الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 01:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل المقيم الطيب صالح
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-22-2009, 06:19 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرحيل المُر (Re: waleed nayel)

    سبت 21 فبراير 2009م، 26 صفر 1430هـ العدد 5622


    طبت أبا زينب في مرقدك المدثَّر بالمحبَّة

    د.عبد الوهاب الافندي

    (1)
    هذا مقام لا يصلح له إلا الصمت. وإن كان لا بد من حديث مودع مفطور الفؤاد، فليكن همساً كانسراب النيل قبالة العفاض وكرمكول وأم دويمة وبربر. فلمثل هذا اليوم خلق الصمت الدامع. ولمثله أيضاً كانت القوافي وكل أحابيل البلاغة.
    (2)
    كان صباح يوم جمعة: أذكر ذلك جيداً، فقد كنت في طريقي إلى المسجد. كنت تابعت على القناة السودانية مشاهد عودة سامي الحاج إلى وطنه وسمعته يحكي للرئيس السوداني عمر البشير تفاصيل رؤيا رآها معتقل عربي في غوانتامو عن قبر قيل له إنه لوالد الطيب صالح -رحمهما الله- وإن بركات كثيرة ستفيض على السودان من صاحب ذلك القبر المشهود بصلاحه كما قيل لصاحب الرؤيا في منامه. هاتفت الطيب لأبلغه هذه الحكاية الغريبة، فكان أول قوله: هذا كل ما أحتاجه، أن يصبح اسمي متداولاً في غوانتامو فيظن بي القوم الظنون!
    (3)
    ضحكنا طويلاً ثم غلبت النزعة الصوفية على الطيب فانتقل الحديث إلى رؤيا غريبة رآها هو ذات ليلة في الجنادرية، كانت أشبه بمقطع من روايته «ضو البيت»، كتب عنها في مجلة «المجلة» يقول: «رأيت فيما يرى النائم أنني في أرض خلاء في المدينة المنورة. لم تكن المدينة المنورة كما أعرفها. وإذا شجرة ضخمة كأنها شجرة زيتون عظيمة الجذع، ممتدة الفروع متدلية الأغصان، وإذا عرق من عروقها ظاهر فوق الأرض، منتفخ في شكل بيضاوي، عليه بياض كأنه الجير، وإذا صوت يهتف بي: -هذا قبر الرسول صلى الله عليه وسلم-. عجبت أن الرسول مدفون في أصل شجرة. ثم إذا أنا في الحرم النبوي في الروضة الشريفة كما أعرفها إلا أن الضريح كان في موضع المنبر». ثم ينتقل المشهد في ما يشبه السريالية إلى لندن أيام شبابه ثم القاهرة.
    (4)
    كشف لي الطيب حينها أن المجلة حذفت مقاطع مهمة من روايته عن الرؤيا مما أفقدها معناها، واستخلصت منه وعداً بأن يسمعني الرواية كاملة عند أول لقاء لنا. جاء ذلك اللقاء بعد فترة قصيرة في منزل الراحل الكريم محمد الحسن أحمد، ودار الحديث مرة أخرى عن رؤيا غوانتنامو، ولكننا لم نخلص إلى الحديث عن رؤيا الجنادرية. فكان ذلك آخر العهد بهما مثلما كانت تلك آخر محادثة هاتفية.
    (5)
    التقيت الطيب عليه من الله شامل الرحمة لأول مرة قبل أكثر من عقدين من الزمان حين دعاني عبر الصديق محمد ابراهيم الشوش لتناول شاي العصر في أحد فنادق بيكاديلي العريقة في قلب لندن، وقد كان هذا طرفاً من كرمه المعهود وإكراماً لصديقة الشوش الذي زكاني عنده، إذ لم تكن بيننا معرفة سابقة. ولكن من يلتقي الطيب مرة تكفيه.
    (6)
    لم تذهب معارضته للحكومة التي كنت أمثلها في لندن وقتها شيئاً من الود بيننا، بل بالعكس، تكثفت لقاءاتنا وحواراتنا في تلك الفترة، وازددت به معرفة ومنه قرباً. وقد أشار إليَّ حين أورد مقولته التي ذهبت مثلاً عن عقلاء النظام ومجانينه وذلك عندما عتب عليه الأخ حسن مكي في ندوة امبريال كوليدج لغيابه الطويل عن السودان فقال إن فلاناً ظل يغريني بالزيارة فقلت له أخشى أن أقع في قبضة مجانين النظام فلا يدركني عقلاؤهم إلا بعد فوات الأوان.
