نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 00:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-11-2011, 11:59 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية

    من الحقائق المذهلة أن ثورات الربيع العربي تلتها سريعا في الغرب ثورات احتلال وول ستريت ومن ثم احتلال قلب المدن الغربية الكبرى الذي تتركز فيه مراكز المال والأعمال، لنجد أنفسنا فجأة أمام ثورتين عجيبتين متقابلتين:

    ثورة مجتمعات جاهلة متخلفة ظلت تحت بطش حكام جهلة مستبدين وفرخت إرهابا زلزل العالم بأسره، مجتمعات انفتحت فجأة على الحضارة الغربية عبر نافذتي التلفزة المنقولة عبر الأقمار الصناعية وعبر الانترنت واكتشفت الهوة الرهيبة التي تفصلها عن بقية العالم وأصبحت عقولها تحت سيطرة أحدث تقنيات التحكم في العقل، وتلفتت حولها فلم تجد سوى خواء فكري رهيب وعجز عن تطوير نموذج سياسي اقتصادي نابع من قيمها الروحية فلم تجد سوى تبني النموذج الرأسمالي الغربي فوصلت لنهاية تاريخ الإسلام !

    وثورة مجتمعات متقدمة أفاق مثقفوها فجأة على حقيقة رهيبة وهي أن ما ينعمون به من حرية وديمقراطية ليس سوى زيف وأنهم في حقيقة الأمر ليسوا سوى أرقاء لعائلات مصرفية كبرى اكتشفوا أنها تملك عقولهم عبر سيطرتها على أجهزة الإعلام وتملك سياسييهم وأحزابهم الذين تمولها تلك العائلات، وتملك جيوشهم وأجهزة مخابراتهم، وتملك بنوكهم وشركاتهم الكبرى، وبعد أحداث سبتمبر الإرهابية وجدوا أنفسهم يعيشون في الدولة الشمولية التي تنبأ بها جورج أورويل في روايته 1984 وألدوس هكسلي في روايته “عالم جديد جميل” فبفضل التكنولوجيا الحديثة أصبح الكل تحت رقابة الكاميرات المنتشرة في كل مكان وأصبحت رسائلهم ومكالماتهم الهاتفية وكل تصرفاتهم تحت رقابة الأخ الأكبر الذي يسير أحزابهم السياسية المتصارعة، من وراء الستار!

    كم كانت دهشتي عجيبة وأنا أرى في موقع يوتيوب فيديو لمتظاهري حركة احتلال ووول ستريت وهم يهتفون باللغة العربية المكسرة :” الشعب يريد اسقاط النظام”، ولكن كم من فارق بين ما في عقول أصحاب الهتاف الأصلي من العرب، وبين ما في عقول الخواجات المقلدين لهم وكم من اختلاف بين تطلعات الطرفين! عندها تذكرت فقرة قرأتها قبل سنوات طويلة في قراءتي الأولى لكتاب فرنسيس فوكوياما الشهير: نهاية التاريخ!

    يقول فوكوياما: “غير أنه بالرغم من القوة التي أبداها الإسلام في صحوته الحالية فبالإمكان القول أن هذا الدين ليس له جاذبية خارج المناطق التي كانت في الأصل إسلامية الحضارة، وقد يبدو أن زمن المزيد من التوسع الحضاري الإسلامي قد ولى. فإن كان بوسع الإسلام أن يكسب من جديد ولاء المرتدين عنه فهو لن يصادف هوى في قلوب شباب برلين أو طوكيو أو موسكو، ورغم أن بليون نسمة يدينون بدين الإسلام (أي خمس تعداد سكان العالم)، فليس بوسعهم تحدي الديمقراطية الليبرالية في أرضها على المستوى الفكري...”

    صدق فوكوياما من حيث أن الحضارة الإسلامية عجزت تماما عن إيجاد بديل للديمقراطية الليبرالية الغربية ـ على الأقل حتى الآن ـ مثلما عجزت الحضارة اليابانية نفسها وكذا الحضارة الصينية والروسية، لكنه بالتأكيد لم يتخيل يوم كتب هذا الكلام أنه سيأتي يوم يردد فيه متظاهرون أمريكان هتافا باللغة العربية:” الشعب يريد إسقاط النظام” ، والنظام هنا نفس النظام الديمقراطي الليبرالي الذي تنبأ فوكوياما بأنه يمثل نهاية تاريخ العالم واكتشف المتظاهرين الأمريكان زيفه وأنه أبعد ما يكون عن نهاية التاريخ، ولكن هل يمكن لتلك الحفنة من المتظاهرين الأمريكان التي سرعان ما خفت صوتها وضاع استرداد حريتهم و التحرر من مالكيهم؟ وماذا يخطط أولئك المالكون للمرحلة التالية من تاريخ العالم التي يعجز دماغ صغير مثل دماغ فوكوياما عن رؤيتها؟

    هذه المقدمة الطويلة ضرورية لهذا المقال الخطير الذي سأترجمه لأول مرة باللغة العربية وآمل أن يقرأه أهل اللغة العربية ليروا إلى أين يسير العالم. المقال بعنوان:” خطة النخبة من أحل نظام اجتماعي عالمي جديد”، النخبة يقصد بها هي تلك الحفنة من العائلات المصرفية التي تملك معظم مافي الدول الغربية من مال! وكاتب المقال هو ريتشارد ك. مور. وإلى المقال وعذرا لأنه سيأتي على أجزاء قد تفصل بينها فواصل زمنية آمل ألا تطول:

    The Elite Plan For A New Social Order
    Richard K Moore
    http://www.godlikeproductions.com/forum1/message1714432/pg1


    عندما بدأت الثورة الصناعية في العالم في أواخر القرن الثامن عشر ظهرت الفرصة لاكتساب ثروات هائلة عن طريق الاستثمار في المصانع والمطاحن، عن طريق فتح أسواق جديدة والسيطرة على مصادر المواد الخام، ولكن الناس الذين كانوا يملكون أكثر رأس المال المتاح للاستثمار لم يكونوا في بريطانيا بل كانوا في هولندا، فقد كانت هولندا هي القوة الغربية القائدة في أواخر القرن السابع عشر، وكان مصرفييها هم أكابر الرأسماليين. تدفق المال الهولندي في البورصة البريطانية بحثا عن الربح، وهكذا مول الهولنديون صعود بريطانيا التي طغت عقب ذلك على هولندا اقتصاديا وسياسيا.

