نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-19-2024, 04:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-11-2011, 11:59 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية

    من الحقائق المذهلة أن ثورات الربيع العربي تلتها سريعا في الغرب ثورات احتلال وول ستريت ومن ثم احتلال قلب المدن الغربية الكبرى الذي تتركز فيه مراكز المال والأعمال، لنجد أنفسنا فجأة أمام ثورتين عجيبتين متقابلتين:

    ثورة مجتمعات جاهلة متخلفة ظلت تحت بطش حكام جهلة مستبدين وفرخت إرهابا زلزل العالم بأسره، مجتمعات انفتحت فجأة على الحضارة الغربية عبر نافذتي التلفزة المنقولة عبر الأقمار الصناعية وعبر الانترنت واكتشفت الهوة الرهيبة التي تفصلها عن بقية العالم وأصبحت عقولها تحت سيطرة أحدث تقنيات التحكم في العقل، وتلفتت حولها فلم تجد سوى خواء فكري رهيب وعجز عن تطوير نموذج سياسي اقتصادي نابع من قيمها الروحية فلم تجد سوى تبني النموذج الرأسمالي الغربي فوصلت لنهاية تاريخ الإسلام !

    وثورة مجتمعات متقدمة أفاق مثقفوها فجأة على حقيقة رهيبة وهي أن ما ينعمون به من حرية وديمقراطية ليس سوى زيف وأنهم في حقيقة الأمر ليسوا سوى أرقاء لعائلات مصرفية كبرى اكتشفوا أنها تملك عقولهم عبر سيطرتها على أجهزة الإعلام وتملك سياسييهم وأحزابهم الذين تمولها تلك العائلات، وتملك جيوشهم وأجهزة مخابراتهم، وتملك بنوكهم وشركاتهم الكبرى، وبعد أحداث سبتمبر الإرهابية وجدوا أنفسهم يعيشون في الدولة الشمولية التي تنبأ بها جورج أورويل في روايته 1984 وألدوس هكسلي في روايته “عالم جديد جميل” فبفضل التكنولوجيا الحديثة أصبح الكل تحت رقابة الكاميرات المنتشرة في كل مكان وأصبحت رسائلهم ومكالماتهم الهاتفية وكل تصرفاتهم تحت رقابة الأخ الأكبر الذي يسير أحزابهم السياسية المتصارعة، من وراء الستار!

    كم كانت دهشتي عجيبة وأنا أرى في موقع يوتيوب فيديو لمتظاهري حركة احتلال ووول ستريت وهم يهتفون باللغة العربية المكسرة :” الشعب يريد اسقاط النظام”، ولكن كم من فارق بين ما في عقول أصحاب الهتاف الأصلي من العرب، وبين ما في عقول الخواجات المقلدين لهم وكم من اختلاف بين تطلعات الطرفين! عندها تذكرت فقرة قرأتها قبل سنوات طويلة في قراءتي الأولى لكتاب فرنسيس فوكوياما الشهير: نهاية التاريخ!

    يقول فوكوياما: “غير أنه بالرغم من القوة التي أبداها الإسلام في صحوته الحالية فبالإمكان القول أن هذا الدين ليس له جاذبية خارج المناطق التي كانت في الأصل إسلامية الحضارة، وقد يبدو أن زمن المزيد من التوسع الحضاري الإسلامي قد ولى. فإن كان بوسع الإسلام أن يكسب من جديد ولاء المرتدين عنه فهو لن يصادف هوى في قلوب شباب برلين أو طوكيو أو موسكو، ورغم أن بليون نسمة يدينون بدين الإسلام (أي خمس تعداد سكان العالم)، فليس بوسعهم تحدي الديمقراطية الليبرالية في أرضها على المستوى الفكري...”

    صدق فوكوياما من حيث أن الحضارة الإسلامية عجزت تماما عن إيجاد بديل للديمقراطية الليبرالية الغربية ـ على الأقل حتى الآن ـ مثلما عجزت الحضارة اليابانية نفسها وكذا الحضارة الصينية والروسية، لكنه بالتأكيد لم يتخيل يوم كتب هذا الكلام أنه سيأتي يوم يردد فيه متظاهرون أمريكان هتافا باللغة العربية:” الشعب يريد إسقاط النظام” ، والنظام هنا نفس النظام الديمقراطي الليبرالي الذي تنبأ فوكوياما بأنه يمثل نهاية تاريخ العالم واكتشف المتظاهرين الأمريكان زيفه وأنه أبعد ما يكون عن نهاية التاريخ، ولكن هل يمكن لتلك الحفنة من المتظاهرين الأمريكان التي سرعان ما خفت صوتها وضاع استرداد حريتهم و التحرر من مالكيهم؟ وماذا يخطط أولئك المالكون للمرحلة التالية من تاريخ العالم التي يعجز دماغ صغير مثل دماغ فوكوياما عن رؤيتها؟

