الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 03:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة الراحل المقيم الطيب صالح
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-19-2009, 11:22 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الرحيل المُر (Re: الكيك)

    عدد رقم: 1175 2009-02-19

    نقوش على ذاكرة رحيل عبقري الرواية العربية

    الخرطوم: صلاح الدين مصطفى- معتز - وجدان
    الطيب صالح موسم الهجرة (من) الشمال..!!
    برحيله يوم أمس تكون الرواية العربية قد فقدت واحداً من أبرز رموزها، وقد كتب أربع روايات فقط، الأمر الذي يشير الى أن قياس الابداع لا يتم بالكم، ويكفيه فخراً دخول رواية موسم الهجرة إلى الشمال ضمن أفضل مائة رواية عالمية، إضافة إلى ترجمة أعماله إلى كل الروايات الحية. إن رحيل الأديب العالمي الطيب صالح مناسبة كبيرة لا يمكن المرور فيها دون أن نبرز مساهماته في الأدب السوداني والعربي والعالمي الإنساني، وفي هذه المساحة على ذاكرة الإبداع المتفرِّد، خطها أدباء ونقاد ومثقفون كلٌّ ينظر إلى الراحل من زاوية مختلفة، وبهذه اللقطات نحاول إضاءة المشهد الكامل لإبداع الأديب الراحل الطيب صالح.
    اللبنة الأولى في مضمار الرواية العربية الحديثة
    الناقد الأدبي، أحمد عبدالمكرم، يقول إن الطيب صالح اسم كبير في عالم الأدب وهو صاحب نموذج عالي القيمة الجمالية في الكتابة الإبداعية، خاصة (القصة القصيرة والرواية) ويضيف مكرّم: لم يكن الطيب صالح وابداعه نموذجاً لمعيار التطور الأدبي والجمالي في السودان، بل شكل الراحل ريادة في مجال تطور الرواية العربية المعاصرة ولم تكن روايته (موسم الهجرة إلى الشمال)، لم تكن تمثّل قمة الابداع الروائي في السودان فحسب، ولكنها وضعت اللبنة الحديثة في مضمار الرواية العربية، مستبقة الحدود والانجازات الفنية التي حققها نجيب محفوظ.
    ويواصل عبدالمكرم: القيمة الجمالية لإبداع الراحل، تتمثل في كونه استطاع ان يخلق عالماً روائياً متكامل الأضلاع، تكمل القصص القصيرة فيه، واستطاع في هذا العالم –الحديث لمكرم- أن يبتكر مكاناً خرافياً، رمزية إلى السودان، واعني قرية ود حامد، حيث جدد عبرها عالم القرية السودانية بنقائها المعهود وجمالها وصدق إنسانها وعالمها المليء بالخرافة والسحر والتصوّف.
    رؤية فنية لواقع اليوم
    ويرى عبدالمكرم أن مناسبة رحيل هذا المبدع هي فرصة سانحة للتذكير بالقيم الجمالية المركوزة في كتاباته عن السودان وعن المجتمع السوداني، بحسبان أن مجتمعنا يعاني من الانقسام العرقي وعدم الاعتراف بالتنوع الثقافي وبالتالي فإن كل ما كتبه في عالمه الروائي والسردي هو معالجة فنية لشرور الانقسام والصراع وعدم إعلاء قيمة التسامح والحب.
    ويشير الناقد أحمد عبدالمكرم إلى قصة دومة ود حامد التي قال فيها إن السودان يتسع لكل شيء، للقديم والجديد، يتسع في الشمال والجنوب والشرق والغرب، وهي حكمة لو أدركها السياسيون لما شهدنا هذه الحروب الدموية، ويختم مكرم حديثه بالترحم على روح الأديب الراحل والدعوة لاستنباط القيم من كتاباته وأحاديثه الثرة.
    فتح عالمي للأدب السوداني
    الأستاذ فيصل أحمد صالح الكاتب الصحافي ومدير مركز طيبة برس، ابتدر حديثه بقوله إن رحيل الطيب صالح فقد كبير للشعب السوداني وللأدب العربي بصفة عامة، مشيراً الى الميزات العديدة التي تميّز بها، وعلى رأسها تأسيسه وتركيزه لفن الرواية في السودان.
    وأضاف فيصل أن نشر رواية (موسم الهجرة للشمال) أحدث هزة في الأوساط الأدبية في كافة أرجاء الوطن العربي، وظهر اسم الطيب صالح كواحد من أفذاذ الروائيين، وقد استطاع تقديم الأدب السوداني الذي كان غائباًً عن المحافل العربية والعالمية.
