قصة قصيرة: قصة ثلاث مدن..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 00:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-04-2012, 10:39 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة قصيرة: قصة ثلاث مدن..


    sudansudansudan93.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





    استيقظ في الصباح مذعورا..خطف مسدسه من جواره وأطلق النار على سارية العلم عبر النافذة حيث كان يجب ان يكون هناك غراب ينعق في الفضاء ويسلح على علم البلاد..لم يكن هناك غراب يسقط مضرجا في دمائه ويقوم الحراس بدفنه في المقبرة الجماعية في فناء المنزل تحت أشجار الليمون والبرتقال...
    لم تنهض زوجته مذعورة توبخه على هذا الفعل المشين والمكرور...اذ انها لم تكن موجودة الي جواره هذا الصباح"ما هذا الصمت المخيف؟؟!!"..فرك عينيه وأصاخ السمع..عله يسمع صفارة قطار بعيدة من قلب المدينة او أزيز طائرة من مطار ها او الضجيج المعهود في الشارع..."هل هذه كوابيسه المستمرة والتي جعلته يجوب بلاد العالم لطببتها...ام انها الحقيقة؟؟
    *****
    لم تأتي سيارة الراسة التي تقله الي القصر الراسي ، رفع سماعة التلفون ووجد المجيب الآلي في الانتظار"ناسف..اما هذا الرقم خارج نطاق التغطية او الهاتف مغلق"...تناول الريموت واراد ادار التلفاز..ظهرت الشاشة البلورية عارية من كل بث ..فقط التشويش الذى ينبعث من مثل هذه الاجهزة الالكترونية...ادار مؤشر الراديو..نفس الامر ..انطلق صفير ولم يجد له المذياع يمحطة اخبارية واحدة"رباه ..ما هذا الذى يحدث في العالم ؟؟!!"
    *****
    هب مذعورا واخذ يركض في ردهات القصر وشرفاته الخاوية والاشجار في الفناء تحملق فيه في ذهول وقد خلت من زقزقات عصافيرها" يبدو ان خطبا ما الم بالمدينة واغرقها في هذا الصمت المريب؟؟"
    ارتدى ملابسه على عجل وقرر ان يقود سيارته بنفسه...خرج الى الطرقات المقفرة والمتشحة بالغبار...شاهد اوراق ومنشورات تغطي الشوارع...تحملها الرياح وتصفع بها زجاج سيارته...مر امام الشارع المعهود...حيث كانت تقبع مريم بائعة الشاي...وتداعت الى ذهنه المجهد ذكريات من نوع خاص
    *****
    كان عندما يمر بموكبه وضجيجه المعهود امام الشجرة التي تجلس تحتها عن كثب من قصر الراسة...لا يطيق النظر اليها...ونظراتها الممتلئة بالوعيد والاحتقار تشوي جسده وتخذه كالابر...ويحس بالأزيز يجتاح كيانه بقوة الف ديسبيل ..كانما سحقته طائرة بوينج 747
    *****
    عجز رجال الامن عن ازاحتها شبر من مكانها ولم ينبت احد منهم بكلمة عن ما يحدث له..كلما شرع في مضايقتها..حتى انهم مرة احضروا مشعوذ المدنية الشهير الذى تلجا إليه الحكومة في ملماتها...لهزيمة سحرها الاسود...كانت حادثة...اقشعر لها بدن الجميع وأصيبوا بالغثيان والخوف معا..جعلتهم يقبلوها كأمر واقع...سقط الرجل مغشيا عليه لمجرد ان حدجته بنظرة من تلك النظرات المخيفة.. ثم نهض يتقصع ويسير ويتحدث في ميوعة.. فقد استوطنت جسده فجأة امرأة...ليت الامر انتهى الي هذا الحد...أضحى المسكين...تحت رغبة لا تقاوم يتسكع عند المدارس.. يبحث عن عنفوان المراهقين...يصطاد احدهم ويأخذه معه الي بيته البعيد في إطراف المدينة...ويتم الأمر الذي قد قدر من اجل حفنة دولارات..
    *****
    مريم.. بائعة الشاي من قبيلة المساليت في أقصى غرب البلاد.. القبيلةالتي تحيط بها الأساطير...لم تأت إلي المدينة يطوعها...وحبا في مباهجها...أحرقت طائرات الاباتشي الصينية قريتها في دارفور...داست سنابك خيل الجنجويد على أجساد أهلها الطاهرة...قتل أبيها الشجاع وأصيب زوجها بطلق الناري جعله مقعدا ويعاني من الدرن الباهظ التكاليف..وابنها الوحيد يقبع جوارها...وتقيم في هوامش المدينة الغربية...
    عندما كانت مريم طفلة ترعى الماعز في فيافي دارفور الموحشة...ظهر لها رجل فجأة..امسك بها بقوة وطرحها أرضا وأجرى لها عملية جراحية غريبة..دفن شيء ما في لحمها الطري اعلى الفخذ..كان يردد على مسامعها الغضة"لا تبكي يا الزينة بنت الزينيين ...ستتالمي الآن ولكنه سيحميك من ام كواكية ومن ناس الخرطوم بقية حياتك كلها"...ومن يومها وهي تحمل سرها معها..كانت تخيف الرجال... خاصة هؤلاء الأوغاد الذين يتعهرون معها دون حياء ولا يتكلمون بصورة لائقة معها كامرأة ملتزمة تبيع الشاي... لها زوج وطفل...أضحت الحادثة المشينة للمشعوذ...القشة التي قصمت ظهر البعير..وانتشرت وغدت مكان تندر المواطنين.....وفرضت مريم المسلاتية وجودها المخيف تحت شجرة اللبخ جوار قصر الراسة.
    ******

