وداعا جاك دريدا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 10:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-12-2004, 09:28 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20169

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وداعا جاك دريدا (Re: osama elkhawad)

    موقع المؤلف في: مابعد الحداثة

    ياسين النصيّر

    1
    لماذا يتوجه نص ما بعد الحداثة الأدبي إلى المؤلف وليس إلى القارئ؟ بعد أن اعتمدت الحداثة على القارئ بوصفة مؤلفا جديدا، وراحت نظريات الحاثة تعول على القارئ كثيراً لتعدده أولاً ، ولأنه يعتمد التأويل ثانيا، ولكونة منفتح اللغات واللسان والقدرات المعرفية وحتى الأعمار ثالثا، في حين أن المؤلف ليس إلا ذلك اللكم من الراجع والنصوص القديمة والحياتية وقد تهيأت له فرصة بفعل قدرات خاصة لأ يظهر بدور ما اسماه جيرارد جينية عن النص " بجامع النص" هل هو محاولة من" ما بعد الحداثة" منهجا وفكراً لإعادة الأعتبار إلى المؤلف بعد أن ألغته الحداثة ؟ أم أن إعادة الاعتبار، بحد ذاتها قضية منهجية وترتبط بمفهومات لم تنتبه إليها الحداثة؟ من قبيل أن المعرفة ليست إلا مدخلا للنص قد لا تكون واحدة في كل زمان ومكان، فما يملكه الأفريقي عن حركة النجوم مثلاً مختلف عما يعرفه العربي عنها، كلتاهما معرفة ولكن المتغيرات كامنة في البيئة وفي حركة الفكر من المجرد إلى المحسوس ، من الذاتي إلى الموضوعي ومن داخل إلى الخارج، إضافة إلى تنوع أدواتها .

    وهل أن الفن الأدبي وهو يؤسس معارفه التحديثية في داخل بنيته، قد أفرز تشكيلة من النسق جديدة، بحيث لم تعد ملائمة لسياقات القراءة غير "التأليفية"؟ أم أن الكتابة نفسها ، وبعد أن أصابها الكثير من شظايا النقد النصي، ما عادت قادرة على تحميل القارئ أعباء التفكير الأحادي الذي يتوخاه النص الحديث؟ والذي يفرزه قارئ غير معني بحقيقة الكتابة؟ أم ياترى لا هذا ولا ذاك، إنما هي العوامل مجتمعة ، وقد صاغت سمات ما بعد الحداثة للنص ،رؤية مغايرة للمنهجية القديمة التي بها يستقبل القارئ النص. لأن النص لم يعد ينتمي لمؤلفه بعد الانتهاء منه، باعتباره " نصاً مولِّدا" كلما مرّ زمن ما عليه. وعندئذ يكون المؤلف، هو المعني بما ينتجه مؤلف آخر كي لا يكرر القافية نفسها، ولا يعيد تجارب سبق وأن وطئتّها أقدام المكتشفين الأوائل، وربما لأن المؤلف أدرى بالطريقة الفنية التي هي عليها النص السابق، فتصبح قراءته له بمثابة بنية مضمرة فيه، وكأن المؤلفين ينتمون إلى تنظيم سري لا يعرف أحدهم الآخر إلا بشفرات الكتابة نفسها؟. أن ما بعد الحداثة تصب اهتمامها على تفكيك البنية وليس على تظّامها وسياقاتها الكلية. على البحث عن " كل" الأساسيات التي ولّدّت النص. ومثل هذه الطرق المتعرجة في النص لا يكتشفها القارئ العادي، وإن حصل وأكتشفها ستبقى لديه في حدود المعرفة الخارجية، في حين أنها لدى مؤلف آخر ستكون علامات يعمّق بها مسارها أو يغيرها، والثقافات ما كانت يوماً حصيلة لقراءات محايدة أو خارجية، كما تعتقد الحداثة بقدر ما كانت حصيلة لقراءات تأليفيه جديدة. نص ما بعد الحداثة يتوجه إلى الكاتب، باعتباره حقلاً خاصا بالفكر المولد لاستيعابه لشروط النص الفنية، وعندما يلغي عن قصد القارئ؛ الذي كان يعني وفق النظرية النقدية القديمة المُخاطب بالرسالة؟. أنا يسعه لتحويله إلى مؤلف آخر.والتغيير يجرى هذه المرة على "الرسالة" نفسها، بعد أن كانت تجري على المرسل إليه، فالمتغيرات الإيديولوجية الكبيرة التي حدثت في النصف الثاني من هذا القرن جعلت من النص خارج منطق الأيديولوجيات، وخارج منطق "الاستقبال"، وما ارتباطه الفكري بأطر فلسفية متغيرة إلا من قبيل التحتيم على الكاتب أن ينآى بنصه من الرسالة المباشرة مهما كانت لغتها غير متداولة، إلى الرسالة الموجهة إلى الذات ، خاصة وأن معنى الآخر أصبح في ما بعد الحداثة مضمراً في "الذات المبدعة" نفسها، وليس في ذات "الآخر" القارئ،المجهول، لا سيما وان الحال" التأليفيه" ذكورية مهما كان جنس المؤلف، والذكورية تؤكد في سياقاتها على إنتاج نص خنثوي يحمل كل الأبعاد دون أن يكون إحداها.والمعني بالنص الخنثوي، عدم الصفاء النوعي لأي نص معاصر وحديث، ليس من خلال مبدأ التداخل بين الأجناس، إنما من خلال أن العصر ما عاد معتمداً على لغة نقية قارة، وعلى كل مستويات البث " الشفري" للنص.