    ويقول فيصل إن أديبنا الراحل قاد دور النشر العربية (خاصة دار العودة) لنشر الروايات السودانية، وكان ذلك بمثابة فتح وسبق أدبي كبير، ويختتم حديثه بذكر ميزة مهمة في شخصية الطيب صالح وهو أنه كان سودانياً حميماً، من حيث اختياره للموضوعات إضافة للبيئة التي تدور فيها رواياته ومن حيث لغته الأدبية (المطعمة بالعامية السودانية). ويرى أن اختيار الطيب صالح كواحد من أبرز الروائيين العرب لا غرابة فيه رغم قلة أعماله لأن المقياس (هنا) باليكف لا الكم.
    أديب من طراز فريد
    د.فيصل أحمد سعد المحاضر بكلية الموسيقى والدراما قال إن الراحل أديب من طراز فريد، والدليل على ذلك أنه كان مرشحاً لجائزة نوبل، ويقول إنه استطاع أن ينقل الحياة السودانية الدقيقة للعالم الخارجي عبر رواياته مثل (عرس الزين) و(دومة ود حامد) التي أصبحت تدرس ضمن المناهج في الجامعات، ويقول فيصل إن الإذاعة السودانية قدمت له عملاً مميزاً في شهر رمضان الماضي وهو (منسي) تلك الشخصية المصرية التي عبّر عنها الطيب صالح بشكل بديع وقد أعد هذا العمل للإذاعة البروفيسور عثمان جمال الدين.
    الرهان على تعدد الثقافة السودانية
    الأستاذ علي مهدي رئيس مسرح البقعة واحد من أبرز نجوم فيلم عرس الزين المأخوذ عن رواية الطيب صالح، ومن ثم المسرحية التي طاف بها عدداً من دول العالم يقول إن رحيل الطيب صالح يمثل فاجعة للجميع، ليس على مستوى السودان فحسب، بل على مستوى كل العالم، وهو –حسب علي مهدي- الأديب المبدع الذي ظل يعرف كل العالم بالسودان (بيئة وإنساناً) عبر كتبه وحواراته، ويضيف أن البلاد لم تفقد برحيله مجرد مبدع، بل واحدا من أبرز قادة التنوير في القرن الماضي، فقد كان يراهن على تعدد وتنوع الثقافة السودانية، ويرى أن مستقبل البلاد في احترام هذا التعدد واتاحة الفرصة كاملة له.
    ويقول علي مهدي إن تجربة فيلم (عرس الزين) الذي تحول إلى عمل مسرحي فيما بعد، تعد من أهم التجارب في السينما السودانية حتى الآن، وقال مهدي إن الفقيد توفي فى حوالى الساعة العاشرة بتوقيت لندن بحضور زوجته وبناته وتوقع أن يحضر الجثمان (اليوم) ليدفن بمقابر البكري وقال إن العزاء يقام بمنزل شقيقه بشير بمدينة النيل بام درمان.
    أكبر رموز البلد
    الدكتور عبدالله حمدنا الله أستاذ النقد ورئيس قسم الدراسات العليا بجامعة أفريقيا العالمية يقول إن ما قدمه الطيب للسودان يجعل كل واحد يشعر بفجيعة رحيله فهو من أكبر رموز البلد، ويضيف: "بفقده فقدنا القيم الكبرى التي كان ينادي بها، ورغم أنه قضى أكثر من نصف قرن خارج السودان إلا أنه ظل سودانياً اصيلاً ملماً بأدق تفاصيل الحياة وكأنه لم يغادر أرض الوطن".
    ويقول إن القيمة الأكبر هي تواضعه، حيث كان شديد الشعور بأنه من غمار الناس، وبهذا فقد دخل كل بيت وقلب سوداني.
