وداعا جاك دريدا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 01:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-17-2004, 05:07 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20399

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المؤسسة العربية للتحديث الفكري (Re: osama elkhawad)


    نخبة عربية في الفكر و الثقافة تؤسس لتحرير الحاضر من الماضي و تخليصهما من الممنوعات القاتلة

    المؤسسة العربية للتحديث الفكري، مشروع ثقافي أنشئ في الثامن عشر من الشهر الحادي عشر للعام ألفين و اثنين، بمدينة جنيف، و بحسب القوانين المدنية السويسرية.. و ذلك بنتيجة اجتماع كل من المفكرين و المثقفين و الناشطين العرب التالية أسماؤهم- مع حفظ الألقاب: نصر حامد أبو زيد( مصري- مقيم في هولندا)، ليلى شرف( أردنية)، جورج طرابيشي( سوري- مقيم في فرنسا)، محمد عبد المطلب الهوني( ليبي- مقيم في إيطاليا)، محمد أركون( جزائري/ فرنسي)، محمد عبد المجيد الشرفي( تونسي)- أصالة عن نفسه، و تمثيلاً لكل من المغربيين محمد عبده الفيلالي الأنصاري و فريدة بناني، محمد بن عبد السلام الشرفي( تونسي)، ناصيف نصار( لبناني)، و نيقولا كروازي من نقابة محامي جنيف.. ؛ و من أهداف المؤسسة هذه الإسهام في تطوير فكر و ثقافة عربيين تقدميين و إنسانيين، (... )، و وضع حد لمظاهر النكوص الملحوظ في المجتمعات العربية، و تقليص هوة الفوات التاريخي التي لا تزال تفصل واقع المجتمعات العربية عن واقع المجتمعات الأكثر تجاوباً مع فتوحات الحداثة. و من بين مهماتها: تشجيع البحث في الجامعات و المعاهد و المؤسسات الثقافية في ميادين علوم الإنسان و المجتمع. نشر البحوث و الدراسات و الترجمات من العربية و إليها بما يخدم أهداف المؤسسة. إيلاء أهمية خاصة لنشر الموسوعات تأليفاً و ترجمة. إصدار دورية أو أكثر تعنى بشؤون البحث. الدراسة النقدية لسياسة التربية و التعليم و مناقشة الأنظمة التعليمية في البلدان العربية. و إنشاء مواقع إعلامية باستخدام وسائل الاتصال الحديثة.

    إشهار المؤسسة

    المؤسسة هي فكرة أقدم، إذن، مما تجدي معه التهمة الصادرة عن ذهنية عربية لا تهتم من الأفكار و الأفعال إلا ببعدها التآمري و ارتباطاتها المشبوهة؛ و التي منها النظر إلى المؤسسة بوصفها نوعاً من الاستجابة للدعوات الأميركية في إعادة تكوين ثقافة المنطقة.

    على كل جاء مؤتمر إشهار المؤسسة العربية للتحديث الفكري في موعده المحدد( 30/4- 2/5/ 2004) في بيروت ليمثل احتفالية تهافت فيها الصوت الاتهامي، أو ظهر أكثر ضآلة و هزالاً وسط لاعبين جديين استغرقتهم الطروحات و النقاشات، و الأقوال و الأقوال على الأقوال، (مع أنها جاءت- في المتن و الجوهر على الأقل- تكرارا للأفكار و الطروحات العربية عينها، منذ بدايات عصر النهضة و حتى اليوم)، و التزم المنظمون قواعد شؤون التنظيم و الإدارة و التسيير- حتى أبسطها- لتيسير سبل إنجاح المؤتمر؛ و لعل هذا أن يكون قد تجلى خاصة في الجلسات اليومية، وسط قاعة المؤتمر، و في علاقة التماس المباشر و المستمر بين الضيوف- على كثرتهم- و بين زملائهم المنظمين. ما يفسره وجود صاحب الاختصاص في ميدانه، مع مدعوين يشاطرونه الاهتمامات و أحيانا الاختصاص؛ كل ذلك محمولاً على حالة عميقة من التصديق و الانسجام و التصالح مع الذات في أمر ما- و هو هنا المؤتمر- ربما كانت أخطر أمراضه، و مؤديات فشله في أماكن أخرى، هي معكوس الحالة التي نشير إليها.

