(د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 09:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-14-2012, 02:43 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي !



    (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي !


    (1)
    قلنا أنه لا يعنينا من أمر السياسة كثير شيء ، ولكن للهوى مهاوٍ أوسع من كل السواقط . قرأت مثل غيري نص حوار " عبد الفتاح عرمان بالقيادية الإسلامية " دكتوره لبابة الفضل" بعنوان :
    د. لبابة الفضل .. من ظهر حمار إلى ظهر الحركة الإسلامية..

    وقد أعيتني أزقّة الكهوف التي ينزوي فيها فكر الإسلاميين ، وغرائب تفسيرهم للأحداث الجسام التي نفذوها ولم يرمِش لهم جَفن، ومفكروهم يمرون بيد ناعمة على تاريخ دموي شرِس ، نفّر المعتقدين في جدوى الدين السياسي ، وببُسطاء المعتقدين بدولة تشرئب إلى القرن الحادي والعشرين بمرآة من سرقوا الماضي من حجارة مقبرته ، وأتونا بالوحشي من اللغة والتوحش ضد الآخر والتمتُع بالغنى بلا حق ولا جُهد .
    (2)

    ندلف لنص الحوار : نقلاً عن سودانيزأونلاين :

    د. لبابة الفضل .. من ظهر حمار الى ظهر الحركة الاسلامية..

    د. لبابة الفضل القيادية الاسلامية التى عرفت بصلابة

    المواقف حينما قدمت من اقصى الشمال لجامعة القاهرة فرع الخرطوم، والتى احبها حتى خصومها لانها كانت واضحه فى مواقفها حتى داخل تنظيمها ، وعندما رات بان المشروع الذى حاربت من اجله سنينا عددا ينهار امام اعينها تركت العمل السياسى واتجهت للعمل من خلال منظمات المجتمع المدنى فى موقف اثار تساؤل الاصدقاء قبل الاعداء،وفى هذا الحوار نقلب معها بعضاً من اوراق الماضى، فالى مضابط الحوار:

    اجرى الحوار: عبدالفتاح عرمان

    لبابة الفضل: كنت اركب الحمار لاداء صلاة الجمعة
    بعض الناس يظنون بانى قوية ولكن ...!
    انا مؤمنة بان الاخر بامكانه افادتك كثيرا
    الاتجاه الاسلامى لم ياتى بالعنف !
    كل الحكومات الشمالية تعلم بان الجنوبيين ما ضد الدين
    ً
    * كيف كانت النشأة و التكوين؟

    فى الحقيقة انا نشات فى السودان العريض و العبرة ليس فى المنطقة التى اتيت منها ولكن العبرة فى المكون الثقافى، وانا نشات فى بيئة منفتحه على الاخر واكثر تجاوباً وميولاً للاخر وممكن القول بانها كانت مفتوحه وليست مغلقه، وهى بيئه مفتوحه بحكم تدين والدى لانه كان تدين مرن وفهم صحيح للدين، و الحمد لله مارست فيها كل الرؤى الصحيحه للدين وكنت اصلى صلاة الجمعة مع الوالد و كذلك صلاة العيدين لانه لم يكن يمنع المرأة من الصلاة فى المسجد، وكذلك صلاة التراويح و التهجد وهذا ساعدنا فى فهم الاخر و السودان بثقافاته المتعددة، ومنطقة شمال السودان هى منطقه لا تؤمن بالقبلية او الجهوية. الانتماء الايديولوجى للوالد كان وكيلاً لحزب الامه فى المنطقه على ايام الامام الهادى و الصديق، اتاح لى الفرصه لرؤية كيف يتم حشد الناس و كيف تدار العملية الانتخابيه وممارسة السياسه عبر تزايد السكان لان والدى كان يحتفظ بسجلات ضخمه للمواليد وعدد الناس الذين استوفوا سن الانتخاب، ولم تكن علاقة والدى بالناس فى المواسم الانتخابيه بل كان يسجل عمر المولود ويتابع مع اهله وكان عندما يبلغ الشخص سن الثامنة عشر وهى السن القانونية للتصويت كان يخبر اهله بذلك وحتى الاشخاص الذين يريدون استخراج شهادات تسنين كانوا يستعينون بسجلات الوالد فى كل المنطقة الممتدة من دنقلا العرضى وحتى منطقة قوشابى، وانا اعرف معظم السر التى تقطن فى هذه المناطق لان الوالد كان يتواصل معهم باستمرار فى كل المناسبات. فكل هذه البيئه المنفتحه على الاخر وانتماء والدى للانصار وحزب الامه، ولم يكن هو لوحده وذلك لان جدى كان (رسمية) فى جيش الامام المهدى وحضر نقل جثة الامير عثمان دقنة من الحدود المصرية لسنكات، وجدتى ايضاً حضرت مجاعة 1906م ومعركة كررى وكانت تحكى لنا عن كل هذه الاشياء وانا اخذت الكثير من العادات منها ولم تكن تسلم على الناس السلام السودانى (الله يسلمك، الله يعافيك) بل كانت تقول السلام عليكم، وهذه ثقافة سياسية دينية. المكون الثقافى و الاسرى كان له اثر كبير على شخصيتى لان والدى فى القرية كان هو امام الجامع و الماذون و القاضى وكنت اشارك معه فى ملء استمارة الزواج و الطلاق وكنت دائماً اقدر للنساء حقهم فى مؤخر الصداق و فى النفقه على اساس تكلفة المعيشة وقتها من سكر وشاى واكل وخلافه، وفى بعض الاحيان اذا رفض الشخص الدفع كنت اقول لوالدى و الشخص الذى رفض الدفع بانى سوف ارفع دعوى ضدكم فى المحكمة وكان والدى يستمع لكلامى ويقول اهل مكة ادرى بشعابها لانى كنت اساعده فى العدالة وخصوصاً فى مسائل المراة من زواج وطلاق، ووالدى كان شديد الحرص على استشارتى فى هذه المسائل، واذكر هنا فى مرة من المرات ذهب والدى لعقد قران بنت فى القرية وكل الناس كانوا حضوراً فطلب منهم قبل العقد ان ياتوا له بالبنت (العروس) حتى يسالها عن رايها فاجابت البنت برفض الزواج وعندها رفض ابى اتمام مراسم الزواج، فهذه المرونه –استدركت قائله- الاصح هى ليست مرونه ولكن فهم صحيح للدين وذلك لان تدين والدى لم يكن نظرياً بل كان يطبق ذلك كامام وكقاضى محكمة شعبية ويمارس العدالة فى اسمى صورها، ويمارس الدين فى صحته و اسمى صوره فهذا كله ساعد فى فهمى للدين وممارستى له، وهذا الفضل يرجع لوالدى لانه كان يمنحنى حريتى وهنا اذكر بانى كنت اركب الحمار واذهب معه لصلاة الجمعة وكنت دائما احرص بان يكون حمارى امام حماره ولم يكن يرفض وكان يوصينى بان احرص عند ركوب الحمار حتى لا اسقط منه وذلك لان الطريق فى حلفا كان ضيق وكنا نصلى الجمعة فى قريه اسمها (ارموشه)، و عند صلاة التراويح كان والدى بعد اقامة الصلاة ينادى على امام الرجال بانه اقام الصلاة فهيا الى الصلاة. وفى صلاة العيد كنت اصلى معه على الرغم من انه لا يسمح للبنات باداء صلاة العيد ماعدا عدد قليل من النساء الكبار وحتى عندما اكون فى البيت رغم انها قرية تتكون من ستة او سبعة بيوت كان والدى يطلب منى ان افتح الباب و اجلس مع الضيوف، وفى المسيد كان والدى يطلب منى بان لا ادخل البيت الا بعد نجمة الغروب وذلك ربما ياتى ضيف فى ذلك الوقت ونقوم باكرامه. وكان عندما ياتى ضيف كنت استقبله اولاً واقوم بربط حماره وتقديم (ربطه من القصب لحماره) ثم من بعد ذلك اقوم بمناداة والدى. فكل هذه الاشياء بلورة شخصيتى، شخصية قوية وواثقة ولا اخاف و احب العدل و اكره الظلم، ونحن فى القرية نشانا على المحنة وحتى فى القرية لم اكن اقول حبوبتى لانها كلمة جافة فكنت اناديهن بامى فلانه ( يو يو فلانه)، وكنت احب اجلب الماء من البئر للنساء المسنات وحتى عندما كنت احتطب كنت اجلب لهن بعض الحطب. فالقرية لجانب الوعى السياسى اكسبتنى (المحنه) على الاخرين، و هنالك بعض الناس يقول بانى قوية ولكن شخصيتى عاطفية ايضاً. وحتى الان لم تنقطع صلتى بالقريه وبل حتى اولادى لديهم صلة بالقرية ويعرفون جميع من فيها سوى اهلنا او غيرهم. وبعد ذلك التحقت بالمركز و الحضر، و المركز اما ان يذوبك فيه او تحتفظ بثقافتك وثقافة المركز ايضاً، فكيف يكون لديك القابلية و الفاعليه بان تستوعب الثقافات المتعددة فى المركز وهذا ساعدنى فى الثانوى العالى لانى اكنت اسكن فى داخليه وفى الداخليه تعرفت على بنات اتوا من مشارب متعددة وتعلمت منهم ان لا اتعامل مع اهل قريتى فالثقافه الدينينه ساعدتنى فى ان اكون مرنه واستمع للاخرين وقصصهم وحكياتهم وكنت لا انظر للفتيات كمنافسات لى او هن احسن منى او العكس فهذا ساعدنى فى فهمهم، فسبحان الله لان هذا التنوع فى الالسن و اللهجات كان فترة عبادى بالنسبة لى لان هذا التنوع سنن من سنن الله لانه يعكس قدرة ربنا سبحانه وتعالى. وفى بربر الثانوية العليا استطعت ان انفتح من محيطى المغلق وهو ليس مغلق ولكن مغلق فى محدوديته الجغرافيه واستطعت ان انفتح على بقايا السودان الاخرى فى المرحله الجامعيه بثفاقات و مشارب سياسيه متعدده، وعادات وتقاليد متنوعه وحمد الله على ذلك لانه كما تتاح لك الفرصه لرؤيه ثقافات اخرى فبهذا تعرف بان الله لم يخلقك ان لوحدك ولو خلقك (انته بس) تكون قدرته محدودة، فهذه الثقافات و التقاليد المتعددة هى فرصه لتوسيع مدارك الشخص وهذا ما حدث لى. وعلاقاتى فى الجامعة كانت علاقات طيبة وكريمة مع مختلف القوى السياسية وكنت معجبه باناس هم خارج تنظيمى ومخالفين لى فى الراى لانى كنت مؤمنة بانه لو لم يكن الاخرين مقتنعين بافكارهم ولديهم رؤيه لن يدافعوا عنها بهذا الحماس، وهذا ايضاً جعلنى اؤمن بان الله خلق الناس فى حرية ليختاروا ما يريدون، واحب الشخص (الشاطر) الذى يدافع عن فكرته لانى كنت بنفس القدر مؤمنه بان الاسلام الطريق الصحيح الذى يعطى الشخص حريته المطلقه من غير ان يسيطر عليك شخص وانت بمطلق حريتك بامكانك ان تقول بانك حر وتمارس حريتك فى اطار الاسلام مع العلم بانه هنالك اختلاف ما بين الاسلام النظرى و التطبيقى مع العلم بان الاسلام فى تطبيقه اختلط بعادات و تقاليد و موروثات الناس، وهذه كانت قناعاتى فى المرحله الجامعية. عندما خرجت من الجامعه كانت لدى رغبه فى العمل الاجتماعى فاتجهت له واتجهت كذلك للعمل الثقافى الفكرى، ومارست العمل الاجتماعى الطوعى عبر منظمة (رائدات النهضة)، واتجهت للعمل الاجتماعى لاننى شعرت بانه يرجعنى للقرية و للتضامن وذلك لان ثقافة المركز فيها الفردانية اما ثقافة القريه ففيها التضامن و التكافل، فعندما نطبخ (حلة الملاح) نقوم بتوزيع بعض منها على الجيران وكذلك ناخذ منهم، و الكبريت و ملح الطعام ناتى بهما من الجيران. ونجحت فى نقل هذه المفاهيم من الريف للحضر مثل الزواج الجماعى و زواج الزهراء ( اقلهن مهراً اكثرهن بركة)، وكذلك نظافة الشوراع و صيانة المستشفيات و معاودة المرضى ومشروع فضل الزاد ( من كان عنده فضل ثوب فيعد به على من لا ثوب له ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له...) فهذه كلها قيم اسلاميه حاولنا تجسيدها فى شكل مشروعات وفعلاً وجدت نفسى فيها وشعرت بانى نفسى تعود للقريه بالرغم من وجودى فى (السنتر). من الصعب خدمة جمعية او جمعيتان خدمة ثلاثين مليون واشاعة هذه القيم السمحه فيهم فلابد من دور واسع لمنظمات المجتمع المدنى للقيام بدور واسع لاشاعة هذه القيم السودانية السمحه ولكن فى ذلك الزمان لم تكن الجمعيات كثيرة ولكن نحمد الله الان هناك جمعيات كثيرة كانت تابعة لاحزاب عادت مرى اخرى للعمل الطوعى واعتقد بانهم احبطوا من العمل السياسى او انهم رجعوا لريفهم وقيم الريف السمحه و انا متاكدة بان كل المجتمع السودانى الموجود فى الحضر هنا هم ابناء الريف، وابناء القيم السمحه وكذلك ابناء التكاتف و التضامن الاجتماعى، والعلاقات الاجتماعية افادتنى كثيراً لان لى علاقات بمجمل القوى السياسية من اقصى اليمين الى اقصى اليسار لدى علاقات اجتماعيه بهم. انا بفتكر بان الخير داخل الشخصية السودانية بمختلف تكويناتها و ايديلوجياتها واذا انا حجبت نفسى عنهم فانا اكون قد حجبت خير ممكن ياتينى منهم. عبرهم ربما اكتشف فهم علمى او عبرهم ربما اكتشف سنة من سنن الله، وانا مؤمنة بان الاخر بامكانه افادتك كثيرا وانا احب الربط مابين عالم الغيب و الشهادة واحب عالم الغيب من عالم الشهادة لانى احب عالم البرزخ لانى (بديت) حياتى الدينية كمتصوفه من الابتدائيه ثم بربر الثانوية فكنت وقتها اقرب للتصوف ولكن تصوف عقلانى ولم يكن شاطح او تصوف سنى ولكن عالم الغيب يضيف لديك الابعاد المفقودة فى داخل لانك مكون من بعدين وهما بعد مادى جسدى عايش فى عالم الشهادة وبعد اخر و هو البعد الروحى وهى منفوخه من الحق عز وجل وهذا هو عالم الغيب.

    * على ايام دراستك فى جامعة القاهرة الفرع .. يرى البعض بانكم فى
    الاتجاه الاسلامى غلبتم خيار العنف وغاب عنكم (ادع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة)؟


    هل هذا السؤال يشمل كل المراحل ام مرحلة بعينها.
    - من المحرر- اعنى بهذا السؤال مرحلة الثمنينيات.

    طبعا نحن بدأنا قبل الثمنينيات وهى كانت مرحلة بها نوع من التعاطى الحضارى مع الاختلافات السياسية و الايدولوجية وطيلة فترة دراستى فى الجامعة لم يحدث اى ضرب او اى عنف او صراع داخل الجامعة، وبالعكس كانت اركان النقاش اكثر من ستة او سبعة ويخوض الطلبة فى النقاشات و لم يحدث اى عنف او حدة فى الكلام حتى، ولكن بعد تخرجى حدث نوع من المعانفة و المشاكسة ولكن على ايامنا كان الناس يسمون جامعة القاهرة ب(الحنينة السكرة) لان الجامعة كان بها جميع الوان الطيف السياسى و كانت العلاقات طيبة وانا هنا اذكر حتى عندما يكون هناك اعتصام من قبل حزب سياسى كنا نقدم لهم وجبة الفطور وكانوا يفعلون نفس الشىء معنا، و كنا عندما تكون اذاعتنا (شغاله) وهنالك حزب لديه بيان كنا نوقف البث ونذيع لهم بيانهم وهم كان يفعلون نفس الشىء معنا عندما يكون لدينا اذان او بيان، فكانت العلاقه حميمه و العنف تم بعد ذلك.

    * لو عدنا لرقصة (العجكو) فى جامعة الخرطوم..الم يكن ذلك عنفاً موجهاً من قبل الاتجاه الاسلامى؟

    انا اعتقد كل الاحزاب السياسية وعلى مختلف توجهاتها ليست لديهم رغبة فى العنف وذلك لان السودانى سودانى لا يحب العنف وحنين وطيب، وعندما يدخل الشخص السياسة لا يفصل بعده الاجتماعى عنه، و الماعنفه تاتى فى ظروف غامضه وغير مرتب لها، وانا (كزوله) اكاديميه بعرف العوامل الاوليه و الاساسيه للعنف وكذلك الدوافع الاوليه و الثانويه، وانا بفتكر بان السودانيين غير عنيفين، السودانيين متعايشين فى ما بينهم و السودانى شوية انفعالى و عاطفى و حتى فى زعله انفعالى فالمعانفه ليست اصل وهى شىء عرضى تدفعه اسباب وقتيه، وانا بفتكر بان الاتجاه الاسلامى لم ياتى بالعنف ولكن السودانى عندما يحب شيئاً يحبه بعاطفته مثل الام عندما تحب طفله، و السودانى مخلص لحزبه و فكرته ووفى وعاطفى ومن العاطفة ما تقتل وعندما تكون عاطفى تفقد العقلانية لان هنالك فرق مابين العاطفية و العقلانية لان العقل يجعلك تفكر فى الحدث امامك وتفصل عاطفتك عنه وتنظر للواقعه بعقلك وهذا يتم تسميته فى الادارة العامة بالفكر الانفعالى فعندما يكون الشخص ذكاءه الانفعالى عالى عندما تواجهه مشكلة مثل (العجكو) او غيرها يتعامل معها بعقله ويقول يا جماعة نحن جاين من اسرة ونحن نخب متعلمة فلا يجب ان نتعامل بهذه الطريقه ونتعامل ب( وجادلهم بالتى هى احسن وكان الذى بينك وبينه عداوة كانه ولى حميم) ونحن كسودانيين ذكاءنا الانفعالى شوية ضعيف ولذلك نتعامل بتلك الطريقة. وهذا التعامل لا ينحصر فى حزب سياسى بعينه وانما ناتج من الطيبة لدرجة انك (تمسك الحاجة اعمى و اطرش)، فالاتجاه الاسلامى لم ياتى بالعنف وانما هو وليد لتنشاة عاطفية معينة وينتج عن عوامل كثيرة مثل ثقافة الاعتراف بالاخرهى ضعيفة لدينا و كذلك الشفافية ضعيفة عندنا فلا نعترف باخطاءنا، و الاتجاه الاسلامى لم ياتى بالعنف من خلال ممارستى او من خلال من قراءته عنه وبل كل القيادات العليا كانت توصى بعدم القتل و الجرح و العنف ولكنك تعرف مرحلة الشباب و التربية الضعيفة و مرحلة المراهقة و القلق كل هذا يؤدى الى العنف.

