|
Re: كـمــال الــزين (Re: wadalzain)
|
صوره قلميه من يراع كمال
نزلنا يومها قرب حديقة القرشي , ( بيت كبير) , ناصيته المقابلة للحديقة عليها لافتة
( معهد الصفوة ) , وكان البيت أيضاً , ( بيت صفوة )....
جرني صديقي ودفع باب المنزل بيمناه , ودخل وأنا من خلفه
أساله :
ياخوي , إنت جنيت ولا شنو و مدخلنا بيت الناس كده توووش , لا إحم ولا دستور ؟؟؟
لم يجبني ,إستمر في جري , ودفع باب الديوان الكبير ولف إلى الداخل
قال بعد أن جلس وخلع حذاءه :
ياخوي , أمشي بره في حبشية بتبيع شاي جيب لينا منها قهوة وتعال أفهمك .
رددت :
والله ده الفضل , أطلع وأخش في بيت الناس ., وكمان أجيب قهوة , دي مصيبة شنو دي ؟؟؟؟
تنهد ونهض ولم يرد , ذهب بنفسه على ما يبدو لإحضار القهوة ...
تلفت حولي , جدران الديوان الكبير تملأها صور لشاب وسيم بلباس القوات المسلحة
على كتفه (نسر) , يشير إلى أنه برتية (الرائد)
أتى صديقي بعدها دون ويداه فارغتان من آنية القهوة, سألته في سخرية :
وين القهوة يا (أبو عرام )؟؟؟؟
أجابني وهو يستلقي على السرير :
سميرة بتجيبا أسي ...
أجبته : ياخوي , إنت ده بيت أبوك ...؟؟؟
لم أكمل جملتي , فقد دخل علينا رجل طويل عريض , في جلباب أبيض أنيق
نهض صديقي وأحتضنه وصافحه بحرارة وقدمني له
وقال مخاطباً لي :
ده أخونا صلاح حمدالله .... !!!
سرعان ما أنست للرجل , فقد كان قمة في الزوق والرقي
هادئاً حين يحدثك ,جميلاً حين يبسم بوجهك ....
سألته :
من الرائد صاحب الصورة ...؟؟
أجابني في شئ يشبه الفخر :
هذا شقيقي (المرحوم ) الرائد فاروق حمد الله إنتا ماسوداني ولا شنو ؟؟؟
بعدها وبسرعة صرت أحد أفراد هذا المنزل ..
ما أن تراني ( سميرة) مقبلاً حتى تلحقني بالشاي والقهوة ....
أصدقاء صلاح كثيرون , خاصةً بعد أن صار سكرتيراً لنادي النيل الخرطومي الشهير ...
ببيته مساءً , ترى شرف الدين أحمد موسى ( لاعب المريخ السابق ) , د. كمال شداد ,
(ودالشريف) صاحب الدبابيس و صديقه اللدود محمد الصادق وهما كعادتهما طرفي نقيض
, أبوعبيدة البقاري , د محمد عبدالحليم محمد( توني) , كابتن مازدا , إسماعيل عطا المنان
الصحافي والمدرب الشهير ..
وغيرهم من نجوم المجتمع ....
أهله وعشيرته ....
كبر إبنه فاروق أمام أعيننا ,إبنه الوحيد أسماه تيمناً بشقيقه ..
فأنعم ....
فجأة , ككل (جميل) إختطفه الموت ....
مات صلاح حمدالله , وترك وحيده فاروق وتركنا جميعاً ,
خلف فراغاً لا يملأه بعده أحد ....
رحلت سميرة تطلب عيشها بعيداً عن المكان , حتى السوبرماركت القريب تأثرت
مبيعاته لرحيله , لولا مواصلات الصحافة شرق التي تمر أمام المنزل , لحسبت
أن نمرة تلاتة رحلت معه عند رحيله ..
فقد كان ليل الخرطوم في عز أزمتها ..
لا يزينه سوى صلاح ..
وأمسياته ..
وكرمه ..
|
|
|
|
|
|