ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 02:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-19-2012, 04:38 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار

    يلفنا الحزن العميق لرحيل قامتنا الإبداعية السامقة :محمد وردي.
    لكنَّ تسارع الحدث بعد فوز بشرى الفاضل بجائزة الطيب صالح في القصة القصيرة،و النقد اللاذع لبشرى الذي وصل قمته في مقالة حسن موسى ذات الإيحاءات المنبعثة من دلالات "العاقل ما ببيع سروالو"،جعلنا نخوض مع الخائضين في موضوع إشكالي تتشابك فيه و تتقاطع علاقات الكتابة و السلطة و المنفى.
    و عزاؤنا أن ما سنطرحه ليس غريبا عن مشروع وردي الإبداعي .

    و كتعبير رمزي عن حزننا على رحيل أسطورة من أساطيرنا البديعة،سنكتفي بهذه المقدمة الموجزة ،على أمل العودة بكامل زينتنا الكاتبة.
                  

02-19-2012, 05:28 PM

ناذر محمد الخليفة
<aناذر محمد الخليفة
تاريخ التسجيل: 01-28-2005
مجموع المشاركات: 29251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)
                  

02-21-2012, 06:15 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: ناذر محمد الخليفة)

    شكرا أستاذ ناذر على بسط المقال.


    معذرة لتأخري في مواصلة البوست لانشغالنا في فعالية لتأبين محمد عثمان وردي.

    يبدو أن وراء النسبة العالية لقراءة البوست ،فضولا لمعرفة لماذا يدافع صاحب البوست عن كاتب كان له سجال معروف معه.
    و أقول ان السجال مهما كانت نتائجه لا يمكن ان يكون حجابا عمّن تربطني به صلة إبداعية وثيقة.
    سيبقى من ذلك السجال حول المقاربات النقدية الحديثة في الخطاب النقدي السوداني نقاطه القوية ،و ما تبقى من نقاط ضعف سيكون درسا عمليا لمحاولة تجنبها في المستقبل.
    و من جانبي اعتذرت بشكل واضح عن نقاط ضعفي،و اعتذاري موثق بين جنبات المنبر.

    أعود لعلاقتي الإبداعية الوثيقة ببشرى الفاضل.
    و سأورد ثلاثة نماذج لتلك العلاقة.
    النموذجان الأولان تمّا من خلال ارتباطي المبكر بنصوص بشرى القصصية الثلاثة التي اشتهر بها و نشرت في مجلة الثقافة السودانية.
    و القصص هي "حكاية البنت التي طارت عصافيرها"،و "حملة عبد القيوم الانتقامية"،و "ذيل هاهينا مخزن أحزان".
    قرأت تلك القصص و أعدت قراءتها عشرات المرات بمتعة فائقة و لذة،لان بعض النصوص الوضعية لا تخلق من كثرة الردِّ.

    النموذج الأول:
    في بداياتي النقدية في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي ،كان لي شرف الكتابة عن "حملة عبدالقيوم الانتقامية" في مقال نقدي نشر بالملحق الثقافي بجريدة "الصحافة".
    و قد حاولت في زيارتي الاخيرة للسودان الحصول عليه من دار الوثائق القومية،فلم أتمكن من ذلك للفوضى العارمة التي يتميز بها الأرشيف.

    النموذج الثاني:
    استلهمت شعريا عنوان نص بشرى القصصي "حكاية البنت التي طارت عصافيرها" في نصي الشعري " مفرد بصيغة جمع الحنين-حب في فرانكلين ملز "،حين كتبتُ:
    Quote: قلتُ:
    يا حبُّ كُنْ رَحِبا لأماندا،
    وصاحبها الأسباني،
    وكُنْ مسكناً،
    لهواجس صاحبتي القرويَّةِ،
    كُنْ ماهلا لأناي،
    وكُنْ فرح الغرباء،
    ومشكاتهم،
    في دهاليز هذا الظلام العميق،
    وللبنت طارت عصافيرها ،
    في سماء "فلي"

    ...................
    أما النموذج الثالث لعلاقتي الإبداعية ببشرى فيتمثّل في اننا سويا -ضمن مجموعات أخرى من الكتاب و المبدعين- اخترنا المنفى الطوعي.
    هو "جاور" في السعودية،و أنا كمشَّاء كان فضاء دياسبورتي بلدان عدة،و انتهى بي المقام في الولايات المتحدة الأمريكية.
    و نقطة "المنفى الطوعي" غابت عن كل المحاولات النقدية و التشهيرية ببشرى،وهي في ما سأقول به تتشابك و تتقاطع مع الكتابة و السلطة.

    تأخر الوقت،و سأعود قريبا كان الله هوّن.
                  

02-23-2012, 08:05 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)

    سيكون ردي مطولا نوعا ما ،لذا سأحاول تلخيص محاوره.
    ان الفائدة الكبرى من تسلم بشرى الفاضل للجائزة كان طرح سؤال مهم :
    "ما ذا يمثِّل بشرى"؟
    و الجواب"أنه مؤلف" اي كاتب.
    و ما المؤلف؟
    و متى ظهر المؤلف في الثقافة السودانية؟
    ما هو دوره؟
    ما هو موقعه في التراتب الاجتماعي؟
    ما هي حقوقه "إن كانت له حقوق؟و ما هي واجباته؟
    هل ظهر المؤلف كحرفة ووظيفة و مهنة؟
    ام أنه يمارس دوره مثل المرأة العاملة حين تعود من عملها و تعمل في البيت ك"وردية ثانية" غير مدفوعة الأجر؟
    و لماذا مثلا "المؤلف" الفرنسي كما يرى بولا في مقدمة لكتاب لصلاح الزين قبل عشرين عاما،
    مختلف عن رصيفه السوداني "الكحيان المسكين"؟

    و من أين أتى بشرى ليستلم "الجائزة"؟
    أتي من أرض الحجاز.
    من السعودية،منفاه الطوعي؟
    و هل كان طوعيا؟
    هل تصلح السعودية منفى ل"كاتب"؟
    و هي منفى لكتابها السعوديين،و لنسائها المحرومات حتى من "قيادة" السيارات،دعك من قيادة "الأمة"؟

    ما هي العلاقة بين الزمخشري و بشرى الفاضل؟
    الزمخشري كان "جار الله" ،و بشرى "جار البترودولار"؟
    لم يكن لبشرى خيار،لكنه كان كالمستجير من رمضاء الانقاذ بنار "السلفيين" و "التكفيريين"،الذين إن تسامحوا مع "الكتّاب" استتابوهم ثلاثة أيام لإذلالهم،هذا إذا لم يقوموا بقتلهم بناء على فتاوى "العلماء" ؟و ما هو "علمهم"؟

    بعض الذين عيروا بشرى ببيع "سرواله"،سبق لهم أن عيروا عبدالحي ،و لعنوه،ثم عادوا ليكتبوا في المنابر التي أسسها عبدالحي،حين قرر مع سبق الاصرار أن يدخل الاتحاد الاشتراكي السوداني حتى يؤسس بعضا من أحلامه الثقافية.
                  

02-23-2012, 03:51 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)




    *

    *
    الشاعر والناقد الصديق : أسامة الخواض
    تحية لك ، وأنت تخوض في غيرما يخوض الخائضون . وأعتقد جازماً أن من الوفاء ذكر المبدعين بإبداعهم ، هل انتكس إبداعهم وصاروا أبواق للسلطة . لا أظن ذلك حدث مع الكاتب المبدع " الدكتور بشرى الفاضل" . وقد كتبت ما استطعت في ملفات لفها الذين يدعون الحزن !!!، وعلمت أن اللوثة السياسية التي أصابت نفر ليس بالقليل في حاجة لمعرفة أين تتجه بوصلتها .
    أعرف أن كثير من الممتشقين سيوف السياسة يصوبونها على رقاب الجميع ، يقطن في حِجر فِكرهم منظورٌ مثالي ، يخلق من المبدع الافتراضي حملاً وديعاً كما كان يسوع المسيح ، أو حين نظر " بوذا " للفقراء من شرفة قصره ، وقرر أن يهجر القصر ويهب حياته للفقراء .
    أعرف أن صناعة المثقف في أذهان الكثيرين ، صورة نورانية ، تتسرب من اعتقاد صمدي قابع في العقول الباطنة ، لوّث الرؤى وغلف المبدع بثوب زفاف يذهب فيه أضحية الرغائب المقدسة ، والمناظير التي يتعين بها النظر في أمر المبدعين والمبدعات تكشف العتمة التي ظللت المناظير .
    *
    أظن أن مساحة اللغة المشتركة بيننا تفُك جدائل ما كتبنا .
    لك شكري
    *
                  

02-23-2012, 04:52 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    المقام مقام قراءة ومتابعة أسامة الخواض والشقلينى ..
    وكلاهما يستحق المتابعة والقراءة معا !!
    فإذهبا حيث تريدان ..
    إنا هاهنا قاعدون ..
                  

02-23-2012, 10:26 PM

سجيمان
<aسجيمان
تاريخ التسجيل: 10-03-2002
مجموع المشاركات: 14875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: محمد حيدر المشرف)




    استمتع جدا بكتاباتك يا اسامة.....
    مهما كان الموضوع.....حتى لو كان محاولة تحليل الجائزة لبشرى الفاضل(اي تجعلها حلالا بلالا)...والتي ما زلت عند رائي انه ليس اهلا لها ولا لغيرها....(نضمي دا عارفو ما بيعجبك)...حتى لو انتو زعلتو لانو قدموها ناس الحكومة.... يقدموها ناس الحكومة يقدموها ناس المعارضة يقدمها بوتن....واللا اوباما... واللا حواء الطقطاقة.... لا ارى في اعمال بشرى ما يستحق جائزة عليهو.... انا غايتو لو كنت بكان اللجنة العملتها شركة" زين" الادتو الجائزة ..كنت اديتو شريحة موبايل من الارقام 09600 عشان ما اكسر خاترو....! كسر الخاتر مو سمح.....!!!! واللا مو كدي؟... لكن برضو نضمك سمح كنضم....دا ما عشان افرملك من شتيمتي(في سودان فور اوول قاعدين يقولو ليها التقريع.....يقول الزول فيهم والله قرعّتو ليك قريعة او قرعّتو ليك جنس قروعة).... اخد راحتك!. وعافي ليك لله والرسول.... لكن انا وكران في بكاني...من حيث الجائزة وصاحبكم وصاحبته الحاحاية وزرازيرها( حاحت البنت الزرازير اي قالت لها حااااااح ..كر)......وشخصي الضعيف عاكف هذه الايام لكتابة سفر نقد في قصته القصيرة التي فازت..نقد بطريقتي البعرفها انا......لو ما طلعتو ليك بي قد القُفة ما تديني ايدك....!!!!!

    ملحوظة.-
    اصلي، فوق خشمي دا، ما بجيب طاري السراويل!!!
                  

02-24-2012, 03:48 AM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: سجيمان)

    العزيز أسامه،

    تحياتى.

    مسرحية ممتازه تعالج ورطة أمثال الدكتور بشرى الفاضل (كوبنهاجن) أتمنى الاطلاع عليها:

    http://www.ihr.org/jhr/v21/v21n2p35_frayn.html

    ودى.
                  

02-24-2012, 04:07 AM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: Khalid Kodi)

    الأخ اسامة الخواض
    طابت أوقاتك

    من حق بشرى الفاضل أن يتلقى أى جائزة تروق له , وهذا أمر يعود الى تقديراته الخاصة جدآ..
    وفى ذات الآن من حق كل من طالع حرف بنبض ضد هذه الأفاعى المتأسلمة أن ينطق حرفه بالدهشة!!
    لماذأ؟
    كيف؟
    أين؟
    مع من؟

    دعنا من التذويق , وادلف الى الممر , الممدود على مد بصرك ..

    ثم
    لماذا تضع نفسك فى هذا المأزق المدافع عن بشرى؟
    أليس هو أحق بذلك منك؟

    لماذا تتحدث بلسان رجل يجيد التحدث عن نفسه؟
                  

02-24-2012, 04:18 AM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)

    كتب الأخ اسامة الخواض فى عنوانه لخيطه:
    Quote: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار


    ثم واصل الأخ اساامة, فى تقديم هو الأغرب على الاطلاق :

    Quote: يلفنا الحزن العميق لرحيل قامتنا الإبداعية السامقة :محمد وردي.

    ويلاحظ ان تقديم الأخ اسامة هذا هو ماابتدر به خيطه .!!

    طيب ياأخ اسامة
    بعد ماينتهى حزنك على وردى قوم أفتح ليك بوست طارحآ فيه لرؤيتك العبقرية حول مأزق
    الأخ بشرى الفاضل..!!! الشفقة فوق كم يازول ياطيب؟
                  

02-24-2012, 04:58 AM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)

    Quote: و ما المؤلف؟
    و متى ظهر المؤلف في الثقافة السودانية؟
    ما هو دوره؟
    ما هو موقعه في التراتب الاجتماعي؟
    ما هي حقوقه "إن كانت له حقوق؟و ما هي واجباته؟
    هل ظهر المؤلف كحرفة ووظيفة و مهنة؟


    لقد صاغ الانسان المبدع عبد العزيز بركة ساكن كل هذه الأسئلة
    فى مقال بديع :


    محنة الكاتب السوداني

    معظم كُتاب العالم الفقير ممتحنون، أما محنة الكاتب السوداني فهي الأعمق و الأغور جُرحا، من جانب خلق المادة الفنية، ثم طباعتها ثم نشرها، ثم نقدها، فلنتطرق لذلك شيئا فآخر. ستلاحظون انني اناقش الموضوع معتمدا على تجربتي الخاصة في كثير من الأحيان.
    دعنا نبدأ بمحنة التأليف، حيث تلعب اللغة دور الممتحن الأول، فاللغة التي يفكر بها الكاتبُ كما هو معروف هي لغة المخاطبة اليومية ولغة حياته الشخصية و العامة، أي لغة المكان و الزمان، وهذه اللغة في السودان هي العاميات السودانية المشتقة من اللغة العربية ولهجاتها و كثير من اللغات المحلية القبلية، و صلة الأديب السوداني باللغة العربية الفصحى في الغالب هي صلة تعلم مدرسي واحيانا صلة عمل، أقصد لغة مكاتبات وتدوين أو تدريس وصلة قراءة. وعندما يبدع كِتابيا، مطلوب منه أن يستخدم اللغة العربية الفصحى، أي اللغة التى لا يفكر بها، أي مطلوب منه أن يفكر بلغة ويكتب بأخرى، بالتالي يعاني من ذلك المخاض التحويلي الهدمي البنائي، الذي يعمل على مستوى الصورة و الفكرة و الأحساس بالشيء. في مجال الشعر خاصة ذلك الذي ينهض على الموسيقى التقليدية الخليلية، فالمسألة أكثر تعقيدا ، فالموسيقى الخليلية هي ليست مايجب أن يمشي عليه الإيقاع الشعري، ولكن هي ما وجد عليه الخليل الإيقاع الشعري في زمان ومكان بعيدين وغريبين عن أمكنة وأزمنة كثيرة، ومنها الزمان و المكان السودانيين، و الشيء الآخر أن تلك الموسيقى بلا شك قد بُنِيت في الأصل لدى الشعراء على أمزجة لا تنفك من الموسيقى السائدة و الغناء و الإيقاعات التطريبية و إيقاعات الحياة منها أدوات العمل، المواصلات ، طرائق النطق، أصوات المكان، و طرائق العيش وغيرها. وإذا لم ينتبه الشاعر السوداني لكل ذلك سيجد نفسه مورطا في الإلتزام بادوات صنعة لا تذهب عميقا في وجدانه الإبداعي، أي تظل فوقية، فيصبح انتاجه أيضا كذلك، ولا ينجح فيه إلا من وطن نفسه على أمزجةِ أزمنةِ و أمكنةِ الفراهيدي، وهذا يحتاج لتغريب و مران صعبين وغالبا ما يُلهيان عن الشعر بالصنعة.
    ولقد بدأتْ لي تلك الملاحظة واضحة عندما أخذتُ أدرسُ أحد شعراء العامية السودانيين ، شاعر الدُوبيت المدني عبد الله الكردوسي توفي في 1934، قد لاحظ قبلي الأستاذ ميرغني ديشاب صاحب كتاب قاموس شعراء البطانة ، أن الشاعر المدني كتب شعره بأوزان غريبة، غير معتادة لدى شعراء البطانة الذين سبقوه وأيضا لدى شعراء الفصحى السودانيين، وبدراسة حياته عرفت أنّ الشاعر ما كان يستخدم الجَمَلَ في ترحاله كما هي عادة الشعراء من قبله، حيث أنهم يرددون الشعر على ظهور نوقهم و يتغنون به في الترحال، فلقد كان يستخدم الحمار كوسيلة ترحال، و معروف أن ايقاع سير الحمار ليس كايقاع سير الجمل، فظني أن ذلك أحد العومل المهمة في أن تأتي ايقاعات شعره في بحور غريبة و سريعة و شديدة التنوع.
    والمحنة الأخري، بعد أن ينجو ذلك الكاتب المسكين من براثن اللغة، ويكتب نصا، عليه أن يراعي شيئا غريباً جدا، وهو الأخلاق المُعْلنة على أنها الأخلاق الرسمية للدولة، و أعني بالمعلنة أنها المعلنة وليست بالضرورة أخلاق الشُعوب السودانية. وتتمثل في أن السودان دولة عربية مسلمة، سُكانها عرب مسلمون من نوع لم يخلقه الله من قبل،وجميعهم ذووا جذور ضاربة في بطون قريش، ليس بالدولة فساد مالي أو اداري، ليست هنالك حروب يموت فيها الأطفال و النساء و تديرها الدولة،مايسمى بأزمة دارفور ومخاطر انفصال الجنوب وغيرهما من المشاكل ليست سوى مؤامرات من تدبير اسرائيل وكيد اليهود و الأمريكان، ليس هنالك فقر يقود للمرض و الجهل و الدعارة، لآنه في الأصل ليس بالسودان من يمارس الجنس، وعلي الكاتب أن يحترم ما يُسمى بالقيم السودانية و الأخلاق السودانية و العادات و التقاليد السودانية و أن ينسى أن هنالك مئات القبائل و عشرات الديانات و الأعراق و طرائق الحياة، و أن ما يُعتبر قيمة أخلاقية حميدة في الخرطوم قد يُعتبر زلة في قرية لا تبعد عنها مسيرة ساعتين، ليس بالسودان سياسيين فاسدين، ولا أحزاب مرتشية، كل زعماء الأحزاب السودانية الكبيرة وقادة الطرق الصوفية وزعماء القبائل وكبار السياسيين من الأشراف، يعني انهم من اسرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وليس بالسودان كُتاب مارقين وليسوا مثل كافكا الذي يقول ذات نشوة:
    " الكتابة مكافأة عذبة رائعة، لكن مكافأة على ماذا؟
    في الليل كان واضحاً لي أنها مكافأة على خدمة الشيطان، ربما توجد كتابة أخرى أيضا، لكنني لا أعرف سوى هذه"
    يجب على الكتابة ان تكون عبادة، ليست عبادة حرة طليقة ممتعة كصلاة النفري و وابن عربي او وولت ويتمان، ولا يستطيع الكهنة القائمون على تخطيط ما يجب ان تكون عليه الكتابة السودانية، اولئك الذين دائما ما اتخيلهم كفئران دقيقة غاية في الصغر، لهم أذناب نتنتهي بأشواك حادة كانياب الأفاعي، لا يمكنهم تخيل كاتب في السودان بنزق كافكا او شيطانية رامبو، كل ما يأملون فيه فقهاء يكتبون صحائفا طيبة وحكايات تمجد قوما طيبين وطاهرين وعفيفين، لا يتعاطون المريسة، و اسماؤها الخمسون ماهي إلا نتاج مخيلة كاتب فلت من الرقابة في زمن نجس ما كانت لهم يد طليقة فيه ، يكتبون عن دنيا دائما بخير و الناس على ما يرام.
    وقد رضخ كثير من الكتاب لهذه المؤامرة الباردة، وأعرف الكثيرين الذين عندما يكتبون شيئا، او يتطلب الموقف الفني كتابة حدث ما، يفكرون كما يلي
    - حسنا، ماذا لو قرأ رجل متطرف دينيا هذا؟
    - ماذا لو قرأت ابنتي او اختي او اطفالي الآخرون هذا النص؟
    - ماهي ردة فعل القراْء ؟ وبيدون في مخيلته كأغوال ضخمة لها سبعة رؤوس، و مليون لسان، فوق ذلك يحملون بنادق كلاشنكوف.
    و الأبعد، يفكر الكثيرون في سلطات الرقابة، هل سيصادرون الكتاب، هل سيرفع البعض ضدي قضية اذا تشابهت شخصية البطل بشخصيته؟ هل اذا ذكرت اسم المدن و القرى التي تدور فيها أحداث الرواية المتخيلة، ألا يجر ذلك لكثير من المشاكل؟
    لذا تجد أغلب الكتاب السودانيين في رواياتهم وقصصهم لا يذكرون اسماء المدن و القرى و الأحياء الحقيقية إلا ما ندر وفي بعض كتاباتي كنت أفعل ذلك أيضا ولكن في اطار ضيق، ولو انني لا استطيع أن أجد مبررا لذلك غير الخوف المتوارث من ذكر الأمكنة بأسمائها ممن سبقنا من كتاب، وظل المبدعون السودانيون لا يناقشون مطلقا الموضوعات الأنسانية الساخنة، في شعرهم وقصصهم ورواياتهم، مثل حرب الجنوب، قضية دارفور، الفساد المالي و الإداري و الإجتماعي في دولة الإنقاذ، نظام الرق في دولة المهدية و سنار، القوانين التي تحد من الحريات، اشكاليات الهوية، السودانيين في المهجر، المجاعات وغيرها، وتجدهم في كتبهم ونصوصهم يهيمون في آفاق رحبة من اللغة و الشعر و الرمز و الغناء. لقد استطاعت القوانين و استطاع التصور العام المفترض لما هو سوداني وأخلاقي أن يكبل ابداعهم وفي الغالب كون مفهوما غامضا لما يجب ان تكون عليه الكتابة، واصبح منهجا مقدسا للكثيرين.
    و الأغرب ايضا، فوق ذلك كله، ان كل الكلمات التي يجب على الكاتب ان يستخدمها هي كلمات مستوحاة من قواميس القرون الوسطى ،لا باس ان يعيش الكاتب كما يشاء و ان يقول في يومه ما يشاء لمن يشاء، ان يستمع للناس يتحدثون بما يتحدثون به عادة ولكنه عندما يختلى بملائكة الكتابة اولئك الطاهرين البررة، عليه أن يحذر ثم يحذر لغة الشارع، وان يحذر ثم يحذر لغة العامة ومنها اسرته و اقاربه و اصدقائه بل هي لغته هو أيضا و ان يتحدث بطله المتشرد الأمي البائس- اذا سمحت له المصنفات ببطل كهذا- ردا على الشرطي الذي يناديه قائلا وهو يحمل بندقية كلاشنكوف
    - قفْ، يا أيها المتشرد الزنيم.
    فيرد له المتشرد
    - أفٍ أيها الشَرطِيُ، و أمي و ابي ، لست بواقف، فلتذهبا انت و بندقيتك الى الجحيم.
    وانشأت الدولة مؤسسة بغيضة لرعاية هذه المحنة، و اطلقت عليها اسم المجلس الإ تحادي للمصنفات الفنية و الأدبية ، و زودتها بقانون، وسلطات تقوض كل التشريعات الأنسانية التي تكفل الحريات، كالميثاق العالمي لحقوق الأنسان، و الدستور السوداني ، وفاتورة الحقوق وغيرها، به سادة أشداء قد يفقهون في أمور كثيرة غير الرواية و الشعر و القصة، يصدرون احكاما نهائية كأنها منزلة، لا يتراجعون، لا يعترفون بجهلهم، لا يرحمون، يصادرون و يحرقون و يمزقون،يضربون بيد من حديد، ولا تأخذهم في ذلك لومة لائم.
    وقد قام هذا المجلس بمنع نشر و مصادرة عشرات الأعمال الأدبية و الفكرية بالسودان، وهو يعد من كبريات المؤسسات الراعية لتكبيل الأبداع وعرقلة حركة النمو الثقافي في السودان، ويظل للأسف الناقد الأول للعمل، معتمدا على نصوص القانون وظنون الفقهاء ، بدلا من النظرية النقدية وضلالات باختين و دريدا وغيرهما من النقاد.
    وقد ينجو الكاتب أيضا من تلك المحنة بمهارتاته التي اكتسبها من هراوة الشرطي و فأس مجلس المصنفات و مثقاب الرقابات الأخرى، ويتكرم المجلس له بتسريح لنشر العمل المكلوم، بعد حذف ومسح وشطب و قطع، تشذيب وتهذيب يضر بالعمل ضررا بالغا، ويخرج منها كفـأر هرب من مختبر بيلوجي، لتطل المحنة الثالثة برأسها، رحلة البحث عن ناشر. والناشرون في بلدي ناشران. ناشر يأخذ الكتاب و يطلب من الكاتب ان يشاركه قيمة الطباعة، لأن الكتب عادة ما تكسد و لا سوق لها، وهو سوف يشاركك المغامرة التي هي خاسرة خاسرة، وما يأخذه من الكاتب كمشاركة في النشر هو في الواقع مبلغ يساوي تكلفة النشر مضافا إليه بعض الأر باح القليلة المدفوعة مقدما. والناشر الآخر يشرح لك بإستفاضة انه لا يستطيع ان يعطيك اية شيء مقابل ان ينشر كتابك ولا يطلب منك مالا ولكنه سيعطيك بعض النسخ الإكرامية بعد النشر- ويظل بعض الناشرين- يطبع من كتابك الآلاف ويبيع في كل معارض الدنيا، وانت لا تربح مليما واحدا، وعليك ان تشكره بين الفينة و الأخرى لأنه تكرم عليك بالنشر، فالكتاب لا ينباع هذه الأيام. والحال ذاته في النشر بالجرائد و الصحف و المجلات الدورية وغيرها كلها لا تدفع لك شيئا، فالأدب مثل الفضلات لا تُباع، انما يُشكر من ساعدك على التخلص منها. وللحق هنالك بعض الناشرين الذين لهم طرائق أخرى، ولو أنهم قلة، قد يجد الكاتب منهم بصيص فائدة ما، ولو ان جميع الناشرين ليست لديهم هيئة تحرير أو لجنة قراءة ولا حتى مصممين خاصين بدار النشر، مما يجعل الكتاب المنشور دون المواصفات العالمية حتي ولو بذل الكاتب و الناشر قصارى جهدهما في تجويده، يظل الكتاب معاقا وبه من العيوب الكثير، فحسن النوايا وحدة لا ينتج كتابا جميلا.
    و سيندهش القاريء اذا عرف انه ليس بالسودان الى لحظة كتابة هذا الشيء 2010-05-21 اية مجلة ادبية او صحيفة مختصة بنشر الأدب، خاصة كانت أم حكومية، و انه ليست هنالك وزارة ثقافة بالمعني المعروف، وتوجد وزارة تسمى وزارة الثقافة و الشباب و الرياضة، واعلن احد وزرائها في صحيفة ما انه لا يشترط على وزير الثقافة ان يتعاطى الثقافة، اي ان يكون مثقفا، بالتالى تهتم هذه الوزارات بكرة القدم ، ولو ان الحال في مجال الكرة ليس بأحسن منه في مجال الأدب إلا ان بالسودان حاليا ما لا يقل عن عشرين صحيفة يومية مختصة بكرة القدم، والمفارقة المضحكة المبكية توجد بالبرازيل تلك الدولة ذات التاريخ الحقيقي في كرة القدم ، صحيفة رياضية واحدة فقط؟
    بعض الكُتّاب – شخصي واحد منهم- ندعي العبقرية في التحايل على محنة النشر، فالناشر الذي يقوم في الغالب بنشر أعمالي هو مكتبة الشريف الأكاديمية، لدي اتفاق غريب معه، وهو ان يعطني ثلاثين في المئة من الكتب التي يقوم بطباعتها، على أن أوزعها بطريقتي الخاصة. بالرغم من أنني حتى الآن لم اجن شيئا من الكتب التي اقوم بتوزيعها بنفسي في مدن وقرى السودان إلا انني استفدت كثيرا من تجارب السفر و الشوف و الأمل في ان أجد مبلغا ولو يسيرا من المال مقابل ما اكتبه، في الحق اصرف على الكتابة الكثير من الوقت و الكتب و مصروفات الأسفار الطويلة، و اتحمل في شأنها الشتائم و التشكك في اخلاقي ، هنا نعرج لمحنة اخرى وهي الظن العام في ان الكاتب يكتب تجاربه و مغامراته لا غير، وإلا من اين له بكل تلك الحكايات الضالة؟ وهذا يتطلب من اخواتنا الكاتبات عندما يكتبن ان يتجنبن الخوض فيما يجر عليهن تهمة الإنحراف، ويثير حفيظة ازواجهن و اخوانهن و انف المصنفات ال######ي، و المحنة في ان الكاتب كلما تجنب شيئا ما لمخافة ما ، فانه ينحرف بعمله نحو هوة الضعف الفني .
    ومحنة النشر خارج السودان بالمجلات و الصحف الرصينة التي تدفع مقابل مادي عن النشر، مثل مجلة العربي وغيرها، محنة شائكة، لدي تجربة وقد خاضها قبلي استاذي مبارك الصادق، وهي ان مجلة العربي ترسل شيكا مسحوبا على البنك الباركليز، وفي السودان لا يوجد مثل هذا البنك، بل محرم تماما التعامل مع البنوك الأمريكية وتوجد قائمة سوداء لأخرى. ولقلة المبلغ فانك لا تستطيع ان تقوم بمحاولات اخرى تجعلك تتحصل على قيمته، لأن تكلفة صرفه أكبر من قيمته، لذا احتفظ الآن بشيكات مجلة العربي باليورو داخل شنطتي، للذكرى العطرة وانا في اشد الحاجة للمال الذي تحويه. أما عن اعمالي الصادرة باللغة الفرنسية فإلى الآن لم يستطع الناشر- ولا أنا- ان يفهم لم لم يكن سهلا امر تحويل نصيبي مباشرة لحسابي في السودان.
    بعد ان يتخطى الكاتب كل تلك الحواجز، مثل ثعلب عجوزيخدع الشباك التعبة، يقع في شرك النقد، وهو محنة سوف لا ينجو منها بالسهل، فالنقد في السودان- في كثير من الأحيان- يقوم على المزاجية ، الشللية، الأخوانيات و احيانا البلديات و الحزبية الضيقة جدا، على الرغم من ان جيلا من النقاد يمتلك الكفاءة العلمية، اي تخرج من كليات النقد، بل ان كثيرا من حملة الدكتوراة في هذا المجال قد شرفوا الساحة الأدبية، إلا ان حركة النقد مازالت بطيئة وغير فاعلة، بل تصبح في احيان كثيرة معيقة لحركة الأبداع ، حيث ان ميكانزم الشلة، منذ سنوات قليلة كان يعمل على انتاج كُتّاب الشلة، وفي سكته هذه قد يقوم بتجاهل كتابات كثيرة جيدة، تجاهلا متعمدا،وقد يسحق تحت حوافرة العجلة كُتّابا مثابرين كان يُرجى منهم الكثير،ليلقي الضوء على تجارب فطيرة فقيرة، حالما يكتشف القاريء زيفها منذ الأسطر الأولى.
    واذا كان الكاتب يتمتع بروح كديس بري، ونجا من كل تلك المحن و الإحن، فما ينجيه من الجرى اليومي وراء لقمة العيش الذي يلهيه عن القراءة و الكتابة و المنتديات عن السفر؟ وكما يقر بول الوار بأن "الخبز خير من الشعر"، اعتصم أكثرهم بوكر الخبز.
    سألت مرة ابني الصغير اسمه المهاتما، عمره ثمانية سنوات
    - عندما تكبر، عايز تكون شنو؟ اي ما هي امنيتك؟
    قال بسرعة وكانه يعد الإجابة مسبقا
    - عايز اكون كاتب مثلك!
    وعندما سألته لماذا يريد ان يصبح كاتبا، قال لأن الكاتب لديه مال كثير و لديه عربة. وحتى لا يضيع ابني في الوهم الأخضر كما ضاع ابوه، اخذت اشرح له، بأن العربة التي اقودها هي عربة المصلحة التي اعمل بها، و ان النقود التي ادفعها يوميا من اجل توفير الطعام له و لأخيه، هي ما تدفعه لي المؤسسة مقابل ان أعمل الوقت كله لها، وشرحت له انني اذا اردت ان أعيش ككاتب،اكتب و أقرا واقدم الأوراق الأدبية و أحضر المنتديات، عليه و اخوه ان يتوقفا عن الذهاب للمدرسة و يتسولا في الشوارع، ونصحته بأن تكون له امنية أخرى اذا اراد المال و العربة و الحياة الرغدة الطيبة، سياسي مثلاً او ناشر كتب.
    ولكنه اصر على امنيته في ان يصبح كاتبا، بالتالي كتبت هذه الواصايا الإحدى عشر من أجله:
    - عندما تكتب عليك ان تنسى ماهو دينك او حزبك او قبيلتك، عليك فقط بالنص.
    - لا تتردد مطلقا في ان تكتب اية كلمة تخطر ببالك اذا كانت لها ضرورة فنية.
    - عند لحظة الكتابة لا تهتم مطلقا بكل ما تعلمته من فضائل وقيم و اخلاق، اهتم فقط بالإنسان، بالقيم التي تخصه و الأخلاق و الفضائل التي تخصه، اقصد الأنسان الذي تشكله في النص .
    - لا تفكر في النشر إلا بعد ان تفرغ من الكتابة، لآن التفكير في النشر يجر الى التفكير في ما يجب ان يكتب و ما لا يجب.
    - انس كل القوانين التي تقيد كتابتك وتحد من حريتك.
    - ضع العالم في جيبك و انت تكتب، امتلكه كله ، زمانا و مكانا.
    - استخدم اللغة التي تروق لك انت شخصياً.
    - لا تتبع غير الموسيقى التي تنبع من ذاتك، الموسيقى التي تخصك،الموسيقى التي هي جزء منك و انت جزء منها.
    - تذكر مقولة بودلير" لا تخلط الحبر بالفضيلة".
    - لا تنسى وصية جدتك فرجينيا وولف " كل الموضوعات تصلح للكتابة".
    - في غمرة الكتابة لا تفوتك الحرفة، اقصد فن اللعبة، لأن الرواية ليست هي الحكاية ولكنها فن كتابة الحكاية، وكذلك الشعر، القصة و الرسم.