    * هل تودين القول بان موجة العنف فى الجامعات لم تكن سياسة وضعتها قيادة التنظيم وانما كانت سياسة افراد؟

    نعم لم تكن سياسة التنظيم بل التنظيم كان يحذر من العنف ولو كان العنف سياسة وضعها التنظيم لخرجت وقتها من التنظيم. وانا قادمة من القرية وفى القرية لو تعارك اثنان شخصان كانوا ياتوا بهم لمصالحتهم قبل انقضاء اليوم، ولو لم يتم مصالحتهم فى نفس الليلة لا ينام الناس وانا لوجدت بان التنظيم الذى انتمى له لديه سياسة مثل هذه لم بقيت فيه وقتها، وكانت قيادة التنظيم توصينا بان لا نتعارك مع الاخرين بل حتى المهاترات كانوا يوصونا بتجنبها وان نقارع الفكرة بالفكرة و المنطق بالمنطق، وكانوا يقولون لنا عندما تناقشون لا تتعرضوا لشخصية الفرد وانما لافكاره ولا تقولون هذه شيوعى او كذا ولكن ناقشوا فكرته.

    * الم تكن لديكم ضوابط واضحة للحد من العنف وخصوصاً هنالك بعض الافراد من الاتجاه الاسلامى ارتطبت اسماءهم بدوامة العنف فى الجامعات؟


    فى طيلة فترة وجودى فى الحركة الاسلامية لم ارى عنفاً منظماً بل حتى قيادة الطلبة فى الجامعات كانت قيادة التنظيم حينما ترى بانها عنيفة تقوم بحلها وابدالها باخرى دبلوماسية، قيادة عقلانية تضبط نفسها ولم تكن تسمح بوجود قيادة عنيفة وانت تعرف الكسب السياسى و الجماهيرى فهذا يتطلب منك ان لا تكون بتاع مشاكل وهذا لا يعنى (الطبطبة) على الناس ولكن يعنى كسبهم لجانبك ولكن بوسيلة حسنة وذلك كانت قيادة الحركة الاسلامية لا تحبذ وجود اى شخص عنيف على راس اى قيادة، ولو لاحظت بان كل قيادات الحركة الاسلامية هى قيادات مرنة و مقبولة اجتماعياً.

    * اذا كيف تفسرين الانقلاب على حكومة ديمقراطية وتغييرها عبر فوهة البندقية.. اليس هذا نوعاً من انواع العنف؟


    و الله هذا ليس نوعاً من انواع العنف لان هذا الانقلاب لم يكن سابقة بل كل الاحزاب فعلت ذلك و الاستثناء الوحيد هو الحركة الشعبية وقلت لكل الناس هذه ليست سابقة فكل الاحزاب استولت على السلطة بالعنف ولم يتبقى سوى الحركة الشعبية. فاخواننا فى الجنوب لم ينالوا حظهم من الانقلابات و لكن كل احزاب الشمال قامت بانقلابات عسكرية واخذوا حقهم عبر الانقلاب و الحركة الشعبية هى الحزب الوحيد الذى لم ياخذ نصيبه من الانقلابات. فلا نستطيع لوم الحركة الاسلامية على فعل سبقه عليها الاخرين ولكن بامكاننا لومها لانها قلدت الاخرين، ولكن كل الاحزاب الاخرى قامت بانقلابات ضد الديمقراطية.

    * هل هذا يعنى بانكم كنتم تتماهون مع الاحزاب السياسية الاخرى لا اكثر؟

    و الله كما يقال من جاور قوماً اربعين يوماً صار مثلهم، وما دام نحن نعيش فى سودان واحد بالتاكيد نحن نتاثر بهم وهم يتاثرون بنا ولكن كل حزب من هذه الاحزاب لديه نقطة تميزه (نجمة القيمة خاصته) ونحن نجمة القيمة خاصتنا كانت اقامة اسلام صحيح ينفع البلد وكذلك الاحزاب الاخرى لديها اهداف نبيلة مثل العدالة الاجتماعية و العدالة فى توزيع السلطة و الثروة وتنادى بوضع جديد يصب فى مصلحة المغلوبين و المحرومين، فكل حزب لديه نجمة القيمة خاصته. وكلها اهداف نبيلة و مقبولة واتمنى لو كان هناك تماهى وذلك لان التماهى يجعلك تتنازك عن نجمة قيمتك شوية وتاخذ من الحزب الاخر و هناك حزب بركز على الاسلام فعليك الاخذ منه لانه يدعو للعدالة و الذى يدعو للراسمالية بامكانك الاخذ منه و الذى يدعو للحرية الفردية بامكانك الاخذ منه...الخ. فلديك مثلاً هنالك من اخذ من الراسمالية الحرية و من الاشتراكية العادلة وعمل طريق ثالث فيا ريت لو كان هنالك تماهى وذلك لان التماهى يعنى ان اخذ منك و ان تاخذ منى وهنا انا بكون مرتاح لانى بشعر بانك اعترفت بى واعترفت بانى خير ولدى خير بامكانك الاستفادة منه وهنا انا ايضا سوف اخذ منك الاشياء الخيرة وهنا يكون التميز مثلاً فى خفض الضرائب و زيادة المرتبات و الحزب الاخر يركز مثلاً على زيادة المستشفيات و اخر يركز على النهضة الزراعية وهنا يكون الاختلاف صغيراً ونترك للناس الاختيار فمن لديه هموم زراعية يذهب لصاحب البرنامج الزراعى و الذى لديه هموم فى الثروة الحيوانية يذهب للاخر وهكذا.. ولكننا ما زالنا متمسكين بنجمة القيمة خاصتنا فكل حزب يرى بانه الافضل ولا يريد الاعتراف بالحزب الاخر.

    * بعد كل هذه السنين هل ترين بانكم اقمتم دولة الاسلام الصحيح؟

    والله انا بفتكر يا ولدى بان الاسلام لا يمكن ان يقام كله لانك انت بشر و الاسلام كامل قادم من رب العالمين وان تاخذ منه على قدر ما يصلح حالك و الانسان بيسعى ولكنه لن يبلغ الكمال، وانت تصعد نحو الكمال المطلق ولكنك لا تصله وانما تصل خمسين او ستين او سبعين فى المائه منه، وانا باعتقد بمشاكل السودان التاريخية و السياسية المزمنة وفى التطور العولمى الاقتصادى الجديد ومشاكل السودان التنمويه باطرافه المتراميه فنحن لم نوقف فى عمل شىء ولكن العبرة بنية الانسان ودرجة سعيه.

    * حسب تقيمك الشخصى... ماهى مدى نسبة نجاحكم ؟


    و الله اعتقد نجاحنا الوحيد هو اننا جعلنا الاسلام يعيش بحرية لانه كان محاصر وكان مرفوض وانت كشاب بتقرأ كثير وانت من اسرة ان اعرفها بحبها للاطلاع، الاسلام كان محاصر محاصرة شديدة و ممكن اذا نحن تاخرنا قليلاً لكان من الصعب بسط بعض قيم الدين، فاقل شىء هو الحرية للدين فانت مثلاً لو ذهبت وكون حزب دينى وتحدثت عن الاسلام فى الشوارع و المساجد لن تجد من يمنعك، وانا بقول ليك الكلام دا لانك شخص صغير ولم تشاهد مرحلة من المراحل عندما كنا نريد ان نقيم درساً دينياً كان يتم فضه بالقوة وعندما كنا نريد ان نعقد ندوة دينية كان يحدث نفس الشىء و انا كجمعية تطوعية كان يتم استدعائى فى الوزراة ويتم تذكيرى بالمادة (54 أ) التى تمنع دخول العمل الاجتماعى فى الدين، فهذا ابسط نجاح قمنا به. ولكنى لا استطيع القول باننا اقمنا الدين او دولة العدالة المطلقة او نصرنا المهمشين فنحن لم نصل مرحلة ان تعطى ما عندك للاخر محبة فى الله ولكننا اعطينا الحرية للشخص الذين يريد العمل بالدين.

    * كيف كنتم تنون بناء دولة اسلامية فى ظل التنوع الدينى، الاثنى و الثقافى الذى يتمتع به السودان؟

    و الله نحنا قلنا نريد ان نقيم دولة اسلامية فى اطار فيدرالى فيه حريه للجميع، انا اشتغل وغيرى يشتغل وحتى لو كنا يحمل افكارنا ضدى افكارى اعطيه الحريه ليعمل لدرجة ان الذى يريد الدعوة للمسيحيه او اللادينية يدخل المساجد ويدعو لها ويتيح لى نفس الحرية لادخل دوره و مؤسساته لادعو لعقيدتى وبعد ذلك (الحشاش يملا شبكته)، فهذه هى الحريه وكنا نطبقه فى اركان النقاش فى جامعة القاهرة وطلب من الناس فى اركان النقاش اعطاءنا خمسة دقائق ونعطيهم نفس الفرصة فى اركان نقاشنا وان استملنا بعضاً من مؤيديهم او العكس فهذه الديمقراطيه و الحرية التى نريد، الحرية تتيح تكافؤ الفرص فهذه هى الدولة التى كنا ننشد اقامتها. كنا نريد نظام فدرالى لا مركزى فى اطار الولايات يعطى شخصية اعتبارية للحكومات المحلية و التنمية لا يقوم بها المركز ويقص الظل الادراى للمركز و المحليات هى التى تقوم بعمليات التنمية ويكون هناك شفافية تتيح المحاسبة المالية، فهذه هى الدولة التى نتمنى قيامها و اعتقد جزء كبير منها تم اقراره فى نيفاشا مثل دساتير الولايات و دستور للجنوب و حكم للجنوب وحكم ولائى فى الشمال و محليات ايضا ومفوضيات فيها شفافية وتخصيص نسبة خمسين فى المائة من الايرادات للجنوب انا اعتقد هناك جزء كبير فيها تم تطبيقه نظرياً اى بمعنى انه منصوص عليه فى الاتفاقية و الاصرار على التطبيق يتم من الجانبين و المجتمع الدولى ولكن نصوص الاتفاق فيها نوع من العدالة و الحكم الرشيد، فيه حكم للجنوب بحيث اذا لم يتم تطبيق ما كتب ان يكبر و ينمو الجنوب لوحده من خلال موارده وحكمه لنفسه، فهذا شىء ايجابى وانا بفتكر اذا ربنا سبحانه وتعالى سهل لطرفى الاتفاق ان يصدقوا النية وتكون هناك ارداة سياسية قوية لتنفيذ الاتفاق.

    * تحدثتى عن الحرية للدعوة للاديان الاخرى حتى فى المساجد ولكن لو عدنا للوراء قليلاً نجد بانكم بعد الانقلاب مباشرة اعلنتم الجهاد ضد مجموعات بعينها وبل لم تسلم من ذلك حتى الاحزاب ذات القاعدة الاسلامية .. فكيف يستقيم ذلك؟


    انا بفتكر باننا لم نعلن ذلك ولكنه اتى فى اطار رد فعل لفعل سبق وانته ما بتبدأ بالعداء ولكن اذا شعرت فى بداية التمكين او بداية مشروعك هناك عداء لك، فمن الطبيعى ان يقابل السودانى ردة الفعل بردة فعل ولكن لا اظن بانها كانت مخططة او مقننة.

    * ولكن لو عدنا لاخر حكومة ديمقراطية لم يتم فيها الاعلان عن حرب دينية وحتى بعد وصول الحركة الشعبية مشارف الدمازين ولكنها ظلت حرب اهليه لا دينيه وتغير هذا الوضع بعد مجيئكم للسلطة مباشرة لحرب دينية حتى اضطرت الحركة للاستقواء بمجلس الكنائس العالمى عليكم؟

    يا ولدى انا اعتقد بانو لا الحركة الشعبية لتحرير السودان ولا حكومة الانقاذ اعنلوا بان هذه الحرب هى حرب دينية ابداَ، حكومة الانقاذ و شعب السودان بمختلف احزابه يعلمون بان قضية الجنوب هى قضية تنمية وغبن سياسى و اجتماعى. فكل الحكومات الشمالية تعلم تماماً بان الجنوبيين ما ضد الدين لانهم اهل ديانات راسخة حتى وان كانت ديانات افريقية ولكن الاعلام الدولى حاول تديين الحرب ولكن طرفى الحرب لم يكن لديهم مصلحة فى جعل الحرب دينية، فضية تديين الصراع كانت خارجة عن سيطرة الطرفين. وتم استغلال هذا الوضع من قبل المعارضين للحكومة وقال للاطراف الداخليه بان هؤلاء يكبروا و يهللوا يودون قتلكم باسم الدين ولكنها لم تكن دفاعاً عن الدين وانما كانت دفاعاً عن الوطن فى اطار الحرب الدائرة منذ 1956. و عموماً لم اكن مرتاحه لان تكون هناك حرب بتلك الكثافه وكنت اتمنى لو ارتفعت روح الحوار الصادق و البحث عن سلام عن طريق مدخل غير المدخل العسكرى فكنت احبذ الحوار ولكل مشكلة حل ولكل داء دواء ولو نحنا بحثنا بجدية عن حل للمشكلة وحاولنا اعطاء الاخرين حقه لما كنا فقدنا تلك الارواح العزيزة وفقدنا مورد بشرى واقتصادى كبير.

    * يرى بعض المحللين على انه بان الجبهة الاسلامية ضمت عدد كبير من مختلف انحاء السودان ولكنه تم اختيار الناس فيها لشغل مناصب قياديه على اسس اثنية وعرقية؟

    و الله انا بفتكر السودان ما من مصلحته ان يتم التعين فيه على اساس اثنى او قبلى او موالى، وفعلاً الكثير من المسئولين اعترفوا وحتى فى داخل البرلمان كانت هناك اعتراضات بان هناك توظيف قبلى وتكتب فى الاستمارة القبيلة وهذه ما كان من المفترض ترد فى اى استمارة ولا يجب ان يتم التوظيف على اساس قبلى ولكن المسئولين اعترفوا بهذه المشكلة والتزموا بعلاجها، واتمنى ان يتم التوظيف بالكفاءة وليس بالولاء لان هذا لا يشبه السودان و السودانى يقدم غيره على ذاته كما يقول الشاعر، فالقبلية و تعيين الموالين و المناصرين هذا شىء لا يرضى الواقع السودانى ولا يرضى الله سبحانه و تعالى.

    * هل هذا اعتراف منك بان الحركة الاسلامية اعتمدت القبلية و الموالين بديلاً للكفاءة؟

    يا ولدى نحنا عندما نقول التعيين قبلى او غير قبلى علينا اخراج الحركة الاسلامية وننظر للاشخاص الذين قاموا بالتعيين على اسس قبلية وذلك لان الحركة الاسلامية منذ 1989 قامت بحل نفسها.

    * طيب دعينا نقول حكومة الانقاذ؟

    لا دعنا نقول الجهاز الادارى وعلينا ان لا نعمم لان هناك اناس فى الحكومة رافضين تعيين الناس على اساس قبلى او الموالين.

    * ولكن نفس قيادات الدولة كانت هى نفس قيادات الحركة الاسلامية.. وللتدليل على ذلك ذكر الراحل المهندس داوود يحى بولاد للراحل د. جون قرنق بانه اتى للحركة الشعبية لانه اكتشف بان الدم اثقل من الدين وكذلك الدكتور على الحاج ذكر للزميلة (الصحافة) بان تعيين نائب للرئيس خلفاً للراحل اللواء الزبير محمد صالح تم على اساس قبلى؟

    القيادات التى تنسبها للحركة الاسلامية ( القيادات التى مارست التعيين على اساس قبلى) لا علاقة لها بالحركة الاسلامية لان الحركة الاسلامية حلت نفسها منذ 1989 و القيادات تشير اليها نعم هى تابعة للحركة الاسلامية و لكنها لم تجبها ولم تقم بتربيتها وهى صغيرة و القيادات التى مارست الجهوية فى التعيين مارستها من منطلق ثقافته الاجتماعية و تنشئتها وفقهها الذاتيين لان الانسان لا تستطيع فصله من مكونه الثقافى و البيئى و الاجتماعى وهذه الممارسات لا تنسب للحركة الاسلامية و انما تنسب لهؤلاء الاشخاص، و الحركة الاسلامية هى مجلس شورى و امانة عامة و مؤتمر عام وعندما نقول الحركة الاسلامية هى عبارة عن مؤسسات ولكن عندما ناتى لحكومة فانك تضع فى الاعتبار بان هؤلاء حكومة ولديهم وظيفة اخرى غير الوظيفة التى اوكلتها لهم الرحة الاسلامية قد تكون وظائفهم فى الحركة الاسلامية تختلف عن وظائفهم فى الدولة وهم يتصرفون من غير الرجوع لمجلس الشورى او الامانة العامة او لاى شخصية اعتبارية فى الحركة الاسلامية فهم يرجعون لثقافتهم و اجندتهم الخاصة.

    * دعينا نعود للاسباب الجوهرية التى ادت لصراع الاسلاميين.. اهو الصراع حول السلطة ام الانفتاح نحو الديمقراطية كما يقول د. الترابى؟


    والله هو صراع حول السلطة وحول الديمقراطية، البعض يريد الديمقراطية و الانفتاح و البعض يريد ان يحافظ على شوكة السلطة لانه حسب فقهه يرى بان هذه دولة المجاهدين وهم تعبوا فيها ولذلك لن يتخلوا عنها وهناك اخر يريد الديمقراطية و بفتكر انه لا بد منها واختلف من اجلها وهناك من يرى بانه لن يهدم السلطة التى بناها من اجل الديمقراطية.

