون العمل الموحد بعد انقلاب 16 نوفمبر مباشرة لامتصاص سخط العمال، رغم أن القانون كان يحتاج لكثير من المراجعة والتدقيق، ثم إعلان سحبه بعد شهر واحد دون أن تتخذ النقابات والاتحاد موقفاً حاسماً. وأن مجلس الثورة كان يسخر من الحزب الشيوعي والنقابات والاتحاد، وأنه يلعب بهم، وأن مجموعة الانقساميين كانت تساعد مجلس الثورة في رسم الخطط يومياً ضد الحزب.
    •قالوا أنهم حملوا مجلس الثورة على اك########م 18 شهراً رغم اقتناعهم بعدم جديته في تنفيذ الشعارات التي أعلنها، وقد واصلوا القيام بهذه المهمة احتراماً لموقف الحزب في بذل كل جهد ممكن لاقناع السلطة بخطأ سلوكها وموقفها عن طريق الصراع والاقناع ويعتبرون أن الحزب تعامل مع السلطة بكثير من حسن النية والتسامح. كما أن الحزب فرض عليهم اكثر من مرة ألا يتحركوا أو يستقيلوا.

    (هنا نشير إلى مناقشة عبد الخالق معهم عقب التعديل الوزاري الأول في اكتوبر 1969، كان عبد الخالق قد ناقشهم في أن الاستقالة هروب من الصراع، وأن التحرك لتنفيذ انقلاب سيبدو أمام الرأي العام بمثابة سرقة للسلطة، كما أن السلطة تدعي أمام الرأي العام أنها تنفذ برنامج الحزب الشيوعي وتعيّن كادره في مناصب وزارية وتوكل لهم مسئوليات، ومن الأفضل أن يستمر الصراع حتى يتضح للرأي العام أن السلطة غير جادة في تنفيذ شعارات وأهداف الثورة، وأنها تستخدم الحزب كواجهة، وأن التحالف لا وجود له عملياً، وأنه رغم الوضع الصعب الذي يحيط بموقف قطاع واسع من الضباط والصف والجنود الديمقراطيين فإن الحزب يرى أن يستمر الصراع للضغط على السلطة لتصحيح أخطائها من جهة ويستمر الحزب في الصراع على موقفه المستقل ورفض حل أو تصفية كيانه ويطرح رأيه للجماهير).
    •قال العسكريون أيضاً إن الوضع في الجيش سوف ينفجر سواء تحركوا أو لم يتحركوا، كما أن الضباط الديمقراطيين لن يستمعوا لرأي الحزب بالتأجيل هذه المرة، خاصة وأن تنظيمات القوى اليمينية في الجيش تسير بسرعة نحو تنفيذ انقلاب. واصبح الضباط الشيوعيون والديمقراطيون في وضع حرج – فإذا تحركت القوى اليمينية فإنها ستوجه لهم ضربتها الرئيسية بوصفهم القوى العسكرية الجادة الحازمة في الدفاع عن الشعارات الثورية، لأن مجلس الثورة وتنظيم “أحرار مايو” للقوميين العرب لا يمثل وزناً يؤبه له. ومن الجانب الآخر فإن الضباط الشيوعيين والديمقراطيين لن يدافعوا عن السلطة بعد 16 نوفمبر وإعلان تراجعها عن كل ما هو ثوري وتقدمي. وانهم يدركون تماماً ويثقون في أنهم إذا وقفوا في وجه التحرك الرجعي ودافعوا عنها، فإنها سوف تضربهم فيما بعد، بحكم تجاربهم معها.
    •أكدوا انهم كضباط شيوعيين يتحلون بالانضباط الحزبي والتقيد بموقف الحزب. لكن الظروف المحيطة بهم، وعلاقتهم بالضباط الديمقراطيين تفرض عليهم ألا يتأخروا عن أي تحرك يبادر به الضباط الديمقراطيون الذين استمعوا اكثر من مرة لرأي الحزب وتقديراته. وسألوا عبد الخالق عن جدوى تنظيمهم إذا لم يتحرك لمساعدة الحركة الشعبية التي ظلت تتراجع أمام هجوم السلطة منذ 16 نوفمبر، واصبح نميري ومجلس الثورة مطلق اليدين، وبدأ في حل النقابات، وأعلن خطة الحزب الواحد، وإن الخطوة التالية ستكون تسريحهم من الجيش. فهل يستسلمون دون مقاومة؟ كما أن علاقتهم بالحزب ليس فقط من أجل الماركسية، لأن الكتب الماركسية متوفرة في السودان ويمكن الاطلاع عليها ودراستها خارج الحزب، وإنما علاقتهم بالحزب كعسكريين ومقاتلين ثوريين، وتحتم عليهم هذه العلاقة ألا يسمحوا أن تمر الدكتاتورية العسكرية تحت حمايتهم.

    تركزت مناقشة عبد الخالق معهم في الآتي:
    •إن تحفظاتهم وملاحظاتهم يجب أن تطرح على قيادة الحزب ومناقشتها.
    •إن اقتراح الانقلاب يجب أن يطرح على اللجنة المركزية وأخذ رأيها وأن يحضر هاشم اجتماع ل.م. لنقل وجهة نظرهم. فرغم تقديره لوجهة نظرهم لن يوافق على أي تحرك قبل مناقشته في اللجنة المركزية.

    في تقييمنا لموقف وتقديرات العسكريين، نضع في اعتبارنا العوامل التالية:

    * إن الأمانة تقتضي التقيد بالدقة والموضوعية في مناقشة تقييم العسكريين، فهم ما عادوا موجودين ليدافعوا عن وجهة نظرهم ويناقشوا فيها، فضلاً عن حقيقة أن انتماءهم للمؤسسة العسكرية – الجيش – يفرض طابعه على تقديراتهم رغم انتمائهم الحزبي، فهم في نهاية الأمر ليسوا أول مجموعة عسكرية حزبية تغلّب تقديراتها العسكرية على التقديرات السياسية لحزبها. بل وحتى الجناح العسكري لحركة سياسية جماهيرية، كثيراً ما أفلت وفرض تقديراته على قيادته السياسية، ليس في هذا تبرير للخطأ لكنه إشارة للظاهرة السلبية، والتي ظلت تعبر عن جذورها الفكرية في تجارب العديد من البلدان العربية بالصيغة المتداولة عن أن التنظيم العسكري الذي يؤسسه أي حزب أو حركة سياسية إما أن تستخدمه القيادة السياسية في اللحظة المناسبة، أو يستخدم نفسه رغماً عنها.

    * إذا لمسنا ضعفاً سياسياً وفكرياً في تقديرات العسكريين فتلك مسئوليتنا في قيادة الحزب حيال واجبنا الدائم برفع المستوى السياسي والفكري لأعضاء حزبنا في كل المواقع.

    * المناخ والمزاج السياسي الذي كان سائداً في الحزب والحركة الجماهيرية في تلك الفترة التي أعقبت انقلاب 16 نوفمبر تميزت بالإصرار على مواصلة الدفاع عن شعارات ومهام الثورة الديمقراطية والتغيير الاجتماعي، وعلى مواجهة السلطة ورد الصاع صاعين مقابل أي ضربة توجهها للحركة الثورية.

    * مشروعية الاستنتاج المعلن أو غير المعلن لدى أقسام من عضوية الحزب والقوى الديمقراطية وأصدقاء الحزب وأحزاب شيوعية وتقدمية عن أن الضباط الشيوعيين، أو على الأقل هاشم العطا، ما كان يتحرك لتنفيذ الانقلاب بدون قرار من الحزب. وفي هذا الصدد نشير إلى أن استنتاجاً مماثلاً كان قد أثير في حدود ضيقة بعد انقلاب 25 مايو مباشرة، عن ملابسات اشتراك الشهيد ابشيبه في انقلاب مايو مع القوات التي تحركت من خور عمر وهو الحزبي الملتزم، في الوقت الذي عارض فيه الحزب الاشتراك في الانقلاب وامتنع الضباط الشيوعيون عن المشاركة. وقد الانقلاب حوسب أبشيبه داخل التنظيم، وبرر اشتراكه بأنه لم يكن يعرف قرار المكتب السياسي، وأنه أخذ فكرة عامة عن الخلاف حول الانقلاب وسط الضباط الأحرار بين مؤيد للتحرك الفوري ومعارض له، وأنه يشارك كعضو في تنظيم الضباط الأحرار.

    برغم تلك الظروف والعوامل فإن وجهة نظر العسكريين، التي عرضوها على عبد الخالق، لا تبرر ولا تقتضي توجههم نحو الانقلاب، وقطع شوط كامل ونهائي في التحضير له، ووضع الحزب أمام الأمر الواقع من الناحية الفعلية، وإن بدت وجهة نظرهم من الناحية الشكلية وكأنها تشاور مع الحزب واستماع لوجهة نظره أو قراره سلباً أو إيجاباً، موافقة أو رفضاً. فاحتمال انفجار الوضع في الجيش أو تحرك اليمين نحو الانقلاب، أو اتجاه السلطة نحو تسريحهم، لا ترقى مجتمعة أو منفردة كذرائع أو أسباب تملي على الحزب تنفيذ انقلاب.

    ما أثاروه من موقف الديمقراطيين وهم الأغلبية صحيح، وكان عشرات الشيوعيين وأصدقاء الحزب، في العاصمة والأقاليم يستمعون حينها لحديث الضجر والتبرم من أصدقائهم ومعارفهم من الضباط وتعبيرهم عن الرغبة في الإطاحة بالسلطة، وانتقاداتهم لموقف الحزب الشيوعي. ومع ذلك وبرغمه، فإن الضغط الذي مارسه الضباط الشيوعيون في حديثهم مع عبد الخالق بوجهة نظر الديمقراطيين، كان يعبر إما عن ضعف نفوذهم وسط أولئك الديمقراطيين – وهذا احتمال ضعيف بحكم وزنهم واحترام الديمقراطيين لهم – أو يعبر عن قناعتهم دون أن يفصحوا عنها صراحة لعبد الخالق، وقد اكتشف عبد الخالق ذلك، وقابل عدداً من الضباط الديمقراطيين واستمع لوجهة نظرهم.

    نتوقف طويلاً عن تساؤل العسكريين: إن كانوا مجرد أدوات تنفيذ، لأن هذا السؤال مع بقية ملاحظاتهم وتحفظاتهم يثير القضية القديمة المتجددة، عن علاقة العمل العسكري بالعمل السياسي الجماهيري في الحركة الثورية بصفة عامة، وعن الفهم السليم لدور الثوريين في الجيش، ومتى يتدخلون لحسم الصراع السياسي الاجتماعي، ومن يقرر ذلك؟ وعن التصور الثابت لدى العسكريين انهم عندما يبادرون بالانقلاب، إنما يهدفون لحسم الصراع نيابة عن الجماهير.

    هذا النوع من تقديرات العسكريين لوظيفتهم ودورهم يثير تساؤلاً مشروعاً لدى الحركة السياسية ولدى الثوريين بصفة عامة، إذ ما هي الضمانات ألا ينفرد العسكريون في كل مرة، داخل التحالف السياسي العسكري، يضعوا مجموع الحركة الثورية بما فيها الأحزاب التي ينتمون إليها أمام الأمر الواقع؟

    ومع إدراكنا بأن العنصر الحاسم في هذه القضايا هو الوعي السياسي والفكري ودور القيادة السياسية ومقدرتها على الحسم ومدى اتساع الحركة الجماهيرية وتأثيرها، إلا أن القضية تظل محل صراع فكري وسياسي مهما كانت التحوطات والضمانات المسبقة.

    ففي مقابل سؤال العسكريين: إن كانوا مجرد أدوات تنفيذ، ومن حق الحركة السياسية المدنية أن تتساءل أيضاً إن كانت هي مجرد قوى للمساعدة والتأييد؟

    باختصار مهما كانت اعتراضاتنا وتحفظاتنا على تقديراتهم فإن مواطن القصور والغموض في تكتيكاتنا بعد انقلاب 16 نوفمبر، والبطء الذي لازم تطورها ووضوحها، أسهمت سلباً في تقديراتهم. كما أن مشاعر الخذلان التي ركبتهم من موقف الانقساميين أضعفت ثقتهم في الحزب.

    طرح العسكريين لتقديراتهم ووجهة نظرهم على عبد الخالق، وموافقتهم على اقتراحه بعرض الأمر على اللجنة المركزية، لا ينفي أنهم في الجانب العملي كانوا قد أعدوا العدة لتنفيذ الانقلاب، بدليل الشواهد التالية:
    •إنهم وقّتوا لساعة الصفر مع هروب عبد الخالق، ثم قبلوا التأجيل لفترة وجيزة بعد مناقشته معهم. ويبدوا أنهم توقعوا أن اجتماع عبد الخالق مع اللجنة المركزية لن يستغرق إنجازه اكثر من أسبوع أو عشرة أيام. يتضح ذلك من التصريح الذي أدلى به ناطق باسم مجلس الثورة مساء 19 يوليو بالتليفون لصحيفة مصرية، حيث ذكر أنهم كانوا قد حددوا ساعة الصفر ظهر يوم 10 يوليو، لكن إعلان حالة الاستعداد في الجيش في العاصمة بسبب فتح الجامعة واحتمال اندلاع مظاهرات طلابية امتداداً لأحداث مارس 1970 (*) أجبرهم على التأجيل. كذلك أكد عدد من الضباط الذين شاركوا في الانقلاب وسرحوا أو سجنوا أنهم بالفعل استعدوا للتحرك في ذلك اليوم، ولكن وصلهم أمر بإلغاء التحرك في منتصف النهار ونقلوا الأوامر للجنود والصف الذين تحت إمرتهم في الوحدات المختلفة. كانت صحيفة القوات المسلحة التي صدرت في الخرطوم قد نشرت تصريح الناطق الرسمي باسم مجلس الثورة صباح يوم 20 يوليو.
    •من الشواهد أيضاً استدعاء هاشم العطا – في أوائل يونيو – والتحقيق معه بواسطة ابو القاسم محمد ابراهيم عن تحركاته للتحضير لانقلاب، والشكوك التي كانت تساور السلطة بشأن ولاء أبشيبه والاتجاه لعزله من قيادة الحرس الجمهوري.
    •نسجل كذلك إفادة ضابط قيادي في التنظيم كان خارج البلاد وعاد قبل الانقلاب بفترة وجيزة ولم يشارك في الانقلاب وسمع به من الاذاعة. حيث انه قال انه وحتى يوم سفره للخارج في مارس/ أبريل لم يكن هناك قرار بالانقلاب، وانه قابل الشهيد بابكر النور في القاهرة في طريقه للندن في آخر ابريل وعلم منه أن التنظيم مازال يواصل التجنيد.
    •تصريح بابكر النور في لندن الذي نقلته البي بي سي عندما سأله الصحفيون إن كان على علم بهذا الانقلاب فرد بأنه كان على علم بتحضير حركة داخل الجيش مناهضة لنميري لكنه لم يكن يتوقع حدوث الانقلاب في ذلك الوقت.



    تسلسل الأحداث بعد هروب عبد الخالق
    •استمع عبد الخالق لرأي العسكريين، وقال إنه لم يكتف بتقديرات القياديين منهم، بل استمع لوجهة نظر آخرين. فأكدوا له إن السلطة ميئوس منها، وإنه لا جدوى من أي محاولة للضغط عليها لتصحيح أخطائها لأنها تسير في مخطط محدد من البداية، ولن تتراجع عنه بعد إبعاد أعضاء مجلس الثورة الثلاثة وبداية الهجوم على الحزب الشيوعي والحركة الديمقراطية وإنهم لن يدافعوا عنها في حالة انقلاب يميني ضدها وفي الوقت نفسه لن ينتظروا أن يروحوا ضحية لهجوم اليمين الذي يترصدهم ويحملهم مسئولية بقاء السلطة منذ يومها الأول، ولهذا قرروا التحرك.
    •تسلم عبد الخالق رسالة من الأمانة العامة تلخص ما كانت تعالج من قضايا، ولتضعه في صورة الأحداث وتقديرات الحزب وتتلخص الرسالة في:
    •نحتاج لتقرير سياسي لتقييم تطور الحالة السياسية بعد 16 نوفمبر، وطرح مهام الحزب.
    •الحزب يحتاج لفترة طويلة نسبياً لاستكمال إعادة تنظيم صفوفه في ظروف الانتقال للسرية وبناء أدوات العمل السري.
    •السلطة تعتمد على قوات ضاربة في المظلات والمدرعات ترهب بها الحركة الجماهيرية والجيش نفسه.

    كان تعليق عبد الخالق على الرسالة أنها صحيحة في وجهتها. وأنه ناقش العسكريين على ضوئها مرة أخرى. وأنهم يختلفون مع تقدير الأمانة العامة عن مدى نفوذ السلطة في المدرعات والمظلات – لأن نفوذ اليمين في السلاحين أقوى من نفوذ السلطة وطلب أن تبدأ الأمانة العامة والمكتب السياسي في خطوات مكثفة لأن الأحداث تتطور أسرع كثيراً من تقديرات الحزب – خاصة الضجر السائد في الجيش. كما أن المواقف التي اتخذتها النقابات والقوى الثورية بعد انقلاب 16 نوفمبر كانت كلها مؤشرات للحزب لحسم الموقف وتقديم قيادة حازمة للجماهير والقوى الديمقراطية في الجيش.
    •طلب عقد اجتماع للمكتب السياسي لمناقشة اقتراح العسكريين، والتحضير لاجتماع اللجنة المركزية يحضره هاشم ويطرح وجهة نظر العسكريين.
    •شرع في وضع نقاط أولية لوثيقة موجهات قيادية، كأساس للتقرير المطلوب لكشف وفضح السلطة وتوضيح موقف الحزب وطرح الشعارات الأساسية التي تلبي ما كان يعتمل في نفوس الجماهير. وطلب مده بالوثائق الحزبية التي صدرت بعد 16 نوفمبر، وطلب تنظيم مقابلات مع الشفيع والجزولي وتجاني والشيوعيين المسئولين عن تنظيم الحزب في مديرية الخرطوم، ثم مع شكاك للاستنارة برأيهم وتقديراتهم عن الوضع في النقابات ووضع الحزب في العاصمة، لكي يستكمل من شكاك صورة الأوضاع وسط الجنود. تمت المقابلة مع الشفيع وحضر هاشم جزءاً منها وحددت المواعيد للقاءات مع جزولي وتجاني وشكاك. وتم الاتفاق مع الشفيع أن يبقى طوال اليوم في مكاتب اتحاد العمال حتى يسهل على هاشم الاتصال به إذا جدت ظروف تستدعي المشاورة.
    •اجتمع المكتب السياسي مساء يوم 13/7. وتم الاتفاق مع هاشم للانتظار في مكان معين لمعرفة ملاحظات ومناقشات المكتب السياسي. وتأخر اجتماع المكتب السياسي، وغادر هاشم المكان لارتباطه بمواعيد أخرى وحدد يوم 15/7 للقاء آخر.
    •نقلت ملاحظات ومناقشات المكتب السياسي لعبد الخالق في نفس الليلة 13/7. وانها ستبلغ لهاشم يوم 15/7 لينقلها للعسكريين ويعود بملاحظاتهم لعرضها على اجتماع المكتب السياسي والتحضير لاجتماع اللجنة المركزية. وكان تعليق عبد الخالق انها ملاحظات متمشية مع الخط العام. لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن على الحزب واجب وقف تراجع الحركة الجماهيرية إلى ما لا نهاية، وتحديد نقطة تتوقف عندها وتبدأ منها المقاومة أو على الأقل الصمود في وجه الهجمة وإن الاحتجاج على عملية حل النقابات تحت شعار لائحة تنظيم النقابات هو نقطة البداية لوقف التراجع. كذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار أن السلطة فرضت العنف في العمل السياسي ولن تتراجع أو تزول إلا بالعنف. كذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار أن السلطة فرضت العنف في العمل السياسي ولن تتراجع أو تزول إلا بالعنف وكذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار أن شعار الإضراب السياسي في الظرف الحالي الملموس غير عملي. ويجب الأخذ بعين الاعتبار رأي وموقف العسكريين، خاصة ومنطقهم هو التقدم والتحرك لمساعدة الحركة الشعبية من الانكسار أمام هجوم السلطة المتصاعد. إضافة إلى أنهم يتابعون استعداد غيرهم للتحرك، وتآمر السلطة لمواصلة ضربهم بعد ضربات 16 نوفمبر وأن استعدادهم للتحرك عندما يصل مرحلة معينة من الصعب فرملته، وأن كل هذه المسائل يجب أن تناقش في اجتماع المكتب السياسي واللجنة المركزية.
    •اقترح عبد الخالق تكوين لجنة من كادر مقتدر تتولى توفير الإمكانات اللازمة لسكن وترحيل الكادر المختفي وإعادة النظر في مستوى التأمين الحالي. واقترح الاستعانة بلجان المدن وبعض فروع الأحياء أو مسئوليها في عملية توفير الإمكانات والإشراف على تأمين الكادر، فالظروف تزداد صعوبة وضيقاً.
    •يوم 15/7 تم اللقاء مع هاشم ونقلت له ملاحظات ومناقشات المكتب السياسي. قال إنه يتفهمها جيداً، وإنه في نهاية الأمر مسرّح وليست لديه قوة عسكرية وسلطة أمر عسكري، ويقترح أن يسرع الحزب في إعداد الوثائق الخاصة برأيه في القضايا المختلفة لأنه والزملاء أعضاء الحزب حاولوا مراراً تهدئة الضباط الديمقراطيين وحتى بعض الشيوعيين وتم الاتفاق معه على اللقاء مساء 19 يوليو الساعة الثامنة مساء. وأبلغ أن عبد الخالق يود مقابلته وحددت له الساعة العاشرة مساء يوم 16/7 حيث سيجد على شارع معين شخصاً يعرفه في انتظاره ليوصله إلى المنزل الذي يختفي فيه عبد الخالق، لكنه لم يذهب.
    •مساء يوم 18/7 طلب عبد الخالق المزيد من الوقت ليتمكن من استيعاب الحالة السياسية بعد عزلة الاعتقال ومحدودية حركته بعد هروبه. وطلب أن يركز المكتب السياسي على واجبين عاجلين الأول توفير إمكانات أفضل ومستوى أفضل للتأمين، والثاني التوجه بالحزب نحو معارضة السلطة بصورة توجه شامل وحاسم. وطلب أن يحضر إليه هاشم بعد مقابلة 19 يوليو حوالي الساعة التاسعة مساء للضغط اكثر على العسكريين ليؤجلوا تحركهم، وطلب نقله لمنزل آخر ليتمكن من العمل مع الهيئات: الأمانة العامة والمكتب السياسي، والتحضير لاجتماع اللجنة المركزية.

                  

01-13-2012, 01:51 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    تقييم الحزب الشوعى لانقلاب 19 يوليو '5"

    Quote: رأي المكتب السياسي

    في مساء 13/7/1971 انعقد اجتماع المكتب السياسي، وعرض عليه موضوع الانقلاب. لم يكن هناك موعد محدد من جانب العسكريين، ولم يناقش المكتب السياسي مسألة تحديد الموعد، بل حصر مناقشاته وملاحظاته حول فكرة الانقلاب.

    المسئولية التي يتحملها المكتب السياسي، أنه لم يتخذ قراراً قاطعاً بقبول فكرة الانقلاب أو رفضها، بل أخضعها للمناقشة والتقدير، ولمزيد من المشاورات والمناقشات مع العسكريين. ولا يبرر أو يقلل من مسئولية المكتب السياسي أنه قرر عرض الموضوع لاجتماع اللجنة المركزية. فواجب المكتب السياسي يحتم عليه أن يقدم مشروع القرار أو الاقتراح لاجتماع اللجنة المركزية. ولا يقلل من مسئولية المكتب السياسي أن فكرة الانقلاب قد طرحت عليه لأول مرة في ذلك الاجتماع، ولم تكن في جدول أعماله أو جدول أعمال الأمانة العامة أو اللجنة المركزية.

    تلخصت مناقشات وملاحظات المكتب السياسي في المسائل الآتية:

    * الحكم العسكري أصبح مكروهاً ومرفوضاً من الجماهير، ولن ترحب الجماهير باستبدال حكم عسكري بآخر، خاصة بعد الأسلوب الذي تعامل به الجيش مع أحداث الجزيرة أبا وودنوباوي.

    * الحزب والحركة الجماهيرية في حالة إرهاق وإنهاك، ويحتاج الحزب لفترة من الزمن لإعادة تنظيم صفوفه واستقرار كادره وأدوات عمله، ولهذا فإن طرح الانقلاب الآن يعني العودة مرة أخرى للتفكير الانقلابي.

    * الحزب لم يرفع شعار إسقاط السلطة أمام الحركة الجماهيرية، فكيف نطرح الانقلاب.

    تخوف العسكريين من أن مجلس الثورة ونميري يعملان على تسريحهم وتوجيه ضربات ضدهم، لا يبرر الانقلاب، فالحركة الثورية تتعرض للضربات وتواصل مسيرتها وتقدم عناصرها سواء في الحركة السياسية أو الجيش.

    من حيث المبدأ يمكن قبول فكرة حركة التصحيح. لكن يجب أن يخضع تحرك الضباط الشيوعيين لتقديرات اللجنة المركزية للموقف ولقرارها.

    * نطرح على العسكريين عدداً من القضايا ونطلب رأيهم حولها:

    * أي برنامج للتصحيح يجب أن يكون برنامجاً للإصلاح الشامل: حريات الشعب، التحالف، الوضع الاقتصادي المتدهور، الأداء الحكومي المتدني لمؤسسات القطاع العام وفي المشاريع غير المدروسة، التوسع في جهاز الدولة، الامتيازات، أجهزة الأمن والتجاوزات، قضية الجنوب … الخ.

    * احتمال التدخل الأجنبي عن طريق إثيوبيا.

    * الوضع في المدرعات والمظلات لا يمكن الاطمئنان إليه – والوضع في البوليس يحتاج لتقدير، كذلك وضع الحرس الوطني والقوات الخاصة التي يقال أن مجلس الثورة قد شرع في تنظيمها.

    * تقدير الوضع وسط الجنود، وتقدير حجم نيران القوات المتحركة للانقلاب والقوات المضادة.

    * هل يبقى بابكر النور وفاروق حمدالله في الخارج أم يعودان للمشاركة؟

    * طلب المكتب السياسي أن يقدم العسكريون الشيوعيون وجهة نظرهم وتقديراتهم حول هذه القضايا لوضعها أمام اجتماع اللجنة المركزية لاتخاذ قرارها.



    بعد وقوع الانقلاب

    كان وقوع الانقلاب ذلك اليوم مفاجأة لكل الحزب بما في ذلك عبد الخالق وأعضاء المكتب السياسي والأمانة العامة واللجنة المركزية وحتى لبعض العسكريين من أعضاء التنظيم وقادته.

    كان جدول أعمال عبد الخالق والمكتب السياسي لذلك اليوم يشتمل على الآتي:

    * لقاء مع هاشم في الساعة التاسعة، لمعرفة وجهة نظر العسكريين في ملاحظات ومناقشات المكتب ومن ثم دعوة المكتب السياسي للاجتماع خلال ثلاثة أيام.

    *كان عبد الخالق في انتظار هاشم بعد هذا اللقاء مباشرة لمناقشته كي يبذل مزيداً من الضغط على العسكريين لتأجيل تحركهم.

    *كان عبد الخالق ينتظر موعد للقاء التجاني والجزولي وشكاك وتحديد موعد ثان مع الشفيع للتشاور حول ما توصل إليه المكتب السياسي ورأي العسكريين والتحضير لاجتماع اللجنة المركزية.

    *كان لأعضاء المكتب السياسي الآخرين مواعيدهم المسائية للاجتماعات واللقاءات في جبهات العمل المختلفة.

    اتضح فيما بعد أن هاشم كان قد ذهب قبيل التحرك لاتحاد العمال بحثاً عن الشفيع فلم يجده وأرسل له رسولاً بعد وقوع الانقلاب.

    أهدرت ساعات غالية بين تنفيذ الانقلاب وإذاعة بيانه الأول. ظل هاشم خلالها يبحث عن صلة بقيادة الحزب للمساعدة في إعداد البيان، وبدأ إعداده في الساعة السابعة والنصف مساء وأذيع بعد التاسعة مساء. وظل الرأي العام ينتظر في توتر وقلق وهو يتابع تكرار إعلان الإذاعة أن الرائد هاشم العطا سيذيع بياناً هاماً. وقد ترك ذلك أثراً سلبياً.

    بعد وصول هاشم للمقر الذي يختفي فيه عبد الخالق وتحوله إلى مقر لتجمع قيادة الحزب وجه له السؤال: لماذا تعجلتم؟ “فكان رده هل ننتظر هل يعتقلوا زملاءنا واحداً واحداً؟ فطلب عبد الخالق من هاشم ومحجوب ابراهيم أن يقدما لاجتماع اللجنة المركزية التقديرات والأسباب التي دفعتهم للاستعجال.

    في هذه الأثناء تمت دعوة أعضاء اللجنة المركزية لاجتماع طارئ وصدر عن الاجتماع البيان الجماهيري بتأييد الانقلاب والخطاب الداخلي بتعبئة الحزب وقرار تسيير مواكب في كل أنحاء السودان تأييداً للسلطة الجديدة. وكانت اللجنة المركزية عملياً تتصرف وهي أمام الأمر الواقع.

    بعد إذاعة البيان واجتماع ل.م. طلب هاشم أن تصاغ أوامر جمهورية جديدة، فكلف عبد الخالق جوزيف قرنق بهذه المهمة، فتساءل جوزيف عن تصور العسكريين لهياكل وأجهزة السلطة وصلاحياتها … الخ. وكان هاشم قد أوضح أن رأيهم قد استقر على اختيار مجلس الوزراء بالتشاور مع الهيئات والمنظمات الجماهيرية والديمقراطية وأن تسهم في اختيار وزرائها، وأنهم قد أعلنوا ذلك على الجنود والضباط الذين نفذوا الانقلاب. وكان تكوين مجلس الثورة قد خضع للتشاور معهم. فطلب جوزيف من هاشم أن يدعوا رجال القانون ليعاونوه في صياغة الأوامر الجمهورية.

    في اجتماع اللجنة المركزية اقترح عبد الخالق ترك المسائل العسكرية للتنظيم العسكري والعسكريين والتركيز على دور الحزب في الجبهة السياسية والجماهيرية.

    بعد تنفيذ أي انقلاب عسكري تصبح المهمة المركزية هي كيفية حمايته عسكرياً في المقام الأول بعمليات وإجراءات عسكرية حاسمة وصارمة تحدد مداها وطبيعتها الظروف السياسية والعسكرية المحيطة بالانقلاب، مثل إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول وتوجيه الإعلام من إذاعة وصحف وتلفزيون وفي الجانب السياسي إعلانات وقرارات وسياسات لتصفية مؤسسات السلطة القديمة وتأكيد سياسات وبرنامج السلطة الجديدة ما هو متبع في كل الانقلابات. فالانقلاب كعمل عسكري له قواعده وقوانينه وأصوله، صرف النظر عما إذا كان الانقلاب يمينياً أم يسارياً، وصرف النظر عما إذا كان مقبولاً من الجماهير أو تواجهه الجماهير بلا مبالاة.

