خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-29-2024, 08:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة كمال علي الزين(كمال علي الزين)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-19-2008, 05:59 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز)

    (*)

    خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد، الذي أعطاني طربًا.. وأعطاني فكرة.. وأعطاني عنوانًا !

    هاشم كرار

    لم أكن أعرف، أنني أصبحت ــ أخيرا جدا ــ مثل محطة القطار ــ أي محطة قطار في الدنيا ــ إلاّ حين سمعت ابني، الذي بدأت حنجرته تخشوشن، يقول لي أنني أصبحت «هيك» ! فهمته. فهمت قصده، غير أني (تحايلت): رسمت سريعا جدا، في وجهي تعبيرات بلهاء. كنت أريد أن أفهم، أكثر، كيف أن ابني الذي نفرت فيه تفاحة آدم، في غفلة مني ــ يمكن أن يعبر عن أفكاره، كما ينبغي.. وبصوت ليس هو صوت جواد العلي، بأية صورة من الصور ! - ما.. ما فهمتك يا محجوب. تقصد ايه؟ فهمني ! و.. قبل أن تتحرك تفاحة آدم، إلى أعلى وأسفل، في الحنجرة التي اخشوشنت، دخل ابني (الفنطوز) عوض المجيد، (على الخط)، اخرج سريعا ابهامه الشهير، من فمه، ذلكم الذي حدثتكم عنه، مليون مرة، ليحاول (تفهيمي): - محجوب، بيقصد ــ يا بابا ــ انك تكون (القطار) و(ليث) المحطة ! ضحكت في سري. وأوشكت أن أقول له ليس (ليث) يا ساذج، وانما (ليس)، (ليس)، بالسين.. بالسين وليس (الثاء). أوشكت أن اقول له ذلك، غير أني تراجعت، ذلك لأن نطقه المشوه لـ (سين) ليس، جعل مني (ليث).. أسدا لـ (المحطة)، بعد أن ثبت ــ ضمنيا ــ في بداية جملته، قبل واو العطف انني... قطار ! أخذني خيالي، للحظة: تخيلت (المحطة)، بيتنا.. وتخيلت نفسي (ليثا) فيه، وليس كما فيه أنا الآن، في حضرة أم الفنطوز هذا، مجرد.. مجرد نعامة ! اتنفشت. غير أني سريعا ــ حين رأيتها ــ (كشيت). عدت بعينيّ الاثنتين إلى (الفنطوز)، صاحب الفم الذي نفرت منه إلى الأمام، الأسنان العلوية، وتراجعت فيه ــ بالتالي ــ الأسنان (السفلية)، والسبب، كما قلت لكم للمرة المليون، تلكم الممرضة الهندية، في مستشفى حمد.. الممرضة التي علمته عادة مص الأصبع، بحشرها لابهامه في فمه، يوم ولادته، ليكف عن الصراخ ! منها لله، للمرة الثالثة بعد المليون ــ تلكم الممرضة، التي شوهت فم ابني، وحطمت مستقبله، في أن ينطق (السين) صح، ويبوس صح، وحطمت مستقبله ــ كما قلت لكم ــ في أن يصبح مذيعا في الـ (ام .بي.شي) ! و... لو لم يكن الوقت، ضيقا.. ولو لم أكن مشغولا، في هذه اللحظة التاريخية، بمعرفة الكيفية التي يعبر بها عن نفسه، صاحب الحنجرة المخشوشنة، لكنت قد لعنت ــ في سري ــ للمرة الرابعة بعد المليون، تلكم الممرضة (الكيرلاوية) ! (طلعتّها)، من مخي. (طلَّعت) الممرضة، و(طلّعت) ايضا، الفنطوز عوض المجيد، بأن حشرت له، سريعا جدا، ابهامه الشهير، في فمه الشهير (العامل هيك). (طلّعت) الاثنين، وأدخلت صاحب الحنجرة غير الذهبية: - سيبك يا محجوب، من بتاع (ليث) هذا. سيبك منو، سيبك من كلامو.. وقل لي إنت بتقصد إيه. أنا عاوز أفهم.. فهمني ! انتفش. انتفش أكثر، وأكثر. شعرت بحنجرته المخشوشنة، تتخوشن اكثر، ابتسم ابتسامة أذكر أنني رأيت مثلها في خشمي، في المرآة، قبل كم وثلاثين عاما: ابتسامة مراهقة ! فتح خشمه: - قصدت أقول ــ يا بوي ــ ما قاله عووضه، بالظبط، قصدت أقول أنك ــ يا بوي ــ ما تفضل واقف، زيك وزي أي (محطة)، اتحرك يا بوي.. اتحرك زيك وزير أي قطر ! سكت. راح يتنحنح، وراحت تفاحة آدم، تطلع وتنزل.. تنزل وتطلع، وهو يتنحنح. ذكرتني نحنحته، بنحنحتي أنا أمام (البت السكرية العيونا عسل يا ناس).. بت حلتنا، تلك التي كانت، تسكن في الشارع العاشر، من شارع بيتنا، قبل كم وثلاثين سنة ! كانت (البت السكرية) لا تزال حلوة، تنقط عسلاً، في ذاكرتي، حين هجم على أذني الوسطى، صوت الفنطوز عوض المجيد: - يا بابا.. أرجوك، خليك مع الزمن ! - يا تو.. زمن؟! - زمنا، دا ! - قلت كدا؟! تحركت تفاحة آدم، وتداخل صوت محجوب مع صوت عوض المجيد، في (زمن واحد).. راح الاثنان يهتفان، كما يهتف هتيفة المريخ، وهم يتمايلون في المدرجات: آ،، آ، يًّا.. دا الشُغل.. دا الشُغل ! داريت ابتسامة، في سري. رسمت سريعا، كل أحزان الدنيا، في ملامح وجهي، قلت لهما، بصوت واهن جدا، ومجروح.. صوت لم يعد قادرا على أن يدق طبلة أذن أي قلب.. لا،لا.. ولا حتى طبلة أذن أي عجوز عقيم.. في هذه الدنيا. - للاّ.. ماح أقدر ! هتف الاثنان بصوت واحد. صوت فيه شيء من الحزن، وشيء من الاحباط، واشياء من الأمل: - لا، لا ــ يا بابا ــ حرام عليك.. ح نزعل منك.. لا، لا ــ يا بابا ــ ما تقول كدا! أفزعني أن أحبط عيالي. أفزعني ألا أزرع فيهم شيئا من الأمل. أخافتني نظرة يأس، في عيني صاحب (التفاحة) أخافتني نظرة أخرى، في عيني ذلك الذي جعل مني (ليثا)، وهو يعرف ــ بينه وبين نفسه ــ أنني أمام أمه في حروب البيت، مجرد.. مجرد نعامة ! تنحنحت. كانت (البت السكرية) في تلك اللحظة، قد عادت، تنقط عسلاً، في ذاكرتي. قلت لهما بصوت، ليس فيه ــ هذه المرة ــ اي شيء من الحزن، أو الاحباط.. صوت، فيه شيء من الامل، واشياء أُخر: - ح أقدرة ح أقدر.. بس (نُص.. ونُص) ! و... فجأة. هكذا: بـ (نُص.. ونُص)، بالنصين، وجدت نفسي أدخل مع الاثنين ــ صاحب الحنجرة الخشنة، والخشم الـ (هيك) ــ في (الزمن).. الزمن دا. وجدنا أنفسنا الثلاثة، بـ (نُص.. ونُص) قد تلبستنا نانسي.. نانسي عجرم، بعينيها الخضراوين، وشقاوتها، وحلاوة الطفولة في لهاتها: ما فيش حاجه تجي كدا إنت ح تجي كدا ونرجع.. زي زمان ! ارتفع صوتي، أكثر.. وأكثر، فوق صوت الاثنين: يا بني، اسمعني.. ح دلعني.. وتاخد عيني كمان! و ــ رحنا هكذا، نغني، ونغني (آه، ونُص)، هما الاثنان، في (الزمن).. وأنا في (الزمن).. والزمن واحد.. برغم أن ما بيني وبينهما، هما الاثنان (سكة السفر الطويل من الخريف إلى الربيع).. أو (سكة السفر الطويل من الربيع إلى الخريف) ! مافيش حاجه تجي كدا إنت ح تيجي كدا،،،،، و.. فجأة، جاءت (المدام)، من المطبخ.. ودخلت هي أيضا، في (الزمن). ولأنني (ليث)، كما قال الفنطوز صاحب الخشم الذي ضيّع (السين) إلى الأبد، فإنني لن أكشف لكم، ماذا راحت تعمل، وهي تمد في صوتها: ما فيش حاجة تجي كدا، إنت ح تجي كدا، ونرجع، زي.. زمان !
                  