    (7)
    بدوره ظل الطيب يغريني بورود أصيلة، تلك الواحة الثقافية الوارفة الظلال على شاطئ الأطلسي، وقد عاتبني في إحدى المرات لأنني بعد أن قبلت الدعوة ووصلت التذاكر اخترت السفر إلى القرن الافريقي للقاء قادة تلك البلاد في سعينا المحموم لتقريب السلام من بلادنا، فقال: تستبدلون الذي أدنى بالذي هو خير؟ وقد عرفت تماماً ما كان يعني حين حطت رحالي في أصيلة بعد قرابة عقد من الزمان، فسعدت لأكثر من أسبوع بصحبته والأخ الكريم محمود عثمان صالح، فلم يكن هناك أقرب إلى فردوس أرضي للعقل والنفس والروح من تلك المرابع سقاها الله، خاصة في صحبة الطيب ومحمود!
    (8)
    في أي مكان حل كان الطيب يشع محبة وسخاء نفس فلا يملك من يخالطه إلا أن يحبه. وقد كانت له مع ذلك حلقة من الأصفياء يسعد بقربهم، كان منهم في لندن محمد الحسن أحمد وحسن تاج السر وبونا ملوال، ثم انضم إليهم مؤخراً خالد فتح الرحمن. وقد أكرموني بغير استحقاق بالدعوة إلى كثير من مجالسهم التي تشبه واحة إنسانية وثقافية تحفظ من أصالة السودان عبقاً لا أخاله أصبح موجوداً حتى في داخل الوطن. لهذا فإن فقد الطيب بعد محمد الحسن خلال أشهر هو خسارة شخصية قبل أن تكون خسارة لأديب مرموق ورمز شرف به السودان وحق له.
    (9)
    هناك أدباء وشعراء ومبدعون كثر يبهر المرء انتاجهم حتى إذا لقيهم تمنى لو لم يفعل. ولكن الطيب رحمه الله كان نسيج وحده لأنه كان يأسر بإنسانيته قبل أن يبهر بموهبته. فقد جسد في شخصه أجمل ما محبوب في السودان وأهله من نبل وكرم وتواضع وإيثار وبعد عن التكلّف. فلم يكن فقط سفير السودان الأول كما قيل، بل كان السودان، كما يحب السودان أن يعرف، ماشياً على قدمين.
    (10)
    في حياته كتب الطيب مراثي كثيرة لأحبة رحلوا: شعراء وأدباء وكتاب ومشاهير. ولعل رائعته عن أكرم صالح تعتبر تحفة أدبية تستحق مقام أفضل رواياته. ولكن من أبلغ ما كتب كان رثاؤه لتاج السر محمد نور «أخي وصديقي، ابن عمتي وصهري من بقية النفر الأبرار الذين مشوا على الأرض هوناً، ونادتهم الحياة ونادوها بلسان المحبة». يقول الطيب في تلك المرثية: «ما أوسع الحزن وما أضيق الكلمات.. ألا يعزيك أنه رحل عن الدنيا قرير العين راضي النفس.. كان ذاهباً إلى لقاء ربه في صلاة الجمعة، مقبلاً إليه بكليته، على أهبة الاستعداد للسفر».
    (11)
    هذه المقولة تصلح كذلك لرثاء الطيب عليه شآبيب الرحمة، ومعها مقولة الطاهر ود الرواسي (أحد شخصيات رواية «ضو البيت» عن ما ورثه عن أمه من محبة: «ويوم الحساب، يوم يقف الناس بين يدي ذي العزة والجلال، شايلين صلاتهم وزكاتهم وحجهم وصيامهم وهجودهم وسجودهم، سوف أقول: يا صاحب الجلال والجبروت، عبدك المسكين، الطاهر ود بلال، ولد حواء بت العريبي، يقف بين يديك خالي الجراب مقطع الأسباب، ما عنده شيء يضعه في ميزان عدلك سوى المحبة».
    (12)
    اللهم إنا نشهد أن عبدك أبا زينب الطيب قد أفاض على خلقك من المحبّة والرحمة والود ما ألّف حوله القلوب، اللهم فأوجب له الجنة كما حدث رسولك عليه صلواتك وسلامك في من شهد له الناس بالخير، وأجمعنا وإياه ومن نحب في أعلى الفراديس عطاء بغير حساب، ومغفرة لا تغادر ذنباً، فقد كان في عفوك طامعاً، ونحن كذلك.