    لم يكن نصر أبو زيد وحده " أم العروسة"- كما عبر لي مداعباً- إذ كان جورج طرابيشي هو الأم الثانية، يفور نشاطاً- يثير حسد الشباب- و يحافظ على هدوء و صبر و تفهم الحكيم؛ و كان من الطبيعي أن يذكر هذا المؤتمر- في شكله- بالنشاط السنوي الذي نظمه قسم الفلسفة بكلية الآداب في جامعة دمشق، لمن شهده في حينه، منذ بضع سنوات خلت، و الذي كان أرساه كل من صادق العظم و الراحل حامد خليل، و كان لهما الفضل بأن رعياه عدة سنوات، كانت على قلتها كافية لتعريف المهتمين في سورية بأهم العقول العربية- في البلدان العربية كما في المهجر- و فوق ذلك مناقشتها نقاشاً مفتوحاً لا يقتصر على المختصين، و لا يقف على النخبة.

    و مع أن كل لقاء بين الأفكار يعد مهماً بذاته( بحسب تعبير علي حرب) إلا أن المؤتمر اكتسب أهميته، إلى ذلك، من برنامجه الغني- سواء لجهة محاوره الفكرية المتنوعة، أو لانتهاجه أسلوب الطرح فالتعقيب على الطرح و أخيراً النقاش المفتوح؛ و لعل هذا الأخير، بالتلاقح مع الأفكار التي طرحها المؤسسون في يوم الافتتاح، زرع خلية جنين التحديث الفكري الذي تتغياه المؤسسة، علامة دخول العرب إلى العصر بصورة فاعلة، بالخروج من حالة الموت السريري، التي كانت، إلى حين قريب، حالة " عجز عربي عن دخول الحداثة، أما اليوم فنعاني من رفض عربي للحداثة" ، بحسب تعبير محمد عبد المطلب الهوني، ممول المؤتمر، صاحب المبادرة و الأمين العام لصندوق المؤسسة. و عليه يمكنك أن تجد المبرر لإهداء المؤتمر إلى إدوارد سعيد، ذلك المثقف العضوي العولمي، بحسب تعبير صادق العظم- مع شئ غير قليل من التصرف. و لكي تكتسب الخطوة الأولى على الطريق نسبة من المصداقية فقد كان للحضور دلالة جديدة- إن لم نقل حميدة- على معهود الدعوات العربية التي درج عليها الرسميون و أندادهم: الحضور هنا مثل حشداً عددياً ضخماً، ناف على المئة، توزعته أجيال عدة، و بلدان عدة ، و اختصاصات عدة، و تيارات فكرية/ ثقافية/ سياسية عدة( على أن الحضور جرى بموجب دعوات شخصية، و جرياً عليه فالمشاركة شخصية، و الرأي كذلك..).

    على هامش المؤتمر، و تكريساً لسمته الاحتفالية- باعتباره مناسبة لإشهار مؤسسة من هذا النوع، و بهذا الحجم- فقد تضمن برنامجه أمسيتين فنيتين، مثلت الأولى مطربة شعبية "جاهدة وهبة"، بدت مهتمة بالطرب العربي الأصيل، و كشفت عن صوت قدير مطواع و ذائقة ثقافية جيدة. رجحها حرص هذه الشابة الناضجة على قطع برنامجها الفني لحضور الأمسية الثانية التي أحياها عاشق العود الشرقي، الشاب النسمة " نصير شمة". مع نصير هدأت التصادمات الفكرية المشحونة إلى نوع من التساؤلات. و معه تواضعت اليقينيات، حين اغتنت بالتأملات، و تشابكت فيما يشبه حبلاً مجدولاً من قوس قزح!