    عبقري الرواية العربية
    الشاعر والدبلوماسي سيد أحمد الحاردلو تجمعه علاقات حميمة بالطيب صالح، فقد خط له مقدمة المجموعة الكاملة من أعماله الشعرية، ويقول الحاردلو إن بداية تعرفه بالطيب صالح تعود للعام 1966م عندما تم انتدابه ليقوم ببعض الاصلاحات في اذاعة ام درمان، ثم غادر الطيب إلى لندن وهو لا يحب الشهرة، ويصف الحاردلو موقفاً أدى لتعجيل شهرة الطيب صالح وهو نشر مجلة الحوار اللبنانية لرواية موسم الهجرة للشمال، ويقول: اشتريت منها خمس نسخ وفي زيارة لي لمصر أوصل نسخة لرجاء النقاش الذي اندهش وكتب مقالاً بعنوان (الطيب صالح... عبقري الرواية العربية)، ويقول الحاردلو إن هذا المقال وضع الطيب صالح على قمة الروائيين العرب منذ عام 1968م. ويصف الحاردلو العلاقة بينهما بالوطيدة خاصة بعد نقله لسفارة السودان في لندن، حيث تمت ترجمة أعماله ويقول إن (150) ناقداً حضروا احتفالاً أقيم للراحل، وخرجت إحدى الصحف في اليوم التالي تقول إن الطيب صالح يقود حرب غوريلا ضد الحضارة الغربية، ثم ظهرت الترجمات بعد ذلك ووضعت الطيب في مكانه الصحيح، ويقول إن آخر زيارة له كانت بمناسبة حضور الطيب للعاصمة الثقافية حيث حرص على الحضور لمنزلي بأركويت ويرى الحاردلو أن رحيل الطيب صالح سوف يخلق فراغاً كبيراً في العالم العربي.
    مثقف موسوعي
    الناقد والأستاذ الجامعي البروفيسور محمد المهدي بشرى يقول إن الراحل ظل يحمل هم الوطن في كتاباته منذ بداية الخمسينيات وقد خلّد اسم السودان في المحافل الدولية وهو مثقف موسوعي شامل المعرفة وله رؤية نقدية صائبة، وكتب عن الشاعر صلاح أحمد إبراهيم في مقدمة ديوانه، وهو متعدد المواهب التي وظفها للكتابة الصحفية، وما زالت رواياته جديرة بالدراسة.
    ويقول البروفيسور محمد المهدي بشرى: على الرغم من ابتعاده عن الوطن وهو في سن صغيرة نسبياً، إلا أنه ظل يعيش كل آمال وآلام الوطن في غربته.
    أسس لفن المقالة الصحفية
    د.صديق عمر الصديق، مدير معهد عبدالله الطيب للغة العربية قال إن الراحل احتل مكانة مرموقة في الأدب العالمي الإنساني، حيث ترجمت رواياته إلى كل اللغات الحيّة رغم أنه لم يكتب روايات كثيرة فقد كتب (موسم الهجرة إلى الشمال، عرس الزين، ضو البيت ومريود) إضافة لمجموعة من القصص القصيرة أبرزها (نخلة على جدول) و(رسالة إلى إيلين).
    ويضيف د.صديق إن الراحل كتب في سنواته الاخيرة مقالات صحفية متميّزة، حيث كان يكتب الورقة الأخيرة بمجلة الدوحة القطرية وقد جمعت هذه المقالات في تسعة كتب، إضافة لكتابه (منسي) وهو شخصية صاحبته في الغربة، وغير ذلك من الكتب ويقول إن ما كتبه يمثل فناً من الكتابة الصحفية، ووصف تجربته بالثرة، مشيراً إلى أن فقده يعد فقداً للرواية العالمية، واصفاً قلمه بالخصوصية والتفرّد والمعرفة العميقة بالتراث العربي، وخلط ذلك باستخدام تقنيات كتابة الرواية الحديثة، ويقول إن الغوص في التراث وعدم الانفصال عن لغة العصر هو ما ميز تجربة الطيب صالح الإبداعية



    ------------------------------------------

    العدد رقم: 1175 2009-02-19

    في حوار لم يكتمل

    حوار: نبيلة عبدالمطلب
    الروائي العالمي الطيب صالح:
    أنا أعرف السودان أكثر من الذين يعيشون فيه
    حينما قلت "أنا تربال" لم أرد التلاعب بالألفاظ لأنني تربال حقيقي
    خصائص الشخصية السودانية أدهشت العالم لأنها راسخة
    الحكومات السودانية أهملت الثقافة بدعوى أن هناك أولويات
    لم أفقد الدهشة بالسودان لأنني أنظر إليه بعين المواطن وليس الروائي
    أجري هذا الحوار في زيارة الأديب العالمي الطيب صالح للسودان في أبريل 2005م للمشاركة في فعاليات الخرطوم عاصمة للثقافة 2005م وجاءت الزيارة بعد عشرين عاماً من مغادرته السودان.