    بتلك الطريقة سيطر المستثمرون الأثرياء على الناحية الصناعية البريطانية وأصبحت الرأسمالية هي النظام الاقتصادي المهيمن. أدى ذلك لتحول اجتماعي جذري. كانت بريطانيا أصلا مجتمع يسوده النبلاء وتهيمن عليه العائلات مالكة الأراضي. وحين أصبحت الرأسمالية مهيمنة اقتصاديا أصبح الرأسماليين مهيمنين سياسيا. وتم تغيير هياكل الضرائب وسياسات الاستيراد والتصدير تدريجيا بحيث تميل لصالح المستثمرين أكثر من مالكي الأراضي.

    لم يعد من المجدي اقتصاديا مجرد الاحتفاظ بضيعة في الريف: كان يتوجب على المالك تطويرها وتحويلها لاستغلال مثمر بدرجة أكبر. تمتلئ مسرحيات العصر الفكتوري بقصص العائلات النبيلة التي وقعت ضحية الظروف الصعبة وأجبرت على بيع أراضيها. ولأغراض الحبكة القصصية المسرحية يتم في العادة إلقاء اللوم في تسبيب هذا الانحدار على فشل خلقي في أحد شخصيات المسرحية: إبن أكبر ضعيف الشخصية مثلا، لكن الحقيقة هي أن انحدار النبلاء نحو السقوط كان جزءا من تحول اجتماعي أكبر أتى به نهوض الرأسمالية.

    عمل الرأسماليين هو إدارة رأس المال، وهذه الإدارة تتم عموما بواسطة المصارف وبيوت السمسرة. لذلك لايكون من المدهش أن نجد أن المصرفيين الاستثماريين أصبحوا يحتلون قمة هرم الثروة والسلطة الرأسمالي، وفي حقيقة الأمر فهناك حفنة من العائلات المصرفية بما فيها عائلات رتشيلد وروكفلر أصبحت تهيمن على الشؤون الاقتصادية والسياسية في العالم الغربي.

    وخلافا للأرستقراطيين فإن الرأسماليين غير مرتبطين بموقع جغرافي محدد أو الاحتفاظ بأرض معينة، رأس المال غير وفي ومتحرك، وهو يتدفق للمكان الذي يحتوي على أعلى نسبة نمو، مثلما حدث من قبل حين تدفق من هولندا نحو بريطانيا ومن ثم من بريطانيا نحو أمريكا، وأخيرا تدفق مؤخرا من كل مكان نحو الصين. ومثلما أن منجم النحاس يتم استغلاله ومن ثم تركه حين ينضب، فإنه تحت النظام الرأسمالي يتم استغلال دولة بكاملها ومن ثم تركها مثلما نراه الآن في المناطق الصناعية المهجورة التي يأكلها الصدأ في أمريكا وبريطانيا.

    هذا الانفصال عن المكان الجغرافي يقود لنوع آخر من السياسات الإقليمية تحت النظام الرأسمالي بالمقارنة بنظام النبلاء. الملك يذهب للحرب حينما يجد أن هناك مكسبا لشعبه من ذلك، يمكن للمؤرخين بسهولة تفسير حروب عهد ما قبل الرأسمالية بمصطلحات عظمة الملوك والدول.

    الرأسمالي يفتعل الحرب لكي ينال أرباحا، وفي حقيقة الأمر فإن عائلات نخبتنا المصرفية قد مولت كلا جانبي الحرب في معظم الصدامات العسكرية منذ الحرب العالمية الأولى على الأقل. لذلك يصعب على المؤرخين تفسير الحرب العالمية الأولى بمصطلحات الدوافع القومية وأهدافها.

    في أيام ما قبل الرأسمالية كانت الحرب أشبه بلعبة شطرنج: كل جانب يحاول الفوز. أما تحت الرأسمالية فإن الحرب أشبه ما تكون بكازينو القمار: حين يتعارك اللاعبون طالما كان بإمكانهم الحصول على المزيد من أقراص المقامرة ولكن الفائز الحقيقي في كل الأحوال يكون هو الكازينو نفسه، المصرفيون هم من يمولون الحرب وهم من يقررون من الذي ينتصر في النهاية. الحروب ليست هي أشد استثمارات الرأسماليين ربحا فحسب، لكن عن طريق اختيار المنتصرين وإدارة إعادة الإعمار يكون للعائلات المصرفية النخبوية القدرة عبر الزمن على تطويع الظروف السياسية الإفليمية لتتوافق مع مصالحهم الخاصة.

    ومن موقع سلطانهم كممولين للحكومات طوروا طرق تحكمهم لتصل حد الإتقان. هم يبقون دائما وراء الستار ويجذبون خيوط التحكم في أجهزة الإعلام والأحزاب السياسية وأجهزة المخابرات والبورصات ومكاتب الحكومة. وربما كان أكبر أدوات سلطتهم هو تحكمهم في أسعار العملات. عن طريق عملية الاحتيال التي يقومون بها عن طريق سيطرتهم على ما يسمى بالمصرف المركزي فهم يهندسون دورات التمدد الاقتصادي وإيقافه، ويطبعون أوراقا مالية لا سند لها ومن ثم يقرضونها بفائدة للحكومات. إن سلطة عصبة المصرفيين النخبوية لهي مطلقة و خفية في نفس الوقت. قال الرئيس الأمريكي الأسبق وودرو ويلسون: “ بعض أكابر الرجال في الولايات المتحدة يخافون من شئ. هم يعلمون أن هناك قوة تربض في مكان ما، قوة شديدة التنظيم، شديدة الخفاء، شديدة الرقابة، شديدة التداخل، شديدة التغلغل بحيث أنهم لا يجرؤون على على أن يعلو صوت همسهم على صوت أنفاسهم حين يتكلمون مدينين تلك القوة”.