    في مصر كنت قد التقيت قبل سنوات كثيرة، بصديق درسنا الجامعة معا بمدينة اسيوط، اسمه احمد خالد وهو روائي وقاص مصري مشهور، سألته عن حاله و احواله ، قال لي إنه الآن متفرغ للكتابة، واندهشت جدا لهذه الجملة التي لا توجد اطلاقا في قاموس الثقافة السودانية.
    وسرحت بخيالي في اسئلة عصية، من اين يأكل هذا الشاب، كيف يوفر مصروفه الشخصي ولحسن حظه انه غير متزوج ولكن من يدفع له ايجار الشقة؟ وكنت أعرف انه لم يكن من اسرة ثرية او بقايا باشوات. وعندما شاهد دهشتي، قال لي إن هذا الشيء عادي تماما في مصر، و لقد فرغتني المؤسسة الحكومية التي اعمل بها، انا اصرف مرتبي شهريا و اذهب للمنتديات و اقرأ و اتسكع و أحب من اجل ان اكتب روايتي الجديدة في عامين كاملين. قارنت هذا بأديبنا الأعظم ابراهيم اسحق الذي ظل يعمل و يكتب اكثر من ثلاثين عاما و الى اليوم، قارنته بأستاذنا الروائي و القاص عيسى الحلو وهو على مشارف السبعين واذا لم يذهب للجريدة سيموت من الجوع ويطرد من بيت الإيجار، بذات الحال الروائي و القاص مبارك الصادق، الناقد مجذوب عيدروس، الشاعر عالم عباس، و الناقد عبد القدوس الختم الذي لم يقعده عن العمل سوى المرض، القاص بشرى الفاضل وكثيرون هم الآن فوق الخمسين أو الستين لم يتفرغ اي منهم ليوم واحد من اجل مشروعه الأدبي، وإلا اصابتهم لعنة المسغبة ، ولأن هؤلاء الشيوخ الذين افنوا جل عمرهم في خدمة الأدب و الثقافة لا يشملهم التأمين الصحي و ليس هنالك ضمانا اجتماعيا يحمي اسرهم ، فكثير منهم مات محبطا بأتفه الأمراض مثل القاص زهاء الطاهر و الروائي محمود محمد مدني صاحب الدم في نخاع الوردة،و القاص بدر الدين عبد العزيز وتركوا اسرهم للريح، بذلك ينقلون محنتهم اقصد لعنتهم ككُتّاب الى اسرهم من بعدهم، وهم السابقون و نحن اللاحقون. تخليوا الروائي الفذ الطيب صالح اذا تفرغ للرواية بعد كتابة رواية موسم الهجرة الى الشمال في اوائل الستينيات من القرن الماضي ، دعنا لا نتحدث عن جائزة نوبل، لأنها كما يقول الأستاذ عنها "حظوظ"، ولكن كم من الروايات الجميلة كان سيكتب وكم من القصص الساحرة؟ ولكن كان ابو الرواية السودانية فقيرا ايضا، وظل يعمل الى ان اقعدته الشيخوخة والمرض عن العمل ثم تفرغ مجبرا في اواخر ايامه.
    فكرت ذات مرة- كثير من الأفكار الشيطانية نتابني بين حين وآخر- أن اتفرغ للكتابة سنة واحدة فقط، تبدأ ب 30 مارس 2008 و تنتهي ب 30 مارس 2009، وكان حينها قد انتهى عقد العمل الذي يربطني بالأمم المتحدة و منظمة رعاية الطفولة السويدية كمستشار لحقوق الطفل بدارفور، وكانت بجيبي بعض الجنيهات حصيلة عمل شاق وخطر استمر لثمانية عشر شهرا مع قوات حفظ السلام الأفريقية ثم الجيش السوداني، وفكرت عمليا وسريعا في ان استثمرها في مشروع صغير يوفر لأطفالي مصروفات السنة التي سوف اقضيها للعمل النهائي في مخطوطة رواية الجنقو مسامير الأرض، وكنت متفائلا جدا، وطيبا جدا، و اكتشفت فيما بعد انني كنت غبيا جدا، عندما اودعتها جميعا، في مشروع كانت خسارته داوية بعد ثلاثة اشهر فقط،ولكنني قررت ان اظل متفرغا الى بقية العام، لذا قمت بعمل خفيف وهو ان اصمم اقمصة من اقمشة القطن و ابيعها للمثقفين بأماكن تجمعاتهم، لقد كنت في صباي اعمل تلميذا لخياط في بلدتي بخشم القربة،وامتهنت فن تصميم الأزياء ذات فقر من قبل ، اي كانت لدي فكرة لا بأس بها في هذا المجال، وفشلت محاولات اخرى كثيرة من أجل توفير لقمة العيش، ولولا نجدة الأصدقاء و الصديقات، لولا الصبر الذي تعلمته من امي، لولا مهارتي في إدارة الجوع و الفقر، لما اتممت العام متفرغا للكتابة، واعتبر ان تلك كانت مغامرة كبيرة سوف لا اكررها فيما بعد.
    إذا،كيف يبدع الكاتب السوداني وهو في دوامة تلك المحن، و محنة الكاتب السوداني تقود الى محنة الأدب السوداني بالضرورة،و تبقي حقيقة واحدة مهمة، من جراء كل تلك المحن، يصبح "الكاتب السوداني مشروع فاشل لكاتب عالمي".
    عبد العزيز بركة ساكن
    19- 5- 2010


    http://barakasakin.blogspot.com/2010/07/blog-post.html
                  

02-25-2012, 08:38 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)



    نقطف من مقال الكاتب : بركة ساكن :
    Quote: دعنا نبدأ بمحنة التأليف، حيث تلعب اللغة دور الممتحن الأول، فاللغة التي يفكر بها الكاتبُ كما هو معروف هي لغة المخاطبة اليومية ولغة حياته الشخصية و العامة، أي لغة المكان و الزمان، وهذه اللغة في السودان هي العاميات السودانية المشتقة من اللغة العربية ولهجاتها و كثير من اللغات المحلية القبلية، و صلة الأديب السوداني باللغة العربية الفصحى في الغالب هي صلة تعلم مدرسي واحيانا صلة عمل، أقصد لغة مكاتبات وتدوين أو تدريس وصلة قراءة. وعندما يبدع كِتابيا، مطلوب منه أن يستخدم اللغة العربية الفصحى، أي اللغة التى لا يفكر بها، أي مطلوب منه أن يفكر بلغة ويكتب بأخرى، بالتالي يعاني من ذلك المخاض التحويلي الهدمي البنائي، الذي يعمل على مستوى الصورة و الفكرة و الأحساس بالشيء.


    نشكر الأكرم : الجيلي أحمد على رأيه الصريح أعلاه الذي يختلف عن رأينا ، وعلى ما أورده للكاتب بركة ساكن

    نشكر للكاتب الروائي بركة ساكن هذا الكتاب الضافي ونحمد له هذا الصراح ، وتلك معضلة بين اللغة الفصحى واللغات العامية ، كثرة المفردات لدى الفصحى وكثرة العارفين بها ، مع قلة مفردات العاميات المتنوعة في السودان ، وقلة العارفين بها . لقد أصدر البروفيسور" سيد حامد حُريز " كتاب عن كيفية كتابة اللغة العامية . ونعرف أن هنالك أكثر من لغة عامية مع تنوع المفردات ، وهذا الصراع بين العامية واللغة الفصحى صراع كبير . فمن يكتبون باللغة الإنجليزية مثلاً ، تنفتح أمام كتاباتهم عيون قراء الإنجليزية ، وسوق الكتابة هو سوق القراء .

    لهما شكري والتقدير والشكر موصول لصاحب الملف الأستاذ / أسامة الخواض
    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-25-2012, 08:40 PM)

                  

02-25-2012, 10:38 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    متابعين
                  

02-25-2012, 11:02 PM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    كتب صديقنا بيكاسو
    Quote: نشكر الأكرم : الجيلي أحمد على رأيه الصريح أعلاه الذي يختلف عن رأينا ،


    هذا خلاف بحوجة لاحتفاء ,
    فلم يعيننى فى هذه الحياة الا اختلافى مع الصحاب , وعكَنا , وتناصحنا الذى قد يصل صوته الى قبة السماء
    لو انها تنصت ..

    ياشقلينى ,
    هذا الأمر شائك ,
    ولاتصلح فيه المغالطات , وتقنية تطييب الخواطر الممسكة بتلابيب المثقف السودانى ..
    هنالك خطأ فادخ قد حدث من الأخ الكاتب المبدع بشرى الفاضل ,
    وتلتيقه أمر أقرب الى المستحيل ..

    فلندع الرجل يتحدث ,
    ويدافع عن نفسه وموقفه ..

    لم تعجبنى طريقة الأخ اسامة الخواض فى محاولاته التبريرية
    فلاهى بالنقد المباشر ,
    كما انها ليست تضامنآ مع بشرى ..

    موقف هلامى , وضبابى ..

    (عدل بواسطة الجيلى أحمد on 02-25-2012, 11:22 PM)

                  

02-25-2012, 11:14 PM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)

    أى انسان يتقبل بكامل ارادته جائزة تقدير من الذى أذله وطرده من وظيفته وأهانه , وشرده ,
    فهو يقر ضمنيآ بصحة وشرعية كل ماحدث له ..

    لن ينقطع رحم العاطفة عن ايجاد تبريرات ..
    ولكننا لن نخرج بتبرير منطقى لما قام به المبدع بشرى الفاضل ..

    فيابيكاسو

    لقد أرهقتنا هذه البئر المعطلة ,
    أرهقنا تساقط المبدعين أمام لمعان الضوء والعدسات ,
    أرهقنا عودتهم الى طبع تسامحى تبريرى حين تتقدم بهم السنوات ..
    أرهقنى حديث الطيب صالح عن البشير ,
    وغناء وردى فى حديقة وزير الدفاع بمعية البشير
    وهم يتناولون البطيخ والغناء .. ربما أيضآ يكونوا قد غنوا لاكتوبر ..

    هذا قحط
    هذه مجاعة المثقف السودانى الهزيل
                  

02-25-2012, 11:31 PM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)

    من تلك الصور المتضادة التى تشعل فتيل التساؤل غناء عمن الجميل وردى :


    من طواقي الجبهة من دقن الترابي
    من اباريق تدلق الدم في المواعين والكبابي
    من حقوقنا ايتامنا من سبحة مرابي
    من صدى اهات سنابل دابها في حوضا بتشابي
    من قنابل نازفة في حلق الطواب
    بالقرار الأربعيني رخيص ونابي
    جيتنا في اول بيان للعزة والحرية مابي
    يا البشير بالشر معمد انقلابي



    وفى تضاد غريب تصعد صورته وهو يجلس مع ذات البشير ("المعمد بالشر انقلابى" , فى حديقة
    وزير الدفاع , يلتحسون البطيخ والفرولة ويغنون مطروبين)


    ________
    مشهد بالغ القسوة:
    الطيب صالح يتحدث عن البشير , وكأنه لم يكتب يومآ من أين أتى هؤلاء !!

    ______

    مشهد هزلى :

    كبير الطفابيع يمنح جائزة أدبية , لمن أسماه طفبوعآ ..
                  

02-26-2012, 07:10 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)



    (3)


    جون قرنق يستقبله علي عثمان عند حضوره للخرطوم


    *
    أخي الأكرم : الجيلي أحمد

    مرفق لقاء جون قرنق مع علي عثمان وقبله وبعده الكثير من اللقاءات والاستئناس ، بل والضحك ، وقد قال جون قرنق ( إن المؤتمر والحركة أصبحوا واحد )
    هذا هو الرجل الذي ظهر في كل لحظة بأنه سياسي هو الذي جلس وصافح وكسر جذوة المعارضة بتوقيع اتفاق وليس مصافحة !!
    ولم تقم الدنيا على هذه الشراكة التي تسببت آخر أمرها لفصل الجنوب بإتفاق طرفي نيفاشا ..
    لم نستمع لملفات تخوّنه ، رغم أنه صار شريكاً للمؤتمر وهو السياسي صاحب البرنامج ، ودكتور بشرى جاء بقصصه ولم تتنازل قصصه عن مضامينها ، وذهب !!!
    أعرف أن الموضوع شائك ، ولكني أراه واضحاً لا لبس فيه .
    *

    - من الذي أحنى قامة تراثه السلفي حين قام بنفي كتب الطيب صالح لمخالفتها الشرع وحُرمت منها المكتبات في السودان ، ثم أعاد النظر وابتلع الموسى وصار يتصدر الحفاوة بالطيب صالح ؟

    - من الذي تراجع ورجع يمجد المبدع الطيب صالح ، وترك إرث الغلو والخسائر الفادحة التي ألمت بالمشروع الثقافي الديني السلفي ؟

    - أليس من السهل لأصحاب المشروع الحضاري أن يقيموا من مال الشعب جائزة باسم ابن تيمية أو سيد قُطب أو حتى لرئيسهم ؟

    - لماذا لم يستطع البرنامج الثقافي الديني الذي يناطح فيها غلاة الإسلاميين حقائق الواقع من أن يخصصوا جوائز لرموزهم الدينية ؟


    تقبل شكري
    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-26-2012, 07:18 AM)

                  

02-26-2012, 04:14 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    الاصدقاء و الاخوان
    سلامفوراول
    و عذرا على التاخير لامر كتابي جلل.
    احب أن أعلق بكليمات على "الأخ " الجيلي المقيم "جسديا" في فرنسا،الذي تنقَّل من فكرة إلى أخرى،و من مداخلة إلى مداخلة،كأنّه على مِقْلاة.

    من أدب الشراب في السودان"السكران في ذمة الواعي".
    و يبدو أن أخانا الجيلي يريد أن يرهن سكر الكاتبين من كؤوس الكتابة بإرادة الاسفيريين الواعين ممن "يتكلمون" في "كتابتهم".
    فهو دون أن يقرأ جيدا يحدد لنا متى نبدأ كتابتنا و متى ننقطع عنها و متى ننهيها،لينتهي بتحديد عمن ندافع محيلا لنا إلى سيرة الطفولة:
    "بتحاميليهو مالك هو ما عندو لسان"؟

    عنواني الرئيس و صاحبه الجانبي حمّال أوجه:
    فكثيرا ما يعني غير ما يقول،و أحيانا يحيل إلى موضوع أو مواضيع أخيرة ذات صلة ،لكن ليس من بينها "الدفاع" بمفهوم الحجاج.
    و عنواني الجانبي لو تمعَّنه جيدا يحيل إلى موضوعة اخرى غابت عن "دواس" الاسافير حول شبهة -و قل جريمة- استلام مؤلف لجائزة.

    يبدو أن علاقة "الأخ" الجيلي بالثقافة الفرنسية و اللغة العربية معا ليست على ما يرام.
    فحين قلت "ما المؤلف"؟كان يفترض ان يغلِّطني ،كوني لم أقل "من المؤلف"؟
    و هو أي "ما المؤلف" لميشيل فوكو،عنوان مقال مؤسِّس في الخطاب الغربي مع نظيره المتقدم عليه زمنيا:"موت المؤلف" لبارت.

    و زعم "اخونا" الجيلي ان ما قال به ساكن بركة هو نفس الأسئلة التي صدَّرت بها مقدمتي.
    ما قال به ساكن بركة هو "شهادة"،و قد نوه ساكن بركة في بداية "شهادته" لذلك.
    تلك الشهادة تحتاج إلى تنقيب و حفر تاريخي و معرفي حتى يبين لنا الشرط التاريخي و الاجتماعي و الثقافي الذي كوَّن "ولادة" و تطور "المؤلف السوداني".
    فيا أخانا الجيلي:
    موضوعة "التأليف" و "المؤلف" حتى في الخطاب الغربي كما يقول صاحب منتخب "التأليف-من افلاطون إلى ما بعد الحداثي" ،لم تتشكَّل بعد -ما عدا في نظرية السينما -بشكل مؤسَّس و شامل.

    تلك الشهادة و ما ستتلوها من شهادة لمحمد المهدي المجذوب في مقدمته ل"نار المجاذيب"،هي إثبات لا نحتاج إليه لقولنا سابقا انّ المؤلف -تُقْرأ الكاتب السوداني-، يمارس دوره ككاتب ك"وردية ثانية" غير مدفوعة الأجر،و بلا امتيازات و بدلات و علاوات و ضمان اجتماعي و خلافه من رموز الامتياز الاجتماعي.
    و لا يحظى في مناهج التعليم العام و التعليم الجامعي و مؤسسات البحث الأكاديمي بمكانة كنظيره الفرنسي أو الروسي مثلا.

    و بالرغم من تدنِّي وضع "المؤلف السوداني" في التراتب الاجتماعي،نجده محاطا بشبكة من "الأوامر" و "النواهي" و "التوقُّعات\الأدوار" و "السيناريوهات كما في سيناريو صنع الله ابراهيم"،و التي لا تتماشى مع ممارسة لم تتأسَّس بعد ك"وظيفة" .
    و من بين تمظهرات ذلك أي تأسيسها كوظيفة،أنْ تُكتب في البطاقة الشخصية و جواز السفر و غيرها من الوثائق الثبوتية تحت بند:الوظيفة أو المهنة.

    و صاحب الجائزة نفسه أي الطيب صالح،و قبله حامل جائزة نوبل للآداب نجيب محفوظ-بدرجات متفاوته- كانا يمارسان دورهما ك"مؤلفين" ك"وردية ثانية".
    ف"التأليف" يبدو ك"العمل المنزلي" "وردية ثانية" مطلوبة ،و لكنها هامشية و يُنظر إليها بعين الاحتقار في كثير من الأحيان.

    و حتى نعود،خالص شكري للجميع بدون فرز.

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 02-26-2012, 05:32 PM)

                  

02-26-2012, 05:32 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)

    سلامات استاذم اسامة

    Quote:
    ان المؤلف تُقرأ الكاتب السوداني، يمارس دورة ككاتب ك"وردية ثانية" غير مدفوعة الأجر،و بلا امتيازات و بدلات و علاوات و ضمان اجتماعي و خلافه من رموز الامتياز الاجتماعي.

    وهل بالضرورة انو العائد يكون مادي او ملموس؟
    في مجتمعنا المتصوف خلقة دا، الكاتب رمز و سلطة اخلاقية فاعلة جداً
    ودا بالضبط السعت ليو السلطة السياسية (الطغمة الغارقة في الفساد)، لشراء بعض مما يفتقدوه
    في كيس د.بشرى الفاضل نفسه، هل كان فصله و بقية اساتذة الجامعة لضيق ذات اليد، او انو الجامعة مفلسة و ما قادرة تدفع ليهم!؟

    ام كان ما مبدع وكتها!؟


    تحياتي
                  

02-27-2012, 06:40 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: قيقراوي)

    عزيزي قيقراوي
    سلامات

    قلت عزيزي:
    Quote: وهل بالضرورة انو العائد يكون مادي او ملموس؟
    في مجتمعنا المتصوف خلقة دا، الكاتب رمز و سلطة اخلاقية فاعلة جداً
    ودا بالضبط السعت ليو السلطة السياسية (الطغمة الغارقة في الفساد)، لشراء بعض مما يفتقدوه
    في كيس د.بشرى الفاضل نفسه، هل كان فصله و بقية اساتذة الجامعة لضيق ذات اليد، او انو الجامعة مفلسة و ما قادرة تدفع ليهم!؟

    ام كان ما مبدع وكتها!؟

    أولا دعنا نفصل بين بشرى الكاتب ،و بشرى "الأكاديمي".
    و لنقارب تساؤلك الذي وضعنا تحته خط أحمر.

    و لماذا لا يكون هناك عائد مادي؟هذا انتاج ذهني بل و يتمتع بأصالة فائقة كونه نتاج فرادة و تفرد.
    فيا سيدي قيقراوي قانون حقوق المؤلف ،و الذي يشمل الكاتب،يقول ان الحقوق نوعان:مادية و أدبية.
    طبعا مؤلفون آخرون مثل المطربين و الممثلين يعترف المجتمع بجدوى انتاجهم و يعطيهم عائدا ماليا مقابل بضاعتهم و إنتاجهم.
    لكن في ثقافة تنتشر فيها الأمية و الفقر و يستاسد فيها الفقهاء،و لا ينجح نظامها التعليمي سوى في تفريخ أشباه متعلمين،و لا ينتشر فيها سلوك القراءة كنشاط اجتماعي وسط الجماهير،و تنعدم فيها المكتبات العامة،بل و تفلس مكتباتها التجارية كما في حالة سودانبوكشوب،في ثقافة كهذي لا يمكن للكاتب أن يتأسس كمهنة و يجد قبولا اجتماعيا ،اللهم إلا من شرائح معزولةو قليلة العدد و الشأن معا.

    و لذلك فمن المتوقع لو ذهبت لإصدار بطاقة شخصية بمهنة كاتب،فسيفهم ذلك باعتبارك "كليرك" بالانجليزية أي من يعمل عملا مكتبيا،و ستطالب بشهادة من الجهة التي تعمل لها،و أنت في الواقع تعمل لنفسك.
    و لو كتبت مثلا المهنة "مؤلف" فلن تصدر لك بطاقة شخصية أو جواز سفر لأن هذه مهنة غير معروفة و غير معترف بها.

    و سأضرب لك مثلا من المغرب الشقيق حول مهنة "عارض أزياء".يقول موقع العربية نت:
    Quote: لا زالت مهنة عارض ومصمم الأزياء بالمغرب مطوقة بتفكير أخلاقي قيمي، يعكسه عدم اعتراف السلطات الإدارية بهذه المهنة على مستوى بطاقة الهوية والأوراق الثبوتية للممارسين في هذا الحقل.

    حسن عارض أزياء، في سن العشرين، يقول في تصريح لـ"العربية.نت"، بأن السلطات الإدارية ترفض الاعتراف بصفته المهنية على مستوى بطاقة الهوية، باعتبار أن هذا القطاع غير مقنن حسبها.


    و يمتد عدم الاعتراف إلى مهنة مثل مصمم أزياء معترف بها في ثقافات أخرى.يقول موقع العربية نت:
    Quote: من جهته يقول حكيم شملال مصمم أزياء، عاد مؤخرا إلى المغرب بعدما اشتغل طويلا بإسبانيا في حديث لـ"العربية نت" بأن مسألة الاعتراف لا تمس فقط العارضين ، بل المصممين أيضا، مستدلا بنفسه، فهو حصل على إذن لتصميم الأزياء، ومع ذلك يواجه إشكالا إداريا كلما تعلق الأمر بصفته المهنية حين يريد الحصول على بعض الوثائق الإدارية، إذ تدرجه السلطات الترابية في خانة خياط أو صانع تقليدي، وهي صفة لا تنطبق من وجهة نظره على مصمم عادة ما يستلهم أعماله من مرحلة تاريخية معينة، ومن جماليات طبيعية ومن الفلكلور، ويتوفر على زاد نظري وتكوين أكاديمي، يدعوه ليأخذ بعين الاعتبار بأن اللباس هوية أمة، وهي مسؤولية كبيرة تتطلب البحث منه والاجتهاد، وبالتالي لا يمكن الاستهانة بمجهوده التنموي الاقتصادي، الاجتماعي والثقافي.

    فيا عزيزي قيقراوي الكاتب في ثقافتنا ليس له حقوق،راجع شهادة الكاتب ساكن بركة المنشورة هنا،بل و عليه واجبات ضخمة تمليها عليه شرائح اجتماعية مختلفة.

    نحن في الواقع نُسقط صورة الكاتب في ثقافات أخرى ،كالثقافة الغربية يحتل فيها الكاتب موقعا متقدما و مؤثرا،نُسقط هذه الصورة على كاتبنا السوداني الكحيان التعبان،بل و نصل حد التأكيد على ان انتاج الكاتب لا يمكن أن يستحق عائدا ماديا مثله مثل كل أنواع الانتاج اليدوي و الذهني ،كما في مقالة حسن موسى عن الطيب صالح:
    Quote: و فرادة الطيب صالح حظوة ما بعدها حظوة كونها تخلّقت على قاعدة المصداقية الابداعية المجانية التي لا تأبه بالكسب المادي الشخصي (و التي لا يأبه بها أهل السياسة). و هذه الصفة تكسب سلوك المبدع ثقلا خاصا يميزه عن السياسيين من كل المشارب. و في هذا المنظور تتأسّس شرعية المبدعين كـ" أقلية " ساحقة في مواجهة "السلطات السياسية و غير السياسية".

    لاحظ انه يتم التعبير عن "انتاج الطيب صالح،باعتباره أصلا ليس موضوعا للجزاء المادي،و تتم بعد ذلك مطالبته بمواجهة السلطة.
    فماذا سنقول بعد ذلك؟
    كن بخير عزيزي قيقراوي.

    المشّاء
                  

02-27-2012, 08:13 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)

    سلام يا أسامة الخواض،

    قلت فيما معناه سيدي: بأن بشرى الفاضل مستجير من رمضاء الكيزان في السودان بنار السلفيين في السعودية ، أو كما قلت

    كلامك دا يا أسامة في قمة الغرابة وطرف سوطك وصل ناس كتار، من ضمنهم الشيوعيين اللي عايشين في بلاد الرأسمالية
    وأيضاً الأمريكان والخواجات اللي عايشين في السعودية، وأيضاً الجمهوريون اللي عايشين في السعودية وعندك أصحاب
    وأهل ضمن هذه الفئات، فهل تعلم يا أسامة بأن أكبر جالية أمريكية في الدول العربية موجودة
    في السعودية وبالتحديد المنطقة الشرقية منطقة البترول، والناس بتهاجر لطلب الرزق وبشرى الفاضل هاجر للسعودية لطلب
    الرزق وليس للدراسة أو النضال ، فمالكم كيف تحكمون!

    وبعدين يا أسامة ما تنسى رئيسك السابق المنتخب ديمقراطياً جورج بوش وداعي الديمقراطية في العالم قد قبل الهدية من الملك عبد الله




    تحياتي
                  

02-27-2012, 08:45 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: النذير حجازي)

    سلامات تاني
    Quote:
    و لذلك فمن المتوقع لو ذهبت لإصدار بطاقة شخصية بمهنة كاتب،فسيفهم ذلك باعتبارك "كليرك" بالانجليزية أي من يعمل عملا مكتبيا،و ستطالب بشهادة من الجهة التي تعمل لها،و أنت في الواقع تعمل لنفسك.
    و لو كتبت مثلا المهنة "مؤلف" فلن تصدر لك بطاقة شخصية أو جواز سفر لأن هذه مهنة غير معروفة و غير معترف بها.

    حكى لينا د. عبد القادر الرفاعي -ربنا يواليه بالعافية- عن مشكلة بخصوص ما هو بالاحمر اعلاه..
    الراحل المقيم وردي كان في زيارة للمملكة، مكتوب في وجواز سفره، في خانة المهنة (فنان) .. اي و الله مكتوب كدا ..
    واجههم موظف الجوازات انو ما بقدر يكمل الاجراءات لانو (السيستم) ما فيهو المهنة دا .. (فنان)!!
    المهم حلوها في الاخر بانو سموهو (ابنعوف) بما يشبه حل السوداني و الروسية لتسمية ابنهم بما يعبر عن ثقافتيهم!
    عدلوا المهنة في الجواز الى (مدير فني) .. وقبل النظام ومشى الحال.












    -------

    خلطي بين الاكاديمي و الكاتب (المؤلف) مقصود ..
    على الاقل الاكاديمي عايش في اقرب بيئة للممارسة (المهنة) الاضافية المجانية، وارتكاب فعل الكتابة.
    و بالذات في كيس د. بشرى .. هو كان في كلية الآداب، وهنا من فضل القول الاشارة لجدلية الكتاب- القراية!
    اذا فشل هو في الجمع بينهم -بالحلال- فعلى مستقبل المهنة دي السلام.
    جبت كل اعلاه لادلل على مدى الجور و العسف الاتعرضت ليهو المهنة دي ذاتا بصورة عامة، وللدكتور بصورة خاصة من قبل السلطة السياسية.
    هل فجأتن كدا استغفرت، ورجعت لوعيها!؟
    ام انو وراء الاكمة ما وراءها!؟
    هل د. بشرى -ازرق اليمامة همسلف- ما قادر يشوف ما وراء الاكمة!؟
    اها البقدر يشوف منو طيب!؟


    شئ اخير :

    ممارسة كرة القدم بدأت عندنا (هواية) .. ولما كان الدحيش الكبير -عز الدين- بشك الفنيلة لتلقي (النقطة) من المعجبين بـ(فنه) كان الناس بتستهجن السلوك دا ..
    بالحراك الاجتماعي الطبيعي، وجدل الواقع وارتفاع الوعي ..
    الليلة كل لعيبة الكورة محترفين في انديتهم عندنا ..
    ربما يوماص ما تصبح (مهنة مؤلف) فميلير .. و ملقمة لأي سيستم جوازات ..
    المافي شنو!؟
    بس ما الليلة .. ولا في ظل نظام آخر همو الثقافة و المثقفين!!


    تحياتي
                  

02-27-2012, 08:58 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: النذير حجازي)


    مقدمة الشاعر : محمد المهدي المجذوب ، وتكشف لنا أسرار لشاعر تُجلي نفائس من يكتبون :

    Quote: تحدث الشاعر في مقدمة ديوانه وأوضح رؤيته كلها بلغة باهرة تُكشف الكاتب النثري الباهر الذي اختفى في حنايا جُلباب الشِعر :

    ( رأيت طفولتي الباكرة على ضوء هذه النار المباركة ، ونظرت إليها وسمعت حديثها ، وعَلِمْتُ وانتشيت وغنيت .
    أوقدها الحاج " عيسى ود قِنديل " والسودان في مُلك " العَنَجِ النصارى من أهليه ، فتلفتتُ في ليل " دَرُّو" الساكن ، وتُلقي ذوائبها الذهبية على الحَيران ، تحلقوا حولها وعانقوا الألواح ورتّلوا القرآن ، وسهر من حولها الفرسان والفقهاء وأصحاب الخوارق ، يسبّحون وينشدون ، سماحة بين الناس وأمناً وأريحية ، قروناً طوالاً حتى الساعة .
    ودفع بي أبي إلى هذه النار فرأيتُ وجه شيخي وسيدي ، شيخ الفقراء الورع الحافظ ، الفقيه محمد ود الطاهر .
    وأني هو الشاعر المعلم ، الحافظ العلامة الفذُ العابد ، الشيخ محمد المجذوب ، بن الفقيه محمد ، بن الفقيه أحمد بن الفقيه جلال الدين ، بن الفقيه عبد الله النَّقَرْ ، بن طيِّب النِيَّة الشاذلي ، الفقيه حمد ، بن الفارس الفقيه المجذوب ، بن علي البَكَّاء من خشية الله ، بن حمد ضمين الدامر ، بن عبد الله المشهور برجل " دَرُّو" ، بن محمد ، بن الحاج عيسى وَد قنديل بن حمد بن عبد العال بن عرمان والإجماع قائم على أن شاع الدين وعبد العال ابني عرمان أمهما من نسل البضعة الشريفة ، وأَعَدُّ نسبي في الجعليين من عرب السودان حتى العباس بن عبد المطلب، والحمد لله على ذلك ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه .
    وخرجتُ من الحيران إلى "الفَزَعَة "لنحتطب ، وفي قبضتي الصغيرة فَرَّار وماء من بحر النيل في زجاجة خضراء ، وتغوص أقدامنا في كثبان الرمال السمر ، وتتعلق أعيننا بزرقة النيل ورؤوس الدوم والنخيل ، ونُريح طفولتنا عند السدر الظليل ، ونعود إلى النار وبالعُشَرِ ، والسَّلَمِ وتطعمنا النار ،مغربِ كل أربعاء كَرَامةً من " بليلةِ اللوبياء المبارك ، وعَيش الريفِ الحلال .
    ومن ليل "الدامر" الساكن الهامس بالنجوم .ومن مدائح الولي الكامل جليس الرسول محمد المجذوب ووَجْدِه الصادِح في ضوء النار الساهر .
    ومن فرحي الغامر بصحبتي لقسيم الصبا والأحلام والشباب ، الشاعر الفذ الفنان عمي وأخي وسيدي ابى البركات عبد الله بن سيدي الوالد ، الشاعر الحافظ المعلم الشيخ الطيب ، عليه رحمة الله ورضوانه .
    ومن لالاء نوّار اللُّوبيا ، في جرف السيدة " صَافي النيّة " رضوان الله عليها ورحمته ، ومن رقتها وحنانها العميق ،
    ومن سِيَر التاريخ الحافل بالمآثر أَخذاً عن جدتي الحافظة ، المعلمة الذاكرة ، السيدة الحاجة مريم بنت الولي الصالح الحاج "عطوة "المغربي" الخفاجي "، والسيدة البرّة الكريمة ، أم الأضياف البرّة الوّهابة ، بنت وهب بنت النقر ، رضوان الله عليهما ورحمته وبركاته ،
    ومن طبول المُقَدَّم القادري تلميذ الشيخ الجعلي " دياب " رضوان الله عليهم ، ومن الصدق الذي علمنيه والداي العاطفان ..ومن كل ما ذكرت ـ في محبة ووفاء وعرفان ، انعقد جوهر هذا الشعر .
    سادتي القراء
    معاذ الله أن أفخر وأنا من تراب ... ولقد علم العلام أنني ما أردت، بالذي ذكرت ، إلا إقرارا بعجزي وشكري .
    وانتقلت بعد الخلوة القرآنية في " الدَّامَر إلى مدارس الحكومة في الخرطوم ، وحتى تخرجت من كلية غردون ، ولم ألق بالاً بوعي كامل إلى هذه المدارس ، ولم أمنع نفسي من شرورها وقشورها ، وما زلت أعاني من أمورها .وجدتُ عند أبي قراءة حافلة ودرساً متصلاً ، ثم اخترت ...ولقد أفدتُ كثيراً من مخالطة الناس خصوصاً المساكين فلديهم صدق أخاذ نفعني وشفاني .

    أعمل حاسباً في حكومة السودان ، وقد تنقلت في بلادي بحكم وظيفتي من أقصى الشرق وإلى أقصى الجنوب إلى أقصى الغرب مع نشأتي في الشمال . وقد سمعت ورأيت وجربتُ كثيراً ، حزناً وسروراً ، وكنتُ أصنع هذا الشعر على أحوال مختلفات ...
    ولقد علمت بعد المعالجة والتجربة أن الشِعر أصعب الفنون ، ولم تؤهلني طاقتي إلى بلوغ الغاية فيه .. وقد آذاني الشِعر .. فقد رسخ في أذهان الناس هنا أن الشاعر من كوكبٍ آخر .. فهو لا يأكل الطعام ولا يسعى في الأسواق .

    وأذكر أول التحاقي بالوظيفة ، أن رئيسي في الديوان ، رآني أختلس النظر إلى ديوان العقاد ، وكنتُ خبأته في احد أدراجي .وأصلح الرجل الطيب شاربه الملكي ، وامتلأ بوظيفته ، ونظر وعبس وبسر ، وقال في إشفاق واستخفاف : الشِعر ؟ " يا بني الشعر ما يِسْقِنيش مَيَّه "- وأعترف هنا أنني لم انتفع بنصيحة قط ، وما انتهت نفسي عن غيها ، وليس لها من زاجر .وتذكرت نُصح الرجل الطيب .. فقد حسبني مداحاً .. وهو قد فطن إلى ضعف الشاعر في هذا الزمان ، وأكثر القوم في الشرق العربي ينظرون إلي شخصه لا عمله .

    ولقد كان الشاعر في السودان مذبوحاً ..دمه من المُشهِّيات ومما اتُّفقَ عليه – ولا نعرف فظاعة القسوة التي فيه ، وأن الألم يعين على الإبداع ، ولا يقول هذا من يعرف القلوب ، فالألم يعين على الإبداع ، ولا يقول هذا من يعرف القلوب ، فالألم إذا إذا جاوز الطاقة – مثل الفقر- يفحم ويقتل المواهب ويعمي البصيرة والبصر.ولقد علمت أن الشعر كسائر الفنون لا يُشْرك به .. ولم أتمكن من الجمع بين الواقع الذي أعيش فيه والشعر ، ثم غلب على ابتغاء الجر في طلب العيش ، فأعطيت وظيفتي ، وهي حق لا ريب فيه كل وقتي وتفكيري وطاقتي " وأسلم في هذا الموضع ، بكل احترام ، على من بيدهم أمر العلاوات والترقيات من رؤسائي في خدمة الدولة " .

    أنا أحب الفرح – متفائل بطبعي ، لأنني أحب الخير لنفسي وللناس ، وبهذا تعتدل الحياة ، ولكن الله جلّت حكمته ابتلائي وأعانني ، وله الحمد ، فاحتملت ، وأعياني حبي للصفاء فاعتزلت ، وأحاسب نفسي ، وأتهم صدقي وأتعب وأوسوس وأتشاءم ، وعلمت – غير نادم – أن التطرف في الحب والولاء لا يؤذي إلا صاحبه ، والنفوس شِحاح ، والأنصاف على الصفاء هو الإكسير – والإكسير خرافه – وشجرة الإكسير كانت على الذروة من جبل كسلا – وليس غيرها في الدنيا ، قيل صعد إليها رجل فاقتلعها .. أين الرجل ؟ ، ولكني لن أسأم من طلب الخير لنفسي ولغيري .. وأؤمن بالقضاء والقدر وهذا باب طويل .
    ليس لي مذهب شعري ، فقد حاولت التعبير عن نفسي بصدق ، ولم التفت إلى مذهب نقدي ، ولم أجعل اللغة غاية ، وأخشاها ، وأشتهي الخروج على قوانينها الصارمة ، ولا أعرف تقطيع البيت على التفاعيل ، وما زلت أتعجب ممن يطبق هذه التراكيب واشهدُ له بالبراعة . هذا وما كنتُ أعدّ نفسي من الشعراء ، فقد اشتهيت أن أكون رساماً ولم أفلِح.
    مشايخي في الشِعر ؟
    لا أول لهم ولا آخر ، من العرب ومن الأعاجم الفصحاء ، قُدّامي ومحدثين رجالاً ونساء .. وأنا لهم مَدين .
    أنا إنسان حسن الحظ جدا ، فقد كتب الله لي السعادة حين عطَّف عليَّ قلوب أفراد من النساء والرجال ، داخل السودان وخارجه ، تولوني بالتشجيع وأذاعوا ما استجادوا من هذا الشعر ، ولما كنت أجد سروراً في الاعتراف بالفضل ، فقد كنت أحب أن أزين هذا الديوان بذكر أسماء هؤلاء الأحباب ، وترديد أسماءهم يعدل عندي رنين قصيدة .
    والعاطفون عليّ يعرفون شكري ووفائي وسعادتي بشكرهم وذكرهم ، وقلوبهم تحدثهم عني ، وكنت أحب لو نشرت أسماءهم ولكنها ديوان وحده.
    وبعد أيها القارئ الكريم ..
    هذا شعري بين يديك ، وأرجو أن ينفعني صدقي لديك ، وأحب أن نلتقي في ديوان آخر ولك شكري .)

    محمد المهدي المجذوب

    الرابط :
    إطلالة على الشاعر الراحل " محمد المهدي المجذوب " و... " نار المجاذيب " .