    2

    في التراث العربي الإسلامي لم يكن القارئ هو المعني أبداً، إنما كان المعني هو الوالي أو الخليفة أو المؤلف الآخر، بدليل أن الهوامش التي تكتب على المؤَلف السابق تخاطب المؤلف القديم والمؤلف الجديد معا ، فالمؤلف الذي يعتمد الهامش أساسا في توصيل معرفته للأخر ، كان يعتمد على حوار مضمر مع مؤلف قادم، هكذا سار الدرس التعليمي والديني ليس بين مؤلف وقارئ إنما بين مؤلف ومؤلف أخر. ولذلك بقي النص العربي القديم في إطار النسخ وفي إطار المحافظة على النص الأساس، ثمة تجاور تأليفي بين المؤلفين وليس تجاور بين القارئ والمؤلف. وحتى المعنيين بالآمر: الخلفية أو الوالي ما كان ليقرأ الكتاب في حضرة قراء عاديين، ولا المؤلف كان يقرأه في حضرة قراء عاديين أيضاً ، إنما كان الخطاب التأليفي يجري في حضرة مؤلفين عدة الأقل فيهم يمتلك الإنصات والتطبيق، وهو الخليفة أو الوالي، في حين ان المؤلف الأكثر كفاءة هو الذي يحتذي النص السابق ليؤلف نصه الجديد.

    الممهدات لنص ما بعد الحداثة في الأدب العربي

    موقع المؤلف

    ياسين النصيّر


    لماذا يتوجه نص ما بعد الحداثة إلى المؤلف – الكتابة ، وليس إلى القارئ – الكتابة كما أكدته الاتجاهات البنيوية، حينما عُدَّ القارئ – الكتابة هو الأساس في العملية الأدبية كلها؟ ثم بنت على تأليه القارئ – الكتابة تصورات منهجية وفكرية – دنيوية في أغلبها، لعل في المقدمة منها التأكيد فاعلية على الهرمونطيقا، في القراءة – الكاتبة، تلك القراءة التي خلخلت مركزية المصدر الواحد للنص، ومن ثم التمرد على مركزية الألوهية المطلقة والنقد والتاريخية، والتي بموجبها يتم إعادة التوازن بين المؤلف- الكتابة للنص وبين القدرة على إعادة إنتاج النص بأشكال مختلفة.

