البروفسير إبراهيم القرشي .... لك التحية والإحترام وأنت تعيد للمديح النبوي الشريف رونقه ووقاره

Quote: من نعم المنعم الخبير على الشعب السوداني ( الزمان ) تلك الوسطية التي سادت حياته ووجهتها ، بي ظن كبير أن مرد ذلك للتربية الصوفية التي نشأنا عليها حتى أولئك الذين يظنون في أنفسهم خلاف ذلك فتأتيهم لحظات تجلي فتحسبهم ( دراويش ) عاشوا كل حياتهم في سوح الخلاوي . ولعل ذلك هو السبب الذي دعا الكاتب الكبير الأستاذ الطيب صالح أن يزعم في ثنايا أحد المقابلات التي أجرتها معه الفضائية السودانية بأن " لو قيض الله تعالى للإسلام أن يسود في بلاد الغرب فسوف يسود بمفهومه الصوفي " وكم حزنت أن تلك المذيعة ( المتلهفة ) قد قاطعته في سلوك غير محبذ و لم تتركه يفصل هذا القول الجدير بالتأمل فبعضاً من الإعلاميين لا يرون في الأستاذ الطيب صالح سوى الكاتب الروائي .عمنا المرحوم ( ف.م ) رجل عرفته مدينة رفاعة بآرائه الصارخة في مناهضة التصوف وآرائه الحادة في أولياء الله الصالحين الذين ( لاخوف عليهم ولاهم يحزنون ) ، ولا يزال جيلنا والجيل الأكبر منا يذكر حادثته الشهيرة تلك حيث ( وحلت عربة الكارو ) التي كان يملكها ذات صباح خريفي في أحد شوارع رفاعة فكان أن طلب من المارة مد يد العون لمساعدة الحصان بـ ( دفر الكارو ) . هب الناس لمساعدته شأن أهل البوادي ، كان من ضمنهم ذلك الرجل الذي رمى بـ ( قفة ملاحه ) ليشارك في هذا النفير بادياً جهده بـ ( بسم الله ويا سيدي الحسن ) هنا نزل عمنا من على ( كابينة قيادته ) حارماً الرجل المسكين أجر المساعدة " على الطلاق ما تخت إيدك معانا . سيدك الحسن أقوى من حصاني دا ؟؟؟ " دارت الأيام بما أرادت لها المشيئة الإلهية ، نادي المنادي كما يقول أهلنا عمنا ( ف. م ) لأداء فريضة الحج ويحكي لي إبنه عن لحظات إنتظارهم في صالة المغادرة في مطار الخرطوم وقد تصادف أن كان من ضمن حجيج ذلك العام المادحان الشيخ علي الشاعر والشيخ الأمين القرشي . طلب الحضور من الشيخين قتل وقت الإنتظار بأداء بعض المدائح والحجيج في حالتهم الوجدانية عالية التسامي تلك قد تفاعلوا مع مديح الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم بكاء ودخلوا في ما يسميه المتصوفة بـ ( الأحوال ) . لعلها المرة الأولى التي يتمعن فيها عمنا هذه المعاني ويعيش هذه الأحاسيس وكان يقترب من الحلقة رويداً رويداً ويحكي لي إبنه كيف أنه ( أى الإبن ) قد كان في قمة التركيز خوفاً من قيام والده ( بما عرفه عنه من عنف تجاه المتصوفة ) بأى عمل ضد هؤلاء الهائمين في حب الله ورسوله . المفاجأة التي ألجمته كانت قيام عمنا بـ ( نطة عالية وتبة ) أمام الشيوخ المداحين وبز الهائمين رقصاً وبكاء ونحيباً .