وداعا جاك دريدا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 09:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-15-2004, 08:58 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20472

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار مع المغربي بلقريز يتحدث فيه عن الحداثة والتحديث (Re: osama elkhawad)

    كونية الحداثة ونسبيتها في حوار مع د. عبد الإله بلقزيز (*)

    في الوقت الذي نجد فيه أمماً كثيرة مرتبكة في الوقت الراهن، من اقتحام طرق العمل للإمبريالية الغربية لثقافتها، فإنها تطرح المشكلة على نفسها بمصطلحات فاصلة: تقدم/ تخلُّف. حداثة/ تقليد.

    في حين أننا نجد الأمم الغربية غارقة منذ عدة عقود في خطاب انحطاطها ذاتها وخيبة الأمل من مُثُل الحداثة. بينما ما زالت كلمة حداثة تشكل بالنسبة إلى شعوب كثيرة سطوة سراب جميل.

    + قبل أن نتحدث عن الحداثة، أعتقد أن الحديث عن نشوئها يشكل مدخلاً تاريخياً إلى معانيها وأغراضها.

    ++ إن الحديث عنها من وجهة النظر الفلسفية، هو الكلام عن الثورة التي افترضتها العقلانية العلمية عند غاليليو، وتطبيق هذه المبادئ على منهج البحث الفلسفي عند ديكارت.

    ومن وجهة النظر الاجتماعية ـ التاريخية، نستطيع أن نحدد بداية الحداثة في لحظة انبثاق الرأسمالية. وبالتالي الكلام عن عقلانية اقتصادية منذ القرن السادس عشر.

    ومن وجهة نظر علم الجمال، نستطيع أن نتحدث عن الحداثة كحركة ناتجة عن اكتشاف ذاتية الجميل وعن الفنان كمبدع منذ عصر النهضة، أو أن نركز على إشكالية تغيير القياس (المثال) عند الطليعيين: الفن كموضوع للعمل الفني بدءاً من نهاية القرن التاسع عشر.

    من الواضح أنه يوجد بين كل هذه الحداثات شيء مشترك: ولادة الذاتية والاستقلال المضطرد للفرد، وحرية التفكير، والقدرة على النقد والنقد الذاتي، والدفاع عن حقوق الإنسان.

    أما حين نفهم الحداثة بمعنى التقدم، فإننا ندخل في المجال الاقتصادي، فإنها تعني تحرير الصناعة وما ينتج عنها، وهذا ما نقصده بمصطلح (العولمة). ومع ذلك هناك اختلافات كبيرة بين (العولمة) و(الحداثة).

    + انتقل مفهوم الحداثة إلى المجال التداولي العربي حديثاً. ثم حدثت محاولات لتوطينه في نسيج الثقافة والفكر. كيف دخلت إلينا (الحداثة) من هذا الباب؟

    ++ طرقت الحداثة أبوابنا من مدخل أدبي وفني. يشهد على ذلك مسرح توفيق الحكيم، وروايات نجيب محفوظ، وشعر نازك الملائكة وبدر شاكر السياب، وموسيقا الأخوين عاصي ومنصور الرحباني، وسينما صلاح أبو سيف ويوسف شاهين.. إلخ.

    لم يكن ذلك ليعني أن ولادتها كانت من رحم الأدب والفن حصراً، وأنها أنتجت معها جمهورها العريض الذي انتصر لها وأخرجها من إسار النخبوية.

    + كيف دخلت أيضاً إلى مجالات الفكر؟

    ++ خارج حومة الأدب والفن، وفي رحاب الفكر والإنتاج النظري، وُلدت الحداثة أيضاً، ربما قبل الحداثة الأدبية والفنية، وبعدها.