    هذه المهمة لم توضع في مستواها المطلوب سياسياً وعسكرياً. فاللجنة المركزية كانت في الواقع العملي تتعامل مع الانقلاب من خارجه وبعد وقوعه. ولم تتكون قيادة عسكرية سياسية تقوم بمهام أشبه بهيئة الأركان للعمل السياسي الجماهيري والعسكري، وتتابع ساعة بساعة تطورات الموقف في الشارع وفي الجيش، وتراجع بدقة تنفيذ خطة وبرنامج عمل محدد، وتقّيم أثر كل خطوة تم تنفيذها، والإعداد للخطوة التي تليها لضمان استقرار الوضع العسكري من جهة وفتح الطريق لاستنهاض حركة الجماهير خلف الشعارات والمطالب والأهداف التي تعتمل في وجدانها، وتصحيح الأخطاء والتجاوزات التي كانت تعارضها وترفضها خلال حكم السلطة القديمة … الخ. والوجه الآخر للقيام بالمهمة يتمثل بالضرورة في التحسب لأي تحرك مضاد عسكري أو مدني وتنظيم المقاومة الشعبية والعسكرية، وحشد القوى في مواقع المقاومة المتوقعة والثغرات المحتملة. وفي هذا الإطار كان التساؤل عن دوافع التعجل في تنفيذ الانقلاب وثلاثة ممن تم اختيارهم في مجلس الثورة في الخارج، فوجودهم في المجلس لم يكن شرفياً وإنما لنفوذهم وتجربتهم ودورهم القيادي الذي يحتاجه الانقلاب وهو يقدم سلطته للجيش والشعب، وهو أشد ما يكون حوجة لجهد كل فرد في قيادته. وفي الإطار نفسه كانت الملاحظات التي أبداها عسكريون ومدنيون مساء 19 يوليو عن كثرة حركة هاشم العطا في الجبهة السياسية والعسكرية. وأبدى الشيوعيون في مقر قيادة الحزب المحاذير، لمحجوب ابراهيم من إقدام القذافي على اختطاف أي طائرة يعود على متنها بابكر النور وفاروق حمد الله ومحمد محجوب، وضرورة الاحتياط لهذه الخطوة.

    من مجريات الأحداث يتضح أن الخطة العسكرية للانقلاب، بكل ما فيها من ذكاء وقدرات تنظيمية وتنفيذية عالية وجسارة فائقة، ومبادرة وابتكار، اعتمدت على الانتصار السريع، لكن ذلك كله كان مصدر ضعفها القاتل، إلى جانب تغييب معلوماتها عن مركز الحزب، فلم تؤمن انتصارها وتحافظ عليه، ولم تضع احتمال التحرك المضاد والهزيمة. وبحكم الطبيعة الثورية للانقلاب فالدفاع عنه وحمايته كان يتطلب بالضرورة تنظيم مقاومة عسكرية وشعبية لمواجهة تحرك مضاد. وإذا كان الخطاب الداخلي الذي صدر عن اللجنة المركزية مساء 19 يوليو قد أشار لهذا الواجب، إلا أن واقع الحال في تلك اللحظة كان غياب قدرات وإمكانات الحزب لمواجهة أي تحرك طارئ ومباشر، ووارد في الوقت نفسه.

    وإذا كان تقدير العسكريين سليماً بشكل عام عن عزلة مجلس مايو داخل الجيش، حيث تم تنفيذ الانقلاب دون إراقة دماء، فإن التقدير كان وحيد الجانب، وهو امتداد للتقديرات الانطباعية التي كانت سائدة وسط الضباط الشيوعيين والديمقراطيين ووسط المثقفين التقدميين أيضاً عن أن “واحداً من الجيش لن يرفع رأسه إذا تمت الإطاحة بمجلس مايو”. فالخطأ في التقدير انه أهمل وزن ونشاط القوى اليمينية المعادية للشيوعية والثورة والديمقراطية داخل الجيش، والفرصة التي وجدتها تلك القوى لحرية الحركة وتنظيم صفوفها بعد انقلاب 16 نوفمبر، إضافة للمعلومات التي كانت معروفة للعسكريين عن استعداد تلك القوى لتنفيذ انقلاب قبل 19 يوليو. صحيح انهم اتخذوا خطوات أولية لإضعاف تلك القوى وتحييد بعضها بتجريد اللواء الثاني مدرعات من السلاح، وكذلك سلاح المظلات، لكن الانتصار السريع دفعهم للتراجع عن تلك الخطوات والاستجابة لحسن النوايا البعيدة عن التقدير العسكري الصارم، فأعادوا السلاح للواء المدرعات الثاني الذي قاد الانقلاب المضاد. وقد أبدى العديد من صغار الضباط المشاركين في 19 يوليو اعتراضهم على هذا التراجع، كما اعترضوا على بقاء الضباط الأعلى رتبة والذين لم يشاركوا في الانقلاب في مناصبهم، وكان هؤلاء هم الذين اقترحوا إعادة تسليح لواء المدرعات.

    بجانب استناد العسكريين على تقديرات ذاتية عن توازن القوى السياسي والعسكري داخل البلاد، كذلك فإنهم لم يضعوا اعتباراً للمتغيرات الدولية المحيطة بالمنطقة العربية خصوصاً الردة الساداتية في مصر وأثرها على الحركة الثورية العربية ولم يفيدوا من التقديرات والتحليلات التي قدمتها اللجنة المركزية في دورتها بعد 16 نوفمبر.

    كان هذا أو بعضه يفسر حالة الارتباك التي أصابت قادة 19 يوليو وقواتهم في مواجهة التحرك المضاد.

    من الأخطاء الجسيمة في الخطة العسكرية، أن تنظيم الضباط لم يشرك معه تنظيم الجنود الشيوعيين والديمقراطيين في التحضير والتنفيذ وما بعد التنفيذ، وهو تنظيم له وزنه وتقاليده. وقد أثار شكاك هذه المسألة مع هاشم فور وصوله لمقر قيادة الحزب مساء 19 يوليو. ودار بينهما حديث قصير عن لقاء كان مفترضاً أن يتم بينهما مساء الخميس الماضي … الخ. وأمام الأمر الواقع اضطر تنظيم الجنود لإصدار بيان لتعبئة أعضائه ومؤيديه، وجرى توزيع البيان بطريقة مكشوفة مما أدى إلى كشف عضوية التنظيم ومحاكمة بعضهم وطرد الآخرين بعد الردة. كما كان لأعضاء تنظيم الجنود العديد من الملاحظات والانتقادات على الوضع العسكري بعد الانقلاب مثل اعتراضهم على طريقة تجريد السلاح من لواء المدرعات دون مراعاة أن بعض الجنود والصف من أعضاء التنظيم والمؤيدين له كان يمكن أخذ رأيهم والاستفادة من مواقعهم. كما كانت لهم اعتراضات على توزيع الحراسة وتأمين المواقع.

    فداحة هذا الخطأ تتجلى في الحقائق التالية:

    * تجاوز تنظيم الضباط لتنظيم الجنود وتخطيه في التحضير والتنفيذ، مهما كانت المبررات التي ساقها الضباط حول الأسباب التي دفعتهم للاستعجال بالانقلاب، تجاوز خاطئ عسكرياً وسياسياً، فقد أهمل الضباط أهم الدروس التي استخلصها الحزب من تجارب انقلاب عام 1959 ومن التحولات السياسية والاجتماعية العميقة التي حدثت بعد ثورة اكتوبر 64، وصاغها في وثائقه عن أن الجنود ما عادوا منقادين بالرابطة العسكرية لضباطهم في التحركات السياسية والانقلابات، وأن الجنود والصف لهم تنظيماتهم ورؤيتهم السياسية.

    * الانقلاب المضاد بادرت به وقادته في جميع مراحله مجموعات من الصف ولم يكن للضباط دور يذكر فيه رغم محاولاتهم فيما بعد للحاق به وادعاء بطولات تنظيمه وقيادته.

    * القسم المنظم والفاعل في المجموعات التي قادت الانقلاب المضاد في 22 يوليو، كان هدفها الأول ضرب الشيوعيين، وليس إعادة نميري ومجلس مايو للحكم. وقد تجلى هذا في قصف القصر الجمهوري على الجناح الذي كان يحتجز فيه نميري، وعلى بيت الضيافة حيث كان الضباط الموالون لنميري رهن الاعتقال. ودارت الأيام لتقود نفس المجموعات انقلاب 5 سبتمبر 1975 ومعها عدد قليل جداً من الضباط – إذا استثنينا الذين ترقوا من الصف بعد 22 يوليو 1971.

    أدى الانتصار السريع إلى إضعاف اليقظة وسرعة الحسم، فقد وصلت لقادة يوليو بلاغات عديدة عن تحركات لتنظيم انقلاب مضاد ووصلت لمركز الحزب بلاغات عن هذه التحركات لرفعها لهم.

    لا فائدة بالطبع من معالجة التاريخ بحرف الشرط لو – إلا من حيث استخلاص الدروس والتجربة واتخاذها زاداً للمستقبل، وإلا تجمد العقل عند أحداث بعينها وبقى رهين جدرانها. وفي هذه الوجهة للاستفادة من التجربة تدخل التفاصيل والأحداث التي لا تحصى – ما كان يجب اتخاذه من خطوات لتأمين وحماية الانتصار عسكرياً وشعبياً: اختطاف الطائرة وهل كان يجب الإعلان عنه في الموكب؟ واتخاذ إجراءات جديدة في الجانب العسكري، واتخاذ خطوات تعبئة عسكرية وشعبية لمواجهة التدخل الوارد خاصة بعد اختطاف الطائرة ووجود خالد حسن عباس وزير الدفاع والقائد العام واحمد عبد الحليم قائد المدرعات في الخارج؟ وهل كان ضرورياً إعلان أسماء أعضاء مجلس الثورة؟ ونوعية الضباط والجنود المكلفين بحراسة نميري وأعضاء مجلسه، والقصر كمكان للاعتقال … الخ.

    التفاصيل مفردة أو مجتمعة أصبحت جزء من التجربة التي نتعلم منها لمستقبل تطور الثورة السودانية الوطنية الديمقراطية.

                  

01-13-2012, 02:13 AM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: هل لديك مقالة معاوية سورج التى كتبها ونشرت فى الوطن بإسم" وصيتى الاخيرة" وهى نفس شهادته امام مولانا علوب, وقد كان الشاهد رقم 1?
    مع ودى وتقديرى


    الاخ ابو نورة سلام

    اذا حددت تاريخ النشر بالتقريب يمكن تكليف اي شخص من السودان لينسخها بالاسكانر ورفعها هنا

    تحياتي
                  

01-13-2012, 02:23 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: القلب النابض)

    الاخت سهير

    سلامات

    Quote: وقد نشرت صحيفة الوطن (الخرطوم) فى عام 2008 وثيقة نسبت الى المرحوم معاوية ابراهيم سورج، باعتبارها وصيته التى اودعها لدى أحد اصدقائه. وتتطابق تلك ‘الوصية‘ مع افادة السيد معاوية ابراهيم امام لجنة القاضى علوب، ويشار اليه فى التقرير بالشاهد رقم واحد.
                  

01-13-2012, 03:02 AM

القلب النابض
<aالقلب النابض
تاريخ التسجيل: 06-22-2002
مجموع المشاركات: 8418

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    هذا جيد .. دعنا نحاول الاتصال بالسودان

    سنرى على اية حال ما يمكن عمله...

    أرحو ان نوفق فيه ان شاء الله

    تحياتي اخي أبو نورة
                  

01-13-2012, 03:27 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: القلب النابض)

    تقييم الحزب الشيوعى لانقلاب 19 يوليو " 6 والاخيره"


    Quote: التجربة والدروس

    * قرار التحضير للانقلاب وتنفيذه للإطاحة بدكتاتورية مايو، لم يتخذه عبد الخالق محجوب أو الأمانة العامة أو المكتب السياسي أو اللجنة المركزية – ذلك شرف لا ندعيه. لكننا لا ننفي حقيقة أن العسكريين عرضوا علينا فكرة الانقلاب – وهم ليسوا أول عسكريون يعرضون على حزبنا فكرة انقلاب – وإننا ناقشنا الفكرة في المكتب السياسي وطرحنا عليهم وجهة نظرنا وملاحظاتنا وتحفظاتنا، وطلبنا منهم مناقشتها وإبداء رأيهم حولها، تمهيداً لطرح الأمر على اللجنة المركزية – تلك تهمة لا ندفعها. أما إعلان عبد الخالق أمام جلاديه في المحكمة، عن أن الحزب الشيوعي ولجنته المركزية لا علاقة له بالانقلاب، وأن هاشم اتصل به في المعتقل وأخطره بالانقلاب ومن ثم يتحمل المسئولية وحده فتلك شهامة وفداء – لكن عبد الخالق لم يتخذ القرار، بل أصر على طرح الأمر على قيادة الحزب.

    * ومع ذلك فإن قيادة حزبنا تتحمل بلا وجل أو تردد أو تبرير مسئوليتها في المسائل التالية:

    - مواطن الغموض والقصور في تكتيكات الحزب بعد انقلاب 16 نوفمبر 1970.

    - المكتب لم يتخذ موقفاً حاسماً قاطعاً عند مناقشة ما طرحه العسكريون.

    - ضعف الإشراف القيادي الحزبي على التنظيم العسكري والتأكيد واليقين من استيعابه وقناعته باستراتيجية الحزب وتكتيكاته، وعلاقة الشق العسكري بالنضال السياسي الجماهيري، وخضوعه له، باعتباره مكملاً ومساعداً لدور الجماهير – رغم استنتاجنا السليم أن انقلاب ب16 نوفمبر فتح الباب لصراع التصفيات والانقلابات.

    * في ملاحظات ومناقشات المكتب السياسي لم نعالج بدقة المتغيرات في الوضع في المنطقة العربية والأفريقية والوضع الدولي، ولم نطرح أو نسأل عن التركيب السياسي للقيادة العسكرية للانقلاب ومدى تعبيرها عن التحالف الوطني الديمقراطي، وضرورة توسيعه ليشمل قوى سياسية معادية لدكتاتورية مايو، وتحييد قوى سياسية أخرى.

    * بعد وقوع الانقلاب كأمر واقع لم نقدم قيادة سياسية عسكرية في مستوى شروط ومتطلبات العصيان أو في مستوى تنظيم مقاومة شعبية عسكرية في وجه الهجوم المضاد.

    * على أن الأزمة التي واجهتنا في 19-22 يوليو، لم تكن وليدة لحظتها، وإنما كانت نتاجاً لسلسلة من القصور والاهتزاز في تكتيكاتنا وموقفنا منذ 25 مايو 1969.

    أولها: إن اللجنة المركزية لحزبنا أجازت بالإجماع الوثيقة التي قدمها عبد الخالق، في اجتماعها مساء 25 مايو 1969 في تحليل طبيعة الانقلاب المايوي وموقف الحزب منه، وقد دخلت تلك الوثيقة تاريخ وأدبيات حزبنا باسم “خطاب دوري رقم واحد” لكن اللجنة المركزية نسخت جوهر تلك الوثيقة التاريخية عندما اعترضت أغلبيتها على اقتراح عبد الخالق بعدم الاشتراك في حكومة الانقلاب. كان قرار اللجنة المركزية بالاشتراك في الحكومة قراراً خاطئاً، كان رضوخاً عملياً لتكتيك الانقلابيين ووصايتهم، ونسخاً لجوهر الموقف المبدئي، ونسفاً لمبدأ استقلال الحزب وحقه في اختيار ممثليه لأي حكومة أو هيئة أو تحالف.

    قرار الاشتراك في حكومة الانقلاب المايوي، جعل اللجنة المركزية أسيرة لتكتيك الانقلابيين – فأصبحت طرفاً في صراع التصفيات والانقلابات الكامن في طبيعة انقلاب مايو منذ يومه الأول، وليس فقط بعد 16 نوفمبر 70.

    وفي ذات الوجهة، كان من الخطأ قبول تعيين بابكر النور وهاشم العطا في مجلس قيادة الثورة المايوي، وفاقم الخطأ أن قبول التعيين تم دون أخذ رأي تنظيم الضباط الأحرار، أو على الأقل قيادته، أو التشاور بين أعضاءه، لوضع شروط متفق عليها للمشاركة والاختيار وتوزيع الأعباء والمسئوليات وكان ذلك ممكناً ميسوراً خلال الساعات الأولى للانقلاب المايوي في يومه الأول، حيث احتياج الانقلابيين للدعم واستنادهم للرصيد الأدبي والسياسي لتنظيم الضباط الأحرار في الجيش. فضلاً عن أن قبول التعيين من مواقع التنظيم وبشروط متفق عليها، كان سيطوق الانقلابيين، ويضعهم في حجمهم الطبيعي، أو يدفعهم لأن يسفروا عن وجههم الحقيقي منذ اليوم الأول.

    ويبقى السؤال: لماذا قبول التعيين أو الاشتراك بشروط أصلاً في مجلس الثورة بعد نجاح الانقلاب، إذا كان رفض الإسهام في تنفيذ الانقلاب مبنياً على المعارضة المبدئية لفكرة الانقلابات؟

    ظلت الوثيقة التي قدمها عبد الخالق وأجازتها اللجنة المركزية بالإجماع في مساء 25 مايو – خطاب رقم (1) – محصورة التداول داخل صفوف الحزب، ولم تصدر للجماهير، كما لم يصدر بيان مستمد منها يوضح للجماهير موقف الحزب من الانقلاب، فمخاطبة الجماهير وتبصيرها بموقف الحزب من التغيير الذي حدث في السلطة، كان ضرورة سياسية، ليس فقط في حيز تقاليد الحزب والتزاماته تجاه الحركة الجماهيرية، بل ولتبديد غشاوة الشك والحيرة التي غشيت وعيها وإدراكها لحقيقة علاقة الحزب بالانقلاب، تجاه الواجهة والشعارات اليسارية التي قدم بها نفسه. وما زالت تلك الغشاوة تحجب رؤية واستبانة أقسام واسعة من الجماهير لحقيقة موقف الحزب.

    ثانيها: اجتماع المكتب السياسي، الذي انعقد في 9/5/69، ناقش اقتراح العسكريين بالانقلاب ورفض الفكرة استناداً إلى ما توصلت إليه اللجنة المركزية في مارس 69، حول التكتيك الانقلابي (*)، لم تتبعه دعوة سريعة للجنة المركزية لعرض الأمر عليها، وليس فقط لوضعها في الصورة أو لإعلامها بتطورات الوضع السياسي، بل لتعبئة وتوحيد مجموع الحزب في مواجهة الفكر الانقلابي والتكتيك الانقلابي. وحتى إذا أعلن بعض أعضاء اللجنة المركزية تأييدهم لفكرة الانقلاب، فإن الصراع كان سيتخذ منحى اكثر وضوحاً، ويوفر على الحزب جهداً وطاقة ووقتاً وتضحيات.

    ثالثها: التحالف مع الانقلابيين خطر يهدد مصير الثورة، ويرتهن مستقبلها للتقديرات الذاتية لأولئك الانقلابيين الذين يتدخلون في أي لحظة من لحظات تطور الحركة الثورية ويقطعون مسارها في لحظة يقدرونها ذاتياً من موقع نجاح العملية العسكرية لاستلام السلطة بلا تقدير لتوازن القوى أو مستقبل الثورة.

    لقد اتسم موقف حزبنا بالتهاون والتساهل وحسن النية، تجاه الخلل الذي طرأ على تحالف القوى الاشتراكية القائم على “ميثاق القوى الاشتراكية” الذي خضنا به معركة انتخابات 1968 والتمهيد لإعلان مرشح ثالث لرئاسة الجمهورية في حالة قيامها إلى جانب مرشحي القوى التقليدية، فعندما طرح الانقلابيون في ذلك التحالف فكرة الانقلاب، واعترض عليها حزبنا في دورة مارس 69 ثم في اجتماع المكتب السياسي وفي 9 مايو 69، كان الواجب إعلان فض التحالف للجماهير بالأسلوب المناسب، وترك الانقلابيين وشأنهم يتحملون مسئولية تقديراتهم ومواقفهم.

    هذا على الصعيد الشعبي، أما في الشق العسكري، فقد كان تنظيم الضباط الأحرار، تنظيماً يسع تيارات سياسية شتى تلتقي في أهداف عامة، لكنها بالضرورة تختلف في وسائل وتكتيك الوصول لتلك الأهداف وأساليب تنفيذها. وكان التكتيك الانقلابي غالباً على التنظيم، وما كان لاشتراك الضباط الشيوعيين فيه أن يغير طابعه ذلك. لهذا ما كان مجدياً طرح موضوع الانقلاب للتصويت. فرغم موقف الأغلبية المعارض للانقلاب ما كان ذلك مانعاً للأقلية الانقلابية التي تسيطر على الأسلحة الضاربة الكافية لتنفيذ الانقلاب، أن تخرج على قرار الأغلبية وتفرض تكتيكاتها وتنفذ الانقلاب، وتضع الأغلبية أمام الأمر الواقع.

    التحالف مع الانقلابيين المايويين كلف الحزب خسائر كبيرة، لأنه تحالف بالضرورة مع أقليات سياسية صفوية، لا جذور لها في حركة الجماهير، ولا قناعة لها بدور الجماهير في ثورة التغيير الاجتماعي. وبحكم أنها أقليات سياسية صفوية، فهي إما أن تعتمد على دعم وغطاء خارجي، أو على أجهزة القمع في الداخل، أو على الاثنين معاً، وتخشى تطور واتساع حركة الجماهير، وترى في استقلالها ومبادرتها تمرداً عليها وتهديداً لسطوتها، لأنها تعتبر هدف الثورة الأول والأخير هو بقاؤها في السلطة وليس استخدام السلطة أداة رافعة لتطوير وتوسيع دور الجماهير في الثورة. إنها تختط، ومنذ يومها الأول، بوعي كامل أو بدافع غريزي، منهجاً لتعزيز حكم الفرد – كمؤسسة سياسية – وتهميش دور الجماهير في الحياة السياسية، في إدارة شئون البلاد والإنتاج، وتسلك طريق القرارات والإجراءات الفوقية والحلول الإدارية لمشاكل المجتمع المعقدة، وتستند إلى الأجهزة البروقراطية وعناصر التكنوقراط، وترفع أجهزة الأمن والتجسس والقمع إلى مستوى دولة داخل دولة، تعلو على كل أجهزتها، وتترجم مفاهيمها وتصوراتها عن التحالف مع الأحزاب والحركة السياسية من منطلق التطويق والإلحاق والتصفية.

    ومن منطلق الوصاية، والفهم المبتذل للثورة، يلجأ الانقلابيون قبل الانقلاب وبعده إلى تشويه واقع الحركة السياسية، ونشر مفاهيم وأوهام شائهة عن توازن القوى واستعداد الحركة الثورية ومزاج الجماهير – سواء بتهويل هذه العوامل ليصبح الانقلاب خطوة منطقية وحتمية وثورية، أو استخدام أسلوب آخر للتشويه، بنشر أجواء اليأس من قدرات حركة الجماهير ليصبح الانقلاب هو المخرج الوحيد وتصبح حماية سلطة الانقلاب الواجب الوحيد لحركة الجماهير، وفي الحالتين يستنزف الانقلابيون طاقات الحركة الجماهيرية من أجل الانقلاب، ثم لاستقرار سلطة الانقلاب، ثم يسخرون السلطة الانقلابية المستقرة وأجهزة قمعها لضرب وإرهاب أي نزعة مستقلة في الحركة الجماهيرية.

    إن تحويل التغيير السياسي في قمة السلطة، الناجم عن انقلاب عسكري، إلى ثورة شعبية، ديمقراطية وبالتدرج، وإن توفرت معطياته كفرضية نظرية، لا يعتمد على رغبة الحزب الشيوعي والحركة الثورية. فالانقلابيون بحكم فكرهم وتكوينهم الطبقي الاجتماعي ونزعاتهم الاستبدادية، والقوى الاجتماعية التي تساندهم، يستميتون في عرقلة ومنع التحول. ولا سبيل لتحقيق تلك الفرضية النظرية إلا إذا خرج الانقلاب من جلدته ونسخ ذاتيته وتوقف عن أن يكون انقلاباً، أو بهزيمة الانقلاب وسحقه وتجاوزه من جانب القوى الثورية.

    الانقلاب والفكر الانقلابي، والتكتيك الانقلابي، يعبر عن مصالح وتطلعات البرجوازية والبرجوازية الصغيرة. وهذا طبيعي. لا يستطيع الحزب الشيوعي مهما أوتي من نفوذ جماهيري سياسي وفكري أن يمنع تلك الطبقات من خياراتها السياسية التي تخدم مصالحها. ولا يحق للحزب الشيوعي، مهما كان وزنه أن يتوهم في أي لحظة، أنه اكثر وعياً بمصالح تلك الطبقات، أو اكثر منها حرصاً عليها.

    الحزب الشيوعي يصارع سياسياً وفكرياً كيلا يسود الفكر الانقلابي والتكتيك الانقلابي داخل صفوف الحركة الثورية، لأنه فكر وتكتيك يجهض الثورة ويجمدها، فكر لا يخدم مصالح الطبقة العاملة والكادحين في الريف والمدينة.

    وفي الفترات التاريخية المتعاقبة التي نجحت فيها البرجوازية الصغيرة في إنجاز تغيير سياسي اجتماعي عن طريق الانقلاب مثل 23 يوليو في مصر، و14 يوليو في العراق، و26 سبتمبر في اليمن، فإن الحزب الشيوعي لم ينكر ذلك الإنجاز ولم يقلل منه بل بادر وسارع لدعمه وتأييده، لكن الحزب الشيوعي لم يعتبر ذلك الإنجاز بمثابة النهاية للثورة كما تدعي البرجوازية الصغيرة.

    صراع الحزب الشيوعي ضد الفكر الانقلابي، لا ينفي بل يؤكد الضرورة الموضوعية لرصيد وطني ديمقراطي للحركة الشعبية داخل القوات المسلحة. وقد أكدت تجربة ثورة اكتوبر 1964 وانتفاضة مارس/ أبريل 1985، تلك الضرورة الموضوعية وآفاق تطورها.

    رابعها: خطة تصفية الانحراف اليميني الذي طوّح بالحزب عام 1966 لم تصل نتائجها المنطقية ومن ثم لم تقتلعه من جذوره، فأثقل خطى الحزب، وتحول إلى رصيد يستند إليه ويتغذى به الاتجاه التصفوي اليميني المنشق وفي ظروف غير مواتية للحزب بعد انقلاب مايو.

    استنتاج سليم تماماً ما توصل إليه المؤتمر الرابع – اكتوبر 67 – في ص53 من (الماركسية وقضايا الثورة السودانية) الطبعة الثانية: “إن فكرة الدمج بين الحزب الشيوعي والقوى الاشتراكية الأخرى لا تعني سوى تذويب الحزب، أي إغراق دور الطبقة العاملة بين تيارات البرجوازية الصغيرة، وحرمان الحركة الجماهيرية من الطليعة السياسية المجربة”.

    وبما أن المؤتمر الرابع عجز عن حسم قضية القيادة*، وتطبيق المعيار الثوري الموضوعي في تقييم أداء الكادر المرشح للجنة المركزية الجديدة. بما في ذلك معيار مدى اقتناعه بتكتيكات الحزب، وبالتالي مدى قدراته على ممارسة الدور القيادي الثوري اللازم لتطبيقها وتطويرها، فقد ظل استنتاج المؤتمر الرابع مشلولاً أعرج، بلا قيادة موحدة الفكر والإرادة والنشاط لترجمة واقع الممارسة. جاءت اللجنة المركزية التي اختارها المؤتمر مثقفة باتجاه تصفوي يتحين الفرص لتذويب الحزب وإغراقه في تيارات البرجوازية الصغيرة. وإن ظل ذلك الاتجاه صامتاً خافت الصوت أما وحدة قاعدة الحزب حول استنتاجات المؤتمر الرابع، وأمام الأغلبية في اللجنة المركزية المدافعة عن استنتاجات المؤتمر، فإن انقلاب مايو، وصعود شريحة من البرجوازية الصغيرة للسلطة وانتماء تلك الشريحة لتصورات وأفكار القوميين العرب والتجربة الناصرية، والتنظيم السياسي الواحد، قد فك عقدة لسانه وحقنه بجرعة الإفصاح والبجاحة ليعلن موقفه التصفوي ومن مواقع السلطة ومشاركتها في الصراع داخل الحزب والحركة الجماهيرية، مستنداً إلى إفرازات الانحراف اليميني التي لم تحسم ولم يستأصل الحزب جذورها.

    ظلت النواة الثورية داخل الحزب ومنذ نشأته، بقيادة عبد الخالق تتعامل بذكاء وذهن مفتوح وبجرأة وشجاعة في ارتياد التجارب والتجريب والصواب والخطأ، مع الإمكانية الموضوعية لتوسيع نفوذ الحزب، وإنشاء كيان واسع لتوحيد كافة القوى الثورية والديمقراطية الراغبة في التغيير الاجتماعي الوطني الديمقراطي. لكن عبد الخالق ورفاقه كانوا ينطلقون دوماً من مبدأ استقلال حركة الطبقة العاملة وحزبها في كل تجربة أو محاولة لابتداع الكيان الواسع. وكانوا على ضوء ذلك المبدأ يقيمون ويصححون الخطأ والانحراف ويعيدون النظر، ويدخلون في تجارب جديدة. ومن ذلك المبدأ كان صراعهم ضد الاتجاهات والقيادات الانتهازية اليمينية واليسارية داخل الحزب وفي الحركة الجماهيرية.

    هكذا اجتاز الحزب فترة تكوينه الأولى وهو يحمل اسم الحركة السودانية للتحرر الوطني، حتى المؤتمر الثالث في مطلع 1956، واجتاز فترة الجبهة المعادية للاستعمار حتى فترة الانقلاب العسكري الأول في نوفمبر 1958. وخلال الفترة 56-1958 قدم عبد الخالق للجنة المركزية مشروع حزب العمال والمزارعين كشكل تتطور نحوه هذه الجبهة المعادية للاستعمار.

    وفي ذات الوقت نشأت تجربة الحزب الاشتراكي عام 1966، وسبقته فكرة تحويل جبهة الهيئات إلى جبهة ديمقراطية تتحمل عبء النضال من أجل المهام الثورية، وفكرة تطوير سلطة اكتوبر إلى سلطة ديمقراطية تستند إلى قوة النفوذ الوطني المناهض للاستعمار والعناصر الديمقراطية، وحزب طليعي ثوري يوحد طلائع الثورة (ص13 المرجع السابق).

    تبلور الانحراف اليميني في تجربة الحزب الاشتراكي عام 1966 في التراجع عن مبدأ استقلال حركة الطبقة العاملة وحزبها وتذويبه في تيارات البرجوازية الصغيرة. وكانت العوامل الذاتية والموضوعية التي ساعدت على تبلور الانحراف تتمثل في التقديرات الذاتية للبرجوازية الصغيرة لآفاق ثورة اكتوبر 64 وأسباب انتكاسها وتأثير تلك التقديرات على الحزب. حيث ظللنا طيلة الفترة منذ سقوط حكومة اكتوبر الأولى في فبراير 1965 وبداية تحول ميزان القوى لمصلحة القوى التقليدية، ومن ثم تراجع المد الثوري، حتى انعقاد المؤتمر الرابع 67، نتساءل عن طابع الحركة الجماهيرية الواسعة في البلاد: هل هي ثورة متراجعة تدافع عن نفسها وتقاوم خلال تراجعها، أم هي نهوض ثوري جديد؟ وكان هذا التساؤل يعبر بقدر أو آخر عن تأثير التقديرات الذاتية لفئات البرجوازية الصغيرة التي تولت قيادة اكتوبر في جبهة الهيئات، ولم تقنع بأن الثورة انتكست، وأن فترة سياسية جديدة قد بدأت، ولابد من صياغة تكتيكات ملائمة لها، بل ظلت تراودها أحلام بعث اكتوبر، واستكمالها بانقلاب عسكري، يتولاه الضباط الذين ساندوا اكتوبر برفضهم نزول الجيش للشارع لضرب الجماهير، وضغطهم على المجلس الأعلى للقوات المسلحة للاستقالة وتسليم السلطة للمدنيين … الخ.

    ومن العوامل التي ساعدت على تبلور الانحراف اليميني تأثير أنظمة وتجارب البرجوازية الصغيرة العسكرية والمدنية في المنطقة العربية والأفريقية وآسيا وأمريكا اللاتينية – ناصر، نكروما، موديبوكيتا، كاسترو وانتقاله للماركسية، وانتقال طلائع من تيارات البرجوازية الصغيرة العربية خارج السلطة إلى الماركسية وطلائع حركة القوميين العرب، وفي تنظيمات المقاومة الفلسطينية، وحل الشيوعيين المصريين لتنظيماتهم بأمل تكوين تنظيم طليعي داخل الاتحاد الاشتراكي العربي وتأييدنا لتلك الفكرة. وكانت هذه العوامل وغيرها، محاطة بالتقديرات المتفائلة – والذاتية مع ذلك – السائدة في الحركة الشيوعية العالمية آنذاك عن دور وقدرات البرجوازية الصغيرة وحركاتها وأنظمتها، كما تعبر وثائق اجتماع الأحزاب الشيوعية والعمالية عام 1960 – وعام 1969.