    ------------------------------
    السبت 21 فبراير 2009م، 26 صفر 1430هـ العدد 5622

    أدباء مصر يبكون الطيب صالح ويقترحون جائزة باسمه


    القاهرة : اسماء الحسيني

    ساد الحزن والوجوم الأوساط الثقافية المصرية لخبر وفاة الأديب السودانى الكبير الطيب صالح ،حيث كان يستعد أدباء مصر ومثقفوها لحملة كبيرة لمناصرته من أجل الفوز بجائزة نوبل التى تم ترشيحه لها مؤخرا ،وقد إحتلت صورته وخبر وفاته صدارة الصحف المصرية أمس ،وكتبت صحيفة الأهرام المصرية فى صفحتها الأولى تحت عنوان: (الطيب صالح ينهى «هجرته للشمال»..ويودع الحياة فى شتاء لندن)
    فى هدوء وصمت ميزا شخصيته ومسيرة حياته رحل عن عالمنا امس الأديب السودانى الكبير الطيب صالح عن عمر يناهز (80عاما)،بعد رحلة حافلة بالعطاء والإبداع ،رحل فى زمهرير شتاء لندن ،ليكتب آخر فصل من فصول هجرته إلى الشمال ،تماما مثل إسم روايته الرائعة «موسم الهجرة إلى الشمال «التى تعد أحد أهم الروايات التى كتبت فى القرن العشرين فى العالم العربى ،هذه الهجرة التى قادت مشاعره وأحاسيسه وخياله إلى الكتابة عن بلده السودان الذى يقبع جنوبا ،يوم أحس بغربة خانقة فى لندن ،التى هاجر إليها للعمل كمذيع بهيئة الإذاعة البريطانية ، فولدت فيه الرغبة فى مد الجسور مع وطنه وعوالمه الأولى بالكتابة عنها ،لعل ذلك يبعث فى نفسه شيئا من الطمأنينة والإحساس بالأمان .
    وإلى الطيب صالح ينسب الفضل فى تقديم الثقافة والأدب السودانى إلى مختلف أنحاء العالم ،من خلال رواياته ومؤلفاته وكتاباته ،التى ترجم العديد منها إلى عدد من اللغات ،ومن بينها «دومة ود حامد «و»بندر شاه «و»عرس الزين «وغيرها من الأعمال المثيرة للدهشة ،التى قدمت لنماذج وبيئات إنسانية شديدة الخصوصية ،والتى توالى صدورها منذ بدء ظهوره على الساحة الأدبية فى أواخر الخمسينات من القرن الماضى،وقدمها فى مصر بكل حماس الراحلين أحمد بهاء الدين ورجاء النقاش .
    وتضيف «الأهرام «:هناك إجماع على شخصية الطيب صالح الإنسانية المتفردة ،يقول عنه الكاتب والأديب السودانى الدكتور حسن أبشر الطيب :ماعرفت إنسانا فى حياتى إسمه مثل وصفه مثل الطيب صالح ،فهو طيب إلى منتهى حدود الطيبة ،وصالح تتجسد فيه سمات الشيوخ المتصوفين من عباد الله الصالحين ،وهو ذات الأمر الذى يؤكده الروائى المصرى محمد البساطى ،الذى يقول :إن الطيب صالح تمتع بحب كبير بين المثقفين المصريين بسبب شخصيته الظريفة وتواضعه وبساطته الحقيقية ،فهو أديب بسيط غير متكلف وغير مصنوع ،وأحد الكبار الأفذاذ ،الذين نجحوا فى تصوير مفردات البيئة الشرقية وآمالها من خلال شخصية مصطفى سعيد فى «موسم الهجرة إلى الشمال «