    * هل كتبت اتفاقية نيفاشا عمر جديد للحركة الاسلامية؟


    و الله انا ما بحب حصر نفسى فى كلمة الحركة الاسلامية دى كتير و الحركة الاسلامية وسيلة وليست غاية، و الغاية عبادة الله و الغاية انك ترضى الله بافعالك و الحركة كانت وسيلة و انا بفتكر اتفاقية نيفاشا مكسب للمسلمين فى السودان عموماً وانو المسلم مفروض يقيم العدل و المسلم مفروض يزيل الظلم من الاخر، و المسلم مفروض يرد حق الاخر اليه ومفروض يحكم بالعدل وينفذ قيم الدين.

    * ماهو رايك فى اتفاقية (سيداو) التى تدعو للمساواة ما بين الرجل و المراة فى كافة الحقوق و الواجبات؟


    نعم انا مع سيداو و المراة مفروض تاخذ حقها كاملاً وانا مع هذا الحق و سيداو هى بتطالب بحق للمراة على قدر مجهودها الذى تقوم به وبتطلب من الرجل المشاركة ولذلك هى اتفاقية تشاركية وهى مساواة ليست فى الجنس ولكن فى النوع بمعنى نوع العمل الذى يقوم به الرجل و المراة وهو الدور الاجتماعى وهو دور لم يفرضه ربنا على المراة ولكن المجتمعات فعلت ذلك مثلاً فى تربية الاولاد و المشاركة فى البيت وهى تشاركية وتقوم على تراضى وهناك من يعيب عليها بانها ذهبت الى الاشياء الدينية مثل الميراث وغيرها ولكنى اعتقد كل المنظمات و الامم المتحدة تقر بان الديانات و الاعراف التى تتداخل مع الدين ان لا يتم لمسها لان الامم المتحدة تقر باحترام الديانات و المعتقدات واحترامها مثلاً ربنا شرع الميراث فهنا الامم المتحدة لا تطالبك بتغييره فسيداو لم تطالب بتغيير الميراث او شهادة المراة ولكنها طالبت بان تعطى المراة حقوقها من خلال الدور الذى تقوم به وكذلك الرجل و ان يتساوى فى الدور الاجتماعى فمثلاً المجتمع يقول ( دى عشان بت خلوها تعمل كده وكده، ودا عشان ولد خلوه يعمل كده كده) وهذا ما طالبت سيداو بانهائه، فاتركوا للنوع البشرى ان يتراضى على دوره ولكن لا تقوموا بتقسيمها.

    * اخيراً.. كيف تنظرين للذى يحدث فى درافور الان؟


    انا بفتكر مشاكل السودان كثيرة وبفتكر بان مشاكل السودان تحل عبر الحوار وتحل عبر الاتفاقيات وذى ما نحنا كسودانيين اتينا باتفاق نيفاشا و اصبح اتفاق جيد واوقف الحرب، بفتكر انو دارفور نفسها تحل عبر الاتفاق ويتم اعطاء الاخرين حقهم و يكون فى اتفاق مثل الذى اوقف حرب الجنوب التى دامت لعشرين سنة، وليس هنالك شىء يدعونا للحرب، الم نتعلم من حرب الجنوب حتى نضيق الزمن فى قتل بعضنا البعض و هدار مواردنا فى الحرب، فمن المفترض فى درافور و فى الشرق و فى اى مكان ان نقيم اتفاقاً ونقوم بتنفيذه حتى تقف الحرب ونوفر الموارد البشرية و المادية لتمنية السودان، وسوف تحل مشكلة دافور عبر الحوار السلمى.
    http://www.sudaneseonline.com/ar/article_20369.shtml
    (3)

    أصدر المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، الفريق أول أمن مهندس محمد عطا المولى عباس قراراً بإيقاف وحجز ممتلكات وأصول صحيفة ألوان. وفتح الجهاز بلاغاً في الصحيفة لدى النيابة المختصة حول حوار مع لبابة الفضل. وقال مدير إدارة الإعلام للمركز السوداني للخدمات الصحفية، إن حيثيات القرار جاءت وفق المواد
    (24 و25 د) من قانون الأمن الوطني لسنة 2010م وهي التي تخول للمدير العام إيقاف وحجز أي مطبوعة يرد فيها ما يهدد الأمن القومي.

    وجاء القرار حسب مدير الإعلام يحمل الرقم (2) لسنة 2012م للحجز على جميع أصول وممتلكات صحيفة (ألوان) المملوكة لشركة ألوان للطباعة والنشر ويسري القرار من يوم الخميس.

    وكان جهاز الأمن والمخابرات الوطني قام بفتح بلاغ في مواجهة الصحيفة الأربعاء الماضي، لدى النيابة المختصة حول ما أوردته الصحيفة في حوارها مع دكتورة لبابة الفضل في عدد الأربعاء الماضي.

    اس ام سي

    نقلاً عن سودانايل :
    http://www.sudaneseonline.com/2008-05-19-19-45-21/3...-01-13-18-25-18.html
    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 01-14-2012, 03:58 PM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 01-21-2012, 09:43 PM)

                  

01-14-2012, 03:39 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)

    (4)
    Quote:

    نص مذكرة الألف من القيادات الوسيطة التي تم رفعها لقيادة المؤتمر الوطني


    الحمد لله القائل: «واتقوا فتنةً لا تُصِيبَنَّ الذينَ ظلموا منكم خاصةً واعلموا أن اللهَ شديدُ العقابِ». والصلاة والسلام على أفضل خير الناس محمد بن عبد الله سيد السادة وقائد القادة وزعيم الأمة الهادي إلى صراط الله المستقيم وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، الحمد لله الذي جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وجعلنا من طليعة قوم رفعوا راية الحق وقدموا فيها الكثير من الجهد والفكر والعمل الدؤوب ونالوا فيها من العنت والبلاء وأصابوا وأخطأوا فلهم أجر الاجتهاد إن شاء الله ونسأله تعالى القبول والهداية والتوفيق لما نحن بصدده في استكمال المسير..

    منّ الله علينا في السودان أن جعلنا من الأقطار التي لها سبق في درب الوصول إلى مجتمع إسلامي تحكمه وتنظم حياته قيم السماء بعد أن غابت عن عالمنا الإسلامي لفترة من الزمان، وذلك لهوان المسلمين من ناحية ولاستحكام المؤامرات التي حيكت بظهر الأمة من ناحية أخرى، وهو ما جعل جلّ العالم الإسلامي في يوم من الأيام يقع تحت قبضة أوربا المسيحية بعد سقوط الدولة الإسلامية في تركيا وغلبة العلمانية علينا ولقد كان النضال طويلاً ولازال للوصول لغايات الأمة، فمنذ خروج الاستعمارـ باعتبار أن ذلك كان الخطوة الأولى للتحرر والانعتاق ـ ظلت الحركات الإسلامية في كل البلاد الإسلامية تقود تحررًا للرجوع للهوية المستلبة، ولقد لاقت في سبيل ذلك الكثير من العنت والابتلاء. ولقد منّ الله على عباده في السودان بظروف جعلت الحركة الإسلامية والعمل الإسلامي متقدماً في المناحي كافة مما جعلها رائدة بكسبها وبتجربتها المقتحمة والتي طرقت كل المجالات وحققت فيها نجاحاً مقدرًا وصارت تجربة تمشي بين رجلين لتصبح هادياً لكثير من دول العالم الإسلامي بأخذ العبر منها بترك أخطائها والاستنارة بإيجابياتها وهو مايعدُّ أكبر مكسب لهذه التجربة أن تخرج إنزال قيم الدين من الكتب النظرية إلى التطبيق الشجاع العملي في أرض الواقع ليتم الحكم لها أو عليها ولقياس مدى النجاح والإخفاق ولهداية القادمين من بعد، خاصة في غياب تجربة حديثة بعد سقوط الدولة العثمانية باعتبارها آخر دولة إسلامية في تاريخنا القريب.

    إن من أكبر إنجازات الحركة الإسلامية في السودان أنها استلمت السلطة في 89 دونما تردد، فلقد ترددت حركات إسلامية من قبلنا وأفقدت بلادها ودعوتها الكثير وخسرت أمة الإسلام زمناً غالياً في جعل قيادة تلك البلاد في يدٍ غير أمينة بل ومتآمرة وحقودة. يتمثل إنجاز استلام السلطة في أنه أولاً قطع الطريق لانقلابين أحدهما بعثي حقود والآخر مصري عميل بدعم أمريكي أوربي. ثانياً قطع الطريق للصليبية من أن تكرر ما حدث في زنجبار والأندلس وذلك عبر الهالك قرنق وحركته ونظرية ما سمي بالسودان الجديد والتي روّجت له الدعاية الغربية والكنيسة وهيأوا الدنيا لحكم المسيحي لأغلبية مسلمة في السودان وكان يحمل في ثنايا هذا المشروع كما هو معلوم تطهير عرقي للعناصر الحاملة للدماء والثقافة العربية. ثالثاً جعل السلطة في يدٍ أمينة ومؤمنة وجادة ومسؤولة ومتجردة تجلى ذلك في تصديها الجاد للمؤامرات والحروب التي حاول الغرب بها إجهاض التجربة وقدموا في ذلك أكثر من عشرة آلاف من خيرة العناصر شهداءً غير الجرحى والمعاقين من القيادة إلى القاعدة وتضمن طلاباً ومهندسين ودستوريين وحفظة قرآن وغيرهم من مكونات تلك الفئة وأنجزت عناصرهم في الحكم إنجازات وطنية ملموسة عبر مشاريع رائدة وعظيمة تقف شاهدًا على قوة وطهارة وكفاءة هذه العناصر.

    لقد أصابت التجربة الإسلامية كثير من سهام النقد والتشكيك حتى من داخل الصف الإسلامي بل حتى من داخل صفوفها وأصابها انشقاق تنظيمي قدح في صدقيتها وتوجهها القاصد ولكن رغم ذلك صمدت هذه التجربة إلى اليوم ومازالت فيها الروح التي تؤهلها للمضي قُدُماً في برنامجها القاصد إلى الله ولذلك نحن مجموعة من الإخوان من داخل الصف تنادينا لندلوا بدلونا في أمر شاركنا في كل تفاصيله ونريد أن نجدد ما اندثر فيه من روح نتيجة تداعيات كان من الممكن تجاوزها وحتى نكون منصفين سنؤكد على الحقائق مجردة وسنقدِّم رؤية وحلولاً مبتغين في ذلك وجه الله والعهد الذي قطعناه مع من سبقوا من إخوتنا أن لايخلص لدين الله وفينا عين تطرف فضلاً عن أن نكون بسلوكنا أو ممارستنا أو قعودنا سبباً في نكسته في بلادنا، وحتى نحيي سنن التجديد ونفخ الروح نرى أن يتم عمل كبير في وسط الجماعة والدولة نتناغم به مع فكرتنا ولنرفد به التمدد الإسلامي المتنامي في العالم أجمع والمتمثل في زيادة عدد المسلمين في العالم والزيادة الملحوظة للمسلمين في أوربا وأمريكا والتي تنذر بفجر قريب قادم بل مع تهاوي الأنظمة العميلة للغرب في عالمنا الإسلامي والعربي ووصول الإسلاميين للسلطة في أكثر من بلد متحالفين أو منفردين إضافة إلى انهيار الاشتراكية وانحدار الرأسمالية وبحث البشرية لحلول أخرى.. كل هذا يلقي علينا عبئاً زائدًا لدفع وتصحيح المسير فضلاً عن أن انفصال الجنوب أوجد واقعاً جديدًا يستوجب ترتيبات جديدة وتغييراً للخطط والإستراتيجيات حيث زال الخطر الذي بسببه جاءت الإنقاذ عبر الدبابة، فقد كانت مشكلة الجنوب البوابة التي خطط عبرها أن تمحى هوية البلاد وتتغير تركيبته السكانية عبر فوهة البندقية.

    ونريد أن نؤكد على حقائق في نقاط حتى لا تختلط الأمور ويضيع المقصد:

    أولاً، الإيجابيات والمكاسب:

    1/ ماتم في 89 اجتهاد مبروك نرى أنه حقق الخير الكثير وفي ذلك لنا منطق ودفوع يطول فيه الحديث.

    2/ قدمت كثير من القيادات والقواعد ومازالت نماذج طيبة في التجرد والتضحية والقدوة والجدية والكفاءة والذي كان السبب في صبر الشعب السوداني معنا بل والوقوف مع برامج الثورة بحماس وفي أحلك الظروف رغم العوز والفقر والحاجة.

    3/ حدثت نهضة اقتصادية كبيرة وتقدم في كافة المجالات وأقيمت مشروعات غير مسبوقة وأسست بنية تحتية عززت ثقة المواطن في الدولة وفي هذا الأرقام تتحدث عن نفسها وتصدق مانقول وهو شعور وشهادة الشارع السوداني كما نعلم.

    4/ تم التصدي للتمرد الذي وصل إلى أطراف الشمال وكسره وإجباره للتفاوض وجعل آماله تخيب من أن يكتسح الشمال ويغيِّر هويته وهو المخطط الرئيسي الذي حملته فكرة السودان الجديد وقدمت في ذلك تجربة جهادية متميزة كان قربانها قرابة عشرآلاف شهيد من المجاهدين المتطوعين فقط غير النظاميين.

    5/ تم تأهيل المقدرات العسكرية للبلاد بقدرات عالية شملت الصناعة الحربية وتأهيل القوات بالأسلحة المتطورة وتدريب الشباب وتجريبهم في مواقع القتال المختلفة مما شكل رصيدًا دفاعياً قوياً للبلاد.

    6/ وقف حرب الجنوب عبر تفاوض مضنٍ لسنوات وصل إلى إعطاء شعب الجنوب الحق في تقرير مصيره بكل حرية تقديرًا لرأي إنسانه وأخذًا بقراره لمعالجة مشكلته بما يريد وهو مايحسب لنا فكرياً وسياسياً لمعالجة مشكلة عانت منها البلاد أكثر من ستين عاماً فخضناها بجدية حرباً وسلماً وفي هذا لنا ما نقول من رؤية رغم محاولة البعض جعلها لنا سُبّة أنها قادت لانقسام البلاد.

    ثانياً، السلبيات والإخفاقات:

    1/ الانشقاق الذي تم في 99 كان وصمة في جبين المشروع خاصة وما تبعه من أحداث وملاحقات وملاسنات أذهبت بريق ماتم من جهود.

    2/ هناك أخطاء ارتكبت من الجماعة والأفراد والتي من أبرزها التعامل بروح الوصاية والإقصاء وعدم استصحاب الآخر خاصة في بداية الإنقاذ.

    3/ العقلية الأمنية بغرض تأمين الأوضاع غلبت في كثير من السنوات مما صور الدولة كأنها بلا فكرة أو مشروع إنساني حضاري تقدمه للناس.

    4/ التناقض الذي لازم خطاب الإنقاذ بدأ بشمولية قابضة وانتهى بحريات وأحزاب وتعدد، بدأ بمنع تداول العملة وانتهى بتحريراقتصادي كامل، صوِّر كأننا بلا برنامج فقط نعمل برزق اليوم باليوم ونستجيب للضغوط حتى نبقى في السلطة.

    5- بعض منّا ركن إلى الدنيا وأصاب منها وسقط في امتحان السلطة والمال وأصبحوا من المفتونين.. نسأل الله الهداية.

    6/ عدم التعامل بحسم مع تهم الفساد التي أصبحت حديث الناس وعدم حسمها أو دحضها بل والسكوت عليها يضعفنا أخلاقياً وفكرياً قبل أن يهزمنا سياسياً.

    7/الإفرازات التي ظهرت نتيجة التحرير الاقتصادي لم تصاحبها برامج بالقدر الكافي تخفف على الفقراء آثارها.

    8/ ثورة التعليم العالي رغم أنها كسب كبير ولكنها أفرزت مشكلات تحتاج إلى نظر مثل العطالة وضعف الخريج لكثير من الكليات.

    9/الفشل فى محاربة بعض الظواهر الموروثة مثل المحسوبية والرشوة بل أصبحت هذه الآفات تهماً ضدنا تشوه التجربة.

    10/ ظهور النعرات القبلية والجهوية بصورة مزعجة.

    11/ الأخطاء التي ارتكبت في قضية دارفور أفقدتنا الكثير وأدخلت البلاد في مشكلة كبيرة ورغم الـتآمر لكن بقليل من الترتيب وعدم التسرع كان يمكن تفادي ماحدث.

    رؤيتنا لمواصلة المسير وبفعالية أن يتم تنفيذ البرنامج الآتي عبر المؤتمر الوطني باعتباره الحزب الحاكم وذلك لتحقيق أمرين أولهما التحقق من شبهات الفساد وحسمها وثانيهما تحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية الشاملة:

    أ. مواصلة برنامج الأسلمة وتطبيق الشريعة الإسلامية في المجتمع دون تردد أو وَجَل ودعم العمل الدعوي بكل الوسائل وتشجيع الفضائل ونشر قيم الطهر والفضيلة باعتبارها الهدف والغاية والشرط لبقائنا لتمكين ونشر دين الله في الأرض.

    ب. تشكيل آلية عدلية عبر القضاء تقوم بالنظر في قضايا الفساد على أن تبدأ بالقضايا التي أصبحت تشكل رأياً عاماً لدى الرأي العام السوداني وفي وسط الإخوان وذلك إما تبرئتها أو محاسبة مرتكبيها وإرجاع الأموال المنهوبة إن ثبت ذلك إلى الخزينة العامة بكل شفافية. وأن يدعي كل من لديه بينة على شخص تقلّد منصباً عاماً وقام باستغلاله لكسب شخصي إلى تقديم بينته على أن يتم ذلك عبر الوسائل القانونية التي تحفظ حق الجميع متهمَين ومتهمِين.

