ملازم في الشرطة يضرب ويهين شقيقتان كانتا تمارسان رياضة المشي

Quote: التعذيب حتي الموت ! الحدث المتكرر في حراسات الشرطة تقرير :عبد القادر محمد عبد المنعم عبدالحي أحمد حسين ، مواطن سوداني يبلغ من العمر 43 عاماً ، لقي حتفه داخل أحد اقسام الشرطة بالخرطوم ، وتفيد بذلك شهادة الوفاة التي بطرفنا . والتي لم تبين سبب الوفاة لكنها تحدد تاريخ ومكان الوفاة وهو قسم الشرطة . لنتبين تفاصيل الحدث ذهبنا الي ذوي عبد المنعم بالحلة الجديدة الخرطوم . التقيت بالمواطن عبداللطيف عبد الحي شقيق القتيل ، وسالته عن تفاصيل ما حدث ، فحكي قائلاً: ( اشتجر الشقيقين عبد المنعم وربيع وحاولت ان اتدخل بينهما لفض الشجار ، إلا انهما لم يستجيبا لطلبي ووساطتي بينهما ، ولما كان المتشاجرين هما اشقائي الاصغر وقعت تحت تاثير استنكار ما حدث وبادرت بالاتصال بشرطة النجدة ، (كان ذلك مساء الخميس 18 فبراير )، فحضرت الشرطة الي مكان الشجار ، وبدأ افراد عربة الدورية في ضرب اشقائي ضرباً وحشياً ، وكان ذلك بحضور عدد كبير من مواطني الحي ، واقتادوهما مقيدي الايدي والارجل بالقوة الي عربة الشرطة ، وتحركت بهما العربة قسم الشرطة. الي هنا والحدث شبه عادي. إلا ان المفارقة كانت في مساء اليوم التالي لاعتقال الشقيقين واقتيادهما الي قسم النظام العام. حيث حضرت عربة شرطة الي منزل الاسرة وطرقت الباب حيث قابل عربة الشرطة عبد اللطيف الاخ الاكبر ، سأله رجال الشرطة عن والد عبدالمنعم ، فأبلغهما ان والده متوفي ، حينها سألوه عن من هو المسئول عن المعتقل لدي الشرطة عبد المنعم عبد الحي ، فقال لهم انه هو المسئول عنه باعتباره شقيقه الاكبر فابلغوه ان عبد المنعم احيل من قسن الشرطة الي مستشفي ابراهيم مالك ،وهو (تعبان شوية) ، وطلبو منه ان يذهب معهم ليقابل شقيقه في المستشفي ، ركب معم العربة التي لم تتوجه الي المستشفي بل توجهت الي قسم الشرطة !، فسالهم لماذا نحن متوجهون الي قسم الشرطة ، فاخبروه انهم يريدونه ان يضمن شقيقه ربيع الذي تم اعتقاله مع عبدالمنعم أولا ثم يذهبون الي المستشفي، وكانت حينها الساعة الحادية عشرة ليلاً يوم الجمعة ! ، بدات الاجراءات العادية لاستخراج الضمانة ، ولم تكن هنالك من مفاجآت ، الي ان وصل عبداللطيف الي الكاونتر حيث التوقيع علي الضمانة ليقول له العسكري من خلف الكاونتر (البركة فيكم !) ، لم يأبه عبداللطيف لهذه العبارة ، حتي حينما كررها العسكري في وجهه عدة مرات ، فقال له عبد اللطيف هل تتحدث معي ، نحن ليس لدينا شخص متوفي ، فابلغه العسكري بأن شقيقه الذي كان معتقلاً لدي الشرطة قد توفي!. عبدالقادر مصطفي أحد مواطني الحلة الجديدة حيث تسكن اسرة القتيل عبد المنعم ، قال في حديثه لـ (الميدان ) جئت الي امام منزل القتيل علي إثر تجهر المواطنين الذي اعقب حضور الشرطة الي المكان ، فوجدت الشرطة قد قيدت القتيل وشقيقه بـ (الكلابيش) في ايديهما وارجلهما ، و(رفعتهما) في عربة الشرطة ، فذهبت معهم وبعض سكان الحي الي قسم النظام العام ثم الي مستشفي ابراهيم مالك حيث كانا يعانيان من اثار الضرب المبرح الذي تعرضا له من رجال الشرطة. ربيع عبدالحي شقيق القتيل ,وهو الآخر يعاني من جروح وكسور ورضوخ بكامل جسده ، قال لـ (الميدان ) ان الشرطة اعتدت عليه بالضرب بصورة وحشية ، وقال ( ضربونا بالعصي والخراطيش، وبالاحذية العسكرية)، وقال ان افراد الشرطة كانوا يضربونهم اثناء الاعتقال واثناء نقلهم من المنزل الي قسم الشرطة ، ويوجهون هم السباب بالالفاظ النابية. وربيع مصاب حالياً باصابات بالغة بظهره وبطنه ويديه ورجليه، ورأسه. وقال ان شقيقه كان يعاني من اثار التعذيب التي تعرض لها من رجال الشرطة ، وقال انهم رفضوا ان يقدموا له اي اسعافات وظل يعاني طوال ليلة الخميس، وقال انه شاهد شقيقه وهو يستفرغ وطلب من رجال الشرطة اسعافه ، وقال ان شقيقه الذي فارق الحياة في قسم الشرطة لم يكن يستطع الاكل ولا النطق في المرة الاخيرة التي شاهده فيها قبل ان يمنعوه من مقابلته. الجميع هنا يعاني من وقع هذه الحادثة البشعة ، ولا يستطيع ان يحكي لك ما حدث دون دموع ، ومهنة الصحافة في كثير من الاحيان تضع انسانيتك علي المحك. حق الحياة من اعظم الحقوق التي كفلتها العهود والمواثيق الدولية، وأكد عليها الدستور الانتقالي لجمهورية السودان لسنة 2005م، وها هو اعظم الحقوق ينتهك من دون ان يحرك ذلك ساكناً. نأمل ان نري تحقيقاً تبتدره الدولة لإنصاف هذه الاسرة المظلومة والمكلومة.