الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 10:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل المقيم الطيب صالح
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-24-2009, 06:33 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرحيل المُر (Re: الكيك)

    الإثنين 23 فبراير 2009م، 28 صفر 1430هـ العدد 5624


    الطيب صالح

    مريم عبد الرحمن تكس

    بزغ الطيب صالح كأنصع ما يكون الفجر في الصحراء الافريقية باسمه الذي يحمل معاني يتوق إليها العارفون السالكون مدارج القُرب فيطلقون الاسماء ذات المعاني على أبنائهم أُنساً وتيمناً.
    إنَّ الروعة التي أطل بها الطيب صالح تكمن في قدرته على عكس الواقع المحلي الذي عاش فيه وآمن به ذلك الايمان الذي مكَّنه من الوصف بسلاسة ودقة وتأني فأتى المشهد في كل زاوية مجسداً للإنسانية أينما وجدتْ مُعبِّراً عن قدرة السودانيين على التربية السوية التي جعلت من الطيب صالح رجلاً يحمل ثقافة إنسانية عندما تجلَّت في رواياته خشعت لها وتواضعت دونها كُل ما كُتب وصوِّر ووصف في المنطقة التي تكتب باللغة العربية وغيراللغة العربية.فاستيقنتها النفوس وأقرتها كأبدع وأروع ما يكون السرد وحفظتها العقول فالتصقت بها لأن الطيب صالح لا يكتب بقلم الروائي أو القاص بل بروح ونفس المفكر الفيلسوف.
    إذا كانت روايات الطيب صالح تمثل نقطة تحول في تاريخ الرواية العربية وإضافة كبيرة للأدب العالمي فإن نقطة التحول الجوهرية والعميقة هي ما احدثتها رواياته في عقل ووجدان القارئ السوداني الذي كان يقرأ بنهم كل الانتاج الادبي العربي الذي لم يكن يُجسِّد مناخه النفسي إنّما كان يمثل تثاقف ومتعة وتسلية مثل روايات إحسان عبدالقدوس ونجيب محفوظ ويوسف إدريس .. الخ هذا بالاضافة إلى الاتجاه الرسمي العام في مناهج التربية نحو الأدب الانجليزي الذي يتأثر به السودانيون مُنذ نعومة أظافرهم في المدارس المتوسطة والثانوية حيث يتعايشون مع شخصيات «مرتفعات وذرنج هالينا كينج سلمون ماينز» ويتسلى الطلاب بالشخصيات وينعتون بها بعضهم والناس من حولهم ونحن في «تيهنا» الادبي هذااعادنا الطيب صالح ببساط عميقة وشفافة وحادة إلى رائحة ترابنا وخضرة اشجارنا وشخوصنا«وناسنا» فاصبحت الحاجة والمشاعر والرغبة التي تحرك بت محمود والزين ومصطفى سعيد والعمدة «وسيد الدكان» وتخلق الحوار والمعايشة بينهم وبين الأرض، وبينهم وبين بعضهم البعض، وبينهم وبين حيواناتهم الاليفة، وبينهم وبين الغريب الوافد عليهم من خارج حدودهم وحتى الغريب الذي كان منهم فتغرب وعاد ليطمئن بهم ومعهم هذه الحاجة والمشاعر والرغبة هي التي تحرك أى اشخاص في نمولي وأم روابة وفي كتم وفي كسلا. لقد وطًّن الطيب صالح السودانيين روائياً ورفع الرواية السودانية إلى مصاف العالمية لأنه أصَّل الرواية السودانية بالروح السودانية المليئة بالتراكم والتجارب الانسانية الفريدةوالتي لا يمكن أن يحيط بها وصف.
