يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 02:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-12-2012, 09:22 PM

Khalid Osman Jaafar
<aKhalid Osman Jaafar
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 1031

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي (Re: Khalid Osman Jaafar)



    يوميات طبيب متسول

    في الزمن الجميل نشرت في جريدة الصحافة يوميات طبيب متسول. و كنت حينها طبيب عمومي سنة 1980. كانت قصة حقيقية، حيث كنت في زي شحاذ متسول، فالشعر منكوش والجلباب الممزق متسخ وأرتدي فردة سفنجة. وكان النشاذ الوحيد العربة البيجو الحمراء .. خرجت ومعي صديقي هاشم دولة الذي كان يسجل كل ما يسمعه .. خرجت متسولاً من ود نوباوي الى مستشفى الخرطوم الذي أعمل به و كلية الطب و الصيدلة و شوارع اخرى. وكانت نتيجة التجربة أربع دراسات تم نشرها لاحقاً و توقفت بعدها عن الكتابة .

    رواية "عندما تمطر الخرطوم" هي آخر الاصدارات و الآن و بعد ثلاثون عاماً تعود الذكرى و يعود القلم .



    يوميات طبيب متسول و تخريج راستات

    - و ظهر طفلة انحنى..

    - تباطأت الخطوات و وهنت الأرجل والشنطة الغبراء على الكتف تئن .. المقرر للآباء و الامهات .. و غرق اللهو في بركة البلهارسيا والملاريا و الفلاريا فسألتني طفلتي عن سرطان المثانة و ضيق عنق الرحم و تعسر الولادة !

    - الذاكرة الخربة لا تجيب و مقرر رابعة طب قد تبخر مع الزمن فتحايلت عليها و طلبت كوب ماء فأضافت: لكن حتشرح لي تمدد الغدد الليمفاوية و الوريد البابي الكبدي ..

    - استرقت النظر لكتابها سريعاً قبل ان تأتي بكوب الماء فجاوبت عن جهل و انا طبيب ..


    - شرطي المرور يعترضني عند مدخل كوبري ام درمان ناهراً (دي عربية منو السارقة) .. التجربة في بدايتها و لا وقت للنقاش و ضحكته الساخرة لا تزال ترن في اذني و هو يرى بطاقة نقابة الاطباء و كفٍ على كفٍ عجب.

    - في ام درمان الأهلية الثانوية كنت و صديقي د. شبيكة نأتي باكراً لنلعب كرة القدم و نتسابق بعد الحصة الثانية لميدان الكرة فنحدثها و تحدثنا و تهتز العارضة و بعد الحصص ماتش و في العصر تمرين و ليلاً كتاب و الوجه ضاحك ..

    - عند باب مستشفى الخرطوم منعني الخفير من الدخول فقفزت من السور و د. تجاني ابو قصيصة و د. هدى حسن يتراجعان للوراء دهشة وحيرة قبل ان ينطلق السؤال (الفاتح مالك !!؟)

    - في زيارة لثانوية أحد أبنائي قبل امتحان الشهادة الثانوية وفي ساعة صفاء خلف الفصل صبية يتقاذفون الكرة و برغم البالطو الابيض لعبت معهم و ضحكت كثيراً عندما قال أحدهم (ما تكسر الدكتور) .. و رأسية مع التصفيق فامتلأت جوانب المكان تلاميذ و اساتذة و دق الجرس ..

    - قال المعلم قيام و قلت جلوس .. كتبت على السبورة بضع كلمات .. ضحك الطلاب من النكتة فطلبت من أحدهم ان يحكي قصة و سألت آخراً عن نظارته و الاستاذ يمضي جيئة و ذهاباً و الوقت يمضي ..


    يا ربيع الدنيا في عيني يا نور قلبي يا معنى الجمال
    يا اخت روحي يا آماني هواي في دنيا الخيال

    - كنت ادندن بهذه الابيات و انا ادخل كلية الصيدلة و عثمان حسين يشدو في طب الخرطوم
    - و حسناء وسط مجموعة من الطلاب ذهبت اليها و رددت الاغنية ثم طلبت منها بلغة انجليزية قرشاً فأعطتني ريالاً قلت بذات اللغة (قلت قرشا فقط) قالت و في عينيها بريق غريب و في شفتيها المرتجفتين خوف (شيله كله) و طالب آخر اعطاني قرشاً فاعطيته سيجارة و الاغنية تتردد فقال احدهم (ده مجنون عثمان حسين ) و اعطاني بضعة قروش

    - تسمرت أقدامهم ارضاً و الدهشة سيدة الموقف عندما قلت
    (god bless you , please read carefully the side effects of drugs)

    - كلية الطب في عرس و عثمان حسين يزيد الليل قمراً و عند الباب جلست ماداً يدي .. شحدت بالعربية و الانجليزية و الالمانية .. و حصيلة نقود لا بأس بها و مرتبي ثمانية و سبعون جنيهاً .. ثم تحدثت مع البعض أدباً و فناً و سياسة و كان ....


