وداعا جاك دريدا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 08:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الشاعر اسامة الخواض(osama elkhawad)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-15-2004, 09:05 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20421

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد عمارة وعولمة الثقافة الحداثية (Re: osama elkhawad)


    مستقبلنا بين العالمية الإسلامية والعولمة الغربية

    بقلم المفكر الإسلامى د. محمد عمارة

    هذا الكتاب للمفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة لا يهدف إلى المقارنة بين العالمية الإسلامية والعولمة الغربية فقط لينتصر للفكرة الإسلامية على الفكر المادي الغربي، بل ولإظهار الأصالة والتجديدية في الثقافة الإسلامية في مقابل النزعة المادية الإلحادية في الثقافة الغربية، وأن العيب والضعف ليس في ثقافتنا (نحن)، وإنما في (الإنسان) الذي لابد أن يعي أن أول خطوات السمو والارتقاء واستعادة (الأستاذية) أن نحدد نقاط القوة والفرص المتاحة أمامنا في هذا العالم المليء بالتحديات. ويستعرض أبعاد العولمة التي لا تستهدف فقط الاحتلال والغزو وامتصاص الموارد، وإنما (تأييد) هذا الغزو باحتلال العقول وإذابة الآخر، وخاصة الآخر الإسلامي في حضارة تعلى شأن المادة وتنزع منحي لا دينيا.

    ويؤكد الكتاب أنه بالرغم من شراسة التحديات وعظم المخاطر، فبالإمكان مواجهتها والتعامل معها بتغيير أنفسنا أولا ، والاعتماد على مواردنا الضخمة وطاقاتنا المعطلة، ثم بالحوار مع الإنسان الغربي الذي ليست لنا معه مشكلة، والذي يمثل إمكانية صداقة ومعاونة بالنسبة لقضايانا، فإذا عرضنا عليه بضاعتنا بمنطق العقل والعدل والمصلحة في قضية العولمة قد يكتشف أنه هو نفسه - معنا - ضحية لمخاطر التوحش الرأسمالي الذي تهددنا عولمته.

    تحرير مضامين المصطلحات

    يشير الدكتور عمارة إلى وجود خلط في دوائرنا الفكرية والإعلامية بين مصطلح العولمة ومصطلح العالمية، وهو خلط يزيف المضامين ويخلط الأوراق التي لا يجوز فيها الاختلاط، الأمر الذي يستوجب البدء في تحرير وتحديد مضمون كل منهما.

    مفهوم العالمية: ويعرفه بأنه نزعة إنسانية وتوجه نحو التفاعل بين الحضارات والتلاقح بين الثقافات والمقارنة بين الأنساق الفكرية، والتعاون والتساند والتكامل والتعارف بين الأمم والشعوب، ويرعى العالم منتدى حضارات بينها مساحات كبيرة من المشترك الإنساني العام، ولكل منها هوية ثقافية تتميز بها، ومصالح وطنية وقومية وحضارية واقتصادية وأمنية لابد من مراعاتها في إطار توازن المصالح، وليس توازن القوى بين الأمم والحضارات.

    فالناس في سعيهم شتى (إن سعيكم لشتى) [الليل:4]، ذلك هو المفهوم الإسلامي للعالمية: نزوع عالمي يرى التعدد والتنوع والاختلاف القاعدة والقانون، ويؤمن أن التفاعل هو الوسط العدل بين العولمة وبين التبعية، فتصبح الصورة الحضارية للعالم هي صورة منتدى الحضارات.

    ويتميز المفهوم الإسلامي للعالمية عن نظيره الغربي ليس فقط في وقتنا الراهن، وإنما منذ فجر الحضارة الأوروبية الغربية، فالنزعة المركزية لصيقة بالنموذج الحضاري الغربي منذ العصر الروماني الذي رأى أصحابه أن الإنسان هو الروماني الحر وحده، وما عداه برابرة، وأن ما يتدين به الروماني هو الدين الوحيد، وما عداه واجب الاستئصال، ثم واصلت هذه النزعة المركزية الغربية صراعها مع الآخر طوال عصر استعمار الغرب للأمم والبلاد والحضارات غير الغربية، وتم هذا الصراع والاستئصال على مختلف الصعد والميادين والجبهات بتحويل العالم إلى هامش للأمن الأوروبي الغربي، وتسخير الشعوب المستعمرة وإمكاناتها وقودا في هذه الحروب الاستعمارية، كما كان الرومان والفرس يصنعون قديما مع الغساسنة والمناذرة في النظام العالمي القديم.