    ج. العمل على إنجاح التحوُّل السياسي نحو تحكيم المواطن السوداني عبر صندوق الاقتراع لمن أراد أن يحكم البلاد وذلك بكل صدق وشفافية ولكي يتم تقديم تجربة راشدة لإدارة الحكم في السودان تنفيذًا لبرنامجنا الفكري القائم على بسط الشورى والحرية والتي هي من صميم فقهنا وفكرنا والذي قدمنا من أجله الدماء والشهداء وهو تحرير الإنسان وإطلاق طاقاته من غير وصاية واعتبار ما تم من قبضة في السابق جاء نتيجة ظروف استثنائية وضرورة أجبرتنا لها ظروف معلومة. ولكي يتم هذا التحوُّل ويكتمل بدره لابد من الآتي:

    = العمل على وضع دستور دائم للبلاد يحظى بإجماع القوى الرئيسية في البلاد وليكون اللبنة الأولى للاستقرار السياسى حتى ننتج دولة متحضرة تحكمها القوانين لا الأهواء والعدل لا الظلم ونقدمها للعالم أجمع تتويجاً للتجربة الإسلامية في السودان وهي تلتقط أنفاسها بعد أن بدأت البندقية في الصمت وهدأت القضايا والنفوس. ونكون بذلك أكبر معين معنوي لإخوتنا في دول العالم الإسلامي والعربي وهم يقودون معركة الحرية والانعتاق إلى رب العالمين.

    = البدء الفوري في تنفيذ خطة واضحة بجعل الجهاز القضائي مؤسسة مستقلة تماماً عن الجهاز التنفيذي على أن يبدأ التنفيذ عبر تعيين شخصيات مستقلة وذات كفاية في قيادة هذا الجهاز لتقوم بتنفيذ هذا البرنامج حتى يحظى الجهاز القضائي باحترام الجميع وليصبح جهة للتحاكم العادل.

    = تحييد كل أجهزة الدولة التنفيذية وعدم إقحامها في الصراع السياسي بين الكيانات المختلفة إنفاذًا للعهد والميثاق بيننا والآخرين والاستعداد لكسب أو خسارة أي انتخابات قادمة بروح مسؤولة تدعم الاستقرار والتداول السلمي للسلطة فنحن حزب رائد وصاحب تجربة وإنجاز وحزب عملاق يمتلك الفكرة والجماهير وهو الذي يستطيع أن يعبِّر عن قضايا الأمة وهو الأكثر استعدادًا لإدارة البلاد وللنزال عبر وسائل التنافس السياسي الحر فلسنا في حاجة لأي آليات استثنائية لتبقينا في السلطة.

    = فك الارتباط العضوي بين أجهزة المؤتمر الوطني وأجهزة الدولة مالياً وإدارياً وذلك بكل شفافية وعدل شأننا كالآخرين.

    = تقوية العمل الحزبي ما استطعنا لامتصاص القبليات والجهويات ولإنجاح العملية السلمية لتداول السلطة.

    د. الاجتهاد في وضع برامج مكثفة فكرياً وتربوياً وسياسياً للقطاع الطلابي وقطاع الشباب متكئين على رصيدنا الثر في العمل الطلابي والشبابي وحصدًا للجهود التي جعلت الشباب ينحاز للبرنامج الإسلامي بكل اندفاع حتى يتم تقوية هذا الذراع المهم ولضمان المستقبل الذي تشير كل المؤشرات إلى انحيازه للصف الإسلامي.

    هـ. التنسيق مع الكيانات الإسلامية في الساحة والعمل معها بالقاعدة الذهبية أن نعمل على ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا في ما اختلفنا فيه وذلك بردم هوة الخلافات وبناء جبهة أهل القبلة ودفع العمل المشترك الذي يدفع بالعمل الدعوي لترقية المجتمع وبث روح التدين في المجتمع ومحاربة العلمانية التي بدأت تطلُّ برأسها من جديد في بلادنا ولمحاربة كل القيم الهدامة لعقيدة الأمة وأخلاقها.

    و. وضح لوائح تضمن عدم بقاء الأشخاص في المناصب العامة والتنظيمية لفترات طويلة حتى نضمن سلاسة التداول في نقل المهام والأدوار ونقل التجارب عبر الأجيال مع الاستفادة من الخبرات المتراكمة. ويتم وضع هذه اللوائح والنظم عبر لجان تقوم بالنظر العلمي والعملي في هذا الموضوع مسترشدة بكل التجارب.

    ز. تنشيط القوانين واللوائح الحكومية التي تمنع شاغلي المناصب الدستورية ورجالات الدولة من العمل التجاري وذلك بكل حزم وعدم مجاملة مع التشدد في ذلك حتى تختفي هذه الظواهر تماماً من حياتنا.

    ح. تقوية القضاء الإداري وتنشيط آلياته بتقوية الأجهزة العدلية في مواجهة أي تعسف أو ظلم يصيب متقلدي الوظائف العامة لأسباب سياسية أوغيرها وبذلك نضمن خدمة عامة فاعلة وقوية وتضم كفاءات حقيقية.

    ط. محاربة المحسوبية أو ما يسميه العامة بـ«الواسطة» حتى تختفي كظاهرة مؤرِّقة وموروثة وحتى نقيم العدل بين الناس وذلك بتقديم الأكفأ في كل أجهزة الدولة ليتم الاختيار للوظائف العامة عبر المؤسسات ولجان الاختيار القومية ومراقبة هذا الأمر مراقبة لصيقة ومحاسبة كل من قدّم شخصاً لقرابة دم أو معرفة أو قبيلة أو حزب… الخ إلى وظيفة عامة وهناك من هو أكفأ وأقدر منه. ويستخدم في ذلك الوسائط الإلكترونية الحديثة ولجان الرقابة وكل ما يعين لبلوغ هذا الأمر.

    ي. تقوية الشعور العام ورفع الحس تجاه قضايا التعدي على المال العام واستغلال المرافق وممتلكات الدولة عبر برنامج إعلامي ودعوي وتثقيفي مكثف يكون رأس الرمح فيه القدوة الحسنة ومناهج التعليم والتوجيه مع سن القوانين واللوائح حتى نجعل المجتمع حساساً تجاه هذه القضايا بالقدر الذي يجعله الرقيب الأول على هذا الأمر.

    ك. استحداث مكتب حسبة داخل المكاتب التنظيمية يحمل درة سيدنا عمر هدفه ضبط العضوية والتحري حول أي شبهة ترد عن أي من العضوية قياده وقاعدة وينشأ بضوابط محددة تحقق الغرض بكفاءة ونزاهة مع احترام للحرمات الشخصية، ومبدأ في المحاسبة لعضويتنا قائم على نهج القرآن مع نساء النبي يضاعف لهن العقاب لنقدم النموذج ولنستقطب كل مخلص غيور داخل صفنا وقيادتنا.

    ونحن نقوم بهذه المبادرة نؤكد أننا لن نسعى لشق صف أو تكوين جسم جديد مهما حدث وسنتعاهد على ذلك، بل سنظل داخل البيت ننافح ونبشِّر بهذه الرؤية بكل الوسائل المشروعة وبكل قوة مهما كلفنا ذلك من زمن أو جهد عبر الطرق المشروعة حتى يستقيم الأمر وسنظل في حالة رباط دائم إلى حين تحقيقها والله من وراء القصد.

    - معنونة إلى الســـــــادة:

    الأخ الكريم المشير عمرحسن أحمد البشير رئيس المؤتمر الوطني.

    الأخ الكريم علي عثمان محمد طه نائب رئيس المؤتمر الوطني وأمير الحركة الإسلامية.

    الأخ الكريم د. نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني.

    الأخ الكريم د. الحاج آدم القيادي بالمؤتمر الوطني.

    الأخ الكريم أحمد إبراهيم الطاهر عضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني.

    الأخ الكريم البروفيسور إبراهيم أحمد عمر عضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني.

    الأخ الكريم د. غازي صلاح الدين العتباني عضو المكتب القيادي للمؤتمر الوطني.

    والله المستعان وهو يهدي السبيل

    اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت على محبتك والتقت على طاعتك وتوحّدت على دعوتك وتعاهدت على نصرة شريعتك فوثق اللهم رابطتها وأدم ودَّها واهدها سبلها واملأها بنورك الذي لا يخبو واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك واحيها بمعرفتك وأمتها على الشهادة في سبيلك إنك نعم المولى ونعم النصير.

    *

    نقلاً عن مدونة سودانايل :
    http://www.sudaneseonline.com/2008-12-01-11-35-26/3...-01-14-06-54-23.html

    *
                  

01-14-2012, 04:51 PM

الطيب عثمان يوسف
<aالطيب عثمان يوسف
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 2653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: وقد أعيتني أزقّة الكهوف التي ينزوي فيها فكر الإسلاميين ، وغرائب تفسيرهم للأحداث الجسام
    التي نفذوها ولم يرمِش لهم جَفن، ومفكروهم يمرون بيد ناعمة على تاريخ دموي شرِس ، نفّر
    المعتقدون في جدوى الدين السياسي ، وببُسطاء المعتقدين بدولة تشرئب إلى القرن
    الحادي والعشرين بمرآة من سرقوا الماضي من حجارة مقبرته ، وأتونا بالوحشي من
    اللغة والتوحش ضد الآخر والتمتُع بالغنى بلا حق ولا جُهد .



    *** لا فض فوك باشمهندس شقليني
                  

01-14-2012, 07:37 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: الطيب عثمان يوسف)


    الأكرم : الأستاذ / الطيب عثمان يوسف
    تحية طيبة وود كثير
    ولك الشكر الجزيل على دخولك هذا الملف ،
    ففي بطن اللقاء الكثير الذي يكشف الأذهان التي انتمت للحركة الإسلامية
    التي صعدت إلى السلطة بليل .. ، وتحكي قصص أخرى عما جرى ، مع علم
    العامة قبل الخاصة بما جرى وما يجري ....

    *
                  

01-14-2012, 07:52 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)




    (5)

    نص الحوار الذي أدى إلى إغلاق صحيفة ألوان و مصادرة ممتلكاتها

    . لبابة الفضل القيادية بالحركة الإسلامية.. لم أنتمِ الى المؤتمرالشعبي أو أي حزب وقريبة جداً من العدل والمساواة

    عرفتها الأوساط السيا سية بجرأتها الواضحة وقوة بيانها، لا يملك خصومها الوقوف في مجابهتها كثيراً تمتلك الكثير من المؤثرات السياسية والأكاديمية التي تجعل منها (المرأة الحديدية السودانية ) ساهمت في إرساء دعائم الحركة الإسلامية وكانت من الكوادر الأولى التي تحسب لها نشأة الحركة في السودان، عرفتها أركان جامعة القاهرة الفرع من خلال (رقصة العجكوالشهيرة ) وتجنيدها للطالبات، ومواقفها القوية.. د.لبابة الفضل كان الجلوس إليها اضافة حقيقية بما تحمله من مخزون سياسي كبير وآراء جريئة ومصادمة من خلال البوح الخاص الذي خصّت به (ألوان).

    • دكتورة لبابة إين أنتِ الآن؟
    ــ الآن أنا في السودان بعد عودتي من أمريكا هذا من ناحية مكانية، ومن ناحية فكرية أنا أكاديمية محاضر بجامعة الخرطوم، ومن الناحية الروحية أنا مع الله.
    • أين الآن في المكان السياسي؟
    ــ أنا موجودة في الساحة السياسية القومية الجامعة التي تجمع كل السودانيين وهذا من الأساس.. ولكن في غياب الاستراتيجيات وانحراف المباديء واتجاهها نحو الإتجاه الشخصي، لذلك لا أستطيع أن أقول الآن أنا قومية. وأضم صوتي الى المستضعفين في المناطق المهمّشة، لكني أقرب الى حركة العدل والمساواة وحركة الأنقسنا.
    • هل هذا الإنتماء بشكل عملي وتشاركي؟
    ــ لا.. هذا الأمر بشكل وجداني وروحي.. ولكن كنشاط عملي ليس لدي أي نشاط.
    • ألم تحاولي تأطير هذا الإنتماء بشكل عملي؟
    ــ أحاول بقدر المستطاع ذلك لأن في كثير من الأحيان الطرح السياسي يُفقد القضايا معانيها لإنعدام العمق الفكري.. ولم أفعل لأن بعض القضايا الروحية تفقد بريقها.. ولكن القضايا الأساسية التي تهم الأطراف مثل دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان أحاول أعطيها بعدها العلمي وفق احصائيات تتحدث عن المظالم التي وقعت عليها من عدم مشاركة في السلطة وتهميش وتحديد نسل مما خلف غبن سياسي، لذلك أعمل على عكس هذا الأمر بصورة علمية حقيقية.
    • ماهي أكبر المنابر التي تتخذينها لتوصيل هذه الرؤى
    ــ اتخذ من السمنارات والمحاضرات واللقاءت مع أهل الشأن وورش العمل والمنابر العلمية والأكاديمية المحلية والعالمية وميادين الأمم المتحدة منظماتها مكاناً لتوصيل رسالتي وأفكاري وصوت المهمشين في الجنوب الذي تأخر في قيادة دولة لعدم وجود الفكرة التراكمية التي تؤهلهم لقيادة دولة، وكذلك النيل الأزرق وجنوب كردفان.
    • ماهي المحصلة التي خرجت بها بعد اتخاذك لهذه المنابر؟
    ــ أعتقد أن هذه الساحات الخاصة والعامة ضرورية، والبعد العلمي والعملي والعسكري أيضاً ضرورات لأنها معالم قوة وتعيد الحق الضائع، فالمنكر لا يغير إلا باليد والقلب واللسان وهذا أضعف الإيمان، وكل هذه الاشياء لها دورها وتسهم في القضية، وكل لما يسر له، والجنوب لولا القوة العسكرية لما وصل الى انفصال بإستثناء شمال وجنوب.. والمسيطر حينما لا يسمع لغة الآخر، فالأطراف المتضررة تلجأ الى لغة العنف والسلاح.
    • من خلال وضعك السياسي وقوميتك.. كيف تفسرين انضمامك الى حركة العدل والمساواة ؟
    ــ هنالك لغط في إنتمائي السياسي، فأنا خرجت من الحركة الإسلامية منذ مجيء الانقاذ 1989م، فكانت السياسة التي انتهجتها الحركة تقتضي بإبعاد 60% من الكادر الملتزم وذلك من أجل إتاحة الفرصة للقادمين الجدد، وكنت منهم ولم نقم بالمشاركة في أي نشاط بعدها، مع الإبقاء على 40% من الكادر وعليهم ادارة عجلة الدولة، فصار منهم 20% مجاهدين، ولكن 10% لم يستطيعوا التكيف مع الوضع، فغادروا وبقي منهم 10% الى الآن.
    * مقاطعة… أنا سألت عن انتمائك السياسي، هل تنتمي للمؤتمر الشعبي؟
    ــ أنا لم أنتمِ الى المؤتمرالشعبي كما يقول الكثيرون.
    * الى أي اتجاه سياسي الآن تنتمين؟
    ــ لم أنتم الى حزب بعد خروجي من الحركة الأسلامية.. ولكن أؤيد حركة العدل والمساواة.
    • حركة العدل والمساواة أُتيحت لها فرص كبيرة في منبر الدوحة.. ولكنها رفضت؟
    ــ رفضت لعدم توفر الثقة بينها والحكومة، لذلك لم يأت خليل الى التفاوض لعدم وجود الثقة.
    • هل كنت على اتصال بخليل إبراهيم ؟
    ـ نعم.. كنت على اتصال تام مع خليل إبراهيم.
    • لذلك انفعلت كثيراً في وفاته؟
    ــ نعم.. انفعلت، لأنه مات شهيداً وفوق ذلك انفعلت لسبب واحد فأنا أعرف خليل كعضو فعال في الحركة الإسلامية وكان رئيس اتحاد طلاب كلية الطب بجامعة الجزيرة وكان مجاهداً لـ(7) سنوات في الجنوب وكان يوصي القيادات التي تزورهم في الجنوب بضرورة الاهتمام بدارفور وأعرف قوته الدينية والروحية والعقلية. وهو انتقل شهيداً لربه في قضية عادلة.
    • ولكن ما فعله خليل في شمال كردفان أكد انحرافه عن قضيته العادلة من خلال الممارسات السالبة التي قام بها من سلب ونهب وقتل حولت قضيته الى انتقام؟
    ــ الحرب لا يمكن عمل كنترول عليها، فخليل دخل أمدرمان ولم يقتل وكان بامكانه حرق سوق ليبيا، وقد سار 21 يوماً بالسيارات لم يقتل مدنياً واحداً.
    • (مقاطعة).. لا، خليل قام بقتل وسفك دماء كثير من أهل أمدرمان وهذا مثبت؟
    ــ (بدت مصرِّة على رأيها) خليل لم يقتل إلا العساكر المسلحين وهم المبادرون الذين اعترضوا طريقه فقط وهذا القتل تم بطريقة فردية وشمل القوات المسلحة، لأن الهدف لم يكن المواطنيين العزل أو القصر، وإذا تحدثنا عن جريرة خليل لماذا لا نتحدث عن حرق القرى والقطاطي في دارفور، وتمويل الجنجويد، و وضرب المدنيين.
    • يقاتل خليل من أجل حقوق دارفور، وقد نال اقليم دارفور حقوقه في حكومة القاعدة العريضة من خلال تمثيله في السلطة (منح الاقليم منصب الرجل الثالث في الدولة ــ ومنح سلطة انتقالية كاملة ــ وتم تقسيمه الى خمس ولايات)؟
    ــ هذا تمثيل شكلي وهو موجود منذ زمن، فالجنوب كان ضمن قائمة الدولة، فمن من دارفور يستطيع إرجاع النازحين الى قراهم؟.. فآركو مناوي لم يستطع عمل شيء ومن ثم خرج من القصر الجمهوري لأنه كان موضوعاً بشكل صوري دون صلاحيات.
    • (مقاطعة).. عفواً مناوي كان لا يملك المقدرات، لذلك لم ينجح؟
    ــ ولكن.. الآن نائب الرئيس ورئيس والسلطة الانتقالية لهما الكثير من الامكانيات والمؤهلات، فماذا فعلوا لأهلهم حتى الآن؟.. (هل وطِّن الرُحل في أماكنهم؟.. هل أعاد الحواكير والأراضي لهم؟.. وهذا كسب موقت للحكومة لكونهم سيقولون (إننا جئنا بهم في السلطة).
    • ولكن السلطة الانتقالية حديثة التكوين، وقد بدأت بخمسة ولايات..!
    ــ هذا الأمر حبر على ورق وكل نهاية الأمر يدور في فلك حزب واحد والعبرة ليست بالتقسيم الإداري بل بالميزانية المطروحة والمحصلة من الخدمات المقدمة.. وهل استفاد منها المواطنيون الأصليون، فالمشروعات الحقيقية ليس لها اعتبار.
    • الدولة قدمت تنازلات كبيرة من خلال الحكومة العريضة وهذا يؤطر للقومية في الحكم؟
    ــ حكومة عريضة ؟؟؟؟؟؟؟؟ أين هي الحكومة العريضة والحكومة الحالية هي شجرة وقياداتها هي ذات القيادات.. ولكن تتنوع مناصبهم وهم باقون فيها ولديهم الكثير من المناصب الأخرى مع وجود المخصصات المتنوعة.
    • إذاً بماذا تفسرين مشاركة أبناء السيدين في الحكومة؟
    ــ ابن الصادق المهدي لا يمثل حزب الأمة وهو من حقه كمواطن أن يشارك في السلطة.. ولكن الصادق المهدي بحزبه العريض لم يشارك في السلطة أبداً و كذلك ابن الميرغني.
    • هنالك وثيقة تمت بين الحزب الاتحادي والمؤتمر الوطني بموجبهامنح الاتحادي العديد من الوزارات والمشاركات؟
    ــ كيف توقع وثيقة والميرغني في مصر وإذا قالوا إنها حكومة عريضة فليدخل السيدان الى القصر ويكون احدهما نائبا أول والثاني نائب وليس أبناؤهم.
    • طرحت العديد من المباردات للأحزاب للمشاركة.. ولكنهم رفضوا؟
    ــ رفض الأحزاب جاء بناء على خطة الوطني الرامية الى تفتيت الأحزاب وإثارة الفتن بينهم وهذا ما حدث مع مبارك الفاضل وذلك حتى يتسنى له الانفراد بالسلطة.
    • هذا الأمر فيه دلالة على ضعف الأحزاب، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الأحزاب أقدم من الحزب الحاكم؟
    ــ نعم.. هي ليست قوية، ولكن لها وزنها الجماهيري، وهي لا تستطيع فعل أي شيء قصاد الآلة العسكرية والأمنية الضخمة.
    • ماهي المخرجات من دور الأحزاب المعارضة العتيقة؟
    ــ الأحزاب لا تستطيع فعل شيء، فالحكومة نفّذت نيفاشا بقوتها الدولية وليس قوتها الداخلية التي قادت الى انفصال الجنوب وكان يمكن أن تقول الأحزاب إن الحكومة جاءت بنيفاشا ومن ثم تسهم في تنمية البلاد.
    • كيف يمكن لأحزاب المعارضة تحقيق غاياتها ومطالبها وهي بعيدة عن السلطة؟
    ــ كيف تشارك؟ ووجودها سيكون صوريا، لأن إدارة الأمر عند فئة محددة وهم لا يؤخذ برأيهم في أي شيء؟
    • ألا يمكن أن تكون المشاركة مشروطة؟
    ــ الحكومة لا يهمها شروط، وسبق وأن كانت اتفاقية نيفاشا مشروطة بكل التفاصيل الدقيقة.. ولكن الأمر لم يكتمل حتى ذهاب الجنوب.
    • والآن الجنوب انفصل.. فهل سيحقق أهدافه هناك في ظل صراعاته الكثيرة؟
    ــ أنا لا أقبل أن يكون الجنوب مقياساً للفساد وهو دولة وليدة ولنبحث عن الفساد حولنا.
    • إذاً ماهي الحلول التي ترمين بها لحل القضايا السياسية بالسودان ؟
    ــ أنا لا أملك سيناريو كامل لهذه القضية.. ولكن الحل يكمن في حكومة قومية بمشاركة كل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ولا يتم تكوينها عبر هذه الدولة الحاكمة، والانتخابات التي تمت ليست حقيقية ولم تشارك فيها الأحزاب الأخرى، وقد انسحبت جلها حينما رأت حجم التزوير فيها، ومطالبتي بتجديد الدماء مرده ووفق الأبحاث العلمية نجد أن الإنسان قواه العقلية تبدأ بالتراجع مما يتطلب تجديد دماء بأخرى جديدة وهذا الأمر يخص أيضاً الأحزاب القديمة التي تحتاج الى تغيير، والتغيير الذي حدث في كثير من الدول كان بواسطة الشباب وعلى الدول الاستجابة للتغيير حتى لا يتم بقوة السلاح بعد عجزه عن تنمية الدولة والمواطنيين، والسودان مقبل على دولة قومية حتى بعد انفصال الجنوب.
    • هل هذه دعوة لربيع عربي بالسودان؟
    ــ نريد ربيع افريقي زنجي حتى يتثنى للزنوج قيادة الدول فكفاهم اضهاد وظلم، وقد شاهدت في نيويورك ثلة من أبناء الأنقسنا ودارفور وهم يرتدون زياً موحداً أمام الأمم المتحدة وقاموا بتوصيل رسالتهم وهذه بوادر وحدتهم التي قد تشمل كل أهل السودان وبالتالي يتحقق السودان القومي.
    • هل هنالك رسائل تودين إرسالها عبر (ألوان)؟
    ــ ارسل الى الحركات التي تحمل قضايا وطنية وخاصة في دارفور وجنوب كردفان أن يعملوا على إرساء دعائم الدولة القومية والعمل على قبول الآخرين بانتمائهم وتقوية البعد الإعلامي.
    ــ أما بخصوص دولة الجنوب أن يركزوا على الإعلام الخارجي والإستعانة بذوي الاختصاص.
    ــ وعلى الأحزاب أن يعلوا من شأن الديمقراطية وأن يفضوا الساحة السياسية للشباب وأن يتفرغوا لعمل آخر من الأعمال الفكرية والأدبية أو أن يكونوا سفراء لخلق.
    ــ أما الحكومة أقول لهم أعيدوا عبرة قذافي وكفاكم 24 سنة.