    في ضوء ذلك عدّ المؤلف في وقتها ثانياً ؟ بل ما هو إلا جامع نص من الدرجة الثانية كما يشير جينيت إلى ذلك. هل هي محاولة منهجية من نص" ما بعد الحداثة" لإعادة الاعتبار إلى المؤلف بوصفه الفاعل – ولكن ليس الفاعل المطلق بعد أن اعادة فكرة ما بعد الحداثة المركزية إلى قوى مجهولة وليس إلى البطل الذي يعيش على الأرض؟؟ بمثل ما عادتها إلى الكتابة بوصفها القدرة الذاتية الموشاة بما يحيطها من معارف وتجارب؟. أم أن إعادة الاعتبار هذه، بحد ذاتها قضية ترتبط بمفهمات تشكل صلب توجهات عامة لا تشمل الأدب وحده، بل تشمل نص ما بعد الحداثة بتشكيلاته المتنوعة كلها، مع إبقاء دور فاعل لـ" الكتابة" بوصفها قيمة مطلقة قابلة للمراجعة والتأويل ، ومن ثم دخولها التاريخ عن طرق إعادة الإنتاج، وليس عن طريق النقد كما كان نص الحداثة يعول على توسيع مفهوما ته. وبذلك يفقد نص ما بعد الحداثة سلطة النقد .

    إذن فالمؤلف تكوين ينتمي للأصالة الدينية، قبل أن ينتمي للأصالة الأدبية، فهو له تكوين قيمي خاص، بوصفه خلاقاً، وله تكوين نظري إجرائي يتميز به عن القارئ لاعتماده مفردات ذات تكوين شبه قارة، هي " الكتابة" وله بناء معرفي – كتابي خاص، هو " الرؤية لـ" وهذان التكوينيان لا يمتلكهما القارئ. وله بعد ذلك زمن تاريخي معين يصبّ فيه نصه، أي ثمة وعاء مشترك، يشير ويشار إليه هو العلاقة بين التاريخ والمنتج. وله موقف من الذي يحدث، فكريا واجتماعيا ، أي له قضية يريد التعليق عليها، القضية قد تكون " رسالة من نوع خاص" مادتها الكتابة، أو تفسير لحدث، أو التعبير عن حال. وهذه القصدية التي عليها المؤلف لا يمكن عدها مجردة من مغزى كوني " لألوهية" شاملة يتولى المؤلف صياغتها وفق صيغ زمانية – مكانية – لغوية –.

    وقبل البدء في الحديث عن هذه النقطة الجوهرية، أي إمكانية نص ما بعد الحداثة بتركيباته الجديدة، لإعادة الاعتبار إلى المؤلف – الكتابة، نود القول أن نص ما بعد الحداثة في هذه المقالة لا يعني الأدب وحده، بل المسار التكويني الذي يمر من خلاله، ففي الحياة الثقافية العربية اليوم ثمة توجهات منهجية فرضتها طريقة العمل في نص ما بعد الحداثة وهي أن النص لا يتشكل من لغة فنية واحدة، فاللغة الفنية الواحدة، تعني قارئا واحداً وإن تعدد، ولا يتوجه لقارئ محدد باتجاه أو بفكر ، ولهذه الظاهرة بنى أسلوبية ومنهجيات وأشكال تعبير مبنية على شيء من التنوع، لكنها لم تكن على درجة واحدة من الوعي الممارس بها. بحيث تصبح منهجا قاراً يمكن احتذاؤه وتقليده. هذا الانفتاح على التجربة الحرة، وعلى قارئ غير معين، وعلى أسلوب متولد في اللحظة ، هو أحد مجالات لامحدودة العلاقة بين نص مكتوب، ونص مقروء على مدار الأزمنة.