    وتقول صحيفة» الأهرام «:أدب الطيب صالح مثله مثل أدب نجيب محفوظ ويحيى حقى وغيرهما من الأدباء العظام ،الذين تؤكد أعمالهم فكرة أن المحلية والخصوصية هى التى تقود إلى العالمية ،وليس الإغتراب ومحاولة تقليد الآخرين ،وقد عبر الطيب صالح بصدق كما يقول الروائى المصرى فؤاد قنديل عن سمات البيئة السودانية المحلية ،وكشف عن قيمها ومفرداتها ومعالمها وطقوسها ولهجاتها فى نسق سردى مبهر ،كما كشفت أعماله عن شخصية ثرية غير متعصبة وغير متحجرة ،وقد لاقت روايات الطيب صالح قبولا واسعا فى الغرب كما الشرق ،لما يتمتع به من ثقافة متحضرة تجاه العالم والآخر على حد تعبير الناقد الكبير الدكتور رمسيس عوض .
    يصف الطيب صالح فى روايته الأخيرة «منسى «بطل الرواية فيقول : فيه خصلتان حميدتان ،حبه للبسطاءوحفاظه للود «ولعله كان يتحدث عن شخصيته هو ،وعن ذلك يقول الناقد الكبير الدكتور سيد البحراوى :إن الطيب صالح إستطاع بقدرة فذة الغوص فى الشخصية السودانية ،وأن يقدم مرآة صادقة عن هموم ومعاناة المجتمع السودانى ،ومعاناة المثقف العربى بشكل أكبر مابين الوطنية والتبعية ،ودعا البحراوى الهيئات الثقافية العربية إلى إعادة طبع أعمال الطيب صالح طبعة شعبية ،حتى تصل إلى الأجيال الجديدة .
    وفى السودان عم الوجوم والحزن العميق جميع الأوساط ،حزنا على فقد من قدم إلى العالم مصطفى سعيد وود المجدوب وملود وبندر شاه ومنسى وغيرها من الشخصيات التى لاتنسى القادمة من أعماق السودان ،ونعاه الأدباء والمثقفون ورئاسة الجمهورية ،ولازال الجميع فى حالة إنتظار لوصول جثمان الرجل «الأسمر الذى يمتزج خط الإستواء فى دمه باللبن العربى ،الرجل الذى جاء من حيث الأساطير ومياه النيل «على حد وصف الطيب صالح لمصطفى سعيد بطل رائعته «موسم الهجرة إلى الشمال «،وهم الذين كانوا يترقبون فوزه بجائزة نوبل ،التى تم ترشيحه لها مؤخرا.
    وفى صحيفة الوفد كتبت فى صفحتها الأولى :إن الراحل كان من أبرز مبدعى جيل الستينات ،وأن رواياته «موسم الهجرة إلى الشمال «و»عرس الزين «و»دومة ود حامد « حققت شهرة واسعة وتأثير كبير .
    أما صحيفة المصرى اليوم فقالت :إنه يقف فى صف واحد مع جبران خليل جبران وطه حسين ونجيب محفوظ ،وله بصمات واضحة فى تقديم الأدب والثقافة السودانية لأنحاء العالم ،من خلال رواياته التى ترجم العديد منها إلى اللغات العالمية .
    وقال روائيون وشعراء مصريون إن رحيل الأديب السوداني الطيب صالح أفقد الرواية العربية رافدا أساسيا للعالمية والتجديد، وطالبوا بإعادة قراءة أعماله التي أبدعها بالعامية السودانية، واقترح بعضهم إطلاق جائزة باسمه للراوية العربية.
    رائد التجديد
    الناقد الدكتور جابر عصفور قال إن الطيب صالح واحد من الأعلام الكبار الذين يتصدرون الصف الأول من إبداع الرواية العربية، وهو مبدع عربي وعالمي في نفس الوقت، ورغم قلة إعماله لكنه ترك أثرا كبيرا في الإنجاز الإبداعي للراوية العربية.
    وأشار إلى أنه كان أول من فتح أفقا جديدا للرواية القصيرة المحملة بهموم العلاقة بين الشرق والغرب بكل صراعاتها واختلافاتها، ولعل روايته الشهيرة «موسم الهجرة إلى الشمال» دليل على عبقريته في تناول هذه العلاقة.