    مفهوم العولمة:

    ويتساءل الدكتور عمارة: إذا كان هذا هو مفهوم العالمية في الرؤية الإسلامية، وفي الرؤية الغربية، فما هو الجديد المفاهيمي الذي يطرحه مصطلح العولمة الذي طرأ على الساحة الفكرية منذ سنوات؟

    ويجيب بالقول: إن الجديد في العولمة الغربية عن العالمية الغربية هو جديد في الدرجة، وليس في النوع، فنحن أمام تصاعد في درجة النزعة المركزية الغربية، وتصاعد في حدة التطبيق الغربي لها، وأسباب هذا الجديد هو التطورات الموضوعية الجديدة التي طرأت على العالم، ومن ثم على علاقة النظام الغربي بالعالم غير الغربي.

    فالعولمة الغربية هي طور جديد على طريق النزعة المركزية الغربية والعالمية بمفهومها الغربي، إنها طور الاجتياح الذي يطمع في صب العالم داخل القالب الغربي على مختلف الصعد والميادين الاقتصادية والسياسية والقيمية والثقافية والعسكرية والتشريعية...إلخ إلخ.

    إنها مرحلة الطوفان الغربي الذي هو - في الدعاوي الغربية - نهاية التاريخ، ومن لم يركب في سفينة النموذج الحضاري الغربي طوعا، فخطوط الصراع والإكراه معه وضده تحددها خطوط الثقافات والحضارات.

    ويذكر أن العالمية - حتى بمفهومها الغربي - ونظرا لملابسات التناقضات التي صاحبتها لم تكن تحرمنا من هامش الاختيار أن هذه العولمة التي مثلت وتمثل طور وحدة القبضة الغربية، وثورة التقنيات التي جعلت العالم أشبه ما يكون بالقرية الكونية، مما يؤدي إلى تصاعد مخاطر الاختلالات في موازين القوى على حساب الأمم والحضارات المستضعفة.

    ويؤكد الدكتور عمارة أن العولمة - زعامة أمريكية الآن - تسعي لصب العالم في قالب الحضارة المهيمنة، فيما يشبه الاجتياح الطوفاني الذي لا يترك ميدانا من الميادين إلا ويريد أن يطاله ويحتويه، وخاصة إذا وجد فيه فراغا يغري بالاحتواء.

    ففي الاقتصاد: يذكر الدكتور عمارة أن هناك عولمة الخلل الفاحش الذي تمثله الليبرالية الرأسمالية المتوحشة بين الشمال والجنوب، والذي بلغ في الظلم الاجتماعي أفقا غير مسبوقة، فأبناء حضارة الشمال والذين يمثلون 20% من سكان المعمورة يملكون ويستهلكون 86% من الإنتاج العالمي، حتى أن 225 فردا منهم يملكون ما يوازي ملكية 2.5 مليار ا من أبناء الجنوب أي قرابة نصف البشرية، بل إن ثلاثة أفراد في أمريكا تبلغ ثروتهم مثل ثروة 48 دولة من أعضاء الأمم المتحدة أي نحو ثلث أعضاء المنظمة العالمية.

