|
التلفزيون السوداني .. فضائية موظفي الدولة .. أزمة الرسالة الإعلامية .. ( دراسة نقدية )
|
(1)
في كل دولة العالم المحترمة , هنالك نظام يحكم أجهزة الإعلام المقروءة والمرئية
والمسموعة ,وهنالك حد أدني للإمكانيات التي يجب أن يتمتع بها العاملون بهذه الأجهزة , وهنالك
لجان مراقبة ومحاسبة دقيقة , هذه الإدارات الرقابية تقوم برفع تقارير دورية لتقييم أداء هذه
الأجهزة واداء العالملين بها ...
بكل أجهزة الإعلام اليوم كل موظف له كارد , يقسم على عدد ايام الأسبوع , فالشهر , فالعام ...
وهكذا ...
هذا الكارد به نقاط , تحسب له او عليه بموجبه هذا الكارد تتحدد إستمراريته من
عدمها , عن طريق تقييم أداءه نهاية العام ...
المؤسف أن هذا النظام قام بإدخاله لمنطقة الخليج العربي , خبير سوداني هو بروفسور
على محمد شمو , وهو أول مدير لتلفزيون أبوظبي ,وتم تعمميم هذا النظام على كل
دول مجلس التعاون الخليجي بوصفه نظام عملي ودقيق, يساعد على تطوير الأداء
من جهة , ويعمل على خلو أنظمة العمل من إحتمال للمجاملة أو الإستهتار , مما جعل
هذه الأجهزة حديثة الإنشاء , تتفوق على تلفزيون السودان والتلفزيون
المصري ,وهما أقدم جهازي تلفزة في المنظومة العربية ...
تلفزيون السودان ماله وماعليه , بحثاً يتضمن كيفية إختيار وتأهيل مقدمي ومعدي
البرامج التلفزيونية ...
سنتاوله هنا بالبحث والتحليل لنقف على أساس المعضلة , لماذا تأخر أداء
تلفزيون السودان ؟؟ وماهي فرص إعادة تأهيله ووضعه على طريق المنافسة مع القنوات
الفضائية ...
(1)
سنحاول أولاً تعريف الخدمة التلفزيونية وكيفية أداءها وطرق إيصالها
للمتلقى بما يخدم أهدافها ..
بناءً عليه , سنقيم أداء التلفزيون السوداني , وفق منهج نقدي علمي ,ينبنى على مقارنة موضوعية
مع أصل التعريف للعمل التلفزيوني ...
(2)
إضاءة أولى :
تلفزيون السودان من ناحية التجهيز التقني والفني آلياً وتجهيزات الإستديوهات ومساحتها ...
يتفوق على قناة الجزيرة ...
هنالك أزمة حقيقية في غالب إعداد وتقديم برامج التلفزيون وإستخفاف
بالمشاهد ....
هذه هي الأزمة أي أنها ازمة كادر بشري في المقام الأول ..
ثم أزمة رسالة إعلامية .. ..
إشكالية التلفزيون من ناحية علمية وعملية هي :
أزمة تسويق ..
لماذا .. ؟؟؟؟
سنتعرض للأمر تباعاً....
(3)
مما يؤسف له أننا في السودان بمعزل عن التطور الهام الذي إنتظم العالم وهو تطور
شمل كل التخصصات من نافذة تطوير طرق الإدارة تم التدريب ثم كان مجال البحث الذي تعتمد
عليه كل التخصصات هو مجال البحث التسويقي ..
إنتهى عهد التلفزيونا ت الببغاء الذي تصرف عليه الدولة الآن عهد الإعلام الحر
الذي يعتمد على رؤؤس الأموال والذي تستطيع من خلاله جني أرباح طائلة ولكنها مشروطة ... لا
تستطيع بيع ساعات إعلانية لشركات عالمية من خلال إداء تلفزيون السودان الكسيح ...
لتستطيع التعامل مع أجهزة ومؤسسات مالية عالمية يجب أن تكون عالمياً ...
لن تكون عالمياً مالم تكن لديك آلية إختيار وتدريب وصقل
وتسويق ثم أجهزة مرادفة تعمل في مجال البحث ...
تلفزيون السودان تقدم برامجه على طريقة ( طظ في المشاهد )..
لا ترغيب , لا إجتزاب ولا حتى محاولات تحسب ..
تلفزيون حكومي ..
موظفين حكوميين ..
الإبداع ليس علاقة له بتلفزيون السودان الذي مازالت مادته تقدم
بعقلية السبعينيات ...
(!)
سيكون مدخلنا إلى مناقشة الأمر ..
هما ..
(1)الدراما التلفزيونية ..
(2)وبرامج المنوعات ...
|
|
|
|
|
|