    صدور قانون حظر نشاط الحزب الشيوعي في نوفمبر 1965، لم يكن سبباً في تبلور الانحراف اليميني. فقد كان حماس الشيوعيين للدفاع عن بقاء حزبهم، والحركة الجماهيرية الواسعة التي نهضت للدفاع عن الحقوق الديمقراطية، وصدور قرار المحكمة العليا ببطلان القانون، حافزاً للعودة لمبدأ استقلال الحزب. لكن صدور القانون كان عاملاً مساعداً للبحث في شكل قانوني يمارس الحزب نشاطه من خلاله.

    رغم البداية السريعة نسبياً لتصحيح الانحراف اليميني في اجتماعات اللجنة المركزية في النصف الثاني من عام 1966، وصدور وثائق تلك الاجتماعات في مجلة الشيوعي العدد 126 والعدد 127، بعد أن بدأت الاجراءات العملية لقيام الحزب الاشتراكي وانعقاد مؤتمره التأسيسي، ورغم ما توصل إليه المؤتمر الرابع من استنتاج، ظلت عقابيل الانحراف اليميني عالقة بنشاط الحزب ونشاطه. فقد أهمل تنفيذ قرار هام أجازته اللجنة المركزية خلال اجتماعاتها آنفة الذكر لتصحيح الانحراف اليميني، وهو تكوين لجنة لدراسة جذور الانحراف اليميني وظلاله ورفع الحصيلة للجنة المركزية. إذ أن تنفيذ ذلك القرار، كان سيقترب بالحزب من النتيجة المنطقية لحملة تصفية وتصحيح الانحراف اليميني، وفي مقدمتها تجديد الكادر القيادي أو أعضاء اللجنة المركزية الذين يرفضون أو يقاومون تصحيح الانحراف، أو على الأقل يحتفظون بوجهة نظرهم في تبني أفكار ذلك الانحراف.

    على أن أهم الخطوات العملية في النضال الفكري العملي ضد الانحراف اليميني فرضتها الممارسة الثورية لتنظيم الحزب في العاصمة، حيث طرح كادر وأعضاء وقيادة الخرطوم السؤال المحدد أمام المكتب السياسي: ما هي طبيعة تكتيكات الحزب ووجهتها وآفاقها؟ كان ذلك في نهاية عام 68. فقدم عبد الخالق محاضرة لمدرسة الكادر بدار الحزب في الخرطوم (2)، حول التكتيكات الدفاعية ومراكمة القوى، ثم طورها في الوثيقتين المقدمتين لدورة اللجنة المركزية في مارس 69: الأولى بعنوان “الوضع السياسي واستراتيجية وتكتيك الحزب الشيوعي السوداني” والثانية بعنوان: “في سبيل تحسين العمل القيادي بعد عام من المؤتمر الرابع”.

    طرحت الوثيقتان أزمة الحزب، أو ما أشارتا إليه بالتناقضات بين الاستنتاجات السليمة التي توصل إليها المؤتمر الرابع، وعجز المؤتمر عن حسم مسألة القيادة، ومعيار حسمها في المؤتمر الخامس. وأوضحتا طبيعة التكتيكات الدفاعية ومراكمة القوى. وكشفتا مخاطر التكتيك الانقلابي في الحركة الشعبية كتعبير عن مصالح البرجوازية والبرجوازية الصغيرة، لكن دون تحديد للعناصر والمجموعات التي تطرح ذلك التكتيك وتحمل ذلك الفكر في الحركة الشعبية، أو انعكاس تأثير ذلك الفكر وتلك التكتيكات داخل الحزب والكادر الذي يتبناها. وبهذا لم تتجاوز الوثيقتان ما سبق طرحه المؤتمر الرابع في ص140-141، الطبعة الثانية، تحت عنوان: “ضد اليأس والمغامرين”: “إن روح الاستسلام الناتجة عن انتصار الثورة المضادة، تعلن أن الطريق للحركة الثورية أصبح مقفولاً .. ومن نفس الموقع تنمو الاتجاهات الانتهازية اليسارية التي تبشر أنه لا مكان للنضال الجماهيري ولا أمل من ورائه، وكل ما تبقى لحركته الثورية هو أن تنكفئ على نفسها وتقوم بعمل مسلح لأن هذا العمل هو الذي يحضّر الجيش السياسي الجماهيري .. هذا الاتجاه خطير في ظروف الثورة المضادة وعلى حزبنا التصدي للنضال ضده بحزم وبفكر عميق …”.

    تلك باختصار أهم معالم التجربة، الدروس، في درب الآلام والطريق الدامي الذي اختاره حزبنا بعد ردة 22 يوليو، صموداً ودفاعاً عن بقائه واستقلاله، استيعاباً لدروس التجارب، وصراعاً سياسياً وفكرياً ونظرياً لاصلاح وتخطي وتجاوز مواطن القصور والغموض والاهتزاز في مواقفه وتكتيكاته، ونقداً ذاتياً صريحاً للخطأ والتقصير، وعودة لأصول استراتيجيته وتكتيكاته، واستيعاب المتغيرات والمستجدات لتطوير تلك الأصول بعد انتفاضة مارس/ أبريل التي فتحت رغم الاخفاقات والاجهاض، آفاق جديدة لتطور الثورة الوطنية الديمقراطية السودانية.

    الجمعة 7 اكتوبر 1988
                  

01-13-2012, 08:19 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: عاود هاشم الطلب مرة أخرى وأخطر بالتروي لبعض الوقت، ومرة ثالثة طلب الشروع في التنفيذ وضرورة تحديد يوم لهروب عبد الخالق وكان الرد بالتأجيل أيضاً … في هذا الوقت كان شكاك قد اتصل عبد الخالق وعرض عليه اقتراح هاشم ومحجوب ابراهيم فوافق عليه طالما يوفر الحد الأدنى.
                  

01-14-2012, 01:19 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: استعجال هاشم العطا ورفاقه بتهريب عبد الخالق قبل أن تكتمل استعدادات استقباله وتوفير عدة منازل لاستقراره، كذلك إرسال العريف للدويم، يشير إلى أنهم كانوا قد اقتربوا من الخطوات النهائية للانقلاب. فإلى جانب ثقتهم العالية في عبد الخالق، الذي طرحوا عليه فكرة الانقلاب وطلبوا منه أن يتولى نقلها لقيادة الحزب، كان لهم تقدير آخر، ذا جانب عسكري، وهو إبعاد عبد الخالق من منطقة عسكرية – مصنع الذخيرة، سلاح المدرعات، طريق جبل أولياء ومعسكر الجيش هناك – قد تدور فيها عمليات عسكرية خلال تنفيذ الانقلاب، سواء كان انقلابهم أو انقلاب القوى اليمينية أو مقاومة الجماعات المرتبطة بمايو، وإن القوى اليمينية وجماعات مايو ستعمل على تصفيته جسدياً.
                  

01-15-2012, 08:24 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    أكدوا انهم كضباط شيوعيين يتحلون بالانضباط الحزبي والتقيد بموقف الحزب. لكن الظروف المحيطة بهم، وعلاقتهم بالضباط الديمقراطيين تفرض عليهم ألا يتأخروا عن أي تحرك يبادر به الضباط الديمقراطيون الذين استمعوا اكثر من مرة لرأي الحزب وتقديراته. وسألوا عبد الخالق عن جدوى تنظيمهم إذا لم يتحرك لمساعدة الحركة الشعبية التي ظلت تتراجع أمام هجوم السلطة منذ 16 نوفمبر، واصبح نميري ومجلس الثورة مطلق اليدين، وبدأ في حل النقابات، وأعلن خطة الحزب الواحد، وإن الخطوة التالية ستكون تسريحهم من الجيش. فهل يستسلمون دون مقاومة؟ كما أن علاقتهم بالحزب ليس فقط من أجل الماركسية، لأن الكتب الماركسية متوفرة في السودان ويمكن الاطلاع عليها ودراستها خارج الحزب، وإنما علاقتهم بالحزب كعسكريين ومقاتلين ثوريين، وتحتم عليهم هذه العلاقة ألا يسمحوا أن تمر الدكتاتورية العسكرية تحت حمايتهم.
                  

01-15-2012, 04:23 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: مشروعية الاستنتاج المعلن أو غير المعلن لدى أقسام من عضوية الحزب والقوى الديمقراطية وأصدقاء الحزب وأحزاب شيوعية وتقدمية عن أن الضباط الشيوعيين، أو على الأقل هاشم العطا، ما كان يتحرك لتنفيذ الانقلاب بدون قرار من الحزب. وفي هذا الصدد نشير إلى أن استنتاجاً مماثلاً كان قد أثير في حدود ضيقة بعد انقلاب 25 مايو مباشرة، عن ملابسات اشتراك الشهيد ابشيبه في انقلاب مايو مع القوات التي تحركت من خور عمر وهو الحزبي الملتزم، في الوقت الذي عارض فيه الحزب الاشتراك في الانقلاب وامتنع الضباط الشيوعيون عن المشاركة. وقد الانقلاب حوسب أبشيبه داخل التنظيم، وبرر اشتراكه بأنه لم يكن يعرف قرار المكتب السياسي، وأنه أخذ فكرة عامة عن الخلاف حول الانقلاب وسط الضباط الأحرار بين مؤيد للتحرك الفوري ومعارض له، وأنه يشارك كعضو في تنظيم الضباط الأحرار.
                  

01-15-2012, 10:04 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: استمع عبد الخالق لرأي العسكريين، وقال إنه لم يكتف بتقديرات القياديين منهم، بل استمع لوجهة نظر آخرين. فأكدوا له إن السلطة ميئوس منها، وإنه لا جدوى من أي محاولة للضغط عليها لتصحيح أخطائها لأنها تسير في مخطط محدد من البداية، ولن تتراجع عنه بعد إبعاد أعضاء مجلس الثورة الثلاثة وبداية الهجوم على الحزب الشيوعي والحركة الديمقراطية وإنهم لن يدافعوا عنها في حالة انقلاب يميني ضدها وفي الوقت نفسه لن ينتظروا أن يروحوا ضحية لهجوم اليمين الذي يترصدهم ويحملهم مسئولية بقاء السلطة منذ يومها الأول، ولهذا قرروا التحرك.
                  

01-16-2012, 05:17 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: اجتمع المكتب السياسي مساء يوم 13/7. وتم الاتفاق مع هاشم للانتظار في مكان معين لمعرفة ملاحظات ومناقشات المكتب السياسي. وتأخر اجتماع المكتب السياسي، وغادر هاشم المكان لارتباطه بمواعيد أخرى وحدد يوم 15/7 للقاء آخر.
    •نقلت ملاحظات ومناقشات المكتب السياسي لعبد الخالق في نفس الليلة 13/7. وانها ستبلغ لهاشم يوم 15/7 لينقلها للعسكريين ويعود بملاحظاتهم لعرضها على اجتماع المكتب السياسي والتحضير لاجتماع اللجنة المركزية. وكان تعليق عبد الخالق انها ملاحظات متمشية مع الخط العام. لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن على الحزب واجب وقف تراجع الحركة الجماهيرية إلى ما لا نهاية، وتحديد نقطة تتوقف عندها وتبدأ منها المقاومة أو على الأقل الصمود في وجه الهجمة وإن الاحتجاج على عملية حل النقابات تحت شعار لائحة تنظيم النقابات هو نقطة البداية لوقف التراجع. كذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار أن السلطة فرضت العنف في العمل السياسي ولن تتراجع أو تزول إلا بالعنف. كذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار أن السلطة فرضت العنف في العمل السياسي ولن تتراجع أو تزول إلا بالعنف وكذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار أن شعار الإضراب السياسي في الظرف الحالي الملموس غير عملي. ويجب الأخذ بعين الاعتبار رأي وموقف العسكريين، خاصة ومنطقهم هو التقدم والتحرك لمساعدة الحركة الشعبية من الانكسار أمام هجوم السلطة المتصاعد. إضافة إلى أنهم يتابعون استعداد غيرهم للتحرك، وتآمر السلطة لمواصلة ضربهم بعد ضربات 16 نوفمبر وأن استعدادهم للتحرك عندما يصل مرحلة معينة من الصعب فرملته، وأن كل هذه المسائل يجب أن تناقش في اجتماع المكتب السياسي واللجنة المركزية.
                  

01-16-2012, 11:07 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: يوم 15/7 تم اللقاء مع هاشم ونقلت له ملاحظات ومناقشات المكتب السياسي. قال إنه يتفهمها جيداً، وإنه في نهاية الأمر مسرّح وليست لديه قوة عسكرية وسلطة أمر عسكري، ويقترح أن يسرع الحزب في إعداد الوثائق الخاصة برأيه في القضايا المختلفة لأنه والزملاء أعضاء الحزب حاولوا مراراً تهدئة الضباط الديمقراطيين وحتى بعض الشيوعيين وتم الاتفاق معه على اللقاء مساء 19 يوليو الساعة الثامنة مساء. وأبلغ أن عبد الخالق يود مقابلته وحددت له الساعة العاشرة مساء يوم 16/7 حيث سيجد على شارع معين شخصاً يعرفه في انتظاره ليوصله إلى المنزل الذي يختفي فيه عبد الخالق، لكنه لم يذهب.
    •مساء يوم 18/7 طلب عبد الخالق المزيد من الوقت ليتمكن من استيعاب الحالة السياسية بعد عزلة الاعتقال ومحدودية حركته بعد هروبه. وطلب أن يركز المكتب السياسي على واجبين عاجلين الأول توفير إمكانات أفضل ومستوى أفضل للتأمين، والثاني التوجه بالحزب نحو معارضة السلطة بصورة توجه شامل وحاسم. وطلب أن يحضر إليه هاشم بعد مقابلة 19 يوليو حوالي الساعة التاسعة مساء للضغط اكثر على العسكريين ليؤجلوا تحركهم، وطلب نقله لمنزل آخر ليتمكن من العمل مع الهيئات: الأمانة العامة والمكتب السياسي، والتحضير لاجتماع اللجنة المركزية.
                  

01-17-2012, 03:18 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: * قرار التحضير للانقلاب وتنفيذه للإطاحة بدكتاتورية مايو، لم يتخذه عبد الخالق محجوب أو الأمانة العامة أو المكتب السياسي أو اللجنة المركزية – ذلك شرف لا ندعيه. لكننا لا ننفي حقيقة أن العسكريين عرضوا علينا فكرة الانقلاب – وهم ليسوا أول عسكريون يعرضون على حزبنا فكرة انقلاب – وإننا ناقشنا الفكرة في المكتب السياسي وطرحنا عليهم وجهة نظرنا وملاحظاتنا وتحفظاتنا، وطلبنا منهم مناقشتها وإبداء رأيهم حولها، تمهيداً لطرح الأمر على اللجنة المركزية – تلك تهمة لا ندفعها. أما إعلان عبد الخالق أمام جلاديه في المحكمة، عن أن الحزب الشيوعي ولجنته المركزية لا علاقة له بالانقلاب، وأن هاشم اتصل به في المعتقل وأخطره بالانقلاب ومن ثم يتحمل المسئولية وحده فتلك شهامة وفداء – لكن عبد الخالق لم يتخذ القرار، بل أصر على طرح الأمر على قيادة الحزب.
                  

01-17-2012, 04:36 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote "ومع ذلك فإن قيادة حزبنا تتحمل بلا وجل أو تردد أو تبرير مسئوليتها في المسائل التالية:
    مواطن الغموض والقصور في تكتيكات الحزب بعد انقلاب 16 نوفمبر 1970.

    - المكتب لم يتخذ موقفاً حاسماً قاطعاً عند مناقشة ما طرحه العسكريون.

    - ضعف الإشراف القيادي الحزبي على التنظيم العسكري والتأكيد واليقين من استيعابه وقناعته باستراتيجية الحزب وتكتيكاته، وعلاقة الشق العسكري بالنضال السياسي الجماهيري، وخضوعه له، باعتباره مكملاً ومساعداً لدور الجماهير – رغم استنتاجنا السليم أن انقلاب ب16 نوفمبر فتح الباب لصراع التصفيات والانقلابات.

    * في ملاحظات ومناقشات المكتب السياسي لم نعالج بدقة المتغيرات في الوضع في المنطقة العربية والأفريقية والوضع الدولي، ولم نطرح أو نسأل عن التركيب السياسي للقيادة العسكرية للانقلاب ومدى تعبيرها عن التحالف الوطني الديمقراطي، وضرورة توسيعه ليشمل قوى سياسية معادية لدكتاتورية مايو، وتحييد قوى سياسية أخرى.

    * بعد وقوع الانقلاب كأمر واقع لم نقدم قيادة سياسية عسكرية في مستوى شروط ومتطلبات العصيان أو في مستوى تنظيم مقاومة شعبية عسكرية في وجه الهجوم المضاد".Quote
                  

01-18-2012, 01:54 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: قرار الاشتراك في حكومة الانقلاب المايوي، جعل اللجنة المركزية أسيرة لتكتيك الانقلابيين – فأصبحت طرفاً في صراع التصفيات والانقلابات الكامن في طبيعة انقلاب مايو منذ يومه الأول، وليس فقط بعد 16 نوفمبر 70.
                  

01-19-2012, 01:15 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: التحالف مع الانقلابيين المايويين كلف الحزب خسائر كبيرة، لأنه تحالف بالضرورة مع أقليات سياسية صفوية، لا جذور لها في حركة الجماهير، ولا قناعة لها بدور الجماهير في ثورة التغيير الاجتماعي. وبحكم أنها أقليات سياسية صفوية، فهي إما أن تعتمد على دعم وغطاء خارجي، أو على أجهزة القمع في الداخل، أو على الاثنين معاً، وتخشى تطور واتساع حركة الجماهير، وترى في استقلالها ومبادرتها تمرداً عليها وتهديداً لسطوتها، لأنها تعتبر هدف الثورة الأول والأخير هو بقاؤها في السلطة وليس استخدام السلطة أداة رافعة لتطوير وتوسيع دور الجماهير في الثورة. إنها تختط، ومنذ يومها الأول، بوعي كامل أو بدافع غريزي، منهجاً لتعزيز حكم الفرد – كمؤسسة سياسية – وتهميش دور الجماهير في الحياة السياسية، في إدارة شئون البلاد والإنتاج، وتسلك طريق القرارات والإجراءات الفوقية والحلول الإدارية لمشاكل المجتمع المعقدة، وتستند إلى الأجهزة البروقراطية وعناصر التكنوقراط، وترفع أجهزة الأمن والتجسس والقمع إلى مستوى دولة داخل دولة، تعلو على كل أجهزتها، وتترجم مفاهيمها وتصوراتها عن التحالف مع الأحزاب والحركة السياسية من منطلق التطويق والإلحاق والتصفية.
                  

01-20-2012, 03:00 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: التحالف مع الانقلابيين المايويين كلف الحزب خسائر كبيرة، لأنه تحالف بالضرورة مع أقليات سياسية صفوية، لا جذور لها في حركة الجماهير، ولا قناعة لها بدور الجماهير في ثورة التغيير الاجتماعي. وبحكم أنها أقليات سياسية صفوية، فهي إما أن تعتمد على دعم وغطاء خارجي، أو على أجهزة القمع في الداخل، أو على الاثنين معاً، وتخشى تطور واتساع حركة الجماهير، وترى في استقلالها ومبادرتها تمرداً عليها وتهديداً لسطوتها، لأنها تعتبر هدف الثورة الأول والأخير هو بقاؤها في السلطة وليس استخدام السلطة أداة رافعة لتطوير وتوسيع دور الجماهير في الثورة. إنها تختط، ومنذ يومها الأول، بوعي كامل أو بدافع غريزي، منهجاً لتعزيز حكم الفرد – كمؤسسة سياسية – وتهميش دور الجماهير في الحياة السياسية، في إدارة شئون البلاد والإنتاج، وتسلك طريق القرارات والإجراءات الفوقية والحلول الإدارية لمشاكل المجتمع المعقدة، وتستند إلى الأجهزة البروقراطية وعناصر التكنوقراط، وترفع أجهزة الأمن والتجسس والقمع إلى مستوى دولة داخل دولة، تعلو على كل أجهزتها، وتترجم مفاهيمها وتصوراتها عن التحالف مع الأحزاب والحركة السياسية من منطلق التطويق والإلحاق والتصفية
                  

01-21-2012, 06:05 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: الانقلاب والفكر الانقلابي، والتكتيك الانقلابي، يعبر عن مصالح وتطلعات البرجوازية والبرجوازية الصغيرة. وهذا طبيعي. لا يستطيع الحزب الشيوعي مهما أوتي من نفوذ جماهيري سياسي وفكري أن يمنع تلك الطبقات من خياراتها السياسية التي تخدم مصالحها. ولا يحق للحزب الشيوعي، مهما كان وزنه أن يتوهم في أي لحظة، أنه اكثر وعياً بمصالح تلك الطبقات، أو اكثر منها حرصاً عليها.
                  

01-21-2012, 11:32 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: ظلت النواة الثورية داخل الحزب ومنذ نشأته، بقيادة عبد الخالق تتعامل بذكاء وذهن مفتوح وبجرأة وشجاعة في ارتياد التجارب والتجريب والصواب والخطأ، مع الإمكانية الموضوعية لتوسيع نفوذ الحزب، وإنشاء كيان واسع لتوحيد كافة القوى الثورية والديمقراطية الراغبة في التغيير الاجتماعي الوطني الديمقراطي. لكن عبد الخالق ورفاقه كانوا ينطلقون دوماً من مبدأ استقلال حركة الطبقة العاملة وحزبها في كل تجربة أو محاولة لابتداع الكيان الواسع. وكانوا على ضوء ذلك المبدأ يقيمون ويصححون الخطأ والانحراف ويعيدون النظر، ويدخلون في تجارب جديدة. ومن ذلك المبدأ كان صراعهم ضد الاتجاهات والقيادات الانتهازية اليمينية واليسارية داخل الحزب وفي الحركة الجماهيرية.
                  

01-22-2012, 08:14 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: تبلور الانحراف اليميني في تجربة الحزب الاشتراكي عام 1966 في التراجع عن مبدأ استقلال حركة الطبقة العاملة وحزبها وتذويبه في تيارات البرجوازية الصغيرة. وكانت العوامل الذاتية والموضوعية التي ساعدت على تبلور الانحراف تتمثل في التقديرات الذاتية للبرجوازية الصغيرة لآفاق ثورة اكتوبر 64 وأسباب انتكاسها وتأثير تلك التقديرات على الحزب. حيث ظللنا طيلة الفترة منذ سقوط حكومة اكتوبر الأولى في فبراير 1965 وبداية تحول ميزان القوى لمصلحة القوى التقليدية، ومن ثم تراجع المد الثوري، حتى انعقاد المؤتمر الرابع 67، نتساءل عن طابع الحركة الجماهيرية الواسعة في البلاد: هل هي ثورة متراجعة تدافع عن نفسها وتقاوم خلال تراجعها، أم هي نهوض ثوري جديد؟ وكان هذا التساؤل يعبر بقدر أو آخر عن تأثير التقديرات الذاتية لفئات البرجوازية الصغيرة التي تولت قيادة اكتوبر في جبهة الهيئات، ولم تقنع بأن الثورة انتكست، وأن فترة سياسية جديدة قد بدأت، ولابد من صياغة تكتيكات ملائمة لها، بل ظلت تراودها أحلام بعث اكتوبر، واستكمالها بانقلاب عسكري، يتولاه الضباط الذين ساندوا اكتوبر برفضهم نزول الجيش للشارع لضرب الجماهير، وضغطهم على المجلس الأعلى للقوات المسلحة للاستقالة وتسليم السلطة للمدنيين … الخ.
                  

01-23-2012, 03:46 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: رغم البداية السريعة نسبياً لتصحيح الانحراف اليميني في اجتماعات اللجنة المركزية في النصف الثاني من عام 1966، وصدور وثائق تلك الاجتماعات في مجلة الشيوعي العدد 126 والعدد 127، بعد أن بدأت الاجراءات العملية لقيام الحزب الاشتراكي وانعقاد مؤتمره التأسيسي، ورغم ما توصل إليه المؤتمر الرابع من استنتاج، ظلت عقابيل الانحراف اليميني عالقة بنشاط الحزب ونشاطه. فقد أهمل تنفيذ قرار هام أجازته اللجنة المركزية خلال اجتماعاتها آنفة الذكر لتصحيح الانحراف اليميني، وهو تكوين لجنة لدراسة جذور الانحراف اليميني وظلاله ورفع الحصيلة للجنة المركزية. إذ أن تنفيذ ذلك القرار، كان سيقترب بالحزب من النتيجة المنطقية لحملة تصفية وتصحيح الانحراف اليميني، وفي مقدمتها تجديد الكادر القيادي أو أعضاء اللجنة المركزية الذين يرفضون أو يقاومون تصحيح الانحراف، أو على الأقل يحتفظون بوجهة نظرهم في تبني أفكار ذلك الانحراف.
                  

01-24-2012, 03:47 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: على أن أهم الخطوات العملية في النضال الفكري العملي ضد الانحراف اليميني فرضتها الممارسة الثورية لتنظيم الحزب في العاصمة، حيث طرح كادر وأعضاء وقيادة الخرطوم السؤال المحدد أمام المكتب السياسي: ما هي طبيعة تكتيكات الحزب ووجهتها وآفاقها؟ كان ذلك في نهاية عام 68. فقدم عبد الخالق محاضرة لمدرسة الكادر بدار الحزب في الخرطوم (2)، حول التكتيكات الدفاعية ومراكمة القوى، ثم طورها في الوثيقتين المقدمتين لدورة اللجنة المركزية في مارس 69: الأولى بعنوان “الوضع السياسي واستراتيجية وتكتيك الحزب الشيوعي السوداني” والثانية بعنوان: “في سبيل تحسين العمل القيادي بعد عام من المؤتمر الرابع”.
                  

01-24-2012, 07:59 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: طرحت الوثيقتان أزمة الحزب، أو ما أشارتا إليه بالتناقضات بين الاستنتاجات السليمة التي توصل إليها المؤتمر الرابع، وعجز المؤتمر عن حسم مسألة القيادة، ومعيار حسمها في المؤتمر الخامس. وأوضحتا طبيعة التكتيكات الدفاعية ومراكمة القوى. وكشفتا مخاطر التكتيك الانقلابي في الحركة الشعبية كتعبير عن مصالح البرجوازية والبرجوازية الصغيرة، لكن دون تحديد للعناصر والمجموعات التي تطرح ذلك التكتيك وتحمل ذلك الفكر في الحركة الشعبية، أو انعكاس تأثير ذلك الفكر وتلك التكتيكات داخل الحزب والكادر الذي يتبناها. وبهذا لم تتجاوز الوثيقتان ما سبق طرحه المؤتمر الرابع في ص140-141، الطبعة الثانية، تحت عنوان: “ضد اليأس والمغامرين”: “إن روح الاستسلام الناتجة عن انتصار الثورة المضادة، تعلن أن الطريق للحركة الثورية أصبح مقفولاً .. ومن نفس الموقع تنمو الاتجاهات الانتهازية اليسارية التي تبشر أنه لا مكان للنضال الجماهيري ولا أمل من ورائه، وكل ما تبقى لحركته الثورية هو أن تنكفئ على نفسها وتقوم بعمل مسلح لأن هذا العمل هو الذي يحضّر الجيش السياسي الجماهيري .. هذا الاتجاه خطير في ظروف الثورة المضادة وعلى حزبنا التصدي للنضال ضده بحزم وبفكر عميق …”.
                  

01-26-2012, 03:10 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: إن روح الاستسلام الناتجة عن انتصار الثورة المضادة، تعلن أن الطريق للحركة الثورية أصبح مقفولاً .. ومن نفس الموقع تنمو الاتجاهات الانتهازية اليسارية التي تبشر أنه لا مكان للنضال الجماهيري ولا أمل من ورائه، وكل ما تبقى لحركته الثورية هو أن تنكفئ على نفسها وتقوم بعمل مسلح لأن هذا العمل هو الذي يحضّر الجيش السياسي الجماهيري .. هذا الاتجاه خطير في ظروف الثورة المضادة وعلى حزبنا التصدي للنضال ضده بحزم وبفكر عميق …”.
                  

01-26-2012, 08:47 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)


    اختى نجاة
    سلامات
    ابديت الرغبه فى ان تستفسري من د. قلندر عن تقرير مولانا علوب وملحقاته. هل مكنتك الظروف من ذلك فى جولتك الخليجيه.
    مع ودى وتقديرى

    Quote: قرأت وجهة نظر د.قلندر فى سودانيات ولم تشف غليلى لمعرفة خبايا انقلاب يوليو. وشكرا لك عل تطوعك على سؤاله مرة اخرى. هناك اسئله فنيه له عن التقرير الذى اطلع عليه, اكون شاكر لو سألتيه:
    1. متى قرأ التقرير?
    2. هل التقرير هو تقرير لجنة التحقيق فى مؤامرة 19 يوليو' الاسم الرسمى للجنه"?
    ام هو تقرير اللجنه اللجنه الفنيه العسكريه برئاسة اللواء الفكى?
    3. كم عدد صفحات التقرير?
    4. هل قرأت مرفقات التقرير? كم مجلد من المرفقات? اذا قرأ ايضا المرفقات,الرجاء توضيحه لكيفية وصول مرفقات التقرير للقضاء العسكرى?
    ولابد من صنعاء ولو طال السفر يانجاة
    مع ودى وتقديرى
                  

01-27-2012, 07:34 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    الاخوة المتابعين للخيط

    الرجاء اضافة شهادة المرحوم معاويه" وصيتى الاخيرة" والتى تم نشرها بعد

    وفاته فى صحيفة الوطن عام 2008.
                  

02-02-2012, 09:38 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: القلب النابض)

    UP
                  

02-06-2012, 08:27 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: خالد العبيد)

    UP
                  

02-17-2012, 09:09 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: د.نجاة محمود)

    UP
                  

03-18-2012, 04:18 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    UP
                  

03-20-2012, 06:33 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    الاخوة المشاركين, والمتابعين لهذا الخيط

    سلامات

    منعتنى ظروف اميركا, والاولويات من المتابعة فى هذا الخيط والذى سأطلب نقله للربع الجديد.
    ولدى طلب من الاخوه العسكريين المتقاعدين أو المهتمين بالتاريخ العسكرى, أو تاريخ وتفاصيل أنقلابات يوليو 71.
    ارجو من الاخوة الاجابة على بعض الاسئله عن دور القياده الغربيه فى الاحداث:
    1. من هو قائد القيادة الغربيه عند وقوع احداث 19 يوليو?
    2. من هم الظباط اركانحرب القياده الغربيه?
    3. هل تحركت قوات من القيادة الغربيه قبل 19 يوليو فى طريقها للخرطوم او
    بعد 19 يوليو فى طريقها للخرطوم?.
    4. ماهية طبيعة هذا التحرك? دعم انقلاب 19 يوليو? للتصدى لانقلاب 19 يوليو? أم انقلاب جديد?
    5. هل كانت توجد غرفة عمليات منفصله للقياده الغربيه فى قلب الخرطوم وغير تابعة للقياده العسكريه فى الخرطوم?
    6. هل كانت قوات القياده الغربيه فى الخرطوم يوم 22/7/1971?
    يمكن لغير البورداب الاتصال بى برقم بريدى الالكترونى:
    [email protected]
    ويمكننى ايضا الاتصال هاتفيا بالاخوة الراغبين فى الاجابة على هذه الاسئله
    مع ودى وتقديرى
                  

03-22-2012, 02:49 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)


    ولدى طلب اخر من الاخوه العسكريين المتقاعدين أو المهتمين بالتاريخ العسكرى, أو تاريخ وتفاصيل أنقلابات يوليو 71.

    1. هل كان هناك تواجد ملموس لتنظيم عسكرى جهوى داخل القوات المسلحه فى

    فترة الستينات ومطلع السبعينات, أطلق عليه فى مرحلة لاحقه أسم' الزنوج الاحرار."?