    وإذا كانت ديون العالم الثالث أي 80% من البشرية قد بلغت سنة 1997 حوالي 950 مليار دولار تقتطع فوائدها - مجرد الفوائد - أربعة أضعاف ما تنفقه دول العالم الثالث، على الصحة والتعليم مجتمعين، فإن صورة هذه المأساة لا تفهم إلا إذا علمنا أن الشركات متعددة الجنسيات التي تعولم هذا الاقتصاد تقترض الدولارات من "وول ستريت"هي المال والأعمال في نيويورك بفائدة قدرها 6%، ثم تقترض هذه الدولارات لبلاد الجنوب بفائدة تتراوح ما بين 20% و50% الأمر الذي جعل استدانة الجنوب من الشمال تبلغ حد تمويل الجنوب للشمال لا العكس، وتنمية الجنوب للشمال بدلا من العكس، فقرض قصير الأجل لمصر بلغت قيمته 4 ملايين دولار أصبحت قيمته الإجمالية مع الفوائد عند اكتمال سداده 25 مليونا، فضلا عن قصر المعونات على المشروعات غير الإنتاجية، وبالذات تلك التي تخدم تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ناهيك عن أن هذه الديون ترهن إرادة الأمة لدى صانع القرار الأمريكي، وتحول الاستقلال الوطني إلى مجرد علم ونشيد، تلك هي المعضلة الاقتصادية التي يريدون عولمتها.

    العولمة السياسية

    ويؤكد الدكتور عمارة أن العولمة في بعدها السياسي، إنما تسعى إلى تهميش دور المنظمات الدولية لحساب تعظيم الهيمنة العالمية لمؤسسات الدولة الأمريكية، فمجلس الأمن القومي الأمريكي يكاد أن يحل محل مجلس الأمن الدولي، وقضايا شئون العالم الإسلامي قد عهد بها إلى لوبي صهيوني أمريكي، والسيادة الوطنية تتآكل لحساب التدخل الأمريكي، وفي انتقاض هذه السيادة الوطنية للدول تستغل أوراق الأقليات في العالم الإسلامي، وتحول شرائح من غلاة العلمانيين في بلادنا للتبشير بهذه الاتجاهات حتى ليكتب كاتب نصراني في صحيفة يسارية مجاهرا بتأييده للتدخل الأمريكي الدولي في شئون مصر الداخلية بدعوى أن ممارسة ضغوط خارجية على الدولة كي تحافظ على حقوق مواطنيها واحترام المواثيق الدولية هو أمر مشروع تمام ا، بل ويدافع عن التفريط في السيادة الوطنية وليس في سيادة قوى الهيمنة التي احترفت العنصرية واضطهاد الأمم والشعوب، وهذا نموذج واحد لما يحدث عندما تتحول السياسة الأمريكية إلى السياسة العالمية، ويصبح لعولمة السياسة وانتقاص السيادة والتدخل في شئوننا الداخلية دعاة وكتاب ودراسات وأدبيات.

    العولمة التشريعية

    ويذكر الدكتور عمارة أن هذه العولمة السياسية يدعمها ويقنن لها عولمة تشريعية يمارسها الكونجرس الأمريكي الذي لم تعد تشريعاته وقفا عند حدوده الوطنية، كما هو شأن كل برلمانات العالم، وإنما أصبح هذا الكونجرس يشرع للعالم بأسره، فيصدر القوانين التي تصنف الدول دولة مارقة ودولة طيبة، ودول محاصرة، وأخرى غير محاصرة، ودول يجوز فيها الاستثمار، وأخرى تفرض عليها المقاطعة، ودول تضطهد الأقليات الدينية فتستحق العقاب الأمريكي والعالمي ودول بريئة من هذا الاتهام، ودول يستحق إنسانها التمتع بحقوق الإنسان، ومنها حق تقرير المصير حتى ولو كان تعدادها أقل من مليون - في تيمور الشرقية - وأخرى لا يستحق إنسانها شيئا من ذلك حتى ولو بلغ تعدادها عشرات الملايين، كما هو الحال في كشمير والفلبين وبورما والبوسنة وكوسوفا وفلسطين. بل وتصل هذه العولمة التشريعية إلى حد إصدار القوانين الأمريكية واعتماد الميزانيات العلنية لتغيير نظم الحكم التي لا ترضى عنها العولمة الأمريكية مثل إصدار الكونجرس الأمريكي لقانون تحرير العراق أي قلب نظام الحكم في بلد عضو بالأمم المتحدة.

    العولمة العسكرية

    وغير هذه العولمة الاقتصادية والسياسية والتشريعية هناك العولمة العسكرية التي تفرض كل ألوان وأبعاد العولمة على من تحدثه نفسه بالتمرد أو العصيان، فمن لم تردعه التحذيرات والعقوبات تردعه الصواريخ والمقاتلات.