    وأضاف عصفور أن الأديب الراحل «لم يكن روائيا عربيا وعالميا فحسب، بل كان مثقفا كبيرا وكاتب مقالات من طراز رفيع وكانت له مقالات متميزة في مجلة المجلة وخاصة مقالاته عن المتنبي، التي تصلح لأن تشكل كتابا مستقلا ومتميزا».
    وأشار الناقد المصري إلى تميز أعمال صالح بالتجديد والتطوير والانفتاحية التي كانت سمة أعماله، وقال «كان روائيا لا يكف عن متابعة الإبداع الجديد في كل المجالات وكان دائما في صف التجديد وخاصة إذا تميز الإبداع بما كان يسميه -رحمه الله- الأصالة التي كان يرى أنها الوجه الآخر من الإبداع».
    شخصية عذبة
    الشاعر عبد الرحمن الأبنودي وصف الطيب صالح بأنه «كان أحد الأعمدة المهمة للرواية العربية» وقال «لقد فقدنا صديقا مقربا وشخصية عذبة لن تتكرر، ولا نعزي أنفسنا فقط أو شعب السودان، وإنما نعزي الأدب العربي والأمة العربية».
    وأعرب عن حزنه لتوالي رحيل المثقفين العرب الكبار في العامين الأخيرين، وقال «يبدو أننا نفقد القامات الكبيرة في الأدب العربي برحيل محمود درويش ورجاء النقاش والآن الطيب صالح، وغيرهم، لكن عزاءنا في إبداعاتهم التي تركوها لنا والتي يجب أن نحيي فيها سيرتهم وفكرهم».
    وأوضح الأبنودي أن أعمال الأديب السوداني الراحل غير المعروفة كثيرا للناس مثل «عرس الزين» و»بندر شاه» والتي كتبها بالعامية السودانية، تحمل إبداعا أدبيا لا يقل عن روايته الأشهر «موسم الهجرة إلى الشمال» التي أخذت شهرتها لأنها كتبت بالفصحى.
    ودعا المثقفين ومحبي الرواية والأدب إلى إعادة قراءة أعمال صالح التي كتبها بالعامية السودانية وتحديدا بلهجة قريته، خاصة وأنها عامية خفيفة غير موغلة في سودانيتها.
    وأشار الأبنودي إلى تعلق صالح بالشعر، وقال إنه كان كنزا في الشعر، وكان يحفظ معظم أشعار القبائل السودانية، والأشعار العربية، وكان شديد الالتصاق بالمصريين وشعرهم «وكان يقول لي دائما «حذار يا صديقي فإننا نغترف من نفس البئر».
    وحول آراء البعض بأن الطيب كان يستحق جائزة نوبل في الأدب التي لم ينلها، قال الشاعر المصري الكبير «إن معظم أعمال الطيب تستحق تقييما وتكريما عالميا، فقد أنجز إنجازا فريدا في الرواية العربية رغم قلة أعماله وكان غارقا في التراث العربي لأبعد الحدود فضلا عن اطلاعه على الأدب العالمي».
    أصلان والبساطي
    أما الروائي إبراهيم أصلان فأشاد بقيمة الراحل ومكانته، وقال إنه «كان كاتبا صاحب موهبة استثنائية في الأدب العربي وصاحب أعمال إبداعية شديدة الأهمية تجاوزت النخبة في تلقيها إلى رجل الشارع العام».
    بدوره، قال الروائي محمد البساطي إن الطيب صالح تمتع بحب كبير بين المثقفين المصريين بسبب شخصيته الظريفة وتواضعه وبساطته الحقيقية، فهو أديب بسيط غير متكلف وغير مصنوع.
    وأشار إلى أن أدب صالح مثله مثل أدب نجيب محفوظ ويحيى حقي وغيرهما من الأدباء العظام الذين تؤكد أعمالهم فكرة أن المحلية والخصوصية هي التي تقود إلى العالمية، وليس الاغتراب ومحاولة تقليد الآخرين.

