وداعا جاك دريدا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 09:19 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-15-2004, 05:41 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20169

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في نقد الحداثة الكومبرادورية- محسين الدموس (*) (Re: osama elkhawad)


    ابن رشد »الحق لا ملة له

    لا أنكر بأي حال أن الحافز الرئيسي الذي دفعني هنا للكتابة هو تعاضدي مع جريدة »الأحداث المغربية« ضد كل أشكال الحداثة الكومبرادورية التي تجرف قطار التقدم عن مساره السليم، أي التفكير بمعنى آخر في السلسلة المرعبة من المفارقات والأكاذيب والوعود التي ينتجها دعاة »العدالة« و»التنمية« و»التقدم« والتي بقدر ما تقفز على الأسئلة الحقة التي تستوجبها المرحلة بقدر ما ترهن مصير المجتمع وتعمق محنته الضاربة في جذور تاريخه السياسي والحضاري وتنتج بالتالي فائض القيمة من الظلم والتخلف والاستبداد.

    ١- في معنى الحداثة الكومبرادورية :
    أثبت التاريخ أن استراتيجية التقليد لمظاهر قوة الغرب واستيراد التكنولوجيا لا يمكن أن ينتجا سوى تغيير في بنية المجتمع البرانية من دون أن يمس لبابه وعمقه، بل يمكن أن يفضيا إلى مفارقات مضحكة. لم تكن التكنولوجيا، بهذا الاعتبار، قط مجرد أدوات محايدة تتيح لمستعمليها إمكانات جديدة في التعامل مع الذات والعالم والطبيعة فحسب، بل كانت وهذا هو الأساس، رؤية مغايرة للعالم تقطع مع فكر الخرافة والميتافيزيقا، وتدشن أفقا حياتيا جديدا يرسخ مبدأ السببية في العلاقات الإنسانية، ويرى في العقلنة سبيلا نحو تأهيل الإنسان ومضاعفة مردوديته المادية والذهنية. فحينما استعاض الفلاح الغربي مثلا، عن المحراث الخشبي بالمكننة لم يكن يعوض أداة بأداة فحسب، بل كان يترجم على أرض الواقع القطيعة مع أسلوب التفكير »القدري« ويستجيب لروح الثورة الصناعية التي غيرت علاقات الإنتاج ووسائله. لقد توازى إذن، تطبيق المكننة مع مسلسل إزاحة السحر عن العالم وسيادة فعل دنيوية المجتمع Sécularisation وهو توازٍٍ لعب فيه فلاسفة التنوير دورا مركزيا من خلال تحرير الفلسفة من اللاهوت وفصل التفكير العقلي عن الإيمان الديني. من هنا، لم يكن التدبير التكنولوجي للحياة بمعناها الشامل منفصلا عن الأفق المعرفي الحداثي الذي جسده انتقال المجتمع من طور تاريخي هيمن فيه تحالف الإقطاع مع الإكليروس إلى طور تاريخي آخر بلورت فيه الطبقة البورجوازية الصاعدة وعيا وتمثلا جديدين لنمط العلاقة بين الفرد والمجتمع يقوم على أساس عقد اجتماعي Pacte social واضح يحدد ما لله وما لقيصر. هكذا لم تحدث التكنولوجيا صدمة للإنسان الغربي ولم تغرِّبه عن واقعه، بل جاءت تتويجا لتحولات متفاعلة بين المعرفي والاجتماعي والتاريخي والسياسي، وهو ما جعل مسلسل التحديث في مجتمعات الغرب شاملا يشيع العقلانية ويحدث اللغة ويحرر المرأة ويفتح أفق التعليم على منهاج التحليل ويُفعِّل الحس النقدي ويشجع على الابتكار الموقف في تضاعيف هذا التلازم بني التكنولوجيا والوعي المؤسس لها نشأ مشروع الحداثة والتنوير في المجتمع الغربي. فما حال وموقع هذا التلازم في السياق العربي-الإسلامي ؟

    ٢- هجنة وتلفيق فمزيد من التخلف :