    يتبع

    (عدل بواسطة محمد عثمان الحاج on 12-12-2011, 00:06 AM)
    (عدل بواسطة محمد عثمان الحاج on 12-12-2011, 00:11 AM)

                  

12-12-2011, 05:30 AM

بدر الدين اسحاق احمد
<aبدر الدين اسحاق احمد
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 17127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية (Re: محمد عثمان الحاج)

    Quote: صدق فوكوياما من حيث أن الحضارة الإسلامية عجزت تماما عن إيجاد بديل للديمقراطية الليبرالية الغربية ـ على الأقل حتى الآن



    سلام اخ محمد الحاج ..


    هل الحضارة الاسلامية معنية إبتداءاً بإيجاد بديل للديمقراطية الليبرالية الغربية ام هو معنى بتقديم نموذجـه الملبى للمكونات القيمية لتلك الحضارة ؟



    واصل الترجمة ومتابعة ومشكور لهذا الجهد المقدر ..
                  

12-12-2011, 07:28 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية (Re: بدر الدين اسحاق احمد)

    الأخ محمد عثمان..
    تحياتي..
    ليتك أعقبت هذه الترجمة المفيدة ..
    باطلالة على المساعي الرأسمالية الحثيثة ..
    بغية الالتفاف حول نظام المصرف الاسلامي وتدجينه ..
    لكونه النظام الأسرع ربحية والأقل مخاطر لاستكمال السيطرة.
    Quote: فلم تجد سوى خواء فكري رهيب وعجز عن تطوير نموذج سياسي اقتصادي نابع من قيمها الروحية فلم تجد سوى تبني النموذج الرأسمالي الغربي فوصلت لنهاية تاريخ الإسلام !
    [
                  

12-12-2011, 07:44 AM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية (Re: محمد على طه الملك)

    الاخ محمد المك

    تحياتى

    Quote: ليتك أعقبت هذه الترجمة المفيدة ..
    باطلالة على المساعي الرأسمالية الحثيثة ..
    بغية الالتفاف حول نظام المصرف الاسلامي وتدجينه ..


    لا ادرى من اين اتيت بهذا الحديث

    المعروف أن بريطانيا تسعى أن تجعل لندن عاصمة للصيرفة الاسلامية فالمال الموجود لدى هذه الصيرفة و ربحيتها تسيل لعاب أى مستثمر
    رأس المال فى وجهة نظرى ليس له دين.
                  

12-12-2011, 08:02 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية (Re: هشام المجمر)

    الأعزاء بدر الدين أسحاق ومحمد علي طه المك وهشام المجمر لكم الشكر و التحية،،،،

    طيلة السنوات الماضية كان زميلي الغاني في كل مرة يعرض علي فيها خبرا في صحيفة من صحف تورنتو يظهر كيف أن اقتصاديات دول العالم الأول تسير للوراء، أو حين نرى كيف تتدهور الأمور وتسوء الإدارة في الشركة متعددة الجنسيات التي نعمل فيها وكيف يزداد المهاجرون فقرا كان يخبرني بسير عمليات بناء منزله في أكرا ويصلي من أجل أن يصل لسن تقاعده الوشيك قبل أن ينهار النظام تماما. بالنسبة للطبقة الدنيا في البلاد الصناعية التي يشكلها المهاجرون الذين هم نحن فإننا نتعايش مع واقع الانهيار الاقتصادي بصورة يومية ونرى من مكاننا في القاع انهيار الحضارة الغربية ومنظومتها الرأسمالية مجسدا في ظروف عيش المهاجرين التي تزداد سواء وتكاليف الحياة التي تزداد ارتفاعا في حين تزداد دخولهم انخفاضا، لذلك يقرع مثل هذا المقال أجراس خطر ضخمة في مسامعنا ويفسر الكثير مما نعيشه عيانا بيانا! فلنقرأه بتمعن ولنصلي من أجل النجاة!
                  

12-12-2011, 08:03 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية (Re: محمد عثمان الحاج)

    نهاية النمو الاقتصادي: المصرفيون في مواجهة الرأسمالية
    في كوكب محدود الموارد لابد أن تكون هناك نهاية للنمو الاقتصادي. العصر الصناعي عجل بسيرنا نحو تلك النهاية عبر القرنين الماضيين. ظل الإنتاج يزداد كفاءة وازداد توسع الأسواق وفي النهاية وصل مفهوم النمو الاقتصادي المستمر للأبد لنقطة تناقص العائدات.

    في حقيقة الأمر وصلنا لتلك النقطة حوالي العام 1970. منذ ذلك الحين لم يحاول رأس المال البحث عن النمو عبر زيادة الإنتاج بل بمحاولة استخلاص أرباح أكبر من مستويات إنتاج ثابتة، ومن هنا كان اللجوء للعولمة التي نقلت عملية الإنتاج للمناطق التي يتقاضى العمال فيها أجورا منخفضة، ووفرت بذلك هامش ربح أكبر. ومن هنا ظهرت أسواق العملات والمشتقات التي تخلق وهم إلكتروني بوجود نمو اقتصادي دون أن تنتج أي شئ ملموس في العالم الحقيقي. لمدة قاربت الأربعين عاما تم إبقاء المنظومة الرأسمالية مستمرة بواسطة هذه الآليات المتعددة والتي لم يكن أيا منها منتجا بالمعنى الحقيقي للكلمة. ثم وفي عام 2008 انهار هذا البناء الورقي فجأة وجعل المنظومة المالية العالمية تجثو على ركبتيها.

    الدارس لسقوط الحضارات يعلم أن الفشل في التأقلم يؤدي للنهاية. هل سقطت حضارتنا في ذلك الفخ؟ كان لدينا قرنين من النمو الاقتصادي الحقيقي وذلك عندما كانت حركية نمو الرأسمالية متناغمة مع واقع النمو الصناعي، ثم أعقبت ذلك أربعة عقود من النمو الاصطناعي: الرأسمالية التي يتم إبقاؤها على قيد الحياة عن طريقة بناء ورقي. والآن بعد أن تهاوى البناء الورقي يبدو أن كل الجهود تتجه نحو استعادة النمو! من السهل جدا الوصول لانطباع أن حضارتنا دخلت مرحلة الانهيار من وجهة نظر مبدأ الفشل في التأقلم.