    2

    في أدبنا العربي نجد الكثير من النوى الأسلوبية التي لو درست منهجيا ووفق سياقات نقدية حداثوية لأنتجت طرق قول قريبة جدا مما نقرأه الآن في نص ما بعد الحداثة، ولكن تراجع الوعي النقدي وتابعية النقد العربي تجعله ليس متخلفا فقط، إنما غير قادر على صياغة منهجية كامنة في الأدب العربي نفسه، رغم أن مثل هذا التصور قد يبدو غريبا، إذ كيف يكون هناك أدب له إمكانية أن يولد منهجية جديدة لنص جديد، والمجتمع العربي غير متطور، ولنا في دراسة مثل هذه الظاهرة القول بظهور القرآن الكريم لغة وبنية في مجتمع شبه متخلف. فاللغة العربية وآدابها قادرين على تكوين بنية خارج السياق الاجتماعي في مراحل تكوين معينة، وفي المرحلة الحالية نجد مثل هذه القدرة متوفرة، بل ولها أوليات قول وإنشاء كبيرة. في هذه المقالة نتلمس تلك الأوليات الأسلوبية علنا نؤشر لما تحتويه من قدرات تطويرية قادرة على رسم تخطيطه منهجية لاحقة.

    3
    منها قضية الكولاج في اللوحة الفنية، هذه البنية التي شكلت تحولا فنيا في سطح اللوحة،وفي بنيتها، عندما عكست فاعلية الزمان المتعدد في مكانية محددة وعلى سطح ملموس، ولأنها جاءت جزءا من نظرة مستقبلية أوربية، للفن الأوربي ، لذا لم تثمر كثيرا بما يفيد تطويرها إلى مغاير منهجي خاص بالفن العربي ، لكنها شكلت تعددية أسلوبية جعلت من اللوحة الفنية غير نقية الشكل. هذا ما نلاحظه في لوحات محمد مهر الدين وضياء العزاوي على وجه الخصوص. وفي فن أوربا ما بعد الحداثة تحول الكولاج إلى تجسيدات مستقلة في فضاء مكاني مرئي يمكنك معاينة اللوحة من اتجاهات مختلفة وبطريقة بدت للمشاهد كما لو أنه في معرض نحتي، وتحولت موضوعات اللوحة إلى تكوينات اجتماعية فيها من متروك الحياة اليومية الكثير: عمال المجاري والفلاحين والأرض الخراب والنفايات وإطارات السيارات والمراوح وأشياء مهملة في البيت يعاد تشكيها مجدد بحيث تتحول إلى مغايرة لما كانت عليه بتركيبة جمالية غير ممنهجة. في مننا العربي كنا قريبين من هذه الخطوة التحويلية.

    ومن هذه المنهجيات التوظيف الحر وفي للشكل الفني، هذا اللون من التعامل الذي حول اللوحة الفنية إلى جسر ثقافي مرتبط بموروث لغوي عربي وعالمي من خلال تعميم الشكل الفني ومرونة الخط لتشكيل انسيابية بصرية على سطح اللوحة وفي توجهاتها الفكرية، مما جعل اللوحة الفنية تعتمد التشكيل الحروف لخلق بنى وكتل جديدة تطورت في جوانب منها إلى تجريد مدروس مع عفوية ومرونة شعرية. في لوحات شاكر حسن أل سعيد مثلاً. هذا الشكل الفني اليوم تحول على يد كونييه وأبل وغيرهم إلى تشكيلات لأحياء مجهرية وواقعية بحيث بدت التكوينات في اللوحة الحديثة لا تخضع لمفهوم تصميمي سابق. وفي فننا العربي وحروفنا المرنة الكثير من جوانب تقدير طاقة الحرف الداخلية بالتمرد على أوزانه القديمة وبالتحرر من تركيبته البصرية القارة كمحاولة للوصول إلى ما يختزنه حرف له أكثر من ثلاثة آلاف سنة في نسيج المجتمع والثقافة.