    من ألوان الطيف

    إذا أهملنا المحمول الشعري الذي تشي به العبارة، استطعنا بيسر الولوج إلى التباينات التي عادة ما تسم كل سجال أو جدال أو نقاش، لا سيما في قضايا إشكالية، كالتي يدور- وأحياناً يدوخ- حولها الفكر العربي بتياراته: الإسلامي، القومي، الماركسي، و الليبرالي... و لا أعتقد أن جلسات المؤتمر الذي نطل عليه قد أفلحت في إحداث قطيعة مع حالة النوم في المفهوم- إذا جاز التشبيه- و خلق بحوث مجددة، تأخذ صفة البحث- بالمعنى المهني و العملي- للاقتراب من حركة الواقع، و رصد تغيراته ميدانياً، في ضوء علاقته بالقوانين المنظمة أو الضابطة، أو المقيدة أو المعوقة؛ لخلق بحوث مرجعية تفيد في اقتراح خطة عمل تمكن من السير بدلاً من استمراء حرب النيام، و حشد الجهود و الشهود- من هذا الطرف أو ذاك- لإثبات أن الاشتراكية هزمت،أو لإثبات أن ما تبدى على أنه هزيمة للاشتراكية هو مجرد فشل في التأميم، و هو لا يعني بحال فشل الاشتراكية.

    و مثل ذلك أيضاً الموقف من العلمانية و الديمقراطية: هل يمكن الأخذ بالثانية دون الأولى، التي لا تنسجم مع خصوصيتنا؟ أم أن الأولى هذه من متعلقات الثانية؟ و كيف نفهم علاقة التضمن و الاستغراق بينهما؟ ثم ما هذه الخصوصية التي لا تستقر على أرض ملعب المتحاجين: خصوصية نسيجها و نحرسها من التأثير الهدام للحضارة الإنسانية القوية الغازية؟ أم خصوصية ندخل بها تلك الحضارة الإنسانية التي لم يعد يفيد التقوقع دونها، فنتقوى بها مثلما تتقوى بنا، في الزمن العالمي الواحد- زمن ما بعد الأزمان- حيث لم تعد الخصوصيات تمثل أمامه دور العائق، بقدر ما تلعب دوراً مخصباً لتربته الواحدة في تعددها؟ العولمة: ندخلها؟ لا ندخلها؟ و إذا دخلنا، أ نفعل فرادى أم متكتلين؟ و هل التكتل الإقليمي بمغن ٍعن العولمة، أم هو المعبر الأفضل إليها؟ الموقف من التراث: هل تقتضي منا الحداثة أن نقطع معه؟ أم نسخر قدراتنا و أوقاتنا لاستخراج ما في تراثنا من علامات حداثية سبقت كل حداثة أخرى؛ و إثبات أننا آباء الحداثة- كما و غيرها؟ ثم هل يجدينا بعد أن نظل على هذه الحال: نأخذ بالتحديث دون الحداثة؟ بل هل يمكن أن نحتفظ بقابلية الحياة عبر هذه المعادلة؟

    و لعل التمرينات الذهنية على مفهوم الحداثة،التي تداولها بعض المؤتمرين قد أضافت لبساً إلى ما علق بالمفهوم من لبس، راكمته جهود مماثلة، على مدى نحو نصف قرن. تمكنت خلاله بعض الشعوب من مباشرة الحداثة للتو، و عزز بعضها الآخر من تجربته، حتى غدا مضرب المثل؛ و كان الأجدر بالمؤتمر- بحسب البعض- أن يسلط على مثل هذه التجارب، و اعتمادها دليل عمل عبر الفهم و التمثل و إعادة الإنتاج بعقل عملي مثمر، و ذهنية متحررة من قيود التعريفات الجمركية المفاهيمية. و قادرة على الخروج من أسر " الماضي الذي لا يمضي"- بحسب العظم.

    محاور المؤتمر

    ست جلسات المؤتمر تضمنت محاور خمسة، إضافة لجلسة الافتتاح التي أعلن فيها رئيس المؤتمر د. نصر حامد أبو زيد أن المؤتمر " كان مخططاً له أن ينعقد في مثل هذا الموعد من العام الماضي و لكن العدوان الأمريكي و ما تبعه من احتلال العراق أخر هذا الانعقاد". و حذر أبو زيد من أن تسلبنا الدعاوى الأمريكية بالإصلاح و التغيير أسئلتنا الحارة و الحارقة، التي شغلت مفكرينا و مثقفينا منذ أواخر القرن الثامن عشر.. " أسئلة التقدم و الحضارة، الحرية و المساواة، العدل و حقوق المواطن". و هي ذاتها التي تمثل محاور المؤتمر، و التي أمل لها المؤسسون أن تتم مناقشتها انطلاقاً من" نقد الإجابات الجاهزة"، التي تمليها " اللغة المحنطة، لغة الماضي التي تسجننا، أو لغة الديكتاتوريات التي تسحقنا".