    مثل هذا الانطباع سيكون صحيحا من ناحية وخاطئا من ناحية أخرى. لكي نفهم الواقع الحقيقي يتوجب علينا أن نفرق بوضوح بين النخبة الرأسمالية وبين الرأسمالية نفسها. الرأسمالية هي نظام اقتصادي يحركه النمو الاقتصادي في حين أن الرأسماليين هم أناس استطاعوا السيطرة على العالم الغربي طيلة الفترة التي ظلت فيها الرأسمالية فاعلة خلال القرنين الماضيين. الرأسمالية الآن انتهى عصرها والنخبة المصرفية تعلم ذلك، وهم يتأقلمون.

    الرأسمالية كانت هي المركبة التي حملت الرأسماليين للسلطة المطلقة، لكنهم ليس لديهم إخلاص لتلك المنظومة بنفس الكيفية التي تقول بأنه ليس لديهم إخلاص لبلد معين أو لأي شئ أو لأي شخص. مثلما ذكرنا سابقا فهم يفكرون بمستوى العالم بكامله ويعتبرون الدول والسكان مجرد بيادق شطرنج. هم يحددون ما هو المال ويصدرونه، بالضبط مثل المصرفي في لعبة المنوبولي. يمكنهم أيضا أن يصنعوا لعبة جديدة بعملة من نوع جديد. لقد تجاوزوا منذ زمن طويل أي حاجة للاعتماد علي أي منظومة اقتصادية معينة لكي تستمر سلطتهم. لقد كانت الرأسمالية ملائمة في فترة النمو الاقتصادي السريع. بالنسبة لفترة عدم النمو الاقتصادي هناك لعبة جديدة يجري تجهيزها.

    لذلك فالرأسمالية لم يتم السماح لها بأن تموت ميتة طبيعية. بدلا من ذلك يتم تفكيكها بالهدم المتحكم فيه. في البداية تم وضعها في منظومة لإبقاءها على قيد الحياة مثلما ذكرنا سابقا وذلك عن طريق العولمة و الخصخصة وأسواق العملات وغيرها، ثم تم حقنها بعقار قتل الرحمة في شكل فقاعات أسواق العقارات والمشتقات السامة، وفي النهاية قام مصرف التسويات المصرفية في بازل الذي هو المصرف المركزي للمصارف المركزية بنزع أنبوب التغذية عندما أعلن مبدأ مساواة القيمة الافتراضية بالقيمة الحقيقية الأمر الذي جعل جميع المصارف التي تمسك بالمخاطرات مفلسة على الفور، رغم أنه مر زمن قبل أن تضح تلك الحقيقة. كل خطوة في تلك العملية تم تدبيرها بدقة من جانب زمرة البنوك المركزية.

    نهاية الاستقلال وعودة النظام القديم

    مثلما تمت إدارة الانهيار المالي بدقة، فكذلك تم تجهيز سيناريو ما بعد الانهيار ببرامج إنقاذه الانتحارية، وقصرت الميزانيات الخاصة بالدول عن الإيفاء بالمتطلبات فلم يكن لديها الاحتياطات اللازمة لإنقاذ مصارف مفلسة، لذلك لم تكن التزامات الإنقاذ سوى وقوع الحكومات في ديون هائلة. ولكي يتم الإيفاء بمتطلبات الإنقاذ يجب أن يتم استدانة المال من نفس المنظومة الاقتصادية التي يجري إنقاذها!

    لم يكن الأمر هو أن المصارف كانت أكبر من أن تفشل، بل الأمر كان هو أن المصرفيين أقوى من أن يفشلوا: لقد قدموا للسياسيين عرضا لا يمكن أن يرفضوه: في الولايات المتحدة قيل للكونغرس أنه في حالة عدم القيام بإنقاذ فسيتم إعلان الأحكام العرفية في اليوم التالي. في إيرلندا قيل للوزراء أنه ستكون هناك فوضى اقتصادية وثورات في الشوارع. ولكن في الحقيقة مثلما حدث في آيسلندة فالطريقة المعقولة للتعامل مع المصارف المفلسة كانت هي وضعها تحت إدارة تعينها المحاكم.

    كانت نتيجة عمليات الإنقاذ المملاة هي تحويل الديون من المصارف لخزائن الدول، وتم تحويل ديون البنوك لديون دولة وعجز في الميزانيات. وهكذا فلا يصعب التنبؤ بأن الدول أصبحت هي التي في حاجة لإنقاذ اقتصادي وهذا الإنقاذ يأتي بشروط. بدلا من أن تصبح البنوك تحت إدارة محاكم الإفلاس فقد أصبحت الدول تحت إدارة تلك المحاكم.

    شرح جون بيركنز في كتابه “اعترافات قاتل اقتصادي” كيف أن العالم الثالث تم استدراجه خلال العقود العديدة الماضية عبر الضغط والخداع بطرق مختلفة ليصبح مكبلا بديون أبدية صممت بحيث لا يمكن سدادها بل يجب إعادة تمويلها بصورة دورية وكل دورة تمويل تزيد من تكبيل الدولة بالديون وتجبرها علي الخضوع لأوامر أشد قسوة من جانب صندوق النقد الدولي. عن طريق الانهيار المالي المخطط وعملية الاحتيال المبنية على أساس أن المصارف أكبر من أن تفلس، عبر المصرفيون الحاجز الأخير، وأصبح برنامج القاتل الاقتصادي يتم تنفيذه هنا في العالم الأول نفسه.

    في أوربا فإن أول مجموعة دول ستنهار هي ما يسمى بالخنازير (كلمة الخنازير بالانجليزية تكونها الحروف الأولى من اسم كل دولة PIGS) وهي البرتغال وايرلندة واليونان وأسبانيا. إن خرافة أن الخنازير يمكنها أن تصمد أمام عمليات الإنقاذ مبنية على فرضية أن حقبة النمو الاقتصادي اللامحدود ستعود. لكن المصرفيين يعلمون جيدا أن ذلك سوف لن يحدث. في النهاية ستعجز الخنازير عن السداد وحينها ستنهار بقية الأقطار الأوربية وكل ذلك ضمن سيناريو هدم متحكم فيه.


