عبدالله رجب كان صديقا لوالدي الأستاذ عبدالرحمن أحمد عيسى، وللقائهما قصة سجلها عبدالله رجب في إحدى مقالاته.. وقد ورد إسم والدي وعبدالرحمن أحمد سعد والفاتح النور كأول ثلاث أشخاص عرفهم رجب من مواطني الأبيض.. الحقيقة أن والدي كان حلقة الوصل بين عبدالله رجب والفاتح النور.. الفاتح النور رائد الصحافة الإقليمية وصاحب مجلة كردفان نصف الأسبوعية تربطه علاقات مصاهرة بالوالد كما تربطه علاقات زمالة.. بدأ الفاتح حياته عصاميا كما هو عبدالله رجب والسلمابي.. وقد حكي لي والدي أن الفاتح بدأ حياته العملية يعمل في متجر والده إلا أن نفسه التواقة للعلم والمعرفة حدت به لأن يلتحق معه كمعلم في فصول محو الأمية التي كان يقيمها الوالد تطوعا مساءا في مدرسة الأبيض الأميرية الوسطى وذلك في منتصف الثلاثيات من القرن الماضي.. ثم شاءت الأقدار أن يلتقي عبدالرحمن عيسى بعبدالله رجب وبعد أن توطدت عرى الصداقة بينهما عرفه بالفاتح النور وجاءت الفكرة أن ينشآ معا صحيفة كردفان.. وكان ما كان من سفرهما معا للقاهرة واستجلاب المطابع وبدأ العمل.. ويحكي عبدالله رجب أنه فيما بعد إنسحب من الشراكة وواصل الفاتح النور رحلته بمفرده.. وللقاء والدي القادم من كردفان وعبدالله رجب الذي يسكن النيل الأزرق قصة.. ففي العام 1938 زرق والدي بابنه البكر الكامل.. كامل في صغره كان يعاني من حساسية الأكزيما.. وقد استعصى على الوالد إيجاد علاج له.. سمع أن شيخا في منطقة ما بجنوب النيل الأزرق لدية المقدرة على علاجه فتوجه إليه.. في الطريق شاءت الأقدار أن يضطر للمبيت في مدينة صغيرة قابل فيها عبدالله رجب وكان لديه حينها متجر صغير وأمضى والدي ليلته معه.. ولما عرف منه مقصده.. قال له إذهب له لكنك لن تجد علاجا لابنك عنده!! بالفعل عاد والدي صفر اليدين.. بعد أن وجد صعوبة في مقابلة الشيخ الذي طالبه باحضار الطفل.. طيب عبدالله رجب خاطر والدي وقال له لا بأس أنا لدي علاج لإبنك .. وناوله عنوان لصيدلية بالقاهرة وقال إبعث لهم بحوالة ببضع قروش وسوف يرسلون لك مرهما بين له إسمه سيجد فيه إبنك شفاءه إن شاء الله.. وبالفعل وصل المرهم بالبوسته في بضع أيام وشفي الكامل.. الكامل صار فيما بعد أحد أعلام مدينة بورتسودان فقد كان ضمن أول ثلاثة سودانيين يدرسون البحرية بساوث هامبتون.. والتحق مبكرا بخدمة هيئة الموانئ البحرية واشتهر بكابتن كامل.. إنتقل كامل إلى رحمة مولاه في أوائل التسعينات.. رحمه الله رحمة واسعة وتغمدهم جميعا بواسع رحمته ومغفرته.. لم ينس عبدالله رجب أن يسجل هذا اللقاء في مقالة صحيفة جميلة إختار لها عنوان .. رجل مثقف دفعته عاطفة الأبوة للبحث عن علاج لإبنه عند الدجالين..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة