|
Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق (Re: الكيك)
|
لطيب صالح روائي العودة إلى الجذور غاب عن 80 عاماً في لندن عاصمة منفاه < >كتب عبده وازن الحياة - 19/02/09//
هل يمكن أن تصنع رواية واحدة من صاحبها «أسطورة» مثلما فعلت «موسم الهجرة الى الشمال» من الطيب صالح «أسطورة» الأدب العربي الحديث؟ هذا الروائي السوداني الذي رحل فجر الثلثاء الماضي في لندن عن ثمانين عاماً، لم يستطع طوال حياته أن يتخلّص من سطوة هذه الرواية التي جلبت له من الشهرة ما جلبت من المتاعب، كما عبّر مرّة. ظل الطيب صالح أسير «موسم الهجرة الى الشمال»، فوسمت به مثلما وسم بها، مع أنه كتب روايات أخرى لا تقل فرادة عنها، ومنها مثلاً «عرس الزين» و «بندرشاه» وسواهما.
وعندما اصدر صالح هذه الرواية العام 1966 في بيروت لم يكن يتراءى له أنه سيسبق المفكر الأميركي صموئيل هنتنغتون في نظرية «صدام الحضارات»، فالرواية كانت سبّاقة فعلاً الى رسم حال هذا الصراع عبر بطلها «مصطفى سعيد» وموقفه، هو ابن العالم الثالث، من الغرب المتقدّم. وكان صالح أشدّ جرأة من الروائيين العرب الذين كتبوا في هذا الحقل قبله ومنهم توفيق الحكيم في «عصفور من الشرق» وسهيل إدريس في «الحيّ اللاتيني». فالبطل السوداني كان يدرك في الرواية أن الغرب لم يحمل الى الشرق حضارته فقط بل الاستعمار أيضاً. أما حنينه الى الشمال فبدا فيه من الحقد والضغينة مقدار ما فيه من الحبّ والتسامح.
عاش الطيب صالح حياة صاخبة، روائياً وسياسياً، في السودان وبعض الدول العربية كما في أوروبا ولا سيما في بريطانيا. ومكث طوال هذا العمر المديد مشدوداً الى السودان الذي لم يفارق مخيلته ولا وجدانه على رغم ترحاله و «منفاه» الطويل الاختياري. وظل على علاقة وطيدة، وبما طرأ عليه من تحوّلات، في السياسة والاجتماع. ومعروف عنه موقفه السلبي من نظام «الانقاذ» الذي تبوّأ السلطة عبر انقلاب حزيران (يونيو) 1989، وراجت عنه مقولته الشهيرة «من أين جاء هؤلاء؟» التي تبنّاها حينذاك مثقفون سودانيون كثر. وعمدت السلطة السودانية الى منع أعماله من التدريس في جامعة الخرطوم. لكنّ الكاتب المعارض ما لبث أن لبى دعوة النظام للعودة العام 2005 فعاد ليشارك في مهرجان «الخرطوم عاصمة للثقافة العربية» وليكون «نجم» هذا المهرجان. ولكنْ سرعان ما ارتفعت أصوات تعارض زيارته وتنتقد مواقفه من قضية دارفور والحركات المسلحة وسواهما. وقد حلا للبعض ان يقارن بينه وبين المتنبي، شاعره الأثير، في علاقته بالسلطة. وهو كان فعلاً من عشاق المتنبي، يحفظ شعره غيباً ويردده في المجالس، ووضع عنه كتاباً سمّاه «في صحبة المتنبي».
كان الطيب صالح هو الابرز والأشهر عربياً بين أدباء السودان، وان كان أدبه الروائي والقصصي بمثابة الجسر بين الداخل السوداني والخارج العربي والعالمي، فهو لم يدَّع يوماً انفصاله عن الأدب السوداني، ولا انقطاعه عن الهموم السودانية على اختلافها. وقد كتب «موسم الهجرة الى الشمال» في لندن حيث كان يقيم بدءاً من العام 1953. وعندما نشرت هذه الرواية في بيروت العام 1966 كانت بمثابة الحدث الروائي الذي كان منتظراً، لكنه عوض أن يأتي من القاهرة أو بغداد أو بيروت جاء من السودان. استطاع الطيب صالح في هذه الرواية الفريدة أن يقدم مشروعاً روائياً جديداً يحمل الكثير من علامات التحديث، شكلاً وتقنية وأحداثاً وشخصيات، علاوة على القضية الإشكالية التي حملتها الرواية وهي الصراع بين الشرق والغرب أو بين الجنوب والشمال من خلال علاقة مأسوية بين مصطفى سعيد و «زوجته» البريطانية. ومنذ أن صدرت الرواية أصبح اسم هذا البطل (مصطفى سعيد) في شهرة بعض أبطال نجيب محفوظ لا سيما أحمد عبد الجواد في «الثلاثية».