    * في ليلة من ليالي صيف العام 1929م كانت مدينة الدبة قرية كرمكول على موعد بميلاد شخصية سودانية أضافت صفحة بيضاء ناصعة في تاريخ السودان الحافل برجاله ومبدعيه في المجالات كافة..
    * الروائي العالمي الأستاذ الطيب صالح حين أطلق مقولته الشهيرة "أنا تربال إبن تربال جئت من منحنى النيل" كان يعبِّر بصدق عن انتمائه لتلك البقعة التي قدمته أديباً متمكّناً.. ومبدعاً أصيلاً ليصبح من السودانيين القلائل الذين يعرفهم الناس في بقاع الدنيا.. فعلى الرغم من أنه (تربال) عاش حياة القرية في الشمال بكل تفاصيلها إلا أنه خلّد أعمالاً أدبية انتشرت بلغات عالمية..



    * "نخلة على الجدول".. "دومة ود حامد".. "عرس الزين".. "موسم الهجرة إلى الشمال".. "مريود".. "ضو البيت".. وغيرها من الأعمال الأدبية كانت إضاءات مهمة في تاريخ الأدب السوداني قدّمها الطيب صالح على فترات متباعدة ومعظم هذه الأعمال لم تخرج عن نطاق الإنسان السوداني إذ عبّرت بعمق عن الشخصية في بيئات مختلفة لكنها تظل ذات الشخصية وإن إختلفت الأزمان والظروف.
    * بعد غياب دام عشرين عاماً جاء الروائي الطيب صالح من مهجره بلندن إلى السودان رغم طوال سنين غيابه لم تستطع البلاد الاسكندنافية أن تغيّر من (سودانيته شيئاً).. لم يخف أن إقناعه بالحضور إلى السودان كان صعباً لأسباب ذكرها صراحة.. إحتفت الخرطوم ومدن أخرى بمقدمه في صحبته رموز ثقافية وأدبية غابوا أيضاً عن البلاد سنوات.. جلسنا إليه في مقر إقامته بفندق الصداقة في حوار لم يكن طويلاً بسبب إنشغاله ببرامج كثيفة امتدت أياماً وليالٍ.. وكنا نتمنى أن تطول إقامته إلا أننا ولذات الأسباب لم نفلح للقائه ثانية.. فإلى افادته في حوارنا معه..
    * غيابك عن السودان مدة العشرين عاماً.. كيف كان تأثيره علكيم خاصة أن السودان طرأ عليه الكثير من المتغيّرات على الأصعدة المختلفة..؟
    - لا أعتقد أن غيابي عن السودان قد غيّرني عنه وعن أهله الطيبين ولا أرى أن السودان قد تغيّر كثيراً وأعني هنا شعبه.. في كل اللقاءات التي تمت خلال زيارتي للسودان مع الفعاليات المختلفة وجدت السودانيين كما هم كما عرفتهم وكتبت عنهم في رواياتي.. كنت أخشى أناساً مختلفين، لكن الحمد لله وجدت كل الذين التقيتهم رجالاً ونساءً.. كباراً وصغاراً يتميِّزون بدماثة أهل السودان والطباع الأصيلة التي عشقتها فيهم وعشقها كل الناس في العالم.
    * الروائي الطيب صالح كأنما فقد الدهشة بالسودان.. هل يعود ذلك للحياة التي عاشها في مجتمع أوربا الذي يختلف كثيراً عن المجتمعات السودانية؟
    - لم أفقد الدهشة.. لكنني لا أنظر للأشياء بعين الروائي لكن بعين المواطن الذي حمل البلد في خياله وتعايش مع الصور التي يحلمها.. لم أفقد الدهشة.. ولكن هذه هي الانطباعات العفوية المباشرة التي شعرت بها، إلى الآن لم أر شيئاً غريباً أو نشاذاً ووجدت الكثير الذي يذكّرني بالسودان قبل خمسين عاماً.
    فالشخصية السودانية راسخة كما يعرفها العالم وليست ثابتة، ليس هناك شيء ثابت في هذه الدنيا لكن هناك خصائص للشخصية موجودة، هذا ما قصدته..