    ومن المنهجيات الفنية المختلفة في النص العربي الحديث، التداخل بين السينما والمسرح، الأمر الذي عدّ في مرحلة سابقة تطويرا لفن المسرح المعاصر وعد جانبا من بنية التغريب الحديثة وحداثة في شكل الفرجة والاحتفالية المقتربة من وعي المشاهد المتباين الثقافات إلى الحد الذي جعلنا نتقبل مسرح ورواية أمريكا اللاتينية ونجعلها مع مسرح ستانسلافسكي ومايرخولد وبرشت وبيكت وماثيو أرنولد ، دون أن نعي الفواصل التاريخية بينها،ý مما يعني خلق شكل فني قوامه المادة التعبيرية فتغيرت بنية الفصول إلى بنية اللوحات، وتداخلت الأزمنة فيما بينها فمن التسجيلية إلى الوثائقية وإلى السردية الحوارية، هذا ما جعل المسرح المعاصر معتمدا على الفرجة المنفتحة المعتمدة على قدرات الإخراج والتمثيل اكثر من اعتمادها على نص مكتوب، وبالتالي جعل المخرج –القارئ- المنهجي هو الفاعل الأول، الذي تطور لا حقا ليصبح الدراماتورج هو الفاعل الحقيقي للنص، ومن هنا لم يعد شكسبير مثلا هو النصوص المكتوبة ، بل هو الرؤية المنفتحة على العمل والفكر المعاصرين بما يلائم المنهجيات الأسلوبية – التقنية الحديثة. وفي مسرحنا العربي شهدنا مثل هذه التحولات الأسلوبية ولكن لم يمنهج نقديا وإجرائيا بما يفيدها من تقديم بديل كامن في رحم الممارسة الفنية العربية، في المغرب الطيب الصديقي وعبد الكريم برشيد وفي العراق قاسم محمد وعادل كاظم ويوسف العاني وفي سوريا نبيل حفار وفي لبنان يعقوب شدراوي وفي مصر تجارب كبيرة الفريد فرج ونعمان عاشور وميخائيل رومان ومحمود ذياب وغيرهم ولدى تجارب المخرجين الجدد الكثير من هذا : جواد الاسدي وعوني كرومي وحازم كمال الدين وغيرهم وكذلك الأمر في دول عربية وتجارب عربية. ما بعد الحداثة في المسرح الأوربي المعاصر تعتمد على فاعلية الجسد وفاعلية الحكاية التي تنشأ خارج السياق الأجتماعي لذلك نجد تداخلا بين فن الفرجة وفن الجسد، وللتيارات هذه مسارح ونقاد وصحف قد نأتي عليها في يوم قادم خاصة في هولندا وبلجيكا.

    ومن المنهجيات الممهدة لنص ما بعد الحداثة في الأدب العربي الحديث ، التداخل الأسلوبي بين السرد والوثيقة في الفن الروائي العربي الأمر الذي عد على يد كتاب جيل الستينات أسلوبية متطورة جعل من فن السرد وثيقة بعد أن كان تصورا ذاتيا ، ومن الرواية تعبيرا عن حركة مجتمع بعد إن كانت بوحا لمفكر له منهجية اجتماعية معينة، وصوتا تتداخل فيه الأزمنة بعد أن كان ميكرفونا لحال محددة بفترة دون أخرى. ولعلنا فيما ينتجه صنع الله إبراهيم مثالا على التطور الأسلوبي الحديث ، في حين لم تنتج محاولات الغيطاني المهمة في الستينات ، تلك التي بنت بيتها الروائي على اتساع مخيلة النثر العربي تطويرا لأساليب قص لاحقة بل بقيت ضمن دفتي التجربة، وهي عندي مهمة جدا لأنها اختصرت شكل جديد اكتفت بحدوده. مما يعني إن الرواية العربية ما زالت تبحث عن بقع خلاقة جديدة في السرد دون أن تفقد هويتها النوعية،