    2. لماذا تم اعتقال مزمل غندور فى فترة سابقه لانقلاب 19 يوليو داخل القصر

    الجمهورى وظل معتقل فى القصر الجمهورى ايام سلطة 19 يوليو ?
    مع ودى وتقديرى
                  

03-22-2012, 07:46 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    انالله وإنا اليه راجعون
    ويتوالى مسلسل الاحزان فى وطننا الجريح الخاضع لسيطرة الاخوان والعسكر.
    بمزيد من الحزن والأسى تلقيت اليوم نبأ وفاة الاستاذ محمد ابراهيم نقد, السكرتير العام للحزب الشيوعى, وأخر نائب منتخب ديمقراطيا عن دائرتنا الانتخابيه فى العمارات- الديوم عام 86. عرفته عن قرب فى حملتنا الظافره
    فى التحالف الديمقراطى لانتخابه عام 86, وفى حواراته ونقاشاته المستمره
    معنا فى مجال البترول والطاقه فى ثمانينات القرن المنصرم.احر التعازى للاصدقاء عبدالله, فايزه, محمد عثمان نقد" على ود بانس", جمال ادريس, وكل
    عائلة نقد فى القطينه, وباقى انحاء السودان. ولرفاقه فى الحزب الشيوعى, وسكان دائرته فى الديوم- العمارات.
                  

03-23-2012, 10:06 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)


    الاخوة المتابعين للخيط

    لازلت ابحث عن مقالة المرحوم معاويه ابراهيم" وصيتى الاخيرة" والتى تم نشرها بعد

    وفاته فى صحيفة الوطن عام 2008.
                  

03-25-2012, 06:09 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)


    وللاخوة المهتمين بالتوثيق لانقلابات يوليو, اسأل:

    1. هل عثرت على وثائق توضح ادوار قامت بها المخابرات البريطانيه لاجهاض

    حركة 19 يوليو 71?
                  

03-25-2012, 09:26 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    ومن ضمن الاسئلة المحتاجه لاجابة:

    1. هل تم تنسيق وتخطيط مشترك بين المخابرات البريطانيه والسيد تاينى

    رولاند صاحب شركة لونرو لاجهاض نظام 19 يوليو اليسارى فى السودان?
                  

03-26-2012, 02:58 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: منذ البداية وقفت حركة الاشتراكيين العرب وحزب البعث السوداني مع الحركة الانقلابية باعتبارها خطوة في طريق تصحيح مسار الوضع السياسي في البلاد، ولكنها أكدت في الوقت نفسه على عدم امكانية استمرارها بحكم توجهاتها وتركيبتها الشيوعية الواضحة كما ظهر في أركان قيادتها وشعارات مواكب تنظيمات الحزب الشيوعي، وفي الأيام الثلاثة التي عاشتها الحركة الانقلابية قامت قيادة حركة الاشتراكيين العرب بعقد لقاءات متعددة مع رموز الحركة الانقلابية وبعض قيادات الحزب الشيوعي بهدف معرفة ما كان يجري وامكانيات المشاركة في دعم وتثبيت الوضع الجديد والواقع أن الاشتراكيين العرب وحزب البعث السوداني لم تكن لهما علاقة مباشرة بالحركة الانقلابية، إنما كانت لهما علاقة وطيدة مع فاروق حمدالله وبعض رموز مجموعته (سعيد كسباوي والرشيد أبوشامة وآخرين) وفي ذلك أشار شوقي ملاسي المحامي والقيادي البعثي المعروف إلى أن الشيوعيين سارعوا قصداً بالانقلاب في غياب حمدالله، الذي كان في لندن مع بابكر النور، لاسباب خاصة بصراعاتهم الداخلية وعوامل أخرى وأشار إلى أنه قام بمحاولات عديدة للاتصال بالرائد حمدالله، عن طريق رموز مجموعته، ولكنه لم ينجح (مذكرات شوقي ملاسي دار عزة الخرطوم2005) وبعض المراقبين يرجع ارتباك قيادة الانقلاب وبطء اجراءاتها العملية إلى غياب قياداته الأساسية في لندن وضعف تجربة هاشم العطا والمجموعة المرتبطة به، ويشير شوقي ملاسي إلى لقاء عقده عبدالخالق محجوب مع أركان السفارة العراقية في الخرطوم، حيث طلب منهم دعماً مالياً لتغطية الاحتياجات العاجلة في البلاد وحضور وفد حزبي ورسمي عراقي للاشتراك في موكب الخميس 22 يوليو لدعم ومساندة الحركة سياسياً، وطلب أيضاً موافقة القيادات القومية لحزب البعث على تعيين عضوها محمد سليمان الخليفة عبدالله، وزيراً للتربية والتعليم في الحكومة المتوقع تكوينها، وأشار شوقي إلى أن العراقيين سألوه لماذا لم يطلب الدعم من الاتحاد السوفيتي؟!.
    فأجاب بأنهم ضده ولا يتورعون عن تصفيته إذا وجدوه (المذكرات)، وأشار حسن الجزولي إلى هذا الاجتماع في كتابه (عنف البادية) ولكنه ارجع المعلومات حوله إلى العقيد سعيد كسباوي وليس شوقي ملاسي، والمهم أن هذه الواقعة تشير إلى أن عبدالخالق كان يعول كثيراً على الدعم العراقي، ويرتبط ذلك بظروف الانقسام داخل الحزب الشيوعي، وتدهور علاقاته مع الاتحاد السوفيتي، وإلى علاقاته المتطورة وقتها مع حزب البعث السوداني ومع القيادة القومية في بغداد، حيث قام وفد من الحزب شمل التيجاني الطيب وعزالدين علي عامر، بزيارة بغداد وإجراء حوارات مهمة مع القيادة القومية وقيادة حزب البعث العراقي وذلك في عام 1970 وربما في 1969، وأعتقد أنه كان لها دور في مشاركة الحزب الشيوعي العراقي في السلطة العراقية عام 1972.


    ماذا ذكرت الوثائق السوفيتيه الرسميه عن انقلاب 19 يوليو 71? وماهو تقييم
    الحزب الشيوعى فى الاتحاد السوفييتى لحركة 19 يوليو ولدور الحزب الشيوعى السودانى?
                  

03-27-2012, 01:43 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)
                  

03-28-2012, 04:07 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)
                  

03-29-2012, 06:33 PM

Nizar Ateeg
<aNizar Ateeg
تاريخ التسجيل: 07-13-2008
مجموع المشاركات: 106

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    الأخ العزيز المعز
    تحياتي وسلامي وآمل أن تكون بخير وأفراد الأسرة الكريمة، أتابع معك هذا البوست القيم منذ فترة وسأحاول أن شارك فيه من آن لآخر، عموما أتمنى أن يتصل بحثك فيه وأن تجد من الوثائق ما يروي ظمأنا لمعرفة ما حدث.
    سأنقل لك أدناه مقتطفات مما أورده الكاتب عصام الدين ميرغني (أبوغسان)، حول 19 يوليو، في كتابه: الجيش السووداني والسياسة: دراسة تحليلية للانقلابات العسكرية ومقاومة الأنظمة الدكتاتورية في السودان – الطبعة الأولى 2002 القاهرة – مصر.
    1/ ما أورده الكاتب حول مجزرة بيت الضيافة (ص 72-73):
    (ما حدث في منطقة القصر الجمهوري بالخرطوم ظل اللغز الكبير الذي لم تحل طلاسمه حتى اليوم، وسأبدأ بانطباعي الشخصي والذي قد يشير الى نقطة واحدة هامة. في ذلك اليوم، الثاني والعشرين من يوليو 1971، كنت أعمل ضابطا مناوبا لكتيبة احتياط القيادة العامة ويقع معسكرها آنذاك شمال حي العمارات (الامتداد) بالخرطوم، وتجاورنا وحدة تابعة للحرس الجمهوري. كان ذلك أول يوم عمل لي بعد عودتي من دورة مدفعية بمدينة عطبرة استمرت لأربعة أشهر. في ذلك الصباح لم يكن هنالك من حديث بين ضباط تلك الوحدة سوى ‹‹نقلاب 19 يوليو››، وما يمكن أن تسير اليه الأحداث بعد وضوح رفض مصر وليبيا لما حدث، واحتجاز رئيس مجلس قيادة الثورة الجديد عنوة في ليبيا. كان معظم ضباط تلك الوحدة من المحترفين الذين ليست لديهم أي انتماءات سياسية، ولذا فقد أحجموا جميعا عن كشف ما بصدورهم من تأييد للسلطة الجديدة، أو تعاطف مع نظام جعفر نميري الذي أطيح به. بعد الظهيرة كنت الضابط الوحيد في المعسكر بعد انصراف الجميع، وتحت قياديت قوة من الاستعداد (للطوارئ) لا تتجاوز الخمسين جندياً. في الساعة الثالثة ظهراً دوت القذيفة الأولى من مدفع دبابة ثقيلة في منطقة الشجرة، وكان الدوي مهولاً وأخال أن معظم مناطق الخرطوم قد سمعته، واستمر دوي الانفجارات في منطقة الشجرة القريبة، ولم تكن هنالك أي معلومات عما يحدث، وكما تقضي القواعد العسكرية فقد نشرت قوة الاستعداد في دفاع عن المنطقة حتى ينجلي الموقف. حاولت الاتصال هاتفياً بفرع العمليات العسكرية لمعرفة ما يدور فلا مجيب، ويبدو أن القتال قد انتقل الى منطقة القيادة العامة، إذ أفاد أحد ضباط الصف، الذي كان في وسط الخرطوم، أن العديد من الدبابات تنطلق من معسكر الشجرة إلى داخل الخرطوم وهي تطلق نيران رشاشاتها. عند الساعة الرابعة عصرا تلقيت اتصالاً هاتفياً من الملازم أحمد جبارة مختار، وهو صديق منذ الدراسة الإبتدائية وأحد المشاركين في الانقلاب. طلب مني الملازم جبارة أن أرسل أحد جنودي لإحضار الضابط المناوب في سرية الحرس الجمهوري المجاور لمعسكرنا، والتي لا يوجد بها خط هاتف ليتحدث معه لإرسال ذخائر. كانت المفاجأة لي في عدم معرفته تفاصيل ما يحدث وهو في قيادة الحرس الجمهوري، القوة الأساسية في انقلاب 19 يوليو .. لكنه قال بوضوح تام: ‹‹إن هنالك دبابتين تطلقان النار بكثافة على منطقة الحرس الجمهوري ومن موقعين في ساحة حديقة الشهداء المواجهة للقصر، وقد دمرت نيرانها جزءا من السور وأجزاء من بيت الضيافة››. كان واضحا لي أن الملازم جبارة يعرف هوية تلك الدبابات التابعة للواء الثاني مدرع، ولكنه لا يعرف من يحركها. انقطع الاتصال أثناء المحادثة ولكنه كان كافيا لأعرف أن هنالك انقلابا مضاداً، وأن الخرطوم قد تحولت الى ساحة معركة كبيرة.. فصوت الانفجارات وهدير الرشاشات يأتي من عدة اتجاهات.
    لقد سقت هذه الرواية لتبيان نقطة واحدة، وهي أن دبابات حماد الإحيمر قد استهدفت القصر الجمهوري ومنزل الضيافة الذي يقع في مواجهة مواقعها في ساحة الشهداء عند شارع الجامعة. لقد رأيت بنفسي – بعد يوم من وقوع تلك الأحداث – حجم الدمار الذي لحق بالمنطقة، وبمنزل الضيافة الذي دمرت واجهته تماما...)
                  

03-29-2012, 11:56 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Nizar Ateeg)

    عزيزى نزار

    سلامات

    شكرا على مشاركتك فى الخيط, واتمنى ان ارى المزيد من المساهمات. رؤية

    عصام ميرغنى لانقلابات يوليو 71 تضيف بعد مهم.

    مع ودى وتقديرى
                  

03-30-2012, 11:46 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    عزيزى نزار

    سلامات

    ارجع لمداخلتك مرة اخرى واستفسر عن علاقة العقيد عصام ميرغنى عند وقوع

    انقلاب 19 يوليو بتنظيم الظباط الاحرار, هل كان عضو بالتنظيم? اعلم انه

    اصبح عضو فاعل فى تنظيم عسكرى تابع لحزب البعث فى مرحلة لاحقه.
                  

03-30-2012, 06:08 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    سؤال للاخوة بالمملكة المتحده UK


    Quote: وللاخوة المهتمين بالتوثيق لانقلابات يوليو, اسأل:

    1. هل عثرت على وثائق توضح ادوار قامت بها المخابرات البريطانيه لاجهاض

    حركة 19 يوليو 71?


    هل هناك مواقع فى internet تسمح بالاطلاع على وثائف الحكومه البريطانيه عن
    انقلابات 19 يوليو 71 فى السودان.?
                  

03-30-2012, 06:13 PM

Nizar Ateeg
<aNizar Ateeg
تاريخ التسجيل: 07-13-2008
مجموع المشاركات: 106

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    سلام معز
    مما ورد في الكتاب فعصام ميرغني لم يكن عضوا
    بتنظيم الضباط الأحرار عند قيام انقلاب 19 يوليو، ولكن أعتقد
    أصبح عضوا بالتنظيم في مرحلة لاحقة
    سأعود لاحقا بمقتطفات من الكتاب مما له علاقة بموضوع البوست
    تحياتي
                  

03-30-2012, 07:13 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Nizar Ateeg)

    العزيز ابوشادى

    Quote: سأعود لاحقا بمقتطفات من الكتاب مما له علاقة بموضوع البوست



    فى انتظار بقية مداخلاتك

    مع ودى وتقديرى
                  

03-31-2012, 05:03 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    هل كان هناك عنصر من المخابرات البريطانيه متواجد فى الطائرة التى أجبرها الليبيين على الهبوط فى ليبيا?
                  

03-31-2012, 03:50 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)


    Quote: . هل تم تنسيق وتخطيط مشترك بين المخابرات البريطانيه والسيد تاينى

    رولاند صاحب شركة لونرو لاجهاض نظام 19 يوليو اليسارى فى السودان?
                  

04-01-2012, 00:14 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: عند الكتابه عن انقلاب 19 يوليو ,يصطدم الباحث بعدم توفر تقرير لجنة التحقيق فى انقلاب 19 يوليو " لجنة مولانا علوب", وانعدام فرصة العثور على
    ملحقات التقرير المكونه من 10 مجلدات, وهى المقابلات الشخصيه المطوله لاكثر من 200 شخص من العسكريين و المدنيين,بعضهم من المعتقلين العسكريين من انصار انقلاب 19 يوليو,وبعضهم من الناجين من مذبحة بيت الضيافه.
    كذلك فإن الحزب الشيوعى لم يكتب بصوره تفصيليه عن دوره فى الانقلاب, ودور المكتب العسكرى فى تنفيذه للانقلاب. صدر تقييم للحزب الشيوعى عام 96 يثير
    كثير من الاسئله اكثر من الاجابه عليها.
    اما عن حيثيات الاتهام, وتقارير محاكم الشجره, اقصد محاكم الكنجارو فى الشجره والغير متوفره للباحثين فقد كانت عباره عن " محاكم حركه" كما وصفها احد القانونيين.
    ذكر لى المرحوم ,استاذ الاجيال, عثمان هاشم طيب الله ثراه عندما كان فى زياره لوالدى الراحل الجمرى ابونوره ووالدتى الراحله سعاد مكى شبيكه
    فى مطلع ثمانينات القرن المنصرم," إن ثوار 24 اقسموا على عدم فضح الوشاة" واعتقد ان صديقه استاذ الاجيال الراحل حسن نجيله ذكر او كتب شئ
    مثل هذا.
    السؤال ياعزيزى ود المشرف,الى متى يظل الاحياء من ظباط وجنود انقلابات يوليو 71 صامتين عن ذكر الحقائق? هل هناك شفره خاصه للصمت والاحجام عن ذكر الحقيقه فى السودان مثل Omerta عند مافيا صقليه?
                  

04-01-2012, 05:30 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)


    كتب عن تاينى رولاند فى موقع Wikipedia هذه الملاحظه
    Quote: A December 1993 Financial Times article revealed that Hemar Enterprises, makers of documentary film The Maltese Double Cross – Lockerbie was owned by Metropole Hotels, controlled by Rowland. The film stated that Libya had no responsibility for the bombing of Pan Am Flight 103. Shortly after the indictment of Libya in the Pan Am Flight 103 incident, Rowland had sold a percentage of his interests to the Libyan Arab Foreign Investment Company (Lafico), controlled by the Government of Libya. For this reason, Susan and Daniel Cohen, parents of Pan Am Flight 103 victim Theodora Cohen, claimed that Libya had backed the film.[9]

    In a boardroom coup in October 1993, Rowland was forced to step down as Chairman of Lonrho. He was succeeded by former diplomat Sir John Leahy. In March 1995 he was dismissed by the Board.[10] The Cohens conjecture that Rowland's association with Muammar al-Gaddafi, the leader of Libya, and the film The Maltese Double Cross - Lockerbie contributed to the decision to dismiss Rowland.[11
    ]


    وواضح من الملاحظه اعلاها متانة العلاقه بين تاينى رولاند مدير شركة لونرو
    والقذافى. الجدير بالذكر ان الاثنان لعبا دور رئيسى فى اجهاض انقلاب 19
    يوليو 71 فى السودان. ولايزال السؤال ماهو دور المخابرات البريطانيه فى
    أحداث يوليو 71 بالسودان?
                  

04-02-2012, 06:57 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    برغم قيادته لحزب المحافظين وترأسه للحكومه البريطانيه الا إنه عبر

    عن استنكاره لبعض ادوار شركة لونرو قائلا عنها;

    " Unpleasant and unacceptable face of capitalism"

    " وجه غير مقبول وغير سار للرأسماليه'
                  

04-07-2012, 08:25 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    عزيزى نزار

    سلامات

    Quote: مما ورد في الكتاب فعصام ميرغني لم يكن عضوا
    بتنظيم الضباط الأحرار عند قيام انقلاب 19 يوليو، ولكن أعتقد
    أصبح عضوا بالتنظيم في مرحلة لاحقة

    أظن انه انضم فى فترة لاحقه لتنظيم عسكرى يهيمن عليه البعثيين. انتظر

    باقى مساهمتك.

    مع ودى وتقديرى
                  

04-26-2012, 02:25 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)


    Quote: هناك مواقع فى internet تسمح بالاطلاع على وثائف الحكومه البريطانيه عن
    انقلابات 19 يوليو 71 فى السودان.?
                  

04-26-2012, 03:14 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    يبدو ان لواء الامن "م" عثمان السيد سيتطرق لتقرير مولانا علوب غدا الجمعه. ارجوا من المتابعين لهذا الخيط تسجيل الحلقه وانزالها فى هذا الخيط.


    Quote: قلت اقول ليك لو ما شفت الاعلان في قناة النيل الأزرق عن حلقه مع عثمان السيد مدير جهاز الأمن في فترة مايو وفي الاعلان بقول ( والكشف لاول مرة عن لجنة القاضي علوب ) وبيسالوا برضه ( من الذي قتل الضباط في بيت الضيافة ؟ ) والحلقة حتكون يوم الجمعة 27 ابريل الساعة الخامسة مساء بتوقيت السودان وتعاد يوم السبت الساعة 2.30 بعد الظهر ، ويوم الاثنين الساعة 2.15 ؛ ان شاء الله تجد فيها ما يفيدك او بعض الخيوط لاتجاهات جديده في البحث
                  

04-27-2012, 00:35 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    ارجو ان يجاوب اللواء "م" عثمان السيد على هذه الاسئلة المتعلقه بإنقلابات يوليو 71

    1.. من هو قائد القيادة الغربيه عند وقوع احداث 19 يوليو?
    2. من هم الظباط اركانحرب القياده الغربيه?
    3. هل تحركت قوات من القيادة الغربيه قبل 19 يوليو فى طريقها للخرطوم او
    بعد 19 يوليو فى طريقها للخرطوم?.
    4. ماهية طبيعة هذا التحرك? دعم انقلاب 19 يوليو? للتصدى لانقلاب 19 يوليو? أم انقلاب جديد?
    5. هل كانت توجد غرفة عمليات منفصله للقياده الغربيه فى قلب الخرطوم وغير تابعة للقياده العسكريه فى الخرطوم?
    6. هل كانت قوات القياده الغربيه فى الخرطوم يوم 22/7/1971?
    7. هل كان هناك تواجد ملموس لتنظيم عسكرى جهوى داخل القوات المسلحه فى

    فترة الستينات ومطلع السبعينات, أطلق عليه فى مرحلة لاحقه أسم' الزنوج الاحرار."?

    8. لماذا تم اعتقال مزمل غندور فى فترة سابقه لانقلاب 19 يوليو داخل القصر

    الجمهورى وظل معتقل فى القصر الجمهورى ايام سلطة 19 يوليو ?


    9. هل قرأت تقرير مولانا علوب?

    10. متى قرأت تقرير مولانا علوب?

    11. اين قرأت تقرير مولانا علوب ?

    12. كم عدد صفحات التقرير?

    13.هل قرأت ملحقات التقرير?

    14.كم عدد المجلدات المرفقه للتقرير?

    15. لماذا لم يتم التصريح بنشر التقرير علما بإن نسختين من التقرير قدمت

    مباشرة لنميرى فى نهاية عام 71?

    16.اين كانت نسخ التقرير الثلاثه عندما تركت جهاز الامن?

    17.ما مدى صحة ان نسخه من التقرير تسربت لمكتبة الكونغرس الاميركى?

    18. اين كانت توجد ملحقات التقرير عندما تركت جهاز الامن?

    19.هل تطرق التقرير لمذبحة بيت الضيافه?

    20.هل اشار التقرير بوضوح للطرف المسؤول عن مذبحة بيت الضيافة?

    21. لماذا منعت لجنة مولانا علوب من التطرق لمحاكمات الشجره والتى تم تشبيها " بإنها محاكم مرور"?

    22.لماذا لم تقم لجنة مولانا علوب بإستدعاء المعتقلين من اعضاء اللجنة
    المركزيه للحزب الشيوعى- جناح عبدالخالق محجوب مثل د.مصطفى خوجلى للادلاء بشهادتهم علما إنها استدعت 211 شاهد?.
    23. هل حدد تقرير اللجنة بوضوح إن اللجنة المركزيه للحزب الشيوعى هى
    من خططت ووجهت التنظيم العسكرى للحزب بالقيام بإنقلاب 19 يوليو 71 ?.
    24.هل تطرق التقرير أو ملحقات التقرير " شهادات الشهود وتقارير اجهزة الامن والمخابرات السودانيه" لأدوار قامت بها المخابرات الاجنبيه وانظمه خارجيه فى دعم طرفى الصراع فى 19 يوليو" المخابرات المصريه, ليبيا,المخابرات البريطانيه,العراق,الخ.."
    25. هل تطرق التقرير لدور رجل الاعمال المعروف, تاينى رولاند, وشركة لونرو فى دعم خالد حسن عباس والعسكريين المؤيدين لنميرى بالخارج?
    26. هل تطرق التقرير, وملحقات التقرير لادوار وعلاقات لأفراد مرموقين من النظام المايوى مع اجهزة المخابرات لبعض الدول العربيه والغربيه?
    27. ماهى الادوار التى لعبها مكتب الاتصال فى وزارة الداخليه السودانيه
    فى التنسيق مع أجهزة المخابرات الغربيه فى خلال الفترة 70- 71?


                  

04-27-2012, 06:55 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: .هل تطرق التقرير أو ملحقات التقرير " شهادات الشهود وتقارير اجهزة الامن والمخابرات السودانيه" لأدوار قامت بها المخابرات الاجنبيه وانظمه خارجيه فى دعم طرفى الصراع فى 19 يوليو" المخابرات المصريه, ليبيا,المخابرات البريطانيه,العراق,الخ.."
                  

04-27-2012, 06:59 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)
                  

04-28-2012, 06:34 AM

د.نجاة محمود


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)
                  

04-28-2012, 07:27 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: د.نجاة محمود)

    اختى نجاة

    سلامات


    Quote: ان من نفذ القتل هما الحردلو وجبارة

    في تقرير القاضي علوب



    كما تعلمين فإننى على اتصال مباشر مع مولانا حسن علوب منذ بدأت هذا الخيط,

    وبدأت فى أعادة كتابتى عن ' الجيش السودانى والسياسه: دور الاحزاب العقائديه".
    خصنى مولانا علوب, مد الله فى عمره, بالحديث عن تقريره وهى ثقه كبيره, وطلب
    منى أنذاك عدم كتابة بعض الملاحظات وقد التزمت بذلك.
    اتصلت هاتفيا بمولانا علوب اليوم وقد نفى تماما ان لجنة التحقيق الذى ترأسها قد توصلت بشكل قاطع لمعرفة الافراد, او الجهة التى نفذت مذبحة
    بيت الضيافة.
    مع ودى وتقديرى
                  

04-29-2012, 01:05 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)
                  

04-29-2012, 10:53 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    UP
                  

04-30-2012, 05:52 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)
                  

05-02-2012, 03:39 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: سؤالك عن قيادة القيادة الغربية .. فأعتقد بوجود لبس فى الموضوع ولكن هنالك حقيقتان لا مراء فيهما
    أولا .. العميد آنذاك عبدالرحمن سوارالدهب كان قائدا للقيادة الوسطى "الهجانه" فى الأبيض ..
    وقد قام بارسال برقية تأييد مفاجئة لهاشم العطا احالته للمعاش وذهب بعدها لدولة قطر

    ثانيا .. المعلومة الثانية ان هنالك سرية من القيادة الغربية بقيادة عبدالعظيم عوض سرور قد تم إلحاقها للحرس الجمهورى بطلب من ابوشيبه
    وهنالك علاقة قوية بين أبوشيبه ومعظم الضباط الذين شاركوا فى الانقلاب ممن عملوا فى القيادة الغربية ..
    وأغلبهم عمل معه فى حامية بحر الغزال وأنا منهم ..
    حتى أننى أستطيع أن أقول أن المشاركة فى الانقلاب كانت وعلى الارجح بدوافع شخصية وعلاقات أكثر مما هى ايدلوجيات وإنتماءات سياسية

    تحياتى وسأتابع ما كتب حول هذا الامر هنا
    عميد معاش حيدر المشرف)
                  

05-03-2012, 11:43 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: الشاهد عثمان عبدالرسول الذى أدلى بشهادته فى اللقاء التلفزيونى ووصف الطريقه التى تحدث بها ومن بعد قام بها الملازمان الحردلو وجبارة بضربه مباشرةً تُعتبر شهادة هامة للغايه ولاهميتها لا يمكن اسقاطها وتحتاج للكثير من التفاصيل الدقيقه عنها ولشهادات تؤيدها...وياحبذا لو طُلب منه تمثيل ما حدث بالضبط مثلما تم فى اللقاء مع عثمان الكودة فى عملية تهريب عبدالخالق من مصنع الذخيرة...

    وكان أيضاً من المهم إستضافة الدكتور مصطفى خوجلى والقاضى حسن علوب والمقدم يعقوب اسماعيل بالامارات وحسن العماس بامدرمان الجديدة واللواء عبدالحى مدير الاطراف الصناعيه واللواء شرطة م مامون مبارك امان ببرى والرائد م فاروق عكود والملازم م سرور والعميد فتحى كمبال (احد معتقلى بيت الضيافه الناجين) والقمندان فاروق هلال ....وقائمة الصامتين الطويله خاصة من لعبوا ادواراً مزدوجه من الضباط ومن شاركوا من الاحياء من صف وجنود المدرعات والمظلات......؟؟؟؟
    ومبدئياً من جانبى الشخصى (بدون تفصيل) وبعد أن راجعت حديث عبدالرسول ولعدة مرات ... للأسف أجدها شهادة تحتاج للكثير من التدقيق والتفاصيل للأخذ بها لأهميتها ؟؟؟
    ملحوظة :
    الضابط الذى تم عرض صورته فى هذا اللقاء وهو يقف امام سلم منزله (نفس المنزل الذى تم إخفاء عبدالخالق فيه بعد تهريبه وتمت ازالته الان واصبح جزءاً من حديقة القصر) كان أحد قادة الحرس الجمهورى ولا علاقة له بأحداث يوليو 1971
                  

05-05-2012, 04:55 AM

sourketti
<asourketti
تاريخ التسجيل: 02-27-2002
مجموع المشاركات: 1206

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    ما أعرفه تماماً وهو أمر مؤكد (بالاتصال المباشر) أن من يعلمون تفاصيل ما حدث ببيت الضيافه عن قرب (أعنى كشهود عيان) أقسموا اليمين وتعاهدوا طوعاً أو قسراً على عدم الادلاء بأى شئ عن هذا الموضوع ...
    السؤال هل يجوز شرعاً الالتزام بهذا القسم؟؟؟ الأمر يحتاج لفتوى شرعيه خاصةً وأنه مرتبط بأرواح بشر؟؟
                  

05-05-2012, 05:28 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: sourketti)

    اخى سوركتى

    سلامات


    Quote: ما أعرفه تماماً وهو أمر مؤكد (بالاتصال المباشر) أن من يعلمون تفاصيل ما حدث ببيت الضيافه عن قرب (أعنى كشهود عيان) أقسموا اليمين وتعاهدوا طوعاً أو قسراً على عدم الادلاء بأى شئ عن هذا الموضوع ...
    السؤال هل يجوز شرعاً الالتزام بهذا القسم؟؟؟ الأمر يحتاج لفتوى شرعيه خاصةً وأنه مرتبط بأرواح بشر؟؟


    هذه معلومه جديده. هناك عدد من الشهود ادلو بشهادتهم للجنة مولانا علوب
    وشهاداتهم موجوده فى ملحقات التقرير وهى عشرة مجلدات مغيبه منذ عام 72 من الباحثين ولم تسلم لدار الوثائق.
                  

05-06-2012, 02:28 AM

عبد الخالق امن الله
<aعبد الخالق امن الله
تاريخ التسجيل: 04-15-2009
مجموع المشاركات: 1132

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)



    يقول الشاهد:قال ليهوبلاش كلام فارغ اضرب يا احمد جبارة اضرب بلاش كلام فارغ
    فيقاطعه المذيع ويعدل له كلامه قائلا:لا البيقول منو احمد جبارة
    ـ احمد جبارة بيامر الحاردلو
    !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    حاول المذيع طوال الافادة تاكيد الكلام وازالة التناقض في حديث الشاهد حتي يتسق حديثه
                  

05-06-2012, 02:50 PM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: عبد الخالق امن الله)

    العزيز المعز أبو نورة،

    بحثتُ باللغتين العربية والإنجليزية في مكتبة الكونغرس الأمريكية
    ولا أثر لهذا التقرير فيها.

    تحياتي
                  

05-06-2012, 06:54 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: النذير حجازي)

    عزيزى النذير

    سلامات من جبال الدخان


    Quote: العزيز المعز أبو نورة،

    بحثتُ باللغتين العربية والإنجليزية في مكتبة الكونغرس الأمريكية
    ولا أثر لهذا التقرير فيها.

    تحياتي


    مرحب بيك ضمن الباحثين عن تقرير أهم لجنة فى تاريخ السودان الحديث بجانب
    لجنة 55 عن احداث الجنوب.
    ذكر المرحوم السفير حسن الامين البشير اطلاعه على التقرير اثناء تواجده بDC. اخبرنى بهذه المعلومه مولانا علوب. انا ايضا لم أجد التقرير وقد عزيت
    الامر لتغير Classification, etc... عموما ياصديق ساتشاور مع خبراء مكتبات وسأحضر لDC بمجرد بدء عطلة مدارس ولاية التارهيل.
    أرسل لى رقم الهاتف بال e.mail
    ويبقى الود بيننا
                  

05-07-2012, 01:45 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)
                  

05-07-2012, 04:48 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)
                  

05-08-2012, 01:58 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    كتب لى أحد العسكريين عن صمت العديد من الضباط
    Quote: أخى الكريم المعز
    تحية طيبه وسلاماً
    احجام من عاصروا الاحداث عن الادلاء بشهاداتهم نابع من ان ماحدث فى بيت الضيافه يُعتبر حدثاً مشيناً لسمعة الجيش وهناك بعض الضباط ممن كانت لهم أدواراً مزدوجه وبعضهم خشى من الثأر منه وهاجر وترك البلاد وبعضهم تعاهدوا على عدم البوح بما يعرفون قسراً أو طوعاً والأهم من كل هؤلاء هم من كانوا عملاء لاستخبارت اجنبيه وهؤلاء كانت لهم اليد الطولى فى تسيير الامور من الداخل والخارج وهى بلا شك كانت الجهات الفاعله والمعروفه والتى تحدث عنها كل من تناول سيرة هذا الموضوع
                  

05-08-2012, 05:39 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: أرسل لى رقم الهاتف بال e.mail


    عزيزنا أبو نورة

    راجع إيميلك

    تحياتي
                  

05-08-2012, 03:22 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: النذير حجازي)


    عزيزى النذير

    صباح الخير

    استلمت الرسالة

    مع ودى وتقديرى
                  

05-08-2012, 06:18 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)
                  

05-09-2012, 01:52 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)
                  

05-09-2012, 03:50 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: ونواصل الاسئله للطاهر حسن التوم ولواء الامن عثمان السيد:

    1. هل ذكر المرتزق الالمانى رودلف شتاينر فى محاكمته عام 71 ان جهات خارجيه يعمل معها قدمت دعم مالى قدره 17 مليون دولار للمعارضة المسلحة
    فى الجزيرة ابا عام 1970 كما ورد فى تقرير لجنة التحقيق فى مؤامرة 19 يوليو?.