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 01-15-2012, 08:18 AM)
    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 02-08-2012, 04:29 PM)

                  

01-15-2012, 08:49 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)



    (6)

    نص كتاب من أحد الإسلاميين عام 2004 في مدونة سودانايل
    قبل عمل أرشيف للمدونة وفيه مخاطبات الإسلاميين التي توضح أزمة الإنقاذ والحركة الإسلامية
    :


    التاريخ : 30//8/2004
    حوار مع صديقي الوطني (1)

    بقلم : صديق محمد عثمان/لندن

    بسم الله الرحمن الرحيم

    *من الذي أمر بالطائرات لضرب القرى الآمنة وسلح مرتزقة القبائل لقتل الأبرياء؟!!
    *هل حضر أي واحد إجتماع أجاز مبدأ التخطيط لإغتيال الرئيس مبارك ؟!!
    *عجزت القيادة السياسية عن إستثمار إنجاز صيف العبور فغرقنا في بحر من الدماء واستشهد إخواننا مدافعين عن ميل لعين اسمه اربعين.
    *البعض سابق الخطة لإعادة الحياة السياسية وأجرى بحرا من الدماء بين الحركة وخصومها.

    سألت صديقي "الوطني" نسبة إلى حزب الحكومة السودانية المؤتمر الوطني هل لديكم سياسة تصفية العنصر الأسود أو الزرقة من دارفور ؟!! واستمتعت بمشاهدة علامات الدهشة والإستغراب تتحول في وجهه إلى ضيق وحنق شديدين ولسان حاله يقول حتى أنت يا... ولكني أشفقت عليه من ان تناله سكتة قليبة فقلت أنا أعلم أنك شخصيا لم تحضر إجتماعا واحدا يجيز مثل هذه السياسة وإلا كنت خرجت عليها بل لربما إلتحقت بإحدى حركتي دارفور المقاتلتين، ولكن ذلك ما يعلمه عنك أيضا الذين خططوا لإحداث فتنة دارفور والفتن التي قبلها !!

    نعم يا صاحبي لقد كنا جميعا هناك مثلك الآن ونحن نستغرب من يفعل هذا بثورتنا؟ من يسرق حلمنا؟!! ولكن البعض لم يكن يمهلنا للإجابة على تساؤلاتنا فما أن تنتهي فتنة حتى تبدأ أخرى ونحن مجرد حطب في حريق كبير لا يتوقف لأن ثمة من يصب الزيت !! أجل يا صاحبي خرجت الحركة الإسلامية ذات ليل تحمل سلاحا ملجوما بتعليمات صارمة ألا يستخدم إلا عند الضرورة القصوى ، وبلغ تعريف الضرورة القصوى باحدهم أن جعل أحد أفراد مجموعته ينفذ ليلة الإنقلاب بدون ذخيرة بعد أن إنتزع خزنة سلاحه الذي لم يكن أكثر من مسدس عيار 9 ملم، والوصف الدقيق لإنقلاب 30يونيو1989 هو عملية فوقية تؤمن مسارات التقدم الديمقراطي للخيار الإسلامي من أن تسد بواسطة العسكر كما حدث في تركيا والجزائر وتونس وغيرها وكما بدأ يحدث في السودان بمذكرة القوات المسلحة في فبراير 1989 . والضرورة القصوى منضبطة التعريف في فقهنا الإسلامي لا يتجاوز حدها وإلا إنقلبت إلى ضدها، لذلك فهمنا أن الإجراء الفوقي سينتهي بنا إلى إعادة الحياة السياسية بأسرع ما تيسر ، وأشهد أنني حضرت مع الشيخ حسن الترابي أولى لقاءاته فور خروجه من السجن بعد الإنقلاب وقد كان لقاءا طلابيا جامعا فحدث مكاتب الطلاب بضرورة ترك الحياة السياسية بالجامعات كما هي عليه وأذكر في ما قاله أننا قد كممنا الأفواه لفترة ولكن نريد ترموميتر يذكرنا بأننا نفعل ذلك، ويعلمكم معايشة الآخر ، ويدلنا على إتجاهات سياستنا فإن كانت مقبولة لدى الشعب فاز طلابنا في إنتخابات الجامعات وإلا فينبغي مراجعتها .

    هل حضرت معي إجتماعا واحدا أجاز مبدأ تزوير إنتخابات الجامعات؟ بل تعطيل إتحادات الطلاب لأعوام ؟!! هل حضر أي شخص في الحركة الإسلامية إجتماعا أجاز مبدأ التخطيط لإغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا في العام 1995؟!!!

    يا صاحبي لقد كنا نستغرب طول أمد الحريق في الجنوب العزيز ونحن الذين بدأنا عهدنا بوعي باكر بضرورة وقف الحرب ونادينا بالسلام لأول عهد التغيير، وتقسمنا بيننا مقررات ملتقي الحوار الأول فحمل البعض ما يليه إلى قاعات الحوار في فرانكفورت وأديس ابابا وكمبالا وابوجا وحمل الآخر ما يليه إلى ساحات الفداء، ويبنما سطر شباب الحركة الإسلامية أروع ملاحم الفداء في الجنوب، وكسروا شوكة الحركة الشعبية التي أعجبتها إنتصاراتها لعهد إنكسار الجيش الوطني فلم تعد تسمع غير صوت نفسها، وأنجزوا صيف العبور إلى شاطئ السلام، عجزت القيادة السياسية عن إستثمار تلك التضحيات، بل إنقلب الحال فإذا نحن الذين لم نعد نسمع سوى أصوات أنفسنا الأمارة بسوء إستمرار الحرب حتى دخول نمولي!!! ناسين سنن الله في خلقه {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم} حتى جرت علينا السنن فإذا إخواننا الذين فكوا حصار ننقلا ودخلوا ليريا وقهروا خرافة خور إنجليز ليدخلوا توريت منصورين، إذا بهم يستشهدوا مدافعين عن ميل لعين اسمه اربعين!!!!

    وفي كل ذلك كنا نعزي أنفسنا أننا ندافع عن (الدولة الإسلامية)!! ولكن من قال أن تاريخ الحق كله أصحاب الأخدود؟!! من الذي جعل الدولة الإسلامية مدافعة؟!!! بل أنا لا أزال أقارن بين العمل الفني الدقيق الذي تم في 30يونيو بحرص شديد على عدم إراقة دماء وبين دماء غزيرة أريقت ليلة 28 رمضان بلا مبرر ولا أجد إجابة لسؤالي كيف إنتهينا من إلتزام صارم بإحداث تغيير فني غير مسبوق بدون دماء إلى سفاكين للدماء؟!! من الذي أجرى هذا البحر من الدماء بين الحركة الإسلامية وخصومها؟!! من الذي كان يسابق خطتها لإعادة الحياة السياسية ليجعلها مستحيلة؟

    نعم ليس هناك سياسة تطهير عرقي لساكني دارفور ، ولكن من قال أن المتورطين يجيزون سياساتهم بالإجماع في إجتماعات؟ من الذي امر بالطائرات لتضرب القرى الآمنة ؟ وسلح مرتزقة القبائل لقتال المسالمين ؟

    يا صديقي يسألنا الناس لم لا تتركوا الإنقاذ وشأنها وقد خرجتم عليها وتبرأتم منها فنجيب وما هو شأنها؟ ويذكرني السؤال بلقائنا بوفد وساطة العلماء لأول الأزمة فقد جاءنا بعضهم وقد أعجبه فقه علماء السلطان بأن ثمة بيعة في رقبتنا لشخص!! وهو الذي بيديه (الشوكة)!! وعليه وحفاظا على جماعة المسلمين من أن يستأصلها ذو الشوكة وجبت طاعته، وكل ذلك الذي تعلم من فقه عهود الإنحطاط الذي يعلي قدر الفرد فوق الجماعة خلافا لكل تعاليم الدين السمحاء وتدريباته العملية اليومية في الصلاة والصوم والحج والزكاة، وأصدقك القول أنني كنت قد نسيت ذلك النوع من الفقه داخل قاعات كلية القانون بجامعة الخرطوم وقد آلمني أن يلحق بي إلى قاعة فندق الهيلتون تلك الليلة وأنا الذي ظننت أنني غير ملاقيه مرة أخرى ، المهم في الأمر أننا ما تركنا مجلس علمائنا الأجلاء إلا وقد صاح أحدهم لأخر أرأيت فقه إخواننا السودانيين هم يقولون لك أن شوكتهم ليست عند شخص وإنما لدى الجماعة وبيعتهم ليست لفرد إنما بيعة على إقامة معاني إن تنكبها فرد أو مجموعة أو خالفوهم لم يضروهم ما داموا على الحق ، وأعجب من ذلك قول أكثرهم تطرفا في دعوته لطاعة ولي الأمر أنه لفرط ما سمع من شكوى من (صعوبة) الشيخ حسن الترابي فقد كان على وشك أن يطلب منه أن يخلي سبيل إخوانه ليقودوا الناس بفقه أيسرهم لا بفقه العزائم فإذا به يسمع منا كيف أن الشيخ (الصعب) قد رضخ ووازن بالدرجة التي تجعله يقدم الدستور إجتماعا فإذا تظاهروا عليه أخّره إجتماعين، فعلم أن ذلك ليس من فقه العزائم في شئ.

    يا صاحبي لقد خرجنا على أهلنا متمردين لوجه الله نبتغي إقامة مثال دولة المدينة ولكننا ما كدنا نبدأ حتى إنحدر بنا البعض سريعا إلى دولة الأمويين يخوفون الناس بفتاوى عهد إرهاب فقهي وفكري ما هو من الخلافة الراشدة في شئ .

    صدقني إن قلت لك أنني أتعاطف معكم فأنتم تحملون وزركم ووزرنا ولكنكم أخترتم ذلك فلا تلوموا الأخرين على خياراتكم ، لا تلوموا أمريكا فهي لم تتغير إلا بقدر وهم بعضكم أنه قد صار شريكها المدلل في الحرب على " الإرهاب" أو سذاجة بعضكم أنه يمول الحملة الإنتخابية للديمقراطيين ليهزموا الجمهوريين كأن الديمقراطيين ليسوا هم الذين قصفوا مصنع الشفاء فقط من أجل إعطاء انفسهم سندا داخليا حتى يلتقطوا أنفاسهم ليلاحقوا بن لادن في أفغانستان . لا تلوموا بريطانيا فهي لم تتغير إلا بمقدار أن تبعث لكم بالسفير الذي طردتموه ذات يوم مبعوثا للسلام !!! لاتلوموا حركات التحرر في دارفور فالذي أشعل الحريق هو الذي إستفزهم ليحملوا السلاح إن كانوا رجالا.. هكذا !!! لا تلوموا التجمع فما أخرج التجمع من البلاد إلى معارضة المنافي إلا الذي أدمن إشعال الفتن وجرجرة الحركة الإسلامية بعيدا عن أهدافها الأصيلة وضرب أسفين بينها ومنافسيها وإن كنت لا تصدقني فقل لي أي سياسة تلك التي تفصل تعسفيا طبيبا عاملا في مستشفى الخرطوم لمجرد أنه متزوج من إبنة مدير المخابرات السابق ؟!!، لا تلوموا الشعبي فنحن خرجنا عليكم وتركنا لكم الجمل بما حمل وفي نيتنا وسياستنا المعلنة أن نسترد بضاعتنا عند منعرج اللوى ، وقد شرعنا فور خروجنا في إستردادها وبعضكم مشغول بأموال وأصول أكلها ظلما وبدارا يحسب أنها كل ما لنا عندكم ولا يرى في مذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية إستردادا لأصل سياستنا في السلام حتى يجد نفسه مسوقا إلى السلام عنوة ، ولا يظن أننا جادون في قسمة السلطة والثروة حتى يبدأ أهل دارفور أخذ ما لهم عنوة أيضا ، ولا يصدق مقولتنا حول التداول السلمي للسلطة حتى يجد نفسه يهرول عنوة أيضا نحو السيد محمد عثمان الميرغني يجالسه ويبذل له من الوزارات ما لا يملك وينسى أن السيد الميرغني قد تعلم من ما لقيه السيد الصادق المهدي ،ولا أزال اذكر لقاءنا بالسيد الرئيس عشية سفر الشيخ إلى جنيف للقاء السيد الصادق فقد سألنا الرئيس ذلك المساء عن ما سيبحثه الشيخ مع السيد الصادق فأجابنا بالحرف الواحد أنهم مطمئنون إلى ان الشيخ والصادق لن يتفقا أبدا لأن ما بينهما منافسة على زعامة جيل!! .. ولكن الشيخ منذ البداية يصر على هولاء القوم _يعني الصادق والميرغني _ ويكاتبهم لذلك سمحنا له بالذهاب إلى جنيف حتى يقتنع بنفسه ، وبدلا من أن يقتنع الشيخ ذهب الرئيس إلى جيبوتي للقاء السيد الصادق ووقع معه نداء الوطن، ولكن السيد الصادق كان يعلم أن من بين مرافقي الرئيس في جيبوتي من يضمر نداءا آخر ، فقال لبعض مرافقيه أن الذي يريد الإلتزام بما يوقع يحرص على القراءة والتعديل لإدخال ما يراه ولكن الذي يوقع دون تعديل لا ينوي الإلتزام لذلك لا يهمه إن كان رأيه قد ضُمّن أم لا !!.