    - في ليلة شتوية و بعد عناء يوم مضني بالمستشفى نمت عميقاً فأيقظتني زوجتي (حرامي في البيت) .. تناولت المسدس سريعاً و خرجت متسللاً للصالة ثم عدت سريعاً .. قالت و الخوف في عينيها (في شنو)
    قلت : الحرامي بيلعب في البلاي ستيشن
    قالت : رابعة طب الخرطوم ما فيها لعب ده حيترفت
    قلت : لم ينته اللهو بعد ...


    - داون تاون الخرطوم 80 و شارع الجمهورية يتلألأ بانواره و لافتاته و طيبة اهله .. و بالقرب من أتِني مكتبه للكتب الانجليزية .. وشحاذ انا .. اثنان خلف الكاونتر و ثلاثة زبائن .. لن اصف حالهم وانا اسألهم عن بعض الكتب لدستوفسكي و تولستوي و مكسيم جوركي .. قال معاك قروش .. اشتريت الكتب و طلبت منه ان يحتفظ بالباقي حتى الصباح و قد كان ..

    - و شاب انتحر لهزيمة الهلال ...

    - و كرة الرمل تتشتت تحت أقدام ابناء مازدا و آه ي القلب فكف عن الضجيج .
    قالت : غوارديولا احسن من مورينهو و برشلونة فريق متجانس و ميسي المايسترو ..
    و رد : ريال مدريد و المان و بس .
    استرقت السمع و لم استطع المشاركة لجهلي بما قد يأتي .. و الوالي و الادريس و الدواء تحت اقدام اللاعبين ...

    - و خاطبت عيناي في لغة الهوى عينيك .

    - أشارت بطرف العين خيفة أهلها اشارة محزون و لم تكلم .. فايقنت ان القلب قد قال اهلاً و سهلاً بالحبيب المتيم .. و حبيبي مفلس .. كوب شاي و تسالي و عين على شرطي النظام العام .

    - البيجو الحمراء في القسم الشمالي و الشرطي يطردني فأسبه و يداي كالراقص على نار تتأرجحان يميناً و يساراً تستجديانه في صمت ليدخلني (الحراسه) و لكنه حتى و هو يري جيبي الملئ بالنقود (!) استجداني بكلمات رقيقة ان اذهب فذهبت...

    - صيدلية ابن سينا تعج بالمرضى ليلاً فطلبت دواء .. قال الصيدلي معاك روشتة .. قلت طبيب .. ضحك .. تناولت قصاصة ورق و كتبت وصفة طبية فأرجعها لي .. ناولته بطاقتي فلم يعطني الدواء ...

    في برنامج لإذاعة BBC مع المذيعة المتألقة إسراء زين العابدين في حديث عن الماضي والحاضر .. كنت وزوجتي د. وصال عابدين نمثل الماضي، والأبناء والبنات الحاضر .. و برغم توترهم في البداية الا ان الموضوع أصبح شيقاً و الحوار جميلاً و ادهشنا الصغار عندما سألتهم عن حرينا و شليل وينو .. الصدق و الجراءة و الحرارة جعلتنا من العصر الحجري ...

    - أحبها و تحبني و تحب ناقتها بعيري .. تييت

    - اللوري حل بي بلالي و تييت

    - قطر الحبيب وين قالو لي سافر و بييب .. بيب

    - الممبو السوداني ممبو .. و ازيكم كيفنكم .. فالقاهرة غنت و غنى معها الشرق فصارت "ماركة" يغنيها الاجانب و يرقصها الجميع ...

    - يا سايق الفيات قوم بي و أٌخد سندة و تييت تيت .. و العربية قلبها .. قلبها..


    - و خرجت ذاك اليوم من العيادة باكراً .. و قصر القيروان يضج فرحاً و مرحاً و ابتسامة ...

    - الأهل و الأصحاب و النغم الراقص ...

    - يوريكا .. يوريكا

    - و خرج ارخميديس من الحمام عارياً .. فكانت النوعية و النظرية ...

    - تخريج راستات .. الحفل حفل روابط خاص و الفرح للجميع

    - استقام الظهر و سقطت شنطة الكتب

    - و حول الحلقة شاب يرجحن و يضرب الارض ضرباً فتئن...

    - و نوبي على المنصة يمشي و ابداع اهل حلفا و حلاوة فنهم و رقصهم ...

    - فرح الشباب يطغي على كل شئ و ايقاع النغم في القلب .

    - الطفولة المذبوحة في مرحلة الأساس قد عادت و المراهقة ثانوياً قد نضجت و قال أحدهم : استراحة محارب فلنرقص كيوم العرس فقد لا نستطيع الزواج و قد لا نجد عملاً و كم يا ترى ستكون الخدمة الالزامية اما التخصص فلا حديث ...