    2. ماهى هذه الجهات الغربيه التى دعمت بالمال المقاومة المسلحة فى الجزيرة أبا عام 1970?

    3.أكد د. حسن علوب فى تصريح للمعز أبونوره يوم 28/4/2012, نشر فى سوادنيز اون لاين, " إنه لم يكتب موجز تنفيذى للجنة التحقيق, بل إنه قام
    بكتابة وتقديم تقرير اللجنة الذى قدم منه نسختين للرئيس الاسبق جعفر نميرى عام 72. من الذى قام بكتابة وتقديم الموجز التنفيذى والذى قدمه
    لواء "م" امن, عثمان السيد فى حلقة البرنامج يوم 27/4/2012?
    4. اذا كان اللواء عثمان السيد قد إطلع على النسخه الاصليه من التقرير والتى ذكر انها متواجده فى عدد من الاجهزة, والوزرات, فلماذا لم تقدم صورة من النسخه الاصليه للتقرير بدلا من موجز تنفيذى لم تكتبه لجنة التحقيق?
    5. لماذا حجب التقرير عن الباحثين و الرأى العام السودانى ? لماذا لم يتم أيداع التقرير وملحقاته" 10" مجلدات فى دار الوثائق المركزيه حتى الان?
                  

05-12-2012, 03:38 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)
                  

05-12-2012, 05:57 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    عزيزنا البروف سأرسل لك نسخة ضوئية من الفصل الذي
    يتحدث عن مجزرة بيت الضيافة بعد قليل، لممثل القوات المسلحة
    في لجنة علوب، لإدراجه هنا بنفسك مع تربيط جميع
    الخيوط حول هذه القضية الشائكة.

    تقبل تحياتي وتقديري
                  

05-12-2012, 06:46 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: النذير حجازي)

    عزيزي معز أبو نورة، راجع إيميلك فلقد تم الإرسال، تحياتي
                  

05-12-2012, 05:20 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: النذير حجازي)


    عزيزى النذير

    سلامات

    شكرا على المعلومات. راجع بريدك الالكترونى

    مع ودى وتقديرى
                  

05-13-2012, 04:54 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    كتب الاخ نصر" محمد عباس محمد على' فى خيط الاخ عدلان عبدالعزيز

    Quote: المهم (بالنسبة لي علي الأقل)
    أن الوثيقة أثبتت أن
    مايو ليست (صناعة شيوعية)
    وقد يكره كثيرون هذه الحقيقة
    وكل لأسبابه التي تخصه

    (كان البعض يري أن مايو كان ممكن تكون حاجة كويسة لو أن الشيوعيين إشتركوا فيها بفعالية من الاول)
    هؤلاء فضلوا مكاسب تكتيكية علي مصالح إستراتيجية
    وفات عليهم أنه في إستقرار النظام الديمقراطي
    مصالح إستراتيجية تفوق المكاسب التاكتيكية والتي تدعي سلطة إنقلابية (ثورية)
    أنها تحققها للشعب
    (زي الحاجة الملخبطة الإسمها قانون العمل الموحد)

    النقطة المهمة التي يجب ان لا تغفل هنا
    أن أبو شبية أشترك في إنقلاب مايو بمبادرة فردية
    (يعني ضد قرار الحزب)
    ومع ذلك
    (خت تحتها خطين)
    كان قائدا لإنقلاب 19 يوليو 1971
    -لماذا لم يعاقبه الحزب لإشتراكه (فرديا) في إنقلاب مايو؟؟؟؟
    (في ناس كثيرين في الحزب الشيوعي أوقفوا أو فصلوا لأسباب أقل كثير من الإشتراك في إنقلاب علي الديمقراطية)
    -وهل يعني هذا أنه كان (إنقلابي مغامر أو مغامر إنقلابي)
    ومع ذلك كان في قيادة تنظيم الشيوعيين في الجيش؟؟؟؟؟
    (مع ملاحظة أن الشيوعيين حذروا مرارا من حكاية الإنقلابيين المغامريين
    )
                  

05-13-2012, 09:53 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    الاخوة والاخوات داخل وخارج المنبر

    شكرا على متابعتكم لهذا الخيط ومساهماتكم الايجابيه فيه بالرأى والتعقيب.

    اعكف حاليا على قرأة وثائق جديده وشهادات وعل اجراء محادثات ومقابلات تشمل سودانيين فى كافة ارجاء المعموره, من كندا حتى بلاد الماوري. لذلك
    استميحكم العذر فى عدم ردى على ملاحظاتكم ومساهماتكم فى كل خيوطى المفتوحه حتى عودتى. وساتداخل احيانا لانزال وثائق و و تعقيبات شهود على
    الاحداث.
    ومرحب بيكم فى حوش ابونوره الاسفيرى.... وحبابكم عشره فى فريق قدام
                  

05-14-2012, 12:06 PM

Yahia Abd El Kareem
<aYahia Abd El Kareem
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    الأخ المعز

    نحي فيك روح البحث والتقصى وأرجو ان تتمكن من دمج وتوحيد البوستات الخاصة بتقرير مولانا علوب تسهيلا لمهمة المتابع والمشاركة

    دمتم
                  

05-14-2012, 03:49 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Yahia Abd El Kareem)


    أخى يحى

    سلامات


    Quote: نحي فيك روح البحث والتقصى وأرجو ان تتمكن من دمج وتوحيد البوستات الخاصة بتقرير مولانا علوب تسهيلا لمهمة المتابع والمشاركة



    اشكرك مره أخرى لمتابعتك خيوطى عن تقرير مولانا علوب. بدأت كتابة هذا الخيط فى نهاية نوفمبر 2011 بحثا على التقرير الاصلى و العثور على مولانا حسن محمد حمد علوب فى وقت لم يسع فيه بقية الباحثين للاتصال به. والحمدلله فقد وفقت فى محادثته وأخبرت عدد من الباحثين فى حينها بوجود مولانا علوب على قيد الحياة ومن هؤلاء الاستاذ عبدالماجد بوب. ارفقت العديد من الوثائق وشهادات الشهود والاحزاب فى الخيط الاول, بعضها تم نشره من قبل وبعضها لم ينشر بصوره واسعه متل تقييم حزب البعث لانقلاب 19 يوليو. يبدو ان النقاش بالتركيز على مولانا علوب قد جذب اجهزة الاعلام لفتح هذا الملف ومن هنا نشاهد الان النقاش حول هذا التقرير. خيوطى الاخرى فتحت بعد ان طلب منى مولانا حسن محمد حمد علوب ان انقل ملاحظات له عن حديث لواء الامن عثمان وقمت بذلك وبالاولويات التى حددها د. علوب وانت بلاشك تعرف دقته.
    ملاحظتك مهمه وسأعمل على تنفيذها وتوحيد الخيطين أو فتح خيط جديد فى الربع القادم لسوادنيز اون لاين . لاتوجد لدى مكتبه الان فى سوادنيز اون لاين واسعى لتجميع خيوطى المكتوبه فى مكان واحد خاصة اذا اغلقت الخيوط
    المفتوحه الان.
    مع ودى وتقديرى

    P.s


    اعتقد انك كنت زميل دراسة لاصدقائى الحسين أحمد صالح, طه ميرغنى, مصطفى عبدالله.
    وjunior لابن عمى بركات أبونوره, رافائيل ابييم, وأمين سعد
                  

05-15-2012, 12:37 PM

Yahia Abd El Kareem
<aYahia Abd El Kareem
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 829

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)



    الأخ ابونورة

    حصل لينا الشرف

    كل من ذكرت فهم أصدقاء مقربون بعد الزمالة

    عملت مع بركات ابونورة فى نفس المجال " أدنوك " فى ابوظبى لخمس سنوات ولازالت علاقتنا وطيدة

    تحياتى واصل
                  

05-15-2012, 03:26 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Yahia Abd El Kareem)

    اخى يحى

    سلامات

    سعيد بمعرفتك وبمتابعتك الدقيقه, وملاحظاتك المفيده. وقد شحعتنى ملاحظاتك على مخاطبة الاخ بكرى لعمل مكتبه لى ولاازال فى انتظار
    رده
    الرجاء ارسال أرقام هواتفك لبريدى الالكترونى.

    [email protected]
    وانشاءالله نتقابل قريبا فى الامارات ومرحب بك فى اميركا فى اى وقت
    مع ودى وتقديرى
                  

05-16-2012, 02:41 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    بالنسبة لشهادة اللواء أمن عثمان السيد أتفق مع الكثيرين بأن شهادته يشوبها أولاً تضارب المصلحة لمنصبه في جهاز الأمن في العهد المايوي وثانياً خيانته للسودان ودستور السودان وللعهود والمواثيق الدولية (تهريب اليهود الفلاشا ) فهو متهم في جريمة أخلاقية تتعلق بالشرف والأمانة وبالتالي هو غير مؤهل أخلاقياً لقبول شهادته He is not a credible witness .
    --------------------------------------------
    شكرا للاستاذة مها
    ارملة الشهيد اكرم
                  

05-16-2012, 06:24 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    طلبت منى الاستاذه الفاضله مها على رجب, ارملة الشهيد رائد طيار اكرم الفاتح يوسف والذى تم اعدامه فى محكمة الكنجارو فى رمضان 1990 أن انشر
    مداخلتها الاتيه:



    Quote: المحترم المعز أبو نوره،
    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
    بعد التحية،
    يقول الله تعالى في محكم تنزيله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) المائدة آية(8).

    أتابع البوست بإهتمام وحزن معاً لأجل أسر الضحايا من الجانبين ولخطل السياسة السودانية وتاريخها الملوث بالدماء. وأشيد بالعمل الذي تقوم به فهو عمل عظيم وأشيد بكل باحث عن الحقيقة في صحراء السياسة السودانية.

    أتمنى أن تقوم لجنة لتقصي الحقيقة يوما ما.. من أجل أسر الضحايا أولاً والحزب الشيوعي ثانياً ، على أن تتكون من القانونيين الديقراطيين وأهل الخبرة في الطب الشرعي وتَقِسم على الإلتزام بالحياد التام والشفافية.

    لا أميل لتصديق رواية أن المذبحة تمت من جراء القذف بدبابة لإعتقادي بأنه يوجد فارق كبير بين ما يمكن أن تحدثه الدبابة من دمار وهي مدفعية وما يمكن أن يحدثه الرشاش ولكن تظل رؤياي وإعتقاداتي مجرد آراء يمكن دحضها علمياً من أهل الخبرة وخبراء الأسلحة والمفرقعات وتبقى صور الضحايا والتقارير الطبية الخالية من الغرض أدلة جنائية.

    بالنسبة لشهادة اللواء أمن عثمان السيد أتفق مع الكثيرين بأن شهادته يشوبها أولاً تضارب المصلحة لمنصبه في جهاز الأمن في العهد المايوي وثانياً خيانته للسودان ودستور السودان وللعهود والمواثيق الدولية (تهريب اليهود الفلاشا ) فهو متهم في جريمة أخلاقية تتعلق بالشرف والأمانة وبالتالي هو غير مؤهل أخلاقياً لقبول شهادته He is not a credible witness .

    لم يقدم أياً من المتداخلين سبباً مقنعاً كعدم النزاهة أو الغرض أو تضارب المصلحة لعدم الأخذ بشهادة الشاهد عثمان عبدالرسول وهو أحد ضحايا المذبحة سوى تضارب بعض ما قاله في البرنامج، ولكني أعزي التضارب في بعض الشهادة في أمور ليست جوهرية لعامل مرور الزمن وكبر السن وتضارب الشهادة أمر يعرفه القانونيين، ولذلك تقرأ يومية التحري في المحكمة كبينة مبدئية يستطيع محامي الخصم الإطلاع عليها قبل الجلسة وبناءً علي ما أدلى به الشهود يقوم محامو الأطراف بتوجيه الأسئلة للشهود تحت اليمين لكشف تضارب الأقوال ولكشف الغرض إذا كان هنالك غرض، وقولي هذا لا يعني بأن إفادة الشاهد عثمان عبدالرسول صحيحة 100% فلتحقيق العدالة تحتاج كل الشهادات لتعضيدها بشهادة الشهود الآخرين والبينات الأخرى قبل إصدار الأحكام.

    أغلب ما ورد في البوست من مقالات هي عبارةعن نظريات ورؤى شخصية وقراءة للأحداث من أقوال البعض (( Hearsay Evidence وتظل مجرد آراء خصم لأصحابها لا يعتد بها إلا في حالات إستثنائية حددها القانون لا تنطبق على أي من تلك الأقوال .

    يجب التركيز على أقوال الشهود من الضحايا الأحياء في تقرير مولانا القاضي علوب فيما يتعلق بالمجزرة فقط ومضاهاتها ببعضها البعض للتأكد من تطابقها أو إختلافها ثم إعادة قراءتها مع البينات الأخرى للوصول لبعض من الحقيقة.

    والآن بعد التطورات الحديثة في علم الإثبات واستطاعة العالم الغربي في السنوات الأخيرةكشف غموض المئات من القضايا العالقة والمقيدة ضد مجهولين بل وإثبات براءة بعض من تمت إدانتهم وقضوا فترة العقوبة أوتم تنفيذ أحكام بالإعدام في مواجهتهم، نرجو أن يتمكن السودانيون من سبر غور الحقيقة بالحمض النووي (DNA) ويمكن أن يؤخذ كدليل قاطع لتأكيد إذا كان الموت نتيجة للقذف بالدبابة أو من الرشاش.

    ومن وجهة نظري حتى لو ثبت بالأدلة العلمية القاطعة أن ثلاثة من العسكريين المنتمين حينها أو المحسوبين للحزب الشيوعي السوداني قد إرتكبوا الجريمة البشعة تظل عمل فردي دون الرجوع للحزب ولا يوجد أي مبرر ديني أو أخلاقي لما تم من إغتيالات وتعذيب وتشريد لأعضاء الحزب الشيوعي من مدنيين وعسكريين وأصبحوا في كفة ضحايا المذبحة في ميزان العدالة ولا يمكن محاكمة الحزب على عضوية منفلتة ويبقى كل ما مورس ضد عضوية الحزب الشيوعي في العهد المايوي إنتهاكات صريحة لحقوق الإنسان.

    أكثر ما آلمني ما ورد لعلمي (لم يتسنى لي الأطلاع على المقال) بإيراد المحامي أحمد سليمان لصور المذبحة وشهداء قصر الضيافة في مقال كتبه عن ضباط 28 رمضان بعد الإعدامات مباشرة ولا أعلم بأي الصحف اليومية كان حتى يسهل الرجوع للأرشيف وهذه تعتبر (Innuendo) في القوانين المتعلقة بإشانة السمعة، أتمنى أن أجد من يساعدني للرجوع لكل الصحف الصادرة في تلك الأيام الكالحة وقراءة كل المقالات التي تتعلق بالكارثة.

    مها علي رجب محمد
    أرملة الشهيد رائد طيار أكرم الفاتح يوسف من ضباط 28 رمضان

    التحيه والاجلال لام اكرم, ومد الله فى عمر أم الشهيد أكرم, استاذة الاجيال نفيسة المليك
                  

05-17-2012, 04:11 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: يجب التركيز على أقوال الشهود من الضحايا الأحياء في تقرير مولانا القاضي علوب فيما يتعلق بالمجزرة فقط ومضاهاتها ببعضها البعض للتأكد من تطابقها أو إختلافها ثم إعادة قراءتها مع البينات الأخرى للوصول لبعض من الحقيقة.
                  

05-17-2012, 06:47 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    أبريل، 2008م
    حوار: أسرار 19 يوليو "انقلاب هاشم العطا"

    العناوين الكبرى

    بعد سنوات طويلة من الصمت ، الملازم مدني علي مدني يكشف الأسرار الكاملة لانقلاب 19يوليو وهو الذي تواجد في أماكن الأحداث الساخنة" القصر الجمهوري وبيت الضيافة " والذي كان قريباً جداً من أبوشيبة ويفجر المفاجآت واحدة تلو الأخرى .

    * لماذا وصف هاشم العطا بيان ثورته بالأرعن؟؟؟

    * مدني:لهذه الأسباب طالبنا بأن يلقي البيان الأول قائد أخر غير هاشم العطا ولم يسمع لنا .

    * لولا حرص هاشم العطل علي حياة المدنيين لفشل ارتداد مايو.

    * هناك من ضباط يوليو من آثر الهروب والفرار وأُجبرنا علي الاستعانة بضباط
    تربطنا بهم علاقات شخصية وصداقات ولم نكشف عنهم حتى الآن ومنهم من
    ترقي حتى وصل لرتبة اللواء.

    * دبابات الارتداد كانت تقصف المبني الذي يوجد به النميري مما يوحي بان
    طرفا ثالثاً ما كان يعمل لأهدافه الخاصة ليتضح لنا أن يوم 22 كان به أكثر من
    محاولة انقلابية .

    * قوات الارتداد المايوية قتلت عسكريين أبرياء وادعت تلفيقاً أنهم ضمن شهداء
    بيت الضيافة .

    * مدني : أبو شيبة كان قائداً إنسانا .

    * مدني : طالبنا أبو شيبة بتموين الذخيرة قبيل التحرك الأول فقال لنا : " امشوا
    ساكت ديل نمور من ورق ".

    * مدني : أبو شيبة حرص في اللحظات الأخيرة علي حرق جميع الأوراق
    والبرقيات والرسائل المهنئة بنجاح الانقلاب والتي كانت في مكتب القيادة ولو لم يفعل لصار ثلاث أرباع السودانيين سجناء لمايو .

    * تسريح الضباط والجنود باعتبارهم مايويين ومن دون مسوغ كان خطأنا
    الأكبر .

    * مدني : قيادات مايوية استمرأت الفساد وهتك أعراض الناس .

    * مدني: الذخيرة "حارق خارق" التي وجدت في جثامين ضحايا أحداث بيت
    الضيافة تثبت أن مرتكب المجزرة ليس من يوليو وإنما من طرف آخر.

    * عدم مساسنا بحياة نميري ومجلس أعضاء الثورة والذين كانوا بين أيدينا تؤكد
    عدم مسؤوليتنا عن مقتل ضباط الأمن وأحداث بيت الضيافة ، ولو أردنا القتل
    وسفك الدماء لبدأنا بـ " رأس الحية ".

    ما تردد عن أن نميري قاوم تسعة من حراسه محض كذب وافتراء .

    * نميري وبعد خروجه من القصر هرب من أمامنا لوحده ولم يسأل أو يكترث
    لمصير زملائه من وراءه.


    مقدمة اختطها الملازم مدني علي مدني بيده :

    قربا مربط النعامة مني لقحت حرب غالب عن حيال


    كثر الحديث عن حركة 19 يوليو العسكرية والتي اشتهرت بحركة الرائد هاشم العطا وأدلى حولها " كل من هب ودب " بدلوه زوراً وبهتاناً وقليل هم من تحدثوا عنها بشيء من الموضوعية ولا أقول كلها .

    أولاً ، أود هنا أن أنفي نفياً قاطعاً لأي دور ، رئيس أو مباشر ، للحزب الشيوعي السوداني - كحزب- في التحضير أو التخطيط أو التنفيذ لهذه الحركة ، لقد قال الشيوعيون : أن حركة 19 يوليو لا شرف ندعيه ولا تهمة ننكرها . وهم في هذا –أيم الله- لصادقون.
    كنا قبل التحرك – أو علي الأقل البعض منا – ضد إذاعة الرائد هاشم للبيان الأول. ولأننا كنا نؤمن بأن الشارع ، لا محالة ، سيمتلئ باللافتات الحمراء . لان شيوعية هاشم وانتمائه لا يخفى علي أحد . . وهذا ما حدث . في حين أننا كنا في أمس الحاجة لدعم الشارع السوداني كله بمختلف تنظيماته واتجاهاته وميوله السياسية علي الرغم من أننا طرحنا وبشكل واضح بإيمان لا يتطرق له الشك ، شعار " سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية " وهي ماعون واسع يسع الجميع.

    ثانياً ، الضابط الذي أوكل إليه مهمة إطلاق سراح الدكتور مصطفى خوجلي " –فقط- لأننا اخترناه ليكون رئيساً للوزراء ، قام ، وبتصرف فردي من عنده، بإطلاق سراح الشيوعيين دون غيرهم من بقية المعتقلين من الأحزاب الأخرى الأمر الذي زاد من نغمة الشارع علينا .

    ثالثاً ، أخطاء عسكرية قاتلة قام بها بعض الضباط ، وبصفة فردية أيضاً ، عجلت بسقوط الحركة وسهلت القضاء عليها ومهدت ، لمن كانوا يتربصون بالحزب الشيوعي الدوائر ، لينحروه في رابعة النهار .

    رابعاً ، تأملوا معي هذه الأسماء ، وفيكم من يمت لهم بصلة القرابة ، أو ساكنهم في الحي ، أو زاملهم في الدراسة أو العمل . . . هل هم شيوعيون ؟؟ المقدم أحمد حريكة، المقدم صلاح الدين فرج ، المقدم حسين بيومي ، المقدم يحي عمر قرينات، الرائد مبارك فريجون ، الرائد إبراهيم سيد أحمد ، الرائد شرف الدين إسماعيل، النقيب محمد المصطفى الشهير بـ "الجوكر " ، النقيب محي الدين ساتي ، النقيب عبد الرحمن مصطفى خليل ، النقيب عباس عبد الرحيم الأحمدي ، النقيب صلاح السماني الكردي ، النقيب محمد احمد محجوب "ود المحجوب" ، الملازم مأمون عبد المجيد علي طه، الملازم عبد الرحمن حامد، الملازم الشيخ مصطفى، الملازم مأمون احمد الصديق دار الصليح، الملازم عثمان حسن يوسف. . . . كل هؤلاء حوكموا بالتجريد من الرتبة، والطرد من القوات المسلحة والسجن لمدد مختلفة. فلأي سبب يضحي هؤلاء من أجل حزب لا ينتمون إليه أصلاً ولا يأتمرون بأمره ؟؟ إن دوافع وطنية بحتة دفعت كل هؤلاء ليساهم كل منهم بقدر ما استطاع في الخروج بالبلاد من المأزق الذي أرادت أن تدخلها فيه مايو .

    وهنا، لا أذيع سراً إن قلت أن بعض الضباط الشيوعيين الملتزمين قد فروا قبيل ساعة الصفر الأمر الذي اضطرنا أن نستعين ببعض زملائنا ولعلاقات الصداقة والزمالة الشخصية فقط لا غير . . . ولم نذكر اسم أي واحد لم تستطع السلطات القبض عليه حينها حتى وصل بعضهم إلي رتبة اللواء . . . وذلك عملاً بوصية الفارس الشهم الشهيد المقدم عثمان حاج حسين "أب شيبة" : " الجوه جوه . . . والبره بره . . . أنا والهاموش وهاشم العطا سنتحمل المسئولية كلها " !

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
                  

05-18-2012, 06:33 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    2

    الملازم مدني علي مدني
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    حاوره : مؤيد شريف
    نقلا عن صحيفة "الوفاق"

    مدخل :

    حاولت مرارا وتكرارا أن اقنع الملازم بالقوات المسلحة والمشارك في انقلاب هاشم العطا مدني علي مدني بالحديث عن الأحداث التي شهدها بأم عينه وشارك في صناعتها، إلا أنني وفي كل مرة كنت أواجه برفض مهذب ويكتفي بسرد بعض الوقائع المعروفة والمشهورة والتي لا جديد فيها ، وأخيرا يبدو أن مدني علي مدني قد قرر أن يفتح قلبه لنا ويكشف عن الكثير الذي لم يقال من قبل خاصة وان المكانة التي كان يتمتع بها "مدني" لدى القائد المهم للتخطيط لانقلاب "19 يوليو" " أب شيبة" والأدوار المهمة التي كان يسندها له بالإضافة إلي أماكن تواجد "مدني" خلال الثلاثة أيام التي استولوا فيها علي الحكم ، فقد تواجد في القصر الجمهوري لحظة اقتحامه من قبل الدبابات وقد تواجد أيضا في بيت الضيافة قبل ساعة من حدوث المجزرة، فأماكن تواجده هذه تعطي لهذا اللقاء واللقاءات القادمة قيمة تاريخية كبيرة " فليس من رأى كمن سمع"، وإذا علمنا بان مدني هو من أوكل إليه "أب شيبة" بمهمة إخراج النميري ومن معه من القصر واقتيادهم إلي مكان ما، وهذا ما لم يحدث ، وهو من كان يستقبل المكالمات الواردة لمكتب القيادة ويحولها إلي أب شيبة، فإننا نتطلع لمعرفة ما كان يدور داخل القصر قبل وبعد لحظات من" الارتداد المايوي" ودخول الدبابات للقصر والتفاعلات التي كانت تحدث. والمشاهدات التي رواها لنا عن بيت الضيافة والأحداث التي سردها لنا. ولم يخفي علينا مدني علي مدني بأن هناك معلومات حساسة تتعلق بالحزب الشيوعي أو تتعلق بأشخاص هم فقط لهم الحق في كشفها ولا يملك الحق في كشفها، ويستسمحنا في أن نعفيه من الإجابة عليها ولقد التزمنا بذلك علي الرغم من إيماننا بأن التاريخ هو ملك للجميع.

    بداية تحدث لنا عن تنظيم الضباط الأحرار والأجواء السياسية العامة التي سبقت انفلاب19يوليو والأوضاع العامة بالبلاد ؟
    تنظيم الضباط الأحرار هو التنظيم الذي خطط ونفذ ثورة 25 مايو بكل أطرافه من شيوعيون وقوميون عرب وديمقراطيون ولأسباب معروفة وفيما بعد قالوا بتحالف قوى الشعب العامل وغيرها. والشيوعيون كان لهم طرحهم الخاص بالجبهة الديمقراطية، ومن نفذوا انقلاب مايو هم أنفسهم من قاموا بالدور الأساسي في 19 يوليو، ففكرة انقلاب 25 مايو كانت للرائد فاروق حمد الله، وهذه معلومة معروفة ذكرها الأستاذ بابكر عوض في برنامج أسماء في حياتنا، وكان للمرحوم الشهيد عثمان حاج حسين الدور الأساسي في مايو نفسها فقد كان مناط به اعتقال الشخصيات المهمة من وزراء وغير ذلك، ويحفظ له أنه كان من أوائل الذين اعترضوا علي الترقيات الاستثنائية التي قام بها نميري، خاصة ترقيات صف الضباط إلي ضباط؛ وكان يرى أن مثل هذا السلوك يكرس للانقلابات العسكرية، فبإمكان أي ضابط أن يغري صف ضباطه بالترقيات، بالإضافة لأنها ستؤثر سلباً علي الضبط والربط في القوات المسلحة. فالرقيب الذي يرقى فجأة لضابط سيثير الغيرة في زملائه، لاسيما الأقدم منه، وهذه من ضمن الأشياء التي اعترض عليها أب شيبة وحتى هو فرضت عليه الترقية إلي رتبة المقدم قسراً، وسلم قيادة الحرس الجمهوري.

    يقول البعض أننا تعجلنا قيام 19 يوليو؛ إلا أنها كانت لها ظروفها الموضوعية التي دعت لقيامها في ذلك التوقيت بالتحديد. يذكر أن تنظيم الضباط الأحرار كانت به تيارات فكرية متنوعة فالبعض كان ميالا للارتماء فيما يسمى بالقومية العربية. وفي زمن عبد الناصر كان هناك نوعا من التوازن في طرحه لفكرة القومية العربية، فعبد الناصر كان يرى بأن الوحدة القومية لا تجدي، لأنه كانت له تجربة مع سوريا أيام الجمهورية العربية المتحدة وهي كانت تجربة قومية جاءت بنتائج عكسية كلفت الدولتين والأمة العربية كلها أثمان فادحة. وبعد وفاة عبد الناصر واستلام السادات لمقاليد الحكم وظهور نجم القذافي، والذي كان يرى في نفسه امتداداً لعبد الناصر وخليفة له، والذي يفترض به أن يقود الأمة العربية باتجاه الوحدة. هذا كان قبل أن ييأس من العرب ويتجه إلي إفريقيا. وفي تلك الفترة عادت للسطح من جديد فكرة الوحدة بين السودان ومصر وليبيا، وانسحبت سوريا لظروف تخصها. جمال عبد الناصر كان يرى أن الوحدة لابد من أن تكون تدريجية وليست اندماجية، وتبدأ من الشعوب عن طريق فتح الحدود وتحرير التجارة وإرساء قواعد للتكامل بين شعبي وادي النيل. السادات عندما أتى للحكم استعجل مسألة الوحدة، وأذكر أن الصحفي المصري صلاح حافظ كتب مقالاً في مجلة صباح الخير أورد فيه أن أرض السودان وأموال ليبيا والخبرة المصرية هي مقومات الوحدة المطلوبة بين الدول الثلاث، وكانت بعض القوات المصرية مرابطة بجبل أولياء، وأيضا بعض المشاة الليبيين. والحجة التي أعتمد عليها المصريون لنشر قواتهم كانت حرب الاستنزاف .

    نشأ صراع قوي داخل تنظيم الضباط الأحرار بين القوميين العرب والذين رأوا في أنفسهم الأحق بقيادة التنظيم من أجل تسريع الوحدة الاندماجية؛ وحدثت اختلافات في وجهات النظر. ونجحوا في أن يوعزوا للنميري عبر فاروق حمد الله وكان الرجل القوي، ولم يكن شيوعياً، ويقال أن له بعض العلاقات مع القيادة الثورية جناح يوسف عبد المجيد وأحمد شامي، والبعض يقول أنه ينتمي للبعثيين. لكن المعروف عنه أنه كان محايداً وكان وطنياً وله ميول يسارية – وكانوا يعلمون أن فاروق حمد الله ليس شيوعياً، لكنه الرجل القوي، والذي بوجوده لا يستطيعون أن يسيطروا علي جعفر نميري. وقد قالوا قبلاً أنهم أتوا بجعفر نميري لأنهم يستطيعون أن يملوا عليه إرادتهم. وكانت هناك أسماء أخري مطروحة من قادة مايو لإقناع الجيش ومنهم مزمل سلمان غندور، وأحمد الشريف الحبيب، والرشيد نور الدين وغيرهم ، ألا أنهم عرفوا بقوة شخصيات الأسماء الآنفة الذكر؛ وإنهم يريدون شخصاً يستطيعون أن يملوا عليه شروطهم، فاتفقوا علي جعفر نميري. الأكيد عندي أن لا دور لنميري في 25 مايو تحديداً، فقد جيء به كصورة لإقناع الجيش، باعتباره عسكريا جيدا، وهذه حقيقة، ولكنه لم يكن رجل سياسة أو رجل أفكار وأيديولوجيات ديمقراطية كانت أو اشتراكية أو حتى إسلامية، كما اتضح في الأخير. فأوعزوا للنميري بأن الضباط الأحرار يعملون علي نقل الصراعات والحوارات التي تدور في مجلس قيادة الثورة إلى الشارع العام والي الحزب الشيوعي. وشخصية نميري، كما اتضح للناس، فهي شخصية الرجل "السميع" ، فبادر بإعفاء فاروق حمد الله، وبابكر النور وهاشم العطا.
    وفي الحقيقة لم تكن هناك في الأساس أسرار ينقلها هؤلاء؛ فالخرطوم كانت وكعادتها تموج بالأحاديث السياسية، فالناس كانوا يحسون بالسرعة الرهيبة التي تجري بها الأحداث لتقع في أحضان السادات ومصر وليبيا وغيرها. وبعض الصحف المصرية كانت تروج للفكرة الاندماجية، وبسبب كل هذه الملابسات عمل الثلاثة المقالون وآخرون لتكوين تنظيم داخل تنظيم مايو أطلق عليه تنظيم أحرار مايو، وأغدق عليه بالكثير من الأموال، وكان علي رأسه ومسئولا عنه، أحمد عبد الحليم، وكان في الجيش المصري وهو شقيق محمد عبد الحليم وزير الخزانة المشهور، والذي يقال بهروبه بالخزانة، وتعرضه أيضا لقضية المخدرات التي القي عليه القبض بسببها في بيروت ومعه خالد حسن عباس والذي كان وزيرا للدفاع في ذلك الوقت.