    نظر الي موقعها تحت الشجرة بعين متوجسة...لمح كل ادواتها قابعة في مكانها والمقاعد الصغيرة متناثر تعبث بها الريح...ولا احد..."تبا..حتى هذه المراة المخيفة..رحلت !!..ما دهى هذه المدينة؟؟!!..ظل يتجول بالسيارة في الطرقات المقفرة...كان الزمن يمضي...والسيارة تائهة في طرقات المدينة التي سكنها الضجر منذ امد بعيد...الاوراق المريبة تعبث بها الرياح في كل حدب وصوب... والأتربة ايضا...
    ****
    شارفت شمس ذلك اليوم على الغروب..عاد بسيارته منكسرا وعندما مر جوار ملعب المدينة الفخم...شعر بالاسي..."اليوم االمبارة النهائية في كاس اعياد الثورة الظافرة...كان الملعب قابع في الظلام..كانه جبل مرة..وتبرز ابراجه الكهربائية من اركانه الاربعة...مثل كائنات جيمس كاميرون الاسطورية...ترجل من السيارة ونظر الى هذا الصرح العظيم الذى كان يملا المدينة ضجيجا وحيوية وقد خيمت عليه سكينة اللحد العميق..تملكه الاسى والرعب تماما..."هل يعقل ان احدهم أخلى المدنية بأكملها دون علمه؟؟ين الأجهزة الأمنية والعسس؟؟!!..اين زوجته الوفية؟؟..اين مريم بائعة الشاي؟؟.الى .اين مضى هؤلاء؟؟...
    التفت حوله نحو الاوراق التي تغطي المكان وتصفعه من كل جانب..تناول احداها التصقت بوجهه ودسها في جيبه وطفق عائدا بالسيارة الي قصره المنيف والغارق في الصمت المؤسف.....دلف يجرجر أقدامه كأنه يسحب قاطرة خلفه....دخل غرفته وأضاء الشموع..حيث لم يعد هناك كهرباء او حياة تدب في جسد المدينة...اخرج الورقة من جيبه وأدناها من عينيه ووجهه المتكدر وقرا...كلمة واحدة بخط عريض احمر.. أنيقة وحاسمة"قرفنا*" هب كالملسوع واخذ يردد في هذيان مرير وينتف شعره" فعلوها...الأوغاد الملاعين....


    هوامش
    ام كواكية: الفوضى الخلاقة بلغة أهلنا في دارفور
    قرفنا*....جماعة سياسية شبابية سودانية ناشطة هذه الأيام...
                  