    وإذا كان الحديث عن الشعر يكتسب أهمية قصوى في تلمس خطوط المنهجية الممهدة لنص ما بعد الحداثة في الأدب العربي فأن ذلك يدفعنا إلى تأمل الشكل الحر في القصيدة أولا كحداثة أولى ثم ومآل إليه لاحقا في بنية قصيدة النثر ثم تحولات قصيدة النثر إلى شكل سردي قد يسقطها في الأقصوصة، أو ينقذها إلى بنى شعرية حرة لا تقع في العادي والعاطفي والذاتي، هذه المحاولات لا ترى الآن من داخل النص الشعري وحده، بل ترى من أساليب التعبير الكبيرة والشعبية الأخرى: الأغنية منذ بداية عصر النهضة ، والشعر الشعبي وتمردا ته الأسلوبية والنثر العربي القديم وطاقته الشعرية والوثائقية المتبقية على زمن مضمر وحر، من هذه المواقع وغيرها يمكن تلمس الخطوط الجديدة لنص لا يقع تحت تأثير أوبني قوالب معينة حتى لو كانت هذه البنى حديثة، ولموضوع القصيدة العربية في حداثتها الثالثة ، ما يمكن القول فيه أنه بداية أسلوبية جديدة لنص ما بعد الحداثة.

    4
    ونعيد السؤال الاستهلالي لماذا يتوجه نص ما بعد الحداثة للمؤلف- الكتابة ، وليس للقارئ- الكتابة، مع علمنا أننا لا نستطيع الاستغناء عن القارئ؟

    في هذا الإطار تجري عملية إزاحة منهجية للقارئ، وليس إلغاء له، ففي الوقت الذي يسعى نص ما بعد الحداثة لأن يكتشف مساحات قول جديدة من خلال التداخل بين الأساليب إلى الحد الذي يصبح بلا أسلوب، يتم ذلك من داخل الإزاحة المنهجية لوعي القارئ العادي حسب فرجينا وولف ، وليس القارئ المستثمر، أي القارئ –الكتابة، القارئ المنتج، القارئ التاريخي إن صح القول. ففي المرحلة الحالية التي يتوجه إليها نص ما بعد الحداثة نجد القارئ هو الآلة المنتجة، السينما، المسرح، الموسيقى، الفن التشكيلي، الإعلان، الاتصال ،استثمار الجنس، المتغيرات الكرنفالية في مظاهر المدينة، الأعياد وأشكالها التعبيرية الثقافية الكبيرة، متغيرات الأزياء واللباس، والمتغيرات الديموغرافية، والمتغيرات القومية والسكانية وقضية حقوق الإنسان، والحروب الموضعية، والتطورات الأسلوبية على أساليب العرض في المخازن والأسواق، والرؤية المعاصرة للتلفزيون ،والقنوات الفضائية، والتداخل بين الذاتي والموضوعي فيما يخص بنية المجتمعات الغربية في إطار الاعتماد على قدرات وابتكارات الفرد في تطوير الاقتصاد والفكر ..الخ. كل هذه البنى الجديدة وغيرها فرزت قارئا مغايرا للقارئ السابق، مما وضع الظرف الموضوعي المؤلف من جديد في دائرة الضوء الكبرى في تكوين رؤية معاصرة ودقيقة لما يجري في بنية المجتمع. فالمجتمع الحديث ليس بحاجة إلى نبي أو إله يؤلف له مستقبله، بل بحاجة إلى مؤلف يتابع المتغير دون أن يقف عنده، مما يعني تبدلا في الأسلوب وفي اللغة وفي المنهج وفي القصدية، وعدم الوقوف على ذكورة أو أنثوية بل على بنية خنثوية فيما يخص تهجين كل المكونات والبحث عما هو مشترك وليس خاصاً.