    وإذا كان شاذا - بكل المقاييس - أن تأتي الطائرات الأمريكية والبريطانية عبر القارات، ومن وراء المحيطات لتضرب شعب العراق ومنشآته بحجة الدفاع عن النفس، نفس الذين وطنهم وراء القارات والمحيطات، فإن هذا الشذوذ يتم تقنينه وعولمته عندما تجتمع دول حلف شمال الأطلنطي في عيد تأسيسه الخمسين بأمريكا، في أبريل سنة 1999، فهذا الحلف الذي تكون في أبريل سنة 1949 في ظل النظام العالمي ثنائي القطبية، قد نص ميثاقه على أن مهامه خاصة بالدفاع عن أرض الدول المشتركة فيه لكن العولمة العسكرية قد غيرت مهام هذا الحلف وطورتها فجعلتها الدفاع عن مصالح، ليس فقط أرض الدول المشتركة فيه.

    وهكذا امتدت الذراع العسكرية للعولمة الغربية تحت القيادة الأمريكية إلى حيث يريدون، وأصبحت مبررات من مثل الأصولية الإسلامية، والتطرف، واضطهاد الأقليات المسيحية، وأسلحة الدمار الشامل، وبرامج التسلح النووي، والتي جعلتها العولمة من خصائص الدول العربية والإسلامية دون غيرها من الدول، أصبحت هذه المبررات أبوابا مشروعة للتدخل العسكري والعولمي في شئون الدول المتمردة على بيت الطاعة الأمريكي.

    عولمة القيم الغربية

    ويقول الدكتور عمارة: إنه إذا كانت العولمة العسكرية هي أداة التأييد للعولمة الاقتصادية والسياسية والتشريعية، فإن عولمة القيم والثقافة هي سبيل التأييد لذوبان الحضارات غير الغربية في النموذج الحضاري الغربي، فاحتلال العقل كان دائما وأبدا السبيل لتأييد احتلال الأرض ونهب الثروة دونما حاجة إلى نفقات القواعد العسكرية وتكاليف الجيوش.

    ويضرب د. عمارة الأمثلة بالقول: إن الأسرة قيمة من القيم الإسلامية - بل الإنسانية - وصلاحها يبني صلاح الأمة والاجتماع، ولكن وثيقة مؤتمر السكان تسعي لعولمة التحلل والتفكك الأسري الذي نخر ونخر في عظام المجتمعات الغربية التي عزفت عن الزواج واستبدلته بالرفقة، وتسعي هذه الوثيقة لعولمة منظومة القيم الغربية المدمرة للأسرة، وتدعو صراحة وبإلحاح الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية المعنية، ووكالات التمويل والمؤسسات البحثية إلى إعطاء أولوية للبحوث الحيوية المتعلقة بتغيير الهياكل الأسرية.

    وإذا كان الإسلام قد سن سنة المساواة بين الإناث والذكور في الخلق والتكريم والتكليف والحساب والجزاء مع الحرص على توزيع للعمل يحافظ على فطرة التمايز بين الذكورة والأنوثة، فجعل هذه المساواة هي مساواة الشقين المتكاملين، وليس الندين المتماثلين فإن وثيقة مؤتمر السكان تسعي إلى انقلاب في علاقات المرأة بالرجل فبدلا من تبني مصطلح المساواة تتحدث عن تمكين المرأة.

    وإذا كانت العفة قيمة من القيم الإسلامية - بل والإنسانية - وإذا كان الإحصان بالزواج الشرعي هو السبيل لتحويل الغرائز الجنسية والأشواق العاطفية إلى حياة بناءة وراقية في المجتمع السوي، فإن وثيقة مؤتمر السكان تتحدث عن المتعة الجنسية المأمونة، والمسئولة وليس عن المتعة الجنسية الشرعية والمشروعية والحلال مع اعتبار هذا النشاط الجنسي البشري حقا طبيعيا وإنسانيا عاما من حقوق الجسد كالغذاء وغير مقصور على المتزوجين زواجا شرعيا.