    من يمكنه أن ينسى ديكارتيه طه حسين الذاهبة في اشتباكها مع (حنبلية) الفكر العربي إلى حد الصدام على نصاب (القدسية) في الموروث الشعري العربي؟

    ومن يقوى على تجاهل صرخة عبد الرحمن بدوي (الوجودية)، وصرخة فؤاد زكريا (الوضعية)، و(علموية) سلامة موسى المبكرة؟

    ومن يملك أن يشطب من سجل مغامرات الحداثة أنثروبولوجية علي الوردي، وجينينالوجية جمال حمدان، وشخصانية محمد عزيز الحبابي. وتاريخانية عبد الله العروي. وجدلية حسين مروة وطيب تيزيني ومهدي عامل وسمير أمين وصادق جلال العظم، وفوكوية محمد عابد الجابري، وسيميائية محمد أركون، ونقدية حسن حنفي التاريخية، وصولات هشام جعيط بين التاريخ السياسي والاجتماعي وتاريخ الفكر وعلم الاجتماعي السياسي، وحذاقة التحقيق المقارن لدى رضوان السيد، وسياحة جورج قرم الفكرية، بين الاقتصاد والتاريخ والأنثروبولوجيا السياسية.

    + قد يفهم القارئ من سردك لأعمال هؤلاء المفكرين والعلماء، أن الحداثة دخلت إلى الثقافة العربية منذ أربعة عقود تقريباً!

    ++ للحداثة تاريخ في ثقافتنا وفكرنا العربيين، لا يقل عن ثلاثة أرباع القرن. لقد شقت الحداثة مجراها في الأدب والفن، وتدفق سيلها في النصوص وفي النفوس. لكن حظها في حقل الفكر والإنتاج والنظري ما انفك يعلن عن تواضع متزايد.

    + هل تقصد أن الحداثة انتصرت في ميدان الإبداع، وأخفقت في ميدان الفكر، ولا سيما في مجال العلوم الاجتماعية؟

    ++ من المبكر التسليم بوجاهة المعادلة التي يتألف منها هذا السؤال. إن الحداثة تعاني ـ كرؤية ـ من نقص حاد في القدرة على منافسة نقائضها، في حقل التأليف والثقافة السياسية العمومية. وهذا صحيح بغير شك، وآية ذلك أن الأغلب من رموز الحداثة في الفكر، بات لا يملك مكنة الدفاع عن الحداثة. وعلينا أن نقول استطراداً إن تلك المعاناة هي ما يعيد إنتاج سؤال الحداثة في الوعي العربي المعاصر بالحدة التي يفرض بها نفسه اليوم.

    + إن (مفهوم) الحداثة على ما يبدو يعاني التباساً مع مفهوم (التحديث).

    ++ إن مفهوم (الحداثة) كما دخل في المجال التداولي العربي، لا يعني مفهومه في الفكر الغربي. إن الفوارق بين المفهومين وسيعة. فالحداثة moedermite هي الرؤية الثقافية والفلسفية الجديدة للعالم.

    أما (التحديث) modernisation، فهو فاعلية سياسية واجتماعية، تروم تطوير بنى المجتمع والسياسة والاقتصاد. بحيث توائم مستوى التحولات الطارئة على صعيد الزمان والمكان والعلاقات الاجتماعية والحاجات. وهنا يتعلق الأمر بسياسات وإجراءات مخطط لها تحقها الدولة.

    لقد تنبه عبد الله العروي منذ ثلث قرن، إلى مثل هذا الخلط بين مفهومي الحداثة والتحديث، دون أن ينصرف إلى العناية بالمفهومين، حين لاحظ أن برنامج الدولة العصري في التحديث المادي: الاقتصادي والاجتماعي، برنامج السلطة الناصرية، لم يرافقه ويرادفه مشروع ثقافي حديث.

    وقد يستفاد من ذلك، أن الوطن العربي عاش تجربة التحديث (المادي)، دون أن يعيش تجربة الحداثة (الفكرية والثقافية).

    + لنعد إلى بداية الحداثة في موطنها الأصلي، ولمفهومها الذي ينبغي تبينه من خلال حركتها الداخلية، وأدوارها في حقول المعرفة.

    ++ خرجت الحداثة بوصفها رؤية جديدة للعالم، من رحم التحولات الكبرى التي شهدتها أوربا العصر الحديث. وكانت طرفاً في صناعة بعض وقائع تلك التحولات. وقد نشأت فلسفة الحداثة في بيئة تاريخية وسياسية واجتماعية وثقافية، في مسلسل من العلاقات الصراعية بغيرها من منظومات الثقافة والفكر السائدة.