    * قلت إنك تربال ابن تربال.. جئت من منحنى النيل نجد أنك عبَّرت عن ذلك في روايتك التي استطعت أن تتجاوز بها العالمية.. ماذا تقول؟
    - بالحيل، هذا كلام صحيح حينما قلت أنا تربال ابن تربال لم أرد التلاعب بالألفاظ.. لأني نشأت في بيئة زراعية وشاركت أهلي في كل شيء إلى أن خرجت من السودان.. فحينما كنت طالباً بجامعة الخرطوم كنت أذهب إلى البلد في الإجازات لأشارك في الزراعة وفي كل أمور الحياة الأخرى.. كنت أشارك في زراعة التمر وحصاده.. كنت أرعى الغنم وقراع الماء في الساقية (أروتي).. والأروتي هو الولد الذي يركب على التكم، والتكم في الحلقة و(أسوق) البقرة وهي تلف في الساقية لإخراج الماء.. عملت كل شيء..
    - هناك من يتهمني بأنني لا أعرف السودان.. بدون ذهول أقول أنا أعرف السودان أكثر من كثيرين يعيشون فيه.. لأنني تشبّعت في المرحلة الأولى من حياتي بالبيئة التي عشت فيها.. كنت أكتب الخطابات لأزواج وأبناء ونساء القرية المسافرين كنت أذهب بالقمح إلى "الطاحونة" فعلت كل ما يمكن أن يخطر ببال الناس.. فأنا أحمل تجارب طويلة عريضة وكل إنسان يجب أن يكون جزءاً من حياته.. فمثلاً شقيقي بشير محمد صالح وهو قاضي محكمة عليا مثلي تماماً ويفعل كل ما كنت أفعله وحينما يذهب إلى البلد يشارك في كل النشاطات..
    وأعتقد أن كل أهل السودان وأقصد أهل الشمال تحديداً (انعجنوا في الحياة) لذلك نحن حملنا خصائص أدهشنا بها العالم وأقصد هنا الصفات والخصال السودانية..
    * وانت تشارك في احتفالية العاصمة الثقافية كيف تقيِّم الحركة الثقافية في السودان بصورة عامة..؟
    - أولاً: دعيني أذكر لك أمراً مهماً.. يعود الفضل في مجيئي إلى السودان الرجل الخيّر الدكتور إبراهيم الطيب الريح.. ولا أخفي أنني كنت متردداً في المجئ ولكن هو من أقنعني.. ومصدر ترددي أنني غبت طويلاً عن السودان ولم أكن مرحّباً بالوضع في السودان مثلي مثل آخرين هم خارجه وحمدت الله على عودتي.
    وكان لا بد أن أتمحص وأنظر للأشياء على الطبيعة..
    – أود القول إننا أهملنا الثقافة لزمن طويل وكانت هنالك مبررات لأن الحكومات لديها دوماً أولويات.. وانشغلنا كثيراً بحرب الجنوب وقد توقّفت.. أظن الآن النية صادقة كما يبدو لي في البناء الثقافي وهذه فرصة كبيرة لدعم المؤسسات الثقافية وهذا هو المهم في نهاية الأمر..
    * أهل الثقافة يقولون إن علاقتهم بأهل السياسية غير حميمة.. هل يعني هذا أن السياسة والثقافة لا تلتقيان؟
    - العلاقة بين السياسة والثقافة مترابطة.. الثقافة وجودها قديم وراسخ وهي الأصل في الأشياء ولا أظن أن هناك عداوة بينهما..
    * المثقف السوداني وجوده ضعيف في المحافل الثقافية الدولية والثقافة السودانية لا يتم عكسها للآخرين حتى يعرفوا السودان جيداً.. إلى ماذا تعزي ذلك..؟
    - هنالك أسباب تتعلق بالسودان.. لم نبذل الجهد حتى نتصل بالآخرين لنقدم إليهم ما لدينا.. رغماً عن ذلك الكثير من السودانيين كتاب وشعراء وموسيقيين ورسامين قاموا بمساهمات كبيرة وهم معروفون لدى العالم على سبيل المثال الأستاذ إبراهيم الصلحي، وهو شخصية معروفة والدكتور راشد دياب والأستاذ عبدالله وقيع الله، السودان ليس مهملاً تماماً كما يتصوّر البعض لكنه غير معروف بالقدر الذي يستحقه بتنوعه وثقافته وتاريخه الحضاري الضارب في الجذور.
    * لكن هذه الاسماء التي ذكرتها هي فقط التي تشارك في المحافل الدولية، أليس هنالك مجال لاسماء جديدة خاصة أن بلادنا تعج بالكثير..؟
    - لا، هنالك عناصر شبابية استطاعت أن تشق طريقها.. لعلك تعجبين الآن هناك شاب سوداني ممثل أصبح نجماً كبيراً في بريطانيا.. لكن في نهاية الأمر الأشياء تعتمد على البلد نفسها وعلى همتها وملاحقتها وطرح بضاعتها.