    عولمة الثقافة الحداثية

    وإذا كان الإسلام يعتمد للتطور والتقدم - في الفكر والثقافة - منهاج التجديد الذي يصحب الثوابت الإسلامية (يجدد في المتغيرات وفقه الواقع وفقه الأحكام والنظم والمؤسسات على النحو الذي يجعل ثقافة الأمة إسلامية دائما وأبدا عبر الزمان والمكان، ويجعلها كذلك متطورة ومواكبة لكل المستجدات، حتى لقد جعل الإسلام من هذا المنهاج التجديدي سنة من سنن الفكر لا تبديل لها ولا تحويل، فقال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): "يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها" [رواه أبو داود].

    إذا كان هذا هو منهاج الإسلام في الفكر والثقافة، فإن العولمة الأمريكية تعولم وتعمم وتعرض ثقافة الحداثة الغربية التي أقامت وتقيم قطيعة معرفية مع الموروث، والموروث الديني على وجه الخصوص، فمنذ عصر التنوير الغربي - الوضعي والعلماني والمادي - أقامت ثقافة الحداثة قطيعة مع الله والغيب والدين عندما تمحور حول الإنسان بدلا من الله، وعندما جعلت الإنسان طبيعيا بدلا من أن يكون ربانيا نفخ الله فيه من روحه واتخذه خليفة له للنهوض برسالة العمران.

    ويذكر الدكتور عمارة أن علماء المسلمين قد كشفوا هذه النزعة اللادينية - الدهرية في ثقافة الحداثة الغربية منذ فجر يقظتنا الحديثة، والاحتكاك مع هذه الحداثة الوافدة على بلادنا في ركاب الاستعمار مثل: عبد الرحمن الجبرتي الذي كتب بعمق وعبقرية معلقا على دعاوى بونابرت فقال:" وإن إسلامهم نصب، فلقد خالفوا النصارى والمسلمين، ولم يتمسكوا من الأديان بدين، وهم دهرية معطلون، وللمعاد والحشر منكرون وللنبوة والرسالة جاحدون".

    ولقد صاغ الطهطاوي ثقافة القطيعة مع الله والغيب والدين والبراعة في العلوم الدنيوية شعر ا قال فيه:

    أيوجد مثل باريس ديار .... شموس العلم فيها لا تغيب

    وليل الكفر ليس له صباح ....أما هذا وحقكم عجيب

    أما جمال الدين الأفغاني فقد أفاض في الحديث عن دهرية هذه الثقافة الحداثية التنويرية الأوروبية التي أحيا فلاسفة تنويرها، وخاصة فولتير وروسو دهرية أبيقولا الأمر الذي جعل الثورة الفرنسية وبالا على الثقافة الفرنسية المتواصلة مع النصرانية، ولقد كشف عبد الله النديم الطابع الإلحادي لهذه الثقافة الحداثية، وتحدث عن هذا الفريق من كتاب "المقتطف"، واصفا إياهم بأنهم أعداء الله وأنبيائه.

    ويقول الدكتور عمارة: إذا كان الاستعمار الغربي في مرحلة الغزو المسلح قد حاول فرض هذه الثقافة الحداثية علينا بحد السيف وبحق الفتح، فإن هذا الفرض لثقافة الحداثة والقطيعة مع الإسلام هو ما تسعي إليه العولمة الغربية هذه الأيام ليس بواسطة الفتح المسلح، كما كان الحال إبان الاستعمار التقليدي، وإنما بواسطة شرائح الغلو العلماني في بلادنا.

    العولمة اللغوية

    ومع عولمة القيم الغربية وثقافة الحداثة تتم أيضا عولمة اللغات الغربية لتزيح اللغات الوطنية والقومية عن عروشها، وإذا كانت الفرنسة والجلنزة والروسنة قد بدأت مع الاستعمار الغربي الحديث ولازالت بصماتها السوداء باقية في ثقافتنا وإعلامنا ولغة خطابنا وشركاتنا ولافتات متاجرنا، فضلا عن مدارسنا وجامعاتنا، فإن العولمة الاقتصادية التي تحولنا إلى عمالة في الشركات الغربية عابرة القارات والجنسيات، وإلى مستوردين وموزعين ومستهلكين لمنتجات تلك الشركات ستفرض علينا بحكم العمل والاستهلاك إحلال لغات تلك الشركات، وأسماء سلعها محل لغتنا الوطنية والقومية حتى تصبح بلادنا سوبر ماركت لا علاقة لما فيه بلغاتنا بما في ذلك العربية لسان الإسلام ولغة القرآن الكريم.