    والحق أن الحداثة آذنت بميلاد نظام معرفي جديد، في أوربا الحديثة. لا يمكن البحث له عن جراثيم ومقدمات سابقة لذلك الميلاد.

    ثمة ملمحان رئيسان ومفصليان للحداثة يؤسسان تلك البراديغمات هما: تنزيل العقل منزلة السلطة المرجعية المعرفية الوحيدة في إدراك العالم: الطبيعي والاجتماعي، وتكريس الإنسان هدفاً نهائياً للتحرر والتقدم. وإذا شئنا استخدام المفاهيم الدارجة في تعيين (جوهر) ومضمون هذه الحركة الفكرية ـ التاريخية التي مثلتها الحداثة. نقول إن منحييها الرئيسين كانا العقلانية والإنسانوية: أو النزعة الإنسانية.

    ويمكن تلخيص القول بأن العقلانية نشأت كحركة فلسفية شاملة حديثة، عن مبدأ بسيط يرد إمكان المعرفة إلى أداة رئيسة ووحيدة هي العقل.

    وهذا يضرب بجذوره إلى العصر الإغريقي القديم حين انعقدت المرجعية للعقلانية الأرسطية والسكولاستيكية. حتى إن أوربا الحديثة نفسها لم تشأ أن تعرف نهضتها ـ والعبارة عربية ـ إلا بوصفه renaissance: أي ميلاداً متجدداً بعد ميلاد أول في أثينا.

    وقد تكون المساهمة الفلسفية الرشدية حاسمة في إعادة وصل بذلك الماضي. ومن ناحية أخرى أن العقلانية الأوربية الحديثة: عقلانية ديكارت وسبينوزا وكانط وهيغل، غير قابلة لأن تقرأ بوصفها محض إعادة إنتاج للعقلانية الأرسطية. لأنها تخطت فعلاً حدود العقل الصوري الأرسطي، سواء بنزعتها الجدلية أو بإقامتها بعض أنساقها النظرية على معطيات المعرفة العلمية التجريبية، التي بدأت (متواضعة) في حسية بيركلي وتجريبية بيكون وهيوم، لتبلغ مداها الأعلى مع فيزياء نيوتن وتطورية البيولوجيا الداروينية. مما كان له الأثر الحاسم في تأسيس عقلانية جدلية لدى فريدريك هيغل وكارل ماركس.

    الأهم في كل هذا العقلانية نشأت في علاقة صراعية مريرة بنقيضها الفكري والتاريخ: اللاعقلانية القروسطية التي مثلتها الكنيسة والفكر اللاهوتي الذي احتضنته. ومع أنه كان من حسن حظ العقلانية الغربية الحديثة، أنها نشأت وتطورت في الوقت نفسه الذي أحرزت فيه حركة الإصلاح الديني نجاحات هائلة، على صعيد تحجيم سلطان الكنيسة (الكاثوليكية) وواحدية الفكر اللاهوتي المرتبط بها. ثم شقت لنفسها مساراً مختلفاً، ولم تتوقف عند حدود مكتسبات ذلك الإصلاح.

    كان ذلك فصلاً حاسماً من فصول المعركة ضد القرون الوسطى ومواريثها. انتهى بانتصار العقل على اللاهوت و(الرعية) على طبقة رجال الدين. وانتصار علاقات الإنتاج الرأسمالية الوليدة والصاعدة، على نمط الإنتاج الإقطاعي في حلبة الاقتصاد. وانتصار الثورة البرجوازية على الإنتاج الملكية المطلقة والمستبدة، في حلبة السياسة. فإن ائتلاف العقلانية والرأسمالية والثورة في حلف مشترك، كان الرد التاريخي الطبيعي والموضوعي الذي قاد إليه تحالف الثالوث القروسطي المزمن: الكنيسة والإقطاع والملكية. وفي الحالات جميعاً آذنت تلك الانتصارات، بانتقال حاسم إلى عصر جديد هو عصر الإنسان بميلاد الإنسان. نشأت في الفكر الغربي الحديث أيديولوجيا جديدة متكاملة البناء هي الإنسانوية. وهي كناية عن نظرة جديدة إلى الإنسان بوصفه (جوهر العالم) ومركزه وصانع مصيره فيه.