    عندما تخضع دولة لأن يتم تكبيلها بالديون فإنها تكف عن كونها دولة مستقلة تحكمها عملية سياسية داخلية، وبدلا من ذلك تقع تحت إملاءات صندوق النقد الدولي. مثلما شاهدنا في العالم الثالث وما نشاهده يحدث الآن في أوربا فإن هذه الإملاءات تتعلق بالتقشف والخصخصة: ممتلكات الدولة يتم التخلص منها أو خصختها، ويتم بيع الأرصدة الوطنية، شيئا فشيئا عبر عملية هدم متحكم فيها يتم تفكيك نموذج الدولة الوطنية، وفي النهاية تصبح وظيفة الدولة الأساسية هي التحول لدولة بوليسية تقمع شعبها وتجمع الضرائب لدفعها للمصرفيين.

    في واقع الأمر عملية تفكيك الدولة الوطنية بدأت قبل زمن طويل من الانهيار المالي عام 2008. في بريطانيا والولايات المتحدة بدأ الأمر عام 1980 بريغان وتاتشر. في أوربا بدأت عام 1988 بمعاهدة ماستريخت. العولمة عجلت بعملية التفكيك عن طريق تصدير فرص العمل ونقل الصناعات لبلاد أخرى وعن طريق اتفاقيات التجارة الحرة وعن طريق إنشاء منظمة التجارة العالمية التي تمنع وضع العوائق التجارية، الأحداث التي تلت 2008 سرعت عملية كانت قد بدأت قبل ذلك بزمن.

    الانهيار و الإنقاذ والفشل التام في اتباع أي برنامج استرجاع فعال يرسل إشارات واضحة: سيتم السماح للمنظومة بالانهيار الكامل وبذلك تترك المجال مفتوحا للـ “حل” الذي تم إعداده سلفا: في حين أن الدولة الوطنية تنهار فإنه يتم إعداد منظومة عالمية لتحل محلها. ومثلما رأينا في منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والقطع الأخرى الخاصة بحكومة العالم التي هي في الطور الجنيني، فإن المنظومة العالمية الجديدة سوف لن تتظاهر بأنها تمثل الجماهير أو تتبع نظاما ديمقراطي. سيكون الحكم عن طريق أوتوقراطيات بيروقراطية عالمية تتلقى أوامرها مباشرة أو غير مباشرة من الزمرة المصرفية.

    في كتابه “ عولمة الفقر” يشرح مايكل تشوسودوفسكي كيف أن العولمة وتصرفات صندوق النقد الدولي خلقت فقرا مدقعا في العالم الثالث عبر العقود العديدة الماضية. ومثلما يمكننا رؤيته من التركيز الدرامي على التقشف عقب الانهيار والإنقاذ فإن مشروع صنع الفقر هذا عبر الحاجز الأخير ودخل في العالم الأول. في هذه المنظومة العالمية الجديد سوف لن تكون هناك طبقة وسطى غنية. في الواقع سيكون النظام الجديد مماثلا بشكل كبير لعصر الملوك والإقطاع ( النظام القديم)، المصرفيون هم الآن العائلة المالكة والعالم بكامله هو مملكتهم. التكنوقراطيين الذين يديرون البيروقراطيات العالمية و موظفي الماندارين الذين يظهرون على أساس أنهم سياسيين في البلدان المتبقية سيكونون الطبقة العليا المنعمة. بقيتنا وهم الغالبية العظمى سنجد لأنفسنا دور الفلاحين المعدمين إذا ساعدنا الحظ وكنا ضمن من يبقى على قيد الحياة بعد الانهيار.


    قال هنري كسنجر في حديثه في اجتماع البلدربرغرس في افيان في فرنسا في 21 مايو 1970: “ اليوم سيغضب الأمريكيون إذا دخلت قوات الأمم المتحدة لوس أنجلوس لاستعادة النظام لكنهم غدا سيكونون ممتنين إن حدث ذلك. وسيكون ذلك أشد فعالية إذا قيل لهم أن هناك تهديد خارجي سواء كان حقيقيا أو مصطنعا يهدد وجودنا، حينها ستتوسل شعوب الأرض لقادة العالم لإنقاذنا من ذلك الشر. الشئ الوحيد الذي يخاف منه كل إنسان هو المجهول. عندما يجد الناس أنفسهم في مواجهة هذا السيناريو سيتم التخلي طواعية عن الحقوق الشخصية مقابل ضمان سلامتهم من جانب حكومتهم العالمية”.

    يتبع
                  

12-12-2011, 08:05 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية (Re: هشام المجمر)

    Quote: المعروف أن بريطانيا تسعى أن تجعل لندن عاصمة للصيرفة الاسلامية فالمال الموجود لدى هذه الصيرفة و ربحيتها تسيل لعاب أى مستثمر
    رأس المال فى وجهة نظرى ليس له دين

    الأخ هشام ..
    تحياتي..
    لا يوجد تعارض بين ما كتبته وما حواه تعقيبك..
    فلندن هي نفسها من المراكز الرئيسة للرأسمالية التي يحدث عنها المقال.
                  

12-12-2011, 07:54 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية (Re: هشام المجمر)

    نهاية الحرية: الدولة البوليسية العالمية

    عبر العقود الأربعة الماضية أي منذ السبعينات تقريبا ونحن نمر عبر عملية تغيير للنظام من منظومة عالمية قديمة لمنظومة عالمية جديدة. في المنظومة القديمة كانت شعوب العالم الأول ديمقراطية نسبيا وثرية، في حين عاني العالم الثالث من حكم الدولة البوليسية الطاغية والفقر الجماعي والإمبريالية (الاستغلال من جانب قوى خارجية). وكما سبق وأشرنا إليه فإن عملية التحول كانت علامتها “عبور الحاجز” : إدخال سياسات وممارسات في العالم الأول كانت في السابق تقتصر في الغالب الأعم على العالم الثالث.
    وكذلك اخترق التكبيل بمديونية صندوق النقد الدولي الحاجز ودخل العالم الأول ومكنه من ذلك عملية الاحتيال المتمثلة في سيناريو الانهيار والإنقاذ. في نفس الوقت فإن الفقر الجماعي هو أيضا اجتاز الحاجز ودخل العالم الأول نتيجة لسياسات التقشف التي فرضها صندوق النقد الدولي، بصلاحيات إمساك السندات المالية الجديدة التي منحت له. الإمبريالية هي أيضا عبرت الحاجز نحو العالم الأول حيث أن العالم الأول يدخل في تحكم المصرفيين والبيروقراطيات التابعة لهم وهي رابطة سلطة خارجة على كل الهويات القومية. لذلك فمن غير المدهش أن الطغيان البوليسي يعبر هو أيضا الحاجز نحو العالم الأول وذلك لأن فرض مستوى فقر مماثل للعالم الثالث يتطلب استخدام نفس طرق قمع العالم الثالث.