    - الفرح الآن .. فرحت معهم و لهم فالصورة متناسقة الالوان .


    - يوم نشرت يوميات طبيب متسول في الزمن الجميل كان النقاش ممتعاً و الفرح جميلاً خاصة عندما ترجم الموضوع في احدى الصحف الانجليزية ...

    - و الصيدلي مانع الدواء صار صديقاً ووالده يلهج شكراً فقد اجريت له عمليتين ...

    - و تزوج تجاني و هدى ...

    - و النيل خليط الأبيض والأزرق يفيض طمياً ...

    - وجدتها .. وجدتها

    - و بقيت النظرية النوعية و نسى الناس العاري الخارج من الحمام (ارخميديس) ...

    - هي لحظات الفرح و من لم يرقص فليرمني بحجر ...

    - و هلال مريخ دون ان نفسد للود قضية


    - الطب أعزائي :

    - يقولون دائماً المهنة الانسانية .

    - كذلك هو .

    - القاتل هو .

    - قصر العمر والضغط و السكري هو .

    - هو الحزن و الالم و البكاء .

    - هو السهر و مرتب السبعمائة جنيه .

    - و لكن نحبه مهنة وأخلاقاً وعملاً وابداعاً و دموع فرح بعد شفاء مريض. فهو بلسم للروح و القلب ..

    - و يتحمل الطبيب جهد يوم جراحي او عيادة يعشعش فيها السرطان و الغرغرينا و العمى فيكثر التوهان و السرحان ...

    - و قد يأتيك مع هذا وبعد عملية ناجحة ثم مضاعفات صحفي ليقول خطأ طبي او جرعة بنج زائدة .. هو الطب هكذا و نعشقه هكذا .

    - فالرقص و الغناء دواء و فوق ذلك كله العبادة

    - من لا يعبر عن مشاعره فرحاً او حزناً ليس بشراً و يموت هماً في زمن الضياع ...

    - الموسيقى الهادئة ليلاً لا تطفئ تخمة الألم وجدائل الليل مشنقة حول عنق طالب الطب فدراسة الطب امر ...
    مع المرضى و الكتب و الموتى و في المشرحة ...

    - و تستمر الحكاية حتى الممات أو يعتزل الطبيب المهنة و يصبح سائق ركشة لقلة المرتب .. و سائقي الركشات يعيلون اسراً و العمل شريف فلا تبخسو هولاء قدرهم ...


    - و رقص عمر فرحاً مع إخوانه و أصدقائه وأبناء عمومته .. الايقاع جميل و البعير و العربة تواصل الاجيال .

    - و تشهد مئذنة الضرير و العشر الأواخر من رمضان له .. فالجمع بين الاثنين هو الحياة و نحن من الزمن الماضي نستمتع بالحقيبة و نجبر صغارنا في عالم الحاسوب لتقليدها .. و العالم يمضي .. و الواقف من ؟

    - سلام لكل رأي و سلام لأبنائي الخريجين في كل الجامعات و سلام لعمر فحياتك لك و الطب هو الأخلاق و عهدي بك اهل له .. و كل طبيب مبدع شاعر او فنان ..


    و لقاء في موضوع آخر يا شباب


    د. الفاتح عمر مهدي



                  

العنوان الكاتب Date
يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي Khalid Osman Jaafar01-12-12, 08:28 PM
  Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي Khalid Osman Jaafar01-12-12, 09:22 PM
    Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي ashraf mukhtar01-12-12, 10:13 PM
      Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي سيف اليزل برعي البدوي01-13-12, 00:33 AM
        Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي خضر الطيب01-13-12, 02:59 AM
          Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي أمين محمد سليمان01-13-12, 03:57 AM
            Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي Baha Elhadi01-13-12, 06:54 AM
              Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي سامى عبد الوهاب مكى01-13-12, 07:55 AM
                Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي باسط المكي01-13-12, 01:31 PM
                  Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي Balla Musa01-13-12, 02:05 PM
      Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي Khalid Osman Jaafar01-14-12, 05:03 AM
        Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي Khalid Osman Jaafar01-14-12, 05:09 AM
          Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي Khalid Osman Jaafar01-14-12, 05:15 AM
            Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي Khalid Osman Jaafar01-14-12, 05:19 AM
              Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي Khalid Osman Jaafar01-14-12, 05:22 AM
                Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي Khalid Osman Jaafar01-14-12, 05:26 AM
                  Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي Khalid Osman Jaafar01-14-12, 05:29 AM
                    Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي Khalid Osman Jaafar01-14-12, 05:33 AM
                      Re: يوميات طبيب متسول و تخريج راستات - بقلم د. الفاتح عمر مهدي Khalid Osman Jaafar01-14-12, 05:39 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de