    إنّ الطيب صالح لم يكن روائياً أديباً فذَّاً فحسب إنّما كان يمثل في حقيقته ضميراً إبداعياً شاهداً على ترابه الذي نشأ فيه وقد ساهم في فك العزلة التي تعيشهاالقرية السودانية فنياً وادبياً وجعلها تلامس العصر الذي عاش فيه في أرقى مدارجه الادبية وجعلها متاحة للحوار الخلاق بين الكتاب والمفكرين العرب وغيرالعرب على مختلف اتجاهاتهم. وقد حقق هذاالنجاح والاختراق والشهرة لوطنه متسللاًمثل الشعاع دون جلية او ضوضاء أو تكبر او غرور ولا حتى مناً وتفضلاً فقد كان الطيب صالح وهو يقدم وطنه أدبياً كان رجلاً سودانياً كما ينبغي أن يكون الرجال صبراً وتواضعاً علماً وعمقاً وشهامة ،فهو من الذين لا يؤمنون بالثنائية ولا يعاني من حاله انفصاماً بين الحداثة والتراث أو الاصل والعصر لقد كان مؤمناً بالواقع كما هو فهو يرى أن القيم الموجودة في التراث تعيش فينا وليست شيئاً تستدعيه او تتغالط فيه هذه الواقعية والصمود أمام ما يملك من قيم هي التي جعلت منه إنساناً سوياً يتعايش مع تراثه وواقعه والعالم من حوله يتواضع وكأنه يقول إذا لم نتحل نحن بالنيل ممن أحق به منّا.
    إيمانه بالوطن واقتناعه الكامل بالخصائص الانسانية الفريدة للسودانيين كما هي هذا الإيمان وتلك القناعة جعلته يحافظ على طهارة وطنية ناصعة إذ نأى بنفسه عن الانتماء لأى حزب سياسي حتى يحتفظ برأيه دون قيد أو حجر وبالرغم من حياده هذا إلا أنَّ ابدائه لرأيه في النظم الديكتاتورية لم يجعله ينضم لأى معارضة منظمة حتى لا يجور على الوطن من خلال المعارضة التي لا تفرق بين الوطن والنظام. ولقد برر عبارته المشهورة (من أين أتى هؤلاء) بقوله: (إن ما دعاه إلى قولته هو ما أتى به نظام الجبهة القومية الاسلامية من عسق وقهر لم يألفه السودانيون ولم يعرفوه قطعاً من قبل) على الدرب ـ طلحة جبريل ص 28.
    إنّ الطيب صالح أحسَّ بأهله كأصدق ما يكون الاحساس وليس هناك ابلغ من هذه العبارة التي وردت في موسم الهجرة الى الشمال: (نحن بمقاييس العالم الصناعي الاوربي، فلاحون فقراء ولكنني حين أعانق جدي أحس بالغنى كأنني نغمة من دقات قلب الكون نفسه انه ليس شجرة سنديان شامخة وارفة الفروع في أرض منت عليها الطبيعة بالماء والخصب ولكنه كشجيرات السيال في صحاري السودان سميكة اللحى حادة الاشواك تقهر الموت لأنها لاتسرف في الحياة وهذا وجه العجب. انه عاش اصلاً ـ رغم الطاعون والمجاعات والحروب وفساد الحكام).
    إن الطيب صالح يذهب بحبه للإنسان ابعدبكثير من جده وقريته وأهله وقد تعلمت منه شخصياً كيف انظر للناس من خلال عبارة وردت في احدى قصصه القصيرة التي كتبها في لندن حينما كان يصف أحد اصدقائه أظنه من السنغال قائلاً : (إن الرجل وسيم أو يمكنك أن تراه كذلك إذا أنت تجاوزت حاجز اللون) قرأت هذه العبارة مُنذ عشرات السنين لكني احفظها واطبقها في كل مكان وزمان حُباً في الانسانية وليس تجاوزاً لحاجز اللون فحسب بل كل الحواجز المادية والمعرفية والدينية نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة إنني لست ممن يجيدون الرثاء لان الموت ـ موت أى إنسان أعرفه يستغرقني في حالة تأمل تام لا تترك لي وعياً للتعبير «كلُ نفس ذائقة الموت» الانبياء 53 «وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلاً تعقلون» الانعام 23 «ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار» غافر 93 ، موت الذين نعرفهم يردنا الى حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم : لعمر بن الخطاب رضوان الله عليه ما عندك من ذكر الموت يا أبا حفص؟ قال : أُمسى فما أرى إني أُصبح، وأُصبح فما أرى إنى أمسى قال الأمر أوشك من ذلك أبا حفص، أما إنه يخرُج مني نفسي فما أرى أنه يعودُ إلىَّ».
    رحم الله الطيب صالح رحمة واسعة وغفر لنا وله إذا أُلنا إلى ما آل إليه لقد ترك الطيب صالح ميراثاً ادبياً ثميناً للسودانيين كافة يجب أن يروا في دراسته وتخليده وحفظه وصيانته واحياءً قومياً هو بمثابة أمانة تسليم للأجيال القادمة.

