قوم بينا حلو درب الطير في سكينة ( في سيرة الإمام أبو داؤود)

Quote: لآن أعرف مأزق الكلمات .. الآن أعرف ورطة اللغة المحالة !!! حبيب نوره .. أولا تعلم أي مرتقىً تطلبني إليه ؟؟ وكيف لي أن أجوس أودية ذلك الفخيم العظيم ؟؟ ومن أين لي مُدخَل صدقٍ لهذا الجمال العتيق الرقيق ؟؟ أوتراني أهلٌ لهذا المضمار ؟؟ اللهم إني أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي أمام مايحرضني عليه حبيب نوره .. اللهم أحلل عقدة من لساني ليخرج إحساسي بسيد الغنايين كما أشتهي .. سيدي أبوداؤود .. وااالهف قلبي على حالنا أنا وحبيب نوره .. كيف جاز لك أن تتركنا هنا جزر الهواجس ينشننا ويأكلن منا حشا المعاني التي تتفلت كما تتفلت من الناس أعصابهم وأنت تنشيء مغرداً ( حلو درب الطير في سكينه ) ولا أعرف كيف كانت حالُ بشير ود الطاش شاعر درب الطير وهو يناولك هذه الأهزوجة العذبه !! ( ودالريل العاتي الفوق خلاهو يتاتي .. وأنا إن جنيت ماااخاتي ) لا أدري ياسيدي عبد العزيز لماذا اختار حبيب نوره هذا المفتتح ولكني أعلم جيداً أنه أخبرُ الناس بإيذائي وهو يعلم علم اليقين أنني لا أقوى على سماع درب الطير كاملة بالرغم من صغرها بلغة الحساب إذ أنها تعد أقصر أغنية رددتها ياسيدي الإمام .. سيدي أبوداؤود .. دقت الأجراس في معبد الحب ونادت .. وما ليّ حيلة إلا أن أحاول الإبصار وإعمال البصيرة هذا إن أسعفتي عناية السماء بجلاء بصري وبصيرتي .. سيدي عبد العزيز .. الناس في بربر يحفظونك مولداً وترعرعاً وفناً عن ظهر قلب .. وهناك مايزال لوحك في خلوة عبد الصادق عصياً على العاطلين عن إبداع الترتيل والتنزيل .. أوما عرفت سيدي ان ذلك اللوح أوقفه الشيخ عبد الصادق للنابغين النابهين أمثالك .. ذلك اللوح الذي كنت تزينه بخطك الأنيق لتصبه نغماً سماوياً في آذان الشيخ والذي كانت تعتريه هِزة الطرب وأنت ترتل ( سبح اسم ربك الأعلى ) .. ترتج أوصال الشيخ طرباً ويتمايل اليُفّع من الحيران من شدة العذوبة .. سيدي سأتركك هنا في خلوة عبد الصادق ببربر على الضفة الشرقية لصنوك النيل وسأعود إليك وأنت تشنف الآذان في حلقات الذكر عند الختميه والقادريه صوتاً طفلاً وراشداً في تبليغ المعاني الساميات سأعود لك سيدي فقط دعني أستجمع قواي وأرجِع