01-05-2012, 07:47 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة قصيرة: قصة ثلاث مدن.. (Re: adil amin)

    هاهم الحكماء يفرون نحو السفينة
    المغنون – سائس خيل الأمير – المرابون – قاضي القضاة ( .. ومملوكه )
    حامل السيف – راقصة المعبد ( ابتهجت عندما انتشلت شعرها المستعار )
    جباة الضرائب – مستوردو شحنات السلاح
    عشيق الأميرة في سمته الأنثوي الصبوح
    جاء طوفان نوح !

    هاهم الجبناء يفرون نحو السفينة
    بينما كنت ..
    كان شباب المدينة..
    يلجمون جواد المياه الجموح
    ينقلون المياه على الكتفين
    ويستبقون الزمن
    يبتنون سدود الحجارة ...
    علهم ينقذون مهاد الصبا والحضارة
    علهم ينقذون ... الوطن!
    صاح بي سيد الفلك – قبل حلول السكينة - :
    ’’ انج من بلد ... لم تعد فيه روح ‘‘
    قلت :
    طوبى لمن طعموا خبزه ..
    في الزمان الحسن
    وأداروا له الظهر ..
    يوم المحن!
    ولنا المجد – نحن الذين وقفنا –
    ( وقد طمس الله أسماءنا )
    نتحدى الدمار
    ونأوى إلى جبل لا يموت
    ( يسمونه الشعب! )نأبى الفرار ..

    ونأبى النزوح !

    كان قلبي الذي نسجته الجروح ..
    كان قلبي الذي لعنته الشُروح ..
    يرقد – الآن - فوق بقايا المدينة
    وردة من عطن ..
    هادئا ...
    بعد أن قال ’’ لا ‘‘ للسفينة ..
    .. وأحب الوطن !


    أمل دنقل
    من ديوان أوراق الغرفة 8
                  

01-12-2012, 10:54 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة قصيرة: قصة ثلاث مدن.. (Re: adil amin)

    خيال مآتة برتبة جنرال
    استيقظ مبكرا كالمعتاد ومنزعجا من نعيق الغربان الذي يصم الآذان وزقزقات الطير ودبيب جحافل النمل في مزرعته في الجوار...هذه المزرعة اشتراها من مال حساباته السرية التي كانت تكتنز بها ...الهبات والعمولات التي تأتيه من الخارج..جراء العديد من الانقلابات الفاشلة التي ظل يقودها في العهود الماضية وتنتهي بفواجع أليمة وإعدامات... لعب على كل الحبال لا يهم الخارج إن كان المعسكر الشرقي أم الغربي...الآن يعيش وحيدا مع زوجته بعد أن هاجر كل أبنائه إلي الخارج...وبقي مع زوجته في تلك التخوم النائية من البلاد هروبا من صديق موجع يسمى((الضمير))...
    ********


    خرج من المنزل ونظر إلى الأفق الشرقي..إلي خيال المآتة الذي يقف في انكسار وسط حقول الذرة الشامي.. في انكسار وقد استباحته الغربان والطيور وسلحت على رأسه وفكت بمناقيرها مشدة الرأس وجعلت الثوب الأبيض أشبه بخارطة العالم السياسية في أطلس مناهج التربية..
    *********


    ان خيال مآتة في شكل مواطن عادي لا يجدي مع هذا النوع الخبيث من الأعداء..في هذا اليوم اعتزم أمراً جللاً..عاد إلى البيت ودخل غرفته التي يرتفع منها غطيط زوجته النائمة وضرا طها أيضا..فتح خزانة الملابس القديمة واخرج بزة الجنرال العتيدة المزينة بالأنواط والنياشين التي أسبغتها عليه الحكومة لجهوده المقدرة في قمع كافة أشكال التمرد والعصيان في طول البلاد وعرضها..ثم نضى الغبار عنها وتركها جانبا واحضر الأخشاب اللازمة لصنع خيال مآتة برتبة جنرال
    ****************

    في اليوم التالي ...أصاب الغربان والطيور الفزع الشديد وهربت من كل أنحاء البلاد وفي كافة الاتجاهات تتخبط باجنحتها..والتزمت جحافل النمل بحظر التجوال...وعم السكون المطبق المكان إلا من حفيف السنابل مع الرياح..كأنها جماهير الغوغاء تهتف بحياة الجنرال الشامخ المزين بأنواط الشجاعة ووسام الخدمة الطويلة والممتازة الذي يتوسط الحقول...