    ---------------------------------------


    الإثنين 23 فبراير 2009م، 28 صفر 1430هـ العدد 5624


    وداعاً الراحل المقيم الطيب صالح(1)

    تاج السر عثمان

    أضواء على شخصيتي نعمة والزين في رواية (عرس الزين)
    (1)
    رحل عن دنيانا الأربعاء 18/2/2009م الكاتب والروائي السوداني المشهور الطيب صالح بعد صراع مع المرض في احد مستشفيات لندن، وسيظل الطيب صالح حيَّاً بيننا لما تركه من أعمال روائية خالدة مثل رواية (عرس الزين)، و(موسم الهجرة إلى الشمال)، و(دومة ود حامد)، و(بندر شاه)، و(مريود)، وتعكس تلك الأعمال في مستويات معقّدة ومتشابكة تجربة الكاتب التي اتسمت بالغنى والخصوبة، والارتباط العميق بين المحلية والعالمية، ومن خلال رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) التي ترجمت إلى أكثر من لغة عالمية، تعرف الناس في مشارق الأرض ومغاربها على مسقط رأس الكاتب (كرمكول) التي ولد فيها عام 1929م، كانت تجربة الكاتب خصبة وغنية فهو قد تنقّل من (كرمكول) التي تلقى فيها تعليمه الأولي وبورتسودان التي تلقى فيها تعليمه الأوسط، والخرطوم حيث تلقى تعليمه الثانوي في وادي سيدنا، وتخرّج في كلية العلوم جامعة الخرطوم، وفي حياته العملية تنقّل بين مهن كثيرة منها: التعليم، العمل الاذاعي في هيئة الاذاعة البريطانية واذاعة ام درمان وفي الصحافة وفي اليونسكو، اضافة الى تنقله الكثير في اقطار العالم، كل ذلك كان له الأثر في تنوع وخصوبة تجارب الكاتب، وكان الطيب صالح إضافة لذلك مثقفاً موسوعياً، فبعد تخرجه في كلية العلوم غيَّر مساره إلى الأدب والفن والرواية، وارتبط بالمدرسة الاشتراكية الفابية بعد وصوله لبريطانيا عام 1953م، اختلط بمجتمعها في تنوعه كما عكست شخصية مصطفى سعيد جانباً من تجاربه وشخصيته، ودرس الأدب العربي والتراث الإسلامي بعمق كما نلحظ ذلك في كتاباته، اضافة لدراسة التراث والواقع والتاريخ السوداني، وبالتالي استطاع أن يدمج بمهارة بين الثقافة الحديثة والثقافة العربية الإسلامية، كما فعل الكثيرون من قبله مثل: طه حسين والعقاد وأحمد أمين ومحمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس، يحيى حقي وروايته المشهورة (قنديل أم هاشم) والتي لا تختلف كثيراً عن رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) والتي طرحت سؤال الهوية والتناقض بين الشرق والغرب... الخ. اتسم الطيب صالح إضافة لثقافته الموسوعية بالتواضع الجم والبساطة والاسلوب السهل الممتنع والتسامح واحتمال الآخر، والاعتراف بالتنوع الثقافي والديني واللغوي وضرورة التعايش معه، وقد عبّر عن ذلك في روايته (دومة ودحامد) حين ختمها بحكمة حين قال (لن تكون سمة ضرورة لقطع الدومة، ليس ثمة داع لإزالة الضريح، الأمر الذي فات على هؤلاء الناس جميعاً، أن المكان يتسع لكل هذه الأشياء، يتسع للدومة والضريح ومكنة الماء ومحطة الباخرة)، وكأنما أراد أن يقول (في البلاد متسع للجميع)، وأي فائدة للتنمية ما لم تستند على الأصالة والموروث الثقافي المحلي، وأن الحداثة لا تتعارض مع الموروثات والمعالم التقافية والتاريخية للبلاد.
    (2)
    أدلف إلى موضوع هذا المقال وهو: شخصية الزين ونعمة في رواية (عرس الزين).
    شخصية نعمة:
    يدور محور الرواية حول زواج نعمة بالزين، ونعمة تمثل نوعاً مختلفاً لامرأة في الوسط الذي صورته الرواية، كانت متمردة على واقعها الاجتماعي منذ أن كانت طفلة، كانت تمقت ضم النساء إليها وتقبيلها على خدها وشفتيها (ومرة ضجرت من عبث امرأة بدينة بها، وشعرت بذراعي المرأة الغليظين تنطبقان عليها، كأنهما فكا حيوان مفترس وبردفي المرأة المثقلة وعطرها القوي، كأنها تخنقها، وتململت نعمة وحاولت أن تتخلّص من قبضة المرأة، ولكن المرأة ضمتها إلى صدرها بقوة، وانقضت على وجهها بشفتيها المكتنزتين تقبلها على رقبتها وعلى خدها وتشمها، صفعتها نعمة على وجهها صفعة قاسية، وذعرت المرأة، وتركت نعمة)، وكان هذا تعبيراً لرفض نعمة منذ نعومة أظفارها الامتثال والإذعان للعادات الاجتماعية التي كانت تمارس مع المرأة منذ طفولتها، لاعدادها وتشكيلها لتقبّل الواقع الاجتماعي الذي تعيشه. ولكن نعمة تمردت منذ الطفولة على هذا الواقع، ونرى البذور الأولى لتشكل شخصيتها في صراع مع من حولها، حتى أصبحت تلفت نظر النساء والرجال إليها عندما كبرت، وتذكر نعمة أنها أرغمت أباها أن يدخلها في الكتّاب لتتعلّم القرآن وهي طفلة، وكانت الطفلة الوحيدة بين الصبيان وبعد شهر واحد تعلّمت الكتابة، وكانت تستلذ بتلاوة القرآن وتعجب بسورة الرحمن ومريم وسورة القصص وتشعر بقلبها يعتصره الحزن وهي تقرأ عن أيوب وتشعر بنشوة عظيمة حين تصل الآية (وآتيناه رحمة من عندنا)، وتتمثّل رحمة امرأة رائعة الحسن متفانية في خدمة زوجها، وكان صبرها يعادل إن لم يكن أكبر من صبر أيوب، وتتمنى لو أن أهلها سموها رحمة.
