لن يركن البيز لاين المشهود إلى تكثيف الإيقاع بالأغنية ومن ثم يستكين وإنّما يتعدّى ذلك إلى حيث يهب بعض الموهوبين ما أُطلِقُ عليه "نجومية اليوتيوب". إنّك إن تستقلَّ اليوتيوب في سياحةٍ معالمها جيتارات "بيلي جين"، فإنّ قطار البحث عن cover للأغنية حتماً يأخذك إلى قهوة الكڤرنجية وإلى عالمٍ شاسع من جيتاريين من شاكلة سونغ ها جونغ (تجاوز مجموع مشاهدات فيديوهاته على اليوتيوب الثلاثمائة وخمسين مليون مشاهدة) و إيغور بريزنياكوف (تجاوز مجموع مشاهدات فيديوهاته على اليوتيوب المائة مليون مشاهدة)؛ هذا فضلاً عن تريس بوندي المحترف(؟) والعشرات من صائدي جوائز اليوتيوب وغير قليلٍ من ضهب ساي.
وحديثي عن تكثيف البيز لاين لإيقاع "بيلي جين" قد يوحي بنقصٍ أو فراغ بإيقاع الأغنية ولن يكون ذلك إيحاء سليم فالبيز لاين زيادة خير في خير في خير ما في ذلك شك لكن جلّ ما أخشاه أن يقود هذا الحديث إلى اعتبار الدخلة البديعة لشيلو(؟)، يمهّد لاستدعاء الكمنجات، تبدو وكأّنها جاءت لملء فراغ مماثل باللحن. لكنّك إن تتأمّل في تلك الدخلة تجد إنّما هي دخلة لنجدتك أنت فإن طفرت من عينيك دمعة إثر ذلك فلا ضير بل يجدر بها أن تفعل فذلك الشيلو(؟) ما دخل ليسد فراغاً باللحن أو ليسنده وإنما هدفه أن يسندك (إنتا دا) في وجه حيرتك التي ذكرنا آنفاً. بل إنّك قد تجد في دخول صولو الجيتار دخولاً خجولاً بادئ الأمر، وكأنه ما كان له من لازمة أصلاً؛ لكن يجب أن تعلم إنّه إنّما دخل يتلمّس مكامن استغاثتك فما أن يجدها إلاّ ويشرع في علاجها بأن يفصد عروق حيرتك يخلّي دمّها يبتّر حتى نهاية الأغنية.
ومجمل حديث الحيرة هذا إنّما هو تقديم لقول غريغ فيلانقانيس (الزول السجّل شغل الأورغ الناعم للأغنية) أنّ "بيلي جين رائعة على جميع المستويات...إنّها تأخذك جسدياً وعاطفياً وروحانياً". الله هونيني ثم الله فرجينى! وركّز لي (يا جدع) على الروحانية (وقيل الموسيقى الصوفية) فهي حاضرة*، كما أزعم، حضوراً طاغياً بـ"بيلي جين". إنّك إن ترخي أضانك (تاااني!) حتماً تجد طاراً يطير هنا أو هناك بفضاء الأغنية.كما وقد تجد في أنين إيقاعها ببيز لاينه وحركات الرقص الدوراني من مايكل (ومايكل، بالمناسبة، قابلٌ أيضاً للتحوّر إلى ولد الشيخ الذي تصدى وترجم: هي هي هي، دا دا دا..إلى آخره من صرخاته وشهقاته)؛ أقول، قد تجد في كلّ ذلك ذكرى ليليةٍ أو حوليّةٍ قديمة راسخة تفاصيلها بجميع حواسّك. أما إن لجأت لصولو الجيتار، مسلّحاً بهذا الفهم ورافعاً تونه (الجيتار يعني)، فإنّك تلج باباً في الموسيقى الصوفية جديد (مُشْ جديد خالص يعني) وذلك بابٌ يُدعى "الروك الصوفي" وأمثّله لعنايتكم ومستقبل اعتنائكم بأغنية يقتفي بيز لاينها وصولو جيتارها أثر أخويهما بـ"بيلي جين" سوى إنّها من دراويش "جنون" الباكستانية؛ بالحيل جنون...وبالحيل باكستانية:
يتبع...
* وتدانت أنفس القوم عناقاً واصطفاقاً وتساقوا نشوة طابت مذاقاً ومكان الأرجل الولهى طيور في الجلابيب تثور.. وتدور تتهاوى في شراك ثم تستنفر جرحي وتلوب في الشباك مثلما شب لهيب
من قصيدة "المولد" لمحمّد المهدي المجذوب (منقولة بضبّانتها من أحد المواقع وعليه فمن لديه نسخة بوسعها أن تزيل أي أثر محتمل لتلك "الضبّانة" فلينجدنا بها مأجوراً ويبقى مشكوراً إن نجدنا بكامل القصيدة)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة