|
Re: ضعف الحركة الإسلامية فكرياً ... مقابل قوتها تنظيمياً.. ((1)) (Re: كمال علي الزين)
|
ثمة علاقة وطيدة بين الأديان السماوية الثلاثة وتحور بعض علماءها لإستغلال بعض نصوصها لإستبداع فكر
سياسي يخدم أغراضاً أخرى لا علاقة لها بالدين المعني ..
سنناقش حركة مارتن لوثر التي جاء من رحمها المذهب البروتستانتي الذي خلق لكي يقاوم فكر
الكاتوليك , ليس لأن المذهب الكاتوليكي يعتمد الخرافة ويبيح التصاوير والتماثيل ويستغل
البسطاء , بل لأن الكاتوليك أعطوا الكنيسة سلطة تكاد تكون مطلقة , فكان لابد من كبح جماح سيطرة
رجال الدين , فالبروتستانت حركة سياسية أيضاً , لكنها تتخذ الدين وسيلةً , فهو بشهادة تاريخنا
الإنساني , أسهل الطرق للوصول للغايات السياسية ..
وخروج البروتستانت لنزع قداسة الكاتوليك وإستغلالهم الدين , كان شبيها إلى حد كبير بخروج
المذهب السلفي الوهابي ألإخواني , الذي إستُحدث لمقاومة سيطرة آل البيت وقداستهم , فقد وجدت
القوى الإستعمارية في آل بيت رموز دائماً ماتغض مضجعهم حين يلتف حولها الناس , مقاومين
ومدافعين .
وكان يجب أن يخرج من بينهم من يخرق هذه السيطرة , بفكر تدعمه قوة , فصنعوا من (محمد بن عبد
الوهاب)كمفكر وعضضوه بأل سعود كقوة تدعم هذا لفكر ..
حتى الديانة اليهودية لم تسلم من هذا الأمر فقد جاءت الصهيونية لتعمل على إستغلال الديانة
اليهودية لصالح الفكر الصهيوني ونجحت في ذلك أيضاً ...
مانخلص إليه أن آفة إستغلال الدين سياسياً , هي آفة إستعمارية , نجحت الرأسمالية العالمية , في
تطويرها , لكنها غفلت عن أن هنالك من سيرتبط وجوده وبقاءه ببقاء هذه الأفكار والمسميات
والتنظيمات , ربما أخطأت القوى الإستعمارية حين ظنت أنها تستطيع تحطيم هذه الأصنام متى شاءت
وما نراه اليوم من تدافع بين هذه الحركات الأصولية والرأسمالية العالمية إنما هو إنقلاب السحر
على الساحر .. ّ
|
|
|
|
|
|