الـــهـــندي ------------ايدام

Quote: حاصرني يقين لايجد الشك طريقاً إليه بأن الحزب الشيوعي السوداني « فات» و« غنايو مات» ، وأنه يعاني أزمة كبيرة وإشكالية عصيبة ، وعجزاً واضحاً وفاضحاً حتى في محاولات التبرير لأخطاء الحزب الضاربة في عمق تاريخ السياسة السودانية!! حاصرني ذلك اليقين مباشرة بنهاية إطلاعي على آخر سطر خطه يراع الاستاذ الكبير عضو اللجنة المركزية للحزب القديم « محجوب عثمان» في زاويته بصحيفة « الأيام» امس والتي حاول عبرها « دون جدوى» التبرير لأخطائه« الشخصية» الفادحة ، وأخطاء حزب الماركسيين السودانيين من خلال مشاركتهم الفاعلة في إنقلاب ونظام «25» مايو 1969م. لقد شكرنا الأستاذ الكبير على اهتمامنا بصحته ودعواتنا له بالشفاء ، دون إشارة إلى الاسم لأن الاشارة تجره إلى« فخ» التبرير لما لايستطيع تبريره في مقالنا الأول :« محجوب عثمان .. الحساب ولد» ، غير أننا نكرر له الدعاء بالشفاء وطول العمر، لأننا نحسبه من ملة المسلمين الذين يشهدون بألا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، رغم انعكاسات النظرية الماركسية السلبية على الإيمان « يدعون دائماً انهم يؤمنون فقط» بالفكر الاقتصادي في النظرية الماركسية ، بعيداً عن قاعدة « الدين أفيون الشعوب». نحن ندعو لك بالشفاء العاجل لأنك مسلم ، ونحن مسلمون ، وهكذا دعانا دين الإسلام الحنيف ، بل ودعانا ـ ايضاً ـ إلى عيادة المريض ، ونحن ندعو السيد الرئيس البشير إلى عيادتك إنفاذاً لهذا الواجب ونرجو أن نسبقه لأداء هذه الفضيلة بعيداً عن شعار « عفا الله عما سلف» ، واستمراراً في تطبيق شعار « الحساب ولد». { ونعود إذن إلى حسابنا معك أستاذنا محجوب ، أولاً : أراك قد تجاوبت مع طلب الأخ الزميل « الطاهر ساتي» .. « بتمديد» فترة المحاسبة على التعذيب من العام «2000» إلى العام «2006» « وحتى يومنا هذا !! وقد ثبت لي بمالايدع مجالاً للشك أنك عندما حددت العام 1989 كبداية لتوثيق عمليات التعذيب « الانقاذي» ، والعام «2000 » كنهاية قصوى لتاريخ التعذيب ، إنما كنت تمارس لعبة « طرة وكتابة» او « شختك .. بختك » ، دون علمية او منطق مدروس جعلك تبدأ بالعام 1989 وتنتهي بالعام «2000»!! أظنك صرخت قائلاً لمن يرافقك « طرة» ، فكانت الطرة هي العام «2000» وليس «2006» !! ولذا فإنك قد استجبت ـ عاجلاً ـ لتأخير التاريخ الأول ، وتقديم ساعة التاريخ الثاني ..!! ثانياً: تقول :« كنتُ وزيراً للإعلام في نظام مايو من 30 يونيو « صدفة غريبة » !! وإلى العشرة الأخيرة من اكتوبر 1969م والطبيعي أن أحاسب على تلك الفترة وحدها ». ونحن نقول لك : نعم كنتَ وزيراً في تلك الفترة ، ولكنك قبلها وبعدها ، وحتى يوليو 1971 كنت احد المنظرين والمخططين للنظام « الأحمر» على الأقل في المجال الإعلامي بوصفك عضواً بارزاً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي « الحاكم في تلك الفترة» ، ولو كان الحساب للوزراء فقط ، لما حاسب أحد الدكتور «حسن الترابي» على شيء من أخطاء « الانقاذ» وللا ما صاح .. يا أستاذ ..؟!! { ورغم ذلك سنحاسبك على تلك الفترة التي استوزرت فيها : ألست أنت صاحب قرار إغلاق كل الصحف ، واستبدالها بصحيفة واحدة هي صحيفة «الأحرار»؟! ألست أنت من شرد كل « الصحفيين» الذين كانوا يعملون بالصحف قبل 25 مايو 1969م ورهنت أوراقهم إلى لجنة قيد للصحفيين يرأسها القاضي « محمد الحسن الطيب» وتضم في عضويتها مناديب الأمن والاستخبارات وممثلي الحزب الشيوعي ؟! ويومها اصطف الصحافيون في طوابير داخل وزارة الإعلام ، يدخلون واحداً واحداً على لجنة الشموليين المستبدين ، فتمنح واحداً تصديقها ، بينما تشطب عشرة آخرين ؟! وكان أعضاء اللجنة يخاطبون ـ حسب شهود عيان ـ بعض الصحافيين بالقول :« انتو رجعيين .. إنتو حزب أمة .. إنتو إتحاديين .. لن نسجلكم في كشف الصحفيين »!! يروي لي الأستاذ المحترم «سيد احمد خليفة» تلك الواقعة فيقول إن أحد أعضاء اللجنة خاطبة قائلاً:« إنت صاحب الصادق المهدي .. مابنديك قيد»!! ثم استثنوه بعد أن زكاه « الشفيع أحمد الشيخ» وفاطمة أحمد إبراهيم .. باعتباره « تقدمي »!! { من الذي شكَّل تلك اللجنة « الأمنية» يامحجوب عثمان ... اللجنة التي شردت الصحفيين وصنفتهم استناداً إلى خلفياتهم الفكرية والسياسية ؟! قارن بما حدث الآن في « الانقاذ ». لقد عرف الناس الأساتذة الكرام « الحاج وراق» و« زهير السراج» و«عبد الله آدم خاطر» و« مريم تكس » ، و«يس حسن بشير » ، وغيرهم من الذين يكتبون بعدد من الصحف السيارة هذه الأيام ، وكانوا ـ قبل الانقاذ ـ أغماراً لايعرفهم أحد!! وقد صدق الأستاذ « حسين خوجلي » عندما قال « إن ماقدمته صحف الانقاذ من دعاية وإعلان للأستاذ « سيد احمد الحسين» لم يجده في صحيفة « الاتحادي» !! وسيد احمد الحسين شأنه شأن الكثير من الذين لمعوا في هذا العهد ابتداءً من قادة الحركة الشعبية ، وانتهاءً بنكرات» آخر الزمان المتحدثين باسم الحركات المسلحة في دارفور الذين تتزين الصفحات الأولى كل صباح بتصريحاتهم المتضاربة !!