    ضحك الجنرال،ظل يحدق في الأفق المعتم .. إلي الطاغية الجديد..تتلامع النجوم والنياشين على صدره مع أشعة الشمس الغاربة..عاد إلى المنزل سعيدا..بعد انجازه أول وأخر انقلاب ناجح قام به في حياته دون تدبير قوى خارجية أو أرصدة في البنوك...دلف إلي غرفته التي يرتفع منها غطيط زوجته المعتاد وضرا طها أيضا..تناول آخر قرص فياجرا أرسله له ابنه الذي هاجر إلى أمريكا منذ أمد بعيد وتناول عشاؤه الخفيف قطعة خبز مع جبن فيلادلفيا واستلقي جوار زوجته ونام ..لحظات وارتفع غطيطهما معا...وتبادلا إطلاق نار متقطع في سيمفونية الليل المرعبة..

    *************
    في الخارج خيم السكون المطبق على كل الأرض بعد الهجرة القسرية للغربان والطيور ...والتزام كافة جحافل النمل بحظر التجول..رعبا وفرقا من الجنرال الجديد المصنوع من الخشب الذي حكم البلاد...
                  

01-23-2012, 05:50 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة قصيرة: قصة ثلاث مدن.. (Re: adil amin)

    السامري
    كان كائنا غريبا ، منذ مولده الذي لا ليته كان ، يتخذ لون الفراش الذي ينام عليه كالحرباء . هذا الشي الذي افزع أمه كثيرا وأوجست خيفة ، توالت المصائب والكوارث علي البلده، غرق المركب الذي يقل القرويين الي البر الشرقي ،فجعت القريه في نفر غير قليل من أهلها ، كان من بين الضحايا والد الغلام ،الذي حملته أمه الي الشيخ ود المبارك في ام ضوبان . قال الشيخ ود المبارك وهو يرمق الطفل في هلع هذا الغلام ملعون ، يوم ولد ولد الشيطان معه ،أنه سيجلب التعاسة لكل اهل هذه البلاد .
    عندما كبر هذا الغلام شاهده بعض الاطفال وهو يلعب مع الافاعي والعقارب التي تعج بها المنطقة دون ان تؤذيه ... كيف تفعل ذلك ؟وهو لايقل عنها اضرارا واذيه ،ماتت امه عند بلوغه السادسة في ظروف غامضة ، أنهار علي رأسها عرق الخشب من سقف السقيفه التي كانت تنام تحتها ، هشم العرق الثقيل رأسها ، كان الغلام يلعب علي السقف آنذاك ، أزاح بنفسه العرق الثقيل فأنهار السقف الثقيل علي أمه النائمه ،ماتت الام المسكينه وذهب سر موتها معها ..
    أخذته جدته التعيسه بعد ذلك ليتعلم القرأن فى خلوة الشيخ التوم لم تمضى شهور على انتظام هذا الغلام فى الكتاب حتى توفى حاج التوم غرقا فى النيل..كان هناك سر وراء موته الغامض،لم يعرفه اهل البلدة..كان حاج التوم يتجول خلف زرائب البقر فوجد هذا الغلام واقرانه يمارسون افعال مشينة،غضب الرجل غضبا شديداوزجرهم جمعا واتى بهم صباحا إلى الخلوة ونصبت لهم الفلقة التى جعلت اقدامهم الصغيرة تدمى وتوعدهم بالويل والثبور وعظائم الامور ان هم عادو لعمل قوم لوط مرة اخرى..اتعظ الجميع ماعدا الغلام الذى اضمر حقدا اسودا مدمرا للشيخ وفى ذات مساء كان الشيخ يجلس على حافة النهر ليتوضاء،اقترب منه ظل صغير،التفت الرجل بعدم اكتراث ظنا منه ان الغلام حضر ليغسل لوحه من المداد فى النهر..اندفع الغلام ودفع الرجل فى النهر،غاب الشيخ تحت الماء..بعد ثلاثة ايام انتشل الرجال الجثة التى طفت على الماء،لم يعرف احد تفسيرا لنظرة الغضب الممزوج بالدهشة التى كانت ترتسم على وجه المغدور ولم تفلح المياه فى طمس معالمها..رحل حاج التوم ومضى سره معه
    *******
    مضت السنين تباعا،كان لهذا الغلام الفذ شان آخر فى مدارس التعليم النظامى،لم يكن يبذه شانا الا محمود،كان يفوقه فى التحصيل العلمى وحب المعلمين له،لم يرض ذلك الغلام الشرير،عندما ارخى الليل سدوله احضر الغلام عقرب جبلى اسود ودسه فى درج الطالب النجيب واختبأت العقرب بين الكتب،فى الصباح لدغت العقرب محمود،التلميذ الذكى ولم تسعفه الادوية البلدية ولا مجهودات بصير القرية ومات مأسوفا على شبابه الغض وحكمته المتجلية،احرق موته الفاجع فؤاد ابيه المسكين وابيضت عيناه حزنا عليه ومات لاحقا اسفا على ولده الضحية،رحل محمود ولم يجلو احد سر موته الغريب!!
    *******

