هذه الشرطة لا تشرفنا ولا تمثلنا

Quote: إهدار القانون باسم القانون! شعرتُ أمس بالحزن والأسى يتغمدني فلا يسبل على ستر من رحمة الصبر، وجموع وحشود من الأشقاء الإثيوبيين يساقون في ساعات إلى حبوس الشرطة ومنصات القضاء، ذو الأحكام العجلى بالسجن ثم الغرامة (1000) جنيه ثم الإبعاد، حشروا في مركبات الشرطة بعد أن يتم استقبالهم بعنيف اللفظ وجارح العبارة، وترتيبات ضبط الوجود الأجنبي تجعلهم طلبتها وفي وجود آخرين تآمروا وشعوبهم على السودان وحكوماتهم، لكن لا أحد يأبه لهم، أسفت أمس لأنني شعرت أننا وباسم تطبيق القانون ندهس القانون والإنسانية. لست أمانع في توفيق أوضاع الأجانب، بل أطالب ذلك واشدد به، ولكن هذا الأمر يتطلب جملة مراجعات ومعالجات في كثير، ويتطلب قبل هذا كله تقدير موقف يستصحب الأبعاد السياسية والإنسانية لقرار مثل الذي في سياق هوجة فرضه، أهدرت حتى موجهات رئيس الجمهورية، بشأن الاريتريين الذين منحهم التقدير الرئاسي الحق في الدخول إلى السودان بالبطاقات الشخصية، لكنهم كانوا بالأمس ضيوفا على الزنازين والسجون في انتظار قضاء محكومية الشهر والترحيل. الذي افهمه في حملات الضبط الهجري أن من حق الوافد الحصول على معاملة لائقة، ومن حقه استنفاذ كافة حقوقه القانونية والشرعية والدبلوماسية، وبعدها يمضي عليه سيف القانون ولكن الذي حدث أن بعض الجهات الشرطية ابرز لهم هؤلاء اقامات سارية المفعول وبطاقات لجوء ملزمة لكن أحداً لم يسمع لأولئك المساكين وجمعت منهم أوراقهم بعد أن طال الضرب والتعنيف بعضهم وهذا إهدار لهيبة الدولة التي تصدر ممثلة في سلطاتها الهجرية ورقة ومستندا ثم يأتي (ضابط) أو ضابط صف فلا يعترف بذلك!. إن تساؤلات طارت بالأمس، لماذا لا تستهدف حملات ضبط الوجود الأجنبي الوافدين فقط من بلدين مجاورين وتترك رعايا دول أخرى؟، إن هذا التمييز احدث حالة صدمة في نفوس الإثيوبيين والجالية الإثيوبية بالخرطوم التي قال بالأمس كثير منهم أنهم يشعرون بالصدمة الماحقة لأن السودان يبصق الآن على وجوهم، أنهم لا يعارضون الترحيل الى بلادهم لكن هذا الأمر يجب ألا يعني تحقيرهم واحتقارهم لمجرد أن تقارير رسمية لبعض الجهات قالت إن الجرائم نسبتها ارتفعت بين الأجانب ولكن الذين ابرزوا تلك الاحصائيات جبنوا عن قول إن جردا أمينا لتلك القوائم والنسب سيثبت أنها اغلبها كان يرتبط بمخالفات لأوامر محلية، بل وبصراحة شديدة كان في حقيقة الأمر توريط متعمد لأبناء وبنات تلك الجالية فقد رأينا بعض حملات ضبط المظهر العام في بعض المناطق تنزع الطرحة عن الفتاة عنوة وتقدمها في اليوم التالي إلى القضاء باعتبارها حاسرة الرأس ليحاكمها القاضي بالجلد أو الغرامة ومن ثم تقيد الواقعة كجريمة. إن هؤلاء الأشقاء مسالمون، فإن رأينا بأي مبررات ودفوعات أن السودان قد ضاق بهم فليتم ابعادهم لكن بطريقة تثبت لهم أننا بلد يطبق القانون بالقانون، ووفق موجهات الشريعة التي نرفع شعارها، ومما رأيتُ بالأمس لم ارَ قانوناً ولم ارَ شريعة يا اللجنة العليا لضبط الوجود الأجنبي. اللهم إننا مما صنع هؤلاء براء.