    وكانت تحلم بتضحية عظيمة لا تدري نوعها، تضحية ضخمة تؤديها في يوم من الأيام.
    نشأت نعمة طفلة وقورة، محور شخصيتها الشعور بالمسؤولية، تشارك أمها في أعباء المنزل، وتناقشها في كل شيء، وتتحدث اليها حديثاً ناضجاً جريئاً يذهلها في بعض الأحيان. قطعت نعمة بمحض اختيارها تعليمها رغم ذكائها، وكان أخوها الذي يكبرها بعامين يحثها على مواصلة التعليم في المدارس ويقول لها (يمكن تبقي دكتورة ولا محامية)، ولكنها لم تكن تؤمن بذلك النوع من التعليم، تقول لأخيها وعلى وجهها ذلك القناع الكثيف من الوقار (التعليم في المدارس كله «طرطشة»، كفاية القراية والكتابة ومعرفة القرآن وفرائض الصلاة).
    ربما كانت نعمة ترى الممكن من تعليمها في تلك الظروف والأوضاع، لا أعتقد أن نعمة بذلك الوعي المتقدم والذهن الوقاد، كانت ترفض التعليم الحديث، ولكن الظروف والواقع الاجتماعي في تلك اللحظة، ما كان يسمح لها بمواصلة تعليمها، وإذا أخذنا في الاعتبار أنها كانت الطفلة الوحيدة التي كانت في الكتَّاب ودخلته بعد ارغام ابيها على ذلك، هل كان ممكناً أن تواصل تعليمها في تلك الظروف؟ ولماذا كانت نعمة تنظر للتعليم في المدارس «طرطشة»؟، واكتفت منه بالقراية والكتابة ومعرفة القرآن وفرائض الصلاة. كانت نعمة في هذا الجانب متمشيّة مع الحياة الاجتماعية والواقع الاجتماعي في القرية الذي لم يكن محتاجاً من التعليم لأكثر من ذلك، وهي الأهداف التي وضعها ورسمها المجتمع للتعليم منذ عهد السلطنة الزرقاء، كما أن التعليم الحديث لم تترسّخ جذوره وسط النساء رغم الجهود التي بذلها المرحوم بابكر بدري في تعليم البنات في بداية القرن العشرين. وبالتالي، فإن نعمة رفضت تخطي الواقع الاجتماعي المعين إلى اللاممكن، وكي تلعب دورها الذي رسمه المجتمع وحددته أحداث الرواية، مما يشير إلى أن اخ نعمة كان مازحاً أو حالماً، ولم يقدر التقدير الصحيح الظروف الملموسة، رغم أن نظرته كانت متقدّمة وتحققت فيما بعد، وانحيازه للتعليم الحديث، كان واضحاً اذ طالب نعمة بمواصلة تعليمها.
    ولكن نعمة في ظروف وواقع القرية التي كانت تعيش فيها كانت تمثل نقلة نوعية لامرأة من نوع جديد، رفضت الاذعان للواقع الذي كان مفروضاً على المرأة في تلك الظروف واستطاعت أن تلعب دوراً اجتماعياً معيّناً جذب إليها اهتمام الرجال والنساء، يكفي أنها الطفلة الوحيدة في القرية التي انتزعت حق تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن، ونالت الحظ الذي كان يسمح به المجتمع من التعليم يومئذ، وأنها صارعت في سبيل ذلك.
    فيما يختص بالزواج، استطاعت نعمة ان تمارس حقها في اختيار زوجها بنفسها، هذا طبيعي، فقد نشأت مستقلة في الرأي وتناقش والدها في كل شيء. ولما جاءت آمنه إلى سعدية (ام نعمة) تحدثها في أمر زواج نعمة من احمد قالت لها سعدية (الشورى عند ابو البنت)، كانت تعلم في قرارة نفسها أن (الرأي) لا لأحد غير نعمة نفسها، وكان لا بد من خيارها، فهزت كتفها وقالت: أنا لي الليلة ما بقيت للعرس. وعندما جاء خطيب آخر إدريس الذي كانت كثير من الفتيات يتمنين أن يصبحن زوجات له، كان متعلماً، يعمل في مدرسة ابتدائية، كان دمث الأخلاق، حسن السيرة بين أهل البلد، ومع أن عائلته لم تكن من العوائل ذات الأصل التي يشار إليها في البلد، إلا أن أباه كوّن لنفسه مكاناً بين الناس بجده وحسن عشرته، كانت أسرة طيبة وميسورة الحال، وكان حاج ابراهيم والد نعمة وامها سعدية واخوانها الثلاثة يميلون الى ادريس، بيد أن نعمة كان لها رأي آخر غير ذلك، فقد رفضت الزواج منه. احتد حاج ابراهيم في كلامه معها وهمّ بصفعها،
    نواصل.....

