الكاتب جمال غلاب : نصوص يليها حوار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 07:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الصادق الرضى(Alsadig Alraady)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-21-2005, 10:00 AM

Alsadig Alraady
<aAlsadig Alraady
تاريخ التسجيل: 03-18-2003
مجموع المشاركات: 788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الكاتب جمال غلاب : نصوص يليها حوار (Re: Alsadig Alraady)

    موظف يتهدده الصَلْع
    تعمدت النظر الى عيون الأولاد و هم يتعثرون لمغادرة الدار فرأيت الومضة القديمة التي كانت لنا حينما كنا نفعل ما يفعلون.لم أكبر جداً لكن ما عدت صغيراً,مرحلة مخجلة من العمر هذه التي بلغتها,مرحلة صعبة,لا ادري لم أنا على هذه الدرجة من الخجل لبلوغي هذا السن,صلعة خفيفة تزحف و تبيد الشعر,وظيفة صغيرة تبيد العمر,عودة يومية في الثانية بجريدة متعددة الطيات و أول الشهر كيس مليء بالخضار و نصف كيلو لحم و موز.غير متزوج و أخجل من فكرة الزواج و إذا دعا الداعي إلى التطرق لمناقشة الفكرة فأنني عادة أحوّلُ مجرى الموضوع.ربما لا يحق لأمثالنا نحن الذين كبرنا و أخذ الصلع يتهددنا و الوظيفة الصغيرة تحكم قبضتها على خناقنا سوى الخجل ,نخرج في العصريات بجلابيب نظيفة و نضع الكراسي عند النواصي و ربما نشاهد التمرين.و في مثل هذا الصباح الذي هو صباح العيد ليس لدي أمثالي الكثير ليفعلوه.و أنا أدخل ذلك البيت لمباركة العيد رأيت الومضة فتذكرت أنه كان لدى ما أنتظره في مثل هذا الصباح و تذكرت : ماذا كان يعنى لنا صباح كهذا.
    عندما تركت بنات الحلة بيوتهنّ و قطنّ قلوبنا المفتوحة لهنَّ أربع وعشرون ساعة أكتسب صباح العيد مذاقه الجديد اللذيذ.بدأنا نكبر,لم نعد أولاداً و صرنا نفكر بهن كثيراً و نتحدث عنهن و نحلم بهن,في الحقيقة هذا حاصل الآن لكننا نخفيه,أنا أبالغ في إخفائه, بعد مرور العمر بدون إنجازات ملموسة يصير لدى الواحد الكثير من هذا:الحياء,الخجل,الصلعة الخفيفة,الراتب الصغير,الوظيفة الضيّقة و العالم الأضيق, كيف يمكن لشخص وصل المرحلة المخجلة من العمر التصريح بأمور مثل هذي.زمان صرحنا و خططنا حينما أفردنا لهن القلب و الذاكرة و الغريب في الأمر كأن تلك التفاصيل لم تمض عليها كل تلك السنون,فكيف هذأ؟
    كان دخول بعض البيوت من المسائل المحظورة و الخطيرة,ففي البيوت لآلي,وفيها بدور و أمهات حارسات يحلمن بعرسان لهم القدرة على جلب لبن الطير مبستراً و ظل صباح العيد مناسبة ذهبية للدخول دون لفت الأنظار و إثارة الحرج.يفرغ الناس من الصلاة فيجدون الأبواب مشرعة,يدخلون, يخرجون,العيد مبارك عليكم,القابلة على منى,القابلة عريس,البيوت مهندمة,العالم أبيض,النوايا بيضاء و الحلوى تدور و نحن لا نجد حرجاً في التسلل للجزء المخصص للنساء في كل دار.بعض الفتيات ملء العين منهن حلم صعب المنال ناهيك عن مصافحتهن كفاً لكف.
    العيد يوم مبارك,وصباحه أبرك,فيه تنفتح أبواب السماء وتتحقق أمنياتنا في تكحيل العين بوجوه لا نراها إلا كما ترى الشهب الراجمة و هي تعبر السماء خطفاً و فيه نلمس أكف عزيزة علينا,الخدوريات و الصفوريات و الحموريات.أكف مبللة و أخرى مخضبة و العالم سعيد و الوجوه تشع.الدخول على النساء و هن منشغلات بما تنشغل به النساء شأن له مذاق.لا حرج و مع ذلك فأنهن يسارعن إلى تعديل أوضاعهن و ذلك ما يعمّق الإحساس أننا في حرمهن و أن الأمر هو كذلك.تسللت مع رفاقي في صباح عيد قصي إلى خبائهن في ذلك البيت الذي ما فتئت أحبه و أحب أهله.لم نجدها مع الأم و الأخوات المنشغلات بإعداد الطعام.كنا نعلم أنها بمكان ما لأن رائحتها كانت تختفي و تلوح,انتابنا أسي طفيف و ندم على إننا لم نحسن التوقيت,باركنا العيد,تلكأنا قليلاً ثم شرعنا في الخروج و لما كنت آخر الخارجين فإنني تمكنت من اختلاس النظر الى غرفة جانبية فلمحتها و هي جالسة قبالة المرآة تمرر المشط على شعرها.قضينا يومنا و حسرة رقيقة تلفنا.لم تلتق الكف بالكف و ما صادفت العين العين.لو بكيت فلا لوم عليّ.
