روح ظللت (السادس من أبريل)..!!

Quote: لست أدري، أخي كما لمن ينظر، ولن أقدر، وهيهات هيهات... ولكن، عيون القلوب ترى الغيوب، والأمي العظيم، فتى الغار، قال : اعطوا اعينكم حظها من العبادة، وقال: أللهم أرني الأشياء كما هي، فهل نحن نرى الاشياء كما هي، هل الوعي البشري (قادر على الإحاطة بالماثل، ناهيك عن المقبل)، وهل العقول الكبير، الصافية، والقلوب الكبيرة، السلمية، تحس بما نحس، فجسد إبراهيم، ولأنه كامل البنيان، فلا سلطان للنار عليه، ولا يحزنون، فالجسد الكامل، المعمور بالذكر، والفكر، لا سلطان عليه، سوى قيد شفيف، هو الإطلاق، ولكن نحن نغرق في سجني الزمان والمكان، وهما، أكبر سجن عرفته البشرية، كان ولا زال.. لمن ينظر، لست أدرى، ولن أقوى، ولكن ابوح بإشارة خجولة، إليس الآية (اين ما تولى فثمة وجه الله)، وهل يرى العارفين غير ربهم، وهل يروى غيره، ولا غيريه، كان الله، ولاشئ معه، وهو على ما كان عليه، يرى الذات، والصفة والفعل، والإعارة الشكلية للإنسان، مدعي الحول والقوة.. (تراه ان غاب عني كل جارجه)، هكذا قال ابن الفارض)، والبابلسي، أسر بسر الشهود: حين قال: وإن غيبت ذاتها، فلي بصر يرى محاسنها (في كل إنسان)... بإستحياء، وخجل يتراءى، لي، أنه يرى صدور الحياة وورودها، فمن مادة الفكر خلق الوجود، شفيف، نقي، يندفق بفعل الزمن، لمآله.. كتب (الديباجة، وفيها قراءة متأنية، ذكية لخلق الفرد، والأفلاك، والحال والمآل).. له حكاوي، تربك، وتحلق (ياربي الشدرة دي مالها ما بتسبح)، ياخي امس زرانا الشيخ ابوشراء... (في الحقيقة النبي ما غاب عني)، في الحضرة، يجلس النبي ومعه الاقطاب، ويتاولون شأن الحياة كلها)، حتى الضرائب، تقرر هناك.. ارسل رسائل حسية، لأولياء (ماتوا، بنظرنا)، كالشيخ ابوشراء، وعبدالله العركي.....(الشيخ ابراهيم المصري كان معترض على نزول نظام مايو)، .. فشغل في الحضرة، بإصابه في عينه، حتى يتنزل نظام مايو.. أي قراءه للتاريخ الروحي للحياة تربك، كتب ماركس تاريخ الوجود عبر ديالكتيك المادة، وكتب الطبري وغيره عبر صراع الشعوب والعقائد، ولكن التاريخ (الروحي لم يكتب بعد)، كالغريزة، التي تسكن الجسد، وتجعله يسرق، ويأكل، ويستمتع، وهي مخبؤة، مدسوسة، متواريه.. تاريخ الروح... سيدشن عصر جديد، ظلت الحياة تسير وفقه (في الظلمات والأنوار).... ينظر للمستقبل الماثل امامه، (لا أمس من عمر الزمان، جمع الزمان، فكان يوم لقاك)... التاريخ والزمن في الفكر الجهوري ذو شكل هرمي، قمته هي اللحظة الحاضرة، وينحسر في الماض والمستقبل... وفي قمة الهرم، يكاد ينتهي الزمن، ككائن مخلوق،وحجاب شفيف، ثم يظهر اللازمن، المطلق، بكل جماله،.. كم استحي، في شرح نظرته، واستحي واستحي، واستحي، ولكنه ينظر لي أنا... يراني فقير معنى، أنا بطل المسرح (هكذا تقول الفكرة، فكرته، بأن كل كائن بشري هو الهدف، هو الغاية)، ليس وسيلة انا، لست ريشة في مهب الريح.. لمن ينظر، وهل غاب عنه شئ كي ينظر له (قلب العارف واحة الوجود كله).. انه يرعى خرافه (إن لا إله إلا الله، من السعة، بحيث يتجد في خدمتها اعدائها وانصارها)... لا عدو، في فكره، على الإطلاق، ألم يتبسم في وجه قاتليه، فهو لم يراهم برى العقل القديم، الذات تحضتنه عبر حجاب الموت (الميلاد).... فتبسم فرحا، وأقام العباد فيما أراد.. لمن ينظر... وهل نملك البراق، براق الفكر، كي نركض خلف نظرته، البعيدة البعيدة، القريبة القريبة، نظرة يا ابو هاشم.. نظرة ام، ونظرة اب، ونظرة طفل، ونظرة ولي، نظرة عاشق، ونظرة كامل، وهيهات، هيهات، أخي كمال، ركز على جهلي بتلك النظرة، ... لو تجلى عن ناظريك الغبار، لرأيت الكئوس كيف تدار.. الجيلاني يقول (قلبي على مريد).. النبي قال (حياتي خيرا لكم، ومماتي خيرا لكم)... أي موت.. أنه ينظر للموتى، الأحياء.. وينظر للأحياء الموت.. كان سعيدا بالسودان، قلب القارة، وقلب الوجود.. لمن ينظر، شفت روحي صارت شفقا، كالدرويش المتعلق فوق قدمي مولاه انا.. ينظر لك يا كمال، فلم تغب عنه شاردة أو وارده، من الداري للذراري، .. كان يتوضأ، فغرقت نملة، فغرس اصبعه الكريم في بركة الوضوء الصغيرة، حتى تسلقتها النملة، ثم انزلها برفق، كفطل.. كيتيم.. لم ينظر، اذا اتسعت الرؤية ضاقت العبارة، ضاقت العبارة يا كمال، ضاقت، ضاقت... والحروف مخلوقة ساذجة، ومتكبرة.. والعارف فوق ما يقول... فوق ما يرمز، فوق مايشير... فوق...... لمن ينظر، والله والله والله ما عارف.. واستغفر لسوء جهلي، وانطماس بصيرتي، والعماء الذي يلفني... لمن ينظر، وهل نقوى على رؤية ما رأى... ألم يقل الحلاج لقتله، وهو على منصة الصلب.. (والله لو رأيتم ما رأيت، لم فعلتم بي ما فعلت).. ان تكن بالله قائم، لم تكن بل أنت هو، أنت ظل الغيب من اسمائه، والشمس هو.. حكاوي الإعجاز في الرؤى تكبر، النبي كان يرى خلفه، وامامه، وفوقه، معا معا، معا... كان يرى المستقبل (لم يرى رؤية وإلا جاءت كفلق الصباح)... الحاضر موجود.. الماضي موجود الغد موجود، ونحن غائبون.. ان انتظارك عائدا، ظنا بأنك غير (حاضر)، والآن أنت لمن (يرى)، في كل شئ جد ظاهر... لمن يرى.. لست أدري..