    هل عرفت الآن أن ليس للإنقاذ شأن نتركها وأياه؟!!.

    يا أخي لا تنتظر من أحد أن يأتي معترفا بأنه ورط الدولة كلها في فتنة دارفور، بل الذي يفعل ذلك سيستغرب عليك لومه لأنه لم يلام من قبل حين ورطنا في دماء 28 رمضان وفي بحر دماء الجنوب بعد صيف العبور، وفي فتنة أديس أبابا بل إرتفع بأعماله تلك مكانا عليا ليتسلط عليكم اليوم ، ويصبح حيث لا مكان لملامته أو جرحه وتعديله إلا ببتره وذاك آخر الدواء كما يقول أهلنا البسطاء .

    *
    نقلاً عن مدونة سودانايل - 30 /8/ 2004 م

    *
                  

01-21-2012, 09:46 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  

01-22-2012, 04:04 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)



    (7)

    تحليل خطاب الدكتورة لبابة الفضل (1) :

    كانت المجاعة عام 1306 هجرية في فترة حكم الخليفة عبد الله ود تورشين ولم تكن عام 1906 ميلادية كما ذكرت الدكتورة في ردها . وتحدثت أيضاً عن حياة الشعب الدينية التي عاشتها في سنوات طفولتها ، وهي تختلف عن الإسلام السياسي الذي انتمت إليه ،و الذي هو تنظيم تحكمه آليات ونظم و انضباط ،و ليس من بينها الحياة الدينية ، نظرية كانت أم عملية . بل تنظيم إيديولوجي حمل لافتة العقيدة و أيقونة الدعوة الإسلامية ليبتني من خلالها تنظيماً أيديولوجيا عرفنا الآن كيف بالتنظيم حكم السودان ، ولم يحكمه بالمريدين أو بالفكر الإسلامي ، بل بالمكر الإيديولوجي .
    تحدثت الدكتورة عن أنه كان لها تصوف عقلاني في مراحل صباها الأولى ، وأنها اختارت " عالم الغيب " دون الشهادة ، وتلك معضلة كل المنتمين للحركات الإسلامية ، حيث يطفون على المفاهيم الفكرية في العقيدة دون تبحُر ، ويتحدثون عن الفكر ، وهم يبعدون كل البعد عنه ، و العقلانية تُجافي الحياة التنظيمية التي تعيشها الحركة الإسلامية بكل مسمياتها ، لأن مبدأها أن الولوج عبر الفكر ،لا العاطفة .
    لم تتحدث الدكتورة عن التنظيم وتاريخ الانتماء إليه ، فهو شبكة تبدأ من قبل الثانويات ، حيث يبدأ التجنيد ، ومن ثم الالتزام بنظم التنظيم . فليس من المعقول أن تتخرج الدكتورة من جامعة القاهرة ثم تلتحق بالتنظيم المدني للحزب " رائدات النهضة " ، ومشاريع " الزواج الجماعي " أو " فضل الظهر " التي يعرف الجميع مآلاتها وخيباتها !، دون أن يكون لها دوراً تنظيمياً .

    *
                  

01-23-2012, 07:00 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)




    (8)
    تحليل خطاب الدكتورة لبابة الفضل (2) :

    عندما سألها المحرر " عبد الفتاح عرمان " عن قصة " رقصة العجكو " المشهورة في أواخر ستينات القرن الماضي التي تم تقديمها في قاعة امتحانات جامعة الخرطوم ، وكانت صورة من صور عرض الفلكلور الشعبي في الثقافة السودانية ، فما كان من أيديولوجية الإخوان المسلمين في الجامعة إلا أن هاجمت العرض وتسببت في قتل طالب جامعي ، وبعد كل ذلك تقول الدكتورة أن العنف لم يكن من طبائع الحركة الإسلامية ! . لقد كان العنف هو الأيديولوجية السائدة في الإسلام السياسي ، غير المتصالح مع المجتمع أو ثقافاته المتنوعة ، لذا كان الهجوم بالعنف ، وهو منهاج الإسلام السياسي منذ أواخر الستينات ، وعرفناه من بعد انقلاب 1989 م ، وصار منهاجاً ضد الآخر . ولم يكن اتجاهاً عاطفياً لفئة كما تدعي الدكتورة " لبابة " ، بل كان الاستئصال سمة من سمات الإسلام السياسي الذي هاجر لوطننا ، ولم يستطع زراعة الدين التكفيري في الوطن ، فأدخل الوطن وشعوبه في أزمة حقيقية أدت لانفصال الجنوب ، وتُبشر بانفصال أجزاء كثيرة من لُحمة الشعوب السودانية ، وإثبات أن الدين السياسي غير متصالح مع الشعوب السودانية أو الثقافات المتنوعة لشعوبه بطول البلاد وعرضها .

    *
                  

01-23-2012, 10:59 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)




    (9)

    lababa2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    حوار د. لبابة و عبد الفتاح عرمان

    *
                  

01-23-2012, 12:03 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)




    (10)
    تحليل خطاب الدكتورة لبابة الفضل (3) :

    عندما سئلت الدكتورة " لبابة "عن استخدام العنف في الانقلاب ، بررت ذلك بأن الحركة الإسلامية هي مثل جميع الأحزاب قامت بانقلابات ضد الدولة ، وكل الأحزاب عند استخدام القوة لم يدُم الأمر كثيراً ، ولكن الحركة الإسلامية الإيديولوجية قامت بانقلاب ضد الحكم الديمقراطي ولم تزل وبمدة قاربت 40% من مدة الحكم منذ خروج المستعمر إلى تاريخه ، وقد زورت الجبهة الإسلامية القومية أن انقلابها قامت به القوات المسلحة ، حتى انكشف سرّ الانقلاب ، وتسترت الجبهة القومية على انقلابها لمدة سنة ونصف قبل أن تعلن برنامجها الأيديولوجي وصادرت الحياة العامة وصادرت الحريات وحق الآخرين في التعبير الديمقراطي ، وأحتكر مجلس انقلابها سلطة التشريع والتنفيذ ورئاسة سلطة القضاء ، وصارت حكماً دكتاتورياً صمداً في دولة كانت بها الحياة الديمقراطية منذ العام 1954 م ، أي قبل الاستقلال .
    وهنا ملف عن الأمين العام للجبهة القومية الإسلامية ، وفيه يوضح كيف كان قرار الحركة بالانقلاب ، وكيف أنهم تستروا على البرنامج الأيديولوجي الإسلامي لمدة سنة ونصف :




    لقاء" حسن الترابي " مع الجزيرة الفضائية 2007 يتحدث عن تدبير الانقلاب بواسطة الحركة الإسلامية

    *
                  

01-23-2012, 04:35 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)



    (11)
    تحليل خطاب الدكتورة لبابة الفضل (4) :

    تحدثت الدكتورة " لبابة " عن اتفاقية سيداو ، وتقول إنها مع اتفاقية لحماية حقوق المرأة ، والنص الأساس في تعريف التمييز ضد المرأة هو الآتي :

    تتكون الاتفاقية من 5 أجزاء تحوي في مجملها 30 بنداً. وتعرف الاتفاقية مصطلح التمييز ضد المرأة بما يلي:

    (أي تفرقة أو استبعاد أو تقييد يتم على أساس الجنس ويكون من إثارة أو أغراضه توهين أو إحباط الاعتراف للمرأة بحقوق الإنسان والحريات الأساسية في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية أو في أى ميدان آخر ، أو توهين أو إحباط تمتعها بهذه الحقوق أو ممارستها لها ، بصرف النظر عن حالتها الزوجية وعلى أساس المساواة بينها وبين الرجل.)


    هنالك الكثير من التناقض بين حقوق المرأة وبين توفر تلك الحقوق في البرنامج السلفي لتأويل العقيدة ، أو نصوص الشريعة التي ترزح تحت النصوص الخاصة بحقوق المرأة ومتعلقة بحقوق المناصب ، وحقوق المساواة في الشهادة أو الميراث ، أو التفاصيل الخاصة بالسفر وعقود الزواج ، وسلطة الأزواج المطلقة ، وهي جميعاً تتعارض مع اتفاقية " سيداو " ، فكيف تتحدث الدكتورة عن خصوصية النصوص والتأويل الديني الذي يصب في التمييز ضد المرأة ؟!

    *
                  

01-24-2012, 11:52 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)



    (12)

    تحليل خطاب الدكتورة لبابة الفضل (5) :

    لم تحلّ الحركة الإسلامية أو الجبهة القومية الإسلامية ( الإخوان المسلمين ) نفسها بعد انقلاب 1989 م ، كما ذكرت الدكتورة " لبابة الفضل " ، وفي مقابلة الجزيرة الفضائية المذكورة أعلى الملف مع الدكتور الترابي عام 2007 م ، وأوضح أن الحركة التي كان يقودها هي التي قررت انقلاب 1989 م ، وأن أمين عام الحركة ذهب للاعتقال مثل غيره من رؤساء الأحزاب ، وأنهم في التنظيم لم يعلنوا الشريعة إلا من بعد عام ونصف العام ، وذلك اعتراف بأن التنظيم الفضفاض الذي تغير من " الإخوان المسلمين " ثم " جبهة الميثاق الإسلامي " ثم " الجبهة القومية الإسلامية " ثم أخيراً " حزب المؤتمر الوطني " : تعددت الأسماء ، ولكن بقي أصحاب المشروع هم قلب تنظيم الإخوان المسلمين الأصل ، الذين بقوا في ظل كل تلك التغيرات وحافظوا على قوة تنظيمهم خلال استقطابهم مجموعات انتهازية خلال مسيرتهم ، استخدموهم مرحلياً لإنجاز مرحلة من مراحل مشروعهم . لم يكن الاستيلاء على السلطة عام 1989م وفق قدرتهم كتنظيم سوداني ، بل هو التنظيم العالمي الذي جلب رجالاته المدربين للقيام بتأمين حركة الانقلاب .

    .
                  

01-24-2012, 06:17 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)



    (13)
    تحليل خطاب الدكتورة" لبابة" الفضل (6) :

    تحدثت الدكتورة " لبابة " حول أنهم يرغبون دولة إسلامية تحت نظام فيدرالي ، للجميع حرياتهم لممارستها ، ولكن ما حدث هو قيام حكم بأيديولوجية الإسلام السياسي ، وتم إعداد بناء على نيفاشا ، قانون ما يسمى " بالشريعة " لشمال السودان ، وقانون لا يني لمناطق جنوب السودان ، وذلك القانون حسب دستور 2005 الذي وقعته الإنقاذ مع الحركة الشعبية وبدون مشورة أهل السودان ، لم يُعنى بالمسيحيين في الشمال ولا الأديان العرفية في مناطق ما تسمى بالشمال . فطبقت الأيديولوجية برنامجاً للشريعة على المختلفين عن الحركة الإسلامية ، وكان النظام الفيدرالي شكلاً ، ولكنه مركزياً دكتاتورياً مارس القسوة في تطبيق المركزية ، وأحال الدولة الأرض والثروات إلى ملك خاص للتنظيم ، ولا يمارس العمل العام إلا المصطفين من التنظيم ، وتم استغلال مال الدولة والثروات الناتجة عن التعدين والبترول إلى ثروات تم استثمارها خارج السودان ، كما ذكر " علي الحاج " بأن مال البترول لم يدخل السودان " . فأين هي الدولة السودانية وأين الوطنية وأين حقوق السودانيين ؟!!!
    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 01-25-2012, 04:48 PM)

                  

01-25-2012, 04:46 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)




    (14)
    تحليل خطاب الدكتورة لبابة الفضل (7) :
    ذكرت الدكتورة أن اتفاقية نيفاشا وفرت السلام . ونعلم الآن أن الاتفاقية قامت بها الحركة الإسلامية الحاكمة والحركة الشعبية ، دون مشورة الشعوب السودانية . كان اتفاقاً أعده الأمريكيين وقدمه " دانفورث " عام 2004 م باسم برتوكول مشاكوس ، وكان نصاً غريباً على جميع الاتفاقات التي تمت من قبل . تضمنت حكماً دينياً وفق تأويل الإنقاذ وحكماً ليس له علاقة بالدين لجنوب السودان . وقرر الاتفاق " تقرير المصير لأبناء جنوب السودان ، بل حدد الاتفاق من له حق التصويت من أبناء الجنوب !!!
    ثم عرّج الاتفاق على التغول على الشمال ، وتم تغيير " أبيي " من منطقة تتبع لجنوب كردفان منذ 1905 ، إلى منطقة يقرر مصيرها " دينكا نوق " وتم إخراج الرُحل من حقهم ، بل تم قفل المناطق التي تذهب شتاء إلى بحر الزراف للسقاية ، بعد أن تم فصل أكثر من 2000 كيلو متر طولي عبر أراضي المستنقعات ، بل وقد قام الاتفاق بتحديد ما أطلق عليه " المشورة الشعبية " لجبال النوبة ولجنوب كردفان . ويستغرب المرء ، ما دخل تلك المناطق الثلاث بدولة الجنوب !!
    هذا الاتفاق قد أعده الأمريكيون وهو يحمل كماً هائلاً من الألغام ، فقد انفجرت الأرض جميعاً حروباً وليس الجنوب وحده ، فكيف تطلق الدكتورة " لبابة " مثل هذا الاتفاق الشائه أنه حقق أو يحقق السلام .!!

    *
                  

01-26-2012, 01:36 AM

سناء عبد السيد
<aسناء عبد السيد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 2093

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: واتجهت للعمل الاجتماعى لاننى شعرت بانه يرجعنى للقرية و للتضامن وذلك لان ثقافة المركز فيها الفردانية اما ثقافة القريه ففيها التضامن و التكافل، فعندما نطبخ (حلة الملاح) نقوم بتوزيع بعض منها على الجيران وكذلك ناخذ منهم، و الكبريت و ملح الطعام ناتى بهما من الجيران. ونجحت فى نقل هذه المفاهيم من الريف للحضر مثل الزواج الجماعى و زواج الزهراء ( اقلهن مهراً اكثرهن بركة)


    تحياتي اخ شقليني و مشكور على إدراج الحوار هناو و إشراكنا فيه و مشكور ايضا على تحليلك و نقدك البناء للحوار

    حزنت كثيراً و انا اقرأ النشأة و التكوين للسيدة لبابة ..فأنا من نفس المنطقة التي اتت منها السيدة المذكورة..صحيح انني ولدت و نشأت
    في العاصمة و حديثها عن المحنة و التآلف و التراحم و كل تلك القيم السمحاء التي تحدثت عنها..سمعتها مراراً من الوالدة امد الله في عمرها
    فلم يكن هناك ما يعجب له .. فمقاسمة الجيرن للملح و الملاح صفات موجودة في العاصمة ايضاًو لم يكن اهل المركز بحاجة اليك لنقل تلك القيم اليهم
    الذي كان يؤثرني في حديث الوالدة عند حديثها عن تلك المنطقة هي جغرافيا المكان ..طبيعة الريف ,البحر ,الجداول, الساقية, رعي البهايم
    زراعة القمح ,الدميرة, لم البلح .... و كل الأشياء التي لم نراها في العاصمة ..اما عن حديث السيدة لبابة عن كرم الضيافة و مقاسمة الجيران لحلة الملاح
    و الكبريت و ملح الطعام .. الخ فأحب ان اثبت للسيدة الفاضلة بأن هذة القيم ليست ثقافة قرية فقط بل كانت ثقافة متواجدة في المركز حتى السنين
    الأولى من مجيء الإنقاذ.فكيف إختزلتهاعلى انها ثقافة قرية فقط.. المركز و القرية و كل السودان كانت فيه كل القيم الكريمة يا سيدتي إلا ان جاء حزبك
    الحاكم الى قهرنا
    ما يؤسف حقاً ان من ينشأ نشأة بسيطة و كريمة في الصغر يتخلى عن ذلك في الكبر..فانتي عكستي الآية كما نقول
    بالدارجي- فيمكن للمرء ان ينشأ نشأة العوذ فيتربى على السرقة و الإحتيال فيكبر و ينصلح حاله فيقلع عن تلك الصفات ..لكن في موقفك هذا كل
    ما يمكن قوله سبحان الله عشنا و شفنا.

    (عدل بواسطة سناء عبد السيد on 01-26-2012, 01:47 AM)

                  

01-26-2012, 10:45 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: سناء عبد السيد)

    الأخت الفاضلة : سناء عبد السيد
    تحية طيبة وود كثير ، لما تفضلتِ به من ثراء للملف ولتحليل خطاب الدكتورة " لبابة "
    ألف شكر لكِ في مقاملكِ النبيل .

    *
                  

01-27-2012, 07:15 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل الملف
                  

01-28-2012, 05:06 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)



    (15)
    تحليل خطاب الدكتورة لبابة الفضل (8) :
    هذا مقتطف من رد الدكتورة " لبابة " :

    Quote: انا بفتكر بان الخير داخل الشخصية السودانية بمختلف تكويناتها و ايديلوجياتها واذا انا حجبت نفسى عنهم فانا اكون قد حجبت خير ممكن ياتينى منهم. عبرهم ربما اكتشف فهم علمى او عبرهم ربما اكتشف سنة من سنن الله، وانا مؤمنة بان الاخر بامكانه افادتك كثيرا وانا احب الربط مابين عالم الغيب و الشهادة واحب عالم الغيب من عالم الشهادة لانى احب عالم البرزخ لانى (بديت) حياتى الدينية كمتصوفه من الابتدائيه ثم بربر الثانوية فكنت وقتها اقرب للتصوف ولكن تصوف عقلانى ولم يكن شاطح او تصوف سنى ولكن عالم الغيب يضيف لديك الابعاد المفقودة فى داخل لانك مكون من بعدين وهما بعد مادى جسدى عايش فى عالم الشهادة وبعد اخر و هو البعد الروحى وهى منفوخه من الحق عز وجل وهذا هو عالم الغيب.