    5

    في هذا الصدد ، أعني دور المؤلف في نص ما بعد الحداثة يعود إلى أن البنى المعرفية الجديدة ما عادت مسجلة بمصادر ومرجعيات مدونة، كما كانت يوم ذاك، أي ليس ثمة تاريخية أو بنية نقدية –دينية تقود وتقف خلف المنجز الحالي، بل لا تاريخ محدد للنص، مما يتطلب أن يكون المؤلف في وضع متغير المواقع ، متنقل بين الأزمنة، مغير من وجهات نظره، شاكا في كل المقولات ، وغير منسجم مع أي موروث، بل وفي أشد حالاته إدراكا للمعرفة أنه منفتح على كل ما من شأنه أن يمد نصه بلغة جديدة. من هنا لا يأتي نص ما بعد الحداثة منضبط الشكل ، بل له من اللعب الفني الكثير ومن عدم الانسجام مع توجهات فئة أو مجموعة متجانسة، حتى لو كانت حزبا منظماً. والنص الذي يؤلفه الكاتب لا يعود إلى تاريخية معينة ولا يندرج ضمن مفهوم سوسي ولوجي أو أيديولوجي. ولذا لابد لها من جامع نص،- مؤلف- جديد، وليس لقارئ نص متلق بعد أن اصبح التلقي فعلا آليا ومصنعاً، ويعني ذلك أن المرجعيات تعود ثانية للنص الأدبي ليس بوصفها جزء من تاريخ الحال، إنما لأنها قادرة على منح النص مساحات تأويليه جديدة نابعة من العلاقة التاريخية مع الحاضر، الذي يضفي عليها بما يستجد به من تطورات تغيرات بنيوية غير مستقرة فيأتي المؤلف ليعيد تشكيل تلك البنى وفق سياقات جديدة. فالكتابة نفسها ، وبعد أن أصابها الكثير من شظايا النقد النصي، ما عادت قادرة على تحميل القارئ أعباء التفكير الأحادي الذي يتوخاه النص ، والذي يفرزه قارئ غير معني بحقيقة الكتابة.
                  