    العولمة الدينية

    ويلفت الدكتور عمارة الانتباه إلى أن هذه ليست جميع أبعاد العولمة، حيث يتبقى هناك - وهذا هو الأخطر - العولمة الدينية التي تعمل على تنصير المسلمين طموحا إلى إلغاء أمتنا الإسلامية وحضارتنا، وطي صفحة الإسلام من سجل الوجود.

    وإذا كان الوعد الإلهي قد جعل ويجعل هذا الهدف المجنون مستحيلا " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" [الحجر:9]، فإنه يجب أن نفرق بين حفظ الدين وبين إقامة الدين، فالله تعإلى قد وعد بحفظ القرآن ديوان الدين الإسلامي لكن إقامة هذا الدين هي تكليفنا نحن ومهمتنا نحن، وهذا هو الذي يتعرض لامتحان عسير للعولمة على جبهة التنصير، وإذا كانت الأرثوذكسية السلافية الغريبة تمارس هذه المهمة غير المقدسة عن طريق الإبادة والتطهير العرقي - الديني، والمقابر الجماعية التي تدفن فيها المسلمين من البلقان إلى القوقاز، فإن الكنيسة الكاثوليكية الغربية قد أعلنت الحرب لتنصير المسلمين، بدلا من تنصير بيتها الأوروبي الذي انحدر إلى الإلحاد واللأدرية، فرفعت شعار أفريقيا نصرانية سنة 2000، فلما خيب الله آمالها لم ترعوي، وإنما زحزحت التاريخ إلى سنة 2025م.

    أما البروتستنتية الغربية فإن بروتوكولات قساوسة التنصير فيها قد تبلورت في مؤتمر كلورادو بأمريكا في مايو سنة 1978 تلك التي تقول: "إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تتناقض مصادره الأصلية مع أسس النصرانية والنظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعيا وسياسيا، ونحن بحاجة إلى مئات المراكز للتركيز على الإسلام لفهمه ولاختراقه في صدق ودهاء".

    هكذا تتم العولمة والاجتياح على كل الجبهات، ومختلف الميادين من الاقتصاد والسياسة إلى القيم والثقافة، وحتى الدين مرور ا بالعسكرية والتشريعات واللغات.

    والآن .. ما العمل؟

    وفي الجزء الخاتم من الكتاب يتحدث الدكتور عمارة بروح مؤمنة مستبشرة قائلا : إن أعظم المخاطر وشراسة التحديات لا تعني أن الصورة قاتمة، ولا أننا أمام طريق مسدود، وإنما تكون نقطة البداية في مواجهة مخاطر العولمة، والتعامل معها هو أن تعي قوى اليقظة والأصالة الوطنية والقومية الإسلامية في عالم الإسلام حقائق الموقف دونما تهوين ولا تهويل، وأن تحدد نقاط قوتها والفرص المتاحة أمامها في مواجهة هذه التحديات، أي أن تعي حقائق وقوى وتضاريس الموقف الداخلي والخارجي على السواء.

    ويؤكد الدكتور عمارة أن مشكلتنا ليس مع الغرب، وإنما مع المشروع الغربي والأمريكي بالدرجة الأولى، وقفازه الصهيوني على أرض فلسطين، وبذلك يمكننا الاستعانة على المشروع الغربي، وبالذات جوانبه المعادية، بما في الغرب من إمكانات وطاقات يمكن الاستفادة منها والاستعانة بها أو على الأقل تحييدها.