    - الأستاذ محمد الحسن أحمد من الذين بذلوا جهداً كبيراً في الخارج.. الناس هنا يلومون من في الخارج يعتقدون أنهم لا يعانون من شيء ويعيشون حياة هانئة وأن من بالداخل حياتهم مضنية.. السودانيون المنتشرون في أصقاع الدنيا يبذلون جهوداً ربما تكون أكبر من جهود مَنْ في الداخل.. وهناك اسماء سودانية لامعة في تخصصات أمثال الدكتور كمال أبوسن وهو من الاختصاصيين الكبار في نقل الكلى، إلى غيره من الاسماء المشهورة في أمريكا وألمانيا ودول العالم الأخرى.. يحملون همَّ السودان ولكن كل على طريقته.
    نقلاً عن مجلة الخرطوم 2005م.




    السودانى
                  

العنوان الكاتب Date
الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:46 AM
  Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:49 AM
    Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-21-09, 12:37 PM
  Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:52 AM
    Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 04:59 AM
    Re: الطيب صالح ...موسم الحزن والرحيل ...ماذا قالوا عنه ؟......للتوثيق الكيك02-19-09, 05:05 AM
  الرحيل المُر عبدالله الشقليني02-19-09, 05:02 AM
    Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 05:32 AM
      Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 05:36 AM
      Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 05:39 AM
    Re: الرحيل المُر محمد فضل الله المكى02-19-09, 05:39 AM
      Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 06:19 AM
        Re: الرحيل المُر اسعد الريفى02-19-09, 06:44 AM
          Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 07:45 AM
            Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:31 AM
              Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:38 AM
              Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:41 AM
                Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 10:50 AM
                  Re: الرحيل المُر الكيك02-19-09, 11:22 AM
                    Re: الرحيل المُر نصر الدين عثمان02-19-09, 12:00 PM
                      Re: الرحيل المُر Alfarwq02-19-09, 12:55 PM
                        Re: الرحيل المُر الكيك02-20-09, 11:19 AM
                          Re: الرحيل المُر الكيك02-20-09, 03:12 PM
                            Re: الرحيل المُر الكيك02-20-09, 04:24 PM
                              Re: الرحيل المُر عبدالباقى الظافر02-21-09, 05:26 PM
                                Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 05:41 AM
                    Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 11:31 AM
                Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 06:10 AM
                  Re: الرحيل المُر waleed nayel02-22-09, 06:13 AM
                    Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 06:19 AM
                      Re: الرحيل المُر الكيك02-22-09, 06:50 AM
                        Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 06:13 AM
                          Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 06:33 AM
                            Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 08:13 AM
                              Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 08:32 AM
                                Re: الرحيل المُر جعفر محي الدين02-24-09, 09:24 AM
                                  Re: الرحيل المُر الكيك02-24-09, 11:15 AM
                                    Re: الرحيل المُر munswor almophtah02-25-09, 00:07 AM
                                      Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 04:59 AM
                                        Re: الرحيل المُر ضياء الدين ميرغني02-25-09, 05:46 AM
                                          Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 08:59 AM
                                            Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 10:58 AM
                                              Re: الرحيل المُر الكيك02-26-09, 05:16 AM
                                              Re: الرحيل المُر الكيك02-26-09, 05:20 AM
                                                Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 05:19 AM
                                                  Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 07:44 AM
                                                    Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 07:49 AM
                                                      Re: الرحيل المُر الكيك03-02-09, 08:03 AM
                                                        Re: الرحيل المُر الكيك03-03-09, 05:19 AM
                                                          Re: الرحيل المُر الكيك03-03-09, 05:54 AM
                                                            Re: الرحيل المُر الكيك03-09-09, 07:38 AM
                                            Re: الرحيل المُر الكيك02-25-09, 10:58 AM
                                              Re: الرحيل المُر Hadeer Alzain03-14-09, 08:28 PM
                                                Re: الرحيل المُر الكيك03-15-09, 05:44 AM
                                                  Re: الرحيل المُر Hadeer Alzain03-15-09, 10:05 AM
                                                    Re: الرحيل المُر الكيك03-17-09, 05:19 AM
                                                      Re: الرحيل المُر الكيك03-19-09, 04:30 AM
                                                        Re: الرحيل المُر الكيك03-19-09, 05:00 AM
                                                          Re: الرحيل المُر الكيك03-31-09, 06:52 AM
                                                          Re: الرحيل المُر الكيك03-31-09, 06:55 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de