    هكذا فُتح الباب أمام الحداثة: رؤيةً فلسفية ونظاماً اجتماعياً سياسياً، تمثل الديمقراطية اليوم تعبيره المادي والمؤسسي، ذلك كان تاريخ ميلاد الحداثة وملابسات ذلك الميلاد. ولكن، علينا أن نضع تعريف ذلك الميلاد في سياقه التاريخي حتى لا نخطئ قراءته.

    + لكن الحداثة بدأت تنشر خارج بيئتها منذ القرن التاسع عشر، كيف حدث ذلك؟ وكيف أثرت على البلدان التي وصلت إليها؟

    ++ لم تقتحم حداثة أوربا العوالم الجديدة في القارات الثلاث (آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية)، اقتحاماً ثقافياً صرفاً. أعني من خلال جدلية الحوار والتبادل الثقافي، التي كانت معبراً تاريخياً مألوفاً إلى إقامة الصلات بين الثقافات والحضارات. وإنما أطلت على تلك العوالم، بوسائط غير ثقافية وبغير قليل من العنف.

    أتت الحداثة في ركاب الحملات الاستعمارية الأوربية، التي غزت بلدان العالم ما قبل ـ الصناعي ومجتمعاته. تعرف إليها مثقفو هذه المجتمعات وأدباؤه، كثقافة لأوربا الغازية الظافرة، وليس كمنظومة أفكار مستقلة عن الغالب الأوربي.

    لقد زرعت الحداثة الثقافية زرعاً في نسيج هذه المجتمعات، تماماً مثلما زرعت العلاقات الرأسمالية الجديدة.

    + إذن لم تقدم الحداثة نفسها بطريقة حضارية (إقناعية) على المجتمعات والثقافات! بل حملها العنف إليها.

    ++ لقد دخلت الحداثة على تلك المجتمعات بالغزوة الاستعمارية، ومع أن عنف الحداثة هذا كان يكفي لرفضها ولفظها، من قبل من وقع عليهم فعل العنف ذاك. إلا أن ذلك لم يحصل دائماً بالقدر المتوقع. إذ وجد هناك من تراءى له أن الأخذ بالحداثة هو في جملة الأخذ بالأسباب، التي صنعت لأوربا شوكتها وهيبتها.

    وفي سائر المجتمعات التي اقتحمتها الحداثة، لم يكن ممكناً أن تتم عملية الاستقبال بتهليل أو رحابة صدر، خاصة أنها قد أتت في ركاب الغزو الاستعماري، الأمر الذي عنى القبول بها تسليماً بالهزيمة.

    + كيف تجلت مقاومة الشعوب لعنف الحداثة؟

    ++ أما مواجهة عنف الحداثة فقد تجلى أولاً، بما تجوز تسميته بالممانعة الحادة والشاملة. حِدَّتها كانت في إنكارها الحداثة وإبدائها الشدة عليها. أما شمولها فلأنها طالت سائر تجليات الحداثة. ولم تكن ممانعة جزئية، كما سيصبح في ما بعد بأكثر من قرن.

    لم يكن العرب وحدهم ولا المسلمون معهم، الوحيدين الذين انفردت ثقافتهم بإبداء ذلك الفعل من الممانعة الحادة والشاملة للحداثة. شاركهم في ذلك كثيرون: الصينيون، والهنود، وحتى اليابانيون. أما هنود أمريكا فأحرزوا سبقاً قبل هؤلاء جميعاً.

    أما الجامع بين تلك الممانعات الثقافية، فهو الرجوع الحاد إلى الماضي والتمسك به.