    ويضيف أن عالم الإسلام ومعه حضارات الجنوب تملك من الإمكانات ما يغري المخلصين والواعين بترتيبها وتعظيمها، والعالم الإسلامي وحده يمتلك وطنا مساحته 37 مليونا من الكيلو مترات المربعة تعيش فيه أمة يبلغ تعدادها نحو ربع البشرية 1.384.800.000 نسمة غير الإمكانات الروحية الحضارية والثقافية التي يملكها العالم الإسلامي.

    أما الخطوة الأولى على هذا الطريق الشاق، والذي هو الطوق الوحيد لنجاة هذه الأمة فهي الوعي بحقائق الواقع، وما في هذا الواقع من فرص ومن مخاطر، واستخدام هذا الوعي في تجديد الفكر الإسلامي، وفي الإبداع بمختلف ميادين هذا الفكر ليكون لأشواقنا النهضوية (دليل العمل) الذي ينير لطلائع الأمة الطريق.

    وإذا كانت العولمة تعني صب العالم في قالب الحضارة الغربية المهيمنة اقتصاد ا وسياسة وقيم ا وثقافة، فإن العالمية الإسلامية والإنسانية تريد العالم منتدى حضارات تتفاعل فيما هو مشترك إنساني عام، وتتمايز في الهويات الحضارية والخصوصيات الثقافية لتتدافع الأمم، وتتسابق وتتعارف بدلا من الصراع والهيمنة والقهر والاستغلال وصدق الله العظيم: " ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " [يوسف:87].


