|
Re: علي محمود حسنين كان الأقوى حجة (Re: Frankly)
|
المعارضة السودانية ليس جسداً واحداً وليس فكراً واحداً ولا تملك هدفاً واحداً
بل هي للناظر من قرب جماعات متنافرة متناحرة مختلفة ليس مع بعضها البعض فحسب بل في داخل كياناتها ومؤسساتها
اللغط الكثير للمعارضة في مشاركة الحزب الحاكم في حكومة القاعدة العريضة خاصّة من قبل الحزبين الكبيرين والتردد وتضارب التصريحات بين "نعم" و"لا" المشاركة
جعل الشارع السوداني في يأس من وجود البديل للإنقاذ في هذا الوقت بالذات
وتأكدت هذه القناعة أكثر بقبول الإتحادي الأصل ( أكبر أحزاب المعارضة) المشاركة في الحكم جعل الكثيرون يحرصون على (انجازات) الإنقاذ وإبقاء مؤسساتها لأنّها تمثّل من وجهة نظر محايدة قطاع عريض من الشارع السوداني خاصّة إذا أضفنا لهذا القطاع العريض حركات دارفور الموقّعة على اتفاقية السلام (الدوحة)
يضاف لذلك الحديث (المشروخ) للمعارضة باسقاط النظام مع وجود آليات التحوّل الديموقراطي بالطرق السلمية (حتى وإن وصفتها بعض قوى المعارضة بالمروّرة فقد شهدت المراقبون الدوليون بكونها صحيحة تخللتها بعض الأخطاء التقنية واللوجستية)
هذا ما يصفه الشارع السوداني بالهروب من صناديق الإقتراع التي يحدد الشعب السوداني فيها خياراته ومناديبه (بعد سنتين من الآن انتخابات أخرى)
الحديث عن أسقاط النظام بعد فشل المشاركة في النظام لا تخدم مصداقية المعارضة
عدم استعداد قوى المعارضة بمختلف مشاربها عن تقديم برامج انتخابي أو حتى ثوري (برامج ما بعد اسقاط النظام) إلى الآن لا يحمل الشارع السوداني على الإلتفاف حول نداءات المعارضة المتكررة بالخروج للشارع
قناعة الشارع السوداني بخلو الساحة السياسية من البديل يجب أن لا يغرر الحكومة بأن منهجها هو الأمثل والأفضل
فكما يعلم الشارع أنّ هناك فراغ سياسي في وجود معارضة تعني بهموم الشارع وتطرح البرامج البديلة (القابلة للتطبيق عملياً)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: علي محمود حسنين كان الأقوى حجة (Re: Frankly)
|
يعلم الشارع السوداني بملف الفساد والأزمة الإقتصادية التي أعقبت انفصال الجنوب (الحديث عن أو المقارنة بالأزمة الإقتصادية العالمية هنا ليس في محلّه)
ملف الخدمات (مياه شرب نقية, إمداد كهرباء متواصل, رعاية صحية متكاملة مجانية للأسر المعسرة, التعليم المجاني, المواصلات والإتصالات وغيرها) والجبايات
ملف المحسوبية والجهوية والإنتماء الحزبي في تقلّد المناصب العامّة
هذه بعض هواجس الشارع السوداني وهي ما يبدو محرّك الحركة الإسلامية لاصدار مذكرة تصحيح تلو الآخرى
كل هذه النقاط ما يخص المعارضة وما يخص النظام وما يخص الشارع العام تصب في صالح التغيير والإصلاح وتنأى بنفسها عن أجندة اسقاط النظام (على الأقل في الوقت الحالي) ما لم تطرأ على الساحة مستجدات جوهرية تقلب الطاولة بما فيها
نقطة أخيرة
أي تغيير في النظام في هذا الوقت سياتي بالإسلاميين في أوّل انتخابات حرّة ونزيهة(هذا هو نبض الشارع الأسلامي والمنصت لحال بلدان الربيع العربي يحس بهذا النبض)
فلا يفرحن بني يسار بتغيير يأتي بهم لسدة الحكم عن طريق الإقتراع (يمكنهم حكم الشعوب بالشمولية الأتاتوركية طبعاً) ولكن حتى هذه استلمها الإسلاميون وقلّموا أظافرها شيئاً فشيئا
ولن يصح إلا الصحيح
| |
|
|
|
|
|
|
|