    لم أبك و زفت الى زوجها في العيد التالي و بدأت المرحلة المخجلة من عمري.يتضاعف خجلي و أنا أتذكرها و أتذكر غاية الأماني:ملء العين منها,بلوغ المرام:لمس كفها صباح العيد.سافرت.دول الخليج,السعودية اليمن,السلطنة و ربما أمريكا.لم أتذكر ذلك الآن؟الأولاد قلبوا المواجع. بومضتهم تلك,بلهفتهم و هم يتخطون العتبات و أنا ضمن الفوج الوقور للكبار,ندخل و نخرج,أميل قليلاً عند المصافحة و أهزّ الرأس هزات طفيفة.الأواني التي يقدمون فيها الحلوى مذهّبة و مفضضة,الشراشف تخفق هنا و هناك.أبخرة الطعام و هي تختلط بالعطور المحلّقة تقلب دفتر الذاكرة صفحة,صفحة.يطول الوقوف لدى سطور كتبت في الحلم و أتقلّب في الفراش,قبيل النوم لأجد أن السنوات قد مرت و أنني تكرّست كموظف يتهدده الصلع و أن الفتاة التي كنت انتظر عيد الفطر على أحرّ من الجمر لأجل لمس كفها و خطف نظرة هي غطسة في بحر عينيها قد تزوجت و طارت,استدارت ثم طارت.كلهن يطرن هكذا ما أن يستدرن و أنني تركت المدرسة رغم نباهتي لأجمع مالاً فأستحقها و أن الوظيفة صغيرة و أن العالم واسع تضيقه وظيفة و هجمة المسؤوليات قبل أوانها و أنا الآن في الفراش أتقلّب و هي بعيدة و بيننا بحر,بيننا جبل.صلعة كالوباء تزحف و سنوات تمرّ.ربما هي الآن قبالة المرآة تمرر المشط على شعرها,و ربما تتزين أو هي تهدهد الصغير لينام.
    بيت صغير في الغربة و به أجهزة ستشحن عند اتخاذ قرار العودة النهائي.زوج يجمع المال.ترى هل يتهدده الصلع كما هو حالي,هل ترك المدرسة لينالها ,هل انتظر صباح العيد على أحر من الجمر؟هل أخفى حبه كما أخفيته؟ لم يرد أحد على أسئلتي فقلت:يوم مبارك كهذا لا تنفع فيه الأسئلة,يوم مبارك كهذا جوزوا فيه حصول بعض المعجزات فشرعت في مخاطبتها.عبر صوتي البحر و الجبل و بلغها في غرفتها التي تشبه الصناديق الصغيرة المكسوة بالقطيفة و المبطّنة بمخمل براق و التي يضعون فيها الحليّ.كانت تتخفف من حليها,الأقراط و الغوايش و الكردان.عائدة من مناسبة عند الجيران.زوجها يغط في النوم.
    احتفظت بالخواتم حول أناملها.زوجها يحب عضات المعدن و هي تتشبث به في الفراش.يعتز بآثارها على جسده.
    قبالة المرآة الضوء خافت و صورتها في المرآة أجمل من شخصها.
    قلت:العيد مبارك عليك.
    قالت:بارك الله فيك.
    قلت:كيف هي الغربة؟
    قالت:لم أكن أحلم بكل هذا الذهب.
    قلت:لم تزوجت و تركتنا؟
    قالت:لم أذهب بعيداً.
    قلت:أين لي أن أراك ثانية؟
    قالت:عد إلى دارنا صباح العيد,أختلس نظرة إلى الغرفة القديمة,تجد صورتي في المرآة.
    قلت:تبدين سعيدة,هل عرفت من أنا؟
    لم تقل شيئاً,نهضت,ذهبت إلى غرفة الصغار اطمأنت عليهم,أطفأت الأنوار و ظلت صورتها تضئ المرآة.لم تكن تبتسم و لم يبد عليها الحزن,كانت كمن يتهيأ لأمر يعرف أنه لن يتم.بعدت رائحة العطر فقلت لصورتها في المرآة:تصبحين على خير,متّعك الله بالصحة و العافية.
    من نصوص مجموعة " فاكهة مهملة " قيد الصدور
                  

العنوان الكاتب Date
الكاتب جمال غلاب : نصوص يليها حوار Alsadig Alraady07-21-05, 08:37 AM
  Re: الكاتب جمال غلاب : نصوص يليها حوار Alsadig Alraady07-21-05, 08:47 AM
  Re: الكاتب جمال غلاب : نصوص يليها حوار DKEEN07-21-05, 09:06 AM
  Re: الكاتب جمال غلاب : نصوص يليها حوار Alsadig Alraady07-21-05, 09:17 AM
    Re: الكاتب جمال غلاب : نصوص يليها حوار Alsadig Alraady07-21-05, 10:00 AM
      Re: الكاتب جمال غلاب : نصوص يليها حوار عادل ابراهيم عبدالله07-24-05, 00:40 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de