العنوان الكاتب Date
وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 02:45 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:20 PM
    Re: وداعا جاك دريدا سجيمان10-09-04, 03:26 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:23 PM
  Re: وداعا جاك دريدا Nagat Mohamed Ali10-09-04, 03:48 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:49 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:55 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 04:00 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 04:04 PM
    Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 06:39 AM
      Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 06:50 AM
        Re: وداعا جاك دريدا AttaAli10-10-04, 07:14 AM
          Re: وداعا جاك دريدا Sinnary10-10-04, 08:27 AM
        Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 10:35 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:44 PM
  صبحي حديدي:بين جاك دريدا وتفكيك الزرقاوي osama elkhawad10-11-04, 03:47 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:53 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:56 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:01 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:03 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:06 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:07 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:10 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:14 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:17 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:19 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:27 PM
    Re: وداعا جاك دريدا Abomihyar10-11-04, 04:33 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:37 PM
  جاك دريدا:الدين في عالمنا osama elkhawad10-11-04, 04:40 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:47 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 05:00 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 05:03 PM
  وداعا جاك دريدا ومفهوم "المغفرة" osama elkhawad10-11-04, 05:08 PM
  نظريات التلقي وتحليل الخطاب ومابعد الحداثة osama elkhawad10-11-04, 05:17 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:07 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:09 AM
  محاولة لمقاربة ابن عربي في ضوء ما بعد الحداثة osama elkhawad10-12-04, 09:16 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:28 AM
    Re: وداعا جاك دريدا malamih10-12-04, 11:18 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-13-04, 08:12 AM
    Re: وداعا جاك دريدا Safa Fagiri10-13-04, 08:53 AM
  وجهة نظر اسلامية حول المعرفة في سياق الحداثة osama elkhawad10-13-04, 10:52 AM
  وجهة نظر اسلامية حول ما بعد الحداثة-نقلا عن "اسلامأونلاين" osama elkhawad10-13-04, 10:58 AM
    Re: وجهة نظر اسلامية حول ما بعد الحداثة-نقلا عن "اسلامأونلاين" تراث10-13-04, 01:29 PM
  عن هابرماس بالعربية osama elkhawad10-13-04, 05:42 PM
  من الحداثة وخطابها السياسي لهابرماس-تحدي الاصولية osama elkhawad10-13-04, 05:55 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 05:58 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:00 AM
  هابرماس ومفهوم التواصل osama elkhawad10-14-04, 06:04 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:17 AM
  هابرماس وبوش osama elkhawad10-14-04, 06:20 AM
  Re: وداعا جاك دريدا Yasir Elsharif10-14-04, 06:29 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:35 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:38 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:43 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:45 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:48 AM
  محاضرة لهايدجر osama elkhawad10-14-04, 07:04 AM
  Re: وداعا جاك دريدا abdalla BABIKER10-14-04, 08:10 AM
  رمضان كريم يا عبدالله osama elkhawad10-14-04, 12:00 PM
  مقالة كانط حول الانوار osama elkhawad10-14-04, 12:04 PM
  فوكو يقارب سؤال "ما هي الأنوار" osama elkhawad10-14-04, 12:08 PM
  هايدجر والاختلاف osama elkhawad10-14-04, 12:21 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:26 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:38 PM
  هابرماس يجيب عن سؤال "ما هو الارهاب؟" osama elkhawad10-14-04, 12:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:56 PM
  اكاديمي عربي يحكي عن علاقته بأفكار دريدا osama elkhawad10-14-04, 01:02 PM
  دريدا ونقد الميتافيزيقا الغربية osama elkhawad10-14-04, 01:14 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 03:16 PM
  حقل فوكو "الجزء الاول" osama elkhawad10-14-04, 03:20 PM
  حقل فوكو "الجزء الثاني" osama elkhawad10-14-04, 03:49 PM
  عرض للكتاب الذي سرق منه "الفيا" osama elkhawad10-14-04, 03:58 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 10:55 PM
  المسرح العربي بين الحداثة وما بعدها osama elkhawad10-15-04, 08:36 AM
  الحداثة المنقوصة لهشام جعيط osama elkhawad10-15-04, 08:39 AM
  الحداثة والأزمنة العربية الحديثة osama elkhawad10-15-04, 08:42 AM
  الخلط بين الحداثة و التجدد osama elkhawad10-15-04, 08:46 AM
  رأي اسلامي:الحداثة باعتبارها فتنة وباطلا osama elkhawad10-15-04, 08:53 AM
  حوار مع المغربي بلقريز يتحدث فيه عن الحداثة والتحديث osama elkhawad10-15-04, 08:58 AM
  اعلان موت الحداثة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ osama elkhawad10-15-04, 09:05 AM
  الأسرة" بين الحداثة الغربية.. والرؤية الإسلامية..(1) osama elkhawad10-15-04, 09:10 AM
  الأسرة" بين الحداثة الغربية.. والرؤية الإسلامية...(2 osama elkhawad10-15-04, 09:13 AM
  الحداثة والتباين والغربنة osama elkhawad10-15-04, 02:11 PM
  تناقضات الحداثة العربية و تعريفاتها المختلفة osama elkhawad10-15-04, 02:16 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-15-04, 04:59 PM
  رأي اسلامي:سقوط الحداثة osama elkhawad10-15-04, 05:12 PM
  رأي اسلامي حول الحداثة osama elkhawad10-15-04, 05:31 PM
  في نقد الحداثة الكومبرادورية- محسين الدموس (*) osama elkhawad10-15-04, 05:41 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الأول osama elkhawad10-15-04, 05:53 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الثاني osama elkhawad10-15-04, 05:59 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الثالث osama elkhawad10-15-04, 06:09 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّاالجزء الرابع والأخير osama elkhawad10-15-04, 06:15 PM
  رأي اسلامي يرفض العولمة ويربطها بالحداثة وما بعدها osama elkhawad10-15-04, 06:23 PM
  الإسلام في مواجهة الحداثة الشاملة osama elkhawad10-15-04, 07:57 PM
  صبيانية الحداثة وعبثها وربطها بالفساد والجنس والمخدرات osama elkhawad10-15-04, 08:04 PM
  راي حول وجود نماذج للحداثة غير النموذج الغربي osama elkhawad10-15-04, 08:20 PM
  رؤية توفيقية للعلاقة بين الاسلام والحداثةمن كاتب ايراني osama elkhawad10-15-04, 08:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de