    آيات من الذكر الحكيم :

    {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ }الرحمن20

    {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُن فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ
    الْمُلْكُ يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }الأنعام73
    (1)
    أوضحت الدكتورة مما اقتطفناه أنها تُحب عالم البرزخ . ويبدو أنها كانت تقصد عالم الغيب ، فالبرزخ ليس هو عالم الغيب ، ويعني في الآية " البرزخ " الحاجب أو الفاصل ، وكذلك ذات المعنى في سورة المؤمنون 100آية وسورة الفرقان آية 53 . ويبدو أن الدكتورة " لبابة " قد خرجت علينا بمعنى يخالف المعاني الواردة في النصوص القرآنية ، وهي تنسب نفسها لحركة أيديولجية إسلامية المرجع وتخطئ في معنى أصيل من المصطلحات الدينية !!!
    (2)
    مقتطف من حوار الدكتورة " لبابة " :
    (وبعد اخر و هو البعد الروحى وهى منفوخه من الحق عز وجل وهذا هو عالم الغيب. )
    أترك التعبير الوارد أعلاه ، ليوضح لنا معرفة الدكتورة باللغة والمعاني الدينية ، فسريعاً ما تكشف ضحالة اللغة التي تُعبر بها ، وقراءة لما وراء النصوص التي وردت عن الدكتورة " لبابة " ، فتكتشف أن المعرفة الدينية ضعيفة ، مما يفسر أن قيادات حركات الإسلام السياسي هي أيديولوجية ، اتخذت الدين مطية لسرقة أحلام العامة في أنهم قادمون بعدالة الدين !!

    *
                  

01-28-2012, 07:04 PM

Murtada Gafar
<aMurtada Gafar
تاريخ التسجيل: 04-30-2002
مجموع المشاركات: 4726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)

    الأخ العزيز والفاضل عبد الله الشقليني تحياتي ليك وللأسرة الكريمة

    هذا ملف دسم وضعته بين أيدينا. وأشد ما استوقفني فيه قولك (الدين السياسي) وهو مبحث أعكف عليه حالياً في ظل حصد (الإسلام السياسي) لثمار ما بات يعرف بالربيع العربي. ولي في ذلك معاينات شتى. تحياتي.
                  

01-29-2012, 06:54 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: Murtada Gafar)

    الأخ عبدالله الشقليني،

    استوقفني في تحليلك لخطاب الدكتورة لبابة، ملاحظتك حول ضعف الثقافة الدينية.

    وهذا أمر ظللت أتابعه منذ أن كنت طالبا - وهذا عهد بعيد - .

    لاحظت أن الأخوان المسلمين في السودان لا يعرفون الكثير عن الدين. إنهم سياسيون يحيطون نقاشاتهم بعدد من الآيات القرآنية، المجزؤة في كثير من الأحيان، - من يحكم بما انزل الله فألئك هم ... - ولو طلبت من أحدهم قراءة الآية كلها لعجز. ويتضح هذا الضعف أكثر ما يتضح عندما يتحاور الأخوان المسلمون مع الجمهوريين. ولعل سعيهم المحموم للتخلص من الشهيد محمود محمد طه، قد أتى من هذا الباب. فالرجل يفضح جهلهم بالدين، مما يضربهم في مقتل.

    وهذا هو الجيل الذي استولى على السلطة في انقلاب الانقاذ.

    لهذا جاءت ممارسات السلطة التي أقامها بالقوة، مشوهة لا علاقة لها بالدين او الإنسانية أو بالتجربة السياسية السودانية الثرة.
                  

01-31-2012, 08:45 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: الأخ عبدالله الشقليني،

    استوقفني في تحليلك لخطاب الدكتورة لبابة، ملاحظتك حول ضعف الثقافة الدينية.
    وهذا أمر ظللت أتابعه منذ أن كنت طالبا - وهذا عهد بعيد - .
    لاحظت أن الأخوان المسلمين في السودان لا يعرفون الكثير عن الدين. إنهم سياسيون يحيطون نقاشاتهم بعدد من الآيات القرآنية، المجزؤة في كثير من الأحيان، - من يحكم بما انزل الله فألئك هم ... - ولو طلبت من أحدهم قراءة الآية كلها لعجز. ويتضح هذا الضعف أكثر ما يتضح عندما يتحاور الأخوان المسلمون مع الجمهوريين. ولعل سعيهم المحموم للتخلص من الشهيد محمود محمد طه، قد أتى من هذا الباب. فالرجل يفضح جهلهم بالدين، مما يضربهم في مقتل.
    وهذا هو الجيل الذي استولى على السلطة في انقلاب الانقاذ.
    لهذا جاءت ممارسات السلطة التي أقامها بالقوة، مشوهة لا علاقة لها بالدين او الإنسانية أو بالتجربة السياسية السودانية الثرة.

    *
    الأكرم : حامد بدوي بشير
    تحية طيبة

    إن التجارة بقوت أرواح الفقراء والعامة من أهل السودان ، هو الوسيلة لمرور التنظيم العقدي للنظام الحاكم بمسمياته الكثيرة ، وبتخفي أصحاب المشروع الذين يمسكون بلُب الحركة ، يميلون بها ما يشاءون ، لتحقيق برنامج التنظيم ، فذاك كبيرهم الذي تنكر له تلامذته في كل لقاء يتحدث فيه عن الحركة الإسلامية لا يذكر آية قرآنية واحدة ، وهو يبيع في سوق العقيدة ولا يحفظ من الذكر الحكيم كثير شيء . لا يهم لديهم إلا العباءة الفضفاضة ( الشريعة ) ... وهم لا يفقهون فكراً في العقائد .

    شكرا جزيلاً لك تفضلك بإثراء الملف .

    *
                  

01-29-2012, 10:06 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: Murtada Gafar)

    كتب الأكرم : مرتضى جعفر
    Quote: الأخ العزيز والفاضل عبد الله الشقليني تحياتي ليك وللأسرة الكريمة

    هذا ملف دسم وضعته بين أيدينا. وأشد ما استوقفني فيه قولك (الدين السياسي) وهو مبحث أعكف عليه حالياً في ظل حصد (الإسلام السياسي) لثمار ما بات يعرف بالربيع العربي. ولي في ذلك معاينات شتى. تحياتي.

    تحية طيبة لك أخي الأكرم: مرتضى

    فقد أبنتَ أنت وأوضحت ، فهنالك ملاحظات كثيرة للخطاب الإيديولوجي يسرع إلى النتائج ،
    وتكتشف أن الغرض هو الإسراع بالمطيّة إلى السلطة

    شكراً لك
                  

02-01-2012, 06:12 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)



    (16)

    تحليل خطاب الدكتورة لبابة الفضل (9) :
    نقطف من رد الدكتورة " لبابة " :

    (و الله نحنا قلنا نريد ان نقيم دولة إسلامية في إطار فيدرالي فيه حريه للجميع، انا اشتغل وغيري يشتغل وحتى لو كنا يحمل أفكارنا ضدي أفكاري أعطيه الحرية ليعمل لدرجة أن الذي يريد الدعوة للمسيحية أو اللادينية يدخل المساجد ويدعو لها ويتيح لي نفس الحرية لأدخل دوره و مؤسساته لأدعو لعقيدتي وبعد ذلك (الحشاش يملا شبكته)

    ونتعجب اين هي هذه الحرية !!!، لقد تم إلغاء عطلة أعياد الميلاد ، بعد أن تم فصل الجنوب . أين هي الحريات المسيحية ، أكل الشمال صار دينياً مسلماً !!؟؟
    أكانت الدولة وأجهزتها وأمنها إلا أن تنفذ الزي الذي تراه للمرأة ، ورأينا الجلد والسجن ، أهذه هي الحريات !؟ وجاءت الحياة الدينية المشاعة لكل الأحزاب التكفيرية التي وجدت من السودان أرضاً خصبة ، فصار السودان ملجأ كالقساة الذين يقتلون بدم بارد ، ودخل التكفيريون والقتلة أثناء تجمعات (المؤتمر الإسلامي الشعبي ) الذي تبناه كبيرهم الذي علمهم السحر ، واغتيل أحد زعماء الشيعة في فندق هلتون الخرطوم ونبت التكفيريين الذين اغتالوا المصلين في مسجد الثورة بأم درمان في منتصف التسعينات ، وما تم أيضاً في العقد الأول من القرن العشرين مسجد" الجرافة" من قتل للمصلين بدعوى التكفير .
    أين هي حرية العقيدة التي انتشرت في السودان ،وأين هي رحابة الصدور على الخلاف في الرأي !؟. وليس ببعيد من يحرق المزارات ، ويكفر من يشاء بلا حساب .
    هذا المسلك الغريب لم نشهده إلا عندما احتلت الجبهة القومية الإسلامية الحكم ، وتسلم قيادتها السرية الإخوان المسلمين التنظيم .


    *
                  

02-02-2012, 09:06 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)



    (17)

    تحليل خطاب الدكتورة لبابة الفضل (10) :

    تحدثت الدكتورة " لبابة " في حديثها مع ألوان :

    (أنا موجودة في الساحة السياسية القومية الجامعة التي تجمع كل السودانيين وهذا من الأساس.. ولكن في غياب الاستراتيجيات وانحراف المباديء واتجاهها نحو الإتجاه الشخصي، لذلك لا أستطيع أن أقول الآن أنا قومية. وأضم صوتي الى المستضعفين في المناطق المهمّشة، لكني أقرب الى حركة العدل والمساواة وحركة الأنقسنا.)

    من هذه الرد نلحظ التغيير الذي بدأ في خطاب الدكتورة ، بدأت تتحدث عن غياب الاستراتيجيات وانحراف المبادئ واتجاها نحو الشخصي .
    لقد حكمت الجبهة القومية الإسلامية بجميع مسمياتها السودان لمدة 40% من تاريخ السودان منذ الاستقلال إلى حاضرنا ، ولم تزل تتحدث عن فشل الحكومات السابقة وأنها جاءت بالسلام والحل لمشكلة الجنوب ، وها هي الحرب اتقدت في جميع أرجاء البلاد ، وما كان الحل سوى الانفصال ، وصارت الدولة الوليدة من ألد أعدائها ، ولم تحل معظم الألغام التي وضعها " دان فورث " في وثيقة مشاكوس . أدخل " أبيي" التي ضمها المستعمر عام 1905 لكردفان ، ونزعتها الاتفاقية ليكون مصيرها لاستفتاء !!! . ونزعت جنوب النيل الأزرق وجبال النوبة بمسميات : " الجيوش المشتركة " و " المشورة الشعبية " كأن أقاليم السودان قد سادتها مشورة شعبية!! ، فقد جاءت الإنقاذ بانقلابها ودانت السلطة والثروة للجبهة القومية الإسلامية ، ولم تترك شيئاً لأحد ، حتى المقربين منها ومن صلب الحركة في الأقاليم باتوا يشتكون من مظالم الدكتاتورية .
    وها هي الدكتورة تتحدث عن غياب الإستراتيجيات وبدأت تتحول الدولة إلى " مصالح أشخاص " !!! . لقد علمت الدكتورة الآن ، بعد أكثر من اثنين وعشرين عاماً ، فقد كانت في عينيها غشاوة السلطان ، ولم تكن تعرف عن الشعوب السودانية المقهورة كثير شيء !!

    *
                  

02-07-2012, 03:24 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)

    و نواصل
                  

02-08-2012, 05:27 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)





    (18)
    تحليل خطاب الدكتورة" لبابة" الفضل (11) :
    لقد فاجأنا كثيراً ردود الدكتورة " لبابة " في مقابلة صحيفة " ألوان " فبدأت تتحدث عن المظالم في الأرياف ، وبدأت الحديث عن حركة العدل والمساواة وأنها من أقرب التنظيمات لانتمائها !! . يبدو أن الدكتورة قد تزلزلت قيمها !!!
    ونتعجب ما الذي حدث للسيدة الحديدية التي حملت أيديولوجية الإسلام السياسي ، وبدأت تتحدث عن الفساد ، وعن غياب الإستراتيجيات . يبدو أن الدكتورة قد بدأت متأخرة جداً في غسل يديها من أعمال التنظيم السياسي ، بل وختمت حديثها في عبرة مصير " القذافي " للذين فوق العشرين عاماً في السودان !!!

    *
                  

02-14-2012, 04:47 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)





    (19)
    تحليل خطاب الدكتورة" لبابة" الفضل (12) :
    *
    نقدم للدكتورة " لبابة " كتاب أحد قادة الإسلاميين ، وهو الوحيد الذي رفض قصة الانقلاب ومسيرة الحركة الإسلامية في السلطة ، ويتحدث اليوم عن شباب من يسميهم " الحركة الإسلامية " وهي تحاول الخروج من البيات الشتوي القسري حسب ما يرى :
    *

    حكاية الحركة الإسلامية مع حكومة «الإنقاذ» .. بقلم: أ.د.الطيب زين العابدين

    بمناسبة الحراك الواسع في أوساط الإسلاميين لمراجعة العلاقة بين الحركة وحكومة الإنقاذ وحزب المؤتمر الوطني، ينبغي التعرض لنشأة هذه العلاقة وتطورها الذي أدى إلى إخفاء الحركة عن الوجود رغم أنها هي التي دبرت وصنعت الانقلاب العسكري بعناصرها النظامية والمدنية، وأعطته السند الجماهيري الذي يحتاجه، والكوادر المؤهلة التي تسلمت المسؤولية التنفيذية في الدولة، وقيادة مؤسسات الخدمة المدنية والقضائية التي أمكنت الحكومة من تنفيذ سياساتها، بل وخف لمساندة جيشها المتعب آلاف الشباب الذين انخرطوا في الدفاع الشعبي ذوداً عن وحدة الوطن في أحراش الجنوب، وجلبت للحكومة أموالاً كثيرة كانت في أشد الحاجة إليها من أصدقاء الحركة في خارج السودان. أليس غريباً أن الحركة التي فعلت كل ذلك تكون هي التنظيم السياسي الوحيد الذي يختفي عن الساحة السياسية السودانية وبتدبير من قيادتها الحاكمة؟ ويتولى تمثيلها في سلطة الدولة العليا نفر قليل لم ينتخبهم أحد، اختارهم شيخ الحركة في البداية لقربهم منه ثم انحازوا إلى جانب السلطة بعد المفاصلة. والآن تتحدث قيادة الحزب الحاكم عن محاسبة الإسلاميين الذين كتبوا مذكرة تطلب تصحيح الأوضاع في الدولة والحزب! يا سبحان الله مَنْ يحاسب مَنْ؟ فقد كتب هؤلاء الشباب بصفتهم أعضاءً في الحركة الإسلامية ولا سلطان لقيادة المؤتمر الوطني على الحركة الإسلامية، كما أن تلك القيادة ليس لها أي موقع في أجهزة الحركة المجمدة منذ المفاصلة. وهذا الوضع الغريب الشاذ يحتاج إلى شرح وتفسير حتى يلم هؤلاء الشباب بتطورات الأحداث التي أدت إلى هذه الحالة المؤسفة.

    ما كانت الحركة الإسلامية ترغب في اللجوء إلى انقلاب عسكري لتستلم عن طريقه السلطة، فقد استفادت من المناخ الديمقراطي رغم قصر مدته، واستطاعت أن تنمو وتتمدد في القطاعات الحديثة وفي المدن، مما جعلها القوة البرلمانية الثالثة بجدارة في انتخابات 1986م، ولكن طلابها في المرحلة الثانوية الذين التحقوا بالجيش رغبوا في ضم آخرين لهم، فأُذن لهم بحجة أن كل الأحزاب، خاصة الأيديولوجية المنافسة لها، تفعل ذلك وقد نحتاج يوماً ما لحمايتهم. وبعد مذكرة كبار الضباط في فبراير 89م التي أبعدت الجبهة الإسلامية من المشاركة في الحكومة، بدأ التفكير في التغيير العسكري، وكان الخيار الأول أن يحدث من خلال ثورة شعبية ضد «حكومة القصر»، وبالفعل خرج آلاف من شباب الحركة الإسلامية يهتفون ضد الحكومة في شوارع الخرطوم طيلة شهر رمضان في تلك السنة، ولكن الاستجابة الشعبية لهم كانت ضعيفة. وقدم اقتراح الانقلاب العسكري الصرف إلى الهيئة التنفيذية للجبهة الإسلامية «27 عضوا» بحجة أن الحكومة ضعيفة وحالة الجيش يرثى لها وحركة التمرد أصبحت تزحف شمالاً نحو الكرمك وقيسان وقد تهدد الخرطوم، وأن هناك ثلاث محاولات انقلابية تعد لها جهات معادية للجبهة الإسلامية التي ستكون أول ضحاياها «حزب البعث، المايويون، الجبهة القومية وهي شتيت من أبناء المناطق المهمشة»، وأن الغرب لن يدع الإسلاميين يصلون إلى السلطة بطريق ديمقراطي «إسقاط الترابي في دائرة الصحافة نموذجاً»، ثم إن الاستعداد للانقلاب جاهز أكثر من أي انقلاب سابق ومضمون نجاحه. وكانت أكثر الحجج تأثيراً على المجتمعين حجة المحاولات الانقلابية وعلى رأسها محاولة حزب البعث التي أوشكت على ساعة الصفر. وكان التفاهم على مستوى القيادة أن الحكومة العسكرية لا تبقى لأكثر من ثلاث سنوات تعود بعدها الحياة المدنية والتعددية السياسية إلى حالتها الأولى، وحينها ستكون الحركة الإسلامية قد تمددت في مفاصل الدولة والمجتمع مما يمكنها من الفوز الانتخابي في معظم أنحاء السودان. ووافقت الهيئة التنفيذية دون أن تعلم الكثير عن تفاصيل التنفيذ أو شخصيات الحكم.