    تم تعيين احمد عبد الحليم قائدا عاما للمدرعات، وأصبح يرأس قائد اللواء الأول مدرعات، عبد المنعم محمد أحمد الهاموش، وقائد اللواء الثاني دبابات، العقيد سعد بحر. في وقتها، يذكر أن الهاموش رقي استثنائياً من قبل نميري من مقدم إلى عقيد في 15مايو 1971 م في يوم احتفال المدرعات، وهو نفس اليوم الذي اعتقل فيه السادات جعفر صبري ومراكز القوى الأخرى، وصرح أنه "سيفرمهم فرم ". وأذكر أن رياحاً عاتية ضربت ساحة الاحتفال في ميدان اللواء الأول، مما أجبر القائمين على أمر الاحتفال علي تحويل الاحتفال إلى " الميز" وعودة العوائل. وفي ذات اليوم أصدر النميري أوامره، وهو في حالة من عدم الوعي المعروف السبب، بترقية عبد المنعم الهاموش من مقدم إلى عقيد، وعلي علي صالح أيضا رقي إلى عقيد وتم ترقية جميع أفراد فرقة الجاز التابعة للمدرعات إلى رقباء أوائل وصولات. وفي اليوم الثاني مباشرة نشبت أزمة في سلاح المدرعات، وحدثت فوضي وحل الضبط والربط بسبب ترقيات النميري الاستثنائية للدرجة التي أجبر فيها النميري لإحالة أمر تنفيذ الترقيات إلى وزير الدفاع خالد حسن عباس.. واستخدم خالد حسن عباس خطاباً عاطفيا أمام الجنود استطاع من خلاله تمرير الترقيات.


    حدث لنا قليلا عن تنظيم أحرار مايو وإذا كانت لكم علاقات بتنظيمات أخرى ؟

    أفراد تنظيم أحرار مايو لم يكونوا معروفين بالنسبة للمايويين؛ وأب شيبة كان جزءاً من التنظيم، بل على العكس، فنحن من كنا علي علم تام بكل أفراد تنظيم مايو والذين سعوا لفرض الوحدة مع مصر وليبيا بكافة الوسائل والأشكال حتى لو أدى الأمر لفرضها بالقوة علي الشعوب.

    أنتم كنتم جزءاً من السلطة لماذا لم تحاولوا توضيح وجهة نظركم السياسية ؟

    في بداية الأمر تحدث معظم الناس ومنهم هاشم العطا مع النميري في محاولة لإقناعه بضرورة العدول عن فكرة الوحدة الاندماجية؛ إلا أن النميري لم يكترث للأمر وأعتبره مجرد "تخرسات شيوعية" وافتراء شيوعيين يريدون أن يهيمنوا ويسيطروا. ولم ييئسوا وحاولوا نصحه من جديد إلا أنه لم يسمع لهم واستمر في سياسته .

    كيف يمكن أن تلخص لنا أسباب الشقاق بين النميري والأحرار؟

    الإشكال بدأ بين الشيوعيين ونميري منذ ضربة الجزيرة أبا. وبعد نهاية الضربة أتهم النميري الشيوعيين بمنعه من ضرب "الرجعية" في الجزيرة أبا. ومن المعروف أن الشيوعيين اعترضوا علي ضرب الأنصار في الجزيرة أبا ليبدأ نقاش داخل تنظيم الضباط الأحرار، والذين اعتبروا أن هناك أيادي أجنبية لعبت أدوارا خفية في موضوع الجزيرة أبا حتى تضرب القوى الرافضة للوحدة الاندماجية. ومن المعروف أن فاروق حمد الله وهاشم العطا عارضوا وبالصوت العالي في مجلس الثورة ضربة الجزيرة أبا .

    إذاً هل لنا أن نقول بأن انقلاب 19 يوليو جاء لقطع الطريق أمام الوحدة الاندماجية مع مصر وليبيا؟

    نحن لم نكن ضد الوحدة مع مصر إذا جاءت بطريقة تدريجية ومن القاعدة؛ ومن المعروف أن من أوجب واجبات الحزب أن يقوم بتنفيذ برامج القواعد.

    إذا كان الخلاف بينكم سياسيا، فلماذا لم تختاروا التفاوض السياسي وأنتم كنتم جزءاً من السلطة بدلا من الانقلاب ؟

    كما سبق وذكرت لك فإن الضباط الأحرار حاولوا مراراً وتكراراً التحاور والتشاور مع قادة النظام المايوي؛ إلا أنهم شعروا بأن القوميين العرب قاموا بعمل تنظيم داخل التنظيم سمي أحرار مايو، لم يشرك فيه سوى المؤمنون بفكر القومية العربية فقط، وأقصي منه الشيوعيون والليبراليون والبعثيون والجميع. وكانت لهم صلة مباشرة مع مصر. ولا أبالغ إذا قلت أنهم كانوا يأخذون تعليماتهم منها، بدليل أنه، وبعد نجاح الانقلاب، قام السادات بإرسال طائرة أنتنوف ضمت عبد الستار الطويلة، وأحمد حمروش، وصلاح حافظ؛ وأنا كنت في استقبال الطائرة بالمطار، وكنت قد أخطرت بأن هناك طائرة علي قدر كبير من الأهمية. وعند وصولنا إلى مطار الخرطوم وجدت السر آدم سالم، وكان مديراً للمطار، ومعه أحد الأجانب؛ ووجدت أيضاً سرية كان قائدها ملازم من الدفعة 20 يدعى عثمان، وكان يبادر بتحيتي باعتبار أنني زول الانقلاب وكنت أمنعه من ذلك وأقول له بأنني من يجب عليه تحيتك. وحتى السر آدم سالم كان يبادر بالاستئذان للخروج للحظات؛ فكنت أقول لهم بأنهم ليسوا بمعتقلين حتى يستأذنوا مني؛ وأوضحت لهم بأنني في انتظار طائرة كلفت بأن استقبلها.
    وصلت الطائرة ليلاً، وكنت أطارد الطائرة بمحازاة "الرن واي" حتى توقفها في مدرعات صلاح الدين، نزل من الطائرة عدة مدنيين معهم ضابط برتبة مقدم طيار وآخر صول، فبادرتهم بالسؤال إن كانت معهم أسلحة فجاوبوني بالنفي.. وبعد تفتيشي للطائرة وجدت رشاش بورسعيدي وطبنجات فصادرتها، جاءني الرائد في ذلك الوقت الفاتح المقبول، وحسن مكي مدني، واخبروني بأن هؤلاء مدنيون، وقالوا بأن هؤلاء صحفيون وتسلموا مني الزوار المصريين، واتضح لي فيما بعد أنهم كتاب يساريون أرسلهم السادات للسودان لجس النبض ومتابعة التطورات.

    حدثنا قليلاً عن العلاقة بينكم واللجنة المركزية للحزب الشيوعي أو أي قيادات سياسية أخرى في الحزب الشيوعي ؟

    أولاً، 19 يوليو لا علاقة لها البتة بالحزب الشيوعي لا من قريب أو من بعيد _ 19 يوليو لا علاقة لها باللجنة المركزية للحزب ولا المكتب السياسي ولا السكرتير نفسه. وعبد الخالق محجوب نفسه، وإلي آخر لحظة كان ضد الانقلاب "ولا يعرف الشفيع أحمد الشيخ". حتى مصطفى خوجلي، والذي كان منتظراً أن يكون رئيس الوزراء بعد الانقلاب، كان معتقلاً في سجن كوبر. ، وهناك خطأ ارتكبه احد ضباطنا، حيث أصدرت له التوجيهات بإطلاق سراح مصطفى خوجلي فقط، ليكتب الخطاب السياسي باعتباره من وقع عليه الاختيار لرئاسة الوزراء، إلا أن الضابط وبتصرف فردي منه قام بإطلاق المعتقلين الشيوعيين فقط، وترك بقية المعتقلين من الأحزاب الأخرى وكان أسمه زهير قاسم علي البخيت.

    هل صحيح أن عبد الخالق عاتب هاشم العطا قائلا له: " لماذا تعجلتم ؟"؟

    عبد الخالق لم يقصد الانقلاب بقوله "استعجلتو" فان المعروف أن الحزب الشيوعي يؤمن بالعمل الدؤوب وسط الجماهير، ولان الثورة الجماهيرية كانت آتية لا محالة. فالماركسية والمادية التاريخية لا يؤمنون بشيء يسمى انقلاب.. وعبد الخالق كان يقول دائما بأن الانقلاب يولد في أحشائه انقلاب آخر.

    ومن الأشياء التي كنا نطالب بها أن البيان الأول يجب أن لا يلقيه هاشم العطا، لأن هاشم العطا كان معرفاً كواجهة شيوعية داخل القوات المسلحة؛ وكنا نعلم برد الفعل الذي سيحدث في الشارع؛ وهذا ما حدث. وكنا نطالب بأن يذيع البيان الأول قائد ثاني أو آخر غير هاشم العطا وأن لا يكون هاشم العطا، ولا فاروق حمد الله، ولا بابكر النور، في مجلس الثورة منذ البداية. وهذه النقطة التي استفاد منها أهل الإنقاذ "أذهب أنت إلى السجن وسأذهب أنا إلى القصر" ودائما ما يستفيد الأخوان المسلمون من أخطاء الشيوعيين.

    إذاً كيف تفسر عملية تهريب عبد الخالق من المعتقل في توقيت مشابه؟

    عبد الخالق محجوب في الأساس لم يكن يرغب في أن يهرب من المعتقل، نحن من أجبرناه علي الخروج خوفاً علي سلامته لأننا كنا نعلم بوضعه الصحي الحرج والمتدهور. عبد الخالق وفي بداية اعتقاله كان معتقلاً في السجن الحربي، وكان يعامل فيه معاملة حسنه وكريمة علي يد قائد السجن الحربي وقائد الشرطة العسكرية في ذلك الوقت محمد أحمد محجوب "ود المحجوب" . وعندما شعرت الاستخبارات العسكرية بالمعاملة الطيبة التي يجدها عبد الخالق في السجن الحربي، تم نقله إلى معسكر الذخيرة. ولو لم تكن لقائد السجن الحربي والشرطة العسكرية محمد احمد محجوب علاقاته الطيبة بالمايويين، لربما أقصي من موقعه بسبب معاملته الطيبة لعبد الخالق محجوب. ومن المعروف أن معسكر الذخيرة كان ممتلئاً بالمايويين المعروفين، كمصطفى أورتشي، وسعد بحر، وسيد المبارك، وسيد احمد الحموري، والذين كانوا يمثلون مجلس الثورة السري أو "مجلس الظل".

    بحسب علمك هل كانت هناك رعاية طبية كافية لعبد الخالق من قبل نظام مايو؟

    لم تكن هناك أية رعاية صحية علي الرغم من الحالة الصحية السيئة لعبد الخالق، وكنا نعلم بالوضع الصحي المتدهور لعبد الخالق، واب شيبة كان مقربا جدا من عبد الخالق.. ومحجوب طلقة كان له صلة رحم مع عبد الخالق "ابن خالته" وكان يعمل في سلاح الذخيرة وكان ممنوعاً من الاقتراب من عبد الخالق محجوب. وبعد تهريب عبد الخالق القوا القبض علي محجوب طلقة دون أن يكون مشتركاً في عملية تهريب عبد الخالق محجوب. أما عملية التهريب، فقد قام بها هاشم العطا نفسه، وكان بصحبته أو من كان يقود العربة، حسن سيد قطان، وهو من أبناء الدويم. والشخص من داخل معسكر الذخيرة والذي سهل عملية التهريب هو العريف عثمان عبد القادر، والذي كان يحلم بالسفر إلى ألمانيا، ووعد بتحقيق رغبته إذا ما نجح الانقلاب. وفعلا نفذ العريف عثمان عبد القادر وعده وسهل عملية التهريب ليخرج عبد الخالق من معسكر الذخيرة بصحبة هاشم العطا.

    عبد الخالق لم يعترض علي هاشم العطا، وربما خرج معه برغبته، فكيف تجزم بعدم رغبة عبد الخالق في الهروب؟

    الهروب كان بغير رغبة عبد الخالق لكنه لم يكن ليفضح الناس، فلم يكن ممكناً أن يفضح عبد الخالق شخصاً شهماً جاء لينقذه كهاشم ، ففضل أن يخرج معه، ولكن علي غير رغبته، وهذا أكيد عندي، بل أكثر من ذلك، إن كل الأشياء التي تمت كانت على غير رغبة عبد الخالق سواء كان تهريبه من المعتقل أو إجباره علي الموافقة على الانقلاب.. فموقفه كان ثابتاً في رفض فكرة الانقلاب إلى ساعة الصفر، وحتى ما بعد نجاح الانقلاب وأصبح أمراً واقعاً، فقد حاول عبد الخالق أن "يلملم المشاكل" بقدر ما يستطيع. فقد حاول أن لا يجعل من الحكومة المقترحة شيوعية صارخة بدليل أن الورقة التي وجدت عنده كمقترح لتشكيلة للحكومة ضمت أسماء لم تنتمي يوماً للحزب الشيوعي، فضلاً عن أن عبد الخالق لم يدلي خلال الثلاثة أيام التي نجح فيها الانقلاب بأي تصريحات، وكان حانقاً وغاضباً جداً مما حدث، إلا أن العسكريين هم من فرضوا الانقلاب فرضاً. وعندما قال الحزب الشيوعي إن" 19 يوليو شرف لا ندعيه وتهمة لا ننكرها"، فإنهم قالوا الحق.. فهم لم يقوموا بـ 19 يوليو حتى يكون لهم شرف المحاولة؛ وليست تهمة ينكرونها لأنهم أيدوا الانقلاب ووقفوا معه عندما نجح.


    إذا أنت تقول بأن منفذي الانقلاب لم تكن لهم علاقة بقيادات شيوعية سياسية البتة؟

    نعم ، ولا حتى تنظيم الضباط الأحرار، ولا حتى الأغلبية العامة من تنظيم الضباط الأحرار.

    فهمت من حديثك أنكم لم تكونوا تتمتعون بأي غطاء سياسي، إذاً فمن أين لكم بالإمكانات المادية؟ وهل كنتم تتوفرون علي كل احتياجاتكم؟

    كنا نعتمد علي شيء واحد فقط: أن نعمل علي إيقاف الوحدة القسرية مع مصر وليبيا، لم يكن هدفنا الإتيان بشيوعيين أو غيرهم . ما كان مطروحاً هو أن تعود مايو لمبادئها المعلنة في 25 مايو – وكنا معتمدين علي جماهير 25 مايو نفسها.. لذلك نحن لم نقل "مجلس قيادة الثورة" بل قلنا "مجلس الثورة" ولم نقل يوليو جديدة بل قلنا حركة تصحيحية لـ 25 مايو. وإذا كانت مايو تعبيراً عن أشخاص - نميري أو غيره - فان هذه مسالة أخرى، وإذا كانت مايو مبادئ فنحن أتينا بمبادئ 25 مايو الأساسية والتي أعلنت في 25 مايو "سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية ".

    بوصفك أحد المشاركين في الانقلاب وقائد فرقة في الحرس الجمهوري صاحب الانقلاب ذاته..... أضاف مدني مقاطعاً .......

    هناك شيء مهم أريد أن اذكره لك قبل سؤالك ، إذا ما كنا نريد أن نقوم بانقلاب شامل وكامل، لما نفذنا الانقلاب في وقته؛ وذلك بسبب أن نظام مايو كان يتجه لتطبيق انتشار جديد للوحدات العسكرية، وكان منتظرا أن تكون قوة أو سلاح الحرس الجمهوري القوة العسكرية الوحيدة الضاربة في الخرطوم، وبالفعل فقد شرعوا في إخراج المدرعات إلي خشم القربة والدمازين.. والمظلات أيضا خطط لترحيلها، وكان من المخطط له أن يصبح سلاح الحرس الجمهوري سلاحاً مكتفياً ذاتياً، به دبابات ومدرعات ووحدة إشارة ووحدة سلاح نقل، وان تكون كل هذه الفروع تحت قيادة أب شيبة.. وبناءا عليه فإننا وإن كنا نريد القيام بحركة شاملة كان بإمكاننا الانتظار شهرا أو شهرين أو أكثر حتى يصبح سلاح الحرس الجمهوري هو الوحيد في الخرطوم، وفي هذه الحال ما كنا لنضطر للقيام بأي اعتقالات أو تأمينات كثيفة أو بيت ضيافة أو أمن قومي نحتجز فيه الناس.

    صف لنا اللحظات التي سبقت لحظة الصفر؟ موقفكم الداخلي والوضع العام في الدولة؟

    كان مقرراً للانقلاب يوم 7 يوليو، وهذا التاريخ أعود للتأكيد من جديد بأن لا علم للجنة المركزية أو الحزب أو أي جهة سياسية أخرى به .. وكان تحديد ساعة الصفر نتيجة لتقديرات موقف عسكري بحت، فقد كانت درجة الاستعداد في القوات المسلحة في ذلك الوقت 50%.. ومع بداية تحرك كتيبة من شندي متجهة إلي الشرق الأوسط ارتفعت درجة الاستعداد ألي 100% ؛ فمن المعروف أنه عند دخول قوة كبيرة إلي المدينة يرتفع استعداد القوات المسلحة وبعد مغادرتها يعود الاستعداد إلي وضعه الطبيعي شيئاً فشيئا. وعند بداية تناقص درجة الاستعداد رأى هاشم العطا بأن الوقت غير مناسب؛ فهاشم لم يكن يرغب في أن يتواجه العساكر بعضهم ببعض وتحدث خسائر كبيرة في صفوفهم ، فتم تأجيل ساعة الصفر إلي يوم 11، إلا أن يوم 11 كان الاستعداد لا يزال عند 50 % ولم يتناقص بسبب هروب عبد الخالق محجوب، والذي أزعجهم جداً للدرجة التي بدءوا فيها باعتقال الكثير من الشيوعيين وتم نقل الكثير من الضباط إلي خارج الخرطوم.

    علي الرغم من أننا كنا ضباطاً مشاركين، إلا أننا لم نكن نعلم بالقائد الحقيقي للانقلاب حتى قبل لحظات من ساعة الصفر. فقبيل وقت قصير من ساعة الصفر قام الشهيد عثمان حاج حسين أب شيبة، وكنا علي مقربة من وقت الانصراف وعربات الترحيل كانت لا تزال مرابضة بالخارج، قام بإصدار أمر لنا بتأخير الجنود قليلاً وأن نتحدث معهم عن الضبط والربط وأي موضوعات أخرى. وكنا قبل ذلك، أي في الشهور التي سبقت الانقلاب قد تلقينا منه تعليمات بأن نتحدث للجنود عن منجزات مايو وما حققته من مكاسب، وأوصانا بأن نتحدث في نهاية حديثنا للجنود عن شيء من العيوب والتراجع عن مبادئ مايو بالارتماء في أحضان المصريين وبيعها لقضايا الوطن.
    وفي هذه الأثناء وصل هاشم العطا إلي "ميز" الحرس الجمهوري واستبدل ملابسه المدنية بالعسكرية وهو نفس الوقت الذي أمرنا فيه أب شيبة بالتجمع في جنينة القصر.. والقوة التي تجمعت في الجنينة كانت تضم ضباط صف يتبعون لتنظيم الضباط الأحرار.. وتنظيم ضباط الصف لم يكن معلوماً لأي جهة حتى الاستخبارات العسكرية لم تكن تعلم بوجودهم، وكانوا يضمون رقباء أوائل ورقباء ورتب أخرى. بعد أن تجمعنا في حديقة القصر، تم تنويرنا من قبل أب شيبة شخصياً قائلاً " نحن في تنظيم الضباط الأحرار قررنا أن نغير النظام بالقوة، بانقلاب، والآن لكم مطلق الحرية.. وكل من لا يرغب في الاشتراك معنا يعلمنا الآن وسنضطر لاعتقاله هنا فقط؛ ولن يصيبه منا أي مكروه.. وكلامي هذا ينطبق علي الضباط وصف الضباط . في حال نجاح الانقلاب فكل الموجودون هنا هم أخوة لنا حتى وان لم يشاركونا الآن. أما وإن فشل، فلن نعمل علي كشف أي منكم وستكونون في أمان " .
    وسألنا بصراحة هل هناك أحد لا يريد الاشتراك معنا؟ فلم يرد احد ووافق الجميع. فأردف قائلاً :" إذا دعوني أبشركم بأن قائد الانقلاب هو الرائد هاشم العطا ".
    وبحكم معرفتنا بهاشم كأحد أشهر ضباط التكتيك في القوات المسلحة، فقد اطمأنينا بأن القيادة ستكون قيادة حقيقة وأن الخطة محكمة. بعد ذلك أخرج أب شيبة ورقة من جيبه وبدأ يقرأ مهام كل ضابط علي حدة.. وترك لكل ضابط حرية اختيار ضباط الصف الذين يود أن يصطحبوه في مهمته. عرضنا علي أب شيبة أن نعتقله تمويهاً وتحسباً لفشل المحاولة الانقلابية. ولأننا كنا نعلم بمكانة أب شيبة لدى النميري، فإننا أردنا أن نؤمن لأنفسنا سنداً قريباً من النميري في حال فشل المحاولة. رفض أب شيبة مقترحنا وقال : "إذا اعتقلتموني فلن يقبل الجنود بالتحرك معكم " . بعد ذلك طلبنا منه أن تصرف لنا الذخيرة من مخزن السلاح. ولا زلت أذكر مقولته حيث قال لنا: " إنتو ما محتاجين لجبخانة، أمشوا ساكت.. ديل نمور من ورق " . وهذا ما حدث بالفعل.. فقد تحركت لتنفيذ المهمة المناطة بي وأنا ضابط أقود فرقة، ولم تكن معي ذخيرة تذكر. فقط ثلاثة طلقات في "الاستيرلنق". وأفراد الفرقة التي كنت أقودها كانوا يحملون بنادق "مارك4" بنادق تشريفة "أبوعشرة" أو أبو ترباس ولم تكن لديهم ذخيرة إطلاقا.

    أذكر فيما أذكر، أن قبل الانقلاب بيوم كان من المفترض أن يقوم المرحوم الشهيد معاوية عبد الحي بتنوير الحرس من الشرطة العسكرية والأمن التابعين لنا والذين كانوا مكلفين بحراسة وحماية منازل أعضاء مجلس قيادة الثورة، بأننا سنأتي لاعتقالهم وأن لا يقاومونا أثناء تنفيذنا لعمليات الاعتقال.. وهذا ما لم يقم به المرحوم معاوية عبد الحي .. فقد تفاجأت وأنا أقوم بتنفيذ مهمتي باعتقال مامون عوض أبو زيد وعمه الرائد فتحي أبو زيد بعدم معرفة حرس المنزل بالانقلاب؛ فاضطررت لاعتقالهم . وكان معي ثمانية ضباط صف هم الرقيب الضي مهدي، والعريف عبد الحفيظ سرور، ووكيل عريف النذير، وخمسة جنود. بعد دخولنا لمنزل مامون عوض أبو زيد تفاجأت بأن الهاتف كان لا زال يعمل وبه حرارة في الوقت الذي كانت العملية قد بدأت، وكان من المفترض أن تكون كل الهواتف مقطوعة! فقمت بالاتصال بالحرس الجمهوري في محاولة مني لتبليغ أب شيبة بعدم وجود مامون عوض أبو زيد أو عمه الرائد فتحي أبو زيد بالمنزل فجاوبني علي الهاتف النقيب محمد خاطر حمودة والذي أطلق سراح النميري عند انتهاء العملية يوم 22، فسألته عن المقدم أب شيبة وطلبت منه أن يقول لأب شيبة إنني لم أجد " الراجل " ، فسألني الراجل منو؟ وهنا علمت انه لم يكن يعلم أو ينور بالانقلاب من أب شيبة؛ فقفلت الخط. اتضح لي فيما بعد بأن الضابط الذي كان مكلفاً بقطع خطوط الهاتف زهير قاسم لم يكن يعلم بوجود كبانية الخرطوم جنوب الواقعة بالقرب من مدرسة الأم واكتفي بقطع... وأذكر أن بعض منسوبي الأمن القومي كانوا متواجدين في المكان فسألوني عما يحدث فأجبتهم بأنه انقلاب؛ فعرضوا علي الانضمام للانقلاب، فوافقت علي الفور واصطحبتهم إلي الحرس الجمهوري.. وكانت معهم عربة بها جهاز إرسال لاسلكي استخدمناه في عمليات الاتصال . قبل أن أغادر المنطقة التي كان يوجد فيها منزل مامون أبو زيد، جاءني عبد العظيم عوض سرور وأخبرني بأن مجلس قيادة الثورة مجتمع في هذه الأثناء في منزل النميري وأن الاجتماع يضم أحمد جبارة.. وأخبرني أيضا بأن زين العابدين محمد احمد عبد القادر سيأتي اليوم من مرسى مطروح لينور الاجتماع بنتائج زيارته لمصر بخصوص خطوات الوحدة مع مصر. زين العابدين لم يكن مكتوباً في قائمة الاعتقالات لكبار القادة، وخالد حسن عباس أيضا بسبب تواجده في موسكو. الرائد أبو القاسم أحمد إبراهيم كان من المفترض أن يعتقله عبد العظيم احمد سرور. الملازم فيصل مصطفى كلف باعتقال أبو القاسم هاشم، أما الرائد مامون عوض أبو زيد فكنت أنا مكلفاً باعتقاله ولم أجده في منزله كما سبق وذكرت.. أما جعفر نميري فكان من المفترض أن يعتقله أحمد جبارة مختار.
    عند دخول هاشم العطا إلي القيادة العامة، وجد الباقر رئيس هيئة الأركان، الذي كان مداوماً في مكتبه كالعادة. فأمر هاشم بأن يصطحبه بعض من جنودنا ليوصلوه إلي منزله حتى لا تعترضه نقاط التأمين. وهذه حادثة تدل علي أننا لم نعتقل حتى رئيس هيئة الأركان والذين اعتقلناهم هم من كانوا يدينون بالولاء لنظام مايو من رتب صغيرة.. ملازمين وملازمين أوائل ورقباء.. وبعض الرتب الكبيرة مثل سعد بحر، وسيد المبارك، واورتشي، الذي اعتقل تحديداً يوم 21 ولم يكن مخططاً لاعتقاله، إلا أننا رصدنا اجتماعات لهم في منطقة أمبدة، وتحركات أخري اضطرتنا لاعتقالهم .

    اذكر وأثناء ما كنت في مكتب أب شيبة جاء صلاح عبد العال وطلب مني" طبنجتي "وقال بأنه يريد الذهاب إلي المنطقة الغربية، إلا أن أب شيبة منعه من الذهاب إلي المنطقة الغربية وقال له نحن نحتاجك هنا.. وأكد له بأنه أرسل العميد حسن إدريس سعيد ليعاون ود الزين في المنطقة الغربية. واذكر أيضا أن مامون عوض أبو زيد حاول كل جهده من أجل أن يقنع النميري بأن صلاح عبد العال كان جزءاً من الانقلاب.. وتعرضت أنا شخصياً، ومعي عوض عبد الكريم سرور لأنواع مختلفة من الإغراءات لكي نشي بصلاح عبد العال . فقد أخذونا إلي سلاح المهندسين وقالوا لنا بأننا لا زلنا صغاراً وتنتظرنا حياة طويلة ومستقبل كبير فقط علينا أن نخبرهم إذا ما رأينا صلاح عبد العال في القصر في الثلاثة أيام التي سيطرنا فيها علي القصر. أكدت لهم بأنني لا أعرف صلاح عبد العال فاستنكر مامون أبو زيد ذلك وقال لي كيف لا تعرف صلاح عبد العال وقد كنت تعمل في الحرس الجمهوري، وهو كان الأمين العام لمجلس الثورة؟ فأجبته بأن الأمانة العامة تقع في القصر الجمهوري، بينما عملي كان في مباني الحرس الجمهوري فسألني إذا كان بإمكاني أن أتعرف علي الضباط الذين تواجدوا في القصر أثناء الثلاثة أيام التي استولينا فيها عليه في حال عرضوا أمامي ؟ فأجبته بالإيجاب. فأدخلني إلي غرفة بها نافذة شفافة وقال لي بأنه سيأتي لي بصلاح عبد العال، وإذا كنت قد رأيته أشير له بالإيجاب وإذا لم أراه أشير له بالنفي . دخل صلاح عبد العال ومعه ميرغني حبيب ومامون نفسه.. فأشار لي مامون عوض أبو زيد باتجاه صلاح عبد العال مبروك فهززت رأسي نافياً. أي أنني لم أره في القصر. فقال لي مامون أبو زيد : " انته ابن ###### " وأمر بأخذنا إلي الشجرة في سلاح المهندسين .

    أورد يوسف الشريف في كتابه (السودان وأهل السودان ،أسرار السياسة وخفايا المجتمع) وجود ضابط غامض ومجهول في مكتب أب شيبة واختلفت الروايات حول من يكون فهل لديك معلومة من كان ؟
    قطعاً لم يكن هاشم العطا كما يعتقد البعض.. فسبق أن ذكرت لك أن هاشم وصل الميز وبصحبته صلاح بشير عبد الرحمن، وأحمد الحسن الحسين. ولصلاح قصة أود أن تقف علي تفاصيلها: فقد زاملته في جبيت أثناء قيامه بأداء دورة أو كورس قادة الفصائل 30. وصلتنا برقية تفيد برفده وهو كان في طابور الخلاء، وعند عودته تبرع الرائد محمد عمر إبراهيم العوض بإخباره بنزوله من الجيش فسأله :"هل كنت في تنظيم الضباط الأحرار؟ فرد عليه صلاح لماذا تسأل؟ شالوني يعني؟ فأجابه محمد عمر إبراهيم بنعم فاقر صلاح بانتمائه للتنظيم. وعندما سأله الرائد محمد عمر عن الكيفية التي كشف بها فأجاب بأنه وأحمد الحسين حاولوا تجنيد ضابط فني يدعى هاشم، إلا أنه ابلغ قائد المدرعات احمد عبد الحليم. ونقل احمد عبد الحليم الخبر إلي قيادة مايو وفصل الأثنان معا من القوات المسلحة. علي الرغم من فصلهما من القوات المسلحة، إلا أن علاقتنا بهم لم تنقطع.. واتينا بهم في الانقلاب.. وكان من المهام التي أوكلت لصلاح بشير أن يعاون صلاح السماني الكردي في الاستيلاء علي منطقة غرب أم درمان، حيث كانت ترابض سرية تابعة لنا هناك.. ومن ثم يتحركوا لاستلام كتيبة جعفر.
    وبالفعل نفذ صلاح بشير مهمته بنجاح، واحتل كتيبة جعفر وكان من المعروف أنه أفضل مدفعجي في الجيش السوداني. أما أحمد حسين، فقد تحرك بصحبة هاشم العطا لاحتلال القيادة، ومن هناك أفردت له قوة ومعه معاوية عبد الحي، نجحت في احتلال اللواء الأول مظلات في شمبات، ومن ثم تحركوا من المظلات ومعهم الملازم أول هاشم المبارك من الدفعة19 لاحتلال الإذاعة، ونجحوا فعلاً في احتلالها. وبذلك فقد سيطرنا علي الإذاعة، اللواء الأول مظلات، القيادة العامة.. وكتيبة جعفر في أم درمان معتقلة ، اللواء الثاني في الشجرة معتقل ، ومطار الخرطوم احتله في اليوم الثاني خالد الكد. وأذكر أن خالد الكد وبعد نجاح الانقلاب استفسر هاشم العطا عن الرتبة التي يجب عليه أن يرتديها؛ فسأله هاشم العطا عن الرتبة التي أنزل بها من الجيش فأجاب ملازم أول.. فأمره بأن يلبس ملازم أول كما كان، علي الرغم من أن دفعته وصلوا إلي رواد.
                  

