|
هكذا يـرحـل الصـامـديـن أو غـدرك ياوطن ـ العمدة مــوسي عبـد الـرحـمن عمدة قبيلة الكدالو
|
فاضت روح احد أبا السودان بصمود قاهر وظاهر للعيان ، فاضت وهي لا تزال متمسكة باحلامها في العدل والمساؤاة بين كافة شعوب السودان ، روح لم ترضي الذل والقهر لشعبها ولا لابناء منطقته وعشيرته من قبيلة الكدالو أو ابناء منطقة النيل الازرق . رحل عنا العمدة موسي عبدرحمن الرجل الجليل والشيخ المهيب الجسور وعمدة قبيلة الكدالو بمنطقة شمال النيل الازرق ، صعدت روحهِ الطاهرة الي بارئها بمعسكر يارنجا للاجئين داخل الحدود الأثيوبية جسَّد العمدة موسى عبدالرحمن في حياته المديدة قيم الخير والحق والعدالة، وظل يناضل بصمت منذ استقلال السودان من أجل أن ينال المهمشين في منطقة النيل الأزرق والسودان قاطبة حقوقهم المشروعة. ومثلت انطلاقة الانتفاضة الشعبية المسلحة في تلك المنطقة حلماً كان يراوده ، ولم تقنع روحه ولم يستسلم وظل لسنين عديدة يبحث عن كيفية المشاركة والانقلاب علي الاوضع المحلية في منطقته وعلي الاوضاع كافة في عموم السودان ، وحين هبت الثورة السودانية الشعبية المسلحة في اعقاب تكوين القوات للتجمع الوطني الديمقراطي وتمديد اعماله المسلحة في كافة مناطق شرق السودان ومناطق النيل الازرق انضم العمدة موسي عبد الرحمن للتحالف الوطني السوداني / قوات التحالف السوداني في العام 1996م وبذل العمدة موسي كل جهد من أجل التغيير وترسيخ مبداء الحرية والكرامة الانسانية والعدل وقيام دولة المواطنة وكضريبة طبيعية دفعها كافة رجال السودان من الشرفاء والمناضلين تعرض العمدة موسي للاعتقال وتم نقلهِ من سجن لاخر ليستقر آخر الامر في سجن كوبر لمدة 6 اشهر تعرض خلالها لكافة صنوف التعذيب والا اضطهاد والاغراء ولم يراعي جلاديه حرمة السن وظل العمدة موسي صامداً صمود مهيب اعي واعجز الجلادين . كان نتيجة الغرس الذى غرسه العمدة موسي مثمراً في أبناء منطقته فسرعان ما انضم الآلاف منهم الي صفوف الانتفاضة الشعبية المسلحة وتمكنو من تحرير مناطقهم في أوائل العام 1997م وحكموا مناطقهم وفق إدارة مدنية كونوها من انفسهم وأشرفت علي اسعاف مناطقهم بخطط بسيطة لضخ عجلة التمنية فيها وعملت علي فتح المدارس والمراز الصحية وكان أساسهم الاعتماد علي الذات وعون بعض المنظمات الداعمة والغير حكومية . ظل العمدة موسي طول تلك الفترة روح وعقل والدينمو المحرك لكل احلام التجديد والتغير في منطقة النيل الازرق ، وحين تحالف نظام الخرطوم والحكومة الاثيوبية وحوصرت مناطق العمدة موسي لم يترك شعبهِ ولم يستسلم ابداً بل اختار الانسحاب معهم كتفاً لكتف بعد قتال شرس وحصار طويل الامد في مواجهة نظام بكامل عدتهِ وعتاده وكان العمدة ومعه افراد شعبهِ من قبيلة الكدالو وحين لم يكن من مفر انسحبو الى داخل الحدود الاثيوبية واحتموا بمعسكر يارنجا (يتبع للامم المتحدة) وظلوا هناك ومعهم العمدة موسي الي أن فاضت روحه النقية الصامدة وهو قابضاً علي جمر احلامهِ ويحي دوماً بذورها في قلوب افراد قبيلتهِ من الكدالو . ظل العمدة موسي ولاخر لحظة في حياته ورغم سنهِ الكبيرة وشيخوخته متمسكاً باحلام شعبه في حياة كريمة حرة وظل يحمل قلب شاب اخضر لاخر لحظة في عمره.
للعمدة موسي الرحمة ولعموم اهل السودان من الصابرين والمظلومين والمسحوقين الصبر وحسن العزاء ولقبيلة الكدالو ولمناطق النيل الازرق الصبر الجميل .
|
|
|
|
|
|
|
|
|