|
شعيرات الفتى عمر كانديك
|
(1)
شكابة الناظر (عبدالله ودشاع الدين) , ونحاس الكواهلة يتردد صداه مابين (النيل الأزرق) الذي يبدو
أكثر عنفاًوإندفاعاً عند مروره بهذه القرية المدينة , وروافدها (مايو الصغيرة) و(أم سنط ) والبص
في غدوه ورواحه بين المحلج والشكابة وودالهندي و(التاون سنتر ) (ود الضو) ..
حدثتني نفسي كثيراً أن أزور خئؤلتي هناك , كان أهلنا الكبار يشفقون علينا من مشقة السفر , كانت
نفوسنا تهوى إليها , في لمة عرسها وفي ويلات حزنها , نشتاق إلى خالتي (دولة) وأبناءها منذر ومهند
وإقبال , نتوق إلى زيارة ( بدرالدين أب لخة ) التاجر البخيل في مكمنه و(عصام الدحيش ) اللاعب
الفذ وحوش أولاد الباشا وتشرئب دماءنا حرارة فقد كان صديقنا (عمر علي أحمد البشير) قد خصه الله
دوننا بزيارة الشكابة كل عيد فيعود أكثر توقاً لمغايظتنا برحلته , وحكاياه , رغم أنه يعود محملاً
بهدايا الأهل وتحاياهم , إلا أن خيبتنا تطل من بين أعيننا.
أذكر ذلك العام , منتصف التسعينيات , عام كان فيضانه أشبه بفيضان 88 , عنيفاً جارفاً , لدرجة أنه
أخيراً جرفني إلى شاطئ الشكابة , وصحبة (عمر علي أحمد البشير ) و(الطيب الزبير) , و(بدرالدين
أبلخة ) الذي بالتأكيد رفض أن يدفع عنا تذكرة البص إلى مدني رغم ثراءه المبكر ..
كان (أب لخة ) أسعدنا بقدومي للمرة الأولى , فقد نال شرف أخذي في جولة تعارف على أرحام وأهالي
يروني للمرة الأولى , لم يكن مصدر سعادته بالطبع نيل شرف تعريفي بالأهل والأحباب بل كان أنه سيتناول
وجبات وزجاجات كثيرة من المشروبات دون أن يضطر إلى أن يدخل يده بجيبه الذي كانت عليه لافتة ممنوع
الإقتراب أو التصوير ..
قضينا ليلتان الأولى سهارى ببيت عرس وأطل علينا ذلك الصباح ومازال (بلال موسى ) يغني , والناس
سكارى وماهم بسكارى ..
ليلتها قابلته للمرة الأولى ..
الفتى (عمر صديق كانديك) ...!!!
|
|
|
|
|
|