    ظل الغلام يشق طريقه فى الحياة بهذا الأسلوب المتفرد..فى المدارس وجد هناك اقران أقوياء لا يمكن قهرهم بالقوة،اخذ الغلام يتفنن بكل الاعيبه البهلوانية فى التعايش مع هؤلاء،كان ينسج الفتن والدسائس بينهم.
    مضت السنين تباعا،تجاوز الغلام المرحلة الثانوية وغدا شابا حصيفا لبقا يجيد صنعة الكلام وتمكن من الالتحاق بالجامعة الوحيدة فى البلاد،فى الجامعة ظهرت معادلات جديدة،الحب والزواج،كان له صديق واحد..عباس،احب عباس ابنة رجل عظيم فى ام درمان،ظلت الفتاة تبادله حب بحب ،اخذ عباس صديقه الغريب الى منزل فتاته الفخم عدة مرات وعرفه باهلها وليته لم يفعل ذلك!!..كان الرجل يدبر امرا،سعى فى بذر بذور الفتنة بين صديقه ووالد الفتاة وبمعسول الكلام وسعة الحيلة تمكن من الظفر بالفتاة وخطبها لنفسه رغم انه شق طريقه الى هذه الاسرة المرموقة عن طريق صديقه المكلوم عباس،الذى توارى بعيدا يحسوا جراح قلبه النازف ويبكى ايام الخل الوفى الذى غدى من المستحيلات
    ******
    ومضت السنين وبدا نجم الرجل يسطع فى الاوساط السياسية واصبح يشار اليه بالبنان،تبؤ الكثير من المناصب الحساسة الواحد تلو الاخر على الرغم من تعاقب الحكومات على البلاد وتغيير اشكالها والوانها،فهو كالحرباء تماما يتلون كيفما يشاء ويعزى ذلك لانه يعرف من اين تؤكل الكتف ويؤمن بان السياسة لعبة قذرة يجب التلوث بها دائما.
    بدات دائرة الاضرار التى يسببها هذا الرجل الفريد تتسع وتتسع حتى شملت البلاد
    الله كلها وصدقت نبؤة الشيخ ود المبارك الذى قال:"ان هذا الغلام ملعون سيجلب التعاسة لكل اهل البلد وعندما ولد الشيطان معه

    عشان خاطر الناس العميقة دي فيمنتدى رفاعة للجميع
    هذا هو السامري
    اما العجل الذى له خوار فمتروك لذكائكم

    http://www.rufa3a.com/board/showthread.php?t=3227
                  

01-23-2012, 05:54 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة قصيرة: قصة ثلاث مدن.. (Re: adil amin)