    كما طرح فيها الممول و صاحب المبادرة محمد الهوني أسئلته الحارقة واضحة جارحة، على منوال: لماذا نحن على هذا القدر من التخلف؟ لم استعصاء المرض العربي على كل دواء؟ لماذا كلما تراكمت الهزائم و ترادفت الإحباطات تشبثنا بأضابير التراث؟ و الأنكى أن الإنسان العربي يملك عدداً هائلا من المشاجب، يعلق عليها هزائمه... ملغياً قانون السببية، و مراهناً على مبدأ المعجزة و التدخل الإلهي. لم نستطع محو الأمية القديمة حتى داهمتنا أمية جديدة ( مترافقة مع) البطالة المتزايدة و تردي أحوال الإسكان و التعليم و الخدمات الاجتماعية.. و بلغ العسف و الجور و انتهاك حقوق الإنسان أعلى معدلاته، و المرأة العربية لا زالت مقصاة عن الفعل و التربية لا تخلق غير جحافل الإرهاب و عدم التسامح... و ارتأى الهوني أن الإنسان هو الأساس في أية حضارة، و أنه "يجب بادئ ذي بدء أن يحس الإنسان العربي أنه متخلف و يقر بذلك و عندها سيطرح السؤال لماذا.. و كيف الخروج؟". و يرى الهوني أن على المال أن يأخذ خطوة إلى الخلف وراء إمامة الفكر. و يفضح طبيعة البرجوازية العربية القائمة على نهب القطاع العام، و يورد بيتاً للمعري يقول: إثنان أهل العرب ذو مال بلا عقل وآخر عاقل لا مال له"!

    أما موضوع محمد أركون فقد تناول إشكالية اللغة كمجال حيوي أو كفضاء ثقافي، و دورها في تقدم الفكر أو في سحبه إلى هاوية الجمود.

    في المحور الأول (الحداثة و الحداثة العربية من المنظور السياسي) و الذي رئسه د. ناصيف نصار تحدث أستاذ الفلسفة في جامعة محمد الخامس بالمغرب د. كمال عبد اللطيف تحت عنوان نحو حداثة عربية مبدعة عن نمط كوني للحداثة، و اعتبره مسؤولية مشتركة بين البشر، و عملية مبدعة يمكن للعرب المشاركة فيها. ذلك أنه لا توجد في التاريخ هوية نقية. إذ الذات مخترقة دائماً، و قوتها تكمن في قدرتها على استيعاب الصدمات و التفاعل الخلاق مع امتحانات الواقع. و انتهى إلى أن الحداثة في الفكر العربي تتطلب الإصلاح الديني، فاللغات( المرجعيات) مختلطة. بعضها قادم من السماء و بعضها من الواقع.. و هذا مكفول بنيل الإنسان لحقوقه، المشروطة هي الأخرى بالإصلاح السياسي.

    و تلاه المفكر اللبناني عادل ضاهر المدرس في جامعات أمريكا، ليتناول الموضوع من الباب الفلسفي، تحت عنوان "أنا ديمقراطي إذن أنا علماني"، و يتحدث عن العلاقة بين هذين الحدين، محذراً من أن اللامبالاة تضعف التحقق الديمقراطي. و منقباً في الخير العام و العدالة السياسية( عدم جواز خضوع أحد لسلطة سواه).

    و في مناخ المناقشة لفت أحمد برقاوي إلى أن الحداثة- إذا اعتبرناها مشروعاً- فلا معنى لهذا المشروع، ما لم يكن مشروع مجتمع ينطوي على إمكانيات إقامة هذا المشروع. و أعلن عن ظنه بأن الإسلام السياسي يمكن أن يكون ديمقراطياً في دولة ديمقراطية. و طرح السؤال/ الإشكال: إذا كانت الحداثة مرتبطة بالحرية، و ما دام الإنسان الحر هو الذي يصنع التحرر، فكيف تحل الحداثة الصراع العربي الإسرائيلي ؟

    ماهر الشريف تساءل ما إذا كانت هذه المؤسسة تحتاج العودة لاستخلاصات سالفة، أم أنه يتوجب عليها البحث في العوائق التي تحول دون تحقيق الإصلاح الديني و الثورة الثقافية في مجتمعاتنا؟ و هل هذه العوائق، و أشكال تجاوزها من طبيعة فكرية أساساً ذات طبيعة فكرية؟ أم مادية؟ و سأل أخيراً: أليس الأهم من وصول كتبنا للجمهور وجود قناة فضائية تسمح لجمهور( المؤمنين العلمانيين)، بالتواصل مع الناس العاديين؟