    شاء مكر التاريخ أن يتأسس الراهن العربي على المفارقة التالية : »عربة أمام الحصان« و»المتنورون الأحرار خلف الضباط الأحرار« هي المفارقة ذاتها التي جعلت العرب/المسلمين يرفتون خارج السياق الكوني وينكشفون أمام العالم المتقدم عراة، شيزوفرانيين يجمعون بين التقليد والحداثة، وبين الشورى والديمقراطية، وبين الإمامة والجمهورية وبين الليبرالية الاقتصادية والاستبداد السياسي، من دون أن يرف لهم جفن المأساة لهذا التناقض المهول بين هذه المفاهيم، ومن دون أن يدركوا المسافة المعرفية والتاريخية الفاصلة بين أطراف هذه الثنائيات، وهم في ذلك سائرون في تلفيقية مخجلة لا يرعوي فيها خطيب الجمعة الذي يطلب الاستسقاء عبر مكبر الصوت، ولا زعيم مؤسطر يعيش في الأدغال ينتصر في هندامه لزي »المجاهدين الأفغان« لكنه يواجه »الكفار« بالقنابل وليس بالنبال. فإلى أي شيء تعود هذه البلادة الذهنية ؟ وكيف لم يستطع العرب/المسلمون تمثل التكنولوجيا باعتبارها قدرا Destin تفصح كما يرى هايدجر، عن حتمية كونية توحد البشر في حركة تاريخية شاملة، وتفتح آفاق الإبداع وترسخ ثقة الإنسان بذاته لا بقوى مفارقة، في صياغة المجتمع واكتشاف الطبيعة ؟ هل يتعلق الأمر بسمات جوهرية تخص العرب/المسلمين كجنس وكحضارة كما ذهب إلى ذلك المستشرق رينان ؟ ألا يمكن اعتبار الاستعمار، من خلال تحالفه مع الإقطاع والسلطات الاستبدادية التقليدية المحلية قد ساهم في إنتاج ظروف موضوعية مُعيقة للحداثة المنشودة ؟ من الواضح حين نطرح هذه التساؤلات، أننا نميل إلى ترجيح الأطروحة الاستشراقية »العنصرية« التي ترد الفوارق بين الثقافات والشعوب إلى طبائع عرقية ثابتة، بل إن ما يحكمنا في طرحها هو تقويض ما وصفه الشاعر الإنجليزي وليام بليك بـ »الأغلال التي يصنعها الذهن« أي تحرير العقل من عوائقه التي تشده إلى الوراء، بل الدفع به إلى المستقبل. فلا شك في أن أزمة تخلفنا ليست معطى طبيعيا، وليست لعنة إلهية كما أنها ليست نتيجة مؤامرة، بل هي معطى تاريخي ساهم في تأجيجها وتكريسها شريحة هامة من الأنتلجنسيا العربية عبر انخراطها في القضايا الفكرية المضللة من قبيل »التحديث من الداخل« أو »الأصالة والمعاصرة« أو »الخصوصية الحضارية«. وعلى هذا الأساس، فإن سؤال التخلف ينبغي أن ينطلق من التشكيلات الاجتماعية التي تنتج الحضارة وليس من الحضارة في حد ذاتها. كما تنبه إلى ذلك مهدي عامل في كتابه »أزمة الحضارة العربية أم أزمة البورجوازيات العربية«(١.