وإن بدت «موسم الهجرة الى الشمال» ذروة أعمال الطيب صالح، وأكثرها شهرة ورواجاً، فإن أعماله الأخرى، الروائية والقصصية لا تخلو من الخصوصية، سواء في لغتها السردية أم في تقنياتها وأشكالها. ومن تلك الأعمال رواية «عرس الزين» التي ترصد أسطورة الشخص القروي الغريب الأطوار الذي يدعى «الزين» في علاقته بالفتاة «نعمة»، وكذلك رواية «بندر شاه» في جزئيها: «ضو البيت» و «مريود». وتمثل هذه الرواية الصدام البيئي والحضاري بين القديم والحديث. ومن أعماله القصصية البديعة «دومة ود حامد» وهي تدور حول الصراع بين الحكومة وأهل قرية «ود حامد» التي تقع على الضفة الشرقية من النيل، فالحكومة تريد تحديث القرية واقتلاع شجرة الدوم التي هي رمز القرية والأهل يصرون على تقاليدهم المتوارثة. وهذه القرية السودانية «ود حامد» تحضر كثيراً في نصوص الطيب صالح رمزاً لعالم الطفولة والبراءة المتجذر في شمال السودان.
رحل الطيب صالح وكان في نيته أن يكتب سيرته، لكن ظروفه لم تساعده فاكتفى بنشر كتاب عنوانه «منسي: إنسان نادر على طريقته»، ومن خلاله تتبدّى بعض معالم تلك السيرة الحافلة بالأحداث والوقائع الطريفة. ----------------------------------------------
الروائي الطالع من المشافهة < >محمد علي فرحات الحياة - 19/02/09//
لا أدري صلة يوسف الخال بالطيب صالح التي دفعت الأخير ليرسل أولى كتاباته للنشر في مجلة «أدب» التي أصدر منها الخال أعداداً محدودة قبل ان تحتجب مع شقيقتها مجلة «شعر» آخر 1962. ظهر الطيب صالح في قصته القصيرة «سيداتي سادتي» باعتباره الراوي/ المخاطب من ميكروفون الإذاعة، وهو كان يعمل مذيعاً في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي». بعد ذلك بفترة قليلة قدّم الطيب صالح مفاجأته الكتابية الكبرى، من بيروت أيضاً، وهي رواية «موسم الهجرة الى الشمال» التي نشرها توفيق صايغ في مجلته «حوار» فاستدعت زيادة استثنائية في صفحات العدد الذي نُشرت فيه.
منذ البدء برزت خصوصية السرد لدى الطيب صالح: لغة عربية متحركة تتخطى الجمل الطويلة البطيئة للنص التراثي، كأنها تشبعت منه قبل ان تسمح لنفسها بتجاوزه. وتقترن لغته بوعي للسرد الإنكليزي القائم على الوضوح والدقة، فلا يستغرقه شطح الإنشاء الذي ألحق الأذى بسرديات كتّاب عرب تأثروا بالأدب الفرنسي.
ولا بد من نقطة ثالثة لنكمل تصورنا لسرد الطيب صالح، هي ولع الرجل ومهارته بالمشافهة، فهو متحدث ممتاز لا تمل من مجالسته، وفي حديثه معرفة وحكاية، مع شفافية وميل الى الطرافة لا يخطئه السامع.
ممثل الشخصية السودانية الذكية الوادعة الكريمة التي تتمسك بحرية اكتسبتها من خليط الغابة والصحراء، على ما ذهب التشكيليون السودانيون ونقّادهم الأقربون. لذلك اعتبر الطيب صالح «الكاتب القومي للشعب السوداني» بحسب رجاء النقاش، ولذلك ايضاً أطلق الطيب صرخته في وجه حكم الإنقاذ الذي عمل ويعمل على تقويض الشخصية السودانية: «من أين أتى هؤلاء؟». صرخة هي الكلام السياسي الأول والأخير للروائي السوداني الأشهر عربياً وعالمياً، مدفوعاً، هو الذي أعلن غير مرة بعده عن السياسة، بانحيازه الى الشعب السوداني المفطور على الحرية.