    أما ثاني تلك الأشكال فهو مما يمكن تعريفه بالممانعة المتكيفة مع إكراهات الحداثة. ينتمي إلى المقاومة الثقافية من حيث ماهيته. غير أنها مقاومة لا تركب تيار الرفض الحاد والشامل لكل معطيات الحداثة الثقافية. بل تتكيف مع كثير من تلك المعطيات بهدف تقوية نفسها من جديد. أو قل بهدف إعادة إنتاج نفسها كممانعة قادرة على مجابهة ضغوط الحداثة.

    مرة أخرى، لم تكن الثقافة العربية ـ في حقبتها الحديثة ـ وحدها التي جنحت لهذا النوع من الممانعة الثقافية المتكيفة مع إكراهات الحداثة. بل شاركتها في المنحى والنهج ثقافات مجتمعات أخرى، مثل مجتمعات الثقافات الكونفوشيوسية والهندوسية والبوذية والوثنية.

    أما ثالث شكل لتلك الممانعة، فهو ما يصحّ تعيينه باسم الممانعة الثقافية البَعدية. وهي كناية عن ممانعة متأخرة في الزمان. ويعود زمن عودة هذه الممانعة إلى الربع الأخير من القرن العشرين. ولو أخذنا مجتمعات العالمين العربي والإسلامي مثالاً، لأمكن القول إن أكثرها انفتاحاً على الحداثة. ثم إن هناك أمثلة أقرب في الزمان لتلك الممانعة البعدية، تعود بداياتها إلى عقد الثمانينيات الماضي. من أهمها تركيا وتونس وباكستان وإندونيسيا، التي ولجت حداثاتها الثقافية طور انكفاء وتراجع أمام مد متزايد لنقائضها المستمسكة بالماضي والهوية والميراث الحضاري الإسلامي.

    لنترجم المعطيات السابقة عن الممانعات الثقافية الثلاث. الممانعة الأولى هي تلك التي أبدتها مراكز إسلامية عريقة. أما الممانعة الثانية (المتكيفة). فمختلفة، إذ اتخذت شكل رد فكري متكامل وبالغ الإيجابية، هو الفكر الإصلاحي الإسلامي للقرن التاسع عشر وفواتيح القرن العشرين. انصرف هذا الرد إلى إعادة بناء خطاب إسلامي منفتح على معطيات العصر ومتطلع إلى تأهيل مجتمعات الإسلام، للمشاركة الفعالة في بناء الحضارة الإنسانية وصناعة التاريخ. ومع أنه غرف من الحداثة الفكرية الغربية، خاصة في جوانبها السياسية.

    ولقد أتت الممانعة (البعدية) الثالثة، في أعقاب إخفاقات مشروع (الحداثة السياسية) العربية وما جاورها في ميادين الاقتصاد والاجتماع: المشروع الذي حملته الحركات الوطنية والقومية، ودافعت عنه نخب ثقافية حديثة باسم التقدم والنهضة والثورة. وتبددت أيضاً في سائر الكتابات الإسلامية، التي خرجت من رحم (معالم في الطريق) لسيد قطب. ومنها كتابات شكري مصطفى وعبود الزمر وعبد السلام فرج وأيمن الظواهري وعمر بن الرحمن في مصر، وسعيد حوّى في سورية. ومحمد الفيزازي ومحمد الزمزمي في المغرب، وأسامة بن لادن في السعودية.. إلخ.

    تدور حول ثنائيات الكفر والإيمان و(الصليبية) والإسلام والجهاد، منذ الشيخ محمد بن عبد الوهاب حتى الشيخ أسامة بن لادن.

    + حديثك عن علاقة الحداثة بالهوية والأصالة يجعلنا نطرح سؤالاً: يفكر في معنى الحداثة نفسها، وفي صلتنا بها: هل الحداثة الكونية تسري أحكامها على سائر المجتمعات والثقافات، أم نسبية يتوقف النظر إليها على النظر إلى شروطها المعينة والمتغايرة بتحولات الزمان وتغاير المكان؟

    ++ تأسيساً على المعطيات السابقة، إن الحداثة ليست بالبساطة التي يفترضها الخائضون فيها. وإنما من التعقُّد والتركيب بحث تستوعب أكثر من قراءة.