    إن أي حديث عن النهضة أو التحديث لا يفطن إلى هذه المعضلة الطبقية يبقى محفوفا المزالق والأفكار المزيفة ينكشف هذا التزييف حين تقيس البورجوازية الكولونيالية في عالمنا العربي نهضتها على النهضة الفكرية في أوربا فبين »الولادة الجديدة« Rennaissance في أوربا والنهضة عندنا كما يرى مهدي عامل -في ملاحظة ثاقبة- اختلاف لفظي له دلالته، فالأولى توحي بولادة شيء جديد مؤسس على القطع المعرفي مع الفكر السابق. أما في مفهوم »النهضة« فيختفي معنى الولادة الجديدة، لأن النهضة ليست ولادة شيء جديد، بل هي نهضة الشيء نفسه عليه أن ينهض من ركود أو خمود هو فيه.(٢ بعبارة أخرى، تفيد »الولادة الجديدة« انبثاقا لعلاقات جديدة وإبدالات معرفية وسلوكية توازيها جِدَّة، بينما تكرس »النهضة« الماضي في الحاضر ويرهن السلف ليحكم الخلف. ولذا، لم يعمل إجرائي العصرنة والتحديث في العالم العربي على استشراف آفاق جديدة للعيش العقلاني، بقدر ما رسخ التخلف بآليات تكنولوجية لا تنقصها النجاعة. فمن جهة أولى، تمَّ اعتبار الموروث سجلا لقيم معيارية (قيم الولاء والطاعة) وتثبيت التفاوت بين البشر بوصفه قدرا ربانيا، وتكريس دونية المرأة، وفي جهة أخرى، تم النظر إلى استجلاب التكنولوجيا الغربية كتدبير مشروع يمليه سياق العولمة وحاجيات التطور. قد يستسيغ المرء الموقف اليقظ لحضارات الشرق الأقصى العريقة إزاء الوافد الحضاري الغربي. ومردُّ ذلك أن الانخراط في شمولية التاريخ الكوني لا يفضي بالضرورة إلى الخضوع التام للقَوْلَبة والتنميط. فشتان بين الياباني الذي يحافظ على قيم »الساموراي« النبيلة، والذي يساهم في الآن ذاته في تقدم العلوم على المستوى الإنساني وينضبط لقيم المدنية الحديثة (احترام حق الفرد في الاختلاف، احترام حق المرأة في تقرير مصيرها ...) وبين المتأسلم الذي لا يستوحي قيم المروءة لدى العربي المسلم، بل يَنْشَدُّ وراء الشكليات (حَفُّ الشارب، التسربل بالتشادور ...) ويقمع المرأة ويصادر حريتها في أن تكون ذاتا وليس موضوعا للفتنة. إن اختزال الهوية في الشكل دون الجوهر، وحصر التعامل مع التكنولوجيا في بعدها النفعي البحث من دون تمثل ما تنطوي عليه من معان فلسفية ومنطقية (الصاروخ يحدد أهدافه اعتمادا على معطيات معلوماتية وتقنية وليس اتكاء على قوى مفارقة) هما اللذان أوقعا العرب الشيزوفرانيين في تلفيقية تثير الضحك، لكنه ضحك كالبكاء كما عبر جدنا أبو الطيب المتنبي. فما معنى هذا الحرص على شكلانية الماضي والإقبال في الوقت عينه على البُعد الأداتي المجرد للتقنية غير القبول بالحداثة المسطحة ؟! والشغف بالهُجنة التي تنتج التخلف ؟!. يقول سمير أمين في هذا السياق »إذا كنت حديثا وماضويا في آن واحد، فأنت بالضرورة تقبل الحداثة بشكلها الكومبرادوري«(٣. ويتضح هذا السلوك المزدوج الممجوج بشكل أكثر جلاء لدى دعاة الإسلام السياسي، أصحاب الشعار الشهير »الإسلام هو الحل«، فهؤلاء في خطاباتهم السياسية، وتنظيراتهم الفكرية يشيدون بالنظام الديمقراطي في جانبه الإجرائي-التقني، لأنه يتيح لهم إمكانات هائلة للاستقطاب واحتكار المقاعد النيابية، لكنهم في مقابل ذلك يُعْرضون عن البُعد الفلسفي للديمقراطية اللصيق بالمدنية وبمبدأ العلمانية بوصفه مجالا ينظم الاجتماع البشري على أسس المواطنة وليس على ثقافة الرعية. فما يجهله هؤلاء هو أن الديمقراطية كل لا يتجزأ، تسعى من جانب أول إلى تصريف حالات الاحتدام والصراع على السلطة وتسوية نزاع المصالح بالطرق السلمية، وتُفَعِّل من جانب ثان مبدأ الحرية الفردية في الاعتقاد والتفكير والسلوك. لا ريب إذن، في أن الديمقراطية مشروع حداثي يقترن جدليا بالعلمانية، وهو مشروع يروم تمييز الشأن العام عن الشأن الخاص وفرز المطلق عن النسبي، ولا شك أيضا، في أن تجزيئها وأخذ شقها التقني الصرف ينمان عن انتهازية مفضوحة ويكشفان عن حداثة مقلوبة ترجع القهقرى إلى قوالب السلف عوض الانفتاح على آفاق المستقبل فأي معنى للديمقراطية حين يستعاض عن الحق في تشريع يراعي مصالح البشر المتقلبة مع تقلبات الزمان والمكان بمبدأ غائم وفضفاض وهلامي هو »الحاكمية لله« أي الاستعاضة بمعنى آخر، عن الخطاب السياسي بالدوغما العقائدية ؟ وكيف تستقيم الدعوة إلى رفض حضارة الغرب الإلحادية مع الانغماس حتى النخاع بمباهج هذا الغرب المادية، أليس من الشرف والمروءة أن يكون الإقرار بالديمقراطية باعتبارها مفتاحا نموذجيا لتنظيم الاختلاف متوازيا مع الاعتراف بفضل الغرب في صنعها ؟ ألا تفضي أمْثَلَة الغرب Idéalisation وتبخيس الآخر إلى الانشطار والنكوص والانسحاب كما يرى زيعور.(٤ يختزل المثل المغربي التالي : »من يرقص لا يحجب وجهه« هجنة التفكير لدى المتأسلم السياسي، كما يكشف عن مفارقاته العديدة. فهو يطلب الدينا ويقبل على لذائذها المادية، لكنه يدعي الزهد والتقوى، وهو يعلن انتسابه إلى الديمقراطية التي تُنَسِّبُ Relativeser الاجتهاد (شعارات ولافتات المؤتمر الأخير لحزب العدالة والتنمية المغربي) لطمأنة أصحاب الحال والخصوم، غير أنه في ممارساته وحملاته الانتخابية، يتملكه اليقين، ويحارب خصومه على أساس الثنائية المانوية (أنا الخير، والآخر الشر)، ثم إنه حين يزهو حد الخيلاء بتجذره في المجتمع وبقدراته العظيمة على الاستقطاب والتأثير في الناس (سيرة الدار البيضاء المعارضة لمشروع الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية)، فإنه يتغاضى عن أساليب الدجل والديماغوجية، التي يعتمدها في هذا التأثير. وهو بهذا السلوك يتنافى مع أخلاق المنافسة الشريفة التي يدعي أنه حارسها. فلا غرابة إذن، أن نجد عطر الافتراء والدجل متفشيا في ديباجة خطابه التي تعرض عن التمييز بين عالم الشهادة وعالم المطلق، بل الأدهى من ذلك أنه يستميل مخاطبيه بإواليات الإقناع السِّري(٥ التي تعطل -كما يرى Vance Packard الحس النقدي والاستدلالي وتُبَئِّرُ الاهتمام على طاقتهم الانفعالية ومكبوتاتهم اللاواعية. إن الرقص فن وليس عيبا. إنها حركات يبثها الجسد ليتواصل مع أجساد مفترضة (من منا ينسى رقصات الممثل المغربي الرائع محمد مفتاح في مسلسل »عبد الرحمان الداخل«) كذلك السياسة، فهي فن ولكن للممكن، وليس للوهم، فيها يتبارى الفاعلون ومن خلالها تفرز تناقضات المجتمع وتضارب مصالحهم، ومن ثم فإن ظهور المتأسلم السياسي بمظهر الداعية، وليس السياسي يسقط ورقة التوت عن انتهازية مرذولة ونفاق ديني سافر.

