|
Re: عادة سرية جداً (2) ... أيام عبدالله الدفار ..!! (Re: كمال علي الزين)
|
(*)
جلست نفوس أمام باب غرفتها الصغيرة , التي هي كل بيتها , ..
غرفة من طين بلا أسوار , تقضى أمسياتها على عنقريب قديم , أمام غرفتها , ..
وتنام عليه , دون أن تخاف شيئاً , ..
فهي لا تملك ما يطمع به طامع , ..
كما أنها تتمتع بمحبة جميع من عرفها , رغم ضيق خلقها ولسانها اللازع , ..
إلا أن الجميع يعرفون أن (قلبها الطيب) هو جل ما تملكه من ثروة , ..
إستلقت على (العنقريب) الذي يكاد يئن من ثقل وزنها , ..
وترهل جسمها على جانبيه , ..
ظلت تراقب النجوم , وتفكر في حالها وفي حال أصدقاءها , ..
حتى متى يعيشون هذه الحياة , مطاردة , عزلة , فقر مدقع , ..
هوان على الناس ..!!
سرعان ماغفت (نفوس) , ..
بعد أن داهمها النعاس وهي تتطلع إلى النجوم , وتفكر في أحوالها وأحوال صحبها , ..
غفت لساعات دون أن يطلع على ليلها الصباح , ..
وبدأت الأمطار في الهطول , ..
ولم تعد تقوى على إحتمالها بالخارج , ..
حملت لحافها الصغير وركضت نحو غرفتها , ..
والأرض من تحتها تشكو , ثقل وزنها , وصوت خطواتها تدب بالأرض , يكاد يضاهي , ..
صوت إنهيار حائط من الأسمنت المسلح , ..
هوت بكتفها على باب الغرفة , دون أن تفلت لحافها , فتهاوى مصراعيها أمام ثقلها وأنفتح , ..
وضعت لحافها على العنقريب الآخير , وجلست عليه , ..
وماكادت تحط بثقلها على اللحاف حتى سمعت صوت صرخات إنسان يئن من تحتها , ..
ويشتم ويلعن ..!!
صعقت (نفوس) , وهبت من جلستها كأن شيئاً قد لسعها , ..
لم تكن تملك ترف الكهرباء , ..
راحت تصيح في هستريا , وتضرب على موضع جلوسها , تصرح :
منو , .. حرامي , .. منو ..؟
رد عليها صوت (حسن البعيو) :
حرامي شنو يا سجمانة , خلاص يا (ماما جليلة) *, عمارتك أقفليها كويس تاني , ..
والله الحرامي الليقصد خرابتك دي إلا يكون مشتهي ليهو دقة ساي ..!!
ردت :
الله يقطعك يا (البعيو) بتدخل بيتي من وراي وتنوم كمان .. ؟
أجابها في يأس :
والله مالقيت غير خرابتك دي مكان ., مجبور على إحتمال قلة أدبك وطولة لسانك ..!!
أجابته في عدوانية:
هوي يا(البعيو) منو القال ليك بخليك تبيت هنا , إنتا برضك راجل وأنا مرة , .. وسمعتي ..و..
قاطعها (البعيو) :
سمعة شنو يا (بت السيد علي) .. إنتي منو الما بات معاك , إنتي أقل حاجة عندك (تمنية صلايب إيدز) , .
بعدين إنا ستمية مرة قلتا ليك إنتي أصلاً ما (التيب) بتاعي ..
ردت غاضبة :
يتبتب لحمك وشحمك , تشتمني في بيتي , بعدين أنا والله (عزراوية) لسا..!!
رد عليها :
عزرائيل ياخدك , إسمها (عزراء) , ده جهل شنو ده ..!! قالت وكأن كلامه لم يؤثر بها:
البركة ياخوي في دكتور (عبدة) بتاعك ده , علمك الحديس ولبس القميص , .. أنا زاتي من زمان شاكا
فيهو إنو (طهار) ساي ما دكتور ..دكتور شنو البصاحب الزيك ديل ..!!
رد عليها وهو يشعل سيجاره :
قاتل الله الجهل .. إنتي قايلاهو دكتور بعالج الناس , ده دكتور في (الفلسفة) ياجاهلة , بعدين إشمعنا
إخترتي الطهار بس , .. مرة صعلوقة تفكيرك دائماً في (بتاعات) الرجال ..!!
ومضى بينهم الحوار حتى خرجت الشمس من تحت الأرض ..معلنة صباحاً جديداً !!
_______________________________________ * (ماما جليلة) كانت تمتلك عمارة قريبة من الحي وكانت نائباً لمدير التلفذيون , علها بخير أيضاً ..!!
|
|
|
|
|
|