    وبعد نجاح الانقلاب واستلام السلطة وقعت الكارثة الأولى، وهي حل مجلس شورى الحركة الإسلامية، ثم تبعه حل كل أجهزة الحركة. وكانت الحجة الأساسية التي قال بها الشيخ المبدع تبريراً لحل مجلس الشورى: إن الذين يتولون السلطة الدستورية الآن من عسكريين ومدنيين هم «إخوانكم» ويعملون لتحقيق أهدافكم، فكيف تجتمعون لوحدكم وتتخذون قرارات ملزمة لهم دون أن تشركوهم في الأمر؟ ودون أن تستفيدوا من معلوماتهم في أجهزة الدولة التي ينبغي أن تبنى عليها القرارات. ورغم قوة الحجة إلا أن قرار المجلس كان إعادة صياغة الحركة من قواعدها إلى قيادتها وفقاً لمتغيرات السلطة على أساس انتخابي. وقبل الأمين العام مقترح حل مجلس الشورى وجمد بقية القرار لعدة سنوات، وأصبح مجلس الشورى مجلساً معيناً يزدحم بالمسئولين والوزراء الذين يعينهم شيخ الحركة! وفقدت الشورى أهم مقوماتها وهي الانتخاب وحرية المداولات دون خشية من أحد. وأثرت تقاليد السلطة العسكرية التراتيبية على الحركة المدنية الشورية بدلاً من العكس، فأصبحنا نسمع في أجهزة الحركة: «بالتنوير» من المسؤولين عن الأوضاع بدلاً من التداول لاتخاذ القرار المطلوب، وأن مشكلة قيادة الحركة تأتي من المدنيين وليس العسكريين المطيعين، وأن القيادة مشغولة بتصريف أمور الدولة الضاغطة وليس لديها وقت للتواصل مع القواعد. وقيل لقدماء الأعضاء إن دورهم قد انتهى وجاء دور جيل جديد! وأصبح الحديث عن الحصار على السودان والمؤامرات الأجنبية ضد الحكومة الإسلامية والمواجهة العسكرية مع حركة التمرد مبرراً للقيادة أن تنفرد باتخاذ كل القرارات في غيبة تامة للقواعد ولكثير من القياديين خارج الحلقة الضيقة. وذهبت الاحتجاجات والمذكرات العديدة التي رفعت لشيخ الحركة أو للقيادة الدستورية أدراج الرياح.

    وحين جاءت المفاصلة في عام 1999م كانت الحركة الإسلامية من الضعف بمكان، فلم يكن لها دور يذكر في معالجة الأمر، وكانت السلطة وما تحتها من نفوذ هي معيار المنافسة بين القصر والمنشية، فكسب القصر الجولة دون كبير عناء، وانحاز إلى صاحب القصر حيران الشيخ الأقربين بحجة أن السلطة هي أكبر انجاز للحركة فكيف يضيعونها. وعندما استتب الأمر لمجموعة القصر رأت أن ترضي أشواق الإسلاميين بإنشاء كيان لهم دون أن يكون له أدنى دور في الحياة العامة، لأن المؤتمر الوطني سيكون هو الحزب الحاكم الذي يحتكر العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفئوي والثقافي، وسمي التنظيم بـ «الكيان الخاص» ثم بعد ذلك بالحركة الإسلامية، التي تعقد مؤتمراً عاماً كل سنتين أو أربع، ولها أمين عام ينتخب في المؤتمر كل أربع سنوات، ولها مجلس شورى قومي، ومجالس شورى في الولايات، وأمانة تنفيذية في كل ولاية. وحتى يطمئن أهل السلطة إلى أن هذه الحركة لن ترفع رأسها عليهم في يوم من الأيام جعل على رأس كل جهاز من أجهزتها مسئول تنفيذي كبير في الدولة يأخذ مخصصاته من الحكومة وليس لديه وقت للاهتمام بجهاز الحركة الموكل إليه، وأسندت حراسة اجتماعات الحركة الفارغة المضمون إلى جهاز الأمن الشعبي المرتبط عضوياً ومالياً بالدولة، ونصَّت لائحة الحركة على أن كل عضو فيها هو بالضرورة عضو في المؤتمر الوطني. وقد يكون هذا هو المدخل لمحاسبة الإسلاميين الذين تجرأوا بكتابة مذكرة تنتقد الأوضاع الخربة في الدولة والحزب! ومع كل هذه الضوابط المقيدة لنشاط الحركة اليتيمة زيد عليها أنها حركة غير مسجلة لدى أي جهاز من أجهزة الدولة، وليست معلنة للملأ، وليس لها أي نشاط من أي نوع باسمها، ومع ذلك يحضر مؤتمرها العام رئيس الجمهورية ونائبه الأول وطائفة من الوزراء والمسؤولين والضيوف! فالقصد هو إرضاء الأشواق القديمة التي يكفيها هذا القدر من الوجود الشكلي.

    وصرح بعض الصادقين من قيادات الحزب الحاكم أمثال ابراهيم أحمد عمر وأمين حسن عمر وغيرهم، أنه ليس هناك داعٍ لتنظيم آخر للحركة الإسلامية، فتنظيم الحركة الجديد هو المؤتمر الوطني، وشيخ الحركة المبايع هو رئيس الدولة. وكان الله يحب المحسنين! ولكن بعض أساطين المكر يظنون أن غياب الحركة قد يغري بعض المشاغبين أو شيخها القديم بإنشاء حركة إسلامية خارج السيطرة، لذلك من الأسلم إبقاؤها قيد الحبس المنزلي بكل تلك الشروط المكبلة التي تجعلهم يأمنون جانبها من كل الوجوه. وآن للحركة الإسلامية التي جاءت هذه السلطة على ظهرها، وحكمت باسمها لأكثر من عشرين عاماً، وفعلت بالبلاد والعباد ما فعلت، أن تسترد كيانها المغتصب وحقها المهضوم، وأن تبرز مرة ثانية للوجود تنظيماً مسجلاً ومعلناً ومستقلاً. وهذه الململة السائدة حالياً في أوساط الإسلاميين علامة صحة وعافية، وعليهم أن يقطعوا الشوط حتى نهايته، فلن يخسروا سوى الأغلال التي كبلوا بها والسمعة السيئة التي لحقت بهم من جراء فعائل الدولة الغاشمة!!

    http://www.sudaneseonline.com/2008-05-19-17-39-36/1...44------lr-----.html

    *
                  

02-16-2012, 05:49 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)

    ونواصل
                  

03-01-2012, 03:52 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (د. لبابة الفضل) وحوارها مع (عبد الفتاح عرمان) و الأمن القومي ! (Re: عبدالله الشقليني)




    (20)
    دكتور إبراهيم الكرسني يرد على مقالات دكتور الطيب زين العابدين :

    القوة الناعمة (3): ’الإنقاذ‘.. و’قيم الدين الكبري‘!! .. بقلم: إبراهيم الكرسني
    الأربعاء, 29 شباط/فبراير 2012


    إن أحد أكبر الخطايا التى إرتكبتها الإنقاذ هي إطلاقها لوحش ’الهوس الديني‘ من عقاله حتى كاد أن يقضي على الأخضر واليابس فى البلاد. وقد نجحت الإنقاذ فى ’تديين‘ السياسة، بدرجة فارس، كوسيلة لإستغلال الدين الإسلامي الحنيف لتحقيق مآرب دنيوية رخيصة لا تمت ل’قيم الإسلام الكبرى‘، كما وصفها السيد الطيب زين العابدين فى مقاله ذاك، حيث قال، "تجرأ النظام على التضحية بقيم الإسلام الكبرى في إقامة العدل وبسط الشورى والحرية والمساواة بين الناس، وفي محاربة الفقر والفساد، وضرب المثل الأعلى في الأمانة والصدق والعفة والزهد. واختار بدلاً عنها أن يعنى بمظاهر الإسلام وشكلياته وفروعه ليخدع بها العوام من الناس؛ فأصبحت تربية اللحية وحجاب المرأة، والصدع بالشعارات الدينية الجوفاء وإقامة المهرجانات والاحتفالات، واحتضان المداحين والمنشدين ، والتقرب من شيوخ الطرق الصوفية والجماعات السلفية في نفس الوقت، وطلب المعونة من «الفقرا» الذين يجلبون من داخل السودان وخارجه لحل معضلات السياسة والاقتصاد".
    إن الطيب زين العابدين لم يأت بجديد فى إقراره بالإعتناء ’بمظاهر الإسلام وشكلياته وفروعه ليخدع بها العوام من الناس‘، فقد قال بذات الحديث شهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه قبل عشرات السنين من هذا المقال. وقد كان نتيجة قوله الشجاع ذاك، وصدحه بصحيح الدين أمام دكتاتور آخر لا يقل جنونا عن قادة ’الدولة الرسالية‘، وتحذيره من مخاطر ’الهوس الديني‘ على وحدة البلاد وتماسك المجتمع، أن علق الفكر على أعواد المشانق من قبل نفس قادة ’الحركة الإسلامية‘ التى يتباكى عليها الطيب زين العابدين الآن.
    لقد صدقت نبوءة الشهيد محمود، حيث قسمت مجموعات الهوس الديني البلاد الى جزئين، على الأقل حتى وقتنا الراهن، والله وحده يعلم أي مستقبل ينتظر وحدة ما تبقى من البلاد، فى ظل حكم هذه المجموعات الضالة، ويأتي فى قلبها بالطبع ’الحركة الإسلامية‘. وفوق هذا وذاك فقد أحدثت دمارا شاملا فى نسيج المجتمع السوداني يصعب رتقه فى المدى القريب، وما سكان دار المايقوما سوى أبلغ دليل على صحة ما نقول.
    لكن المدهش حقا بعد كل هذه التجربة المريرة من حكم الإنقاذ أن يأتى الطيب زين العابدين ليحاضرنا عن ’قيم الدين الكبرى‘ التى فارقتها الإنقاذ ’فراق الطريفي لي جملو‘! يحدد لنا الكاتب تلك القيم الكبرى فى ’العدل و المساواة والحرية والصدق والأمانة والشوري والمحاسبة‘. إذا كان الطيب زين العابدين صادقا فعلا فيما يقول، على إعتبار إقراره بأن الصدق يعتبر أحد القيم الكبري للدين، فلماذا وافق على كذبة الإنقاذ البلقاء التى بدأت بها عهدها فى مسرحية، ’إذهب الى القصر رئيسا وسأذهب الى السجن حبيسا‘، التى أخرجها كبيرهم الذى علمهم السحر قبل نجاح إنقلابهم المشؤوم؟ إن عضوية الطيب زين العابدين فى مجلس شورى الحركة الإسلامية، منذ أواخر ستينات القرن الماضي على الأقل ، توضح لنا بجلاء بأنه كان يعلم بتلك الكذبة سلفا، وتقف بالتالي دليلا على موافقته على إتخاذ الكذب الصراح كأسلوب عمل ومنهج معتمد لتحقيق مقاصدهم السياسية، أليس كذلك؟ لماذا لم يعترض الطيب زين العابدين على تلك الكذبة الكبرى بإعتبارها مخالفة لقيم الدين الكبري وقتها؟ أم إن قيم الدين الكبري قد إلتبست عنده بالسياسة، فى تلك الفترة العصيبة من تاريخ ’الحركة الإسلامية‘ فغلب السياسة على تلك القيم الدينية الكبري ’ليخدع بها العوام من الناس‘؟
    يتحدث الطيب زين العابدين كذلك عن الحرية والشوري ويقر بها ضمن الإطار الذى حدده للقيم الكبري للدين. إن هذا الإقرار وحده يقف دليلا على أنه يعتبر أحد قادة ومنظري ’مجموعات الهوس الديني‘. وإذا لم يكن الأمر كذلك فكيف وافق سيادته على تنفيذ إنقلاب عسكري على نظام ديمقراطي منتخب كان حزبه يشكل ثالث أكبر كتله البرلمانية؟
    وإذا ما وجدنا العذر للطيب زين العابدين فى كل الجرائم التى إرتكبتها ’الحركة الإسلامية‘ قبل إنقلاب الإنقاذ، فكيف يا ترى نجد له العذر فيما إرتكبته من جرائم كبرى فى حق الشعب والوطن قرابة الربع قرن من الزمان؟ وسوف نضع ’قيم الدين الكبري‘ التى حددها هو بنفسه كمرجعية للحكم على مواقفه، وليس ما يسود به الصحف من لغو الحديث. أقر الطيب زين العابدين بالعدل والمساواة، كأحد مكونات تلك القيم. إذن سؤالنا للكاتب هو: لماذا لم ينبت لسانه ببنت شفة حينما رأى بام عينه عددا كبيرا ما قادة ’الحركة الإسلامية‘ قد،"أوغل في الوحل الذي سقطت فيه الحكومة. وما عاد معيار الفلاح في أوساط سدنة النظام أخلاقياً كما ينبغي أن يكون، بل أصبح هو جمع المال والصعود في المناصب وتكوين الشركات والتطاول في البنيان وتعدد الزوجات واقتناء العربات الفارهة وقضاء الإجازات خارج البلاد"؟ أين ’الزهد والعفة‘ التى يتحدث عنها ’هؤلاء الناس ‘كمعيار للقوي الأمين الواجب التمكين؟ هل إكتشف الطيب زين العابدين مفارقة جماعته لقيم الدين الكبرى ولمعيار النجاح فجأة، وبعد مرور أكثر من عقدين من تسلطهم على رقاب العباد ومقدرات البلاد؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك فلماذا صمت السيد زين العابدين صمت القبور ، ولم يسجل موقفا واحدا معلنا ضد هذا النهج حينما كان قادة ’الحركة الإسلامية‘ ينهشون فى ثروات البلاد كالكلاب المسعورة طيلة هذه الفترة ،وهو يعتبر أحد طهاة مطبخ ’الحركة الإسلامية‘ الذى أنتج لنا وجبات الإنقاذ الفاسدة التى سممت دماء معظم بنات وأبناء شعبنا وتركتهم يصارعون الموت البطئ طيلة سنوات حكمهم الكالحة؟
    لكن ثالثة الأثافي حقا تمثلت فى تحديد الطيب زين العابدين ’الأمانة والمحاسبة‘ كأحد أركان ’قيم الدين الكبري‘. لقد كان سيادته يعلم يقينا بسياسة التطهير والتمكين " التي اتبعها النظام منذ استيلائه على السلطة بمنهجية مخططة حتى يسيطر على كل مفاصل الدولة النظامية والمدنية والاقتصادية"، ذلك أنها طبقت وفقا ل’منهجية مخططة‘، كما أقر ’بعضمة‘ لسانه فى المقال المشار إليه، وبالطبع يأتي السيد زين العابدين فى طليعة من صاغوا تلك المنهجية والخطط، بإعتباره كادرا قياديا فى ’الحركة الإسلامية‘ وأحد منظريها. إن أخف أوجه نتائج تطبيق هذه السياسة الظالمة هو ما أقر به الطيب زين العابدين نفسه حيث قال، " وكانت النتيجة أن أبعد أهل الخبرة والكفاءة من قيادة الدولة ليتسلمها أهل الثقة والولاء الذين لا حظ لهم من خبرة أو كفاءة أو تأهيل. ومن الطبيعي أن يتدهور أداء الخدمة المدنية والنظامية والمؤسسات والمشروعات الاقتصادية لأن المعيار السياسي،وأحياناً القبلية أو الشللية،أصبح هو الحاكم لتعيين المسئولين في تلك القطاعات، وتبع ذلك التستر على فشلهم وفسادهم".
    إذا كان الطيب زين العابدين ’شاهد عصر‘ على كل ذلك، فلماذا يا ترى ’التستر على فشلهم وفسادهم‘؟ ألم يكن هو نفسه، جراء هذا الموقف، مخالفا لقيم الدين الكبري؟ بل أليس فى موافقته على إنقلاب عسكري على النظام الديمقراطي من أساسه يعتبرمخالف لقيم الصدق والأمانة، التى وضعها هو نفسه ضمن مكونات قيم الدين الكبري؟ أم أنه قد وقف ذلك الموقف ل’حكمة سياسية‘، وليس جراء ’مبدأ ديني‘، كما أفتاه بذلك شيخه أبو الأعلى المودودي، حينما كان سيادته ’مرطبا‘ بعاصمة الضباب فى مطلع سبعينات القرن المنصرم؟
    إن هذه الحكمة السياسية هي التى أحكمت على رقاب شعبنا نظام دكتاتوري متجبر، وفرضت عليه دولة الفساد والإستبداد، وأذاقته الأمرين، ونهبت ثرواته وموارده، وشردت أبناءه، وأغتصبت نساءه، ودمرت نسيجه الإجتماعي وإقتصاده، وفرطت فى وحدة البلاد. هذا إذا ما إقتصرنا فى حصرنا هذا على الجرائم الكبري التى إرتكبها نظام الإنقاذ فى حق الشعب والوطن، والتى حتما كنا سنتفاداها لو إلتزم الطيب زين العابدين وإخوانه فى مجلس شوري ’الحركة الإسلامية‘ ب’قيم الدين الكبري‘ وليس بقيم السياسة وحكمها التى لم تورثه سوي الندم.
    فإن كان الأمر كذلك، فإن صدق الطيب زين العابدين فى إبداء ندمه عما فعل بالشعب السوداني لن يؤكده معسول الكلام والمقالات التى يسود بها صفحات الصحف. بل يؤكده إصدار بيان صريح موجه للشعب السوداني يقر فيه بمسؤوليته فى تنفيذ إنقلاب الإنقاذ المشؤوم، وبرعايته له لفترة عشرة أعوام على الأقل، إن لم يكن أكثر من ذلك، وبتحمل نتائج جميع الموبقات و الجرائم التى نفذت جراء ’الخطط الممنهجة‘ التى ساهم فى صياغتها وإقرارها. وأن يساعد كذلك، بما يتوفر لديه من معلومات بحكم موقعه القيادي فى ’الحركة الإسلامية‘، فى كشف من إرتكبوا تلك الجرائم و الموبقات، سواء كان ذلك أفرادا أو تنظيمات، علنية كانت أو مستترة. أو على الأقل فى كشف من هم وراء إرتكاب الخطايا الست التى عددها هو بنفسه فى ذلك المقال، لأن شعبنا قد إكتوى بنيران ستمائة خطيئة لدولة ’البدريين‘ على الأقل، إن لم يكن أكثر من ذلك بكثير!!
    هذا هو الطريق الصحيح لمعالجة المواقف المخذية لقادة ’الحركة الإسلامية الموؤودة‘، كما وصفها الطيب زين العابدين، وصمتهم على تلك الجرائم، إن لم يكن مشاركتهم فى إرتكابها. إن أمر أمر معالجة تلك الجرائم يتوقف، بعد هذا الإقرار، على من أرتكبت فى حقهم تلك الجرائم، إما العفو أو أخذ حقهم عن طريق المحاكم. ولكن الحق العام لا يمكن العفو فيه. فسينال كل من إرتكب جريمة فى حق الشعب والوطن جزاؤه العادل وفقا للقانون الذى يطبقه قضاء عادل مستقل. لكن معسول الكلام لن يقنع أحدا، مهما كانت رشاقة أسلوبه، حتى وإن أوتيت مجامع الكلم!!

    http://www.sudaneseonline.com/2008-05-19-17-39-36/9...11---3--------.html*
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de