    *
                  

02-27-2012, 11:01 AM

عبدالوهاب علي الحاج
<aعبدالوهاب علي الحاج
تاريخ التسجيل: 07-03-2008
مجموع المشاركات: 10548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    الأستاذ أسامة الخواض
    سلامات
    أشكرك على هذا البوست "الحريف"
    رغم ما كتبته هنا وما ستكتبه
    فأنت ترى في د.بشرى أنه كاتب "نص لبة"
    وهو بالمقابل يرى أنك مجرد شاعر صنايعي
    ومساجلاتكم المبذولة في أسافير الله دي تقول ذلك
    فلا تكثروا علينا الحبر والأوراق
    ما دعاني للتعليق هنا المقطع الشعري الذي الذي أوردته هنا
    Quote: يا حبُّ كُنْ رَحِبا لأماندا،
    وصاحبها الأسباني،
    وكُنْ مسكناً،
    لهواجس صاحبتي القرويَّةِ،
    كُنْ ماهلا لأناي،
    وكُنْ فرح الغرباء،
    ومشكاتهم،
    في دهاليز هذا الظلام العميق،
    وللبنت طارت عصافيرها ،
    في سماء "فلي"
    وسؤالي عن الكلمة الملونة باللون الأحمر "المشكاة"
    فهمت من السياق أن أختنا "المشكاة" المفروض إنها تولع وتضيئ في دهاليز هذا الظلام العميق كما جرت عبارتك
    كما فهمت أو على نحو ما أردت التعبير عنه والله أعلم ...
    السؤال : ما هي المشكاة ؟ وهل تضيئ كما تفضلت ؟
    أم هو خطأ شائع ما كان ليفوت على فطنة الشاعر ؟ أم ماذا ؟
                  

02-28-2012, 09:11 AM

محمد الأمين موسى
<aمحمد الأمين موسى
تاريخ التسجيل: 10-30-2005
مجموع المشاركات: 3470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالوهاب علي الحاج)

    Quote: وسؤالي عن الكلمة الملونة باللون الأحمر "المشكاة"
    فهمت من السياق أن أختنا "المشكاة" المفروض إنها تولع وتضيئ في دهاليز هذا الظلام العميق كما جرت عبارتك
    كما فهمت أو على نحو ما أردت التعبير عنه والله أعلم ...
    السؤال : ما هي المشكاة ؟ وهل تضيئ كما تفضلت ؟
    أم هو خطأ شائع ما كان ليفوت على فطنة الشاعر ؟ أم ماذا ؟


    أخي عبدالوهاب نهارك سعيد... لا اعتقد أن هناك خطأ شائعا في استخدام المشكاة ضمن سياق القصيدة.
    فالشاعر انطلاقا من شاعرية عالمة بسيميلوجية الكلمة كثّف اللغة. ذلك أن دلالة المشكاة ومفهومها لا يكتملان إلا باقترانها بالنور، مثلما لا يكتمل مفهوم البعير إلا مقرونا بالحمولة (البعير = جمل + حمولة). فالله سبحانه تعالى يقول في كتابه الكريم: مثل نوره كمشكاة... وتكتمل الآية لتبين أن المشكاة هي مكان النور وليست مكان شيء آخر: (الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كانها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم) سورة النور - الآية 35.
    أتمنى أن يكون كلامي أقرب إلى الصواب، إلى أن يأتي صاحب الشأن فيبسط في القول كما وعدك.
    شكرا أخي الخواض على هذا البوست الدسم المفيد.
                  

02-27-2012, 05:40 PM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)

    قبل المواصلة فى صلب الحوار ,
    أود أن أن أشير الى كذب وتضليل الأخ أسامة الخواض ,
    بشأن مكان سكنى وعلاقتى باللغات الأخرى ..

    كتب أخانا اسامة:

    Quote: حب أن أعلق بكليمات على "الأخ " الجيلي المقيم "جسديا" في فرنسا،الذي تنقَّل من فكرة إلى أخرى،و من مداخلة إلى مداخلة،كأنّه على مِقْلاة.


    والجملة عالية تقريرية وبيانية
    وهى حاسمة تمامآ فى أمر اثبات وتصدير معلومة عن المتحدث عنه(الفقير الى ربه الجيلى أحمد)

    الأخ اسامة الخواض
    يكذب ويلفق فى معلومات تتعلق (بحياتى الشخصية ) "محل اقامتى"
    ولاأدرى من أين لاسامة بهذا الكذب ؟

    لم أتعود فى حياتى أن أحترم كذابَآ وملفقآ ,
    وأنت يااسامة كذَاب أشر وملفق بدم بارد ..

    كتب اسامة أيضآ متجنيآ ومواصلآ فى كذبه وافتراؤه :



    Quote: يبدو أن علاقة "الأخ" الجيلي بالثقافة الفرنسية و اللغة العربية معا ليست على ما يرام.

    الأخ اسامة ,
    يودد أن يشكك فى معرفتى باللغة العربية ,
    و كى يدلل على ذلك كان لابد أن يعود لمرجعيته الأولى
    وهى الكذبة والفرية التى افترى بها علىَ ..
    ولاأدرى شئ عن تلك المعرفة الناقصة التى تنزلت علىَ بلغة الفرنسيين!!
    فأنا والحق يقال ليس لدى بها من معرفة , ولاتدخل ضمن ماأعرفه من لغات ,

    فمن أين لأسامة الخواض بكل هذا التلفيق والكذب؟


    وحتمآ هنالك كثير عودات ,
    حالما توفَر الوقت
                  

02-27-2012, 05:45 PM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)

    أسامة الخواض الكذاب..

    لم يسبق للجيلى أحمد أن أقام بفرنسا
                  

02-28-2012, 01:20 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)

    سلام فورأول
    أولا أرجو من الاخ الجيلي أحمد أن يقبل اعتذاري عن ايراد معلومة خاطئة.
    ربما أوحى لي تلك المعلومة كلام الاخ الجيلي عن المؤلف،و التأليف و هو مرتبط بمقالين مؤسسين من الفرنسيين بارت و فوكو،رغم علمي ان بروفايله لا يفصح عن أي مكان جغرافي.

    ثانيا:
    شكرا للصديق الشقليني لجلبه مقدمة "نار المجاذيب" وفيها أنفاس من تراجيديا المؤلف السوداني،و بؤسه العميق،و سأعود لمقاطع منها في حينه.

    ثالثا سأعود بعد قليل للصديق النذير.
    رابعا:شكرا قيقراوي،و سأتأخر قليلا في الرد عليك،لترجمة بعض المقاطع ذات الصلة بنشوء المؤلف الغربي الحديث،لنقارنها ب"المؤلف السوداني" الذي هو في منزلة بين المنزلتين.
    خامسا:
    الاستاذ عبدالوهاب،سأعود إليك بالتفصيل عن حديث "المشكاة"، من خلال تفاسير عدة للقران الكريم.

    مع خالص التقدير
    المشَّاء
                  

02-28-2012, 07:27 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)

    عزيزي النذير
    سلامات

    الموضوع متشعب و معقد و به جوانب "مشربكة" كثيرة.
    و الهجرة المعاصرة تأخذ عموما شكلين رئيسيين :هجرة اقتصادية و طرد من الفضاء إما قسريا أو طوعيا كما في حالة المنفى الطوعي لكثير من السياسيين و المفكرين و الكتاَّب و المبدعين.
    و في كل الاحوال يتم نوع من المساومة المتبادلة،و درجتها تتوقف على قوة كل طرف.

    أحيانا يتم اختراع "جيتوهات" حديثة يمارس فيها المهاجرون امتيازات لا تتوفر اطلاقا للمواطنين العاديين،على ان تكون ممارستها بعيدا عن أنظار الثقافة السائدة و ممثليها من "السكان الأصليين".
    و أحيانا يتم ما يمكن أن نسميه "تواطئا متبادلا" تقتضيه المصالح المشتركة على طريقة "Don’t ask, don’t tell"
    أما بالنسبة للمنفى الطوعي،فالمنفي في معظم الأحوال هو من يقدم تنازلات كبرى في مقابل السماح له بالإقامة في الفضاء الثقافي الجديد.
                  

02-28-2012, 08:37 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)

    Quote:
    رابعا:شكرا قيقراوي،و سأتأخر قليلا في الرد عليك،لترجمة بعض المقاطع ذات الصلة بنشوء المؤلف الغربي

    ساكون في الانتظار

    حبيت بس اضيف انو (المؤلف) السوداني حقق بعض نجاح في طريق (الاحتراف) و الحصول على حقوقه المادية على الاقل في مجال (شعر الغنا) .. ودي مدة جيدة في مشوار توطين وتبيئة الفكرة.

    المسألة مسألة مشروعية في نظري، وقبول الناس ليها .. ولن تتاتى بضربة لازب!

    المغنين نفسهم ما وصلوا لمرحلة العداد و العقود دي كدا ساي .. ول شنو!؟
    كانوا و اسلافهم (المداحين) بشتغلوا ببطنهم بس!

    كان بالغوا مع (الفتة)، بطلعوا ليهم بـ(عطية مزين) ..
    واحظ معاي في الاخيرة دي .. حتى (حرفة) الحلاقة كان بقابلها محض (عطية) او هبة يمنحها من يمنحها، و يمنعها من يمنعها .. ما (حق) عدييييل!

    دي السيرورة و الجدل الاجتماعي الطبيعي ..
    ما اظن (المؤلف) سيكون استثناء .. او يكون محظوظ شديييييد كدي!


    تحياتي
                  

02-28-2012, 12:34 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: قيقراوي)


    ملف يتين أن يكون عالياً
                  

02-28-2012, 02:19 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    شكرا للصديق الشقليني على "تعتيل" البوست.

    و الشكر أجزله للأستاذ محمد الأمين موسى ،فقد عبّد لي تماما الطريق للرد و التعقيب على الأستاذ\عبد الوهاب الحاج علي في ما يتعلق بشأن "المشكاة" التي يعتقد "لسان العرب" أنها ليست كلمة عربية,و ربما حبشية،و إنْ كان ابن جني يرى غير ذلك.

    العزيز قيقراوي ،إضاءاتك لمَّاحة في ما يتعلق بنشوء و تشكُّل "مهن" جديدة كانت تمارس على سبيل إمتاع الذات و الآخرين ،و لم تدخل "السوق "كبضاعة من نوع جديد مثل لاعبي كرة القدم و "الحلاقين "و "المغنين" الذين كانوا يسمون ب"الصعاليك".
    و أتفق معك أن شعراء الأغنية حققوا نجاحات في مجال "حقوق المؤلف" المادية.

    و للأسف-يا عزيزي قيقراوي- فحتى بعض الكتّاب يرون في إبداع الكاتب "إبداعا ذاتيا غير مادي" في مجتمع قائم أصلا على البضاعة و العمل المأجور و علاقات السوق.
    و لايرون في الكاتب سوى متفرد مهمته إمتاع الآخرين "ملح"،و يطالبونه بعد ذلك ب"مواجهة السلطات السياسية و غير السياسية"!!!.

    و سنرى في مثال قادم كيف أن أحد الكتّاب يعيِّر "كاتبا" آخر لأنه يتقاضى مقابلا ماديا على اشتراكه في تحكيم جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي،التابعة لمركز عبدالكريم ميرغني!!!
    لاحظْ هذه العلاقة الطهرانية "البيوريتانية" ب"الكتابة"،في مجتمع مندرج كليا في علاقات السوق و السلعة و الربح و "العمل المأجور" و "فائض القيمة"،و لا يعمل فيه "ملح" سوى فئات محدودة مثل "ربّات البيوت" و "الكتّاب"!!!
                  

02-28-2012, 04:24 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)



    (5)
    Quote: و للأسف-يا عزيزي قيقراوي- فحتى بعض الكتّاب يرون في إبداع الكاتب "إبداعا ذاتيا غير مادي" في مجتمع قائم أصلا على البضاعة و العمل المأجور و علاقات السوق.
    و لايرون في الكاتب سوى متفرد مهمته إمتاع الآخرين "ملح"،و يطالبونه بعد ذلك ب"مواجهة السلطات السياسية و غير السياسية"!!!.

    و سنرى في مثال قادم كيف أن أحد الكتّاب يعيِّر "كاتبا" آخر لأنه يتقاضى مقابلا ماديا على اشتراكه في تحكيم جائزة الطيب صالح للإبداع الروائي،التابعة لمركز عبدالكريم ميرغني!!!
    لاحظْ هذه العلاقة الطهرانية "البيوريتانية" ب"الكتابة"،في مجتمع مندرج كليا في علاقات السوق و السلعة و الربح و "العمل المأجور" و "فائض القيمة"،و لا يعمل فيه "ملح" سوى فئات محدودة مثل "ربّات البيوت" و "الكتّاب"!!!


    الأكرم : الشاعر والناقد أسامة الخواض
    تحية لك ولملاحظة الأستاذ / قيقراوي ،
    يبدو أن الكثير من الذين يكتبون عن دور الكتّاب والفنانين ، والحياة التي يريدونها لهم ، يطلبون منهم أن يحملوا شعلة نقاء برنامج سياسي مثالي ، ويصبحون الكباش تامة الملامح بلا عيب خُلقي ، لا ينقص قرناً ولا عين ، مبرأ رحمهم وغشاء بكارتهم كامل النمو . ليذهبوا بهم لمذبح ضخم ، ويلقون بهم في النهر ليموتوا إنابة عنهم ، ويصفقون لهم فيما بعد في المراثي !.

    *
                  

02-28-2012, 06:17 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    عزيزي الشقليني:

    ما عندي سوى أن أقول ردا على كلماتك الأخيرة:
    هذه فصاحة مرعبة،تقشعر لها الأبدان.


    فاتني أن أضيف إلى قائمة الطرد و الإبعاد القسري ،مجموعات و شعوب بكاملها،كما في حديث إدوارد سعيد التالي.
    يقول إدوارد سعيد في كتابه المهم "صور المثقف" بترجمة الصديق اللبناني غسان غصن في الفصل المعنون ب"المنفى الفكري-مغتربون و هامشيون":

    [B
    Quote: ]"و في خلال القرن العشرين،تحوّل المنفى من عقاب حاد،و أحيانا حصري،لأفراد ذوي صفة خاصة-مثل شاعر اللاتينية العظيم أوفيد،الذي نفي من روما إلى بلدة نائية على البحر الأسود-إلى عقاب شرس لمجموعات و شعوب بأسرها،كثيرا ما يكون لنتيجة غير متعمدة لعوامل غير ذاتية مثل الحرب،و المجاعة،و المرض.
    و تشتمل هذه الفئة على الأرمن،و هم شعب موهوب لكنه تشرَّد مرارا و عاشت أعداد كبيرة منه في شتى أرجاء شرق البحر المتوسط (و بخاصة الأناضول)،إلى أن شنَّ عليهم الأتراك هجمات إبادية فتدفقّوا بعدها على المدن المجاورة،بيروت و حلب و القدس و القاهرة،و إنما ليُقْتلَعوا من مواقعهم مرة أخرى في أثناء الانتفاضات الثورية لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.و لطالما جذبتني بشدة هذه الجماعات المغتربة أو المبعدة قسرا عن أوطانها،التي عمرت بها أرض شبابي في فلسطين و لبنان و مصر.كان هناك أرمن بالتأكيد،و لكنْ كان أيضا ثمة يهود،و إيطاليون،و يونانيون، غرسوا في الشرق فور استقرارهم جذورا مثمرة-و أنجبت هذه الجماعات،برغم كل شيئ،كتاَّبا بارزين مثل أدموند جابيس،و جيوسي أونغرتي،و فسطنطين كفافيس.إلا أنَّ تلك الجذور اقتلعتْ بوحشية بعد إقامة دولة إسرائيل عام 1948،و بعد حرب السويس عام 1956.ففي ظل الحكومات الوطنية الجديدة في مصر و العراق و أماكن أخرى من العالم العربي،أُرغم الأجانب الذين اعتبروا رمزا للإمبريالية الأوروبية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثالثة على الرحيل.و كان ذلك الأمر بالنسبة إلى العديد من الجماعات المقيمة منذ عهد بعيد مصيرا بغيضا على نحو خاص.و قد تأقلم معظمهم في أماكن جديدة للإقامة،لكن كثيرين نُفُوا مجدَّدا،إذا جاز التعبير.
    ص ص 57-58
    .
                  

02-28-2012, 07:44 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)



    (6)
    يبدو أننا بصدد قراءة ملف فكري بامتياز ، يحاول فيه صاحب الملف الذي نحن في ضيافته أن يعمق النظر للمسألة ، ويحيط بتخومها ، وهو ما حفزنا لحمل شعلة النار ،وبقاء جذوتها ..
    شكراً لك أخي الأستاذ الشاعر والناقد أسامة الخواض على تثمين ما نكتب ،واتجاه الكتابة وإيراد الوثائق والنظر بعمق لما يجري من تحت الجسر هو الذي حفز أن نكتُب ما كتبنا .

    *
                  

02-28-2012, 11:38 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    مرحبا مرة أخرى بالصديق الشقليني.

    نعود لتساؤل الأستاذ عبدالوهاب علي الحاج حول "المشكاة" في نصي الشعري.
    و أشكر للأستاذ محمد الأمين موسى "دفاعه" عن وجاهة استخدام مشكاة بما يتسق مع الصورة الشعرية.

    و "مشكاة" التي يعتبرها كثير من العرب حبشية اكتسبت شيوعها من القران الكريم.

    ففي سورة النور نجد الآية رقم 35 تقول:
    Quote: ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ٱلْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ٱلزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَّ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيۤءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ يَهْدِي ٱللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَآءُ وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلَيِمٌ

    ماذا تقول القواميس عن كلمة "مشكاة":
    يقول لسان العرب:
    Quote: ابن سيده: كل كَوَّةٍ ليست بنافِذةٍ مِشْكاةٌ. ابن جني: أَلف مِشْكاةٍ منقلِبة عن واو، بدليل أَن العرب قد تنْحو بها مَنْحاة الواو كما يفعلون بالصلاة. التهذيب: وقوله تعالى: كمِشْكاةٍ فيها مِصباحٌ؛ قال الزجاج: هي الكَوَّةُ، وقيل: هي بلغة الحبش، قال: والمِشْكاةُ من كلام العرب، قال: ومثلُها، وإِن كان لغير الكَوَّةِ، الشَّكْوةُ، وهي معروفة، وهي الزُّقَيْقُ الصغيُر أَولَ ما يُعمَل مثلُه؛ قال أَبو منصور: أَراد، والله أَعلم، بالمِشْكاة قصَبة الزجاجة التي يُسْتَصبح فيها، وهي موضِع الفَتيلة، شُبّهت بالمِشْكاة وهي الكَوَّة التي ليست بنافِذَة.

    ثم يواصل "لسان العرب" قائلا::
    Quote: وفي حديث النجاشي: إِنما يخرجُ من مِشْكاةٍ واحدةٍ؛ المشْكاةُ: الكَوَّةُ غير النافذةِ، وقيل: هي الحديدة التي يعلَّق عليها القِنديلُ، أَراد أَن القرآن والإِنجيل كلام الله تعالى، وأَنهما من شيءٍ واحدٍ.

    ماذا تقول التفاسير عن كلمة "مشكاة":
    يقول "تفسير الميزان في تفسير القران ":
    Quote: فقد تحصل أن الممثل له هو نور الله المشرق على قلوب المؤمنين و المثل هو المشبه به النور المشرق من زجاجة على مصباح موقد من زيت جيد صاف و هو موضوع في مشكاة فإن نور المصباح المشرق من الزجاجة و المشكاة تجمعه و تعكسه على المستنيرين به يشرق عليهم في نهاية القوة و الجودة.
    فأخذ المشكاة للدلالة على اجتماع النور في بطن المشكاة و انعكاسه إلى جو البيت، و اعتبار كون الدهن من شجرة زيتونة لا شرقية و لا غربية للدلالة على صفاء الدهن و جودته المؤثر في صفاء النور المشرق عن اشتعاله و جودة الضياء على ما يدل عليه كون زيته يكاد يضيء و لو لم تمسسه نار، و اعتبار كون النور على النور للدلالة على تضاعف النور أو كون الزجاجة مستمدة من نور المصباح في إنارتها.

    و يقول مجمع البيان في تفسير القران:
    Quote: المشكاة هي الكوة في الحائط يوضع عليها زجاجة ثم يكون المصباح خلف تلك الزجاجة و يكون للكوة باب آخر يوضع المصباح فيه و قيل المشكاة عمود القنديل الذي فيه الفتيلة و هو مثل الكوة

    و يقول تفسير الطبري:
    Quote: حدثنـي علـيّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { كمِشْكاةٍ } يقول: موضع الفتـيـلة.

    و في تفسير "أنوار التنزيل في أسرار التنزيل" للبيضاوي:
    Quote: وقيل المشكاة الأنبوبة في وسط القنديل والمصباح الفتيلة المشتعلة.

    و يقول "ابن كثير" في تفسيره:
    Quote: فقوله: { كَمِشْكَاةٍ } قال ابن عباس ومجاهد ومحمد بن كعب وغير واحد: هو موضع الفتيلة من القنديل، هذا هو المشهور، ولهذا قال بعده: { فِيهَا مِصْبَاحٌ } وهو الذُبالة التي تضيء.
    و قال ابن كثير أيضا:
    Quote: وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد: هي الكوة بلغة الحبشة، وزاد بعضهم فقال: المشكاة: الكوة التي لا منفذ لها، وعن مجاهد المشكاة: الحدائد التي يعلق بها القنديل، والقول الأول أولى، وهو أن المشكاة هو موضع الفتيلة من القنديل، ولهذا قال: { فِيهَا مِصْبَاحٌ } وهو النور الذي في الذُّبالة

    و في تفسير الجلالين:
    Quote: والمشكاة الطاقة غير النافذة، أي الأنبوبة في القنديل

    و في تفسير القرطبي "الجامع لأحكام القران":
    Quote: والمِشْكاة: الكَوّة في الحائط غير النافذة؛ قاله ابن جبير وجمهور المفسرين، وهي أجمع للضوء، والمصباحُ فيها أكثر إنارة منه في غيرها، وأصلها الوعاء يجعل فيه الشيء. والمشكاة وعاء من أَدَم كالدَّلْو يبرّد فيها الماء؛ وهو على وزن مِفعلة كالمِقراة والمِصْفاة. قال الشاعر:
    كأن عَيْنيه مِشكاتان في حجر قِيضا اقتياضا بأطراف المناقير
    وقيل: المِشْكاة عمود القِنديل الذي فيه الفتِيلة. وقال مجاهد: هي القنديل.

    و في تفسير "فتح القدير" للشوكاني:
    Quote: وقال هشام الجواليقي، وطائفة من المجسمة: إنه سبحانه نور لا كالأنوار، وجسم لا كالأجسام، وقوله: { مَثَلُ نُورِهِ } مبتدأ، وخبره: { كَمِشْكَاةٍ } أي: صفة نوره الفائض عنه، الظاهر على الأشياء كمشكاة، والمشكاة الكوّة في الحائط غير النافذة، كذا حكاه الواحدي عن جميع المفسرين، وحكاه القرطبي عن جمهورهم. ووجه تخصيص المشكاة: أنها أجمع للضوء الذي يكون فيه من مصباح، أو غيره، وأصل المشكاة: الوعاء يجعل فيه الشيء. وقيل: المشكاة عمود القنديل الذي فيه الفتيلة. وقال مجاهد: هي القنديل.

    و يلخص " تفسير الميزان في تفسير القران " علاقة المشكاة ب"النور" في الآية الكريمة من سورة "النور" قائلا:
    Quote: وقوله: { كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة } المشبه به مجموع ما ذكر من قوله مشكاة فيها مصباح المصباح " الخ ". لا مجرد المشكاة وإلا فسد المعنى، وهذا كثير في تمثيلات القرآن.
                  

02-29-2012, 11:37 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)

    بشرى الفاضل:ثلاثية "الكاتب-المؤلف\السلطة\المنفى الطوعي" و جماعات "التفكير و الهجرة":

    من نعوا على بشرى الفاضل قبوله جائزة ملغومة بأسماء مثل على عثمان محمد طه و الفاتح عروة،و شبهة الرأسمالية ككاتب يساري مشروعه الايدلوجي قائم على طريق بديل للراسمالية،نعوا علي بشرى تضييعه لفرصة تاريخية للثأر على مستويات عدة:مستوى قومي لأهل السودان الفضل،مستوى أيدلوجي يساري،مستوى اجتماعي لأهل "الهامش" و "الفقراء" و "المستضعفين"،مستوى ثقافي إبداعي للكتّاب ممن حلّوا "إتحاد الكتّاب السودانيين" وسلّموا داره لإتحاد الطلاب السودانيين،مستوى شخصي ممن أحالوا بشرى "الأكاديمي" للصالح العام ضمن حملتهم لتطهير الدولة من "الكفّار" و "المنافقين" و أضرابهم،مستوى يرتبط ب"الشعبي" للثأر ل"عرّاب" الإنقاذ و مخرج "أسوأ مسرحية في التاريخ السياسي السوداني" حين ذهب إلى السجن و ذهب "البشير " إلى "القصر"،مستوى جماعات "التفكير و الهجرة" من بني دياسبورا الذين يتقلبون على "مِقْلاة" المنفى الطوعي.

    من الواضح من خطاب الناعين الغاضب ان هنالك توقعات معينة لم يقم بشرى بتحقيقها.و هنا يطرح سؤال نفسه:من الذي رسم هذه التوقعات؟و ما هي السلطة التي استند عليها في صياغتها و رسمها واضعو تلك التوقعات؟و من أين اكتسبت تلك السلطة قوتها الإلزامية ،بحيث كان يجب على بشرى أن يمتثل لمخططها الملزم؟قلنا أن بشرى كاتب،و ما لم ينجزه من توقعات ملزمة هي واجباته،و لنفترض انه التزم بذلك المخطط من التوقعات،ما هو المردود الراجع له من ذلك الامتثال؟الخلود كمعارض؟و أين كان بشرى في مخيلة تلك السلطة الملزمة حين كان بشرى منفيا نفيا طوعيا في بلاد ليست مثالية لكي ينفي فيها الكتّاب أنفسهم؟و هل هي المكان الطبيعي له ليؤدي دوره كمؤلف/كاتب؟و ما الذي منعه من الإقامة في بلده؟و هل أصلا كان يمكن أن يقيم كمؤلف مهنته التأليف و يكسب عيشه من التاليف كمتفرغ؟ أم كمؤلف يمارس التأليف كوردية ثانية غير مدفوعة الأجر و بدون مخصصات و امتيازات مادية و معنوية معا؟

    هنالك سؤال افتراضي مهم لم يقم الغاضبون بطرحه:لو افترضنا ان بشرى رفض الجائزة و قام بإهانة السلطة علنيا،ما هي شبكة الأمان التي تقيه من ردة فعل السلطة؟إتحاد الكتاب السودانيين الذي فشل في حل مشكلة عبدالمنعم رحمة؟المعجبات و المعجبون،تقرأ "القارئات و القراء؟منظمات المجتمع المدني مثل الأحزاب و النقابات؟هل تستطيع الدولة التي نفى نفسه فيها طوعيا أي السعوداية أن تشكل خط دفاع له؟الرأي "الكتابي" العالمي؟و كتابنا غير معروفين حتى على المستوى المحلي ،دعك عن المستوى الإقليمي و العالمي؟
    لم يرجع الغاضبون لتجربة الكتَّاب السودانيين مع الأنظمة الشمولية.دار حديث في موقع سودانفوراول حول نظام مايو الشمولي و تجربة الدورات المدرسية و مهرجانات الثقافة.و لم يتم التطرق لتجارب الصحف التي كانت مملوكة للاتحاد الاشتراكي السوداني،و أيضا المجلات الثقافية مثل مجلة الثقافة السودانية و مجلة الخرطوم.

    و آخرون ممن يعرفون "قلة حيلة" بشرى في مواجهة عسف النظام،كانوا يقترحون لجوء بشرى إلى جذر "تفاعل" الخماسي الذي يدل على تظاهر واضح مثل افتعال و ادعاء النوم و المرض.و قلة حيلته تتأتّى من أن "السعودية" أصلا ليست "منفى طوعيا" مناسبا ل"كاتب" حتى يرجع إليه في "وقت الضيق" في قضايا "التعبير"،و لا حتى لأكاديمي ،مع معرفة رأيي الواضح في بشرى ك"أكاديمي" في منزلة بين المنزلتين.و هم ربما أعادوا لنا سيرة الكابلي حين هاجر إلى السعودية مدعيا أنه يريد التفرغ لدراسة "التراث الشعبي السوداني"،مما كان مثارا لسخرية الأسطورة الراحل الساخر "محمد عثمان وردي".

    لا يمكن معاينة مشهد بشرى الفاضل عند استلامه الجائزة إلا بفحص جيد و مقاربة مستقصية لثالوث المؤلف أو الكاتب و السلطة و المنفى الطوعي.و هذا إجراء ضروري ،ذلك أنه لم تنضج بعد أدوات تعريف "المؤلف" السوداني في خطاب نقدي سوداني يجاهد كي يلحق بركب الخطاب النقدي العالمي في تطوره المذهل،و نحن نعيش بنية سلفية كاملة الدسم لا تتيح من خلال مؤسساتها فرصة اكتناه موضوعة "المؤلف" السوداني.

    لقد أعادت النقاشات حول يد بشرى الفاضل التي امتدت للسلام على "جزَّار" و قبضت دريهمات من شركة،أعادت سؤالا مهما كان غائبا"ما ذا يمثل بشرى هنا"؟ أنه مؤلف،إنه كاتب.و ما الكاتب؟هذا سؤال حاول الاجابة عليه ميشيل فوكو قبل اربعين عاما.لكن إجابته اهتمت بشكل أساس بظهور المؤلف في الثقافة الغربية و إن كانت هنالك إشارة إلى شهرزاد ألف ليلة و ليلة مثلا.
    إن تأسيس خطاب حول المؤلف السوداني يقتضي عدة منهجية متداخلة المناهج،توطِّن "ما المؤلف" لفوكو لكنها بأي حال من الأحوال لا يمكن أن تجتره ،و ما ينبغي لها،لاختلاف التاريخ الاجتماعي لكلا المؤلفين الغربي و رصيفه "الكحيان" السوداني .و سنعود لإشارتين حول هذه المسألة لاحقا.

    سنورد مقتطفا من كتاب "المؤلف" لبينيت. يورد اندرو بينيت تعريف قاموس اكسفورد الانجليزي لكلمة مؤلف"فالمفهوم العام يتضمن فكرة فرد مسؤول عن ،أو يجترح أو يكتب أو ينشئ نصا"أدبيا"و لذلك يعتبر مؤسسا أو مخترعا و لذلك يرتبط بالخالق و المؤسس للطبيعة أي الرب الأب،و له حقوق ملكية على النص في الوقت الذي يمتلك فيه سلطة معينة للتأويل .و المؤلف قادر على التأثير على الآخرين،و أحيانا يفكر فيه بان له سلطة على شؤون الرأي،باعتبار امكانية الوثوق به،بل و إطاعته.

    من ذلك المقتطف نجد ثلاث دلالات:دلالة الخلق،دلالة الملكية التي تترتّب بالطبع على الخلق لكن هنا لها معنى اقتصادي و اجتماعي سنحيل إليه لاحقا حين نتحدث عن "المكانة الاجتماعية "للكاتب في المجتمع السوداني،و هنالك دلالة التأثير في تشكيل الرأي العام و الذائقة عموما،و هذا يتجلي من خلال إبداع المؤلف كما تفترض بعض النظريات النقدية الموجِّهة للكتَّاب مثل الواقعية الاشتراكية و "الالتزام" السارتري،و من خلال مواقفه السياسية و الاجتماعية و الفلسفية و غيرها.

    تركَّز النقد ،يُقْرأ التشهير و التشنيع ببشرى الفاضل على الدلالة الثالثة،و كأن ذلك النوع من "النقد" يفترض مسبقا أن مكانة و وضعية الكاتب السوداني مماثلة لوضعية الكاتب الغربي مثلا.
    إذن كما قلنا سابقا هنالك إسقاط لصورة الكاتب الغربي مثلا على الكاتب السوداني.

    نرى أن تأسيس إتحاد الكتاب السودانيين كان لحظة اعتراف نقابي و سياسي إلى حد ما ب"الكاتب السوداني".كان الأديب هو الممثل الشرعي لل"مؤلف " السوداني ،و على رأس هؤلاء الأدباء"الشاعر" و الذي سنرى في شهادة شاعر كبير كمحمد المهدي المجذوب أنه لم يكن "سعيدا" كما تتخيله جماعات التفكير و الهجرة من بني يسار "قبيلتنا" العولمية،بل كان "مذبوحا" و مهيئا للشواء بكامل قوافيه.

    ما الكاتب؟ سؤال واجه اللجنة التنفيذية الاولى لاتحاد الكتاب السودانيين في منتصف ثمانينيات القرن الماضي.
    كانت اللجنة التنفيذية لاتحاد الكتاب السودانيين و بالتحديد الاستاذ كمال الجزولي تبحث عن قرابة و عن أصل للكاتب السوداني،فكلَّف الأستاذ كمال الجزولي أحدهم ،و لا أتذكر اسمه،بالبحث التاريخي و التنقيب و الحفر اركيولوجيا عن "أب" سوداني مؤسِّس للكتابة.فطلع علينا بكاتب نوبي و إن كاتبا بالمعنى الفيزيقي لا الإبداعي الذي بدأ في التشكل و التخلق بعد آلاف السنين من ذلك "الكاتب النوبي".فكانت صورته على شعار الاتحاد و عبارة "خمسة آلاف عام من الكتابة".و محاولة كمال الجزولي للبحث عن "أب" أو "أجداد قدماء" لسلالة الكتّاب السودانيين تشبه محاولة عبدالهادي الصدِّيق للبحث عن "أصول" للشعر السوداني في كتابات الجدران على المعابد النوبية.

    نعود غدا لمواصلة مقاربتنا لمشهد بشرى الفاضل،لبسط مساهمة قديمة حول "الكاتب السوداني" كما بدا في "خطاب المشّاء".
                  

02-29-2012, 12:29 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)


    لك الشكر الجزيل على ما تفضلت به أستاذ / أسامة الخواض ،
    على هذا الحفر العميق في جذور المسألة

    .
                  

02-29-2012, 03:35 PM

محمد الأمين موسى
<aمحمد الأمين موسى
تاريخ التسجيل: 10-30-2005
مجموع المشاركات: 3470

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: نعود غدا لمواصلة مقاربتنا لمشهد بشرى الفاضل،لبسط مساهمة قديمة حول "الكاتب السوداني" كما بدا في "خطاب المشّاء".


    شكرا لبشرى الفاضل... فلولى تقدمه باستلام الجائزة، لما حظينا بهذا النص الذي سينبت تناصا يخضّر فضاءات الكتابة. فلتعد عودا حميدا.
                  

03-01-2012, 01:20 AM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: محمد الأمين موسى)

    Quote: سلام فورأول
    أولا أرجو من الاخ الجيلي أحمد أن يقبل اعتذاري عن ايراد معلومة خاطئة.
    ربما أوحى لي تلك المعلومة كلام الاخ الجيلي عن المؤلف،و التأليف و هو مرتبط بمقالين مؤسسين من الفرنسيين بارت و فوكو،رغم علمي ان بروفايله لا يفصح عن أي مكان جغرافي.


    دا اعتذار جميل ياأخ اسامة ..
    ولكنه وبرغم جماله لم يسعفنى فى الاجابة على عدة تساؤلات ,

    هل يمكن أن نتكهن بمكان اقامة مواطن سودانى آخر لأنه فقط يطرق قضية ( المؤلف والتأليف) ؟

    وسؤالى ياأخ أسامة

    من أين لك بذلك اليقين المطلق , الذى تقوم على أساسه بتوجيه بوصلة المطالعة للنصوص ؟
    هل أنت شاعر , أم ساحر , أم كاتب , ولاَ زول مستهبل ساكت ,
    أو كمان تكون بتاع كجور ؟



    دا حالتو لسَه ماجينا لى مسألة السكر الفرحان بيها دى!!
                  

03-03-2012, 00:04 AM

بشرى محمد حامد الفكي
<aبشرى محمد حامد الفكي
تاريخ التسجيل: 08-25-2006
مجموع المشاركات: 2361

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)

    Quote: شرى الفاضل:ثلاثية "الكاتب-المؤلف\السلطة\المنفى الطوعي" و جماعات "التفكير و الهجرة":

    من نعوا على بشرى الفاضل قبوله جائزة ملغومة بأسماء مثل على عثمان محمد طه و الفاتح عروة،و شبهة الرأسمالية ككاتب يساري مشروعه الايدلوجي قائم على طريق بديل للراسمالية،نعوا علي بشرى تضييعه لفرصة تاريخية للثأر على مستويات عدة:مستوى قومي لأهل السودان الفضل،مستوى أيدلوجي يساري،مستوى اجتماعي لأهل "الهامش" و "الفقراء" و "المستضعفين"،مستوى ثقافي إبداعي للكتّاب ممن حلّوا "إتحاد الكتّاب السودانيين" وسلّموا داره لإتحاد الطلاب السودانيين،مستوى شخصي ممن أحالوا بشرى "الأكاديمي" للصالح العام ضمن حملتهم لتطهير الدولة من "الكفّار" و "المنافقين" و أضرابهم،مستوى يرتبط ب"الشعبي" للثأر ل"عرّاب" الإنقاذ و مخرج "أسوأ مسرحية في التاريخ السياسي السوداني" حين ذهب إلى السجن و ذهب "البشير " إلى "القصر"،مستوى جماعات "التفكير و الهجرة" من بني دياسبورا الذين يتقلبون على "مِقْلاة" المنفى الطوعي.

    من الواضح من خطاب الناعين الغاضب ان هنالك توقعات معينة لم يقم بشرى بتحقيقها.و هنا يطرح سؤال نفسه:من الذي رسم هذه التوقعات؟و ما هي السلطة التي استند عليها في صياغتها و رسمها واضعو تلك التوقعات؟و من أين اكتسبت تلك السلطة قوتها الإلزامية ،بحيث كان يجب على بشرى أن يمتثل لمخططها الملزم؟قلنا أن بشرى كاتب،و ما لم ينجزه من توقعات ملزمة هي واجباته،و لنفترض انه التزم بذلك المخطط من التوقعات،ما هو المردود الراجع له من ذلك الامتثال؟الخلود كمعارض؟و أين كان بشرى في مخيلة تلك السلطة الملزمة حين كان بشرى منفيا نفيا طوعيا في بلاد ليست مثالية لكي ينفي فيها الكتّاب أنفسهم؟و هل هي المكان الطبيعي له ليؤدي دوره كمؤلف/كاتب؟و ما الذي منعه من الإقامة في بلده؟و هل أصلا كان يمكن أن يقيم كمؤلف مهنته التأليف و يكسب عيشه من التاليف كمتفرغ؟ أم كمؤلف يمارس التأليف كوردية ثانية غير مدفوعة الأجر و بدون مخصصات و امتيازات مادية و معنوية معا؟

    هنالك سؤال افتراضي مهم لم يقم الغاضبون بطرحه:لو افترضنا ان بشرى رفض الجائزة و قام بإهانة السلطة علنيا،ما هي شبكة الأمان التي تقيه من ردة فعل السلطة؟إتحاد الكتاب السودانيين الذي فشل في حل مشكلة عبدالمنعم رحمة؟المعجبات و المعجبون،تقرأ "القارئات و القراء؟منظمات المجتمع المدني مثل الأحزاب و النقابات؟هل تستطيع الدولة التي نفى نفسه فيها طوعيا أي السعوداية أن تشكل خط دفاع له؟الرأي "الكتابي" العالمي؟و كتابنا غير معروفين حتى على المستوى المحلي ،دعك عن المستوى الإقليمي و العالمي؟
    لم يرجع الغاضبون لتجربة الكتَّاب السودانيين مع الأنظمة الشمولية.دار حديث في موقع سودانفوراول حول نظام مايو الشمولي و تجربة الدورات المدرسية و مهرجانات الثقافة.و لم يتم التطرق لتجارب الصحف التي كانت مملوكة للاتحاد الاشتراكي السوداني،و أيضا المجلات الثقافية مثل مجلة الثقافة السودانية و مجلة الخرطوم.