    و في هذا المجال كان أركون يلح على توسط المدعوين بين المؤتمر و بين الناس، متعللاً بدورهم في نشر شهادتهم عن ذلك الصوت المهم الذي أطلقه المؤتمر. أما تشاؤم العظمة فلم يتوقف عند مأخذه على الحداثة العربية التي حكمت على نفسها بالخيبة و الموت حين ارتضت أن تسجن مع جثة ميتة( يقصد التراث) هو كم من الأساطير و الخرافات؛ بل شمل بمآخذه زملاءه المثقفين الذين يغرق خطابهم في لغة اختصاصية تستعصي على أفهام العامة. و حذر من أنها يمكن أن تهدد- في حال استمرارها- مشروع المؤسسة بالفشل.

    محمد على الأتاسي كان أكثر مباشرة و صراحة في تحديد نقطة ضعف المؤتمر، و المتمثلة بسيطرة الفلسفة على لغة المؤتمرين، الأمر الذي يجعل من محاولاتهم تعريف الحداثة أمراً مستحيلاً، يذكر بحوار الطرشان. و حبذ إمكانية إجراء دراسات ميدانية.

    أما محمد الرميحي فأخذ على الفكر العربي الانطلاق من مسلمة خاطئة، و هي اعتباره أن العرب كانوا في الأصل أمة موحدة. ليصل إلى أن الاستعمار حدث مجتمعاتنا.

    علي حرب بعد تثمينه استثمار المحاضر عبد اللطيف مكتسبات حداثية مختلفة، حيث تحدث عن حداثة منفتحة، سجل مأخذاً واحداً في آن على كل من العلمانية و الدين بوصفهما مصدر البربرية و الاستبداد.

    نصر حامد أبو زيد انتقد في لغة المتحاورين تلك الدرجة العالية من اليقينيات و الينبغيات- بحسب تعبيره- و أن اليقين بالتعريف هو فكر ديني. فحق الفرد في الاختيار مثل في أوروبا جذر الإصلاح الديني . و سجل اعتقاده أن الديمقراطية يمكن تحقيقها بلا حرية و لا ديمقراطيين. فجوهرها حرية الفرد، وهذا قد تحقق قبل الديمقراطيات .

    ميشيل كيلو سأل: إذا كان الديمقراطي علمانياً بالضرورة، فهل غير الديمقراطي لا يستطيع ذلك، حتى و لو أراد؟ و حذر من أن يقودنا هذا إلى مواجهة مع الكتلة الكبرى ( من مجتمعاتنا ) الحاملة للديمقراطية.

    و جرياً على هذا تتالت على مدى الأيام الثلاثة للمؤتمر الجلسات صباح مساء. فجاءت الجلسة الثانية تحت عنوان الحداثة و الحداثة العربية من المنظور الاقتصادي برئاسة ليلى شرف. و قد حاضر فيها كل من حازم الببلاوي، مستشار صندوق النقد العربي، تحت عنوان أين الاقتصاد العربي؟ و سمير مقدسي، وزير اقتصاد سابق، و استاذ في الجامعة الأميركية ببيروت حاضر في الاقتصاد العربي و تحديثه. و طاهر كنعان تحت عنوان الحداثة و الاقتصاد العربي.

    تلتها الجلسة الثالثة عن الحداثة من المنظور الثقافي، و قد ترأستها فريدة بناني، و حاضر فيها فهمي جدعان الباحث الأردني المعروف عن الانسان و الإنسان الشامل في فكر التحديث و النهضة. و ناجية الوريمي عن الحداثة العربية و أزمة الخطاب النقدي. و أحميدة النيفر عن الفقيه و المثقف( الحداثة العربية قراءة من الداخل الثقافي).