    المصدر:
    موقع الشبكة الاسلامية
                  

العنوان الكاتب Date
وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 02:45 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:20 PM
    Re: وداعا جاك دريدا سجيمان10-09-04, 03:26 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:23 PM
  Re: وداعا جاك دريدا Nagat Mohamed Ali10-09-04, 03:48 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:49 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 03:55 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 04:00 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-09-04, 04:04 PM
    Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 06:39 AM
      Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 06:50 AM
        Re: وداعا جاك دريدا AttaAli10-10-04, 07:14 AM
          Re: وداعا جاك دريدا Sinnary10-10-04, 08:27 AM
        Re: وداعا جاك دريدا عشة بت فاطنة10-10-04, 10:35 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:44 PM
  صبحي حديدي:بين جاك دريدا وتفكيك الزرقاوي osama elkhawad10-11-04, 03:47 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:53 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 03:56 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:01 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:03 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:06 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:07 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:10 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:14 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:17 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:19 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:27 PM
    Re: وداعا جاك دريدا Abomihyar10-11-04, 04:33 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:37 PM
  جاك دريدا:الدين في عالمنا osama elkhawad10-11-04, 04:40 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 04:47 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 05:00 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-11-04, 05:03 PM
  وداعا جاك دريدا ومفهوم "المغفرة" osama elkhawad10-11-04, 05:08 PM
  نظريات التلقي وتحليل الخطاب ومابعد الحداثة osama elkhawad10-11-04, 05:17 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:07 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:09 AM
  محاولة لمقاربة ابن عربي في ضوء ما بعد الحداثة osama elkhawad10-12-04, 09:16 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-12-04, 09:28 AM
    Re: وداعا جاك دريدا malamih10-12-04, 11:18 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-13-04, 08:12 AM
    Re: وداعا جاك دريدا Safa Fagiri10-13-04, 08:53 AM
  وجهة نظر اسلامية حول المعرفة في سياق الحداثة osama elkhawad10-13-04, 10:52 AM
  وجهة نظر اسلامية حول ما بعد الحداثة-نقلا عن "اسلامأونلاين" osama elkhawad10-13-04, 10:58 AM
    Re: وجهة نظر اسلامية حول ما بعد الحداثة-نقلا عن "اسلامأونلاين" تراث10-13-04, 01:29 PM
  عن هابرماس بالعربية osama elkhawad10-13-04, 05:42 PM
  من الحداثة وخطابها السياسي لهابرماس-تحدي الاصولية osama elkhawad10-13-04, 05:55 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 05:58 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:00 AM
  هابرماس ومفهوم التواصل osama elkhawad10-14-04, 06:04 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:17 AM
  هابرماس وبوش osama elkhawad10-14-04, 06:20 AM
  Re: وداعا جاك دريدا Yasir Elsharif10-14-04, 06:29 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:35 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:38 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:43 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:45 AM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 06:48 AM
  محاضرة لهايدجر osama elkhawad10-14-04, 07:04 AM
  Re: وداعا جاك دريدا abdalla BABIKER10-14-04, 08:10 AM
  رمضان كريم يا عبدالله osama elkhawad10-14-04, 12:00 PM
  مقالة كانط حول الانوار osama elkhawad10-14-04, 12:04 PM
  فوكو يقارب سؤال "ما هي الأنوار" osama elkhawad10-14-04, 12:08 PM
  هايدجر والاختلاف osama elkhawad10-14-04, 12:21 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:26 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:38 PM
  هابرماس يجيب عن سؤال "ما هو الارهاب؟" osama elkhawad10-14-04, 12:51 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 12:56 PM
  اكاديمي عربي يحكي عن علاقته بأفكار دريدا osama elkhawad10-14-04, 01:02 PM
  دريدا ونقد الميتافيزيقا الغربية osama elkhawad10-14-04, 01:14 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 03:16 PM
  حقل فوكو "الجزء الاول" osama elkhawad10-14-04, 03:20 PM
  حقل فوكو "الجزء الثاني" osama elkhawad10-14-04, 03:49 PM
  عرض للكتاب الذي سرق منه "الفيا" osama elkhawad10-14-04, 03:58 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-14-04, 10:55 PM
  المسرح العربي بين الحداثة وما بعدها osama elkhawad10-15-04, 08:36 AM
  الحداثة المنقوصة لهشام جعيط osama elkhawad10-15-04, 08:39 AM
  الحداثة والأزمنة العربية الحديثة osama elkhawad10-15-04, 08:42 AM
  الخلط بين الحداثة و التجدد osama elkhawad10-15-04, 08:46 AM
  رأي اسلامي:الحداثة باعتبارها فتنة وباطلا osama elkhawad10-15-04, 08:53 AM
  حوار مع المغربي بلقريز يتحدث فيه عن الحداثة والتحديث osama elkhawad10-15-04, 08:58 AM
  اعلان موت الحداثة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ osama elkhawad10-15-04, 09:05 AM
  الأسرة" بين الحداثة الغربية.. والرؤية الإسلامية..(1) osama elkhawad10-15-04, 09:10 AM
  الأسرة" بين الحداثة الغربية.. والرؤية الإسلامية...(2 osama elkhawad10-15-04, 09:13 AM
  الحداثة والتباين والغربنة osama elkhawad10-15-04, 02:11 PM
  تناقضات الحداثة العربية و تعريفاتها المختلفة osama elkhawad10-15-04, 02:16 PM
  Re: وداعا جاك دريدا osama elkhawad10-15-04, 04:59 PM
  رأي اسلامي:سقوط الحداثة osama elkhawad10-15-04, 05:12 PM
  رأي اسلامي حول الحداثة osama elkhawad10-15-04, 05:31 PM
  في نقد الحداثة الكومبرادورية- محسين الدموس (*) osama elkhawad10-15-04, 05:41 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الأول osama elkhawad10-15-04, 05:53 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الثاني osama elkhawad10-15-04, 05:59 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّا-الجزء الثالث osama elkhawad10-15-04, 06:09 PM
  الحداثة الإسلامية وتجديد الخطاب الديني ذاتيًّاالجزء الرابع والأخير osama elkhawad10-15-04, 06:15 PM
  رأي اسلامي يرفض العولمة ويربطها بالحداثة وما بعدها osama elkhawad10-15-04, 06:23 PM
  الإسلام في مواجهة الحداثة الشاملة osama elkhawad10-15-04, 07:57 PM
  صبيانية الحداثة وعبثها وربطها بالفساد والجنس والمخدرات osama elkhawad10-15-04, 08:04 PM
  راي حول وجود نماذج للحداثة غير النموذج الغربي osama elkhawad10-15-04, 08:20 PM
  رؤية توفيقية للعلاقة بين الاسلام والحداثةمن كاتب ايراني osama elkhawad10-15-04, 08:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de