    و آخرون ممن يعرفون "قلة حيلة" بشرى في مواجهة عسف النظام،كانوا يقترحون لجوء بشرى إلى جذر "تفاعل" الخماسي الذي يدل على تظاهر واضح مثل افتعال و ادعاء النوم و المرض.و قلة حيلته تتأتّى من أن "السعودية" أصلا ليست "منفى طوعيا" مناسبا ل"كاتب" حتى يرجع إليه في "وقت الضيق" في قضايا "التعبير"،و لا حتى لأكاديمي ،مع معرفة رأيي الواضح في بشرى ك"أكاديمي" في منزلة بين المنزلتين.و هم ربما أعادوا لنا سيرة الكابلي حين هاجر إلى السعودية مدعيا أنه يريد التفرغ لدراسة "التراث الشعبي السوداني"،مما كان مثارا لسخرية الأسطورة الراحل الساخر "محمد عثمان وردي".

    لا يمكن معاينة مشهد بشرى الفاضل عند استلامه الجائزة إلا بفحص جيد و مقاربة مستقصية لثالوث المؤلف أو الكاتب و السلطة و المنفى الطوعي.و هذا إجراء ضروري ،ذلك أنه لم تنضج بعد أدوات تعريف "المؤلف" السوداني في خطاب نقدي سوداني يجاهد كي يلحق بركب الخطاب النقدي العالمي في تطوره المذهل،و نحن نعيش بنية سلفية كاملة الدسم لا تتيح من خلال مؤسساتها فرصة اكتناه موضوعة "المؤلف" السوداني.

    لقد أعادت النقاشات حول يد بشرى الفاضل التي امتدت للسلام على "جزَّار" و قبضت دريهمات من شركة،أعادت سؤالا مهما كان غائبا"ما ذا يمثل بشرى هنا"؟ أنه مؤلف،إنه كاتب.و ما الكاتب؟هذا سؤال حاول الاجابة عليه ميشيل فوكو قبل اربعين عاما.لكن إجابته اهتمت بشكل أساس بظهور المؤلف في الثقافة الغربية و إن كانت هنالك إشارة إلى شهرزاد ألف ليلة و ليلة مثلا.
    إن تأسيس خطاب حول المؤلف السوداني يقتضي عدة منهجية متداخلة المناهج،توطِّن "ما المؤلف" لفوكو لكنها بأي حال من الأحوال لا يمكن أن تجتره ،و ما ينبغي لها،لاختلاف التاريخ الاجتماعي لكلا المؤلفين الغربي و رصيفه "الكحيان" السوداني .و سنعود لإشارتين حول هذه المسألة لاحقا.

    سنورد مقتطفا من كتاب "المؤلف" لبينيت. يورد اندرو بينيت تعريف قاموس اكسفورد الانجليزي لكلمة مؤلف"فالمفهوم العام يتضمن فكرة فرد مسؤول عن ،أو يجترح أو يكتب أو ينشئ نصا"أدبيا"و لذلك يعتبر مؤسسا أو مخترعا و لذلك يرتبط بالخالق و المؤسس للطبيعة أي الرب الأب،و له حقوق ملكية على النص في الوقت الذي يمتلك فيه سلطة معينة للتأويل .و المؤلف قادر على التأثير على الآخرين،و أحيانا يفكر فيه بان له سلطة على شؤون الرأي،باعتبار امكانية الوثوق به،بل و إطاعته.

    من ذلك المقتطف نجد ثلاث دلالات:دلالة الخلق،دلالة الملكية التي تترتّب بالطبع على الخلق لكن هنا لها معنى اقتصادي و اجتماعي سنحيل إليه لاحقا حين نتحدث عن "المكانة الاجتماعية "للكاتب في المجتمع السوداني،و هنالك دلالة التأثير في تشكيل الرأي العام و الذائقة عموما،و هذا يتجلي من خلال إبداع المؤلف كما تفترض بعض النظريات النقدية الموجِّهة للكتَّاب مثل الواقعية الاشتراكية و "الالتزام" السارتري،و من خلال مواقفه السياسية و الاجتماعية و الفلسفية و غيرها.

    تركَّز النقد ،يُقْرأ التشهير و التشنيع ببشرى الفاضل على الدلالة الثالثة،و كأن ذلك النوع من "النقد" يفترض مسبقا أن مكانة و وضعية الكاتب السوداني مماثلة لوضعية الكاتب الغربي مثلا.
    إذن كما قلنا سابقا هنالك إسقاط لصورة الكاتب الغربي مثلا على الكاتب السوداني.

    نرى أن تأسيس إتحاد الكتاب السودانيين كان لحظة اعتراف نقابي و سياسي إلى حد ما ب"الكاتب السوداني".كان الأديب هو الممثل الشرعي لل"مؤلف " السوداني ،و على رأس هؤلاء الأدباء"الشاعر" و الذي سنرى في شهادة شاعر كبير كمحمد المهدي المجذوب أنه لم يكن "سعيدا" كما تتخيله جماعات التفكير و الهجرة من بني يسار "قبيلتنا" العولمية،بل كان "مذبوحا" و مهيئا للشواء بكامل قوافيه.

    ما الكاتب؟ سؤال واجه اللجنة التنفيذية الاولى لاتحاد الكتاب السودانيين في منتصف ثمانينيات القرن الماضي.
    كانت اللجنة التنفيذية لاتحاد الكتاب السودانيين و بالتحديد الاستاذ كمال الجزولي تبحث عن قرابة و عن أصل للكاتب السوداني،فكلَّف الأستاذ كمال الجزولي أحدهم ،و لا أتذكر اسمه،بالبحث التاريخي و التنقيب و الحفر اركيولوجيا عن "أب" سوداني مؤسِّس للكتابة.فطلع علينا بكاتب نوبي و إن كاتبا بالمعنى الفيزيقي لا الإبداعي الذي بدأ في التشكل و التخلق بعد آلاف السنين من ذلك "الكاتب النوبي".فكانت صورته على شعار الاتحاد و عبارة "خمسة آلاف عام من الكتابة".و محاولة كمال الجزولي للبحث عن "أب" أو "أجداد قدماء" لسلالة الكتّاب السودانيين تشبه محاولة عبدالهادي الصدِّيق للبحث عن "أصول" للشعر السوداني في كتابات الجدران على المعابد النوبية.

    نعود غدا لمواصلة مقاربتنا لمشهد بشرى الفاضل،لبسط مساهمة قديمة حول "الكاتب السوداني" كما بدا في "خطاب المشّاء".


    الأستاذ أسامة
    أخلع قبتي وأنحني احتراما ومن ثم أجلس متوهطاً الجابرة
    لأستمتع بهذا الحرف

    تشكر جداً وكفاني التداخل في موضوع بشرى الفاضل
    تسلم
                  

03-01-2012, 04:35 AM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)

    كتب الخواض :


    Quote: من أدب الشراب في السودان"السكران في ذمة الواعي".
    و يبدو أن أخانا الجيلي يريد أن يرهن سكر الكاتبين من كؤوس الكتابة بإرادة الاسفيريين الواعين ممن "يتكلمون" في "كتابتهم".
    فهو دون أن يقرأ جيدا يحدد لنا متى نبدأ كتابتنا و متى ننقطع عنها و متى ننهيها،لينتهي بتحديد عمن ندافع محيلا لنا إلى سيرة الطفولة:
    "بتحاميليهو مالك هو ما عندو لسان"؟

    عنواني الرئيس و صاحبه الجانبي حمّال أوجه:
    فكثيرا ما يعني غير ما يقول،و أحيانا يحيل إلى موضوع أو مواضيع أخيرة ذات صلة ،لكن ليس من بينها "الدفاع" بمفهوم الحجاج.


    وانى اسائل نفسى
    أهذا
    خواض
    أم
    ########

    ق و اد *

    ________________

    *(سر التعديل)

    (عدل بواسطة الجيلى أحمد on 03-01-2012, 04:39 AM)

                  

03-01-2012, 01:52 AM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    كتب بيكاسو :

    Quote: مرفق لقاء جون قرنق مع علي عثمان وقبله وبعده الكثير من اللقاءات والاستئناس ، بل والضحك ، وقد قال جون قرنق ( إن المؤتمر والحركة أصبحوا واحد )
    هذا هو الرجل الذي ظهر في كل لحظة بأنه سياسي هو الذي جلس وصافح وكسر جذوة المعارضة بتوقيع اتفاق وليس مصافحة !!


    ياعزيزى

    جون قرنق رجل أتى للخرطوم منتصرآ
    رغم عدم الاعتراف بالحركة الشعبية كحركة وطنية..
    أتى منتصرآ على عدم تثبيت الحقوق ..
    هذا رجل سياسة وحرب ,
    أعلن مجاله هذا وشحذ له همته
    وحين حدثت المواقعة بالرأى والسلاح,
    كان قرنق هو الكاسب ..

    مصافحته ل على عثمان أو البشير تزلهم
    لأنهم هم من تنازل بانكسار عن هتافات دولة الشريعة..

    وماعلاقة بشرى (الحالم )باالحرية ..؟
    ب جون قرنق الذى يحمل رائآ حول قضية الحرية ويعمل من أجل ذلك؟

    ثم
    كيف لك يابيكاسو
    ان تعقد مقارنة بمن هو عسكرى , قليل الخيارات ..

    بهذا الأديب
    الذى تخير متطوعآ قبول منحة الطفابيع
                  

03-01-2012, 02:55 AM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)

    Quote: - لماذا لم يستطع البرنامج الثقافي الديني الذي يناطح فيها غلاة الإسلاميين حقائق الواقع من أن يخصصوا جوائز لرموزهم الدينية ؟


    جيد يابيكاسو ..

    أنت تسأل وتجيب ياصاحب ..
                  

03-01-2012, 04:04 AM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)

    يبدو ان هنالك صراع خفى يدور بين المثقفاتية ,
    وفيه كثير لكمات مدمية , وفيه حديث جارح ,
    وفيه ثآر ..

    أنا لاشأن لى بقتالكم البائس هذا ..
    عليكم اللعنة
                  

03-01-2012, 04:28 AM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)

    كتب بيكاسو متسائلآ:

    Quote: - أليس من السهل لأصحاب المشروع الحضاري أن يقيموا من مال الشعب جائزة باسم ابن تيمية أو سيد قُطب أو حتى لرئيسهم ؟


    انى والله أحس بالخجل
    حين يتعين علىَ الرد على استاذنا الشقلينى فى أمر كهذا ..

    ان السلطة التى تستبيح اسم الله فى الطرقات ..
    هى ذات السلطة التى تقتلك وتنفيك..
                  

03-01-2012, 06:18 AM

أنور أبو القاسم الهادى

تاريخ التسجيل: 01-13-2011
مجموع المشاركات: 98

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)

    الاخ الجيلي

    قرأت مذهولا تساؤلك عما اذا كان الرجل "خواض" ام "########" .. فعرفت علي الفور ان صاحب البوست كان محقاً حينما استعان بالمثل الشعبي "السكران في ذمة الواعي".

    لا حول ولا قوة الا بالله.
                  

03-01-2012, 08:00 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: أنور أبو القاسم الهادى)

    شكرا للعزيزين بيكاسو و محمد الأمين موسى.

    أخرجت الأرض أثقالها:جماعات التفكير و الهجرة تتفقد "مخازنها الأيدلوجية"
    اهتديت إلى نحت "جماعات التفكير و الهجرة" من وحي التاريخ الانعزالي الدموي لجماعات "التكفير و الهجرة" المعروفة في تاريخ الإسلام السياسي المعاصر.
    و هنالك علاقة تشابه في ا لحروف المشتركة،و في أن "التفكير" في أقصى قاعه يحتمل ظلالا مشابهة لل"تكفير" في الفتاوى الدينية قديمها و حديثها.
    و جماعات التفكير و الهجرة هي جماعات تلتقي في فضاء افتراضي يجمعها قاسم مشترك يتمثل في "دسبرتها"-من الدياسبورا- و يتلبسها أحيانا "دستور" نازل في الخرطوم تلاتة كرمز لنوستالجيا يتم اجترارها عبر البوستات و الونسات و النقاشات.

    كانت مصافحة بشرى لعلي عثمان فرصة مواتية للرجوع إلى مخازنهم الأيدلوجية،لممارسة تمرينات على مقاس مشهد مصافحة بشرى لعلي عثمان لاستلام جائزة من "شركة متعددة الجنسيات" اختلف حول صحة نسبها إلى "عبور القارات".
    هنالك مخزنان رئيسان: مخزن الواقعية الاشتراكية و مخزن "الالتزام السارتري".و هي مخازن أصبحت حكاياتها مثار تندُّر و استهجان.

    المصافحة بين كاتب و "سفاح" تذكرنا بدبلوماسية المصافحة كتمهيد لل"تطبيع".
    و من طرائف ذلك مصافحة أوباما لشافيز رئيس فنزويلا و الذي أهدى أوباما كتابا يساريا صدر عام 1971 في نقد خمسمائة عام من الاستغلال الاوروبي الامريكي لأمريكا اللاتينية.

    سمح مشهد المصافحة باستدعاء "نسق مخزني" من تراث الواقعية الاشتراكية و نظرية "الالتزام".
    في البال مشهدان.
    رغم جماهيرية "سجلْ أنا عربي"،كان محمود درويش يرفض إلقاءها رغم حماس الجماهير،و حذفها من أعماله الكاملة.

    و المشهد الآخر يذكِّر بموسكو.
    يحتل المشهد ذلك "الكاتب الثوري" الذي كان يذرع متفائلا شوارع موسكو بقامته المنتصبة الفارعة،و صوته الهائل يجلجل في قاعات ممتلئة بالشباب الثوريين.
    قبل أن يطلق الرصاص على جهة القلب من صدره،كتب في وصيته الأخيرة آخر كلمات الوداع:
    ليلى أحبيني.

    إنه ماياكوفسكي.
    و بكلمات شقيقة ليلى بريك زوجة أراغون:
    إنه ابن ناطور أحراج،و ابن الأشجار الكبرى،و جمال القوقاز.
                  

03-01-2012, 10:15 PM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: أنور أبو القاسم الهادى)

    تحياتى أخ أنور

    ورائك فى الاعتبار والتفكر ..

    شكرآ لتخصيصى برائك ,
    وأنت مداخلاتك لم تتعدى العشرين
    ولك فى هذا المكان تاريخ جديد ...

    تعليقك يروقنى كثيرآ
                  

03-01-2012, 07:54 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)



    (7)
    كتبنا :
    Quote:

    أعرف أن الموضوع شائك ، ولكني أراه واضحاً لا لبس فيه .
    *

    - من الذي أحنى قامة تراثه السلفي حين قام بنفي كتب الطيب صالح لمخالفتها الشرع وحُرمت منها المكتبات في السودان ، ثم أعاد النظر وابتلع الموسى وصار يتصدر الحفاوة بالطيب صالح ؟

    - من الذي تراجع ورجع يمجد المبدع الطيب صالح ، وترك إرث الغلو والخسائر الفادحة التي ألمت بالمشروع الثقافي الديني السلفي ؟

    - أليس من السهل لأصحاب المشروع الحضاري أن يقيموا من مال الشعب جائزة باسم ابن تيمية أو سيد قُطب أو حتى لرئيسهم ؟

    - لماذا لم يستطع البرنامج الثقافي الديني الذي يناطح فيها غلاة الإسلاميين حقائق الواقع من أن يخصصوا جوائز لرموزهم الدينية ؟


    حبيبنا أستاذ / الجيلي أحمد
    تحية طيبة لك مُجدداً ،
    ماذا جرى ؟
    هذا الملف ملف فكري بامتياز ، فلا تبخل علينا بالصبر على تبيان مقاصدنا مما نكتب . هنالك الكثير من قوائم المطالب التي يطلبها أصحاب السياسة في الكُتّاب وفي نصوص كتابتهم ، بل وفي مسلكهم في الحياة ، ولم يوجد أية اتفاق حول وثيقة القوائم تلك التي تُحدد الممنوعات والمباح .
    وليست لدى جميع الذين ناصبوا العداء المبطن لدكتور بشرى الفاضل ، بدعوى الحزن أو مساعدة صديق " لم يضق به الأمر " ورقة أو وثيقة اتفاق على أجندة في الحياة ، بل توجهات عامة في قضايا حب الفقراء والحرية والديمقراطية ، دون وثيقة حتى بتلك الأجندة .
    من هنا يصبح كل هذا الذي أسميه تباكي ، هو نظرة مثالية " طوباوية " تحيل الكتاب والمبدعين إلى أضاحي مُقدسة ، يطلب الجميع أن تكون في الأثواب الملائكية !!،
    فما الفرق بين العقائد السلفية ، وعقائد الذين يسعون حثيثاً لاغتيال دكتور بشرى على خيانته قضية ، لم يتم الإتفاق عليها .
    من هنا نرجو تفضلكم ، بالصبر على مكاره القراءة المبدعة ، لأننا من قبل ومن بعد شركاء التقدم .
    لك شكري الجزيل .
    *

    أما عن جون قرنق فهو الذي يستحق أن يسأل لا بشرى ، فهذا كاتب له رؤيته الثقافية ، وذاك السياسي ، قال بوضوح :
    ( المؤتمر والحركة أصبحوا واحد ) !!!!!!!
    وجلس وضحك وبسر !؟
    أتترك الفاعل السياسي المباشر ، وتحاكم صاحب الهّم السياسي ؟
    فلجون قرنق برنامج ، أما بشرى فليس هنالك عقد اجتماعي أو ثقافي أو سياسي مع إبداعه ، ورغم ذلك لم يتنازل إبداعه .

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 03-01-2012, 07:56 AM)

                  

03-01-2012, 10:55 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote:
    العزيز قيقراوي ،إضاءاتك لمَّاحة في ما يتعلق بنشوء و تشكُّل "مهن" جديدة كانت تمارس على سبيل إمتاع الذات و الآخرين ،و لم تدخل "السوق "كبضاعة من نوع جديد مثل لاعبي كرة القدم و "الحلاقين "و "المغنين" الذين كانوا يسمون ب"الصعاليك".

    بالضبط قصدت الاحالة لـ(المطاليق) دي كما بالنص المغنى لعقد الجلاد..
    ودا واضح -كما لم يفت على نباهة كاتب بقامتك- في صياغة (مغنين) بدل عن اي بديل آخر للمفردة .. وهناك متسع ماهل من الجهة دي.

    (نضال) الرواد هو القاد لاحداث الثورة المفاهيمية الاجتماعية دي .. لم تكن طفرة ساي كدا!

    على خلفية البرنامج التلفزيوني الرمضاني الناجح "اغاني و اغاني" ..
    علق احد الظرفاء انو (الفنانين) كترو .. تقريباً اي بيت بقى فيو فنانـ/ـة!!
    هل كان ممكن دا مع وصمة (مطاليق) المطلوقة على عواهنها دي!؟

    هل تتوقع انو (الكاتب) يحصل على حقوقو ضربة لازب .. وهو نايم في عسل دياسبورته المجيدة!؟
    برا (نضال) .. وبدون ولوغه المباشر في (السياسة) بت الكـــلب دي!؟

    وهنا المحك ..

    حتى الواقع، وفي الكيس المحدد بتاعنا هنا، بقول : لأ .. كبيرة .. وربما معاها مدة لسان كمان!!
    د.بشرى الفاضل ليس مجرد كاتب و رمز بس .. بل هو طرح نفسو كسياسي ايضاً
    وفي دي بالذات انا عندي موقف شخصي معاه

    اذكر في اواسط العام 2010 و انا عائد من السودان الشقيق ..
    كنت بتكلم عن التغيرات -الايجابية- اجتماعياً و عمرانياً .. وحتى مفاهيمياً اللمستها

    قال لي : يا زول انت بقيت كوز!؟
    والله صحي

    اها انا لا كاتب .. ولا اعتبر نفسي سياسي
    زول الله سااااي!!

    ولو بقيت كوز- رغم استحالتها نفسياً- فلنفسي ..
    ؤ ضرري على جماعة "التفكير و الهجرة" ماهو البقولوا عليو داك!!







    -----

    اتذكرت تفصيلة مهمة جداً ..

    انشتاين انجز " النسبية" وهو موظف .. لم ينتظر حتى اجازة حقوق (العلماء) اجتماعياً ..
    واقرار مستحقاتهم و بدلاتهم الاقتصادية!

    او كان لي يوم الليلة نرزح في جن و غبا تفسيراتنا الكونية .. على هدي نيوتن ساااي!!
                  

03-01-2012, 02:24 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: قيقراوي)

    مرحبا بالعزيزين الشقليني و قيقراوي.
    جاييك يا قيقراوي،فقط استسمحك في بسط مساهمة قديمة حول "الكاتب السوداني"،على أن أعود إليك كان الله هوّن قريبا.

    *من المعروف ان الخطاب الغربي حول "المؤلف" تأسس على و دار حول مقالتين مهمتين"موت المؤلف"لبارت،و "ما المؤلف"؟لميشيل فوكو.حين كتبت عن الكاتب السوداني في "خطاب المشاء" لم أكن قد أطلعت بعد على مقالة "فوكو" عن المؤلف.و ما قلته من زاوية تخصصي في علم الاجتماع يتشابه جزئيا مع بعض ما قال به "فوكو".

    قلت في كتابي "خطاب المشَّاء-نصوص النسيان" المنشور عن مركز الدراسات السودانية في القاهرة في عام 1999:
    "لقد نشأ الكاتب السوداني منسيا،و هذا مرتبط بنموذج التحديث السوداني،الذي كان –في الأصل-كولونياليا.كان ذلك النموذج التحديثي مفروضا من (الخارج)،و الذي امتزج بالعنصر التقليدي المحافظ الذي هيمن في معظم فترات التاريخ السوداني المعاصر.

    لا يمكن معاينة دور الكاتب السوداني إلا ضمن معاينة المشهد الاقتصادي الاجتماعي السوداني المعاصر،و الذي اتسم بما أسماه "الحاج ورَّاق" "التطور الهابط" المنزلق دوما إلى الأسفل في مسيرته المستقبلية.
    في ضوء كا ما ذكرنا يمكننا الحديث عن مستقبل الكاتب السوداني.و ذلك الحديث لا يتضمن الكلام عن موت الكاتب أو المؤلف بالمفهوم البارتي،و لا عن موت الكِتاب بالمفهوم ما بعد الحداثي،و إنما عن احتمال انقراض سلالة الكُتَّاب السودانيين.

    و في هذا الصدد يمكن للبنائية الوظيفية أن تكون مفيدة –على الأقل-في تعميق النقاش عن دور الكاتب السوداني في مجتمعه.و يمكن أن يتم ذلك من خلال تبنِّي مفهوم "المنزلة الاجتماعية" أو المركز الاجتماعي ،و الذي يعني "المركز الذي يحتله الفرد أو العائلة أو الجماعة القرابية في نظام اجتماعي معين بالنسبة لمراكز الآخرين،و المنزلة الاجتماعية هي التي تحدد الواجبات و الحقوق و السلوك و العلاقات الاجتماعية التي تربط واحدهم بالآخر".

    في ضوء ذلك المفهوم لا يمكن التحدث فقط عن واجبات الكاتب السوداني-كما درجت العادة-و إنما عن "حقوقه" التي ظلت-دوما- في خانة المقصي و المستبعد من المفاهيم.
    إرفاق الحقوق بالواجبات سيقودنا-بالضرورة-إلى فهم منزلة الكاتب السوداني في مجتمعه،ذلك ان المنزلة الاجتماعية "تتأثر بعدة متغيرات أهمها الثقافة و التربية و التعليم و الدخل،الملكية و الحرفة و بقية النشاطات التي يقوم بها المجتمع.غير أن للمجتمع أنظمته القيمية التي تحدد مركز الفرد الاجتماعي،و هذه الأنظمة غالبا ما تتأثر بالعوامل المادية و الاقتصادية".

    في ضوء ذلك المفهوم نجد أن للكاتب السوداني واجبات،و لكنه منعدم الحقوق،لأن المجتمع –أصلا- لا يحتاج إليه.فبنية التخلف،و انعدام الاستقرار السياسي،و انهيار البنية التحتية للنشر،و غياب التقاليد و العادات المشجعة على الكتابة،كل ذلك ساهم في انزواء الكاتب السوداني في عتمة النسيان.
    وفاقم من ذلك الوضع المزري،أن الحركة السياسية السودانية لم تفسح للكاتب مكانا مرموقا.و هذا يرجع إلى أن العقل السياسي السوداني-في غياب "العقد الاجتماعي"-يفهم السياسة بوصفها عملا قذرا يقوم على المكر و الدهاء و التلاعب باللغة و التمترس خلف البلاغة الجوفاء.

    و إذا كانت السياسة السودانية قائمة –في جوهرها على نقض المواثيق و العهود-كما يرى أبيل ألير في رؤيته لمشكلة جنوب السودان-فإن السياسي السوداني لا يرغب في كاتب ينتج المعرفة و التنوير و التفكير النقدي الضدِّي ،إنه يحتاج فقط إلى كاتب مناور،عديم الضمير و الذاكرة،و خدّاع زلق اللسان.
    استبعاد الحركة السياسية السودانية يؤكده منصور خالد في حديثه عن افتقار الأحزاب السياسية السودانية إلى مراكز للدراسات و الأبحاث.
    و يبدو هذا الاستبعاد غريبا-بشكل ما-إذا ادركنا أن كثيرا من النخب السياسية هم –أيضا-كتَّاب.و نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر-محمود محمد طه،محمد أحمد مجذوب،عبدالخالق محجوب،حسن الترابي،الصادق المهدي،محمد ابراهيم نقد،فرنسيس دينق،منصور خالد و غيرهم.

    لا يعني-كل ذلك-أن الأحزاب السياسية السودانية طرت الكاتب طردا نهائيا من فردوسها.فقد اهتم اليسار السوداني-و خاصة الحزب الشيوعي السوداني-بدور الكاتب السوداني في التغيير الاجتماعي،على المستوى النظري من خلال البرامج و الوثائق الحزبية.لكن الأمر-على أرض الواقع-يبدو مختلفا.فالكاتب لا يُنظر إليه إلا بوصفه مناضلا أو شهيدا محتملا.و لا يجد-ما عدا أحلافه المتفائلة-سوى انتظار الشهادة أو الفصل من الخدمة أو السجن و التعذيب.و ما بين الشهادة و التشريد يقوم العمل الحزبي برتابته المملة و حشره للكاتب في ما لا طاقة له به.و هذا ما دعاني –في حدود تجربتي الشخصية-إلى التوبة النصوح عن أي عمل سياسي حزبي.

    صحيح أن الحركة الإسلامية (الأخوان المسلمين) أبدت بعض الاهتمام بالكتَّاب،لكن،لأسباب عقائدية و سياسية،تتعلق بانطلاقها من رد الفعل تجاه اليسار،لم يتجح في إيلاء دور مرموق و مهمم وفاعل للكاتب.
    إزاء هذا النسيان المعتم الذي يلف عالم الكاتب،حاول الكتَّاب القيام بمبادرات جريئة تستحق الإشادة،و لكن لا يجب التعويل عليها.ص ص 52-50.

    ثم تحدثت عن العصامية حين قلت"لا جدال في أن تقريظ عصامية جيلنا واجب أخلاقي،و لا جدال في أن هذا النمط من السياقات الثقافية البائسة-يمكن-و ليس بالضرورة-أن ينتج إبداعا.لكنني لا أعتقد أن جيلنا فقط يتفرد بتلك العصامية.فالعصامية ميَّزت كل أجيال الحركة الثقافية السودانية المعاصرة.و كان ثمن تلك العصامية باهظا:إمّا الموت أو الجنون أو التشرُّد.و قد لخَّص ذلك الشاعر محمد محيي الدين في رثائه للشاعر إدريس جماع،و ذلك في قصيدته الرائعة "التجوُّل بين المزامير و اللون في حديقة الذهول".قد تكون عصاميتنا من "نوع جديد" و ذلك انطلاقا من قانون "التطوُّر الهابط" الذي يلقي بظله على تطور العصامية نفسها.

    ثم واصلت لاحقا"لا بأس من الاشادة بالعصامية التي يتمتع بها الكاتب السوداني،لكننا يجب ألا ننساق وراء الإطناب في مديح العصامية و التهوين من العامل "المادي"-فالعصامية وحدها لا تخلق من الكتابة فعلا مؤثرا و خلّاقا و فاعلا.و ما يحدث على أرض الواقع مرير و مريع.فكثير من الكتّاب يختفون من فضاء الكتابة،و يحتمون بكواليس المشافهة،و كثير من أولئك يترك المشافهة،ليلوذ بالصمت المطبق.
    إن الأحساس بعدم جدوى الكتابة،و انسداد الآفاق أمام النشر،حتى صرنا كتّابا بلا كتب،و ازدراء المجتمع للكاتب،كل ذلك جعل "العمر الافتراضي" للكاتب السوداني قصيرا.صحيح أن بعض الكتّاب أتيحت لهم الفرصة لينشروا كتبهم على "حسابهم الخاص"لكنهم أحجموا عن ذلك،لإحساسهم بعبثية النشر،و القيمة الهزيلة التي يوليها المجتمع للكتابة.لا اوافقهم –كليا-على هذا الموقف،لكنني أعتقد أن لمبرراتهم وجاهة معقولة.و حتى لو عدلوا عن موقفهم ذاك،فلا أعتقد أن ذلك سيكون بمثابة حل ناجع لأزمة النشر و الكتابة.

    ثم أنهيت حديثي عن "العصامية" قائلا"إن الانسياق وراء مديح العصامية و ازدراء العامل المادي،لا يمكن إلا أن يخفي عنا الحقيقة،و يجعلنا نمعن السقوط في هاوية النسيان.
    و لكي ندرك أكثر فداحة الخسارة التي ستلحق بنا إذا انسقنا وراء مديح العصامية،سنورد نصا من مقدمة بولا يوضح فيه المكانة الاجتماعية المتميزة التي يتمتع بها المثقف الفرنسي.
    يقول بولا:

    "فمنذ فلسفة الانوار،أو بعبارة أفضل بدءاً من فلسفة الأنوار و المثقفين-هكذا في الأصل-يلعبون في فرنسا دورا قياديا،وضعهم على الأقل على قدم المساواة مع القادة السياسيين و العسكريين و الاقتصاديين،فأصبح المثف بطلا قوميا مع صعود البرجوازية يطلق اسمه على الشوارع و الميادين و محطات المترو،فولتير،روسو،هوجو...."ص4.
    و بعد ذلك،هل ستتبقَّى للعصامية من مشروعية،اللهم إلا على المستوى الأخلاقي؟؟؟ص ص 53-54.

    يتم دائما تجاهل الحديث عن وضعية الكاتب السوداني المزرية،و هي وضعية كما قلنا ناتج "التخلف" بشتى أنواعه.
    و سنضرب لاحقا مثالا محزنا عن "الوضعية البائسة للكاتب السوداني،من خلال مقدمة شاعرنا الكبير محمد المهدي المجذوب لديوانه "نار المجاذيب"،مع نموذجين من تجربتي الشخصية المتواضعة.

    أرقدوا عافية
                  

03-01-2012, 10:09 PM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    تحياتى ياشقلينى

    كتبت :


    Quote: أما عن جون قرنق فهو الذي يستحق أن يسأل لا بشرى ، فهذا كاتب له رؤيته الثقافية ، وذاك السياسي ، قال بوضوح :
    ( المؤتمر والحركة أصبحوا واحد ) !!!!!!!
    وجلس وضحك وبسر !


    السياسى بطبعه لين
    وهجين يؤطر فى فكرته للمقدرة على التحول والفلكسبوليتى ..
    السياسى يرتكن للتكتيك
    ومغازلة الظرف
    وانتقاء لحظة الظفر بخطوة ..

    أما الابداع فهو النحت على تضاريس الحياة ,
    من أجل بقاء الموقف والفكرة المعنية ..

    الفنون لاتخضع لمزائدة السلطة وشهوة امتطاء جائزة ,..
    الكتابة والشعر والغناء
    لها حمولات أكبر من هذه المزايدات والتهريجات العبثية ..

    لقد أتى بشرى الفاضل على عمل غير مضمون العواقب ,
    وحين يأتى فنان مبدع على خطوة كهذه فان وطنآ بكامله
    سيجترها فى الحياة ..
    فكم مرهق هو المبدع

    ____________
    نعم ياشقلينى
    ضقت بهذا الأمر ,
    ولاذلت أطالع بحرقة حديث الأستاذ بشرى الفاضل , معللآ لما أقدم عليه
    بأن الدكتور على ابراهيم كان فى المنصة , وهو من قام بتقديمه ( فصححنى لو التبس على الأمر)
    وكان هذا فى سيل تعليلاته القليلة!

    أنا فى هذا الحوار لاأنصب مقصلة لرجل مبدع كبشرى الفاضل
    ولاأنفى عنه تاريخه , ولاأقوم بتخوينه ..
    أنا أعبر عن سخطى بهذا التزاوج بين الابداع والسلطة المتأسلمة ..

    بشرى رجل مبدع
    ولكنه أقدم على خطوة يصعب معها التقدم ..

    الكاتب الثورى ليس له من مكان فى ردهات السلطة ,
    وليس له فى النياشين من نصيب

    (عدل بواسطة الجيلى أحمد on 03-01-2012, 10:19 PM)

                  

03-02-2012, 06:56 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)


    *محمد المهدي المجذوب:الأب الأكبر للحداثة السودانية (مذبوحا)

    لمعرفة المكانة المتميزة التي يشغلها شاعرنا الكبير محمد المهدي المجذوب سنورد مقتطفات من شهادة شاعرنا محمد المكي إبراهيم في مقالاته المعروفة بعنوان "التاريخ الشخصي للغابة و الصحراء".
    يدرج ود المكي المجذوب في بحثه عن "الفكر السوداني" ضمن جيل أسماه "جيل اليقظة في الثقافة السودانية".يقول حول ذلك:
    Quote: "إن البحث في الفكر السوداني لايكتمل بوصولنا إلى هذه النقطة بالحديث عن جيل الريادة ، ولابد من التطرق إلى الجيلين اللاحقين ودورهما في إثراء ذلك الفكر وتطويره". ومضيت مستطرداً إلى القول بأن "الجيل الذى يتلو الرواد مباشرة هو فى نظرى جيل اليقظة فى الثقافة السودانية ، وهو جيل العطاء المتخصص المستأنى ، وهو جيل الدراسات فوق الجامعية ، وجيل التأليف الغزير ، والنضوج الفكرى والعاطفى .. إنه جيل سعد الدين فوزى وهنرى رياض وجمال محمد احمد ومحمد المهدى المجذوب وعبد الله الطيب وبشير محمد سعيد ورصفائهم من أفاضل المثقفين السودانيين ".

    ثم قال في إطار حديثه عن دور المجذوب في ما يمكن أن نسميه " سودنة الشعر العربي الفصيح" مع صلاح أحمد إبراهيم:
    Quote: والواقع أننا تلقينا الطابع السودانى فى الشعر عن محمد المهدى المجذوب وصلاح نفسه.

    ثم يقول عن "أبوة" المجذوب لل"غابة و الصحراء":
    Quote: وبعد ، فمن حق النقد ان يضم أولئك الأفذاذ الى مجموعتنا الفنية. ونجد فى ذلك تشريفاً للمجموعة مثلما تشرفنا كثيراً بأبوة المجذوب لحركتنا، والتفافنا حوله كصديق شخصى ، وكملهم وناقد أول لكل نتاجاتنا.

    ثم يتحدث عما جذبهم إلى المجذوب مطلقا عليه لقبا فخما يستحقه"الأب الأكبر للحداثة السودانية" في إطار كلامه التالي:
    Quote: بكلمة أخرى يريد المحجوب وطمبل شعراً عربياً وفياً للبيئة السودانية ، أما نحن فنريد شعراً سودانياً ، وأن ننتج لغة جديدة وفنيات جديدة تعبرعن البيئة الافريقية التى نعيشها ، وأن يتم كل ذلك فى أجواء من الفخر والاعتزاز وليس في إطار من الاعتذار أو عمى الألوان. وقد كان ذلك ما جذبنا إلى ظلال تلك الدوحة الفارهة التى هى محمد المهدى المجذوب الأب الأكبر للحداثة السودانية. أكرمنى دهرى إذ جمعنى بالعمل معه في وزارة الخارجية حيث كان مسؤولها المالى ، وكان مكتبه مقصد أرباب الحاجات المالية والفنية ، وكان لى مقعد دائم فى ذلك المكان ، وعن طريق تلك الألفة الناشئة قيض لى أن أقوم بتعريفه على الجيل الجديد من محبيه من الشعراء والأدباء.