    الصحافة
                  

العنوان الكاتب Date
الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:46 AM
  Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:49 AM
    Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-21-09, 12:37 PM
  Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:52 AM
    Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:59 AM
    Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 05:05 AM
  الرحيل المُر عبدالله الشقليني02-19-09, 05:02 AM
    Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 05:32 AM
      Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 05:36 AM
      Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 05:39 AM
    Re: الرحيل المُر محمد فضل الله المكى02-19-09, 05:39 AM
      Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 06:19 AM
        Re: الرحيل المُر اسعد الريفى02-19-09, 06:44 AM
          Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 07:45 AM
            Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:31 AM
              Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:38 AM
              Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:41 AM
                Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:50 AM
                  Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 11:22 AM
                    Re: الرحيل المُر نصر الدين عثمان02-19-09, 12:00 PM
                      Re: الرحيل المُر Alfarwq02-19-09, 12:55 PM
                        Re: الرحيل المُر الكيك02-20-09, 11:19 AM
                          Re: الرحيل المُر الكيك02-20-09, 03:12 PM
                            Re: الرحيل المُر الكيك02-20-09, 04:24 PM
                              Re: الرحيل المُر عبدالباقى الظافر02-21-09, 05:26 PM
                                Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 05:41 AM
                    Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 11:31 AM
                Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 06:10 AM
                  Re: الرحيل المُر waleed nayel02-22-09, 06:13 AM
                    Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 06:19 AM
                      Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 06:50 AM
                        Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 06:13 AM
                          Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 06:33 AM
                            Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 08:13 AM
                              Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 08:32 AM
                                Re: الرحيل المُر جعفر محي الدين02-24-09, 09:24 AM
                                  Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 11:15 AM
                                    Re: الرحيل المُر munswor almophtah02-25-09, 00:07 AM
                                      Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 04:59 AM
                                        Re: الرحيل المُر ضياء الدين ميرغني02-25-09, 05:46 AM
                                          Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 08:59 AM
                                            Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 10:58 AM
                                              Re: الرحيل المُر الكيك02-26-09, 05:16 AM
                                              Re: الرحيل المُر الكيك02-26-09, 05:20 AM
                                                Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 05:19 AM
                                                  Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 07:44 AM
                                                    Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 07:49 AM
                                                      Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 08:03 AM
                                                        Re: الرحيل المُر الكيك03-03-09, 05:19 AM
                                                          Re: الرحيل المُر الكيك03-03-09, 05:54 AM
                                                            Re: الرحيل المُر الكيك03-09-09, 07:38 AM
                                            Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 10:58 AM
                                              Re: الرحيل المُر Hadeer Alzain03-14-09, 08:28 PM
                                                Re: الرحيل المُر الكيك03-15-09, 05:44 AM
                                                  Re: الرحيل المُر Hadeer Alzain03-15-09, 10:05 AM
                                                    Re: الرحيل المُر الكيك03-17-09, 05:19 AM
                                                      Re: الرحيل المُر الكيك03-19-09, 04:30 AM
                                                        Re: الرحيل المُر الكيك03-19-09, 05:00 AM
                                                          Re: الرحيل المُر الكيك03-31-09, 06:52 AM
                                                          Re: الرحيل المُر الكيك03-31-09, 06:55 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de