    إن ظهور الحركة المعادية للعولمة يمكن النظر إليه على أساس أنه بداية مقاومة شعبية لعملية تغيير النظام. وبنفس الكيفية فإن قمع البوليس لمظاهرات سياتل المعادية للعولمة سنة 1999 يمكن اعتباره عبور الحاجز بالنسبة لطغيان الدولة البوليسية. إن رد الفعل العنيف والعشوائي والذي وصل لدرجة فتح أعين الناس بالقوة ورشها برذاذ الشطة هو سابقة لم يكن لها مثيل ضد متظاهرين غير عنيفين في دولة من دول العالم الأول.

    ومن العجيب أن رد فعل البوليس ذاك ورغم أنه تم نشره بصورة واسعة عبر الإعلام فإنه في حقيقة الأمر زاد من قوة الحركة المعادية للعولمة وكلما زاد حجم المظاهرات المعادية وقوتها زاد بطش البوليس، ووصل الأمر إلى قمته في جنوا عام 2001 حين وصلت مستويات العنف بين الطرفين مستوى يشبه حرب العصابات.

    في تلك الأيام كانت الحركة المضادة للعولمة تهيمن على صفحات الصحف العالمية ووصلت معارضة العولمة لمستويات هائلة. كانت الحركة الظاهرة هي مجرد الجزء الظاهر فوق الماء من جبل الثلج المعادي للنظام. بكل معنى الكلمة كانت الحركة الجماهيرية المعادية للعولمة تسير في اتجاه الراديكالية، وبدأ قادة الحركة يفكرون بمصطلحات معاداة الرأسمالية. كان هناك جوا من التوتر السياسي، كان هناك شعور بأن هناك احتمالا بأن العاطفة الشعبية المستنيرة ربما تنجح في تغيير مسار الأحداث.


    لكن كل ذلك تغير بعد 11 سبتمبر 2001 اليوم الذي انهار فيه البرجان. اختفت الحركة المعادية للعولمة واختفت معها العولمة ذاتها، اختفاء يكاد يكون تاما من أمام الوعي الجماهيري، في ذلك اليوم المحتوم. فجأة ظهر سيناريو عالمي جديد شامل، و تهريج إعلامي جديد بصورة كاملة، بعدو جديد ونوع جديد من الحرب، حرب لا تنتهي، حرب ضد أشباح، حرب ضد “الإرهاب”.


    رأينا سباقا كيف أن الانهيار الاقتصادي المخطط الذي حدث في سبتمبر 2008 عجل بسير بعض المشاريع القائمة مثل مشروع تفكيك استقلال الدول، وفرض التقشف. وبنفس الكيفية فأحداث سبتمبر 2001 سرعت من بعض المشاريع القائمة مثل التخلي عن الحقوق المدنية والقانون الدولي.


    حتى قبل أن يسقط البرجان كان القانون الوطني قد صيغ، معلنا بكلمات لا لبس فيها أن الدولة البوليسية قد وصلت إلى هنا (الولايات المتحدة) بقوة وأنها ستبقى، وأصبحت وثيقة الحقوق لاغية وباطلة. وتم تبني قوانين مكافحة إرهاب مماثلة في مختلف دول العالم الأول. وهكذا فإذا رفعت أي حركة معادية للنظام رأسها مرة أخرى في العالم الأول (مثلما حدث على سبيل المثال مؤخرا في اليونان) فإنه يمكن استجلاب صلاحيات الشرطة العشوائية بالقدر الذي يتطلبه قمع المعارضة. لن يسمح لأي قوة بأن تخرج قطار مخططات المصرفيين عن سكته الحديدية. كانت الحركة المعادية للعولمة تصرخ: “هكذا تبدو الديمقراطية الحقيقية” وبعد الحادي عشر من سبتمبر رد عليها المصرفيون :”هكذا يكون القمع الحقيقي”.

    أحداث الحادي عشر من سبتمبر أدت للغزو المباشر للعراق وأفغانستان، وساعدت بصورة عامة في خلق جو يمكن فيه تبرير غزو دول مستقلة، بهذا العذر أو ذاك، وبدأ الشروع في هجر القانون الدولي بصورة كاملة مثله مثل الحقوق المدنية، ومثلما تم رفع القيود عن التدخلات البوليسية المحلية كذلك تم رفع القيود عن التدخلات السياسية العسكرية الجيوبوليتكية، فلا شئ يجب أن يقف في وجه أجندة المصرفيين الخاصة بتغيير النظام.

    يقول زبغنيو برزنسكي في كتابه: ما بين عصرين: دور أمريكا في العصر التكنوتروني: “ الحقبة التكتنوترونية تتضمن ظهور مجتمع متحكم فيه بدرجة أكبر، تهيمن عليه نخبة لا تقيدها القيم الأخلاقية التقليدية. هذه النخبة سوف لن تتردد في تحقيق أهدافها السياسية باستخدام أحدث التقنيات في التأثير على سلوك الجماهير، أزمة اجتماعية ملحة وظهور شخص محبوب جماهيريا، واستغلال الإعلام للحصول على ثقة الجماهير سيكون العتبة الأولى في اتجاه تحويل أمريكا لمجتمع متحكم فيه بدرجة كبيرة. من ناحية أخرى سيكون من الممكن ـ وسيكون ذلك مغريا بدرجة كبيرة ـ استغلال ثمار البحث العلمي الخاص بالمخ البشري والسلوك البشري لأغراض استراتيجية سياسية.”