    إن الحداثة كونية ونسبية في الآن نفسه. وهذا ليس جواباً توفيقياً أو تلفيقياً، يروم المصالحة بين المقالات المتعارضة، وإنما هو حاصل نظرة تركيبية تستعيد السمتين معاً في تضافرهما.

    نعم إن الحداثة الفكرية كونية، وذلك لأن الجوامع والمشتركات بين تيارات الوعي العربي، وبين جميع ثقافات المجتمعات والأمم، كبيرة بحيث يمكنها أن تنتج خطاباً جديداً (موضوعياً): خطاب رتق لا خطاب فتق، ينصرف عن البحث في الفواصل إلى البحث في الأواصر. في جعبة تلك الأواصر ما يشهد لها: العقلانية، والعلم، والنزعة الإنسانية. وهذه مما ليس يجوز الحكم فيها بأنها قيم خاصة بمجتمع بعينه دون آخر.

    لكن الحداثة نفسها نسبية في الوقت نفسه، ومأتى نسبيتها من ظروف تاريخية وسياسية وثقافية مختلفة الطبائع والمحددات. فهي في أوجه منها ليست تقبل التعميم إلا من منطلق نظرة مركزية إلحاقية، تفترض نفسها معياراً تقاس به الأشياء والأفكار، وتفترض العالم هوامش قابلة للإلحاق بمركز. وقد يقال إن نسبية الحداثة في حالات جزئية وفي مجالات (ضيقة)، مثل الإنتاج الرمزي والجماليات (كالموسيقا والرقص والغناء والعمارة) أو اللغة.