    ثم يتحدث عن سبق شعري للمجذوب عبر اعترافاته بدمائه المزدوجة الأصول:
    Quote: كان محمد المهدي قد سبق جيله وسبق الاجيال اللاحقة باعترافاته الباهرة بالدماء المزدوجة الأصول التى تجرى في عروقه كقوله لمؤتمر الأدباء العرب:
    عندي من الزنج أعراق معاندة
    وإن تشدق في إنشادى العرب
    وبشر الأمة العربية في اجتماع آخر بأنها:
    شعوب ملونة كالزهور
    تعود الى اصلها المعرق الواحد
    وذلك أفضل ما يمكن استخدامه في الرد على القائلين بأن وحدة العرب تستدعي التماثل بين العرب. وحالياً تروج في الثقافة الأمريكية المعاصرة فكرة كفكرة المجذوب ، فلم تعد أمريكا تنظر الى نفسها كبوتقة انصهار وإنما كخلطة أو كباقة من الزهور يظل قرنفلها قرنفلاً ، وسوسنها سوسناً ، وأقاحها أقاحاً ، ولكنها تأتلف فى ما بينها لتتكون منها باقة منسجمة الألوان والأحجام والأشكال.

    ثم يتحدث عن بيت المجذوب كمركز ثقافي في خرطوم الستينيات و السبعينينات:
    Quote: في الستينيات والسبعينيات لم يكن فى السودان مثقف يحترم ذاته لا يتردد على منزل المجذوب ويرتاد مجالسه ويتابع أخباره. وربما كان ذلك مفيداً للمجذوب بصورة ما ، ولكنه كان ممكناً ان يكون مضراً أيضاً ، فقد أجلسناه على مقعد الاستاذية ، وقبلناه حكماً في تقييم أدبنا وخلافاتنا ، وفي ظروف مغايرة كان ممكناً لذلك أن يكون نوعاً من التجميد لفنه وأدبه.

    و عن فتوحات المجذوب الشعرية يقول محمد المكي ابراهيم:
    Quote: لكن ، لئن كان ذلك المصير ممكناً للكثيرين ، فإن عبقرية المجذوب سمحت له بأن يكتب ، تحت تلك الظروف ، عدداً من أجمل اعماله. فخلال تواصلنا معه وجد الوقت والطاقة الفنية ليكتب (القربان والبشارة والخروج) و(شحاذ في الخرطوم) ، وهى أعمال تمتد من شعر التفعيلة إلى قصائد النثر ، وقد برهن بها الشاعر الكبير على قدرته المستمرة على التجاوز والتجـديد.


    شاعر في مقام المجذوب يلخِّص تجربته الشعرية التراجيدية في مقدمته لديوانه نار المجاذيب.
    و يعكس ذلك التلخيص الأساطير المؤذية المرتسمة في المخيلة الشعبية عن "الشاعر" باعتباره مخلوقا مختلفا مما تسبب في أذى غمر حياة الشاعر و جسَّده في الكلمات التالية:
    "
    Quote: و قد آذاني الشعر .فقد رسخ في أذهان الناس هنا أن الشاعر من كوكب آخر .فهو لا يأكل الطعام و لا يسعى في الأسواق"
    ص11.
    ثم يذكر قصة مغزاها عدم جدوى الشعر":
    Quote: و أذكر أول التحاقي بالوظيفة،أن رئيسي في الديوان،رآني اختلس النظر إلى ديوان العقاد،و كنت خبأته في أحد أدراجي.
    و أصلح الرجل الطيب شاربه الملكي،و امتلأ بوظيفته،و نظر و عبس و بسر،و قال في إشفاق و استخفاف:شعر؟يا بني الشعر ما يسقيش مية-و أعترف هنا أنني لم أنتفع بنصيحة قط،و ما انتهت نفسي عن غيها،و ليس لها مني زاجر.
    ص 11
    ثم يواصل قائلا"
    Quote: و تذكرت نصح الرجل الطيب..فقد حسبني مداحا.و هو قد فطن إلى ضعف الشاعر في هذا الزمان،و أكثر القوم في الشرق العربي ينظرون إلى شخصه لا عمله.
    ص12

    ثم يقول بأسى واضح ملخصا تجربة الشاعر السوداني في مجتمعه:
    Quote: "و لقد كان الشاعر في السودان مذبوحا.دمه من المشهيات و مما أتفق عليه-و لا نعرف فظاعة القسوة التي فيه،أن الألم يعين على الإبداع،و لا يقول هذا من يعرف القلوب،فالألم إذا جاوز الطاقة-مثل الفقر –يفحم و يقتل المواهب و يعمي البصيرة و البصر.
    ص12
    في المقطع السابق عن "ذبح الشاعر" نجد أسطورة شعبية رائجة لتبرير بؤس الشاعر و عذاباته، و هي أن الألم هو الذي يولِّد الإبداع.

    ثم يتحدث عن كتابة الشعر ك"وردية ثانية"، بل و تفضيل أكل العيش "الوظيفة" على الشعر:
    Quote: "و لقد علمت أن الشعر كسائر الفنون لا يشرك به.و لم أتمكن من الجمع بين الواقع الذي أعيش فيه و الشعر،ثم غلب علي ابتغاء الأجر في طلب العيش،فأعطيت وظيفتي ،و هي حق لا ريب فيه كل وقتي و تفكيري و طاقتي(و أسلم في هذا الموضع،بكل احترام،على من بيدهم أمر العلاوات و الترقيات من رؤسائي في خدمة الدولة).
    ص 12

    السانحة الوحيدة ل"تكريمه" و "تبجيله" لم تتم.
    كانت متوقِّفة على نجاح انقلاب 19 يوليو 1971.
    و في ذلك يقول الدكتور احمد بابكر الطاهر، استاذ الادب الانجليزي بجامعة عجمان بالامارات العربية المتحدة، وهو رفيق درب شاعرنا محمد المهدي المجذوب، واحد معاصريه الاقربين في لقاء معه في "منبر الصحافة":
    Quote: "وكان المجذوب ضد التحزب وكتب قصيدة في هذا الاطار وكان يميل بطبعه الى اليسار أو الاشتراكية واذكر في الانقلاب الذي حدث عام 1971 ضد الرئيس جعفر نميري فقد ظهرت اسماء الوزراء الذين اختارتهم هذه الثورة لحكومتها وفظهر اسم المجذوب كوزير للثقافة والاعلام وكان هذا اختيار مناسب جداً ولم يعتقل وحكى انه ذهب بعد ذلك لاحتفال بالقصر الجمهوري وكان نميري يجلس بالقرب منه وقال له (ان الجماعة ديل اختاروك معاهم وزير ثقافة واعلام ولولا عمر الحا ج موسى كنا اعتقلناك) وبالفعل فقد قال لهم عمر الحاج موسى انهم اختاروا المجذوب لأنه فعلاً رجل مثقف وهو ليس له انتماء معهم واضاف المجذوب قال للنميري بعد حديثه معه ( والله مافيش حظ يا ريس) ولا اعرف ان كان فهمها ام لم يفهمها"
    .

    و لكي ندرك الفرق الشاسع بين المؤلف السوداني و المؤلفين الآخرين في المجتمعات التي تجلّ مؤلفيها ،سنعيد ثانية بسط ما قال به بولا في مقدمته لمجموعة صلاح الزين القصصية "عنهما و الإكليل و الانتظار".يقول بولا:
    Quote: "فمنذ فلسفة الانوار،أو بعبارة أفضل بدءاً من فلسفة الأنوار و المثقفين-هكذا في الأصل-يلعبون في فرنسا دورا قياديا،وضعهم على الأقل على قدم المساواة مع القادة السياسيين و العسكريين و الاقتصاديين،فأصبح المثف بطلا قوميا مع صعود البرجوازية يطلق اسمه على الشوارع و الميادين و محطات المترو،فولتير،روسو،هوجو...."
    ص4.
                  

03-02-2012, 08:03 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)




    (8)
    كتب الأكرم : الجيلي أحمد :
    Quote: السياسى بطبعه لين
    وهجين يؤطر فى فكرته للمقدرة على التحول والفلكسبوليتى ..
    السياسى يرتكن للتكتيك
    ومغازلة الظرف
    وانتقاء لحظة الظفر بخطوة ..

    أما الابداع فهو النحت على تضاريس الحياة ,
    من أجل بقاء الموقف والفكرة المعنية ..

    الفنون لاتخضع لمزائدة السلطة وشهوة امتطاء جائزة ,..
    الكتابة والشعر والغناء
    لها حمولات أكبر من هذه المزايدات والتهريجات العبثية ..


    أخي الأكرم : الجيلي أحمد

    - تقول ( الإبداع هو النحت ... من أجل بقاء الموقف والفكرة المعينة )
    - نسألك : ما هو الموقف الذي يتعين على المبدع أن يبقى عليه ؟ّ!
    أن يقف ثابتاً ، تمثالاً أو نصباً يٌكتب أسفله :
    ( هنا عاش مبدع صّمد ومات كذلك .)
    وتلك الصورة لا تليق بدكتور بشرى ، لا هو صمدي ، ولا هو ينتمي لأي حزب لديه تماثيل صمدية ، يعيد بناءها مثل الأديان .

    أهذا هو المصير الذي ترتضيه للمبدع ؟
    أن يكون الثور المقدس لفكرة صمدية عن الثورة والثورية .
    *
    أما عن الفرق بين قرنق وبشرى أن هنالك فرق بين ( الفاعل السياسي) و ( المبدع صاحب الهمّ السياسي ) ، لم تتعرف عليه رغم كتابنا السالف الذي ذكرنا لكْ.
    *
    صاحب الفعل السياسي المباشر ، هو الذي تبحث له عن المبررات للاتفاق الذي تمزق السودان الوطن ، حيث جلس مع القتلة واتفق معهم على كل شيء ...
    و تمنحه أنت العفو ، بل وتغسل سيرته بأن للسياسي المرونة ,
    أما الموقف الذي عليه المبدع أن يبقى عليه ، ليس صمدياً كالبقرات الدينية المقدسة الدينية التي تلبسها أنت لباس الثورية . فمن يؤمن بقوانين الحياة والتطور ، سيعرف أن على المبدع أن يتطور في كل مرحلة لينتقل إلى أخرى أكثر تطوراً ، وهذا هو ديالكتيك الحياة الذي ابتعد عن مقولاتك ولا تستطيع أنت الإمساك به . وهو أساس المعرفة الذي تنازلت عنه أنت بكل بساطة وأصررت على القيم الصمدية في المواقف وتلك هي الكارثة الحقيقية .
    بالفعل ما الفرق بين (دعاة الدين السلفي) و(دعاة الثورية السلفية )
    وكما تفضل صديقنا في السماوات الأستاذ / أسامة الخواض حين تحدث عن أيقونة :( التفكير والهجرة )
    *
    ليس بيننا تفاكر مثقفين لتلعنهم ، ولكنها الدعوة للنقد المبدع والحفر العميق في التفاصيل ، وضرورة التمسك بديالكتيك التطور والخروج من نفق صناعة النماذج المثالية ، لأن منهجها غير الذي نحسب أنه منهجك . فكل التقدميون يؤمنون بصراع الأضداد ، وبالصراع الخلاق الذي يطور ، لا الصراع المُدمر .

    لك الشكر الجزيل ، والشكر موصول للأستاذ / أسامة الخواض الذي نبهنا إلى لُب المسالة ، وأحاطها بالحُنو ، وتلك هي التي يتحدث عنها
    كُتّاب العصر من أن هناك نقد مُبدع كما أن هنالك نصوص وفنون مبدعة .

    *
                  

03-02-2012, 03:30 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)


    ليذهب الملف عالياً للقراءة
                  

03-02-2012, 11:42 PM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    عاطر التحايا يابيكاسو ,
    أشكر لك تفكيك حديثى ومحاولتك للوصول الى عمق أبعد فى النقاش ..

    كتبت:

    Quote: نسألك : ما هو الموقف الذي يتعين على المبدع أن يبقى عليه ؟ّ!
    أن يقف ثابتاً ، تمثالاً أو نصباً يٌكتب أسفله :
    ( هنا عاش مبدع صّمد ومات كذلك .)


    نعم ولم لا؟
    ربما تكون قد وقعت ضحية لتأويل حديثى بشكل مجافى لما عنيته به ,
    وحديثى هو :


    Quote: من أجل بقاء الموقف والفكرة المعنية ..

    والفكرة المعنية هذه فضاء يتحمل كل التأويلات ,
    والبقاء هنا ليس مذهبى أو جامد , بل هى فكرة أن تتمنع من
    الدخول فى دائرة السلطة , ومراهنتها على تخلى المبدعين عن مواقفهم..

    أنت ياصديقى قمت بعقد مقارنة بين ماهو سياسى , وماهو ابداعى ,
    وأنا أجدها مقارنة تفتقد للتماسك , فلو سلمنا بخطل الخطوات التى أقدم عليها بعض الساسة ,
    سيكون من المدهش أن يكون هذا تعليلآ منطقيآ فى متاهة بشرى الفاضل هذه ..

    اثبات خطأ أى آخر لايبرر لممارسة الخطأ !!

    أنا ياعزيزى ,
    من جيل حصد الخيبات , ولم تعد تزعجه كثيرآ مسألة تهاوى النخب السياسية والثقافية هذه ..


    Quote: وتلك الصورة لا تليق بدكتور بشرى ، لا هو صمدي ، ولا هو ينتمي لأي حزب لديه تماثيل صمدية ، يعيد بناءها مثل الأديان .


    لاأذكر اننى أتيت بأى اشارة فى حديثى لهذا الأمر الذى تتحدث عنه ,
    وحديثك يبدو غاضبآ أكثر منه عقلانيآ فيما أقتطفته منك بعاليه ..

    لم أفهم مغزى اصرارك على تعابير مثل (لا هو صمدى) وأيضآ ( حزب لديه تماثيل صمدية)..!!!

    ياشقلينى
    أنا الجيلى أحمد أحاورك بنفسى وعن ماأراه فى هذا الأمر المطروح للنقاش
    ودعنا لانجنح الى ذلك المنحى والاشارات التى تتخلله ..

    وكتبت أيضآ:

    Quote: أهذا هو المصير الذي ترتضيه للمبدع ؟
    أن يكون الثور المقدس لفكرة صمدية عن الثورة والثورية .


    أى ثور مقدس يابيكاسو ,؟
    لقد اختار الرجل بمحض ارادته أن يتسلم جائزة من جلادة ومشرده ومستلب وطنه ,
    فى وضح الأضواء ووسط التصافيق وفى جو بهيج ..

    هذه فعال الحملان وليس من ثور يقدم على ذلك ..


    Quote: أما عن الفرق بين قرنق وبشرى أن هنالك فرق بين ( الفاعل السياسي) و ( المبدع صاحب الهمّ السياسي ) ، لم تتعرف عليه رغم كتابنا السالف الذي ذكرنا لكْ.


    تمام يشقلينى
    ليك علىَ أمشى أراجع الكلام , وأحاول أن أرتقى لأفهم (تبريراتك) , عسى ولعل أن أصبح مرضيآ عنه فى مغالطات المثقفاتية هذه..


    Quote: صاحب الفعل السياسي المباشر ، هو الذي تبحث له عن المبررات للاتفاق الذي تمزق السودان الوطن ، حيث جلس مع القتلة واتفق معهم على كل شيء ...
    و تمنحه أنت العفو ، بل وتغسل سيرته بأن للسياسي المرونة


    جميل جدآ ياشقلينى
    انت ملاحظ انو فكرتك بتجنح لتخوين الساسة , كى تبرر لبشرى الفاضل؟

    وفكرتك فى مقطعك الآخير مفادها ,
    مادام ان هنالك تجاوزات حدثت على المستوى السياسى ,
    فلا عتاب على بشرى الفاضل ,
    وكلو فى النهاية صابون!!

    والله يابيكاسو ياأخوى أنا شايف منطقك دا فيهو ادانة لبشرى الفاضل
    أكثر منه مدافعة عنه..


    كن بخير
    دومآ بخير
    ويتواصل الحوار
                  

03-03-2012, 00:00 AM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)

    بشرى الفاضل تسلم جائزة من يد جلاده , وتلقى التهانئ على عمله الابداعى
    من الفم والعقلية التى يقاتل ضدها بقلمه ووعيه ..
    وحين تم تشريده وكتب عن ممارسات السلطة كان ينطق بالحرقة والأمل والثورية ,
    الآن بعد تلقيه للجائزة من رموز النظام (العليين) فانه يمنح كل ماتم فى حقه
    ذلك الغطاء الشرعى الذى سعى من أجله منظموا الاحتفائية الكرتونية ...

    ويبقى الخيار شخصى ...
    وكل يختار طريقه فى هذه الحياة ..
    ان كان بشرى متماهيآ مع ماقام به
    فليهنأ بذلك
    وعقبال جوائز زينية تانية
    أكبر
                  

03-03-2012, 00:23 AM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)

    تحياتى مجددآ يابيكاسو,

    كتبت:
    Quote: وتلك الصورة لا تليق بدكتور بشرى ، لا هو صمدي ، ولا هو ينتمي لأي حزب لديه تماثيل صمدية ، يعيد بناءها مثل الأديان .

    الرأى حول السياسى فى مجريات أحداث الوطن , لى فيه رأى واضح
    ولايخضع لمزايدات أو ترضيات ,
    ولكنه فى النهاية يجنح الى العقلانية والتعامل مع واقع ماهو حادث
    دون تزيين وتجميل ..
    ولقد كتبت فى هذا المكان وفى أماكن أخرى عن رؤيتى لمشاركة الحزب الشيوعى
    فى برلمان الجبهة الكرتونى ..
    ياشقلينى أنا ما (بقع البكان الهش) ..
    وحتى الاتفاقية بين قرنق وعلى عثمان برغم اجحافها ,
    الا انها كانت أقرب الطرق لحقن الدماء بعد أن تمدد الموات فى خطاب السياسيين وأفعالهم,
    وهى أفضل السوء فى طاولة المزايدات ..

    فى وسط هذه العبثيات يراهن الناس على المبدع ,
    على صوته وموقفه ,
    وهو ليس برهان على أحصنة ,
    بل على المواقف والكلمة ..

    فكم كان بشرى الفاضل مجحفآ فى حق نفسه فى البدء ,
    ومن ثم
    فى حق الرهان على الكاتب الثورى.
                  

03-03-2012, 00:39 AM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)

    Quote: فكل التقدميون يؤمنون بصراع الأضداد ، وبالصراع الخلاق الذي يطور ، لا الصراع المُدمر


    ليس هنالك من صراع مدمر هنا ياعزيزى ,
    هذه مجالدة بالرأى ..

    ليس من تدمير لبشرى ,
    بل على العكس من ذلك ,
    بشرى الفاضل فى حوجة لأن يتمعن فى حديث الآخرين حول ماقام به..

    كما ان هنالك حوجة ملحة لعدم الوثوق بالمثقفاتية
    وتبدلات أحوالهم
                  

03-03-2012, 07:52 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)




    (9)
    الحبيب : الجيلي أحمد
    تحية طيبة وود كثير ، لهذه الإطلالة المتألقة لكتابك . فإن للحوار ألقٌ ، وليس دفق أحبار أو مسيرة بنانٍ على ورق السماء . فللحوار فوائد كالسفر في العهد القديم . عندما كنا نتجمّعُ حين يتيسر لنا لقاء . كيف الوسيلة لتوصيلنا للمكان ، وكيف يكون صاحب الدار أحرص أن يولمنا ما تيسر له أن يولِم . ونقتسم الود بيننا ، قبل أن نبدأ الصراع الخلاق الذي يسمونه الحوار . فقد عرفنا من ماضي أيامنا أن الحوار والنقاش ، أكسب للمرء من قراءة كتاب ، يعصف ذهنك ، ولا تجد منْ يفتت عظامه العصية ، ويحفر في باطنه عن الفكرة ، وفكْ أحاجيها .
    أحمد لك أن أغنيت هذا الملف ، بالحوار ، فإن اختلافنا هو عصف للذهن brain storming ، يعرف فيها المرء موطئ الفكرة من العالم الذي حولها .
    *
    كتب الأكرم : الجيلي :

    Quote: أى ثور مقدس يابيكاسو ,؟
    لقد اختار الرجل بمحض ارادته أن يتسلم جائزة من جلادة ومشرده ومستلب وطنه ,
    فى وضح الأضواء ووسط التصافيق وفى جو بهيج ..

    (اختار الرجل أن يتسلم جائزة من جلاده)
    تلك إذن هي السُبة في وجه كاتب مبدع .
    الحقيقة اختار القائمون على إدارة فعاليات الجائزة أن يكون في حفاوة تقديم الجوائز نائب لرئيس دولة الإنقاذ ، وأحد قادة الإنقاذ في الافتتاح . ذات الدولة التي حكمت السودان أكثر من 40% من تاريخ ما بعد الأول من يناير 1956 .

    لعلك قد أغفلت المكرمين والمكرمات الذين استلموا جوائزهم من ذات الرجل الذي يحمل ذات الأوصاف . اعتبرت أنك لا شأن بهم ، أو أنهم خارج دائرة الفكرة التي تجول حولها وقد أخذت بمخالب نسرٍ يلتقط الفريسة ، وانتقيت " دكتور بشرى" من عشرة مُكرمين ، وكان أولهم ضيف الشرف ، وهو الأستاذ السابق لعلي عثمان طه !. وأنت تعلم أن أحد الفائزين قادم من ميدان التحرير . وأن الذين فازوا من اليمن والجزائر والمغرب ومصر وشباب الترجمة لا يعنون هذا المقال ، ولم يمسسهُم رصاص الهجوم الكاسح الذي هبت فيه المنابر هبة رجلٍ واحد لصيد " دكتور بشرى " . ربما لأنه المعروف الوحيد ، أو لأنه الذي يشارك هنا عضوية المنبر ومنابر أخرى وأنك وغيرك أعرف الناس به وبتاريخه كما تقولون .
    وتلك مساحة كبيرة في انتقائية الصقر الصياد في انتزاع فريسته من ضمن كثير من الفرائس ، ويقيم لها وليمة لأفراخه إن صحّ التعبير .
    بقراءة أخرى : دعنا من الرجل وخطابه الإبداعي ، وهمّه السياسي الذي تخلّق في مُجمل أعماله بصورة فنية فريدة ، ونصوص قريبة من الماء الذي يغرف منه العامة ، ويهم أنه صافح القاتل بيده " الشريفة " . التي ما كان لقداستها أن تمِسّ أصابع يد القتلة والمذنبين ...
    هذا هو الاستبطان لما أسميته أنا بالصمدي والمُقدس .
    لك شكرى
    *
    كتب الأكرم : الجيلي :

    Quote: أفهم مغزى اصرارك على تعابير مثل (لا هو صمدى) وأيضآ ( حزب لديه تماثيل صمدية)..!!!


    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 03-03-2012, 07:55 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 03-03-2012, 07:59 AM)

                  

03-03-2012, 10:33 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    في كون الكاتب حالة نبوءة مستمرة:
    صديقي و استاذي اسامة..حبابك
    و حباب ضيوفك هنا..
    و بعد..

    اكثر الحزن الذي اصابني في هذا الأمر أن الجوائز اغلبها ذهبت الى اجانب (غير سودانيين/سودانيات) ، و في هذا اشارة استعصى علي فهمها : هل بدأ عهد الدغمسة فعلا؟..هل بحفنة الدولارات تلك نستجدى هويتنا و نشترى منهم الإعتراف بنا (كانسان)؟..ام هي الطيبة ، و نحن نعيش في زمن تحسب فيه الأمور بدقة ؟ حاشية : فاز قرابة الإثني عشر شخص بالجوائز المختلفة ، و كان من بينهم اربعة سودانيين (ليس من بينهم سودانية ، احتمال كانت بتجهز الغدا و عواسة الكسرة..و فاتها التنافس..و في هذا خسراننا المبين للغاية).. ما علينا..!

    الإنسان كائن يحب الترميز ، و عوالمه لا تخلو من ترميز البتة ، سواءا كان في اللغة التي يكتب و يفكر بها أم الفنون (منها الكتابة الإبداعية) أو الدين أو الجمال أو السياسة..الخ..و حينما يخلق الإنسان مثل هذه الرموز (او عالم الترميز) يخلق معه التزام تجاه ذلك ، باعتبار انه توفق في اختيار (طوعا ، وفقا لإرادته المعتبرة شرعا و قانونا و اخلاقا و جمالا) أن يكون و كيف يكون..و بالتالي يكون هذا هو القانون الخاص بتلك الحالة (الإنسان كحالة)..و منها يصبح ما اختاره الإنسان لنفسه هو معيار و قانون اجتماعي و ثقافي و اخلاقي و جمالي..و ان حدث التنازل أو التبدل عن ذلك وجب التنبيه ووضع الأسباب الموضوعية لذلك ..و لن يعني ذلك ان الآخر سيأخذ بالأمر على علاته..!

    حينما قرأت الجدل الذي ثار و يثور حول امر تسلم استاذنا و صديقنا بشرى الفاضل للجائزة المذكورة.. تساءلت: هل لو استلم الجائزة الكاتب السوداني مصطفى عوض الله بشارة (هل تذكرونه) هل سيثور مثل هذا الجدل؟..و اذا كانت الإجابة لأ.. لماذا؟..

    خلق الدكتور بشرى الفاضل ، ما يليه من نصيبه في الترميز ، بالتالي اصبح فكرة جمالية و منظومة قيم اختطت لنفسها طريقها و مكانها..و هذا الجهد و ان كان قام عليه بشرى وحده ،فنحن لم نعرف متى جاع و متى عطش و متى زهج و متى حزن و متى تشرد و متى فرح حتى ينجز تلك الفكرة/الرمز..و لكنا كنا ننتظرها منه (كقراء و قارئات.. ان كان لتلك الوضعية قيمة اخلاقية يعتد بها)..فالبذرة حينما بذرها بشرى لأول مرة في دروب مشروعه الإبداعي.. لم تكن فيها ادنى احتمال للنكبات المفاجئة ..ولا حتى المطبات السريعة ولا الضرب تحت الحزام..و انما طرحت البذرة بمنتهى الصدقية و الشفافية..و حددت حدودها (شخيط هنا و شخيط هناك و كان عالم اسمه بشرى الفاضل المبدع)..و حينما تلقاها المتلقى تلقاها بتلك الكيفية و تعامل معها بتلك الكيفية..و بالتالي اي عترة فيها بتكون محل سؤال..!

    بالنسبة لفكرة بؤس احوال الكاتب السوداني ، فهي ليست مبرر مطلقا لأن يهدم كاتب عالمه الترميزي و يتحول عنه مائة و ثمانون درجة في كسر من الثانية الجمالية و الإبداعية و الأخلاقية .. لأن الكاتب حينما يطرح ترميزه الخاص (و يعلن نفسه ككاتب و يطلب من الآخرين النظر اليه هكذا)..يطرحه بكامل ارادته..و يقول لنا هذا هو عالمي الذي اخترت..و هذا العالم ليس مجاني كما يذهب صديقنا و استاذنا اسامة الخواض (فكرة المقابل المادي للكتابة)..فهو التزام اخلاقي وجمالي..و صبر على المطبات الهوائية و الفجائية.. لأن من يريد أن يخلق فكرة و قيمة..لا يهتم كثيرا بمردودها المادي..

    كثيرون في الحياة السودانية اختاروا دروبهم الخاصة بكل الصدق (فيها الشر و فيها الخير) و لم نسألهم ..لسبب بسيط لم يكن لديهم ادعاء المفارقة و الإنكواء بجمر التميز الحارق ، لم يدشنوا انفسهم كحالة صيرورة للنبوءة..و لكن حينما يكون العالم الترميزي المختار هو عالم الفكرة و الجمال و الأخلاق ، فهذا يخلق نظام خاص ادنى درجاته ان يكون الإنسان رمز و قدوة..

    بالنسبة لي (و هذا اعتقاد شخصي قد يكون متطرف ، و هوغير ملزم لأي شخص كان) أن الكاتب حالة نبوءة مستمرة ، وهو الذي يحفظ بحر اختياره صيرورة النبوءة ، و النبوءة ليست بالضرورة أن تقرأ و تفهم وفق محمولها الديني و الميتافيزيقي ، و انما بمفهومها كحالة جمال متجدد له القدرة أن يبتكر الفكرة الجديدة المدهشة (تلك التي تقلب عالم المتلقى راسا على عقب) ، و بهذا الفهم هو يختلف عن السياسي ، لأن السياسي تكتيكي و مرحلي وليس في اجندته الخاصة احداث الجمال كحال مفارقة ، و انما مهامه ابتداع القبح و سدانة القبح..!
    السياسيون فيهم الأغنياء ، و لم نعرف عن الأنبياء سوى الفقر المادي المدقع ، و لكنهم يشهد لهم انهم ساهموا في تغيير وجه التأريخ البشري (اخلاقا و قيما و جمالا)..نعم قد تكون هي انانية ان نستمتع نحن بجمالهم و جمال افكارهم و قيمهم حتى لو كان ذلك على انقاض لعناتهم الخاصة و منها الفقر..!

    انكسرت سيرورة الرمز/النبوءة باستلام تلك الجائزة..و كثيرون و كثيريات ح يروح ليهم الدرب في الموية بعد استلام الجائزة.. فهل يظل العالم الترميزي الشفاف الذي اختاره بشرى الفاضل كما هو؟..و ماهي الفكرة الجديدة التي تثير الدهشة و التي يمكن لبشرى من خلقها مرة اخرى؟.. فان كتب عن الظلم.. فسيكون السؤال: و لماذا كانت مصافحة اليد الظالمة المتوضئة بدماء المظاليم (المصافحة ترميز قوي له ما يتبعه من محمولات)؟..و ان قال لنا بحق الإنسان في الحرية و الجمال و القيم السمحة..سيكون الحجاب بيننا و بينه قاعد و ستطل الأسئلة برؤسها..فهل يحتاج بشرى فعلا لإحداث هذه الربكة فيمن توسموا فيه المفارقة و النبوءة و التجديد؟..
    ان كان بشرى يريد المال.. فكان الأجدى به ان يكون سمسار مثله و مثل بقية خلق الله في سوق الله اكبر..و هم حالات عابرة لا اثر لها في تأريخ الجمال و تأريخ البشرية..اما ان اراد ان يكون نبيا (كاتبا حقيقيا) فذلك ثمنه قاسي و قاسي جدا..
    و ان كان البحث عن اعتراف مستحق.. فلقد اخطأ الرجل.. لأن الإعتراف به كمبدع حدث قبل عشرات السنين..!

    الكتابة الحقة تعني مصاقرة الفقر ،و من لا يحتمل الفقر عليه ان يشوف ليهو صرفة تانية..!!

    خسرني بشرى الفاضل كقارئ (ولا اظن ان هذا مهم) ، و لن يخسرني كتلميذ أو انسان..!!!

    و دمتم..

    كبر
                  

03-03-2012, 10:56 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: Kabar)

    Quote:
    انكسرت سيرورة الرمز/النبوءة باستلام تلك الجائزة..و كثيرون و كثيريات ح يروح ليهم الدرب في الموية بعد استلام الجائزة.. فهل يظل العالم الترميزي الشفاف الذي اختاره بشرى الفاضل كما هو؟..و ماهي الفكرة الجديدة التي تثير الدهشة و التي يمكن لبشرى من خلقها مرة اخرى؟.. فان كتب عن الظلم.. فسيكون السؤال: و لماذا كانت مصافحة اليد الظالمة المتوضئة بدماء المظاليم (المصافحة ترميز قوي له ما يتبعه من محمولات)؟..و ان قال لنا بحق الإنسان في الحرية و الجمال و القيم السمحة..سيكون الحجاب بيننا و بينه قاعد و ستطل الأسئلة برؤسها..فهل يحتاج بشرى فعلا لإحداث هذه الربكة فيمن توسموا فيه المفارقة و النبوءة و التجديد؟..

                  

03-03-2012, 11:06 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: Kabar)



    (10)

    أول الدهشة صيد لا يقاوم

    تحية للأستاذ / أسامة الخواض وأضيافه الكرام
    نلتفّ حول المقاصّة الكبرى ، ونتحدث عن تاريخ دكتور بشرى وأول لقاء لنا :
    أول مرة تعرفنا عليه ، كُنت ضمن أسرة تحرير
    (أقوم بالأعمال الفنية المصاحبة للخطوط والتجميل ) لصحيفة
    ( مواقف ) التي كانت تُعرض في مكان الصحف الطالبية اليومية في منتصف السبعينات ( قهوة النشاط بجامعة الخرطوم )،كان من ضمن طاقم التحرير (: الكاتب : صلاح حسن أحمد ، والشاعر الدكتور " مبارك بشير " وكان الراحل " كمال النقر " أحد هؤلاء ، وكان من مستشاري الصحيفة " الخاتم عدلان " في ذلك الزمان طالباً في قسم الفلسفة .
    في يوم طرق الغرفة (18) من الطابق الأول في داخلية الطلاب شاب ، وسأل :
    - أهُنا أسرة تحرير " مواقف "
    وقيل له :
    - نعم
    ثم تقدم بورقتين مكتوبتين بخط اليد ، وطلب تقديمها لأسرة الصحيفة .
    حضرت أسرة الصحيفة وفتحت الورقة ، وقرأت . وكانت تلك القصيدة عصف بحق للأذهان ، ومفتاح لتلك الملكة الجبارة الناهضة في بواكير أيام الطلب ، كان في السنة الثانية في كلية الآداب جامعة الخرطوم . وانطلق الجميع ليتعرفوا على هذا البُشرى .
    وتصدرت قصيدته عدد مواقف ، ومعها كثير من التبجيل لهذا الشاعر السامق .
    أذكر في مطلع القصيدة :

    إني أرنُو لصيدٍ لا يقاومْ
    حاك لي حبلَ نجاتي
    وأنا في اليمِ ممكُونٌ ولا أعرف ذاتي
    ...

                  

03-03-2012, 11:26 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: Kabar)

    Quote:
    - تقول ( الإبداع هو النحت ... من أجل بقاء الموقف والفكرة المعينة )
    - نسألك : ما هو الموقف الذي يتعين على المبدع أن يبقى عليه ؟ّ!
    أن يقف ثابتاً ، تمثالاً أو نصباً يٌكتب أسفله :
    ( هنا عاش مبدع صّمد ومات كذلك .)
    وتلك الصورة لا تليق بدكتور بشرى ، لا هو صمدي ، ولا هو ينتمي لأي حزب لديه تماثيل صمدية ، يعيد بناءها مثل الأديان .

    ا

    صديقي الجميل للغاية الشقليني..حبابك
    اعترف ..مداخلاتك ادخلت فيني استفزاز و دهشة كبيرة خلاص..طبعا مداخلات استاذنا اسامة بنعرف ليها مباصرة..لكن مداخلاتك بتجي بي سكة خارج الحسبان تماما..
    كتر خيرك رسخت لي فكرة عصية (بيني و بين نفسي ما قادر ابلعها) و هي فكرة المجايلة و قدرتها على خلق نمط تفكير مشترك..و اقصد طريقة تفكير الجيلي و قيقراوي (اتعاصرنا في الجامعة) و شخصي..!
    طبعا عندي مزعم انفى لقيقراوي فكرة مهمة جدا.. و هي فكرة تطور السوداني العادي..يبدأ حياتو بحماس.. ثم يتضاءل الحماس.. حتى يصل به الأمر الى نقطة تختلف مأئة و ثمانون درجة عما بدأ به حياته..و ما أريد ان اقوله لقيقراوي ليس بالضرورة..!

    المبدع ليس مطالب بشئ يا عبد الله.. فان اختار لنفسه أن يكون مبدع ..و يطرح نفسه في عالم ترميزي انه مبدع.. فهنا يكون قد طرح قانون التوافق الإجتماعي و الجمالي و الأخلاقي ..الذي يكون الإلتزام فيه: يطلب من الناس معايرته به و في نفس الوقت يطلب من نفسه أن يكون قدر ذلك الإلتزام..!

    انا عكس البعض يا عبد الله.. لا اطلب من بشرى الفاضل ان يكون مثل فلان او علان (اقرأ صنع الله قبل الموقف الخطابي الرمزي الذي اتخذه لنفسه..و هذا الموقف لم يغير نظرتي تجاه صنع الله ، سواء بالإضافة أو النقصان..فالعالم الرمزي الذي خلقه صنع الله و استمر فيه لم يتغير)..و لكني توقعت من بشرى التقييد بالتزامه الأخلاقي و الجمالي تجاه من يقرأنوه رجالا و نساءا..!!

    الإبداع ليس كمثل السياسة يا صديقي.. فالسياسة تكتيك مرحلي ..و يتغير بما تقتضيه الظروف..اما الإبداع فهو ان اي تغير فسوف يكون تغير الى الأفضل المدهش جمالا و اخلاقا..و ان كنت تطلب منا نعامل استاذنا و صديقنا بشري الفاضل كسياسي.. فلا مانع.. فقط..عشان يكون اللعب نضيف..يقوم بشرى يتحلل من التزامه الجمالي.. ككاتب و كسيرورة للنبوءة..و سوف نحترم خياره..و ما ح نعتب عليهو..
    لا احاكم بشرى بموقفه السياسي.. فهذا لا يهمني..ولكن اساءله (لا احاكمه) بموقفه الأخلاقي و الجمالي..و عوالم الأخلاق و الجمال ابعد و ارسخ من عوالم السياسة..!