    -----------------------------------------


    السبت 21 فبراير 2009م، 26 صفر 1430هـ العدد 5622


    موسم الهجرة إلى الرفيق الأعلى..

    د. أحمد خير
    [email protected]
    الطيب «الصالح» ذهب وابتسامة على شفتيه! فارق هذه الدنيا الفانية فارس القلم والكلمة الطيبة الأديب العالمي الطيب صالح أو «الصالح» كما يحلو أن يسميه بعض الإخوة العرب. أكيد أنه قد فارقها وهو يضحك مع صديق أو قريب أو رفيق، فما رأيتك يا صديق «المتنبي» و«المعري» إلا ضاحكاً أو مبتسماً! كيف لا وأنت قد رافقت المتنبي في غزواته والمعري في محبسيه، مرة طليقاً يحلّق في الأفق وأخرى جالساً تتمعن في أحوال عالمنا العربي وسوداننا المحشور بين المطرقة والسندان!
    لك الله في أعلى عليين بقلبك الصافي الذي ما عرف الحقد ولا مسته كبرياء التربع على قمة الأدب العالمي! يا صالح يا طيب، أراك بسحنتك المشوبة بسمار أرضنا الطيبة ونيلنا الحامل لذكريات صباك! أراك ترفل عائداً لدارك لتبقى بعد أن مل جسدك الترحال! لتبقى بين الرفاق من الذين اتبعوا خطاك أو أولئك الذين طافوا معك القرى والبوادي حاملين الفرحة للقلوب العامرة بحب الحروف المعبِّرة عن واقع كشفت عنه الغطاء وكنت كالنطاسي الذي استبدل المشرط بالحرف فما سالت دماء، بالرغم من سماعنا لأنة المحرومين من ترانيم صرير القلم على الورق ليصور أحلى الكلمات!
    عفواً سيدي إن قصرت في تصوير الطيب صالح الإنسان، لا الكاتب الذي ما جاراه أحد إلا وغلبه في صمت بالرغم من حسد الحاسدين وشماتة الشامتين الفاقدين للحس الإبداعي!
    لقد علمتنا الأيام أن العظماء قد عهدوا أن تلاحقهم الألسن والأقلام، وأن تستمر ملاحقتهم كلما عظم شأنهم واتسعت دائرة شهرتهم! ومن عظمتكم كنتم تقابلون الإساءة بابتسامة، وهذا لعمري صفة من يمتلك الدنيا بين راحتيه، صفة العالم بأن الحياة فيها الأخيار كما فيها الأشرار، وأن خيار الناس من يقول كلمة طيبة في حق من أساءوا إليه!
    كان «وآه من كان» الطيب صالح يؤمن بأن الغد سيأتي مهما طالت اللحظات أم قصرت، لذا فلا بد للإنسان من أن يتوكَّل على الله ويعيش اللحظة ويترك الغد لرب العباد القوي العزيز الذي يدخل الطمأنينة في قلب من يحب من عباده.
    رحل الطيب الصالح وترك سيرته العطرة وأعماله الخالدات التي نحتت في الأدب العربي والعالمي مكاناً لها، ورفعت معها اسم السودان لتتغنى به الحروف والكلمات فتصدح في القاعات والمكتبات ويمتد صداها عابراً القارات ليسمع حتى من به صمم!
    أرى الطيب الصالح يخاطب أعضاء منظمة العرب من خريجي الجامعات الأميركية في حفلها السنوي الذي أقيم في واشنطن وهو يقول بسخريته المحببة إلى النفس «لقد تساءلت قبل وصولي إلى هنا عن الأسباب التي دعت منظمتكم الموقرة تقديم الدعوة لشخصي الضعيف للحضور إلى أميركا لمخاطبتها بالرغم من أنني لم أتخرّج من جامعة أميركية! وبالطبع هناك أفضل مني للقيام بهذا الدور! وبكل أسف لم أجد إجابة سوى أن عالمكم قد أصيب بالجنون، أو ربما أنا المجنون..!». عندها ضجت القاعة بالتصفيق والضحك! ثم تكررت دعوته مرات ومرات وفي كل مرة كانت دائرة الإعجاب تتسع وتتسع!! ذاك هو الطيب صالح الفريد في نوعه، العارف والمتعمّق في خفايا وأغوار النفس البشرية!
    نفتقدك اليوم يا طيب يا صالح بالرغم من أن جسدك الطاهر لم يلامس بعد ثرى وطننا الحبيب الذي كم إشتاق إليك طوال زمن هجرتك إلى الشمال وإلى الغرب والشرق والجنوب! وبرغم الدهشة التي عقدت اللسان، ليس في إرادة المولى ولكن لعظمة الفراق المعمّق للجرح والمتعدي حدود الزمان والمكان! سيفتقدك المقهى الثقافي في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة والجمع الملتف من حولك يستمع ويستمتع بما تحكيه من حكايات عن عالمك وعالمنا في الريف والبوادي والحضر! كما ستفتقدك مؤتمرات جمعية الدراسات السودانية في أميركا وأنت تأتيها حاملاً قلبك المتسع لكل ألوان الطيف، وكان هذا هو سر عظمتك يا طيب يا صالح يا صاحب القلب الطيب والروح الطيبة التي ملّت الإغتراب فعادت لثرى أرضنا الطيبة التي ضمت قبل أيام شاعرنا الأديب الراحل النور عثمان أبكر «رحمه الله رحمة واسعة» ومالنا إلا أن نقول: هنيئاً لأرضنا الطيبة المستقبلة للفرسان في زمن تكسّرت فيه الرماح!
    لك يا طيب يا صالح خالص الدعاء بأن يتقبَّلك المولى قبولاً حسناً بشفاعة سيدنا محمد عليه أفضل السلام، وبدعاء كل مترحم عليك.. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
    ? واشنطن