وتلقى الطيب صالح «تحية» نظام الإنقاذ بمنع توزيع «موسم الهجرة الى الشمال» في السودان: كيف يمنع كتاب في بلد يقرب العالم منه. إنها «عبقرية» العسكر المتأسلمين. يخططون لزيادة الأعداء ويطردون الأصدقاء المحبين.
التقيت الطيب صالح أول وصولي الى لندن في مطلع 1990 وكانت دعوته هي الأولى التي لبيتها في العاصمة البريطانية، ثم رافقته مرات الى أصيلة المغربية حيث بدا في اكتماله سابحاً عند المحيط، متلقياً هواءه البارد بصدر عفيّ. ولا أستطيع تعداد لقاءاتنا في غير بلد عربي وفي مناسبات إعلامية، أبرزها في تلفزيون MBC حين كان الفضائية العربية الأولى والوحيدة.
ولا أعدّ... لأننا أصبحنا جارين في «رينز بارك»- جنوب لندن، وهناك المشهد اليومي للطيب صالح يمارس المشي ملبياً طلب الطبيب.
الحياة
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق | الكيك | 02-19-09, 04:46 AM |
Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق | الكيك | 02-19-09, 04:49 AM |
Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق | الكيك | 02-21-09, 12:37 PM |
Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق | الكيك | 02-19-09, 04:52 AM |
Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق | الكيك | 02-19-09, 04:59 AM |
Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق | الكيك | 02-19-09, 05:05 AM |
الرحيل المُر | عبدالله الشقليني | 02-19-09, 05:02 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-19-09, 05:32 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-19-09, 05:36 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-19-09, 05:39 AM |
Re: الرحيل المُر | محمد فضل الله المكى | 02-19-09, 05:39 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-19-09, 06:19 AM |
Re: الرحيل المُر | اسعد الريفى | 02-19-09, 06:44 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-19-09, 07:45 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-19-09, 10:31 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-19-09, 10:38 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-19-09, 10:41 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-19-09, 10:50 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-19-09, 11:22 AM |
Re: الرحيل المُر | نصر الدين عثمان | 02-19-09, 12:00 PM |
Re: الرحيل المُر | Alfarwq | 02-19-09, 12:55 PM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-20-09, 11:19 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-20-09, 03:12 PM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-20-09, 04:24 PM |
Re: الرحيل المُر | عبدالباقى الظافر | 02-21-09, 05:26 PM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-22-09, 05:41 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-22-09, 11:31 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-22-09, 06:10 AM |
Re: الرحيل المُر | waleed nayel | 02-22-09, 06:13 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-22-09, 06:19 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-22-09, 06:50 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-24-09, 06:13 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-24-09, 06:33 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-24-09, 08:13 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-24-09, 08:32 AM |
Re: الرحيل المُر | جعفر محي الدين | 02-24-09, 09:24 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-24-09, 11:15 AM |
Re: الرحيل المُر | munswor almophtah | 02-25-09, 00:07 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-25-09, 04:59 AM |
Re: الرحيل المُر | ضياء الدين ميرغني | 02-25-09, 05:46 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-25-09, 08:59 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-25-09, 10:58 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-26-09, 05:16 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-26-09, 05:20 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 03-02-09, 05:19 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 03-02-09, 07:44 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 03-02-09, 07:49 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 03-02-09, 08:03 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 03-03-09, 05:19 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 03-03-09, 05:54 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 03-09-09, 07:38 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 02-25-09, 10:58 AM |
Re: الرحيل المُر | Hadeer Alzain | 03-14-09, 08:28 PM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 03-15-09, 05:44 AM |
Re: الرحيل المُر | Hadeer Alzain | 03-15-09, 10:05 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 03-17-09, 05:19 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 03-19-09, 04:30 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 03-19-09, 05:00 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 03-31-09, 06:52 AM |
Re: الرحيل المُر | الكيك | 03-31-09, 06:55 AM |
|
|
|