    *- أستاذ الفلسفة في جامعة الحسن الثانية ـ الدار البيضاء
                  

العنوان الكاتب Date
وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 02:45 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:20 PM
    Re: وداعا جاك دريدا سجيمان10-09-04, 03:26 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:23 PM
  Re: وداعا جاك دريدا Nagat Mohamed Ali10-09-04, 03:48 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:49 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:55 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 04:00 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 04:04 PM
    Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 06:39 AM
      Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 06:50 AM
        Re: وداعا جاك دريدا AttaAli10-10-04, 07:14 AM
          Re: وداعا جاك دريدا Sinnary10-10-04, 08:27 AM
        Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 10:35 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:44 PM
  صبحي حديدي:بين جاك دريدا وتفكيك الزرقاوي osama elkhawad10-11-04, 03:47 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:53 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:56 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:01 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:03 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:06 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:07 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:10 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:14 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:17 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:19 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:27 PM
    Re: وداعا جاك دريدا Abomihyar10-11-04, 04:33 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:37 PM
  جاك دريدا:الدين في عالمنا osama elkhawad10-11-04, 04:40 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:47 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 05:00 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 05:03 PM
  وداعا جاك دريدا ومفهوم "المغفرة" osama elkhawad10-11-04, 05:08 PM
  نظريات التلقي وتحليل الخطاب ومابعد الحداثة osama elkhawad10-11-04, 05:17 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:07 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:09 AM
  محاولة لمقاربة ابن عربي في ضوء ما بعد الحداثة osama elkhawad10-12-04, 09:16 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:28 AM
    Re: وداعا جاك دريدا malamih10-12-04, 11:18 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-13-04, 08:12 AM
    Re: وداعا جاك دريدا Safa Fagiri10-13-04, 08:53 AM
  وجهة نظر اسلامية حول المعرفة في سياق الحداثة osama elkhawad10-13-04, 10:52 AM
  وجهة نظر اسلامية حول ما بعد الحداثة-نقلا عن "اسلامأونلاين" osama elkhawad10-13-04, 10:58 AM
    Re: وجهة نظر اسلامية حول ما بعد الحداثة-نقلا عن "اسلامأونلاين" تراث10-13-04, 01:29 PM
  عن هابرماس بالعربية osama elkhawad10-13-04, 05:42 PM
  من الحداثة وخطابها السياسي لهابرماس-تحدي الاصولية osama elkhawad10-13-04, 05:55 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 05:58 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:00 AM
  هابرماس ومفهوم التواصل osama elkhawad10-14-04, 06:04 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:17 AM
  هابرماس وبوش osama elkhawad10-14-04, 06:20 AM
  Re: وداعا جاك دريدا Yasir Elsharif10-14-04, 06:29 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:35 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:38 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:43 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:45 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:48 AM
  محاضرة لهايدجر osama elkhawad10-14-04, 07:04 AM
  Re: وداعا جاك دريدا abdalla BABIKER10-14-04, 08:10 AM
  رمضان كريم يا عبدالله osama elkhawad10-14-04, 12:00 PM
  مقالة كانط حول الانوار osama elkhawad10-14-04, 12:04 PM
  فوكو يقارب سؤال "ما هي الأنوار" osama elkhawad10-14-04, 12:08 PM
  هايدجر والاختلاف osama elkhawad10-14-04, 12:21 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:26 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:38 PM
  هابرماس يجيب عن سؤال "ما هو الارهاب؟" osama elkhawad10-14-04, 12:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:56 PM
  اكاديمي عربي يحكي عن علاقته بأفكار دريدا osama elkhawad10-14-04, 01:02 PM
  دريدا ونقد الميتافيزيقا الغربية osama elkhawad10-14-04, 01:14 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 03:16 PM
  حقل فوكو "الجزء الاول" osama elkhawad10-14-04, 03:20 PM
  حقل فوكو "الجزء الثاني" osama elkhawad10-14-04, 03:49 PM
  عرض للكتاب الذي سرق منه "الفيا" osama elkhawad10-14-04, 03:58 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 10:55 PM
  المسرح العربي بين الحداثة وما بعدها osama elkhawad10-15-04, 08:36 AM
  الحداثة المنقوصة لهشام جعيط osama elkhawad10-15-04, 08:39 AM
  الحداثة والأزمنة العربية الحديثة osama elkhawad10-15-04, 08:42 AM
  الخلط بين الحداثة و التجدد osama elkhawad10-15-04, 08:46 AM
  رأي اسلامي:الحداثة باعتبارها فتنة وباطلا osama elkhawad10-15-04, 08:53 AM
  حوار مع المغربي بلقريز يتحدث فيه عن الحداثة والتحديث osama elkhawad10-15-04, 08:58 AM
  اعلان موت الحداثة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ osama elkhawad10-15-04, 09:05 AM
  الأسرة" بين الحداثة الغربية.. والرؤية الإسلامية..(1) osama elkhawad10-15-04, 09:10 AM
  الأسرة" بين الحداثة الغربية.. والرؤية الإسلامية...(2 osama elkhawad10-15-04, 09:13 AM
  الحداثة والتباين والغربنة osama elkhawad10-15-04, 02:11 PM
  تناقضات الحداثة العربية و تعريفاتها المختلفة osama elkhawad10-15-04, 02:16 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-15-04, 04:59 PM
  رأي اسلامي:سقوط الحداثة osama elkhawad10-15-04, 05:12 PM
  رأي اسلامي حول الحداثة osama elkhawad10-15-04, 05:31 PM
  في نقد الحداثة الكومبرادورية- محسين الدموس (*) osama elkhawad10-15-04, 05:41 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الأول osama elkhawad10-15-04, 05:53 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الثاني osama elkhawad10-15-04, 05:59 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الثالث osama elkhawad10-15-04, 06:09 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّاالجزء الرابع والأخير osama elkhawad10-15-04, 06:15 PM
  رأي اسلامي يرفض العولمة ويربطها بالحداثة وما بعدها osama elkhawad10-15-04, 06:23 PM
  الإسلام في مواجهة الحداثة الشاملة osama elkhawad10-15-04, 07:57 PM
  صبيانية الحداثة وعبثها وربطها بالفساد والجنس والمخدرات osama elkhawad10-15-04, 08:04 PM
  راي حول وجود نماذج للحداثة غير النموذج الغربي osama elkhawad10-15-04, 08:20 PM
  رؤية توفيقية للعلاقة بين الاسلام والحداثةمن كاتب ايراني osama elkhawad10-15-04, 08:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de