    لالصحافة
                  

العنوان الكاتب Date
الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:46 AM
  Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:49 AM
    Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-21-09, 12:37 PM
  Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:52 AM
    Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:59 AM
    Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 05:05 AM
  الرحيل المُر عبدالله الشقليني02-19-09, 05:02 AM
    Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 05:32 AM
      Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 05:36 AM
      Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 05:39 AM
    Re: الرحيل المُر محمد فضل الله المكى02-19-09, 05:39 AM
      Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 06:19 AM
        Re: الرحيل المُر اسعد الريفى02-19-09, 06:44 AM
          Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 07:45 AM
            Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:31 AM
              Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:38 AM
              Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:41 AM
                Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:50 AM
                  Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 11:22 AM
                    Re: الرحيل المُر نصر الدين عثمان02-19-09, 12:00 PM
                      Re: الرحيل المُر Alfarwq02-19-09, 12:55 PM
                        Re: الرحيل المُر الكيك02-20-09, 11:19 AM
                          Re: الرحيل المُر الكيك02-20-09, 03:12 PM
                            Re: الرحيل المُر الكيك02-20-09, 04:24 PM
                              Re: الرحيل المُر عبدالباقى الظافر02-21-09, 05:26 PM
                                Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 05:41 AM
                    Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 11:31 AM
                Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 06:10 AM
                  Re: الرحيل المُر waleed nayel02-22-09, 06:13 AM
                    Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 06:19 AM
                      Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 06:50 AM
                        Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 06:13 AM
                          Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 06:33 AM
                            Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 08:13 AM
                              Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 08:32 AM
                                Re: الرحيل المُر جعفر محي الدين02-24-09, 09:24 AM
                                  Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 11:15 AM
                                    Re: الرحيل المُر munswor almophtah02-25-09, 00:07 AM
                                      Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 04:59 AM
                                        Re: الرحيل المُر ضياء الدين ميرغني02-25-09, 05:46 AM
                                          Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 08:59 AM
                                            Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 10:58 AM
                                              Re: الرحيل المُر الكيك02-26-09, 05:16 AM
                                              Re: الرحيل المُر الكيك02-26-09, 05:20 AM
                                                Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 05:19 AM
                                                  Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 07:44 AM
                                                    Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 07:49 AM
                                                      Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 08:03 AM
                                                        Re: الرحيل المُر الكيك03-03-09, 05:19 AM
                                                          Re: الرحيل المُر الكيك03-03-09, 05:54 AM
                                                            Re: الرحيل المُر الكيك03-09-09, 07:38 AM
                                            Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 10:58 AM
                                              Re: الرحيل المُر Hadeer Alzain03-14-09, 08:28 PM
                                                Re: الرحيل المُر الكيك03-15-09, 05:44 AM
                                                  Re: الرحيل المُر Hadeer Alzain03-15-09, 10:05 AM
                                                    Re: الرحيل المُر الكيك03-17-09, 05:19 AM
                                                      Re: الرحيل المُر الكيك03-19-09, 04:30 AM
                                                        Re: الرحيل المُر الكيك03-19-09, 05:00 AM
                                                          Re: الرحيل المُر الكيك03-31-09, 06:52 AM
                                                          Re: الرحيل المُر الكيك03-31-09, 06:55 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de