    ٣- الماء يطفئ والحداثة تقضي على التخلف :

    يقول الشاعر الألماني الكبير رانكه »أما فيما يخصني، فأجزم بأن كل حقبة قريبة من الله، وبأن قيمتها لا تنتج مما ينبثق منها، بل تكمن في حد ذاتها بالذات أي في هويتها الخاصة«(٦. يكشف هذا القول عن تساوي الأحقاب والمراحل التاريخية، إذ أن كل حقبة تمتلك قيمتها الخاصة في حد ذاتها من خلال الأسئلة التي يطرحها الواقع والأجوبة التي يقترحها الاجتماع البشري. إن هذا الديالكتيك هو ما يصنع التطور في التاريخ، ويحرر الإنسان من شرنقة التعلق بالقوالب البائدة ومن ثم، فإن أي تعطيل لهذا الدياليكتيك معناه الإجهاز على كفاية الإنسان في إدراك حاجياته المستجدة، كما أن الوقوف عند لحظة معينة من التاريخ باعتبارها لحظة النضج والكمال (الخلافة الراشدة مثلا) التي يجب أن تنسخ من جديد معناه إلغاء التاريخ وصرف النظر عن تحولات الحاضر الفكرية والسياسية والاجتماعية والحضارية. ولذا، فإن أول خطوة تقود مجتمعاتنا إلى استيعاب سؤال هذا الحاضر تكمن في نزع طابع القداسة عن الماضي واعتباره فقط طورا من أطوار الارتقاء في سلم الحضارة البشرية، لكن السؤال-المحنة هو : كيف السبيل إلى ذلك ؟ يقدم محمد أركون في هذا الصدد إجابة علمية في غاية الأهمية تتمحور حول ما يسميه بـ »الإسلاميات التطبيقية«. إن الثقافة العربية الإسلامية -حسب الأكاديمي الجزائري- هي ثقافة تأويل للنص/الوحي، وبالتالي فهي لا تتأسس على مبادئ النص الأول بقدر ما تعيش على العكس من ذلك، في تضاعيف النص الثاني/التأويل. إذن، ولكي تعانق مجتمعات هذه الثقافة عالم الحداثة الفسيح عليها أن تقيم مسافة فاصلة بين النص المؤسس والنص المؤول، أي بين الوحي باعتباره كلاما إلهيا مطلقا، وبين النص الثاني بوصفه اجتهادا يعكس تقديرات ومصالح وتحيزات آنية تتلاشى بتلاشي أصحابها.