05-18-2012, 06:40 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    3
    الملازم مدني علي مدني
    لا زال الغموض يلف أحداث بيت الضيافة فهل ...... مقاطعاً

    أنا الذي أتحدث معك، كنت المتهم الثالث في أحداث بيت الضيافة، المتهم الأول كان أحمد جبارة مختار، والثاني أحمد عبد الرحمن الحردلو، والثالث مدني علي مدني مالك.
    بعد الارتداد ودخولنا المعتقل، جاءني مختار زين العابدين، وسيف الدين عبد الرحمن النعيم (سيد حطب).. وبحكم معاملتي الطيبة لهم خلال فترة احتجازنا لهم في بيت الضيافة، عرضوا علي مساعدتي تقديراً لمعاملتي الطيبة لهم. وفي بيت الضيافة وعندما كنت نبطشياً هناك، جاءتني تعليمات بنقل بعض الضباط من الرتب الصغيرة من قصر الضيافة إلي الأمن القومي بسبب الزحام واكتظاظ المكان، فبادرت بإخراج مختار زين العابدين وسيف الدين عبد الرحمن. وأذكر أن أحمد جبارة كان بينه وبين مختار عداء قديم.. وبدأ أحمد جبارة في أعطاء الأوامر لهم بالاصطفاف " وشغلهم صفا وانتباه صفا وانتباه" ، فاعترضت عليه وقلت له : " يا أحمد في ضباط هنا أقدم منك، وأنت ملازم لا يمكن أن تعطي تعليمات لأحمد مختار وكان ملازما أول".

    من كان في حراسة المعتقلين في بيت الضيافة خلال الثلاثة أيام.. وحدد لنا اليوم الذي نقلتم فيه بعض المعتقلين إلي الأمن القومي ؟

    الحرس الأول للمعتقلين في بيت الضيافة في أول أيام الانقلاب أي يوم 19 هو فيصل محجوب محمد علي كبلو.. وأنا استبدلت فيصل صباح يوم 21 .

    بكم تقدر عدد المعتقلين في بيت الضيافة، وهل فعلاً كان هناك اكتظاظ كبير؟

    لم يكن هناك اكتظاظ ، المبنى كان عبارة عن غرفتين وصالة مجهزة بشكل جيد، وكنا نراعي بعض الظروف الإنسانية.. فمثلاً سيد احمد الحردلو الحمودي كان يعاني من "ديسك" في ظهره.. فجلبنا له سرير مريح . وبحكم عملي في القوات المحمولة جواً قبل أن أنقل إلي الحرس الجمهوري، فقد كنت أعرف جميع المعتقلين، وفيهم الكثير ممن زاملوني ، وكنت أجلب لهم بعض الحاجيات الخاصة من منازلهم إن اقتضى الأمر.. فجبت لبعضهم كتباً وأغراضاً خاصة.. وكنت أجلب لهم صحيفة القوات المسلحة، والتي كانت الصحيفة الوحيدة التي تصدر في تلك الفترة.. وأسمح لهم بقراءتها.. وكنا نجلب لهم الأكل من فندق السودان.. وشهد بذلك في المحكمة طباخ الفندق، ويدعى ماهر البصيلي. وعند حضور الأكل، كنت أداعبهم بأنني سآكل معهم حتى لا يظنوا بأننا وضعنا سماً في الأكل! وكنت آكل معهم فعلاً.. وكنت أخاطب الرتب الأعلى مني دائماً باحترام.. ولا أناديهم إلا بسيادتك وسعادتك.. كما وسمحت لذويهم بإدخال" الحجبات" وأشياء أخري.. وكنت أداوم علي طمأنة المعتقلين وذويهم بأننا زملاء وأخوان.. ولم أكن أتوقع أن يضرب عليهم رصاص أو أن يموت أحد منهم.. وسمحت لهم بالاستماع للراديو وسماع بيان هاشم العطا الأول. وكل تلك الأمور كانت ممنوعة إلا أنني كنت أسمح لهم بها كزملاء. كان من المفترض أن يأخذ مكاني في بيت الضيافة يوم 21 صباحا الحردلو؛ إلا أنه أتاني وقال لي بأنه سيتأخر لأنه يريد أن يستمع لخطاب هاشم .

    أثناء خدمتك في بيت الضيافة، ممن كنت تأخذ تعليماتك المباشرة فيما يختص بالمعتقلين؟

    كل شيء كنت أتحكم فيه أنا لوحدي، ولم أكن أتصل بأي شخص ولا أحد يوجهني.

    إذاً.. أروي لما كيف اتهمت في أحداث بيت الضيافة؟

    بعد انتهاء الأحداث تم توجيه التهمة لي، وأنا لم أسمع بما حدث في بيت الضيافة إلا بعد أن دخلت المعتقل، ولم تكن لي أدني فكرة عما حدث هناك. وجاءوا بأربعة شهود هم: أحمد إبراهيم، والذي أعدم، وقالوا إنه سفاح بيت الضيافة.. وكانوا قد وجدوه في بيت الضيافة.. أو هكذا قالوا.. وكان تابعاً للهجانة. وكان له زميل اسمه احمد الدبيك، والذي قتلوه في بيت الضيافة عندما حاول الاحتماء بالحائط من الرصاص.

    أروي لنا مشاهداتك من داخل القصر الجمهوري للحظات التي سبقت الهجوم المضاد في يوم 22 يوليو ؟

    قبل ذلك هناك جزئية مهمة تتمثل في أن سلاح الطيران طلب أن تتدخل الطائرات لتمنع الدبابات من التقدم باتجاه القصر، وأنا من أجبت علي الاتصال الذي وردنا من سلاح الطيران.. وتحدثت إلي أب شيبة ونقلت له ما قالوه.. فأخذ أب شيبة سماعة الهاتف وتحدث مع القاعدة الجوية، واتصل لاحقاً بهاشم العطا عارضاً عليه الأمر فأجاب هاشم العطا : " البيان الأرعن الذي يذاع في الخارج والذي يدعو الجماهير للخروج لحماية ثورتهم حمل المدنيين للخروج اعتلاء الدبابات ظناً منهم أنها دبابات لحمايتنا وليس العكس؛ والدبابات مليئة الآن بالمدنيين والطائرة سلاح منطقة لا يفرق بين المدني والعسكري، ولا مجال لاستخدام الطائرات، وعلينا أن نتحمل مسئولياتنا لوحدنا".

    كيف تقطع بأن المدنيين الذين اعتلوا ظهور الدبابات كانوا من المؤيدين للانقلاب ولم يكونوا من مؤيدي مايو؟

    كانت هناك رايات حمراء يحملها شيوعيون ولم يكونوا من مؤيدي مايو هذا مؤكد.

    إذا كنتم تعلمون بتحرك الدبابات قبل وقت كافي من تحركها؟

    نعم.. علمنا ومنذ وقت مبكر بالتحرك الارتدادي، إلا أننا لم نكن نملك "م.د".. ودانات (الآر بي جي ) التي أخذناها من سلاح المظلات، عندما حاولنا استخدامها لإيقاف زحف الدبابات باتجاهنا، وجدناها ذخيرة تعليمية وليست محشوة بالبارود.. والضباط الذين كانوا مدربين علي استخدامها أنا، وفيصل مصطفي، وعلي ازرق.
    بعد ذلك وجدنا أنفسنا بدون سلاح ذخيرة ثقيلة.. فأصبح السلاح الثقيل في أيدينا كالعصي.. ولم نستطع التعامل مع الدبابات المدرعة T55 .. وكنا نملك دبابة T55 واحدة فقط استولينا عليها من كتيبة جعفر في أم درمان. وعندما حاولت الدبابة هذه الانضمام لنا في القصر الجمهوري، قام مبارك فريجون ( وكان معنا ) بضرب برجها، فعطل الدائرة الكهربية، والتي تعمل علي إدارة البرج 360 درجة أتوماتيكياً، فأصبحت إدارة البرج أوتوماتيكياً مستحيلة، وإدارته يدوياً أيضا مستحيلة. وكان صلاح بشير يقود الـT55 والتي ضربها فريجون. وقام فريجون باعتقال صلاح بشير، والذي ضربه عريف من سلاح المهندسين بطلق من بندقية خرطوش لا زالت شظاياها إلي يومنا هذا موجودة في "طايوقه" إذا أخرجت سيصاب بشلل كامل.

    كان من واجبنا الأساسي أن نحاول الفصل بين المشاة والدبابات، لأن الدبابة لوحدها لا تستطيع أن تحقق تقدم عسكري؛ فهي لها ذخيرة محدودة، ولا أحد يستطيع الخروج منها في لحظة الاشتباك.

    تواجدت داخل القصر الجمهوري في تلك اللحظات، فما هي مشاهداتك وأنت شاهد علي الحدث ومشارك فيه؟

    قبل أن أجاوب علي هذا السؤال، هناك حدث في غاية الأهمية أريد أن تقف عليه ويقف عليه الناس.
    قبل الانقلاب بشهر تقريباً كنت ضابط استعداد في الحرس الجمهوري، فجاءني المقدم الشهيد عثمان حاج حسين أب شيبة وقال لي : " ناس الاستخبارات إما أن يستدعوك، وإما أن يأتوا لك بشخص مهم لتتحفظ عليه. وأمرني بأن أخلي المكتب من كل شيء وأن أجعله حائطاً وأرضية فقط، وأن أعين حارسين (صنف) مسلحين. وفي حوالي الساعة الثانية ليلاً جاءني العقيد كمال أبشر يس -عليه رحمة الله- وكان قائد الاستخبارات ويقود معه شخصاً كامل الهندام ببدلة (full suit).. ولم أتعرف عليه وتحفظت عليه في المكتب الخالي بحسب التعليمات. جاءني أحمد جبارة.. فاستفسرت منه عن شخصية المتحفظ عليه، وبعد أن رآه قال لي أنه العميد مزمل سليمان غندور _ وكنت اسمع به كقائد عظيم وكبير له مكانته في الجيش.. وكان قائد النميري في جبيت.
    وعندما عزم النميري علي تنفيذ الانقلاب المايوي، كذب عليه وادعى بأنه ذاهب للخرطوم لظروف تتعلق بمرض زوجته.. وجاء النميري للخرطوم ونفذ انقلابه. وكنت من المعجبين بمؤلفه، أو بالكتاب الذي كتبه (الوجيز في قانون الأحكام العسكرية). عاملته معاملة جيدة، وأعلمت أب شيبة بشخصيته.. فأوصاني بأن أجلب له سرير وأغراض خاصة كثيرة. وأب شيبة كان رجلاً إنسانا. وبعد ذلك سمحت لمزمل بالخروج والدخول. وطلب مني أن اتصل بأسرته وأن اسمح لهم بزيارته فرتبت سراً زيارة لزوجته وابنه الصغير، وكان يطلب مني أن آتيه بـ (حمبك شجر النيم).. وكان يستخدمه في التسبيح.. فعرضت عليه أن آتيه بمسبحة.. ففضل الحمبك!

    هل تعلم شيء عن الأسباب التي دفعت النميري لاعتقال مزمل غندور؟

    بداية لم أكن أعلم بسبب اعتقاله، وبعد نجاح الانقلاب كان لا يزال معتقلاً عندنا في الحرس الجمهوري.. وبعد علم مزمل بنجاح انقلابنا طلب مني أن أنادي له أب شيبة ليهنئه بنجاح الانقلاب ويخبره بأنه يريد أن يقابل هاشم العطا ليهنئه ويبارك له أيضاً. فتحدثت إلي أب شيبة وتحدث أب شيبة بدوره لهاشم العطا مستفسراً حول إمكانية إطلاق سراح مزمل غندور والاستفادة منه. إلا أن هاشم قال بان مزمل غندور ومعه بعض الناس قالوا "إنهم سيضعوا أعضاء مجلس الثورة في جوالات ويطلقوا عليهم النار في فتاشة" ، ولذلك فضل هاشم الانتظار لحين التحقق من هذا الكلام. ومن ثم فلا مانع من إطلاق سراحه. شاءت الظروف أننا انشغلنا بتداعيات الأمور ليظل مزمل غندور معتقلاً لغاية يوم ..22 وأذكر أن أفراد الاستخبارات العسكرية التابعين لمايو، وبعد أن أحسوا بالمعاملة الطيبة التي كنا نعاملها لمزمل، جاءوا بقفل خاص بهم واحتفظوا بالمفتاح لديهم.



    نعود لمسألة مشاهداتك قبيل وأثناء اقتحام الدبابات للقصر؟

    كما ذكرت لك كان من واجبنا الفصل بين المشاة والدبابات.. وبعد رفض هاشم العطا لتدخل الطيران وضرب الدبابات قبل دخولها إلي وسط الخرطوم ، وعدم وجود ذخيرة أو سلاح مضاد للدروع بأيدينا كما أسلفت، بسبب كل ذلك، كانت إستراتيجيتنا تتلخص في الاحتماء من نيران الدبابات، وتركها تستنزف ذخيرتها. المشكلة الحقيقية في تقديري، كانت تتمثل في الذين آثروا الهرب والتراجع لأنهم لم يكن لهم الدافع المتوفر لنا.. فتشكيلاتنا الداخلية كانت تتكون من كتيبة الحرس الجمهوري وبعض المساندين لنا من الشرطة العسكرية وجزء من سلاح الذخيرة في الشجرة.. ولم يكونوا علي نفس الدرجة من التدريب القتالي الذي يتمتع به أفراد الحرس الجمهوري.. والكثير منهم هربوا قبل وصول الدباباتT55 . وتبقي أفراد الحرس الجمهوري وبعض أفراد المدرعات، اللواء الأول.
    وهرب الكثيرون ممن لم تكن لهم علاقة بنا؛ إلا أن الرقيب أول محمد سليمان قاوم مقاومة عظيمة من داخل مدرعته (صلاح الدين)، وكان يعلم بأنها لن تصمد أمام الـ T55، إلا انه قاوم ببسالة حتى دمرت مدرعته.. وحكم عليه فيما بعد بـ 14 سنة سجناً، علي الرغم من أنه لم يكن منتمياً لتنظيم الضباط الأحرار. البعض ممن قاتل معنا كان طامعا في الترقيات فقط. فمثلاً جاءني اثنان من ضباط الصف يقودون مدرعة "سكوت"، وأعطوني أسماءهم مكتوبة في ورقة، وقالوا لي : "بعدين ما تنسونا يا سيادتك".. قمت بتمزيق الورقة بعد ذهابهم لعلمي المسبق بأن لا ترقيات استثنائية، وأننا سنحتفظ برتبنا العادية علي الرغم من قيامنا وإشرافنا علي الانقلاب. وطلبت منهم التسلل إلي شارع الجامعة وموافاتي بعدد الدبابات المتمركزة هناك أو المتحركة باتجاهنا. وعند عودتهم، وجهوا مدفع مدرعتهم باتجاهي، وأطلقوا النار باتجاهي. ولم تصبني طلقاتهم بفضل الرقيب محمد عبد الله مرجي الذي نبهني إلي النيران.. وعندها انطلقوا بمدرعتهم إلى شارع النيل مفضلين الانضمام لدبابات الهجوم المضاد . وبعد اعتقالنا جاءني احدهم وطلب مني الورقة التي دونوا فيها أسماءهم فقلت له بأنني مزقتها مباشرة بعد مغادرتهم لي.. وطمأنتهم بأن لا أحد يريد توريطهم ، ولن تذكر أسماؤهم.

    نتيجة للقصف الكثيف الذي مارسته الدبابات علي القصر، أصابت إحدى القذائف أحد الجنود ويدعى الزين الطيب، وشطرت صدره إلي نصفين، لتخرج "مصارينه" من خلال صدره، والرقيب عثمان إدريس قتل أيضا ولم يكن مشتركا في أي أحداث، ولم يكن عسكرياً مقاتلاً في الأساس، بل كان مسئولا من (التعاون). وبعد أن قتلوهم سحبوهم إلي بيت الضيافة، وادعوا أنهم من شهداء بيت الضيافة؛ ونحن نعلم أنهم قتلوا في القصر الجمهوري. وأيضا هناك الرقيب أحمد الدبيك، والذي قتل في بيت الضيافة لحظة اقتحام الدبابات.. وسحب أيضا إلي داخل بيت الضيافة، وادعوا أيضا أنه من شهداء بيت الضيافة، وادعوا أنهم تعرضوا لإطلاق نار من الدبيك ومن معه.. وهذا غير صحيح.. فالدبيك أطلق عليه النار وهو في الحائط محاولاً الاحتماء من نيرانهم، ولم يكن يطلق النار.
    هناك مسألة مهمة قد لا ينتبه لها الناس كثيراً في موضوع بيت الضيافة، فقد أثبتت الفحوصات التي أجريت علي جثامين الضحايا أن نوع الذخيرة التي أطلقت عليهم هي من النوع (حارق خارق) وهذا النوع من الذخيرة لم يكن متوفر لنا.. فقد كانت لدينا مدرعات (صلاح الدين)، والتي لم يكن فيها سوى مدفع 100 طلقة، بالإضافة إلي أسلحة كلاشينكوف، وجيم ثري، واستيرلينق، والطبنجات. أما الجبخانة (الحارق خارق) فهي عادة تتوفر في الدبابات T55، وهي التي استخدمها المايويون في هجومهم علي القصر، أو بيت الضيافة، أو مناطق أخري.
    وأنا لدي قناعة راسخة بأن الهجوم الارتدادي يوم 22 لم يكن لتخليص النميري، أو إرجاع السلطة المايوية؛ بدليل أن القصف الذي مارسته الدبابات علي القصر كان يستهدف الجزء الذي كنا نتحفظ فيه علي النميري، للدرجة التي تضررت بشكل كبير حوائط القصر الجمهوري.. ولو لم يكن البناء قوياً، لتهدمت الحوائط علي النميري ومن معه. وهناك إشارات تعظم الشك بأن هناك أطرافاً كانت تعمل بهدف القضاء علي النميري نفسه. واتضح لنا فيما بعد أن يوم 22 كان يضم أكثر من محاولة انقلابية _ فصلاح عبد العال مبروك كان له انقلاب ومعه أبو الدهب، والدليل علي ذلك أن أبو الدهب وضعه المايويون في الاستيداع (التحفظ) ولم يظهر إلا في الاجتماع التأسيسي للاتحاد الاشتراكي.

    حاول مامون عوض أبو زيد بكل ما أوتي من نفوذ وقوة أن يساومنا أنا وعبد العظيم عوض سرور لكي نقول بأن صلاح عبد العال كان يأتي إلي القصر في فترة الثلاث أيام التي استولينا فيها علي القصر الجمهوري.. وكنا نعلم بأنه يرغب في التخلص منه.. ولم نعطه الفرصة لذلك. وعلمت مؤخراً بأن صلاح عبد العال هو من استولى علي الإذاعة، إلا أن أحد أفرادنا في الإذاعة، ويدعى أحمد عثمان، قام باعتقاله وسلمه لمستجد كان ينادى ب(حريقة).. وأمر حريقة بأن لا يتحرك صلاح عبد العال من أمامه حتى يرى "صفق الشجر يتحته من هدير الدبابات" . وبعد ذلك ركب أحمد عثمان العربة (الفلوكسواجن) التي كان يستغلها صلاح عبد العال نفسه، وتوجه إلى اللواء الأول مظلات وسلم نفسه هناك. من المعروف لدينا أيضاً أن صلاح عبد العال وأبو الدهب كان لهم انقلاب أيضا. وأيضا المجموعة التي جاءت لاحقاً واشتركت مع حسن قصيصة، وهم: حماد الأحيمر وغيره.. وكان لهم طموح السيطرة علي البلاد بدليل البيان الذي وجد في جيب أحدهم ويسمى أبو القاسم، وعين فيه نفسه رئيساً لمجلس الثورة، لأنه كانت له شهادة وسطى ! والرقيب أول حماد الأحيمر، والذي اشترك في قصف القصر الجمهوري، وهو الذي دمر البوابة الجنوبية، وهو نفسه الذي كان يوجه نيرانه باتجاه الجزء الذي كان يتواجد به النميري ومن معه.

    عين أب شيبة النقيب محمد خاطر حمودة حرساً علي النميري ومن معه، وكان نقيباً في الحرس الجمهوري. وأذكر أننا اعترضنا علي الخطوة التي قام بها أب شيبة باعتبار أن خاطر لا يؤمن جانبه، وليس جزءاً من التنظيم ، إلا أن أب شيبة قال: "خاطر هذا ########، وقدام عيني ما بيقدر يعمل حاجة" .وأضاف بأن نميري ومن معه لا يحتاجون لحراسة بل مجرد إشراف. وخاطر ومن أجل أن يؤمن جانبه، وهو لم يكن مشتركاً معنا في الأساس، قام بفتح الأبواب وأخرج النميري والذي خرج بنفسه ولم يكترث لزملائه والذين كانوا لا يزالوا في أيدينا.. وخاطر كان يجر النميري من جلبابه محاولاً إخراجه من القصر.. ونميري كان يصرخ فيه قائلاً : " فك ..فك".
    نميري خرج عبر البوابة الغربية، ولم يحدث إطلاقا أن قاوم النميري تسعة من حراسه كما يشاع، ولم يقفز فوق السور وكل تلك الأشياء هي مجرد أكاذيب لا أساس لها. وحتى ما يقال عن مقابلته لسيد خليفة وخروجه معه من القصر.. كل تلك الروايات هي عارية من الصحة.. فالطريق القريب من القصر في تلك اللحظات لم يكن ممكنا أن يمر به حتى العسكريون بسبب الذخيرة الحية، ناهيك عن المدنيين.
    بعد خروج النميري، وصل إلي منطقة وزارة شؤون الخدمة والإصلاح الإداري.. ووجد هناك دبابة استغلها وأرتدى الزي العسكري خاصة الرقيب أول الذي كان يقود الدبابة.. وتوجه مباشرة إلي الشجرة. وزملاؤه الذين كانوا لا يزالوا في القصر أخرجهم العساكر.. ولم يكترث النميري لهم ولا لمصيرهم من ورائه " هرب برقبتوا فقط ".

    هل تستطيع أن تقدر عدد الضحايا من الجانبين في ذلك اليوم؟

    لم يمت منا أناس كثيرون، وذلك بسبب أن تلسكوبات الدبابات لم تكن مضبوطة (مدافع غير منسقة).. وذلك يؤكد أنهم أخرجوا الدبابات بعشوائية كبيرة. والدليل على ذلك، أن أول قذيفة أطلقوها كانت قذيفة خاطئة تسببت في مقتل ملازم من نفس الدفعة التي انتمي لها يسمى محمد الحسن ساتي، وكان (نبطشيا)ً في ذلك اليوم في سلاح المدرعات في الشجرة.. ولكنهم سحبوه أيضا من سلاح المدرعات بالشجرة حتى بيت الضيافة، وادعوا أيضاً أنه قتل في بيت الضيافة.. واعتبروه من شهداء بيت الضيافة. ومحمد الحسن ساتي لم يكن منتمياً لأي جهة، بل كان يؤدي واجبه كنبطشي فقط. وقتل منا أيضا عثمان إدريس والرقيب ساعد عبد الله ساعد.

    أثناء قصفهم لمباني القصر كانت هناك مقاومة شرسة من جانبنا فاعتقدوا أن لواءاً كاملاً موجود في داخل القصر في الوقت الذي كنا فيه أقلية.

    كم كان عددكم في داخل القصر؟

    في حدود الثلاثين، وذلك بعد هروب أعداد من منتسبي الشرطة العسكرية وغير المنتمين لنا.

    نميري كان بين أيديكم وجميع قادة نظامه، فلماذا لم تساوموا؟ أو ساومتوا؟

    ما تفضلت به يؤكد وينفي عدم مسئوليتنا عن أحداث بيت الضيافة، أو أحداث الأمن القومي، أو أية أحداث أخرى.. فـ "الدبيب ما بيكتلو إلا من راسو" .. هناك أسئلة منطقية وعقلية يجب أن يسأل كل منا نفسه، فلماذا نذهب أبعد من 15 كيلو إلى بيت الضيافة لنرتكب مجزرة حسب زعمهم في الوقت الذي نسيطر فيه علي رأس الدولة وكبار القادة في النظام؟ ولماذا نعطي تعليمات بقتل ملازمين صغار في الأمن القومي خلف المطار ونترك رأس الحية ؟!! . إذا كنا دمويين كما يدعون، فهل كنا سنحتفظ بكل هؤلاء القادة لمدة ثلاثة أيام ؟!! " عايزين نسمنم ؟"! فكان بإمكاننا ومنذ اليوم الأول أن ننتهي من أمرهم إن أردنا، وإذا رجعت إلي تاريخ الانقلابات العسكرية لمنقستو هيلامريم ومنعدوب وتفرفينتي فكل هؤلاء وفي خمسة دقائق قتلوا ما يعادل ثلاثة حكومات وهذا ما لم نرده وحاولنا تجنبه .

    إذا تنفي أي علاقة لكم بأحداث بيت الضيافة ومقتل الملازمين بالأمن الوطني؟

    نحن لم نقتل أحداً في بيت الضيافة، ولم نعطي تعليمات بضرب أي شخص في القصر الجمهوري أو الأمن القومي . وكل الذين تشدقوا بأنهم ساهموا في إعادة مايو للحكم وتحدثوا عن بطولات وهمية وورقية من أمثال صديق عبد العزيز وغيره. كل هؤلاء لم يكن ليجرءوا علي الاقتراب من القصر الجمهوري.. وكل ما قالوه لا يخرج عن كونه أكاذيب وخزعبلات. والذين تجرءوا ودخلوا القصر كانوا اثنين فقط أولهم المقدم يعقوب إسماعيل، (والذي تمرد فيما بعد في جبال النوبة)، وكان عائدا من موسكو مستقلا عربة بولمان مكتوب عليها (خدمات جامعة الخرطوم)، وهي واحدة من العربات التي صادرها المايويون من جامعة الخرطوم بعد أحداث الشغب. كما وحاول الدخول الملازم آدم الريح، واعتقله قسم الخالق؛ وكان في الداخلية، وسلم نفسه هناك ومعه احمد الحسين الحسن.

    حسن العماس في إفاداته قال: بأن أحمد جبارة والحردلو هم من قتلوا وصفوا الضباط في بيت الضيافة فماذا تقول في ذلك؟

    وأين كان العماس نفسه؟ العماس كان في الأمن القومي فكيف رآهم؟ وبالمناسبة العماس لم يكن عضواً في تنظيم الضباط الأحرار.. ولم يشترك معنا في التنفيذ منذ البداية. جاء ليلاً بصحبة الحردلو، وبعد نجاح الانقلاب، مستغلين طائرة من القضارف. عرض أن يتعاون معنا، وهو صديق للحردلو ودفعته في القوات المسلحة. وتوجه إلي الأمن القومي، وعين هناك كحرس علي المعتقلين الذين رحلوا من بيت الضيافة.. وهذا هو دوره في الانقلاب وليس أكثر.

    ما هي الغاية من تحريك بعض المعتقلين من بيت الضيافة إلي الأمن القومي؟

    عند زيارة عبد القادر الهاموش لبيت الضيافة اشتكى له بعض كبار الضباط من اكتظاظ المكان.

    ولكنك أكدت لي أن المكان لم يكن مكتظاً!؟

    بعد أن اضطررنا لجلب سرائر، أصبح المكان ضيقاً.. وبعض الرتب الكبيرة كانت تعاني من آلام في الظهر، فاضطررنا أن نحضر لهم سرر واسعة، كسيد احمد الحمودي، وسعد بحر. وأمرني الهاموش بأن أدون الاحتياجات التي يحتاجها المعتقلون، وأن أجلبها لهم من منازلهم. وبعد أن جمعت الأوراق التي كتبوها وجدت شيئا غريباً لفت نظري، وهو مطالبتهم بملابس عسكرية نظيفة.. ولم أر مبرراً منطقياً لطلبهم هذا سوى معرفتهم بأن شيئاً ما سيحدث.. وكنا قد اعتقلنا أورتشي يوم 21 ليلاً.. ويبدو لي انه كان يعلم وجود خطة ما للارتداد علينا.. والرشيد نور الدين أيضا، وحملت شكي هذا إلى أب شيبة بعد أن كنا قد رصدنا اجتماعات لمايويين في منطقة أمبدة.. وبعد أن عرضت مخاوفي علي أب شيبة جاوبني قائلاً : " انتو شفقانين ساكت والعملية مقلقه بيكم لأنكم انتو النفذتوها، علي كل حال امشي الآن أخد راحتك عشان بعد الساعة 2 بالليل حتاخد نميري وبعض الرتب الكبيرة وتوديهم مكان حنوريك ليهو بعدين" ، وبالفعل خلدت للنوم وأيقظني الرقيب محمد فضل الله مرجي وقال لي: " في صوت ضرب دبابات.. والقائد عايزك في المكتب" واشتدت المواجهات بعد ذلك.

    قلت أن أحمد جبارة تعود علي معاملة بعض المعتقلين بقسوة في بيت الضيافة، وأنه كان له عداوات شخصية مع بعضهم ، فهل يمكن أن يكون قد شارك فعلاً في أي أحداث عنف ؟

    أحمد جبارة كان شرساً بطبعه منذ أيام الكلية، ولكن ما استبعده أن يكون أحمد جبارة مشاركا في أحداث بيت الضيافة بسبب أن أحمد جبارة اعتقل من أمام القصر الجمهوري، وسلم نفسه للمقدم يعقوب إسماعيل، ومعه النقيب محمد أحمد المحجوب، ومعه بعض ضباط الصف.. وكان ذلك عند الساعة الرابعة أو الرابعة والنصف. ولو أن أحمد جبارة نفذ (أحداث بيت الضيافة)، فكان من باب أولى أن يخرج منها إلى الأمن القومي و"يتم الناقصه"، وإذا افترضنا أن هناك أشخاصاً دخلوا إلي بيت الضيافة ونفذوا العملية، فكان عليهم أن يتأكدوا من مقتل كل شخص علي حدة.. وهذا ما لم يحدث. ويؤكد فرضيتي بأن الرصاص الذي أطلق علي المعتقلين كان يأتي من خارج بيت الضيافة بشكل عشوائي.. وما ذكرته من التحليل الذي أجري للجثث وأكد نوعية الذخيرة (حارق خارق) التي وجدت في الجثث أيضاً، يؤكد عدم مسئوليتنا عن الأحداث؛ وأن طرفاً لا زال خافياً هو من نفذ الأحداث.

    حسن العماس في إفاداته أكد أن أب شيبة أصدر له تعليمات عبر الهاتف بتصفية المعتقلين في الأمن القومي، وأنه رفض التنفيذ وأبلغ المعتقلين بأنه لن يقدم على قتلهم، هل ترجح ذلك؟

    كما سبق وذكرت لك، حسن العماس لا ناقة له ولا جمل في يوليو.. ولم يكن يهمه إذا اعتقلنا أو قتلنا أو برئنا. والسؤال هو أن العماس كان موجود في القيادة العامة.. ولم يكن يعلم بالموقف العسكري في الخارج. وهل سأل نفسه عن ردة فعل أب شيبة إذا علم أنه لم ينفذ ما أوكل له من مهام ؟!!

    هل يمكن أن يصدر أب شيبة تعليمات في غاية الضخامة كتصفية أشخاص إلى شخص غير منتمي لتنظيمه؟ ولماذا لم يكلف أحد المنتمين إذا؟

    إذا ما افترضنا أن أب شيبة أراد تصفية المعتقلين، لكان أصدر أوامره لأحمد جبارة مثلاً، وأمره بأن يصفي معتقلي بيت الضيافة، ومن هناك يخرج إلي الأمن القومي "وينتهي منهم " كان بإمكان أب شيبة أن يفعل ذلك. ثم ثانياً، في هذه الأثناء لم يكن هناك أي هاتف يعمل في القيادة العامة، وهذا يكذب ما ذهب إليه العماس، فنحن كنا في القصر بعد استقبالنا لاتصال القوة الجوية بخمس دقائق نحاول الاتصال بالقيادة لمعرفة الأوضاع والموقف ولم نفلح في ذلك.