    الجلسة الرابعة في الحداثة من المنظور التربوي ترأسها محمد الشرفي، و تحدث فيها عدنان بدران حول نظام تربوي تعليمي في عالم متغير، و تحدث شبل بدران الغريب عن نظام التعليم العربي و الديمقراطية: علاقة غائبة. ثم تليت ورقة العفيف الأخضر، الذي تغيب لأسباب صحية- كما أعلن- و حملت عنوان: كيف ننتقل من المدرسة السلفية إلى المدرسة العقلانية؟

    و في النهاية كانت جلسة الحداثة من المنظور الفكري، ترأسها جورج طرابيشي، و تحدث فيها عزيز العظمة حول بعض إشكاليات جدلية الحداثة و الحداثة العربية. و تلته رجاء بن سلامة، عن الصمت و الغمغمة و التعاويذ في الحداثة العربية. ثم اختتمت الجلسات بورقة صادق جلال العظم التي صاغها تعقيباً على أطروحة العظمة، و حملت عنوان: هاملت و الحداثة العربية، و قد تلاها في غيابه( لأسباب تتعلق بانشغاله) نصر حامد أبو زيد.. و أثارت إلى جانب ورقة زميله العظمة نقاشاً موسعاً و حاراً، دفع المصري محمد حافظ دياب للتطنيب قائلاً: أعترف أنني بعد سماع ما قدم عزيز العظمة لست ما كنت قبله؛ لقد قدم العظمة خطاباً متكاملاً، ليس له ما بعد- رغم أن الما بعد هي سمة عصرنا!

    غطسة تذكر

    تعاودني حكاية نصر حامد أبو زيد، في بداية محنته، في جامعة القاهرة، فأتذكر زميله آنئذ في قسم اللغة العربية؛ الذي كفره، و طالب بتطليقه من زوجته و تجريده من حقوق الملكية، و.. الخ؛ أتذكره الآن، بقليل من الشماتة و كثير من الشفقة- لولا أنه و أشباهه لا يزالوا يمعنون في تخريب الجامعة، و تعطيل عقول طلابها و تحويلهم إلى آلات عمياء تستجيب امتثالاً لغرائز الجشع و الكراهية و العنف، عبر تلقينهم بلاغة الإرهاب و الترهيب، و تلقيمهم وجبات الخوف و التخويف... أتذكر و أتأمل و إخالني أخاطبه و أقول: فعلت خيراً، كنت تقصده شراً- أيها السيد- فشكراً.