    التحية لروح للمبدع السودانى والاديب العالمى الطيب صالح الذى حمل الوطن بين جوانحه وحلق به فى زرى الابداع العالمى....وارجو ان يستميحنى العذر فى هذا الاقتباس

    **********
    آخر جرائم مصطفى سعيد

    خرج من مكمنه العجيب ونظر إلى الكاتب الذي كان يغط في سبات عميق وتقدم نحو المرآة ونظر إلى وجهه " عينان واسعتان وفم ...." ابتسم في نفسه لقد أبدع الرجل في وصفه كرمز للفحولة..جلس على المكتب واخذ المسودات الآخيرة للرواية واخذ يقرأ " أن ود البشير كان له شئ كمدافع الانجليز " بان الامتعاض على وجهه وردد في نفسه " تبا لهذه العجوز الشمطاء التي تتأرجح هرموناتها وتلقي بها في منتصف المسافة بين الانثى والذكر ..بنت مجذوب الفاجرة .. ماذا يعني أن يكون ود البشير مزود بالة ضخمة .. إن تضخم هذه الأجزاء يدل على التخلف العقلي أين أولادها إذاً؟! كان زوجها الراحل يمتلك مدفع خرق يصلح لإفطار الصائمين" .. تابع القراءة .. بان عليه الغضب الشديد " اللعنة لماذا سارت الرواية على هذا النحو .. إن بنت مجذوب هي التي ارتكبت هذه الجريمة الشنعاء ليس ود الريس ".
    نظر إلى الكاتب النائم .. احمرت عيناه غضباً .. كان يجب عليه أن يجعلني اقتل هذه الحيزبون بنت مجذوب فهي التي حرضت ود الريس بخزعبلاتها التي كانت تحكيها عن زوجها المقبور ود البشير .."
    ألقى الأوراق فى المكتب فتناثرت فى كل ارجاء الغرفة الباردة ونهض وتقدم نحو الكاتب ومراجل الغضب تغلي في عروقه تناول وسادة الكرسي واخمد بها أنفاس الكاتب النحيل الذي انتفض وأطاح بالأدوية الكثيرة بجواره على المنضدة ولم تمر لحظات حتى اسلم الروح الى باريها ثم عاد القاتل إلى مكانه العجيب..
    ********
    جاء رجال شرطة اسكتلنديارد بعد أن تلقوا بلاغ من صاحب عمارة في حي سوهو بان هناك كاتب إفريقي مغمور وجد ميتا في غرفته المغلقة من الداخل .. كانت جريمة غامضة ظلت الشرطة البريطانية سنين تبحث عن القاتل المجهول الذي تبخر في الهواء .. أخيراً قيدت ضد مجهول وأسدل الستار على مأساة الكاتب الأفريقي المغدور وجاء قريب الكاتب وهو رجل سوداني يعمل في هيئة الإذاعة البريطانية يدعى الطيب صالح استلم تصريح الدفن وجثمان الضحية وعهدته البسيطة التي لم تكون سوى مسودة لرواية تسمى موسم الهجرة إلى الشمال
                  

02-28-2012, 07:10 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36923

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة قصيرة: قصة ثلاث مدن.. (Re: adil amin)

    تشارلز ديكنز كتب قصة مديننتين..تعبيرا عن الثورة الفرنسية
    ونحن عندنا قصةثلاث مدن اطلق عليها د.منصور خالد جمهورية العاصمةالمثلثة
    الحزب الحاكم وصل مرحلة ومن نعمره ننكسه في الخلق
    والمعارضة المشينة(احزاب السودان القديم) في متاهتها..وقد وصلت ارزل العمر الافتراضي
    وقوى التغييرالحقيقية عالقة في حروب
    والشعب المسكين يتفرج
    والاحزاب الجديدة والجيدة لا تجد مريدين

    هذه القصص اشارات

    واضحينا امام خيارين احلاهما مر
    الخروج الامن من السلطة عبر اجراءات دستوريةمحددة
    الخروج المخزي من السلطة كحالات الربيع العربي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de