العنوان الكاتب Date
خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) كمال علي الزين11-19-08, 05:59 PM
  Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) كمال علي الزين11-19-08, 06:15 PM
  Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) فاروق أبوحوه11-19-08, 06:19 PM
    Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) كمال علي الزين11-19-08, 06:24 PM
      Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) فاروق أبوحوه11-19-08, 07:08 PM
        Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) عماد الشبلي11-19-08, 09:02 PM
  Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) Alsa7afa_3011-19-08, 10:24 PM
    Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) كمال علي الزين11-22-08, 00:34 AM
      Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) Haydar Badawi Sadig11-22-08, 01:52 AM
        Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) كمال علي الزين11-22-08, 04:37 PM
          Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) Haydar Badawi Sadig11-23-08, 04:58 AM
            Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) Osman Musa11-23-08, 05:45 AM
              Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) كمال علي الزين11-23-08, 12:55 PM
                Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) Haydar Badawi Sadig11-24-08, 09:24 PM
                  Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) كمال علي الزين11-25-08, 07:34 PM
                Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) Haydar Badawi Sadig11-24-08, 09:26 PM
                  Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) عامر تيتاوى11-25-08, 07:59 PM
                    Re: خليك مع الزمن ! إلى روح رمضان زايد (رسالة من صديقي العجوز) كمال علي الزين11-26-08, 06:28 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de