    بيروت- متابعة: على ديوب
                  

العنوان الكاتب Date
وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 02:45 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:20 PM
    Re: وداعا جاك دريدا سجيمان10-09-04, 03:26 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:23 PM
  Re: وداعا جاك دريدا Nagat Mohamed Ali10-09-04, 03:48 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:49 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:55 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 04:00 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 04:04 PM
    Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 06:39 AM
      Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 06:50 AM
        Re: وداعا جاك دريدا AttaAli10-10-04, 07:14 AM
          Re: وداعا جاك دريدا Sinnary10-10-04, 08:27 AM
        Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 10:35 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:44 PM
  صبحي حديدي:بين جاك دريدا وتفكيك الزرقاوي osama elkhawad10-11-04, 03:47 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:53 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:56 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:01 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:03 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:06 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:07 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:10 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:14 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:17 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:19 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:27 PM
    Re: وداعا جاك دريدا Abomihyar10-11-04, 04:33 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:37 PM
  جاك دريدا:الدين في عالمنا osama elkhawad10-11-04, 04:40 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:47 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 05:00 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 05:03 PM
  وداعا جاك دريدا ومفهوم "المغفرة" osama elkhawad10-11-04, 05:08 PM
  نظريات التلقي وتحليل الخطاب ومابعد الحداثة osama elkhawad10-11-04, 05:17 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:07 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:09 AM
  محاولة لمقاربة ابن عربي في ضوء ما بعد الحداثة osama elkhawad10-12-04, 09:16 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:28 AM
    Re: وداعا جاك دريدا malamih10-12-04, 11:18 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-13-04, 08:12 AM
    Re: وداعا جاك دريدا Safa Fagiri10-13-04, 08:53 AM
  وجهة نظر اسلامية حول المعرفة في سياق الحداثة osama elkhawad10-13-04, 10:52 AM
  وجهة نظر اسلامية حول ما بعد الحداثة-نقلا عن "اسلامأونلاين" osama elkhawad10-13-04, 10:58 AM
    Re: وجهة نظر اسلامية حول ما بعد الحداثة-نقلا عن "اسلامأونلاين" تراث10-13-04, 01:29 PM
  عن هابرماس بالعربية osama elkhawad10-13-04, 05:42 PM
  من الحداثة وخطابها السياسي لهابرماس-تحدي الاصولية osama elkhawad10-13-04, 05:55 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 05:58 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:00 AM
  هابرماس ومفهوم التواصل osama elkhawad10-14-04, 06:04 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:17 AM
  هابرماس وبوش osama elkhawad10-14-04, 06:20 AM
  Re: وداعا جاك دريدا Yasir Elsharif10-14-04, 06:29 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:35 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:38 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:43 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:45 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:48 AM
  محاضرة لهايدجر osama elkhawad10-14-04, 07:04 AM
  Re: وداعا جاك دريدا abdalla BABIKER10-14-04, 08:10 AM
  رمضان كريم يا عبدالله osama elkhawad10-14-04, 12:00 PM
  مقالة كانط حول الانوار osama elkhawad10-14-04, 12:04 PM
  فوكو يقارب سؤال "ما هي الأنوار" osama elkhawad10-14-04, 12:08 PM
  هايدجر والاختلاف osama elkhawad10-14-04, 12:21 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:26 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:38 PM
  هابرماس يجيب عن سؤال "ما هو الارهاب؟" osama elkhawad10-14-04, 12:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:56 PM
  اكاديمي عربي يحكي عن علاقته بأفكار دريدا osama elkhawad10-14-04, 01:02 PM
  دريدا ونقد الميتافيزيقا الغربية osama elkhawad10-14-04, 01:14 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 03:16 PM
  حقل فوكو "الجزء الاول" osama elkhawad10-14-04, 03:20 PM
  حقل فوكو "الجزء الثاني" osama elkhawad10-14-04, 03:49 PM
  عرض للكتاب الذي سرق منه "الفيا" osama elkhawad10-14-04, 03:58 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 10:55 PM
  المسرح العربي بين الحداثة وما بعدها osama elkhawad10-15-04, 08:36 AM
  الحداثة المنقوصة لهشام جعيط osama elkhawad10-15-04, 08:39 AM
  الحداثة والأزمنة العربية الحديثة osama elkhawad10-15-04, 08:42 AM
  الخلط بين الحداثة و التجدد osama elkhawad10-15-04, 08:46 AM
  رأي اسلامي:الحداثة باعتبارها فتنة وباطلا osama elkhawad10-15-04, 08:53 AM
  حوار مع المغربي بلقريز يتحدث فيه عن الحداثة والتحديث osama elkhawad10-15-04, 08:58 AM
  اعلان موت الحداثة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ osama elkhawad10-15-04, 09:05 AM
  الأسرة" بين الحداثة الغربية.. والرؤية الإسلامية..(1) osama elkhawad10-15-04, 09:10 AM
  الأسرة" بين الحداثة الغربية.. والرؤية الإسلامية...(2 osama elkhawad10-15-04, 09:13 AM
  الحداثة والتباين والغربنة osama elkhawad10-15-04, 02:11 PM
  تناقضات الحداثة العربية و تعريفاتها المختلفة osama elkhawad10-15-04, 02:16 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-15-04, 04:59 PM
  رأي اسلامي:سقوط الحداثة osama elkhawad10-15-04, 05:12 PM
  رأي اسلامي حول الحداثة osama elkhawad10-15-04, 05:31 PM
  في نقد الحداثة الكومبرادورية- محسين الدموس (*) osama elkhawad10-15-04, 05:41 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الأول osama elkhawad10-15-04, 05:53 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الثاني osama elkhawad10-15-04, 05:59 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الثالث osama elkhawad10-15-04, 06:09 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّاالجزء الرابع والأخير osama elkhawad10-15-04, 06:15 PM
  رأي اسلامي يرفض العولمة ويربطها بالحداثة وما بعدها osama elkhawad10-15-04, 06:23 PM
  الإسلام في مواجهة الحداثة الشاملة osama elkhawad10-15-04, 07:57 PM
  صبيانية الحداثة وعبثها وربطها بالفساد والجنس والمخدرات osama elkhawad10-15-04, 08:04 PM
  راي حول وجود نماذج للحداثة غير النموذج الغربي osama elkhawad10-15-04, 08:20 PM
  رؤية توفيقية للعلاقة بين الاسلام والحداثةمن كاتب ايراني osama elkhawad10-15-04, 08:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de