    هذه المقدمة الطويلة ضرورية لهذا المقال الخطير الذي سأترجمه لأول مرة باللغة العربية وآمل أن يقرأه أهل اللغة العربية ليروا إلى أين يسير العالم. المقال بعنوان:” خطة النخبة من أحل نظام اجتماعي عالمي جديد”، النخبة يقصد بها هي تلك الحفنة من العائلات المصرفية التي تملك معظم مافي الدول الغربية من مال! وكاتب المقال هو ريتشارد ك. مور. وإلى المقال وعذرا لأنه سيأتي على أجزاء قد تفصل بينها فواصل زمنية آمل ألا تطول:

    The Elite Plan For A New Social Order
    Richard K Moore
    http://www.godlikeproductions.com/forum1/message1714432/pg1


    عندما بدأت الثورة الصناعية في العالم في أواخر القرن الثامن عشر ظهرت الفرصة لاكتساب ثروات هائلة عن طريق الاستثمار في المصانع والمطاحن، عن طريق فتح أسواق جديدة والسيطرة على مصادر المواد الخام، ولكن الناس الذين كانوا يملكون أكثر رأس المال المتاح للاستثمار لم يكونوا في بريطانيا بل كانوا في هولندا، فقد كانت هولندا هي القوة الغربية القائدة في أواخر القرن السابع عشر، وكان مصرفييها هم أكابر الرأسماليين. تدفق المال الهولندي في البورصة البريطانية بحثا عن الربح، وهكذا مول الهولنديون صعود بريطانيا التي طغت عقب ذلك على هولندا اقتصاديا وسياسيا.

    بتلك الطريقة سيطر المستثمرون الأثرياء على الناحية الصناعية البريطانية وأصبحت الرأسمالية هي النظام الاقتصادي المهيمن. أدى ذلك لتحول اجتماعي جذري. كانت بريطانيا أصلا مجتمع يسوده النبلاء وتهيمن عليه العائلات مالكة الأراضي. وحين أصبحت الرأسمالية مهيمنة اقتصاديا أصبح الرأسماليين مهيمنين سياسيا. وتم تغيير هياكل الضرائب وسياسات الاستيراد والتصدير تدريجيا بحيث تميل لصالح المستثمرين أكثر من مالكي الأراضي.

    لم يعد من المجدي اقتصاديا مجرد الاحتفاظ بضيعة في الريف: كان يتوجب على المالك تطويرها وتحويلها لاستغلال مثمر بدرجة أكبر. تمتلئ مسرحيات العصر الفكتوري بقصص العائلات النبيلة التي وقعت ضحية الظروف الصعبة وأجبرت على بيع أراضيها. ولأغراض الحبكة القصصية المسرحية يتم في العادة إلقاء اللوم في تسبيب هذا الانحدار على فشل خلقي في أحد شخصيات المسرحية: إبن أكبر ضعيف الشخصية مثلا، لكن الحقيقة هي أن انحدار النبلاء نحو السقوط كان جزءا من تحول اجتماعي أكبر أتى به نهوض الرأسمالية.

    عمل الرأسماليين هو إدارة رأس المال، وهذه الإدارة تتم عموما بواسطة المصارف وبيوت السمسرة. لذلك لايكون من المدهش أن نجد أن المصرفيين الاستثماريين أصبحوا يحتلون قمة هرم الثروة والسلطة الرأسمالي، وفي حقيقة الأمر فهناك حفنة من العائلات المصرفية بما فيها عائلات رتشيلد وروكفلر أصبحت تهيمن على الشؤون الاقتصادية والسياسية في العالم الغربي.