    هناك اجيال يا عبد الله (اظن ان بشرى نفسه لا يعلم عنها شيئا)..عندها بشرى الفاضل قيمة اهم من جون قرنق و على عثمان محمد طه ، لأنو الكاتب قيمة مستمرة ، و السياسي قيمة متغيرة يصل بها التغير حد النسيان..و مثل هذه الأجيال نالت ما نالت من الظلم و القهر..و هي لا تحرص على فرض نرجسيتها الخاصة..و لكنها تتعشم فيمن تظنهم قيم و قدوة..!
    بمعنى اخر..شفت يا عبد الله..ناس زي الجيلي و قيقراوي و كبر و اخرين و اخريات كثر..طب عليهم موقف في لحظة عصيبة ، وضعهم في محك ان ينسوا قيمة اسمها بشرى الفاضل أو لا ينسوها..؟

    بالنسبة لإستشهاد صديقي و استاذي بشر الفاضل..بالدكتور عبد الله على ابراهيم..فكدت ان اقول :يعني شنو..!!!
    صدف يا عبد الله..كنت سكرتير ثقافي لجمعية طلاب و طالبات كلية القانون في جامعة الخرطوم (1989)..و في دورتي صدف موسم الأسبوع الثقافي..و كانت من ضمن المناشط التي اشرفت عليها..ندوات..من ضمنها ندوة بعنوان (الوعي بالحقوق الأساسية و الحريات العامة)..و سلطة الجبهة الإسلامية كانت في اوج سطوتها..و دعوت بعض الضيوف المتحدثين ..منهم استاذي دكتور محمد نور الدين الطاهر..و دكتور عبد الله على ابراهيم..و طه ميرغني* المحامي (و هذا حضر و معه شنطة فيها بعض الأغراض..و قال للجمهور..انا مستعد و جاهز..و عارف روحي بعد الندوة دي ح امشي وين/يقصد المعتقل)..و اقولها بكل صدق.. اكثر متحدث كان مستهبل و مارس لف و دوران هو دكتور عبد الله على ابراهيم..و منذ تلك اللحظة.. لم اقرأ الدكتور..ربما اقرأ ما كتبه سابقا.. اما بعد ذلك فلم يعد اكثر من التبرير و الإنبطاح...فهل هذا رمز يستحق المعايرة به؟..بالنسبة لي دكتور عبد الله على ابراهيم لا يختلف في شئ عن الطيب مصطفى..كليهما يحلم بزوال عهد الدغمسة..و من عجب لازال هناك من يظن انها اصنام تستوجب العبادة و الطاعة..!!!

    من اراد ، طوع اختياره ان يكون رمز و قيمة ، عليه ان يكون قدر التحدي..!!
    و من اختار موقف الضد العقلي..لا يجوز له ان يستبدله بضد عاطفي يلجأ لتبرير الخطوات ، أي كانت..!



    و دمت..
    كبر

    ــــــــــــــــــــــــ
    * معليش الكبر حصل يا اهلنا.. استاذنا المحامي لم اذكر اسمه بالتحديد هل هو طه ميرغني أو ميرغني طه..؟..المهم العتب له حتى يرضى..و يكفى ان نذكر موقفه الجميل الواضح..!
                  

03-03-2012, 12:19 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: Kabar)

    Quote:
    كتر خيرك رسخت لي فكرة عصية (بيني و بين نفسي ما قادر ابلعها) و هي فكرة المجايلة و قدرتها على خلق نمط تفكير مشترك..و اقصد طريقة تفكير الجيلي و قيقراوي (اتعاصرنا في الجامعة) و شخصي..!


    يا صديقتاذنا* كبر ياخي اشكرك حتى تستغيث..

    مصداقاً للاستتمنت اعلاه ..
    ما اقتبسته من مداخلتك الاولى (عن الاسطرة و الترميز)، يكاد يطابق بالضبط ما كتبته انا ببوست المشرف ..
    ولا شك عندي ابداً انك اطلعت عليو!!

    Quote:
    يا مشرف اعتقد انو المسألة دي تُقرأ على ما تيسر من ضوء، يتسرب من كوة (لأسطرة و الترميز)..
    و الشغلة ما بتطلع من دائرة (القريت اكسبكتيشنس) .. حتى في/عند الاصدقاء ساي
    انا شخصياً -كصوفي- وصلت الاسطرة لنهياتها المفارقة للمنطق كلو كلو ..
    بقيت اشوف شيخي بنوّر .. مرتين في اليوم! .. او كما زعمت ذات نشوة جذب صوفية
    عشان كدي ألمي ازود حبتين ..
    واعتقد .. كذا حسن موسى (الصديق).. ضيقئذٍ

    فرفقاً به

    Re: فاز بشري الفاضل بجائزة الطيب صالح .. ولم يستلمها من أحد

    ودي تقع ضمن نبوءات تخص جيلنا تماماً، و تخاطر نبوي ساي
    المافي شنو!؟


    اكتفيت بالاقتباس الصامت، و ساكتفي بهذا القدر، لاني حاسي اني مقوم نفس البوست دا و معاهو استاذنا الخواض!







    -----

    * الحقوق محفوظ للاستاذ/ رقية وراق ..
    اول مرة اقرأ المصطلح المصكوك بعناية و حب يليقين، كانت بتستخدمو مع د. بشرى الفاضل همسلف

    وهي واحدة من اعظم مجايلينا كما اعتقد
    اتمنى انو دا كلو يسهم في اضاءة القيمة الرمزية لبشرى الفاضل لجيلنا المنتهك كل حاجاتو دا!
                  

03-03-2012, 12:24 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: Kabar)

    يا قيقراوي..ياخي امشي صحي الجيلي..الموضوع صراع اجيال و كده..
    و بعد ..
    نستأذن استاذنا و صديقنا اسامة الخواض في اضافة مادة من اليوتوب..و هي بمثابة تايم اوت لصديقنا الجميل الشقليني..و نتمنى المادة تعجبو..
    طبعا الثرثرة تحلو هنا..و نتمنى ان تعفي لينا الناس عنها..

    ذكرتني هذه المادة ذكر استاذنا و صديقنا الشقليني لإسم الدكتور{u] مبارك بشير ( عليك الله يا الشقليني اعمل مسابقة انو الدكتور ده كتب شنو؟).. اها يا الشقليني..قصدي اقرب المسافات و كده (على قول استاذنا عبد الله على ابراهيم..و حكايات الجرح و الغرنوق..و غيرها..دكتور خالد المبارك كمنظراتي في المسرح اهلا و سهلا.. لكن كنقة سياسية..ياخي ربك كريم..!!)..

    التحية للدكتور المثقف مبارك بشير اينما كان و كيف ما كان..و هو من الذين شكلوا علامات فارقة في وجداني الشخصي..

    و مناسبة هذه المادة يا الشقليني..عبرك (و عبرك فقط) عرفت انو اغنية الباشكاتب ود اللمين /عويناتك هي من شعر مبارك بشير..و لغاية يوليو 2011 ادق المصحف لمن يتشتت و يتفرتق صفحة صحفة ..انها من كلمات الشاعر فضل الله محمد..!!!!)..الحاجة التانية.. المادة اول مرة اشوف فيها استاذنا و استاذ الأجيال محجوب عثمان عيانا بيانا..و فيها قمم مثل عثمان مصطفى (ياخي ده لو املك مالا.. افتح ليهو مسارح اوبرا و بس..!!) صلاح بن البادية..و خوجلي عثمان (عود ساكت)..!



    اها يا صديقي.. مش جايز يجيك واحد/ة ناطي و يقول ليك (مالو قلبي الأسروه؟..هواهم و بي ودادهم اشتروه؟)..
    لا مانع من الإشتشهاد بتاريخ دكتور بشرى الفاضل ، ياخي معاوية ابراهيم سورج و احمد سليمان المحامي..كانوا حاجة.. لكن اليوم ح نقراهم كيف؟..من قبل أم من بعد؟..و على نفس المقايسة..بشرى الفاضل له تأريخ.. لكن بعد المفاصلة.. يصعب التعامل معه بنفس قيمة ذلك التأريخ..!!!

    و دمت..(بس عليك الله خلي بالك من الغنية..ياخي..)..!!

    كبر
                  

03-03-2012, 12:45 PM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: Kabar)

    Quote:
    وهي واحدة من اعظم مجايلينا كما اعتقد


    قيقراوي..حبابك يا صديقي..
    ياخي ثرثرة الدغش دي بتجيب هوا بارد (زي بتاع اخونا الجيلي الفوق ده..!!)..المهم..
    طبعا اكيد بتكون مريت بحكاية الإلزامية و كده.. اها قضيت الإلزامية في مدينة ابو زبد في غرب كردفان (1996)..و كان عندنا استاذ كده قادينا ليك بالعود..كل يوم يقوم يطرقع..و في نفس الوكت عندك عمنا غفير..اها لمن يسمع نقرشات اخونا الأستاذ المبتدئ.. بيقوم يتضايق شديد..و لمن نقول ليهو ياعم فضل يعني ما عاجبك عزف استاذ فلان ولا شنو؟..يقوم يصر ليك خلقتو و يقول لينا: فنان شنو..شوقو للمرقة ام دهن..!!!
    اها يا صديقي مجايلة رقية وراق دي زي شوقك للمرقة ام دهن..!!!
    ياخي رقية دي عاصرت الجندرية (وين الزولة دي؟..الله يطراها بالخير محل ما تقبل) ، و الجندرية عاصرت محمد ادم النعمان (حصل قريت شعر مجنون؟)..و النعمان قدامنا بي كم سنة كده يعني..و انت ورانا بي كم سنة كده (العهدة على دكين)..!!

    قرض على (هواهم و اصطفاهم ..بي ودادهم اشتروه..مالو قلبي الأسروه..!!!)
    وعلى مواطنينا في الأقاليم مراعاة فروق الوكت وكده..!!!

    الإعتذار للأصدقاء اسامة و الشقليني..ياخي ده رندوك صعب خلاص..!!!

    كبر

    (عدل بواسطة Kabar on 03-03-2012, 12:50 PM)

                  

03-03-2012, 01:16 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: Kabar)

    Quote:
    ياخي رقية دي عاصرت الجندرية (وين الزولة دي؟..الله يطراها بالخير محل ما تقبل) ، و الجندرية عاصرت محمد ادم النعمان (حصل قريت شعر مجنون؟)..و النعمان قدامنا بي كم سنة كده يعني..و انت ورانا بي كم سنة كده (العهدة على دكين)..!!


    دكين همسلف و معاهو محمد حسبو و شذا بلة و هيثم طه ديل ذاتم بحسابك دا يسمهم في المرقة ام دهن ..
    و العهدة على حبينا د.محمد القرشي عباس -وهو ذات نفسو ممكن تضيفو للسابقين اعلاه براااحة- في اي (زمن) بكون في تلاتة اجيال متجايلة ..
    وبي كدا ممكن تلمنا كلنا مع الخواض و الشقليني في زمرة (المخضرمين) خاطفين جيلين
    المافي شنو هو!؟










    ----

    وراء كل فعل اعتقاد ..
    الساقني لاعتقاد انو الاستاذة رقية من جيلنا، هو تضمين صديقتاذي محمد عبد النبي (مؤلف) المسلسل الاذاعي الناجح - وكان عمره 16 سنة - "التاتيبة و البيارة"!!
    ومحمد صديق مشترك عزيز جداً لاستاذنا بشرى الفاضلي و لي، كان لوكت قريب معنا هنا في جدة بنين دي ذاااتا.
    المهم (دي ما بتاعة طبارك الذي ليس بيده شئ)
    انو كان بحسبا معاهم في زمرة (الذين استنكفوا) .. ودي قصة تانية خالص.
                  

03-03-2012, 03:38 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: قيقراوي)




    (11)
    التحية الطيبة للأكرم : الأستاذ / كبر ومجدداً الأكرم الأستاذ / قيقراوي

    أخي الأكرم : الأستاذ كبر :

    سعدت كثيراً بأمر " المجايلة " وأحابيلها . وسعدت أكثر بهذا العصف النبيل الذي كتبت و لما تزل تحيط بالمسألة التي يقدمها الناقد الأستاذ / أسامة الخواض على تقسيط مريح ، كي يسلس قيادنا لفكرته التي بدأ بها الملف . وتقدم رؤاك واضحة . واستعان أسامة بما يستطيع من نصوص مصاحبة لتوضيح رؤاه . وكنت أنت وقيقراوي من الشركاء الذين أكسبا الملف عمقاً في تناول التعقيد وفك ضفائره .
    وأعجب كثيراً من نستولوجيا من خارج مؤسسة " المجايلة " في تخيّر الأغنية المهداة ، ولك الشكر الجزيل عليها فهي وجه نضير من أوجه تجويد العمل الفني بمحبة مع تقاطع في الزمان والمكان والبيئة ،وهو خروج بيّن من موضوع " المجايلة " دون شك فيما أرى .*
    ويبدو أن المقتطف أدناه يبدو كما أراه هو سنام الفكرة المغايرة لما أوضحنا من رؤى :
    Quote: الإنسان كائن يحب الترميز ، و عوالمه لا تخلو من ترميز البتة ، سواءا كان في اللغة التي يكتب و يفكر بها أم الفنون (منها الكتابة الإبداعية) أو الدين أو الجمال أو السياسة..الخ..و حينما يخلق الإنسان مثل هذه الرموز (او عالم الترميز) يخلق معه التزام تجاه ذلك ، باعتبار انه توفق في اختيار (طوعا ، وفقا لإرادته المعتبرة شرعا و قانونا و أخلاقا و جمالا) أن يكون و كيف يكون..و بالتالي يكون هذا هو القانون الخاص بتلك الحالة (الإنسان كحالة)..و منها يصبح ما اختاره الإنسان لنفسه هو معيار و قانون اجتماعي و ثقافي و أخلاقي و جمالي..و ان حدث التنازل أو التبدل عن ذلك وجب التنبيه ووضع الأسباب الموضوعية لذلك ..و لن يعني ذلك أن الآخر سيأخذ بالأمر على علاته..!

    (1)
    نرجو أن نوفق في تناول الموضوع في الشرائح التي نحاول فك خصلاتها :
    الإنسان كائن يحب الترميز ، وأنا أزيد أن المبدع يرغب في قاع ذهنه أن يكون مميزاً أكثر ولا أسمي ذلك بالترميز ، لأن الرمز في العمل الفني غير الرمز لصاحب العمل الفني . وهو أمر شائك ربما يقودنا لطرح المسألة في تعقيدها الكبير في نظريات " موت المؤلف " واستبعاد الكاتب من نصه بعد إنجازه ..الخ .
    ما أختلف فيه هو أن الكاتب بأعماله يرسم سقفاً لإنجازه الإبداعي ، وأختلف معك أني أرى أنه ما تسميه أنت معياراً لشخص الكاتب وقوانين اجتماعية وثقافية ، هي من عمل الذين يخلطون بين العمل الإبداعي ، وشخص الكاتب . والتاريخ مليء بالكثير من المبدعين ، الذين لا تتطابق صفات أبطال رواياتهم أو أقاصيصهم ، وحياة الكتاب . وأن منظور الشخوص الروائية هي صورة ممتدة من سيرة الكاتب الذاتية تعيد لنا المسألة إلى مربعها الأول :

    (2)
    إنك صنعت هذا المعيار ، ولم يصنعه الكاتب " بشرى " ، بل وأنك ذهبت بالتأويل مداه في بسط سجادة هذه العقيدة الجديدة التي ألبستها الكاتب إنابة عنه .
    (3)
    تدور القضية قيد البحث بأن الكُتَاب في حيواتهم ، يعانون كثيراً من النظرات المقدسة التي تحيط بهم لشخوصهم ، ما داموا ينجزون هذا العمل الإبداعي . وبعضهم كما تفضلت بأن ينعتهم بأنبياء عصرهم ، بل وأنبياء لعصور مستقبلية إن كان لإبداعهم ألقاً في مستقبل أيامه .
    وبالتالي من وضع هذه المعايير هو أنت كقارئ ، وبالتالي وضعت وثيقة سلوك وفرضت أنت أنها واجبة الانصياع من الكاتب ، وسوف تطلِّق كتابته وإبداعه حين يحيد عن تلك المعايير

    Quote: خلق الدكتور بشرى الفاضل ، ما يليه من نصيبه في الترميز ، بالتالي اصبح فكرة جمالية و منظومة قيم اختطت لنفسها طريقها و مكانها..و هذا الجهد و ان كان قام عليه بشرى وحده ،فنحن لم نعرف متى جاع و متى عطش و متى زهج و متى حزن و متى تشرد و متى فرح حتى ينجز تلك الفكرة/الرمز..و لكنا كنا ننتظرها منه (كقراء و قارئات.. ان كان لتلك الوضعية قيمة اخلاقية يعتد بها)..فالبذرة حينما بذرها بشرى لأول مرة في دروب مشروعه الإبداعي.. لم تكن فيها ادنى احتمال للنكبات المفاجئة


    (4)
    لقد وضعت وثيقة وبها قائمة " مبهمة " وفق ما أرى ، وتريد وضعها كمقياس للكاتب " بشرى " وإن حاد عنها ، ستقوم بتطليق الكاتب وتطليق إبداعه !! . وهذا أراه خلط واضح بين الكاتب وبين أعماله الإبداعية .
    Quote: لأن الكاتب حينما يطرح ترميزه الخاص (و يعلن نفسه ككاتب و يطلب من الآخرين النظر اليه هكذا)..يطرحه بكامل ارادته..و يقول لنا هذا هو عالمي الذي اخترت..


    (5)
    ها أنت تقيم بنياناً كاملاً من تصور أن للكاتب ترميزاً .وأنا أعتقد أن تلك الوثيقة هو إسقاط لمفهوم شخصكم الكريم على شخوص الكتّاب المبدعين كلهم ، لأن تلك الوثيقة وذلك الترميز الذي تتحدث عنه لم يتفق فيه معك كاتب ، ولم يتفق فيه معك "دكتور بشرى "

    Quote: كثيرون في الحياة السودانية اختاروا دروبهم الخاصة بكل الصدق (فيها الشر و فيها الخير) و لم نسألهم ..لسبب بسيط لم يكن لديهم ادعاء المفارقة و الإنكواء بجمر التميز الحارق ، لم يدشنوا انفسهم كحالة صيرورة للنبوءة..و لكن حينما يكون العالم الترميزي المختار هو عالم الفكرة و الجمال و الأخلاق ، فهذا يخلق نظام خاص ادنى درجاته ان يكون الإنسان رمز و قدوة..

    (6)
    ها أنت تطالب الكاتب بأن يكون قدوة لمنظومة هلامية من الشخصية المثالية الذي يعيش دولته الفاضلة ، دون أن تبدي لنا أنت تفاصيلها .
    عوالم الفكرة والجمال والأخلاق : تلك موضوعات بل رؤوس أقلام علوم كاملة الدسم ، فهنالك مئات المقاييس للجمال وآلاف المقاييس للأخلاق ... هذا في ظني إفراط في التعميم . لأن استلام جائزة ، هو دخول في لُبّ تفاصيل التفاصيل للسلوك المطلوب من الكاتب .
    وتلك التي رأينا أن نسميها : إحالة الكاتب بقرة مقدسة وفق تصورنا نحن وليس وفق الكاتب الذي يرى في نفسه الحرية أن يختار ما يشاء ، والحُكم على إبداعه وليس على شخصه .
    (7)
    إن التصور الذي تمت صياغته ، تعيدنا قسراً لمسألة الفروق بين " الكاتب " وبين " العمل الإبداعي " والخلط الذي أراه هنا دون اتفاق مسبق مع الكاتب " دكتور بشرى "
    (8)
    ماذا لو اتخذ الكاتب مسلك حياة أحد أبطال قصصه منهاجاً للحياة ، وهؤلاء يختلفون حسب موقعهم من البناء والقصّ ؟. أيكون لك موقفاً من ذلك ؟! . وإن كان ذلك الشخص الذي اختار مخالفاً لتصورك الخاص عن الوثيقة التي تصورتها عن الكاتب " بشرى " فكيف الخروج من هذا التعقيد؟ .

    لك شكري الجزيل على ما تفضلت به من إثراء لملف الكاتب أسامة الخواض ومنحنا فرصة الإحاطة بعوالم " القراء المحبين " الذين يرون أنهم يعيشون حالة جديدة من " اليُتم "

    ع الشقليني

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 03-03-2012, 03:53 PM)

                  

03-03-2012, 04:18 PM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    يسعد نهااراتكم ياكبر وقيقا

    والتحايا عبركما لصديقى أستاذنا بيكاسو,
    الرجل الذى تفتح المحاورة معه منافذ على العقل والروح ,
    ولاذلت أتمطق على الدوام مقولته الشهيرة (من هنا يبدأ العالم الجميل )..

    كبر ياصديقى ,
    جيلنا هذا أصبح مشبعآ ومثخنآ بالغصات , حتى لم يبقى فى حلقه موقع لغصة ..
    ابتدأ من أهل السياسة , وانتهاء ببعض أهل الأدب والابداع ..
    لاذلت أسائل نفسى بكثرة , حول جدلية العلاقة بين المبدع والسلطة والسياسية ,
    فتلك منطقة ذات تعرجات شائكة , يتقاطع فيها الخاص بالعام بشكل يصعب معه أحيانآ وضع معيار ثابت ,
    والقدح المعلى لتلك الضبابية يعود لتركيبة مربكة فى طبع المثقف السودانى , المستمد من ثقافة موغلة فى المزج
    بين الأشياء , فحين جلس استاذنا محمد وردى الى وزير الدفاع مغنيآ له فى حديقة منزله بحضرة السيد المشير
    رئيس عصابة القتل والتشريد كان يبرر بفم مليان , (انو الزول دا بلدياتو ) "فل استوب"
    متناسيآ ان شعبآ بكامله يردد فى مسيرة نضاله ضد السلطة :

    من طواقي الجبهة من دقن الترابي
    من اباريق تدلق الدم في المواعين والكبابي
    من حقوقنا ايتامنا من سبحة مرابي
    من صدى اهات سنابل دابها في حوضا بتشابي
    من قنابل نازفة في حلق الطواب
    بالقرار الأربعيني رخيص ونابي
    جيتنا في اول بيان للعزة والحرية مابي
    يا البشير بالشر معمد انقلابي

    هذا المتلقى للابداع لن يستطيع أبدآ تفسير حالة التماهى الغريبة هذه بين رفض السلطة والغناء لزعيمها فى ذات الآن
    واطرابه فى جلسة مسامرة , كأن شيئآ لم يكن!!
    وهذا الأمر ينسحب أيضآ على أستاذنا المبجل الطيب صالح الذى أزجى للبشير محامد القول
    دون أن يرمش له جفن ..
    والأمر كذلك ينسحب على استاذنا بشرى الفاضل
    الذى تسلم بقلب جامد هدية ونصب تكريم لابداعه من الذى شرده , وبقلب جامد ويد ممدودة وابتسامة مشرقة..
    كلها مواقف تخرج الجانى والمجرم (السلطة) من جناح الوزة الى فضاء التسامح عن ماحاق بالناس والبلد ,
    وتمثل أشد درجات ابتلاع المقولات والمواقف والعمل الابداعى الرافض للسلطة الغاشمة..

    أكثر مااستوقفنى فى حديث بيكاسو ,
    هو محاولته تبرير الأمر بعقد مقارنات بين مواقف سياسيين , قاموا بذات الفعل,
    وتناسى صديقنا العزيز بأن مقارنة كهذه تعتبر فى جوهرها ادانة ,
    فالخطأ لايتم التبرير له بأن هنالك من ارتكبه من قبل..
                  

03-03-2012, 04:27 PM

الجيلى أحمد
<aالجيلى أحمد
تاريخ التسجيل: 03-27-2006
مجموع المشاركات: 3236

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: Kabar)

    Quote: ياخي ثرثرة الدغش دي بتجيب هوا بارد (زي بتاع اخونا الجيلي الفوق ده..!!).


    (ياأخى وش ضاحك بى مزاج)

    وبمناسبة الثرثرة دى
    عندى ليك طرفة مشوقة عن عمنا نقد والزعيم الراحل التجانى الطيب ,
    ودى طرفة بتجيب لى الهوا والكتاحة , (نحنا ناقصين ياأخى)..

    فأجدع لى ايميلك فى الخاص
                  

03-04-2012, 08:09 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)

    ملف يتعين أن يكون عالياُ ليُقرأ
                  

03-04-2012, 10:14 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote:
    كبر ياصديقى ,
    جيلنا هذا أصبح مشبعآ ومثخنآ بالغصات , حتى لم يبقى فى حلقه موقع لغصة ..
    ابتدأ من أهل السياسة , وانتهاء ببعض أهل الأدب والابداع ..


    عشان كدا يا جيلي القوم موقفنا في الغالب - كمخضرمين (لو وافقتوا؟)- في المفاصلة التاريخية بين جيلي الخريف الثوري الاشتراكي/العربي (الستينات)، و بين جيل الربيع العربي (جيل ما بعد الايدولوجيا) .. انا شخصياً منحاز تماماً لثوار جيل الربيع العربي .. بدون قيد او شرط!

    ضيعنا عمرنا الفات كلو في انتظار خريف، يبدو انه لن يأتي ابداً
    خلينا مع الامل الواثق في جيل الربيع العربي


    كذّبت اغنيتي وصدقت الخريف .. ياليتني صدّقت اغنيتي، وكّذّبت الخريف!

    درويش










    -------

    ياخي لاحظ المفارقة العجيبة دي ذاتو!
    كلو عربي .. لكن ما صابون!!
    الانتماء الاول (وهمي) عرقي متخلف .. وسراب .. حيث لا خريف هناك!
    والتاني وجداني .. انساني .. عالمي
    حتى الامريكان السابقننا بكم ركعة مدنية تشبهوا بيو في (لنحتل وول ستريت)!!

    (عدل بواسطة قيقراوي on 03-04-2012, 10:19 AM)

                  

03-04-2012, 06:25 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: قيقراوي)



    (12)
    منهاج الدروع البشرية ومكر السياسيين
    كتب الأكرم : الجيلي :
    Quote: جيلنا هذا أصبح مشبعآ ومثخنآ بالغصات , حتى لم يبقى فى حلقه موقع لغصة ..
    ابتدأ من أهل السياسة , وانتهاء ببعض أهل الأدب والابداع ..
    لاذلت أسائل نفسى بكثرة , حول جدلية العلاقة بين المبدع والسلطة والسياسية ,
    فتلك منطقة ذات تعرجات شائكة , يتقاطع فيها الخاص بالعام بشكل يصعب معه أحيانآ وضع معيار ثابت , والقدح المعلى لتلك الضبابية يعود لتركيبة مربكة فى طبع المثقف السودانى , المستمد من ثقافة موغلة فى المزج بين الأشياء , فحين جلس استاذنا محمد وردى الى وزير الدفاع مغنيآ له فى حديقة منزله بحضرة السيد المشيررئيس عصابة القتل والتشريد كان يبرر بفم مليان , (انو الزول دا بلدياتو ) "فل استوب" متناسيآ ان شعبآ بكامله يردد فى مسيرة نضاله ضد السلطة :

    *
    كتب الأكرم : الجيلي :
    Quote:
    هذا الملتقى للإبداع لن يستطيع أبدآ تفسير حالة التماهي الغريبة هذه بين رفض السلطة والغناء لزعيمها في ذات الآن وإطرابه في جلسة مسامرة , كأن شيئا لم يكن!!
    وهذا الأمر ينسحب أيضا على أستاذنا المبجل الطيب صالح الذي أزجى للبشير محامد القول
    دون أن يرمش له جفن ..
    والأمر كذلك ينسحب على أستاذنا بشرى الفاضل الذي تسلم بقلب جامد هدية ونصب تكريم لإبداعه من الذي شرده , وبقلب جامد ويد ممدودة وابتسامة مشرقة..

    *
    حبيبنا الأكرم : الجيلي أحمد
    تحية طيبة
    حبيبنا في السماء الدنيا ، ونضارها بالأنجُم ، حين تترفق في الحديث ، وتسلس قياد الرؤى . نعرف تعقيد كثير من المسائل في زمان تغير فيه كل شيء ، وانقلبت الطاولة على الكثير من المفاهيم .
    نعود للرد على ما تفضلت به ،إذ أنني لم استدع الحديث عن مكر السياسيين عندما تحدثت عن مسألة جون قرنق للتبرير، ولكن من تحت الجسر ماء يسير ، ونعرف أن للسياسيين قدرتهم على حشد الرأي العام لمقاومة أعدائهم ، ولكنهم أيضاً أقدر الناس على الخلط بين التكتيكي والإستراتيجي ، ويجلس السياسيون بدفء العلائق ، وهنا رأيت كثيراً اجتماعات رفيقة على سبيل المثال ( بين الترابي ونُقد ) ، وليس قرنق وحده في هذا الخلط المبين ، ورؤساء الأحزاب أو السياسيون أحرار ليتخذوا ما يشاءون ، رغم أنهم الذين عليهم اتخاذ القرارات الخاصة بالجفاء ورد الصاع ضد من تسميهم القتلة ، فجلس الجميع في البرلمان في شراكة ، في حين يُطلب من الكتّاب أن يقفوا مواقف السياسيين كبُدلاء ! .
    وهذا هو الغريب في الأمر .
    إن اتخاذ المبدعين دروعاً بشرية ، كما هو الحال في موضوع مطالبة "دكتور بشرى " بأن يكون بديلاً عن مناضلين سياسيين ، لهم أحزابهم وأجندتهم ضد النظام هو مكر سياسي بامتياز .
    من أراد من السياسيين أن يتخذ موقفاً ، فتلك خياراته وخيارات المنتمين لتلك الأجندة أو ذاك الحزب ، أما الكُتاب والدعوة الصريحة لهم بأن يكونوا سياسيين أولاً ، ومصادمين في الصفوف الأولى إنابة عن الحزب والالتزام بقائمة هلامية من الواجبات إنابة عنهم هو مطالبة الكُتّاب والمبدعين ليصبحوا كباشاً نقية
    ويذهبوا للمذبحة إنابة عن السياسيين !!.
    من هنا تحدثنا من قبل عن أن المطلوب حسب رؤاك من "دكتور بشرى" أن يصبح كبشاً مُقدساً للفداء !.
    *
    لقد كررت أنا الكثير من الفروق بين ( صاحب الفعل السياسي ) وهو السياسي الذي يطرح أرائه وبدائله السياسية ، والفرق بين المبدعين ( أصحاب الهمّ السياسي ) الذي يترجم عملاً ثقافي إبداعيا ، يسهم في التنوير ، ويخلق رأياً عاماً ووعياً متقدم من خلال النماذج التي يتخذها في مجاله الإبداعي . وقد كانت القصة القصيرة
    ( الأغلبية ) وهي موجزة عما تمّ في "حقل البصل " وهي التي سرد جزء منها دكتور بشرى عندما تحدث في المنبر .
    وتقبل شكري الجزيل .
    والتحية للأفاضل قيقراوي وكبر والناقد أسامة الخواض

    *
                  

03-05-2012, 06:11 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    بالنسبة لإستشهاد صديقي و استاذي بشر الفاضل..بالدكتور عبد الله على ابراهيم..فكدت ان اقول :يعني شنو..!!!
    صدف يا عبد الله..كنت سكرتير ثقافي لجمعية طلاب و طالبات كلية القانون في جامعة الخرطوم (1989)..و في دورتي صدف موسم الأسبوع الثقافي..و كانت من ضمن المناشط التي اشرفت عليها..ندوات..من ضمنها ندوة بعنوان (الوعي بالحقوق الأساسية و الحريات العامة)..و سلطة الجبهة الإسلامية كانت في اوج سطوتها..و دعوت بعض الضيوف المتحدثين ..منهم استاذي دكتور محمد نور الدين الطاهر..و دكتور عبد الله على ابراهيم..و طه ميرغني* المحامي (و هذا حضر و معه شنطة فيها بعض الأغراض..و قال للجمهور..انا مستعد و جاهز..و عارف روحي بعد الندوة دي ح امشي وين/يقصد المعتقل)..و اقولها بكل صدق.. اكثر متحدث كان مستهبل و مارس لف و دوران هو دكتور عبد الله على ابراهيم..و منذ تلك اللحظة.. لم اقرأ الدكتور..ربما اقرأ ما كتبه سابقا.. اما بعد ذلك فلم يعد اكثر من التبرير و الإنبطاح...فهل هذا رمز يستحق المعايرة به؟..بالنسبة لي دكتور عبد الله على ابراهيم لا يختلف في شئ عن الطيب مصطفى..كليهما يحلم بزوال عهد الدغمسة..و من عجب لازال هناك من يظن انها اصنام تستوجب العبادة و الطاعة..!!!



    الادهى والامر كما يقولون يا كبر

    لو زول كفر بهذه الاصنام
    يقبقبوك
    ويقولو
    انت عندك شنو مع صنمنا المقدس دا
                  

03-05-2012, 08:27 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)



    (13)
    هنا قطف مما تفضل به الأستاذ / محمد جمال الدين في ملفه بسودان فور أول ،
    يوضح الاتجاه العام المتفق معنا حول ما ذكرنا في هذا الملف :
    http://sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t...b50163bb2b1907b38da5


    Quote: هل من مشروع ثقافي يخرجنا من متاهتنا ومن شريعة الغابة والوصاية "الثقافية"؟!

    في معرض المعركة المحتدمة حول جائزة زين التي فاز بها بشرى الفاضل "القصة القصيرة" كتب الكثير من الناس هنا وفي منابر ووسائط نشر مختلفة يهنئون مرة ويتحدثون مرة عن إحباطهم حول قبول بشرى للجائزة بل وإدانته كونها صنيعة شركة ربحية هي "زين" يقف من خلفها "طفابيع" أياديهم ملوثة بدماءالشعب ولم يعهد بهم الإهتمام بالثقافة أو الأدب والأدباء بل العكس صحيح وهذا حق أتفق معه. وليس ذاك فحسب بل هناك قضية جانبية يبدو أنها بذات القدر من الأهمية "السوء" عند البعض وهي ما حدث من مصافحة الأديب بشرى الفاضل لنائب رئيس حكومة الإنقاذ على عثمان.

    تلك صورة عامة ومعممة للحدث وما تبعه من ردود أفعال لا حصر له. هناك كما نرى جدل كبير حول جائزة بشرى الفاضل. ثم ماذا؟. قد يستمر النقاش ردحآ من الوقت... ثم ماذا؟. لا شيء!. سينتهي النقاش وكل زول "فش الفي بطنو" وينفض سامر الحي وإلى حين جائزة أو كارثة أخرى!. هذا التصور المتشائم يحدث دائمآ ليس هنا فحسب بل في كل أمكنتنا وأزمنتنا!.

    لماذا؟. لأن ببساطة، لا مشروع لنا "؟!". هل هناك مشروع ثقافي (لا أقول سياسي، فذاك قطعآ أمرآ محسومآ، لا يوجد، بل لا أفق). مشروع ثقافي مستقل عنده أهدافه وخططه وأدواته ومقاييس نجاحه وفشله ومداه الزمني. لا يوجد!. لا أراه.

    في غياب ذاك المشروع تصبح محاكمة بشرى الفاضل على "جائزته" الشخصية: التي إختار المشاركة فيها بيده ووفق إرادته الحرة تعديآ صارخآ على حقوقه وكرامته الإنسانية وحريته الشخصية ونوعآ من الوصاية الغليظة. إلا إن كنا عشمانين فيه ساكت لأنو صاحبنا وأخونا "بالسوداني"؟. ذاك العشم لا يعطينا الحق في العسف به كما نفعل او إدانته ولا محاكمته قانونيآ أو أدبيآ.


    بشرى الفاضل لم يوقع على ميثاق أدبي أو ثقافي "نحن جزءآ منه ولا أحد من كان" يمنع سلفآ أخذ الجوائز من الحكام ويحرم مصافحتهم في المناسبات. لم يفعل. لا يوجد ميثاق من ذاك النوع. مرة من المرات (في بوست حسن محمد سعيد) قلت أن بشرى الفاضل ليس من شلتنا وهي ليست إلا كناية عن أن "بشرى رجل مستقل" ويتصرف وفق ما تهيأ له بصفة شخصية. لا توجد معايير جماعية متفق عليها. فهاج البعض قبالة القول دون أن يركنوا قليلآ إلى مقصدي. فكثيرنا في الغالب ما كان يدين بشرى بإعتباره منا. نحن الجماعة (جماعة متواطئة ضمنيآ على رؤية ما مشتركة أو "هو ظن أعضائها" وهي تحديدآ خطوط سياسية في شكل موقف من النظام السياسي الحاكم وربما الإجتماعي والثقافي السائدين لكن دون تفاصيل أو ميثاق مكتوب تعاهد عليه القوم. إنها أحاسيس مشتركة، ليس إلا)، ولقد نشز أحدنا عن التصور المتخيل وقل رمزيآ "القطيع"، والغنم القاصية تأكلها الذئاب. وأسطع مثال لذلك هو عنوان بوست حسن موسى "الصديق وقت الضيق".