    وعلاوة على ذلك، تتيح هذه المسافة الفاصلة أدوات مثلى لتفكيك تعالقات النص الثاني مع بنية النظام القائم وبنية الثقافة السائدة، وهو ما يمنح للنص الأول في الوقت ذاته إمكانية الانفتاح على قراءات وتأويلات جديدة تفرضها طبيعة القضايا والإشكاليات والأسئلة التي تواجهها في العصر الحالي، وتستوجبها أيضا القطائع المعرفية والعلمية والفلسفية التي تحققت على المستوى الكوني. إن إجراء من هذا القبيل، سيفتح لا محالة، بنية المجتمعات العربية على الحداثة الحقة التي يشوبها الانسجام والواقعية وليس على الحداثة الكومبرادورية التي تأتلف مع نقيضها. ليس الحداثة الحقة دعوة إلى الاستلاب أو نزوعا إلى المحاكاة الصماء، وإنما هي بلغة عبد الله العروي الانتظام في الأفق الكوني، أما دون ذلك فخرط القتاد.
    هوامش:

    (*)باحث في الآداب والجماليات حاصل على الدكتوراه من جامعة ظهر المهراز/فاس

    هوامش البحث :

    ١- مهدي عامل (أزمة الحضارة العربية أم أزمة البورجوازيات العربية) دار الفارابي، الطبعة الثانية، بيروت ١٩٧٩.
    ٢- نفسه ص : ١٦٨.
    ٣- سمير أمين (حول الإسلام السياسي) مجلة الطريق، العدد الخامس، السنة ٦٩. ٤- علي زيعور (المنجرح في علائقية الذات والآخر داخل الدار العالمية للحضارة) مجلة مواقف، شتاء ١٩٩٢ ص : ٤٨.
    ٥- Voir Vance Tackard (la persuation clandistine) Ed calman levy
    .1984
    6- انظر الترجمة الرفيعة التي أنجزها الأكاديمي المغربي رشيد بنحدو لكتاب هانس روبرت ياوس »جمالية التلقي من أجل تأويل جديد للنص الأدبي« الطبعة (١، ٢٠٠٣، ص ٣١.
                  