    يتبع
                  

12-15-2011, 01:10 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية (Re: محمد عثمان الحاج)

    مرحلة ما بعد الرأسمالية: أساطير جديدة لثقافة جديدة

    ربما لا تكون 2012 هي سنة النهاية، لكن من الصعب رؤية لعبة النهاية تستمر لفترة طويلة بعد ذلك، سادة العالم يحبون الرمزية كحالهم مع 911 (في تشيلي ومانهاتن) و كي إل أي 007 وغير ذلك، 2012 محملة بالرمزية على سبيل المثال تقويم المايا، والإنترنت تضج بنبوءات 2012 و استراتيجيات النجاة من الكوارث المتنبأ بها، وتدخلات الكائنات الفضائية إلخ.، ثم هناك فيلم هوليود: 2012 الذي يصور بوضوح هلاك معظم البشرية والنجاة المخطط لها مسبقا لصفوة قليلة من البشر، لايعلم الإنسان حين يتعلق الأمر بهوليوود ما هو الخيال الهروبي وما هو الفلم الذي تم صنعه ليجهز عقول الجماهير بصورة رمزية لما سيأتي في المستقبل.


    مهما كان التاريخ المحدد فإن جميع الخيوط ستجتمع: الخيوط الجيوبوليتكية والمحلية، وسيتغير العالم. ستكون هناك حقبة جديدة، مثلما كانت الرأسمالية حقبة جديدة بعد مرحلة حكم النبلاء، ومثلما أعقبت العصور المظلمة سقوط الإمبراطورية الرومانية. كل حقبة لها هيكلها الخاص، اقتصادها الخاص، أشكالها الاجتماعية الخاصة، وأساطيرها الخاصة. هذه الأشياء يتعلق بعضها ببعض بصورة واضحة، وطبيعتها مستمدة من علاقات السلطة الأساسية والظروف الاقتصادية الخاصة بالمنظومة.


    في كل مرة تغيرت فيها الحقبة تم شيطنة الحقبة السابقة لها في الأساطير الجديدة. في أسطورة جنة عدن تمت شيطنة الأفعى، التي كانت قبل ذلك مقدسة في الديانات الوثنية التي سبقت التوحيد. عند ظهور الدول القومية الأوربية تمت شيطنة الكنيسة الكاثوليكية وظهرت البروتسانتية. وعندما ظهرت الجمهوريات كانت شيطنة الملكيات جزءا مهما من العملية. وفي مرحلة ما بعد 2012 ستتم شيطنة الديمقراطية والاستقلال الوطني. ذلك سيكون ضروريا لجعل الناس يتقبلون الحكم الشمولي المطلق...

    في تلك الأيام المظلمة المرعبة التي ستبق توحيد البشرية “المبارك” فيه، ستكون الفوضى عمت العالم. ستهجم الدول على بعضها البعض مثلها مثل الضواري في الأدغال. الدول لن يكون لها تماسك لفترة طويلة، وسيقفز الناخبون من حزب لآخر واضعين بذلك الحكومات في حالة تغيير و ارتباك دائمة. كيف ظن أحد ما على الإطلاق أن الجماهير نصف المتعلمة يمكنها أن تحكم نفسها وتدير مجتمعا معقدا؟ الديمقراطية كانت تجربة سيئة التدبير لم تؤدي إلا إلى الفساد والحكم العشوائي. كم سنكون محظوظين حين نجد أنفسنا في ذلك العالم الحسن التنظيم الذي وصلت فيه البشرية أخيرا لسن رشدها فأصبح أصحاب الخبرة الأفضل هم من يديرون الكوكب بكامله!

    الرأسمالية تتعلق بالنمو الاقتصادي والتقدم والتغيير. تحت الرأسمالية كانت صفات الطموح والمبادرة والمنافسة صفات يثنى عليها لأنها صفات تخدم حركيات الرأسمالية، الناس يتم تشجيعهم على اكتناز المزيد وعلى ألا يكتفوا أبدا بما لديهم. تحت الرأسمالية يحتاج الناس لأن يكون لديهم قدر من الحرية وقدر من الرفاهية حتى يمكن لحركيات الرأسمالية أن تعمل: بدون بعض الحرية لايمكن أن يصير الإنسان طموحا وبدون رفاهية كيف يمكن أن يتم الاكتناز؟ في عالم ما بعد الرأسمالية ستتم شيطنة ما كان يعتبر فضائل في مرحلة الرأسمالية. سيكون ذلك مهما جدا من أجل جعل الناس يتقبلون الفقر والتسلط.


    شهوة المال هي أصل جميع الشرور، والمنظومة الرأسمالية كانت في أصلها فاسدة ومبذرة، الفوضى عمت في السوق عندما ركضت الشركات بصورة عمياء نحو الربح، دون اعتبار للحاجات البشرية أو لكوكب الأرض. أما الآن فكم أصبحت سرايا إنتاجنا حساسة فقد أصبحت تنتج فقط ما هناك حاجة له، وتستهلك فقط ما هو متجدد. الرأسمالية شجعت الشره والاستهلاك، وكافح الناس لينافسوا بعضهم البعض لكي يسبقوا بعضهم بعضا في سباق الجرذان، فكم أصبحنا عاقلين اليوم ونحن نعيش في حدود التموين المحدد لنا ونقبل بالواجبات التي أسندت لنا مهما كان نوعها، خدمة للإنسانية!

