|
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون (Re: omer abdelsalam)
|
بمقارنة نفسه بعطيل، «عربي إفريقي»، يمنح السارد الجنسانية سلطة لا متناهية. هذا الجزء الذي تناوله السرد سيعتبره القراء العرب بمثابة الاستفزاز. لكن الطيب صالح ليس واحدا من هؤلاء الكتاب المتواطئين. فبالنسبة له، الكتابة تنطلي على المجازفة بأخذ مخاطر يعود مرجعها إلى قرن الثور كما تطرق إلى ذلك ميشيل ليريس في الصفحات الأولى لـ»عصر الإنسان». إنها ليست جنسانية تنبع عن الحب، فلا وجود للمشاعر والأحاسيس. إنها استباحة النساء وتحقيق رغبة الجسد، التي ستنتهي بانتحار اثنتين منهن، وتدمير حياة العديد منهن إلى الأبد. الطيب صالح لا يروي حكاية تسير في مسار خطي. ففي وسط السرد يعمد إلى قتل الشخصية الرئيسية، مصطفى الشهير، شخصيته الثانية، وجزئها اللعين. فرغم كونه سباحا ماهرا، مات غرقا وسط مياه النيل. هل مات بسبب فيضان مياه النهر أم أن يدا خفية دفعته ليلقي حتفه؟ يستمر السارد في نقل حكايته من خلال محاولة استيعاب دوافع الشخصية، التي تم وصفها بالأكاذيب. انطلاقا من الصفحة 60، سيهمن شبح مصطفى سعيد على كل أرجاء القرية. صحيح أنه مات جسديا، لكنه ظل حاضرا في أذهان إخوانه السودانيين. السارد يقول: «إنني أبتدئ من حيث انتهى مصطفى سعيد، إلا أنه على الأقل قد اختار وأنا لم أختر شيئا.» يشرع الجميع بعد ذلك في التحقيق فيما جرى، لتتوالى في الظهور أوهام العديد من الأشخاص، وهو ما سيشكل مادة لما تبقى من الرواية. يستغل هذا الأمر كإطار لإجراء تحليل مبطن في محله للاستعمار. «الرجل الأبيض، لمجرد أنه حكمنا في حقبة من تاريخنا، سيظل أمداً طويلاً يحس نحونا بإحساس الاحتقار الذي يحسه القوي تجاه الضعيف. مصطفى سعيد قال لهم: إنني جئتكم غازياً.». فيما يخص التملك عبر الجنس، تقول إحدى الشخصيات: «حريم النصارى لا يعرفن لهذا الشيء كما تعرف له بنات البلد. نساء غلف، الحكاية عندهن كشرب الماء. بنت البلد تعمل الدلكة والدخان والريحة وتلبس الفركة القرمصيص. وحين ترقد على البرش الأحمر بعد صلاة العشاء وتفتح فخذيها، يشعر الرجل كأنه أبو زيد الهلالي. الرجل الما عنده همة يصبح له همة». يمكننا قراءة الحكاية من منظور الجنس وذلك التسلط على المرأة في بلد ارتأت عاداته أن تستأصل الرغبة من بنات حواء. كأي روائي جيد، نقب الطيب صالح دواخل مجتمعه، «بالنظر إلى كون الرواية الحكاية الشخصية للأمم»، كما قال بالزاك. ما يجده، يقوم بكشفه في واضحة النهار، بدون مواراة أي شيء، والأهم من ذلك بدون التراجع أمام أي خطر كان. المجتمع العربي لا يحب أبدا أن نعكس صورته. إنه مجتمع يبتغي أن يكون «مثاليا»، في انسجام مع القيم الدينية، ومنتشيا بأساطيره وأبطاله، وأكاذيبه. دور الكاتب هو كشف الغطاء عن هذا الكفن من العار والنفاق. وبين الفينة والأخرى، يتخذ السارد الحيطة في القول لنا «ما عدا إن كنت أبالغ»
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | omer abdelsalam | 06-02-13, 04:38 PM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | omer abdelsalam | 06-02-13, 04:41 PM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | omer abdelsalam | 06-02-13, 04:44 PM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | omer abdelsalam | 06-02-13, 04:48 PM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | omer abdelsalam | 06-02-13, 04:51 PM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | omer abdelsalam | 06-02-13, 05:07 PM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | محمد الأمين موسى | 06-02-13, 05:08 PM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | omer abdelsalam | 06-02-13, 05:38 PM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | omer abdelsalam | 06-02-13, 05:51 PM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | omer abdelsalam | 06-04-13, 10:39 AM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | حيدر حسن ميرغني | 06-04-13, 10:54 AM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | عبدالله عثمان | 06-04-13, 11:18 AM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | Mandingoo | 06-04-13, 12:17 PM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | omer abdelsalam | 06-04-13, 01:05 PM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | omer abdelsalam | 06-04-13, 05:17 PM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | omer abdelsalam | 06-04-13, 06:05 PM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | محمد الأمين موسى | 06-04-13, 07:49 PM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | حيدر حسن ميرغني | 06-04-13, 08:06 PM |
Re: موسم الهجرة الى الشمال : بعيون الطاهر بن جلون | omer abdelsalam | 06-05-13, 09:29 AM |
|
|
|