    العماس أكد أن الاتصال أتاه من أب شيبة شخصيا ؟

    لا، هذا غير ممكن. ثم أن أب شيبة في تلك اللحظات لم يكن ليفكر في أشياء كهذه فقد كان منشغلاً ومعه العميد عبد الرحيم سعيد كبير "الياوران" للنميري، ونحن جميعنا كنا منشغلين بحرق جميع البرقيات أو أوراق التكليف بالمهام أو أي أوراق أخرى. ولو لم نفعل ذلك لوضعت مايو ثلاث أرباع الشعب السوداني في المعتقلات.. فرسائل التهنئة والبرقيات كانت بكميات مهولة كماً. وحرص أب شيبة علي حرق أوراق المهام التي كان يكلف بها الضباط الأحرار ويؤشر عليها عند تنفيذها " حرقها ونزلها في السايفون ".

    خرجت إفادات من ضباط صف تؤكد بأن عملية الارتداد لم يشارك فيها أي ضابط وهم من نفذوها، فهل يمكن أن نعتبر ذلك مؤشراً لضعف مقدرتكم وفعاليتكم العسكرية؟ أم أن هناك عوامل أخري؟

    تنفيذ الانقلاب لا يحتاج إلي ضباط ودورات وشهادات أو أركان حرب. ولو كانت كذلك لما نجحت حروب الغوريلا (حروب العصابات) ضد الجيوش النظامية.. وهي حروب قد يقودها مدنيون. فجيفارا كان مدنياً إلا أنه أرهق أمريكا اللاتينية كلها. من أكبر الأخطاء التي ارتكبناها هي تسريح الضباط وضباط الصف والجنود من دون مسوغ أو مبرر. واعتبر البعض منا أن المظلات والمدرعات تدينان بالولاء لمايو ولذلك لا بد من تسريح الجميع وتصفيتهما.. وهنا أغفلوا نقطة مهمة.. فنحن عندما أتينا لم نكن نريد أن نخلق ثورة جديدة، بل قلنا إننا نريد أن نصحح أخطاء مايو، وأن نعود بها لمبادئها التي أعلنتها في 25 مايو، والتي رأينا أنها انحرفت عنها. فكان علينا إقناع الضباط وضباط الصف والجنود بأننا مايو الحقيقة، إلا أن الهاموش - رحمه الله- قام بتسريح اللواء الثاني دبابات، وخاطبهم بكلمات قاسية من قبيل: "بوظوكم ناس أحمد عبد الحليم، وخسروكم.. ويالله امشوا بيوتكم" .
    بعد نجاح الانقلاب كلفت من أب شيبة بالمرور علي جميع النقاط التي سيطرنا عليها. وعند مروري باللواء الأول مظلات في شمبات، فوجئت بالمستجدين أمام البوابة وهم يرتدون لبس التربية وقالوا لي أن معاوية عبد الحي طردهم. وعاتبت معاوية علي ذلك، وكنت مأخوذاً بالغيرة علي وحدتي التي انتميت لها واعدتهم إلي عنابرهم فقد كانوا مجرد مستجدين لا ذنب لهم ولا يعلمون ما هي مايو ولا يوليو.. فالتسريح غير المبرر كان خطأنا الأكبر.. ولو كنا نجحنا في استمالة المحايدين منهم لاستطعنا النوم قليلاً.. فنحن لم نذق طعم النوم خلال الثلاثة أيام التي استولينا فيها علي السلطة.. وكتيبة واحدة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسيطر علي عاصمة كاملة.
    وهذه أخطاء حسبت علينا وهي أخطاء فردية وأخطاء عسكرية داخلية. ومثال للأخطاء العسكرية الفردية ما فعله الضابط زهير عندما أمر بإطلاق سراح مصطفى خوجلي فقط؛ فقام وبتصرف فردي منه بإطلاق سراح المعتقلين الشيوعيين، وترك المعتقلين من الأحزاب السياسية الأخرى. وهذا التصرف خلق لنا عداوة منذ اللحظات الأولى. وعند ذهابه إلي البوسطة سأل عن ماذا يحدث فأجاب : " الحكومة بقت زي ده " وأشار للبوريه الأحمر الخاص بالمظلات، أي أن الحكومة أصبحت شيوعية.
    وفي وقت قصير امتلأت الساحات والشوارع باللافتات الشيوعية بسبب البيان الذي أذاعه هاشم العطا؛ وهذا ما حاولنا تفاديه مراراً وتكراراً كما سبق وذكرت، إلا أنهم لم يسمعوا لنا . فعقب بيان هاشم العطا مباشرة، خرجت المسيرات وترددت شعارات شيوعية مثل : " سايرين.. سايرين في طريق لينين" ، " يا يمين يا ######## اليسار في الميدان" وبذلك أصبحت لنا عداوتان : عداوة في الشارع، وأخري في الجيش بسبب تسريح الضباط وضباط الصف بدون مسوغ، مما خلق لديهم غبينة . ومن أخطر الأمور التي يمكن تصورها أن تجرد عسكرياً من سلاحه ثم يحصل عليه مرة أخري وعندها سيكون كالنمر الجريح ؛ ولا أحد يستطيع أن يوقفه أو يحتويه. والمسرحون التقوا في مجالسهم الخاصة وعبروا لبعضهم البعض عن امتعاضهم ######طهم من تسريحهم غير المبرر خاصة غير المايويين منهم؛ واتفقوا عناصر من المدرعات والمظلات علي التحرك وتنفيذ ارتداد يوم 22 . وفيما بعد التقيت ببعض الزملاء ممن تم تسريحهم وكشفوا لي عن الإهانة والاستفزاز والشتائم التي تعرضوا لها من قبل عبد المنعم، وود الزين - رحمة الله عليه . كان في حراسة الدبابات الملازم حسين ضرار- رحمه الله " حسن خرطوش"، وكانت لديه تعليمات بعدم "تشوين" إبر الدبابات.. وعندما سمعت مجموعة مكونة من عمر وقيع، الله وابشمة، وآخرين باعتقال فاروق حمد الله، وبابكر النور، بادروا بتشوين الدبابات وذهبوا للغداء " بالميز" وخلد حسين ضرار للنوم .

    وبعد انتشار أخبار عن احتمالية وجود دور أجنبي أو تدخل أجنبي وشيك لإعادة السلطة إلى النميري، عمل ضباط حركة يوليو علي إرجاع العناصر التي تم تسريحها قبلاً.. وفي حقيقة الأمر لم يكن هناك أي تدخل أجنبي، والبيان الذي أذيع كان بياناً ملفقاً وله أهداف أخرى!

    هل كنتم تخشون القوات المصرية المرابضة في قاعدة ناصر بجبل أولياء؟

    القوات المصرية تم عزلها.. وهي مأمون جانبها تماماً.. وسبق أن أرسلنا أفراداً إلى هناك وتم تامين عدم خروجها. إذا رصدنا أي تحركات من جانبهم كان يمكن التعامل معها بالطيران؛ ولكننا لم نرصد أي تحركات مريبة منهم . واحتلال قاعدة ناصر تم بواسطة الضابط بشير عبد الرازق.. وقد كلفه بالمهمة محي الدين ساتي. وبشير عبد الرازق لم يكن منتمياً للتنظيم، بل هو من أبدى رغبته لمحي الدين ساتي بالمشاركة. وبعد وصوله واحتلاله لقاعدة ناصر أرتكب بشير عبد العزيز خطأً فادحاً حين قام بإفراغ إطارات السيارات الروسية على الـ"runway " فعطل عمل المطار تماماً وأصبح من غير الممكن صعود أو هبوط الطائرات .

    هل كان لانقلابكم أي اتصالات بأطراف خارجية أو أبعاد مرتبطة بجهة خارجية؟

    لم تكن هناك أي أبعاد خارجية، أو حتى داخلية للانقلاب، ترتبط بالحزب الشيوعي السوداني أو الاتحاد السوفيتي . كنا مجرد عسكريين فقط ، وكما قلت قبلاً، لو لم تنحرف مايو عن مبادئها وتعتزم بيعنا لمصر وليبيا بأثمان بخسة، ولولا تصرفاتهم الشخصية التي لم ترضي أحداً في القوات المسلحة ، فالكثير من قيادات مايو استمرت الفساد وانتهاك أعراض الناس؛ والدليل علي ذلك القصة المشهورة للشهيد ..... والذي كان يعمل مراجعاً عاماً في سباق الخيل حيث تم الاعتداء على زوجته؛ ومن ثم تم قتله هو نفسه. ومن قتله معروف للجميع وهو الملازم ...... وكان مايوياً معروفاً يتبع لسلاح المظلات؛ وكانت له حماية كبيرة من متنفذي مايو. ولو أردنا أن نقتل ونصفي المايويين لبدأنا بـ....... ، المكروه جداً في القوات المسلحة، والذي كان من الذين خرجوا أحياءاً من بيت الضيافة . بعد استلامنا للسلطة وجدنا أشياء يندى لها الجبين في بعض مكاتب المايويين، كمكتب الرقابة العامة .. وجدنا فيه نفس الأغراض التي رموا بها الإمام الهادي ظلماً وإفكاً ، فقد وجدنا .......................... وهذه شهادة لله مسئول منها وأنا شاهد عيان علي كل ما ذكرت ، وتخيل معي بلاد يقودها أمثال هؤلاء.. والمبكي أنهم يخرجون علينا هذه الأيام علي الصحف ليتباهوا بأنهم من أرجعوا السلطة للنميري .. وتحت ضغط كل هذه الممارسات والسلوك الخاطئ لم نجد بداً من الانضمام للحركة التصحيحية "الضباط الأحرار" في قلب نظام الحكم ، ولو كان أي شخص مكاننا ، ويهتم لأمر بلاده، لفعل مل فعلناه خاصة وإن كان سوداني 100% ، ناهيك عن ضابط بالقوات المسلحة.

    حكمت بالإعدام ، ثم السجن ، ثم خرجت من السجن قبل إتمام مدة الحكم . كيف حدث ذلك؟

    كما سبق وأوضحت لك فقد كنت المتهم الثالث في أحداث بيت الضيافة؛ واتهموني بقتل معتقلي بيت الضيافة؛ وأتوا بأربعة شهود، ومنهم محمد إبراهيم، الذي اشتهر بسفاح بيت الضيافة، ومستجد يدعى محمد محمود، وكنت اشرف عليه في فترة التدريب في الشجرة، وانضم لنا في الانقلاب بعد تخرجه بخمسة عشر يوماً فقط.. وعبد الله من سلاح الذخيرة، ووكيل عريف يسمي النور، وكنت قد قابلته في جبيت وفوجئت به في الخرطوم شاهداً في قضيتي.
    سألت المحكمة الشاهد محمد إبراهيم الذي قبض عليه في بيت الضيافة إن كان قد قبض عليه في بيت الضيافة؟ فأجاب بالإيجاب.. فسئل إن كان قد رآني في بيت الضيافة أقتل وأضرب الناس كما اتهموني فقال :" الملازم ده ساقنا معاهو يوم 21 بالليل واتعشي معانا وقعد معانا حتي الصباح ويوم 22 جاء ملازم عندو " برشم " (وكان يقصد الحردلو) وغيرو.. ركب الملازم بعد ما غيروه العربية بتاعت الشرطة العسكرية وما شفناهو تاني" . وسئل من قبل المحكمة إن كنت قد عدت إلى بيت الضيافة مرة أخرى؟ فأجاب : " وحات الحق ده ( مشيراً الي المصحف) تاني لا جاء ولا شفتو" . أما الشاهد الثاني من سلاح الذخيرة ، ويدعى عبد الله نقد، فقد أكد للمحكمة أنه لم يراني ولا يعرفني في الأساس . الشاهد محمود قال بأنني أخذته إلى بيت الضيافة.. وأثناء الضرب كنت أشارك في ضرب المعتقلين؛ واتهمني بتهم كثيرة، فطلبت مني المحكمة رداً علي شهادته، فوجهت حديثي له وسألته قائلاُ : " يا محمود يوم19 يوليو يوم الاثنين كان يوم شنو؟ فأجابني قائلاً : " ما عارف " . فسألته مرة أخري قائلاً :" طيب يوم 22 يوليو الرجع فيهو الرئيس يوم الخميس كان يوم شنو ؟ . فأجاب : " ما عارف ". وفي تعليقه علي إجابات الشاهد قال ممثل الاتهام : " أن الشاهد يعاني من عمي تاريخ " وقلت للمحكمة أنني فغلاً أخذته إلى، بيت الضيافة ومعه محمد إبراهيم وكان ذلك يوم 21 ليلاً ، والدليل علي عدم معرفته بالأيام أنني أسأله السؤال وأجاوبه له وهو لا يستطيع أن يتعرف علي الأيام ويكفيني تعليق ممثل الاتهام بأن الشاهد يعاني من عمى تاريخ .
    بعد ذلك أقر الشاهد محمود بأن هناك عساكر يتبعون لسلاحي المدرعات والمظلات هددوه وأخافوه واجبروه علي الشهادة ضدي، وهددوه بالقتل في حال رفضه الشهادة ضدي. وهنا خاطبت المحكمة وأوضحت لها أن الشهود يتعرضون لضغوط، لأننا نتحاكم في سلاح.. وهو ذات السلاح الذي استولينا عليه واحتللناه.. وعليه فان المحاكمة غير عادلة ، وطلبت أن نحاكم في سلاح آخر بعيد.. سواء في سلاح الإشارة أو عطبرة، أسوة برفاق لنا حوكموا في عطبرة . ولفت نظر المحكمة وطلبت منها عرضي علي الناجين الأحياء الذين نجوا من أحداث بيت الضيافة.. وفي حال تعرف أي منهم علي، وشهادته بأنني من أطلقت النار، أو أنه شاهدني أقتل أو أضرب، فأنني أطلب اقتيادي إلى "الدروة" مباشرة، وتنفيذ حكم الإعدام بالرصاص بحقي ، لأنني أعلم أن الضباط لا يمكن أن يكذبوا ليورطوا زميلاً لهم؛ فهذا في عرفنا العسكري عيب كبير وخطيئة لا تغتفر .

    من بين المواد التي اتهمت بها المادة 25 وهي مادة خاصة بالمعاملة المخلة بالضبط والربط ، والمادة 251 عقوبات القتل العمد ، والمادة 21 التمرد ، والمادة 96 إثارة الحرب ضد الحكومة . وكل هذه المواد كانت كفيلة بإعدامي . عندما رآني سعد بحر أثناء المحاكمات، قال لهم بأنني عاملت المعتقلين معاملة جيدة للدرجة التي طالبنا الهاموش بعدم تغييره، فرفض الهاموش، واستبدله بالحردلو .. وشطبت المواد 251 25 ، وحكم علي نميري بـ 15 عاما سجناً وقال لي :" اعتبره براءة ". واعتقد أن حكم المحكمة كان اقل من ذلك لأن النميري أعترض عليه وقال لهم : " إذا كان ده الزول الاعتقلنا ونفذ الانقلاب تحكموه كده الباقين نعمل ليهم شنو؟" . وكنت قد رفضت ثلاثة قضاة وامتنعت عن الإجابة علي أسئلتهم .. القاضي الأول الذي رفضت محاكمته لي هو أحمد محمد الحسن، والذي كان يصدر أحكام الإعدام "بمناسبة وبدون مناسبة" . والثاني محمود عبد الرحمن الفكي، والذي رفضت أن أعطيه بياناتي الشخصية فقال لي :" نحنه حنكتب أي كلام" ..فاعترض الضباط عليه. القاضي الأخير، وهو محمود عبد الرحمن الفكي، وقبل أن يجلس قلت له يا سيادتك أنا معترض عليك، ولا أقبل أن تحاكمني. فعاد أدراجه ولم يتحدث إلي . فقال لي النميري أتينا لك بالمهندس المقدم الهادي المرضي، فوافقت مباشرة وعلي الفور. وطلب ضباط الكلية الحربية من النميري أن يكونوا أعضاء في محاكمتي . وتشكلت هيئة المحكمة من علي حسين الوايس "السماني" عضو شمال، وصديق السيد عضو يمين، وممثل الاتهام محمد الحسن، والمقدم الهادي المرضي كان رئيس المحكمة. وأذكر أن نميري وبعد أن نطق بالحكم ضدي قال لي :" قول لي أخوك زهير في السجن: لو لقينا الورقة ما كنا حكمنا عليك بأربعة سنة ".

    كم هي المدة التي قضيتها في السجن ؟

    ثلاثة سنوات تقريباً من 1\8\1971 إلي نوفمبر 1974 .

    سمعنا عن تحقيقات أجريت معكم ونية في استصدار "كتاب أسود" ، ماذا تعرف عن تقرير هذه اللجنة ؟

    بعد ستة أشهر من الاعتقال استدعونا للمثول أمام لجنة سميت " لجنة تقصي الحقائق في مؤامرة يوليو" . ولقد اعترضت منذ البداية علي التسمية.. وكانت اللجنة برئاسة القاضي حسن علوب وأعضاؤها علي عبد الرحمن النميري من الأمن القومي، وسيد مكاوي من وزارة العدل، ومامون مبارك أمان - وكان في وقتها ملازم أول شرطة، وكان يقوم بطباعة الأقوال علي الآلة الكاتبة. قلت لهم لا يمكن أن تأتوا بي من ملكال إلي الخرطوم لأشهد علي نفسي بالتآمر كما تقول اللافتة التي علقوها علي مبنى الرقابة العامة بالقرب من البرلمان، وطالبت بإنزال اللافتة. وأذكر أن القاضي وجه لي الحديث قائلاً : " عندنا المصحف وعندنا الإنجيل وإذا ما عندك دين أرفع يدك ". فأجبته بأن اسمي مدني علي مدني مالك ولا أري داعياً لسؤالي عن كيفية الحلف، وهل هذا يعني أن أي شيوعي لا يعرف الله أم ماذا ؟!! فقال لي أن هذه الجملة هي روتينية وتقال لأي شخص قبل أداء القسم .
    وأخذتنا اللجنة إلي مواقع الأحداث وقمنا بتمثيل الأحداث كما رويناها من قبل في المحاكمات. وكان في اللجنة محمود عبد الرحمن الفكي، لأنه كان مختصاً في الأسئلة الفنية أو العسكرية. وقالوا بأنهم سينشروا كتاب أسود عن 19 يوليو.. ولم يستطيعوا أن ينشروه حتى يومنا هذا ، لأنهم لم يجدوا ما يكتبوه. فما ذكرناه في لجنة تقصي الحقائق كان مشابها ومتطابقاً تماماً مع أقوالنا أثناء المحاكمات .

    بعد أن عملت محررا صحفيا لمدة طويلة ، إذا عادت بك الأيام إلي الوراء ، هل كنت ستشارك في انقلاب عسكري؟ وهل أنت نادم علي مشاركتك في الانقلاب ؟

    لا أحد يحبذ أن يسيطر علي السلطة عبر انقلاب.. والانقلابات ظهرت في العالم الثالث بعد انقلاب جمال عبد الناصر.. وفي السودان دخلت عن طريق عبد الله خليل بعد أن شعر بأن البلاط سيسحب من تحت قدميه فقام بتسليم الحكومة إلى عبود.. ثم جاءت ظاهرة (الضباط الأحرار) بعد ثورة عبد الناصر. أنا لدي قناعة راسخة بأن بلداً مثل السودان، من الخطأ الكبير أن يحكمه عسكريون ، فالسودان بلد يضم أكثر من 700 قبيلة، وأكثر من 750 لهجة ولغة، وأديان متعددة ، فلا يعقل أن تلبى رغبات هذا الخليط عن طريق عسكريين درجوا علي الاستعانة " بشوية تكنوقراط" ليستعينوا بهم في إدارة البلاد.. وتبدأ وتتردد مرة بعد الأخرى كلمات مستهلكة كالقائد الملهم ووووو.. وهم في حقيقة الأمر لا يمتلكون العلم أو الخبرة الكافية لإدارة الشأن العام .

    في الأوضاع الحالية التي يمر بها السودان هل من الممكن أن يحدث انقلاب جديد علي السلطة ؟

    الانقلاب أصبح مرفوضاً من كل العالم؛ والدليل علي ذلك ما حدث في موريتانيا. فقد بلغ المجتمع الدولي العسكريين في موريتانيا صراحة أن لا سبيل للاعتراف بهم . أما في السودان فان الانتفاضة اغتالها سوار الذهب ومن معه. بكل صراحة فقد سلمت الانتفاضة للجبهة، وتم إقصاء وإبعاد القوى الحديثة علي غرار ما حدث أيام جبهة الهيئات في أكتوبر ، وأنا أعني بالقوى الحديثة المثقفين والموظفين والمزارعين وقوى المجتمع المدني، ولا أقصد الحزب الشيوعي فقط . أنا وزملائي عندما اشتركنا في 19 يوليو لم تكن قضيتنا أن نسيطر علي السلطة أو أن نحكم البلاد عبر الانقلاب العسكري ، بل طرحنا سلطة الجبهة الوطنية الديمقراطية ، وكان الاتجاه لتوفيق أوضاع معينة ولفترة محددة ومن ثم تسليم السلطة.
    كل الإنقلابيون يقولون ذلك، وما أن يسيطروا حتى يتنصلوا من وعودهم وقليل من سلموا السلطة أوليس كذلك؟ .

    ما يثبت قولنا مبادئنا التي خرجنا بها، فنحن كنا ضد الترقيات الاستثنائية، وأب شيبة نفسه رفض مبدأ الترقيات الاستثنائية، وضد بقاء العسكريين في السلطة لوقت طويل، وحتى الورقة التي وجدت في جيب عبد الخالق محجوب والتي تضمنت مقترح الوزراء الذين كانوا سيشكلون الحكومة، تضمنت أسماء من مختلف ألوان الطيف السياسي السوداني، ولم تضم عسكريين أو شيوعيين. وكنا بعد تنفيذ الانقلاب سنعود إلي ثكناتنا العسكرية بشكل عادي من دون ترقيات استثنائية أو أنواط أو تشريفات أخرى . وأنا أشعر بحزن شديد عندما أقرأ أو أطلع علي كتابات تتعرض بالسوء لأشخاص ماتوا وانتقلوا إلي ربهم . من حق الجميع انتقاد الحزب الشيوعي وسياساته؛ إلا أن التعرض لشهداء ضحوا بحياتهم من أجل وطنهم ليس مقبولا، ولا من الشرف في شيء، كالذي يلعن الشفيع في كتاباته أو في هرطقته.. وكل هذه أمور لا داعي لها . فنحن اضطررننا في 19 يوليو لحمل السلاح لأسباب موضوعية سبق واستعرضتها، ولم يكن هناك خيار آخرا أمامنا . ولو لم نقم بـ 19 يوليو، فربما كنا الآن تحت أقدام المصريين والليبيين . نحن اخترنا أن نضحي بحياتنا ورتبنا العسكرية من أجل أن يعيش هذا البلد حراً مستقلاً .






                  

05-18-2012, 07:34 PM

Abdelrahim Elamin
<aAbdelrahim Elamin
تاريخ التسجيل: 11-13-2009
مجموع المشاركات: 1042

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    سلام دكتور المعز

    Quote: نتيجة للقصف الكثيف الذي مارسته الدبابات علي القصر، أصابت إحدى القذائف أحد الجنود ويدعى الزين الطيب، وشطرت صدره إلي نصفين، لتخرج "مصارينه" من خلال صدره، والرقيب عثمان إدريس قتل أيضا ولم يكن مشتركا في أي أحداث، ولم يكن عسكرياً مقاتلاً في الأساس، بل كان مسئولا من (التعاون). وبعد أن قتلوهم سحبوهم إلي بيت الضيافة، وادعوا أنهم من شهداء بيت الضيافة؛ ونحن نعلم أنهم قتلوا في القصر الجمهوري. وأيضا هناك الرقيب أحمد الدبيك، والذي قتل في بيت الضيافة لحظة اقتحام الدبابات.. وسحب أيضا إلي داخل بيت الضيافة، وادعوا أيضا أنه من شهداء بيت الضيافة، وادعوا أنهم تعرضوا لإطلاق نار من الدبيك ومن معه.. وهذا غير صحيح.. فالدبيك أطلق عليه النار وهو في الحائط محاولاً الاحتماء من نيرانهم، ولم يكن يطلق النار.


    قد يفسر هذا الإقتباس ورود أسماء بعض الجنود في قائمة ضحايا بيت الضيافة .. علما بأن التحفظ كان للقيادات العسكرية وبعض الضباط الموالين لمايو
    وبالضرورة ليس هناك جنود متحفظ عليهم وقتها في بيت الضيافة.
                  

05-18-2012, 08:07 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Abdelrahim Elamin)

    اخى عبدالرحيم

    سلامات


    Quote: قد يفسر هذا الإقتباس ورود أسماء بعض الجنود في قائمة ضحايا بيت الضيافة .. علما بأن التحفظ كان للقيادات العسكرية وبعض الضباط الموالين لمايو
    وبالضرورة ليس هناك جنود متحفظ عليهم وقتها في بيت الضيافة.



    شكرا لمتابعتك للخيط والتعقيب
    وخليك قريب
                  

05-19-2012, 03:44 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    Quote: اذكر وأثناء ما كنت في مكتب أب شيبة جاء صلاح عبد العال وطلب مني" طبنجتي "وقال بأنه يريد الذهاب إلي المنطقة الغربية، إلا أن أب شيبة منعه من الذهاب إلي المنطقة الغربية وقال له نحن نحتاجك هنا.. وأكد له بأنه أرسل العميد حسن إدريس سعيد ليعاون ود الزين في المنطقة الغربية. واذكر أيضا أن مامون عوض أبو زيد حاول كل جهده من أجل أن يقنع النميري بأن صلاح عبد العال كان جزءاً من الانقلاب.. وتعرضت أنا شخصياً، ومعي عوض عبد الكريم سرور لأنواع مختلفة من الإغراءات لكي نشي بصلاح عبد العال . فقد أخذونا إلي سلاح المهندسين وقالوا لنا بأننا لا زلنا صغاراً وتنتظرنا حياة طويلة ومستقبل كبير فقط علينا أن نخبرهم إذا ما رأينا صلاح عبد العال في القصر في الثلاثة أيام التي سيطرنا فيها علي القصر. أكدت لهم بأنني لا أعرف صلاح عبد العال فاستنكر مامون أبو زيد ذلك وقال لي كيف لا تعرف صلاح عبد العال وقد كنت تعمل في الحرس الجمهوري، وهو كان الأمين العام لمجلس الثورة؟ فأجبته بأن الأمانة العامة تقع في القصر الجمهوري، بينما عملي كان في مباني الحرس الجمهوري فسألني إذا كان بإمكاني أن أتعرف علي الضباط الذين تواجدوا في القصر أثناء الثلاثة أيام التي استولينا فيها عليه في حال عرضوا أمامي ؟ فأجبته بالإيجاب. فأدخلني إلي غرفة بها نافذة شفافة وقال لي بأنه سيأتي لي بصلاح عبد العال، وإذا كنت قد رأيته أشير له بالإيجاب وإذا لم أراه أشير له بالنفي . دخل صلاح عبد العال ومعه ميرغني حبيب ومامون نفسه.. فأشار لي مامون عوض أبو زيد باتجاه صلاح عبد العال مبروك فهززت رأسي نافياً. أي أنني لم أره في القصر. فقال لي مامون أبو زيد : " انته ابن ###### " وأمر بأخذنا إلي الشجرة في سلاح المهندسين .
                  

06-30-2012, 05:35 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Elmoiz Abunura)

    الاخوة الاعزاء المشاركين والمتابعين للخيط
    سلامات
    كان غرضى عندما قمت بفتح هذا الخيط فى شهر نوفمبر 2011 هو الوصول لنسخة
    من تقرير واحده من اهم لجان التحقيق فى تاريخنا الحديت. وبرغم اننى لم اتحصل على نسخه من التقرير الاصلى, فالحمدلله فقد ساعد هذا الخيط والحوار
    الثر فيه من وصولى وحوارى مع مولانا حسن علوب لعشرات الساعات فى فتره
    امتدت لسته اشهر, وكذلك عن حديثه المباشر معى لاول مره, ثم مع أخرين وبينهم من تشكك فى وجوده على قيد الحياة. كذلك ساعد الخيط, وخيطى الاخر
    عن " مولانا علوب يتحدث للمره الاولى" فى اماطة اللثام عن احداث مهمه وخفايا فى انقلابات يوليو 71. ساقفل هذا الخيط الان وكان بودى ان اقول لكم
    يمكن ان تطلعوا عليه فى مكتبتى لكن صاحب سوادنيزاونلاين رفض منحى مكتبه
    لعدم اهمية مااكتبه هنا مثل هذا الخيط والذى قرأه مايقارب التسعة الاف شخص والخيط الاخر عن حديث مولانا علوب والذى قرأه اكثر من عشرة
    الاف شخص حتى الان , وربما لأن كتاباتى تخلو من الاثاره, والشتائم.
    عموما لكم جزيل الشكر ياصحاب
    ويبقى الود بيننا

    (عدل بواسطة Elmoiz Abunura on 06-30-2012, 05:41 PM)

                  

07-01-2012, 03:59 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقرير لجنة القاضى حسن علوب حول انقلاب 19 يوليو1971 (Re: Abdelrahim Elamin)

    Quote: نتيجة للقصف الكثيف الذي مارسته الدبابات علي القصر، أصابت إحدى القذائف أحد الجنود ويدعى الزين الطيب، وشطرت صدره إلي نصفين، لتخرج "مصارينه" من خلال صدره، والرقيب عثمان إدريس قتل أيضا ولم يكن مشتركا في أي أحداث، ولم يكن عسكرياً مقاتلاً في الأساس، بل كان مسئولا من (التعاون). وبعد أن قتلوهم سحبوهم إلي بيت الضيافة، وادعوا أنهم من شهداء بيت الضيافة؛ ونحن نعلم أنهم قتلوا في القصر الجمهوري. وأيضا هناك الرقيب أحمد الدبيك، والذي قتل في بيت الضيافة لحظة اقتحام الدبابات.. وسحب أيضا إلي داخل بيت الضيافة، وادعوا أيضا أنه من شهداء بيت الضيافة، وادعوا أنهم تعرضوا لإطلاق نار من الدبيك ومن معه.. وهذا غير صحيح.. فالدبيك أطلق عليه النار وهو في الحائط محاولاً الاحتماء من نيرانهم، ولم يكن يطلق النار.
    هناك مسألة مهمة قد لا ينتبه لها الناس كثيراً في موضوع بيت الضيافة، فقد أثبتت الفحوصات التي أجريت علي جثامين الضحايا أن نوع الذخيرة التي أطلقت عليهم هي من النوع (حارق خارق) وهذا النوع من الذخيرة لم يكن متوفر لنا.. فقد كانت لدينا مدرعات (صلاح الدين)، والتي لم يكن فيها سوى مدفع 100 طلقة، بالإضافة إلي أسلحة كلاشينكوف، وجيم ثري، واستيرلينق، والطبنجات. أما الجبخانة (الحارق خارق) فهي عادة تتوفر في الدبابات T55، وهي التي استخدمها المايويون في هجومهم علي القصر، أو بيت الضيافة، أو مناطق أخري.
    وأنا لدي قناعة راسخة بأن الهجوم الارتدادي يوم 22 لم يكن لتخليص النميري، أو إرجاع السلطة المايوية؛ بدليل أن القصف الذي مارسته الدبابات علي القصر كان يستهدف الجزء الذي كنا نتحفظ فيه علي النميري، للدرجة التي تضررت بشكل كبير حوائط القصر الجمهوري.. ولو لم يكن البناء قوياً، لتهدمت الحوائط علي النميري ومن معه. وهناك إشارات تعظم الشك بأن هناك أطرافاً كانت تعمل بهدف القضاء علي النميري نفسه. واتضح لنا فيما بعد أن يوم 22 كان يضم أكثر من محاولة انقلابية _ فصلاح عبد العال مبروك كان له انقلاب ومعه أبو الدهب، والدليل علي ذلك أن أبو الدهب وضعه المايويون في الاستيداع (التحفظ) ولم يظهر إلا في الاجتماع التأسيسي للاتحاد الاشتراكي.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 3 „‰ 3:   <<  1 2 3  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de