    بأي معيار نأنب بشرى أو نوبخه أو ندينه وقل ما شئت على فعل فعله بإرادته الحرة؟.. لا توجد معايير موضوعية، نحن ننطلق من ذواتنا ليس إلا. مجرد مشاعر، وبس، أي أشياء تبدو نبيلة في عمق الخواطر، لكنها بعد لا موضوعية... لا يوجد شيء غير ذاك. سوابق "؟". هل السوابق حجج في سوق "العمل العام"؟. لا!. السوابق الأخلاقية من وجهة نظري، ليست حجج قانونية ولا ملزمة بحال من الأحوال. وإن كان هناك حالات لأدباء ومفكرين عظام رفضوا الجوائز من "سلطات" لا تروقهم فهناك من فعل العكس وهم بدورهم أدباء ومفكرين عظام. ذاك بدوره ليس حجة لإدانة بشرى بأي حال من الأحوال.
    قد يقول قائل أن هناك مثل وقيم أخلاقية معروفة مكتسبة ومتوارثة تجعل من مصافحة الحكام الدكتاتوريين سبة وجريرة تحط من قدر فاعلها وقبله تحرم التعامل معهم بأي شكل من الأشكال ومهما دعت الضرورات. لنفترض جدلآ أن مثل تلك القيم والمثل موجودة و راسخة . السؤال يكون من هو "الحكم" ومن عينه في وظيفته تلك؟. وبماذا يحكم عند ثبوت التورط في الجريرة وقل الجريمة؟.
    مرة ثانية لا توجد معايير موضوعية. إنها مثل أخلاقية بحتة، تقوم على التقديرات الذاتية المحضة.

                  

03-05-2012, 11:22 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: الجيلى أحمد)

    سلام عليكن أستاذ/اسامة وأصحاب الحرف .. كنت حاضرا ، جاء بشرى
    وقال كلمته في قاعة الصداقة بالخرطوم بصوت ثقافي مبين
    غير آبه بالالغام والطفابيع قد نمت واستطالت، انتزع تصفيق
    الحضور غير مرة وفركوا أياديهم دهشة، لم أحضر جلسة الجوائز
    الما جوائز وقد أصبح سقف نضالنا مجرد صرة وشيء في وجه ظل
    الفيلة التي أكلت الحرث وقتلت النسل .. شكرا فالمحاكمة
    الثقافية تثري وبشرى قد عاد لجده ليستكنه التجربة بتفاصيلها
    وشياطينها ومن ثم يعود بصوت أبدع.
                  

03-05-2012, 12:38 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    سلامات استاذنا الشقليني

    Quote:
    نعود للرد على ما تفضلت به ،إذ أنني لم استدع الحديث عن مكر السياسيين عندما تحدثت عن مسألة جون قرنق للتبرير، ولكن من تحت الجسر ماء يسير ، ونعرف أن للسياسيين قدرتهم على حشد الرأي العام لمقاومة أعدائهم ، ولكنهم أيضاً أقدر الناس على الخلط بين التكتيكي والإستراتيجي ، ويجلس السياسيون بدفء العلائق ، وهنا رأيت كثيراً اجتماعات رفيقة على سبيل المثال ( بين الترابي ونُقد ) ، وليس قرنق وحده في هذا الخلط المبين ، ورؤساء الأحزاب أو السياسيون أحرار ليتخذوا ما يشاءون ، رغم أنهم الذين عليهم اتخاذ القرارات الخاصة بالجفاء ورد الصاع ضد من تسميهم القتلة ، فجلس الجميع في البرلمان في شراكة ، في حين يُطلب من الكتّاب أن يقفوا مواقف السياسيين كبُدلاء ! .
    وهذا هو الغريب في الأمر .
    إن اتخاذ المبدعين دروعاً بشرية ، كما هو الحال في موضوع مطالبة "دكتور بشرى " بأن يكون بديلاً عن مناضلين سياسيين ، لهم أحزابهم وأجندتهم ضد النظام هو مكر سياسي بامتياز .
    من أراد من السياسيين أن يتخذ موقفاً ، فتلك خياراته وخيارات المنتمين لتلك الأجندة أو ذاك الحزب ، أما الكُتاب والدعوة الصريحة لهم بأن يكونوا سياسيين أولاً ، ومصادمين في الصفوف الأولى إنابة عن الحزب والالتزام بقائمة هلامية من الواجبات إنابة عنهم هو مطالبة الكُتّاب والمبدعين ليصبحوا كباشاً نقية
    ويذهبوا للمذبحة إنابة عن السياسيين !!.
    من هنا تحدثنا من قبل عن أن المطلوب حسب رؤاك من "دكتور بشرى" أن يصبح كبشاً مُقدساً للفداء !.
    *
    لقد كررت أنا الكثير من الفروق بين ( صاحب الفعل السياسي ) وهو السياسي الذي يطرح أرائه وبدائله السياسية ، والفرق بين المبدعين ( أصحاب الهمّ السياسي ) الذي يترجم عملاً ثقافي إبداعيا ، يسهم في التنوير ، ويخلق رأياً عاماً ووعياً متقدم من خلال النماذج التي يتخذها في مجاله الإبداعي . وقد كانت القصة القصيرة
    ( الأغلبية ) وهي موجزة عما تمّ في "حقل البصل " وهي التي سرد جزء منها دكتور بشرى عندما تحدث في المنبر .
    وتقبل شكري الجزيل .

    تابعت مساجلتكم و جيلينا ..

    وما كنت ناوي التدخل فيها لاني شايفا قائمة على اساس خاطئ بالنسبة لي ..
    في اعتقادي الفصل بين (المبدع ) و السياسي) فصل متعسف ساي!
    وما جدوى الابداع ان لم يفضي لتغيير في حياة الناس العاديين تماماً .. وما حاجتنا لناس (ما عاديين) اقرأ رمز/اسطورة!؟

    خذ مثل بسيييط في كارثة فصل الجنوب ..
    وهل فصل الجنوب غير خيبة[المبدعين ( أصحاب الهمّ السياسي )] [الذي يترجم عملاً ثقافي إبداعيا ، يسهم في التنوير ، ويخلق رأياً عاماً ووعياً متقدم من خلال النماذج التي يتخذها في مجاله الإبداعي]
    تركوا الامر لسياسيين (ولا حتى المفكرين السياسيين من قامة د.جون قرنق) .. فما كانت النتيجة!؟
    جرح غائر في خاصرة الناس (العاديين) تماماً

    مخطئ الاستاذ/ محمد جمال الدين ..
    مخطئ تماماً .. فهناك عقد اجتماعي -غير مكتوب- وسلطة (اخلاقية) ممنوحة للمبدعين ..
    تنازلهم عنها -وبالبساطة دي- تستوجب ماهو اكثر من محاكمتهم .. وادانتهم
    للدعوة الصريحة لإقالتهم و سحب الثقة ..
    والمفاصلة ذاتو ان استدعى الامر
    المافي شنو!؟

    الناس في بلدي يموتون بالجهل و الجوع و المرض و جور الحكام .. وبالانتنوف
    وتقولوا لي جائزة الطيب صالح، وهو القائل اعلاه (او نحوه) على لسان محيميد الراوي!؟
    هو هزار ول لعب هو!؟
    موت احمااااااااار!!










    ------

    الشاب اليافع الوسيم جداً الفي بروفايلي دا كان يرزح تحت وطاة اعتقال (جماعة) علي و خلافاء عروة، ساعة الجائزة الملغومة دي!
    بماذا سنخبره كلنا، الساهمنا في تصعيدو و شعبنا الى حافة الاشتعال، عندما لا يجد الحريق!؟
                  

03-05-2012, 03:03 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: قيقراوي)



    *
    (14)
    الأكرم : أستاذ قيقرواي
    لك الشكر الجزيل على الرد ، وهو لا يحمل جديداً ، بل يثبت كيف يتم تعميد السياسيين أبرياء ، وتحميل المسئولية للكتّاب المبدعين ، وهو ذات الذي تحدثنا عنه من اتخاذ المبدعين دروعاً بشرية ، أما السياسيون وحملة السلاح الذين أزهقوا الأرواح ، فهم أبرياء، هذا الحديث لا يقيم طريقاً عقلانياً في فهم المسألة الواضحة وضوح الشمس !!!
    الجميع يعرفون من وقّع نيفاشا ومن اقتنع بأنها وسيلة سلام ، الآن لا وطن ولا سلام ، وكله من صناعة السياسيون ، وسيأتي يومٌ للمحاسبة . وليس هنالك من " عفا الله عما سلف " لأنها قطيعة مع العدالة .

    لك شكري

    كتب الأكرم : قيقرواي:
    Quote: مخطئ الأستاذ/ محمد جمال الدين ..
    مخطئ تماماً .. فهناك عقد اجتماعي -غير مكتوب- وسلطة (اخلاقية) ممنوحة للمبدعين ..
    تنازلهم عنها -وبالبساطة دي- تستوجب ماهو اكثر من محاكمتهم .. وادانتهم
    للدعوة الصريحة لإقالتهم و سحب الثقة ..

    كتب : الأكرم :قيقراوي :
    Quote: خذ مثل بسيييط في كارثة فصل الجنوب ..
    وهل فصل الجنوب غير خيبة[المبدعين ( أصحاب الهمّ السياسي )] [الذي يترجم عملاً ثقافي إبداعيا ، يسهم في التنوير ، ويخلق رأياً عاماً ووعياً متقدم من خلال النماذج التي يتخذها في مجاله الإبداعي]
    تركوا الأمر لسياسيين (ولا حتى المفكرين السياسيين من قامة د.جون قرنق) .. فما كانت النتيجة!؟
    جرح غائر في خاصرة الناس (العاديين) تماماً


    وكتبنا قد كتبنا سابقاً :
    Quote: لقد كررت أنا الكثير من الفروق بين ( صاحب الفعل السياسي ) وهو السياسي الذي يطرح أرائه وبدائله السياسية ، والفرق بين المبدعين ( أصحاب الهمّ السياسي ) الذي يترجم عملاً ثقافي إبداعيا ، يسهم في التنوير ، ويخلق رأياً عاماً ووعياً متقدم من خلال النماذج التي يتخذها في مجاله الإبداعي.

    وكتبنا سابقا :
    Quote: نعود للرد على ما تفضلت به ،إذ أنني لم استدع الحديث عن مكر السياسيين عندما تحدثت عن مسألة جون قرنق للتبرير، ولكن من تحت الجسر ماء يسير ، ونعرف أن للسياسيين قدرتهم على حشد الرأي العام لمقاومة أعدائهم ، ولكنهم أيضاً أقدر الناس على الخلط بين التكتيكي والإستراتيجي ، ويجلس السياسيون بدفء العلائق ، وهنا رأيت كثيراً اجتماعات رفيقة على سبيل المثال ( بين الترابي ونُقد ) ، وليس قرنق وحده في هذا الخلط المبين ، ورؤساء الأحزاب أو السياسيون أحرار ليتخذوا ما يشاءون ، رغم أنهم الذين عليهم اتخاذ القرارات الخاصة بالجفاء ورد الصاع ضد من تسميهم القتلة ، فجلس الجميع في البرلمان في شراكة ، في حين يُطلب من الكتّاب أن يقفوا مواقف السياسيين كبُدلاء ! .


    *
                  

03-05-2012, 03:11 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)





    (15)

    الأخ الأكرم : قيقراوي
    تحية طيبة ، أما عن سنام الفشل السياسي للسياسيين ، هو نص مشاكوس الذي أعده الأمريكيون
    وسلموا نسخة لعلي عثمان وقرنق بواسطة " دان فورث" 2004 ، ودون تروٍ وقعا ... !!
    الحُلم السوداني الكبير ..." فاجعة "!!! :
    ضد المدعــو " نيفاشــا " وضــد تقسيم الســودان .

    *
                  

03-05-2012, 03:30 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)






    (16)

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan91.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الأكرم : قيقراوي
    تحية طيبة ومواصلة في جريمة تقسيم السودان ،
    نرفق صورة من اتفاق مشاكوس ، وفي `ذيل الورقة الموقعة الآتي :


    هذا هو النص الكامل المقترح والمعنون " مبادئ الاتفاق بشأن أبيي " الذي قدمه المبعوث الأمريكي الخاص السيناتور" جون دان فورث " إلى السيد النائب الأول علي عثمان محمد طه وإلى الدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية / الجيش الشعبي لتحرير السودان في 19 مارس 2004 وبهذا يعلن الطرفان اتخاذهما هذه المبادئ أساساً لحل النزاع بشأن أبيي .
    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 03-05-2012, 04:39 PM)

                  

03-05-2012, 04:45 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    استاذنا الشقليني

    Quote:
    الحديث لا يقيم طريقاً عقلانياً في فهم المسألة الواضحة وضوح الشمس !!!
    الجميع يعرفون من وقّع نيفاشا ومن اقتنع بأنها وسيلة سلام ، الآن لا وطن ولا سلام ، وكله من صناعة السياسيون ، وسيأتي يومٌ للمحاسبة . وليس هنالك من " عفا الله عما سلف " لأنها قطيعة مع العدالة .


    ياخي نحن مختلفين خلاف مبدئي .. ولا قاعدة هناك يقييف عليها حوارنا
    مافي فصل بين السياسي و المثقف .. او هكذا يجب ان يكون في نظري
    السياسة هي ثقافة الحكومة .. والثقافة هي سياسة طلائع المواطن
    او انا شخصياً كمواطن ساي لا حاجة لي بالمثقف .. اطلاقاً
    ناقصين هم نحنا!؟











    ------

    اها كل المثقفين سووا شنو وهم في قمة العصر شهدوا المذبحة!؟
    ولأ حاجة!!

    دا كلو نتيجة الفصل المتعسف و ترسيخ عزلة المثقف

    اهو انا من هنا شايفو مدخل عقلاني .. بعدم الفصل

    تحياتي
                  

03-06-2012, 05:16 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: قيقراوي)



    (17)
    Quote: ياخي نحن مختلفين خلاف مبدئي .. ولا قاعدة هناك يقييف عليها حوارنا
    مافي فصل بين السياسي و المثقف .. او هكذا يجب ان يكون في نظري
    السياسة هي ثقافة الحكومة .. والثقافة هي سياسة طلائع المواطن
    او انا شخصياً كمواطن ساي لا حاجة لي بالمثقف


    الأستاذ / قيقراوي
    تحية طيبة ،

    ربما لم تستطع معي صبرا ، وربما فقدان هذا الصبر إني أوضحت في أكثر من مرة الفرق بين ( السياسي المباشر ) وبين المبدع ( صاحب الهمّ السياسي ) ، وهذا لن تفسره أنت بأنه الفصل بين السياسي والمبدعين ، ولم أتحدث عن الخلط المبين الذي تكتب عنه أنت حول " المثقف " فتلك قضية أخرى . أنا أتحدث عن كاتب مبدع ، صاحب القص " الدكتور بشرى الفاضل " . فصاحب الهمّ هو الذي لديه خلفية في فهم الهموم السياسية وأتعاب البشر ، ويكون لمادته الإبداعية علاقة "غير مباشرة بالسياسة " وهو ما أسميه " الهمّ السياسي " ، وليس فصلاً بين "المبدعين " والسياسة على إطلاقها .

    يبدو أن فشل الأحزاب السودانية السياسية صاحبة السياسة المباشرة ، في الأمر السوداني متذبذبة في التعامل مع الإنقاذ ، في حين فشلت الحبال التي كانت تربطها بالحركة الشعبية التي تسلقت الأخيرة على أكـتـافها لتحقيق مآربها . وجاء التفسير المنطقي :

    وهو البحث عن ضحاياً لفشل السياسيين ، والبحث الحثيث عن المبدعين ليكونوا كباش فداء ، و يصبحوا ضحاياً لفشل "المتفرغين للسياسة في السودان ".وهي دون شك " الحقيقة المُحزنة "

    وشكراً لكْ

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 03-06-2012, 05:23 AM)

                  

03-06-2012, 08:23 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    سلام فورأول

    معذرة لغيابي ،و لذا قلت ما اطول الغيبة،لأرحب بالاصدقاء:
    كبر.
    محمد سيد أحمد.
    محمد عبد الجليل.

    و تحايا خالصة "للمقيمين" في البوست الشقليني و قيقراوي،

    أعد في رد على مداخلات النور كبر،
    تأخر الوقت،
    و أرجو أن أعود غدا في اقرب فرصة نسبة ل"أكل العيش"،
    شفتو كيف يا ناس؟

    لو كان "التاليف" مهنة،
    لكنا صاقرناكم طول اليوم.

    لكن علينا أن ننصرف "للوردية الاساسية"،
    أما الكتابة فهي "وردية ثانية" و كمان غير مدفوعة الأجر،
    و قيل قد يصيبك منها "أذى" و تجريح.

    المهم "الشكية لي بأيدن قوية"،

    مع خالص التقدير.

    المشّاء
                  

03-06-2012, 08:34 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)
                  

03-06-2012, 09:04 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    سلامات استاذنا الشقليني

    Quote:
    ولم أتحدث عن الخلط المبين الذي تكتب عنه أنت حول " المثقف " فتلك قضية أخرى . أنا أتحدث عن كاتب مبدع

    ما قلت ليك مافي ارضية للحوار!؟

    اها انا الثقافة من اجل الثقافة دي، شايفو ترف ساي .. ما عندي ليو زمن .. ولا اخلاق ذاتو!
    ولا بلزمني ..

    والبوست -بقرايتي- مفترعه بيؤسس لانتزاع (حقوق) المؤلف/المبدع/الكاتب ..
    اها انا -العفين دا- اسي بمارس سلطتي، و بقول لي استاذنا المشاء:
    المؤلف اخد (حقو) تالت و متلت .. وجاءات ساعة الدفع (pay back)
    لا نعطي محبتنا (صدقة) ساي انحنا ..

    اما (قروشنا) بندفعا للبقدم لينا (سلعة) جيدة

    Quote:
    مثلت ندى القلعة ثقافة مضادة لثقافة الهيمنة الرسمية ورغم القمع و الاموال و الجهود من قبل الدولة و الاجهزة الرسمية لفرض ثقافة مهيمنة ذات طابع ديني لم تستطيع الدولة الغاء ظاهرة ندى القلعة وغيرها من الظواهر الثقافية و الفنية التي تحرج المشروع الحضاري. وهى تحاربه وتضعفه و تتحداه دون اللجوء الى الآيديولوجيات الضخمة و مؤامرات السياسة وحتى اللجوء الى الكفاح المسلح. فهذه الظواهر تستخدم دبابيس صغيرة في تنفيس هذا البالون الضخم. وتقدم ندى القلعة ثقافة مقاومة وممانعة لا تريد ان تكون جزءا من الثقافة الكبرى، وهى ثقافة فرعية (sub – culture) ولكنها شديدة التأثير وقادرة على جذب الناس بوعي او لا وعي. فندي القلعة قادرة على حشد الاف المشاهدين و المعجبين و الفضوليين، بينما تعجز الثقافة الرسمية عن حشد الناس رغم توقف العمل وملاحقة الموظفين و الموظفات، وتحضير الباصات ووجبة فطور. ويمكن لها ان تدخل في تحدي: من يستطيع حشد الناس طوعيا في ميدان عام او استاد مستخدما سلطة قائمة على الرضا و القبول و المحبة؟
    تقدم ندى القلعة ثقافة جماهيرية مختلفة بغض النظر عن تسميتها ثقافة هابطة او منحلة او غير محترمة. فقد اصبحت ايقونة ورمزاً بل ومرجعية في بعض تفاصيل مرتبطة بالشكل و الموضة و السلوك. فهي كما اسلفت ليست مجرد مغنية وصوت بل " سلعة ثقافية" أي يمكن تداولها بانتشار و اعادة انتاج بعض عناصرها. وتدرك " ندى" كيف تمارس سلطتها في الاختلاف، من خلال معطيات اللبس و الزينة. وهنا تحارب السلطة الرسمية بأسلحة السحر و الغموض و المغامرة. فالنظم تعتمد على الغاء الفوارق و الاختلاف و التنوع، وهى تخشى المرأة بالذات بسبب تاريخي الملعون و المشترك مع ابليس منذ بداية الخليقة. لذلك، اهتم النظام الحالي بملبس النساء و الفتيات، ومارس من خلاله عملية التنميط (standardization) وألبس طالبات المدارس ملابس الصاعقة العسكرية وفرض الحجاب. ولكن ثقافة ندى الفرعية تقدم ملبسا حديثا يثير التقليد و الاعجاب بين النساء قبل الرجال، وينتشر سريعاً. كذلك الزينة، فقد قدمت في هذا البرنامج شكلا جديداً لنقش الحناء في رسم لبيت العنكبوت المتشابك. وهذا ابداع بعيد المدى، ولكن المهم، يحكي لي احد الاصدقاء ان موضة نقش العنكبوت التي استعرضتها ندى القلعة في مساء الخميس، رآها تملأ أيدي الناس في حفل زواج مساء الأحد! ويمثل شعر المرأة احدى مشكلات وعقد العقل العربي – الإسلامي وثارت حوله معارك وواقعات عظمى. فهى قدمت شكلا للشعر بين الاخفاء و الاظهار، ان تجعله مقصوصا بطريقة غلامية (Garcon) فضحت ببعضه، عكس الشعر الطويل المثير ولكنه في نفس الوقت موجود. وقد يحرك مشاعر الخفاء و العلن، وهو في النهاية يخرج من التنميط
    .




    ندى القلعة ... ثقافة الاختلاف و الممانعة....د. حيد...راهيم علي..توجد صورة

    و للحوت برضو بندفع .. عن رضا و محبة .. وقناعة بـ(جودة) السلعة

    بالله عليكم ما سبيل مقاومة النظام القائم (كلو، اجتماعي/سياسي) غير الثقافة بت الكـــلب دي!؟

    بندفع للمنحاز لينا .. ولا منطقة وسطى بين الجنة و النار
    ويستمر الحريق
                  

03-06-2012, 11:32 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: قيقراوي)

    *


    إستراحة


    *
                  

03-06-2012, 12:09 PM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote:
    يقال إن الثقافة هى سياسة المجتمع و السياسة هى ثقافة الدولة. وعندما يبرز التناقض بين الإثنين تظهر الازمة، وقد امسكت ثقافة ظاهرة ندى وغيرها من الظواهر المشابهة بالمجتمع وتركت السياسة للدولة بلا مجتمع. فالدولة تمارس السلطة بصورة مجردة (abstract) وهى غير ملموسة بين المواطنين في سلوكهم و اتجاهاتهم ورؤيتهم الشاملة. من جهة اخرى، تمارس الثقافة سلطتها من خلال حرمان الدولة آليات لا تستطيع السيطرة عليها و احتكارها، ومن بينها: اللغة و الرمز، فالدولة يمكن ان تحتكر المال و الاقتصاد و العنف الشرعي من قوانين وسجون وممنوعات، ولكن يستحيل ان تحتكر اللغة و الرموز مهما كانت قوة ووحدانية اجهزة اعلامها. والان توجد لغات عديدة للتواصل تنتشر بين فئات اجتماعية من طلاب وشباب و مجموعات اثنية ومهمشين. ولاصحاب الثقافات الفرعية آليات تحوير الثقافة الرسمية و تفريقها من مضامينها، وهى الآلية التي يسميها ليفي إشتراوس الترميق (bricolage) لوصف نمط الابداعية في الثقافة الشعبية في تفاعلها مع الثقافة الرسمية و تحويرها. و الخطوة هنا تكمن في ان عناصر او مفردات من تلك الثقافات و التي تتعالى عليها الثقافة المهيمنة تصبح جزءاً من هذه الثقافة نفسها. وهنا يمكن اعطاء مثال على ادخال الآلات الموسيقية الحديثة في المديح. وهكذا علمنت، أي جعلتها علمانية، الثقافة الشعبية التي تحب الموسيقى ولا تراها حراما او مكروها، الثقافة الدينية الرسمية و التي لم تحتج على الموسيقى في المديح النبوي لانها تريد له الانتشار بين الشباب و الفئات المهمشة، ولا نستغرب اذ جاءت محاولات لتأليف المدائح بلغة الراندوك او عربي جوبا.


    مصدر سابق
                  

03-07-2012, 02:48 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: قيقراوي)

    Quote: يقول بولا:

    "فمنذ فلسفة الانوار،أو بعبارة أفضل بدءاً من فلسفة الأنوار و المثقفين-هكذا في الأصل-يلعبون في فرنسا دورا قياديا،وضعهم على الأقل على قدم المساواة مع القادة السياسيين و العسكريين و الاقتصاديين،فأصبح المثف بطلا قوميا مع صعود البرجوازية يطلق اسمه على الشوارع و الميادين و محطات المترو،فولتير،روسو،هوجو...."ص4.
    و بعد ذلك،هل ستتبقَّى للعصامية من مشروعية،اللهم إلا على المستوى الأخلاقي؟؟؟ص ص 53-54.




    الأخ أسامه السلام والرحمه هنالك خطأ فى الترجمه يضر بالمضمون
    فليس هنالك فلسفة للأنور وإن ترجمها سيبويه ولكن هنالك فلسفة
    التنوير وعهد وعصر التنوير وإن كنتم من أهل الإجتماع فنحن من
    تلاميذ الفلسفه الذين لا يرضون لها تحريفا لا يقدم معنى
    ومجمل الكلام لا ضير عليه إجتهاد وتنظير يؤطر لواقعة كالصاعقه
    كاد يفر المرء منها من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه)
    ورأينا فرار الإخوان عن بعضهم وكذا الأحباب-فإن الزلزله
    التى أخرجت أثقال القلوب والعقول دعتنا نقول
    نحن الفراجه ما لها وما عليها,

    الشقلينى سلام عليك دوما وابد

    عهدى بك دوما وفى واع تدافع عن ما تراه حقا بما لديك
    من عتاد كعتاد حرب النجوم ودوما تقدم معرفة كالخشاف
    نتسابق إليها بكرائم النوق وحرائر الخيول.

    قيقراوى وأحمد الجيلى تابعت إسهامكما بحرص بالغ
    طمعى فى معرفة لله جزاكما الله خيرا.

    كبر والمجايله سلام
    طالما جايلت النعمان والجندريه ووراق فإننا أبناء
    جيل واحد و89 تلك كنت فى ذات المؤسسه كنت قايلك أصغر
    يا الحجيرى بتشرب شنو??عاصم حنفى وعثمان يعقوب والنعمان
    دفعه أما رقيه والجندريه قطع شك نددا ولا أذكر الجندريه
    ولكن أعرف كل من حولها وكذا بعلها. رفعت الأقلام وجفت الصحف.



    منصور
                  

03-07-2012, 06:56 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: munswor almophtah)

    أهلا بالصديقين النذير حجازي و منصور المفتاح
    سلامات

    يا نذير كل المتداخلين أجمعوا ألا سرقة،و أنا أتفق معهم تماما.

    يا منصور هنالك ترجمتان لEnlightment
    "التنوير" و "الِانوار".

    و بولا اختار الثانية ،و ليس من غلط في ذلك.

    مع خالص التقدير

    المشّاء
                  

03-07-2012, 07:47 AM

قيقراوي
<aقيقراوي
تاريخ التسجيل: 02-22-2008
مجموع المشاركات: 10380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)

    Quote:
    قيقراوى وأحمد الجيلى تابعت إسهامكما بحرص بالغ
    طمعى فى معرفة لله جزاكما الله خيرا.


    يا مفتاح كرمشت مشارنا ياخي!
    هو نحن ما اصحاب و بنتعارف من زمااااان!؟

    تعرف دي واحدة من اجمل ما يعضد كل البنقول فيو في البوست دا!
    العلاقة البتنشا نتيجة جدل كاتب/قارئ .. بغض النظر عن رؤية استاذنا اسامة الخاصة في ماهية (الكاتب)!
    وهي (العلاقة) نفس فكرة (السلطة) الما عاوزين يقتنعوا لينا بيها دي.
    الله ما شافوهو بالعين .. مش؟


    ياخي لينا الشرف انو تقبلنا في زمرة اصدقاءك
    لاقينك وين انحنا هو!؟












    -------

    باقي لي جزئية حارقاني جداً في "غيبوبة الكائن الهلامي المسمى بـ(المثقف السوداني)"
    بالتركيز على مناشفة اليسار السوداني تحديداً، و انهزامهم الماااحق قدام"جهاديي عبد الخالق" و "بلاشفة الترابي" في نفس الوكت! ..
    (والتسميات الاخيرة لـ د. ع ع ابراهيم).

    الله يهون ليها زمن .. واخلاق بس
                  

03-07-2012, 09:02 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: قيقراوي)

    يا صديقنا قيقراوي
    "عليك اللعنة"،وجه ساخر؟

    يا خي عايز انوم الساعة قربت لي واحدة صباحا بتوقيت الساحل الغربي الامريكي،
    قلت أدي كلامك لمحة قبل النوم،
    لقيتك كاتب جملة جميلة "انتزاع حقوق المؤلف"؟
    ياخي نحن عندنا قوة قدر "الانتزاع"؟

    المهم ذكرني كلامك عن "الانتزاع" بي نقاش هاتفي طويل بيني و بين يحيي فضل الله،
    حول "حقوقنا الضائعة"،
    يحيي قال في السودان حاول بي طريقتو "ينتزع" جزء من هذه الحقوق.

    قال انه يسال من يدعونه لالقاء شعر عن إذا ما كان هناك "فنان" أي مطرب،
    فلو أجابو بنعم،
    يسالهم "بتدوهو كم"؟
    فلو كان "ملح" فهو يذهب لالقاء شعره "ملح" ايضا.

    و لو قالوا فيها "عدّاد" للمطرب،
    فهو يقول لهم "انا عايز تدوني ربع تلك القيمة؟لا اتذكر بالضبط النسبة،
    المهم كانوا يوافقون على "نسبته"،
    ثم يأتي الى البيت "مبسوطا" لانه "انتزع" بعضا من حقوق "الشاعر".

    عليك اللعنة مرة أخرى؟وجه نعسان و متثائب.

    كنْ بخير ايها الصديق.

    المشاء
                  

03-08-2012, 07:44 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)

    *يتامى التوقعات: ضحايا المخازن و المتاحف الايدلوجية:
    في الرد المختصر على الأستاذ كبر

    مزجت في العنوان الرئيس بين ما قاله استاذن الشقليني حين كتب في رده على صديقنا كبر" القراء المحبين " الذين يرون أنهم يعيشون حالة جديدة من " اليُتم "، و بين كلامي سابق البسط عن التوقعات حين قلت". من الواضح من خطاب الناعين الغاضب ان هنالك توقعات معينة لم يقم بشرى بتحقيقها.و هنا يطرح سؤال نفسه:من الذي رسم هذه التوقعات؟و ما هي السلطة التي استند عليها في صياغتها و رسمها؟و من أين اكتسبت تلك السلطة قوتها الإلزامية ،بحيث كان يجب على بشرى أن يمتثل لمخططها الملزم؟

    و المخازن هي مكان لحفظ شيئ حين الحاجة،و المتاحف من أهدافها حفظ الماضي.قلت عن التوقعات " ".و اليتم ناجم عن ان بشرى لم يلبي سقف توقعات لدى البعض.و هم صمموا و نسجوا سقف توقعاتهم بناء على تأثيرات "الواقعية الاشتراكية" سيئة الذكر،و قيل ان ذلك التصميم لذلك السقف،شاركت فيه نظرية الالتزام السارترية،و هي عندي دخلت متاحف التاريخ الإبداعي،لكن يبدو ان فترة صلاحيتها لدى البعض لم تنتهي.

    ساعلق بتفصيل اكثر على الفقرة التالية من مداخلة الاستاذ "كبر":
    Quote: بالنسبة لفكرة بؤس احوال الكاتب السوداني ، فهي ليست مبرر مطلقا لأن يهدم كاتب عالمه الترميزي و يتحول عنه مائة و ثمانون درجة في كسر من الثانية الجمالية و الإبداعية و الأخلاقية .. لأن الكاتب حينما يطرح ترميزه الخاص (و يعلن نفسه ككاتب و يطلب من الآخرين النظر اليه هكذا)..يطرحه بكامل ارادته..و يقول لنا هذا هو عالمي الذي اخترت..و هذا العالم ليس مجاني كما يذهب صديقنا و استاذنا اسامة الخواض (فكرة المقابل المادي للكتابة)..فهو التزام اخلاقي وجمالي..و صبر على المطبات الهوائية و الفجائية.. لأن من يريد أن يخلق فكرة و قيمة..لا يهتم كثيرا بمردودها المادي

    ليست هنالك اية وجاهة معرفية او تاريخية لمساواة الكاتب ب"النبي".و مصاقرة الفقر ليست شرطا للابداع،بل ربما تكون قاتلة له،و أساطير الحرمان و الفقر و البشتنة كشرط لازم للابداع نسفها محمد المهدي المجذوب في ما استشهدنا به عندما تكلمنا عن "ذبحه" كأب لسلالة الحداثيين السودانيين.

    و حين تكلمت عن عدم ظهور التأليف كمهنة في مجتمعنا السوداني،كنت أرمي إلى توضيح الفارق الهائل بين وضعية المؤلف السوداني مقارنة بوضعية المؤلف الغربي،و هو فارق يزيد على ثلاثة قرون حضارية.

    و عدم الظهور هو معيار يحيلنا إلى أننا كمجتمع زاهدين في التاليف،و ليس عندنا "مستهلكين" للتأليف،و هذا يدل على ضعف القوة الشرائية للسلع الثقافية لعوامل اقتصادية مثل الفقر و عوامل ثقافية مثل سيادة التفكير التقليدي و غلبته،و ضعف البنية الثقافية التحتية مثل غيا ب الانتاج السينمائي و التلفزيوني على نطاق واسع و مركزي، قل إجمالا غياب صناعة ثقافية بالمعنى المعاصر،و لك أن تقارن فقط بمصر و سوريا مثلا.

    الكاتب الغربي كسب حقوقه المادية قبل ثلاثة قرون،و تاسس ذلك على خلفية قانونية واضحة و الاستاذ كبر ادرى الناس بمسالة القانون.و هذا هو ما يميز الكاتب الحديث مما قبله من كتاب و ارتبط ذلك اساسا بتكنلوجيا الطباعة و نشوء طبقة قارئة و مرفهة تستطيع شراء الكتاب و تعتبره من امتيازاتها،و تم لاول مرة "تسليع" المادة المكتوبة و اصبحت راسمالا ثقافيا و تمكن الكاتب من ان يعيش على كتابته .

    اذن نحن متخلفون بثلاثة قرون حضارية.و هذه الامر ينطبق على كل الشعوب العربية.دكتور يمنى العيد بجلالة قدرها كانت تقول لي انها محظوظة لانها لا تدفع مالا كي ينشر لها.محمد بنيس في حوار معه قبل اكثر من عقد ونصف قال ان هنالك اتجاها وسط الشبان الكتاب المغاربة للكتابة بالفرنسية لان الكاتب متوسط الموهبة يستطيع ان يعيش على كتابته و يجد تقديرا كبيرا.عندما كنت اعمل محررا في دارجامعة الخرطوم للنشر وهي دار نشر جامعية،كانت حقوق المؤلف هي عشر في المائة و ياخذها في شكل كتب من كتب الدار كل ستة شهور بحسب مبيعات كتبها،و لم تكن الدار تعتمد على بيع الكتب،بل كانت متعاقدة مع وزارة التربية و التعليم لطبع الكتب و الكراسات المدرسية،كما تعتمد على طباعة كروت الافراح و غيرها،و كذلك كانت تفعل بقية المطابع.
    المجتمعات العربية حتى الآن بدرجات مختلفة ،مجتمعات غير قارئة لأسباب اقتصادية و ثقافية و سياسية و غيرها.

    و موقف الكاتب السياسي سواء كان مخزيا أو مشرفا ،لا ينقص و لا يزيد من إبداعه الفعلي.موقف الكاتب السياسي يصلح للحكم عليه ك"مواطن" صالح" مثله مثل كل أبناء شعبه دون فرز.
    ربط الاستاذ كبر قراءة الكتاب بمواقفهم السياسية سيزيد من ورطته مع رموز كبيرة في حياتنا الابداعية كما سنرى لاحقا.
    و كلامه عن "الترميز"، يتحمل هو مسؤوليته، لان هذا تعاقد عقده في غيبة الكاتب ،و هو من بقايا تاثيرات المخازن و المتاحف الايدلوجية التي تكلمنا عنها.

    و قد وفِّق الشقليني في الرد عليك ايما توفيق و اعيد هنا بسط بعض من عباراته الدامغة:
    (2)
    إنك صنعت هذا المعيار ، ولم يصنعه الكاتب " بشرى " ، بل وأنك ذهبت بالتأويل مداه في بسط سجادة هذه العقيدة الجديدة التي ألبستها الكاتب إنابة عنه .
    (3)

    من وضع هذه المعايير هو أنت كقارئ ، وبالتالي وضعت وثيقة سلوك وفرضت أنت أنها واجبة الانصياع من الكاتب ، وسوف تطلِّق كتابته وإبداعه حين يحيد عن تلك المعايير
    ثم قال الاستاذ الشقليني:
    (4)
    لقد وضعت وثيقة وبها قائمة " مبهمة " وفق ما أرى ، وتريد وضعها كمقياس للكاتب " بشرى " وإن حاد عنها ، ستقوم بتطليق الكاتب وتطليق إبداعه !! . وهذا أراه خلط واضح بين الكاتب وبين أعماله الإبداعية .

    ثم قال:
    (5)
    ها أنت تقيم بنياناً كاملاً من تصور أن للكاتب ترميزاً .وأنا أعتقد أن تلك الوثيقة هو إسقاط لمفهوم شخصكم الكريم على شخوص الكتّاب المبدعين كلهم ، لأن تلك الوثيقة وذلك الترميز الذي تتحدث عنه لم يتفق فيه معك كاتب ، ولم يتفق فيه معك "دكتور بشرى “
    ثم قال.
    وتلك التي رأينا أن نسميها : إحالة الكاتب بقرة مقدسة وفق تصورنا نحن وليس وفق الكاتب الذي يرى في نفسه الحرية أن يختار ما يشاء ، والحُكم على إبداعه وليس على شخصه .
    (7)
    إن التصور الذي تمت صياغته ، تعيدنا قسراً لمسألة الفروق بين الكاتب و العمل الابداعي،و الخلط بينهما."
    **
    الطيب صالح مثلا قبل تكريم النميري له ووصفه بالاستنارة،و له علاقات قوية و راسخة مع "اصوليي النظام السعودي" و أندية المعجبين النفطية،و كان يكتب في صحف البترودولار،ثم أخيرا قبل تكريم نظام الانقاذ له ،و قال ما قال بعد ذلك؟فهل سيرمي الاستاذ كبر، إبداعه الباذخ في بحر نسيانك؟

    محمد المهدي المجذوب في الشهادة التي أوردناها حول ورود اسمه كوزير محتمل للثقافة في حكومة انقلاب التاسع عشر من يوليو 1971،شوهد يتحدث و يتونس مع النميري،و قبل تكريم النميري له،بل كان يشعر بأسى لان النميري لم يمنحه "الوسام الذهبي".