العنوان الكاتب Date
وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 02:45 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:20 PM
    Re: وداعا جاك دريدا سجيمان10-09-04, 03:26 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:23 PM
  Re: وداعا جاك دريدا Nagat Mohamed Ali10-09-04, 03:48 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:49 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:55 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 04:00 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 04:04 PM
    Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 06:39 AM
      Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 06:50 AM
        Re: وداعا جاك دريدا AttaAli10-10-04, 07:14 AM
          Re: وداعا جاك دريدا Sinnary10-10-04, 08:27 AM
        Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 10:35 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:44 PM
  صبحي حديدي:بين جاك دريدا وتفكيك الزرقاوي osama elkhawad10-11-04, 03:47 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:53 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:56 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:01 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:03 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:06 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:07 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:10 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:14 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:17 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:19 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:27 PM
    Re: وداعا جاك دريدا Abomihyar10-11-04, 04:33 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:37 PM
  جاك دريدا:الدين في عالمنا osama elkhawad10-11-04, 04:40 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:47 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 05:00 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 05:03 PM
  وداعا جاك دريدا ومفهوم "المغفرة" osama elkhawad10-11-04, 05:08 PM
  نظريات التلقي وتحليل الخطاب ومابعد الحداثة osama elkhawad10-11-04, 05:17 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:07 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:09 AM
  محاولة لمقاربة ابن عربي في ضوء ما بعد الحداثة osama elkhawad10-12-04, 09:16 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:28 AM
    Re: وداعا جاك دريدا malamih10-12-04, 11:18 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-13-04, 08:12 AM
    Re: وداعا جاك دريدا Safa Fagiri10-13-04, 08:53 AM
  وجهة نظر اسلامية حول المعرفة في سياق الحداثة osama elkhawad10-13-04, 10:52 AM
  وجهة نظر اسلامية حول ما بعد الحداثة-نقلا عن "اسلامأونلاين" osama elkhawad10-13-04, 10:58 AM
    Re: وجهة نظر اسلامية حول ما بعد الحداثة-نقلا عن "اسلامأونلاين" تراث10-13-04, 01:29 PM
  عن هابرماس بالعربية osama elkhawad10-13-04, 05:42 PM
  من الحداثة وخطابها السياسي لهابرماس-تحدي الاصولية osama elkhawad10-13-04, 05:55 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 05:58 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:00 AM
  هابرماس ومفهوم التواصل osama elkhawad10-14-04, 06:04 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:17 AM
  هابرماس وبوش osama elkhawad10-14-04, 06:20 AM
  Re: وداعا جاك دريدا Yasir Elsharif10-14-04, 06:29 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:35 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:38 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:43 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:45 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:48 AM
  محاضرة لهايدجر osama elkhawad10-14-04, 07:04 AM
  Re: وداعا جاك دريدا abdalla BABIKER10-14-04, 08:10 AM
  رمضان كريم يا عبدالله osama elkhawad10-14-04, 12:00 PM
  مقالة كانط حول الانوار osama elkhawad10-14-04, 12:04 PM
  فوكو يقارب سؤال "ما هي الأنوار" osama elkhawad10-14-04, 12:08 PM
  هايدجر والاختلاف osama elkhawad10-14-04, 12:21 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:26 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:38 PM
  هابرماس يجيب عن سؤال "ما هو الارهاب؟" osama elkhawad10-14-04, 12:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:56 PM
  اكاديمي عربي يحكي عن علاقته بأفكار دريدا osama elkhawad10-14-04, 01:02 PM
  دريدا ونقد الميتافيزيقا الغربية osama elkhawad10-14-04, 01:14 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 03:16 PM
  حقل فوكو "الجزء الاول" osama elkhawad10-14-04, 03:20 PM
  حقل فوكو "الجزء الثاني" osama elkhawad10-14-04, 03:49 PM
  عرض للكتاب الذي سرق منه "الفيا" osama elkhawad10-14-04, 03:58 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 10:55 PM
  المسرح العربي بين الحداثة وما بعدها osama elkhawad10-15-04, 08:36 AM
  الحداثة المنقوصة لهشام جعيط osama elkhawad10-15-04, 08:39 AM
  الحداثة والأزمنة العربية الحديثة osama elkhawad10-15-04, 08:42 AM
  الخلط بين الحداثة و التجدد osama elkhawad10-15-04, 08:46 AM
  رأي اسلامي:الحداثة باعتبارها فتنة وباطلا osama elkhawad10-15-04, 08:53 AM
  حوار مع المغربي بلقريز يتحدث فيه عن الحداثة والتحديث osama elkhawad10-15-04, 08:58 AM
  اعلان موت الحداثة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ osama elkhawad10-15-04, 09:05 AM
  الأسرة" بين الحداثة الغربية.. والرؤية الإسلامية..(1) osama elkhawad10-15-04, 09:10 AM
  الأسرة" بين الحداثة الغربية.. والرؤية الإسلامية...(2 osama elkhawad10-15-04, 09:13 AM
  الحداثة والتباين والغربنة osama elkhawad10-15-04, 02:11 PM
  تناقضات الحداثة العربية و تعريفاتها المختلفة osama elkhawad10-15-04, 02:16 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-15-04, 04:59 PM
  رأي اسلامي:سقوط الحداثة osama elkhawad10-15-04, 05:12 PM
  رأي اسلامي حول الحداثة osama elkhawad10-15-04, 05:31 PM
  في نقد الحداثة الكومبرادورية- محسين الدموس (*) osama elkhawad10-15-04, 05:41 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الأول osama elkhawad10-15-04, 05:53 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الثاني osama elkhawad10-15-04, 05:59 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الثالث osama elkhawad10-15-04, 06:09 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّاالجزء الرابع والأخير osama elkhawad10-15-04, 06:15 PM
  رأي اسلامي يرفض العولمة ويربطها بالحداثة وما بعدها osama elkhawad10-15-04, 06:23 PM
  الإسلام في مواجهة الحداثة الشاملة osama elkhawad10-15-04, 07:57 PM
  صبيانية الحداثة وعبثها وربطها بالفساد والجنس والمخدرات osama elkhawad10-15-04, 08:04 PM
  راي حول وجود نماذج للحداثة غير النموذج الغربي osama elkhawad10-15-04, 08:20 PM
  رؤية توفيقية للعلاقة بين الاسلام والحداثةمن كاتب ايراني osama elkhawad10-15-04, 08:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de