    وخلافا للأرستقراطيين فإن الرأسماليين غير مرتبطين بموقع جغرافي محدد أو الاحتفاظ بأرض معينة، رأس المال غير وفي ومتحرك، وهو يتدفق للمكان الذي يحتوي على أعلى نسبة نمو، مثلما حدث من قبل حين تدفق من هولندا نحو بريطانيا ومن ثم من بريطانيا نحو أمريكا، وأخيرا تدفق مؤخرا من كل مكان نحو الصين. ومثلما أن منجم النحاس يتم استغلاله ومن ثم تركه حين ينضب، فإنه تحت النظام الرأسمالي يتم استغلال دولة بكاملها ومن ثم تركها مثلما نراه الآن في المناطق الصناعية المهجورة التي يأكلها الصدأ في أمريكا وبريطانيا.

    هذا الانفصال عن المكان الجغرافي يقود لنوع آخر من السياسات الإقليمية تحت النظام الرأسمالي بالمقارنة بنظام النبلاء. الملك يذهب للحرب حينما يجد أن هناك مكسبا لشعبه من ذلك، يمكن للمؤرخين بسهولة تفسير حروب عهد ما قبل الرأسمالية بمصطلحات عظمة الملوك والدول.

    الرأسمالي يفتعل الحرب لكي ينال أرباحا، وفي حقيقة الأمر فإن عائلات نخبتنا المصرفية قد مولت كلا جانبي الحرب في معظم الصدامات العسكرية منذ الحرب العالمية الأولى على الأقل. لذلك يصعب على المؤرخين تفسير الحرب العالمية الأولى بمصطلحات الدوافع القومية وأهدافها.

    في أيام ما قبل الرأسمالية كانت الحرب أشبه بلعبة شطرنج: كل جانب يحاول الفوز. أما تحت الرأسمالية فإن الحرب أشبه ما تكون بكازينو القمار: حين يتعارك اللاعبون طالما كان بإمكانهم الحصول على المزيد من أقراص المقامرة ولكن الفائز الحقيقي في كل الأحوال يكون هو الكازينو نفسه، المصرفيون هم من يمولون الحرب وهم من يقررون من الذي ينتصر في النهاية. الحروب ليست هي أشد استثمارات الرأسماليين ربحا فحسب، لكن عن طريق اختيار المنتصرين وإدارة إعادة الإعمار يكون للعائلات المصرفية النخبوية القدرة عبر الزمن على تطويع الظروف السياسية الإفليمية لتتوافق مع مصالحهم الخاصة.

    ومن موقع سلطانهم كممولين للحكومات طوروا طرق تحكمهم لتصل حد الإتقان. هم يبقون دائما وراء الستار ويجذبون خيوط التحكم في أجهزة الإعلام والأحزاب السياسية وأجهزة المخابرات والبورصات ومكاتب الحكومة. وربما كان أكبر أدوات سلطتهم هو تحكمهم في أسعار العملات. عن طريق عملية الاحتيال التي يقومون بها عن طريق سيطرتهم على ما يسمى بالمصرف المركزي فهم يهندسون دورات التمدد الاقتصادي وإيقافه، ويطبعون أوراقا مالية لا سند لها ومن ثم يقرضونها بفائدة للحكومات. إن سلطة عصبة المصرفيين النخبوية لهي مطلقة و خفية في نفس الوقت. قال الرئيس الأمريكي الأسبق وودرو ويلسون: “ بعض أكابر الرجال في الولايات المتحدة يخافون من شئ. هم يعلمون أن هناك قوة تربض في مكان ما، قوة شديدة التنظيم، شديدة الخفاء، شديدة الرقابة، شديدة التداخل، شديدة التغلغل بحيث أنهم لا يجرؤون على على أن يعلو صوت همسهم على صوت أنفاسهم حين يتكلمون مدينين تلك القوة”.

    يتبع

    (عدل بواسطة محمد عثمان الحاج on 12-12-2011, 00:06 AM)
    (عدل بواسطة محمد عثمان الحاج on 12-12-2011, 00:11 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد عثمان الحاج12-11-11, 11:59 PM
  Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية بدر الدين اسحاق احمد12-12-11, 05:30 AM
    Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد على طه الملك12-12-11, 07:28 AM
      Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية هشام المجمر12-12-11, 07:44 AM
        Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد عثمان الحاج12-12-11, 08:02 AM
          Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد عثمان الحاج12-12-11, 08:03 AM
        Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد على طه الملك12-12-11, 08:05 AM
        Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد عثمان الحاج12-12-11, 07:54 PM
          Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد عثمان الحاج12-15-11, 01:10 AM
            Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد عثمان الحاج12-15-11, 01:22 AM
              Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية محمد عثمان الحاج12-16-11, 04:56 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de