    يكتب النور حمد عن ذلك في كتابه "مهارب المبدعين" ص331:
    Quote: و في عام 1977 ،أي قبل خمس سنوات فقط من وفاته،كتب المجذوب خطابا إلى صديقه الدكتور حسن أبشر الطيب يشتكي فيه من أن حصوله على الجائزة التقديرية في عهد الرئيس جعفر نميري ،لم يصاحبه منحه الوسام الذهبي ،رغم أن اللائحة تنص على ذلك.


    و يعلق النور حمد على حسرة المجذوب لعدم نيله وسام النميري الذهبي قائلا:
    Quote: و لقد استوقفتني تلك الجزئية من الخطاب كثيرا.لم أكن أظن أن المجذوب من الذين يحفلون بتكريم ياتي من قبل دولة،بله دولة رئيسها شخص مثل جعفر نميري.و لكن يبدو أن لكل نفس بشرية ارتفاعاتها و انخفاضاتها.و كثيرا ما قاد الهم المزمن و اليأس المطبق المبدعين إلى أن يظهروا بقامة أقل من قامتهم الحقيقية.و كما قيل قديما، إن "لكل سيف نبوة،و لكل جواد كبوة".

    ثم يورد النور حمد ما كتبه المجذوب و هو يمر بحالة حزنه على عدم منحه الوسام الذهبي.يكتب المجذوب مخاطبا دكتور حسن أبشر الطيب:
    Quote: تذكر أن الرئيس القائد تعطف علي بجائزة تكريمية قبضت 1500 جنيه شاكرا.و لم أعط الوسام الذهبي ،و هو جزء منها في لائحة التكريم،استحييت أن أسأل،و نال من لم يبل بلائي الجائزة التقديرية و الوسام الذهبي.الانصاف جميل و مثلي منذور للحزن و الصمت ووراء ذلك التاريخ.و لكن هل يعزيني إنصاف التاريخ؟هل يسمع التجاني قول التاريخ فيه؟..إنني أؤمن بالعزاء في الموت.أعذرني لهذا التفكير الخابي و لا اؤكد محبتي إلا ببثي إليك ما في صدري".
    ص 332.

    أصابت الحيرة النور حمد من حسرة المجذوب على فقدان "الوسام الذهبي" فقال :
    "
    Quote: لقد توقفت كثيرا في ما كتبه المجذوب عاليه.فلقد كنت أظن أن المجذوب قد حقق من تكامل الذات،و من تفجر كنوز الداخل،ما يمكن أن يغنيه عن البحث عن الاعتبار لدى الدولة.و لكن يبدو أن المجذوب لم يحقق عبر مسيرة حياته تصالحا تاما مع خيار الشعر الذي اختاره لنفسه،منذ أن كان فتى غض الإهاب.

    ص 332.

    ثم يحاول النور حمد البحث عن سبب لتلك الحسرة،منقبا في عوز "المجذوب" و فلسه:
    Quote: ظلّ المجذوب يشكو و بشكل مستمر ،ضيق ذات اليد،و يغبط الأثرياء على ثرائهم.في نفس الرسالة السابقة كتب المجذوب مخاطبا صديقه الدكتور حسن أبشر الطيب شاكيا عدم قدرته على بناء منزله في قطعة الأرض التي حصل عليها:
    "..و أبحث عن شركة تبني منزلي في الأرض الخالية و تؤجرها و تأخذ الإيجار لقاء التكاليف! ما رأيك في هذه الفكرة الهائلة! فإذا فرغنا من الحساب صرت من أعيان الخرطوم! و نظرت إلى الشعر المشئوم من بعيد منكرا علاقتي بصاحبه".

    و يعلق النور على تلك الفقرة من خطاب المجذوب قائلا:

    Quote: و مع أنّ روح الدعابة ظاهرة في حديث المجذوب أعلاه،إلا أن إحساس المجذوب بفشله الاقتصادي في حياته يبدو شديد الجلاء.فضيق ذات اليد النسبي الذي اتسمت به حياة المجذوب،قد كان عنصر إقلاق مستمر له.و ما من شك أن ضيق ذات اليد،يضيِّق على حرية الشخص،خاصة الفنان التوّاق إلى التنقل،و إلى استكشاف المجاهيل البعيدة من شعوب و من ثقافات،و من نظرات متنوعة إلى الكون و الحياة.ضيق ذات اليد قيد يحد من خيارات المرء،اللهم إلا إذا اختار ذلك المرء الخيار الصوفي الذي يستعيض بكنوز الجوهر المادية عن الأعراض المادية.يمكن أن يذهب ضيق ذات اليد بالفنان في وجهة لم يكن يريد الذهاب إليها أصلا.

    ص 332-333.
                  

03-10-2012, 07:13 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)

    * "المجذوب" مذبوحا و هاربا و فاديا:

    كتاب الدكتور النور حمد الذي اقتطفنا منه الكثير و ما نزال "مهارب المبدعين-قراءة في السيرة و النصوص السودانية،يتقاطع بشكل رئيس مع كلامنا حول بؤس "المؤلف السوداني" الذي لم يظهر بعد ك"مهنة" مثلما ظهر "المؤلف الغربي" قبل ثلاثة قرون.
    يشترك "المؤلف السوداني" مع "المؤلف الغربي" في علاقتهما بتقنية الطباعة،لكنهما يختلفان اختلافا جذريا في الشروط التاريخية السوسيواقتصادية التي ترافقت مع بزوغهما كؤلفين حديثين.

    غياب الطبقة القارئة و ما يرتبط بذلك من شروط أخرى ،لم يمكِّن "المؤلف السوداني" من التفرغ لعمله ،بحيث يتحوّل عمله الذهني إلى سلعة .و بذلك يصبح "التأليف" سبيلا من سبل كسب العيش في السودان.و ظل التأليف حتى الآن نشاطا ثانويا بالنسبة للمؤلفين يمارسونه ك"وردية ثانية" في أحسن الأحوال،أو كنشاط هامشي يرتبط باللعنة و يفتقد إلى تقدير المجتمع باعتباره نشاطا و عملا غير مرغوب فيه أو يمارسه أشخاص تحاصرهم الاساطير و التوقعات المرعبة المحبطة.

    و سنورد مقتطفات من كتاب النور المهم و الذي يحلل بتعاطف نادر ماساة "المؤلف السوداني".
    المقتطفات التالية ترتبط ب"الأب الأكبر للحداثة السودانية" الشاعر الكبير و شيخ طريقتنا الشعرية "محمد المهدي المجذوب" رضي الله عنه ،و أرضاه بقدر شاعريته الفخمة البادخة.

    يقول النور حمد مقارنا بين المحجوب "محمد أحمد محجوب" و المجذوب "محمد المهدي المجذوب " في ص 245"فبالمنصب الرفيع نال المحجوب القبول وسط المجتمعات المخملية،في كل من القاهرة و بيروت،مضافا إليهما حواضر أوروبا.و هو أمر لم يتيسر للمجذوب الذي عاش على وظيفة متوسطة طيلة حياته،مما جعله قليل الحيلة.لم يظفر المجذوب بما ظفر به المحجوب،رغم ثقافته العميقة،و رغم مقدراته الفكرية،و شاعريته التي تتخطى شاعرية المحجوب بمراحل.ظل المجذوب يتمنى الخروج من حالة ضيق ذات اليد،و أن يجري المال في يده،فيخلصه من صنوف المعاناة اليومية،التي كانت تبدد طاقته،و تشتت فكره و لا تدعه يعيش في العوالم التأملية و الإبداعية،التي كان يحب أن يعيش فيها.و ما من شك في أن المال يحل كثيرا من المشكلات.أو على الأقل يخفف من حدتها.فالمال قوة يمكن أن تشتري لصاحبها القبول.كما أن المال حرية خاصه حين تكون أحلام المرء رهينة بتوفره.

    و يقول النور حمد في ص 305 معلقا على إعجاب المجذوب بالريف الانجليزي الجميل كما ورد في رسالة للمجذوب إلى صديقته الانجليزية"لقد اعتصر المجذوب الم كثير كتيم و هو يرى ذلك الريف الجميل،فتمنى ان يكون له نصيب في ذلك الجمال.و من النصيب في ذلك الجمال ان يكون للمرء شرف المشاركة في إنجازه و هو امر لم يكن ليتيسر للفنانين من شاكلة المجذوب في بلدان مضطربة كالسودان،كل عرباتها ظلت تقف أمام الأحصنة.في بلدان مثل السودان تبقى أيدي الفنانين و المفكرين مغلولة،فتتضاعف غربتهم فياكلون ذواتهم بذواتهم،و يذوون و يذبلون،و يموتون.

    و يقول النور حمد في صفحتي 325 و 326 مقارنا بين المجذوب و كتّاب أمريكا اللاتينية "و لو عاش المجذوب في مناخ كالمناخات التي عاش فيها كتّاب أمريكا اللاتينية،على سبيل المثال،لراى الناس عجبا من كتاباته.و لقد سمعت الطيب صالح يقول في دار اتحاد الكتّاب السودانيين في الخرطوم في زيارة له للسودان في سنوات حقبة الديمقراطية الثالثة (1985-1989) إن حرية الكاتب في أمريكا اللاتينية لا تحدها سوى حدود موهبة الكاتب نفسه.

    و يقول النور حمد في صفحة 326 "لقد كانت مأساة المجذوب مأساة تحكي على نحو بليغ بروز العبقرية الكبيرة في غير زمانها و في غير مكانها.اللهم إلا إذا آمنا بأن أمثال المجذوب يولدون و يعيشون في الزمان الخطأ و المكان الخطأ،فيدفعون الثمن الأفدح،و يؤجرون على دفع الثمن الأفدح،لكونهم يفتدون من يجيئون بعدهم في المستقبل.

    ثم يعلق النور حمد على فكرة "الفداء" قائلا في ص 326"و ها نحن جميعا الآن ننهل من منهل المجذوب الذي لا ينضب! ما أقول به هنا فيه صبغة مسيحية،و هو يجد أصداء في نفسي،فالمسيحية هي طرف الإسلام الأعلى، في حين أن اليهودية هي طرف الإسلام الأدنى.و ما الإسلام سوى الحالة المتوسطة بين الحالتين،كما شرح الأستاذ محمود محمد طه و أبان كثيرا.أجد في فكرة الفداء المسيحية عزاء و سلوى من الإحساس بفداحة ضياع الأرواح الكبيرة،التي تمى و لا تجد في الواقع سوى الصلب المستمر.و إني لأرجو أن يجد القارئ المتعاطف مع غربة الفنانين عزاء في ذلك مثل الذي أجد.

    و يتحدث النور حمد عن آفاق هروب المجذوب حين يقول في ص 327 "أيضا يخامرني شعور بأن المجذوب ربما استخدم آفاق الهرب تلك التي كان يتعلق بها هنا و هناك،كمجرد محفز مثير،يمخض به الطاقات الإبداعية في داخله.
    و للتدليل على حاجة المجذوب تلك يقول النور حمد في نفس الصفحة "و قد تنبه علي أبو سن إلى تلك الحاجة لدى المجذوب،حين طفق يبحث له عن امرأة بريطانية أديبة تراسله.و لقد ذكر علي أبو سن أنه أراد أن يأتي بامرأة إلى حياة المجذوب حتى يعيده إلى عالم الشعر الذي أخذته منه الوظيفة لسنوات طوال".

    ثم يتحدث النور حمد عن بؤس المجذوب في علاقة "عهود الحكم الوطني" به،و دور "الوردية الأولى" أي الوظيفة في تحجيم طاقته الإبداعية كمؤلف في "الوردية الثانية" ،يقول النور في صفحة 336 "لم يظفر رجل في قامة المجذوب في كل مؤسسات الثقافة التابعة للدولة و عبر عهود الحكم الوطنية على اختلافها بأكثر من عضو في لجنة نصوص،تنظر في شأن الأغاني المقدمة للإذاعة السودانية ! و ظل حتى نهاية حياته يكسب عيشه من مهنة المحاسبة.لقد حبسنا ذلك الروح العظيم في الأرقام.و حى عالم الأرقام هذا فقد منع المجذوب من العمل فيه في سنوات عمره الأخيرة.و يقول صديقه على أبو سن و العهدة هنا عليه بوصفه الراوي : "حرموه من تجديد خدمته بالحكومة و رفضوا الاستجابة لنداءات الشرفاء بمنحه منزلا تقديرا لعبقريته الفذة".

    يقول النور حمد عن "سلبية" المجذوب "و لقد كان محمد المهدي المجذوب واحدا من أولئك المبصرين القلائل الذين رأوا نذر الكارثة.غير أنه استسلم للوقوف على السياج و لمتع التسامر،و تدليل الذات،و السخرية من الأوضاع،كما راق له الاستسلام للوظيفة كما أخبر هو عن نفسه،و راقت له،من ثم البحلقة في أفق العلاوات و الترقيات التي لا تثمر و لا تغني من جوع.
                  

03-10-2012, 09:34 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)




    (18)
    تحية للشاعر والناقد أسامة الخواض ، ولأضيافه الكرام ، ونخص حبيبنا المنصور الذي بيننا أحاديث من القلب .
    لقد اقتبست مقال للسفير (معاش ) جمال محمد إبراهيم ، خصصه لإضاءة حول رسائل الشاعر " محمد المهدي المجذوب " تومض كاشفة ثنايا القلوب :

    Quote: الرسائل المجذوبية لديزي العراقية .. بقلم: جمال محمد ابراهيم
    الثلاثاء, 15 أيلول/سبتمبر 2009


    أقرب إلى القلب :


    (1)
    لماذا يرتبط أدب الرسائل عندنا في العالم العربي بالفضائحية ، أوينظر اليه وكأنه نوعٌ من أدب الاعترافات الشخصية . .؟
    من الطبيعي أن يجري التركيز في هذا النوع من الأدب على الموضوعات التي تضمنها ، وما فيها من محفزات للتفكير ، لا أن تنصرف أذهان الناس- كما درجنا في الشرق- إلى الجوانب الشخصية : عمن كتب ،ولمن كتب ، وفي أيّ ظرف كتب ، خاصة إذا جرى تبادل الرسائل بين رجل مبدع وامرأة مبدعــة . وليس بمدعاة للعجب إن وجدنا رجلا يرتاح في الحوار مع امرأة مبدعة ، أو تنفتح بواطنه وتنقشع سحب الضباب ويسترسل في "فضفضة" دواخله وهو يحادث أنثى . تلك فطرة الذكر وفطرة الأنثى ، يزيدها بهار الابداع الذي هو موضوع رسائلهما ، رونقاً ومذاقا . وما أعمق الحوار وأذكاه غن صدر عن محبة وتوادد ثم مصارحة . على أن الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا على سبيل أدب الرسائل ، ذلك برغم ما أحدثت ثورات الاتصالات والتواصل والمعلوماتية من تجديد ، يكاد أن يفضي بنا إلى عالم تنعدم فيه تباينات الرؤية المكانية والزمانية . وبرغم ذلك فلن تكون رسائل كنفاني لغادة ، ولا رسائل المعداوي لفدوى ، ولا رسائل المجذوب لديزي ، مثل رسائل واعترافات جان جاك روسو .. ! لن نحتاج لأن نشبك الأيدي على الصدر خوفاً ، بل علينا أن نقبل على هذا الابداع وننهل من أقلام كبارنا وهي تنساب على فطرتها بلا قيود ..



    (2)
    قرأت قبل سنوات كتاباً جمع الرسائل الحميمة التي جرتت بين الكاتبة والأديبة غادة السمان والأديب الفلسطيني المناضل غسان كنفاني ، الذي رحل مقتولا قبل سنوات بعيدة على سبيل النضال الطويل . أثار نشر هذه الرسائل نقاشا ما زال محتدما حتى اليوم . كان الأديب الراحل وهو المتزوج بامرأة وبقضية ، قد أسر في رسائله للكاتبة المبدعة بحقيقة مشاعره المحبة لها . وظني أن الرجل ، وهو في ذمة الله ، لم يكن يتصور أن يأتي يوم ترى فيه رسائله النور ويطلع عليها قراء لا يعرفهم وإن كان بعضهم يعرفه . المريب في نشر الرسائل أنها تضمنت رسائل الرجل وأغفلت رسائل المرأة . لربما يصعب تصديق أن المرأة وقد بعثت برسائلها للرجل العاشق كونها لم تحتفظ بنسخ مما كتبت . بل كان المنطق يقول كان عليها أن تذيل كل رسالة وصلتها من الرجل ، بتعليق تختصر فيه ما قد تتذكر من رسائلها رداً على رسائله . لم تفعل ، ربما عن قصد وربما عن تصرف بريء. ولكن ذلك مما أثار حفيظة الكثيرين ، خاصة من أهل الكاتب الراحل غسان كنفاني ومعجبي أدبه الكثيرين . ولا يقلل ذلك من القيمة الأدبية العالية لما خطه قلم كنفاني من صادق المشاعر وحميمها .
    من حسن حظ أديبنا الكبير الراحل عباس محمود العقاد ، أن الكاتبة اللبنانية مي زيادة – وقد كثر عشاقها – لم تجنح لفعل الشيء الذي فعلته غادة السمان مع كنفاني ، وإلا كنا سمعنا عجبا . لقد انتهى الأمر بالكاتبة "مي زيادة" التي عشقها أدباء ذلك الزمان من جبران خليل جبران إلى عباس العقاد ، إلى مصير محزن في احدى المصحات العقلية. في المقابل كتب العقاد القصة من جانبه هو ، وسماها "سارة ". . وبرغم ما يشهد به كثير من النقاد أن الرواية لم تكن بمقاييس الفن الروائي ، أو هي من أعمال العقاد الكبيرة واللافتة ، غير أنها عكست شيئا مما كان يعتمل في نفس العقاد ولم يكن يراه البعض : رقته وهو "الجبار" ، صراحته وهو الكبير، أنفةً وكبرياء ، صادق في عشقه وهو "العملاق" الراسخ كشجرة بلوط .



    (3)
    بين المبدع والمبدع - أو المبدعة لأغراض الحديث - آصرة لا نجد لها تفسيراً حاضــرا . لا أتصور أن وقوع كنفاني على غادة ، يماثل وقوع ذكر يلاحق أنثـى ، ســـــــــــفاداً محــضا . كلا ! هذا مبدع يقع على مبدعة ، ولا أكاد أرى شبقا أو جنسا في الذي عكفا عليه ،أو في أيٍّ من الرسائل التي تبادلاها . لا أتصور أن كنفاني قد مارس نوعا من الخيانة الزوجية ، وهو يراسل غادة . على ما يعتري مثل هذه العلاقة من توتر قد تكون تجلياته الحسية أوضح من تجلياته الروحية ، فإني أرى لحمة هذه العلاقة وسداها إبداعا في ابداع . هي مغامرة من مغامرات الروح ، يخوضها الطرفان لالتماس الموحيات على طريق الابداع . نتاج هذه "المواقعة" الروحانية ، قصيدة أو رواية ، وليس ابن زنا !
    (4)
    من هي ديزي الأمير التي تعرف إليها شاعرنا الكبير الراحل محمد المهدي المجذوب في سنوات الستينيات من القرن العشرين ؟ المجذوب هو ذلك الشاعر الشامخ الذي يقول عنه صديقه الكبير علي ابو سن في كتابه عنه ((..ان محمد المهدي مجذوب هو واحد من أقدر اربعة شعراء في تاريخ الشعر الغربي اللصيق بالحياة- أعني الشعر غير المسرف في التهويمات التي يستعصي الامساك بها!- هم ابو الطيب المتنبي وأحمد شوقي ونزار قباني والمجذوب ، واذا كان الادباء والشعراء السودانيون أقل حظا من غيرهم في الحصول على اعتراف المتأدبين العرب بقدراتهم ومكانتهم – الا ما فرضه الطيب صالح عنوة وقسرا على الدوائر الأدبية المعاصرة – فإن المجذوب كان الضحية الكبرى لهذا الاهمال العربي الذي ما يزال شديد الوطأة على الأدب السوداني .)) المجذوب والذكريات ، ج 1 ، القاهرة -1997.
    أما عن القاصة العراقية ديزي الأمير فقد نظرتُ في موقع القصة السورية الالكتروني ، ووجدت نبذة مختصرة عنها. هي من مواليد عام 1935 ، أي أنها حين التقت شاعرنا المجذوب عام 1964 ، كانت في شرخ شبابها . تنحدر ديزي من أصول عراقية ولبنانية . أمها من ضهور الشوير بلبنان ، وقد كانت معلمة امتهنت التدريس ثم نشرت أولى مجموعاتها القصصية عام 1964 . وحين التقت المجذوب في بيروت ، كانت هي نجمة المنتديات الأدبية فيها ، ونجمة مشعة يتحلق حولها أدباء ومبدعون . ولسبب ما لم تكن ديزي سعيدة في حياتها العملية . جمعتها مع الشاعر اللبناني د.خليل حاوي علاقة كادت أن تفضي إلى زواج ، غير أن ظروف الحرب الأهلية في لبنان طغت بميسم ثقيل على هذه العلاقة . دخل الشاعر حاوي في أزمته الشخصية الطاحنة ، وهو كما نعلم شاعر وضع بصمته المميزة على حركة الشعر الحديث ، وأستاذ جامعي لامع يدرس الأدب في الجامعة الأمريكية في بيروت . عشية الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، انكفأ على نفسه وأفرغ رصاص بندقيته في رأسه منتحرا . كتب حاوي في إحدى قصائده :
    (( عمّق الحفرةَ يا حفّار
    عمّقها لقاعٍ لا قرارْ
    يرتمي خلفَ مدارِ الشّمسِ
    ليلاً من رَمادٍ وبقايا نجمةٍ مدفونةً خلفَ المدارْ
    لا صديً يرشح مِن دوّامةِ الحُمّى
    وَمِن دوْلابِ نار ْ.. ))
    هذا الذي لم يحتمل عشق أنثى ، كيف يحتمل عشق بيروت ، وقد داست جسدها البضّ أحذية الاسرائيلي الثقيلة ، المثقلة بكل ثقافات القتل والترهيب والنهب والاغتصاب ..؟ انتهت قصتها مع خليل حاوي بانتحاره وبقي الجرح يؤرقها سنينا. اضطربت حياة ديزي بعد ذلك وتزوجت رجلا لم تسعد معه .. وعانت كثيراً إلى أن رحلت ، ولم نعرف لمه ذهبت رسائل المجذوب اليها ، إلى خزانة الراحل رجاء النقاش ، أو ربما هي التي سلمتها له ، ثم رحل هو الأخر في أغسطس من عام 2008، وضاع كل شيء . .

    (5)
    وافاني صديقي يوسف إدريس الموظف الكبير بالجامعة العربية بصورة مقال نشرته ديزي الأمير في مجلة "الناقد" عدد78 كانون الأول /ديسمبر1994 وهي المجلة التي توقفت منذ سنوات وكان يصدرها في لندن الأستاذ رياض الريس . حكت ديزي الأمير عن مجيء المجذوب عابرا إلى بيروت في أواسط سنوات الستينات ، وقد جمعته الصدفة المحضة هناك مع نخبة من أدباء بيروت في صالون الملحق الثقافي بسفارة السودان في ذلك الزمان ، الأستاذ ضرار صالح ضرار . وسنوات الستينيات تلك ، كانت سنوات عزّ بيروت وألقها الصخّاب . كتبت الأستاذة ديزي الأمير في مقالها آنف الذكر ما يلي عن لقائها بالمجذوب :
    (( لم أكن أعرف الاستاذ محمد المهدي المجذوب ، ولم أكن أدري أنه الأمين العام لاتحاد الأدباء في السودان . في تلك الجلسة عرفت هذا عنه وكان في غاية اللطف مع كل الحاضرين ومتحدثا لبقا واسع الثقافة .
    مكث المجذوب ، سأذكر إسمه نسبة لعائلته لأن اسمه الطويل يتطلب تكرارا للألفاظ نفسها ، مع أن كلمة المجذوب بمعناها الخاص ، لا تمثل عقلية وذوق ورهافة الشاعر . فليعذرني الشاعر الكبير رحمه الله إذ أذكر اسمه على هذه الشاكلة وأنا أحمل له في نفسي كل التقدير والاحترام . مكث المجذوب في بيروت فترة ورأيت أن أرد الدعوة للملحق الثقافي الأستاذ ضرار والسيدة قرينته ، فدعوت من جملة من دعوت من الأدباء الشاعر المجذوب . ثم انتهت الدعوة وانتهى اللقاء وسافر الشاعر إلى بلاده . .))
    وجاء مقال الأستاذة ديزي تحت عنوان :
    "السيرة الضائعة :رجاء النقاش يخفي رسائل الشاعر محمد المهدي المجذوب إلى ديزي الأمير"
    وبدأت مقالها في مجلة "الناقد" بسؤال:
    (( ماذا حلّ برسائل الشاعر محمد المهدي المجذوب ؟ سؤال يبدو غريبا أن أطرحه على القراء ؟ فكيف لهم أن يعرفوا مصير تلك الرسائل ؟؟ تعرفت بالشاعر المجذوب حينما كان عائدا من بغداد عام 1964 بعد اشتراكه في مؤتمر الأدباء العرب..))
    يبدو السؤال غريبا بالفعل حول رسائل يفترض أن يكون السائل صاحبها ، لا الباحث عنها ! برغم اقرارها بالسانحة العابرة التي جمعتها بالشاعر المجذوب ، وهو زائر عابر في طريقه إلى الخرطوم بعد أن شارك في مؤتمر الأدباء العرب في بغداد . فالسؤال عن رسائل تبادلتها مع المجذوب بعد صمت سنوات طويلة نسبياً لأمر يثير الريبة ، حول نواياها وحول خلفية الملابسات التي أسرت بالرسائل إلى خزانة النقاش . يحق لنا أن نسأل عما دفعها لتسليم الرسائل التي كتبها لها الراحل المجذوب في الستينيات لرجاء النقاش ، وكأن لرجاء النقاش اختصاص فريد بجمع رسائل الأدباء أو اصطياد رسائلهم الحميمة ليعمل على نشرها في الوقت الذي يريد . . لفت انتباهي لاحقاً ما كتبه الأستاذ السوداني نزار باشري في موقع سودانيزأونلاين بتاريخ 12/4/2005 ، معلقاً على احتفاظ الأستاذ الراحل رجاء النقاش برسائل المجذوب لديزي الأمير ، لسنوات طالت دون أن يعالجها على أي نحو ، أو يعمل على نشرها ، فيما نلاحظ أنه اختار أن ينشر بعد ذلك ، رسائل الأديب المصري انور المعداوي للشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان ، وهي رسائل لا تقل إثارة في ظني عن رسائل المجذوب المخفية. وأبدى الأستاذ نزار ابراهيم امتعاضا لأسلوب رجاء النقاش في عرض رسائل المعداوي لفدوى طوقان والرسائل الشبيهة ، باعتبارها نوعا من أدب الاعتراف .

    (6)
    لقد نظرت معجباً في الرسائل العديدة التي خطها يراع المجذوب بلغة انجليزية سلسة في كتاب أبي سن بعنوان "المجذوب والذكريات " الذي صدر في القاهرة عام 1998 ،وهي رسائل معنونة لآنسة بريطانية تعرف عليها الشاعر بالتراسل وعبر صديقه الراحل أبي سن ، وقت أن كان الأخير ملحقا بسفارة السودان في لندن في سنوات الستينيات الأولى من القرن الماضي . تكاد تتزامن هذه الرسائل مع رسائل الشاعر المجذوب للأديبة العراقية ديزي الأمير . وإني لأحسّ أن لهذه الرسائل قيمتها الأدبية السامية ، سواءاً تلك التي كتبها الشاعر للعراقية أو للبريطانية ، أو لثالثة أخرى لا نعرفها ، ربما تكون "كلثوم" الشاعرة اللبنانية التي أشار إليها في إحدى رسائله لأبي سن ، ووردت في كتاب المجذوب والذكريات كذلك . ولعلي على يقين أنه ، لم يُعرف عن شاعرنا الراحل رحمه الله أنه كان "زير نساء" ، أو هو ممن شغلت ملاحقة النساء جلّ وقته ولونت علاقاته . لا .. بل هو شاعر مرهف ، تأخذه روحه الشفيفة إلى أبعد مما نتصور أو نرى في دنيا الحسّ والمادة . ووصلاً لما أشرت في بداية مقالي هذا ، فالظن أن للمبدع روحاً تواقة ترحل به إلى دنياوات تحفل بنساء جميلات رائعات موحيات بكل جميل . وأن الضيق "بالاناخة والمقام" ثم نشدان العواصف والهجير، لهو من محفزات الابداع ومن الموحيات به، ويدعم قولنا ما جاء من المتنبي ، فاسمعه يقول :
    فما حاولت في أرضٍ مقاما
    ولا أزمَعتُ فـي أرضٍ زوالا
    على قلقٍ كأنّ الـرّيـح تحتي
    أوجهّــهـــَا جنوْباً أوْ شَمَالا
    وليس القلق هو البعير الذي يستقله الشاعر على زعم الشرّاح ، بل هو قلق الشاعر واضطرابه وتمرده على حال الدعة والمقام المستقر . كما هو الذي يقول في قصيدته بمصر عن الحمى :
    ذرانـي والفـلاةُ بلا دليــلٍ
    ووَجْهي في الهَجيْرِ بلا لِثام ِ
    فإني أستريــح بذِي وهـَــذا
    واتعَـبُ بالإناخـةِ والمُقــام ِ
    فما أدعانا ، إذاً لأن نجدّ حثيثاً لنجمع هذا الإرث البديع لشاعرنا الراحل المجذوب ، فليس في الأمر نبش في سيرته الشخصية ، أو تقصي لاعترافات فضائحية ، بل هو حرص على جميل ابداعه ، والنضير من كتاباته التي تنزلت من فطرة قلمه ، منسابة بلا تكلف ولا احتراز ولا تقية ..!

    الخرطوم -11سبتمبر2009
    http://www.sudaneseonline.com/2008-05-19-17-39-36/7...-09-15-11-40-29.html

    *
                  

03-10-2012, 05:36 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    التجوُّل بين المزامير و اللون في حديقة الذهول:بحث عن نص محمد محيي الدين الشعري:

    شكرا عزيزي الشقليني على بسطك مقال الاستاذ\جمال محمد ابراهيم ،الذي يفتح كوة متسائلة عن مصير مهرب جديد من "مهارب" الأب الأكبر للحداثة السودانية.

    أبحث عن نص محمد محيي الدين الشعري في رثاء شاعرنا إدريس جماع.
    وهو نص باذخ في تصوير مأساة "المؤلف السوداني" من خلال المؤلف شاعرا.

    نرجو ممن بحوزته أو يعرف رابطا له أن يقوم مشكورا بذلك ،و له أجر المناولة العظيم.

    مع خالص التقدير.
                  

03-10-2012, 06:39 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: osama elkhawad)



    (19)
    أخي الأستاذ / أسامة الخواض
    تحية طيبة ،
    وها أنت تذكر الشاعر " إدريس محمد جمّاع " . ويبدو أن الرصد الذي اتخذته منهاجاً للأعمال الإبداعية التي يتخذها الكاتب كعمل إضافي كما تفضلت ، ظلت أيضاً تُلاحق الشاعر " جمّاع " ، فلولا الأصدقاء ورعايتهم لفن الشعر ، وإصرارهم لما تيسر لنا أن نقرأ ما قرأنا من شعره ، ولا نتذوق هذه الحساسية الشعرية المفرطة لطعم الحياة الساحرة في شعره ، وهو أيضاً يعتذر عن أن المجموعة لم تصل لطموحه ، بل أن بعضها قد ضاع ولما يزل ،وتلك أزمة مؤسسة النشر وأزمة المحيط أيضاً، ولولا الخاصة لما كان كتاب الشعر بين أيدينا .
    *
    نقطف من قصيدته " من دمي " :

    تذهب الساعات من عمري قرباناً لفني
    أتبع الموجة طرفي ولها أرهف أذني
    وانطباع الزهر في الغدران يستوقف جفني
    وانتفاضات جناحين على أوراق غصن
    ولقد أسبحُ في النغمة من كونٍ لكونِ
    هبة للفن دنياي وروحي غير أني ..
    *
    هذا قبس من تلك الروح المضيئة لشاعر مرهف الحس ، عميق الغور ، وجودي بامتياز . يعرف كيف يكتشف أسرار الحياة في جمالها من حولنا ، وتمرّ على حيواتنا ، ولم يصخ أذاننا لتلك الأنغام النضيرة في حوزة الحياة التي نعيش .
    هذا الشاعر تخرج بليسانس اللغة العربية وآدابها من " كلية دار العلوم بمصر " عام 1951 م .... !!!
    تحية لزوار وزائرات الملف

    Quote:
    مقدمة كتبها الشاعر إدريس جماع لديوانه ( لحظات باقية )
    ليس القارئ بحاجة إلى معرفة رأيي عن نفسي ، وعن شعري في كثير وخير له ولي أن أضع قصائدي نفسها أمامه ، فيقرأها ويسلط عليها حاسة نقده وما أحسبه إلا خارجاً بحقيقة فيها من الموضوعية والتجريد قدر غير يسير وهي :
    إن اتجاهي في الشعر ، ولا أقول مذهبي ، يحترم الواقع ولكنه يريد له الإطار الفني ، ولا يضن عليه بالنظرة لجمالية . ويساهم في دفع الحياة إلى الأمام ، ولا يجرِّد الشعر من أجنحته ، ولكنه يأبى التحليق في أودية المجهول ومتاهات الأوهام . ويحب الجديد لا لأنه جديد ولكن للخلق والابتكار . ويحب الإنسان وينفعل للطبيعة . وليس هو رد فعل لاتجاه أو تأكيداً لآخر .
    هذا هو الطابع الذي أظن أن شعري قد انطبع به شئت عامداً أو لم أشأ فتكويني في جملته يتجه بي هذه الوجهة . ولو أردت لشعري غير ذلك لعصاني وشقَّ علي . فهذه القصائد هي من نفسي ومطابقة لها . وهي ومضات في حياتي بين الحداثة والكهولة ، أردت لها أن تكون لحظاتٍ خالدة ، وهي كما يستخلص القارئ ليست صورة لمرحلة واحدة .
    هذه المجموعة التي أتقدم بها إلى القراء هي أول مجموعة تنشر من شعري ،وليست هي كل المستوى الذي أتطلع إليه ولكنها المدى الذي استطعت أن أبلغه في حياة مضطربة كالعاصفة ، لا يستطيع الإنسان أن يصفو فيها ، أو أن يتنفس في هدوء أو ينظر إلى الآفاق .
    وحتى طبع المجموعة فإنه لو لم يحظ برعاية الأصدقاء الذين تحيا في نفوسهم قيمة الفن لكان من الممكن أن يطوح به التسويف النفسي عبر السنين .
    فأقدم إليهم أعمق شكري ، وأبسط للقارئ أسباب المعذرة . ثم إن هذه المجموعة كان بعضها قد ضاع مني فعاونني الأصدقاء الذين لولاهم لما اجتمعت هذه القصائد وانضوت في هذه المجموعة .
    وليست هذه المجموعة هي كل ما كان من نظمي ، فبعض القصائد ما زال حتى الآن رهن الضياع ، وربما وجد مكانه في مجموعة أخرى غير هذه ، إذا اتسع لذلك العمر . وبعض نظمي من محاولات الحداثة التي كانت تجد احتراماً وكنني أراها دون ما أريد فلم أثبتها في المجموعة ، ولم أمنحها النسبة إلى شعري .
    وبعد فإنني لم أشأ أن انثر للقارئ كل ما لدي من خواطر ، أثارها في نفسي موضوع المقدمة . فما زلت أذكر ما كنت أجده من ملل عندما أسترسل في قراءة المقدمات الطويلة . فإلى القصائد
    إدريس جمّاع
                  

03-10-2012, 10:36 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخ أسامه ياخ ليس هنالك ترجمتين بل أخطأ ذلك اللبنانى غير العارف بمصطلحات
    الفلسفه وأشاع تلك الأنوار لا بل أشعلها- حيث التنوير هنا حسى إصطلاحى وهو
    الذى يستخدم فى الفلسفه فقط ولا أود أن أبارى بذلك بل أردت أن أثبت حقيقه
    ولا أحسب أن بولا سيصر كما أصررت أنت وسيدرك تماما ما وقع فيه كما يحدث لأى شخص
    آخر فأنظر لذلك الفعل الإنجليزى بترو وأنظر فى ماذا يستخدم وأنظر للفرق بين
    الأنوار والتنوير وكفى الله المؤمنين شر القتال.



    منصور
                  

03-11-2012, 09:53 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس دفاعا عن بشرى الفاضل-المستجير من الرمضاء بالنار (Re: munswor almophtah)

    المشاء/المنصور/الشقليني وقيقراوي أسماء لها إبداع
    ينور .. غض النظر عن الموضوع المبحوث فلسفة، أدب أو
    الفاضل بشرى الفاضل.

    مجرد تحريض عشان نقرأ
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de