    في تغيير النظام هذا الذي سيفتح مرحلة مابعد الرأسمالية فإننا نرى تنسيقا واعيا للاقتصاديات والسياسات والجيبوليتيكا والأساطير، كمشروع واحد متسق. سيتم خلق واقع جديد كامل: ثقافة كوكبية جديدة. عندما يصل الأمر إليها ستكون القدرة على تغيير الثقافات هي شكل السلطة النهائي. خلال جيل واحد ستصبح الثقافة الجديدة هي الطريقة التي تسير بها الأمور، وما الذي سنكتشف أنه ربما يقف في وجه التلاعب المستقبلي بالنظام الثقافي الذي تفكر العائلة المصرفية المالكة أن تفرضه؟


    منذ أن تم إدخال التعليم الذي تقدمه الدولة تنافست الدولة والأسرة على التحكم في تكييف الطفولة، وفي الطفولة يتم نقل الثقافة للجيل الجديد. في المستقبل الذي سيأتي في مرحلة ما بعد الرأسمالية المدار بصورة دقيقة من المحتمل جدا أننا سنرى “الحل النهائي” المتعلق بالتحكم الاجتماعي، والذي هو أن تحتكر الدولة تربية الأطفال. هذا سينهي المجتمع الذي تسود فيه رابطة الطفل مع الأبوين، وبذلك تنتهي كل الروابط الأخرى المتعلقة بالعائلة. سوف لن يكون هناك مفهوم الأقرباء بل سيحل محله مفهوم الزملاء الأعضاء في نفس خلية النحل، الأسرة يجب أن تتم شيطنتها. منذ الآن لدينا هنا في إيرلندة عروض تلفزيونية تركز على مآسي الأطفال الذي يسئ إليهم أو يهجرهم أبويهم.

    كم كانت مخيفة الأيام القديمة التي كان فيها أزواج غير مرخصين وغير مدربين لديهم التحكم الكامل في الأطفال الضعفاء، خلف أبواب مغلقة، وهم يعانون من مختلف الأمراض العصبية والإدمان أو الانحرافات. كيف استمرت هذه العبودية الأبوية و إساءة الأطفال المقننة كل هذه الفترة دون أن يتم النظر لحقيقتها؟ ما أحسن حالنا الآن حيث تتم تربية الأطفال بصورة علمية من جانب طاقم مدرب حيث يتم تربيتهم وتعليمهم قيما صحية!



    رتشارد ك. مور مغترب كان يعمل في وادي سيليكون وتقاعد وانتقل إلى إيرلندة عام 1004 ليبدأ عمله “الحقيقي”: محاولة فهم الكيفية التي يعمل بها العالم وكيف نجعله أفضل. أثمرت سنوات البحث والكتابة العديدة كتابه الشهير : الهروب من المصفوفة: كيف يمكن لنا نحن الجماهير أن نغير العالم (مشروع الجريدة الإلكترونية 2005). مشروع جريدته الالكترونية التي ترسل عبر الايميل مستمر منذ 1994 (cyberjournal.org). موقع الكتاب

    http://escapingthematrix.org
    في حين يتضمن موقعه الشخصي:
    http://quaylargo.com/rkm

    سيرة ذاتية مفصلة وقائمة شاملة لمقالاته وعنوان بريده الالكتروني

    [email protected]
    انتهى المقال. وسأحاول أن أتبعه بالمزيد من التوضيحات.
                  

12-15-2011, 01:22 AM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية (Re: محمد عثمان الحاج)

    يشكو اهل الغرب من حفنة من المصرفيين يقولون أنها أصبحت تملك وتسير العالم بكامله، ومن عجب أن أصل النظام المصرفي بأكمله هو الربا ولولا الربا لما كانت هناك مصارف ولما كان هناك مصرفيين ولما كانت هناك نهاية تاريخ!

    وإذن فهذه أهم آية تشريع في القرآن:

    يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
    فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ

    البقرة 278
    279
    تشديد قرآني رهيب ضد الربا، لم نعرف سببه إلا الآن ونحن نرى نهاية التاريخ! اجتهد الإسلامويون فأتونا بما سموه البنوك الإسلامية، وأعادوا تسمية الربا فسموه مرابحة! وامتلأت جيوبهم مالا وانتفخت كروشهم ورضي عنهم المصرفيون فاعتبروهم الامتداد الطبيعي لهم فأقروهم سادة على عرش السودان وعلى الربيع العربي.

    حان الوقت لكتابة الرواية الأخيرة من روايات تاريخ الإسلام فمن يجتهد ويكمل عمل جورجي زيدان؟
                  

12-16-2011, 04:56 PM

محمد عثمان الحاج

تاريخ التسجيل: 02-01-2005
مجموع المشاركات: 3514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نهاية تاريخ الإسلام ونهاية تاريخ الرأسمالية (Re: محمد عثمان الحاج)

    حكاية البنوك الإسلامية تشبه تاريخ الربا في المسيحية الذي كان محرما على المسيحيين مباحا لأهل الملل الأخرى إلى أن تم تقنينه:

    http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home...ontent&contentID=247


    تحدث ول ديورانت عن ذلك فيقول: 'كانت العقيدة المسيحية في الربا أكبر العقبات في نمو النظام المصرفي وتقدمه، وكان جيروم يرى أن الكسب كله حرام، كما أن أوغسطين يرى أن جميع الأعمال المالية إثم، لأنها تصرف الناس عن السعي للراحة الحقة أعني الله وكان البابا ليو الأول قد رفض هذه العقائد المتطرفة، ولكن الكنيسة ظلت لا تعطف على التجارة، وترتاب في جميع أنواع المضاربات والمكاسب، وتعارض جميع صنوف "الاحتكار" و"الجبأ" و"الربا" وكان هذا اللفظ الأخير يطلق في العصور الوسطى على فائدة المال أياً كان قدرها وفي ذلك يقول أمبروز الربا هو كل مال يضاف إلى رأس المال، وقد أدخل جرايتان هذا التعريف الجامد في القانون الكهنوتي الذي تسير عليه الكنيسة.
    ثم إن مجلس لا تران الثالث 1179 جدد هذا التحريم، وقرر أن الذين يجهرون بالربا لا يقبلون في العشاء الرباني، وإذا ماتوا وهم على إثمهم لا يدفنون دفن المسيحيين، وليس لقسيس أن يقبل صدقاتهم.
    أما البابا جريجوري التاسع فقد قال: إن الربا هو كل ما يناله الإنسان من كسب نظير قرض، وظل هذا الرأي قانون الكنيسة الرومانية حتى عام 1917م، وقد ظلت قروناً طوالاً تظن أن جميع المرابين يهود.
    وظل تشريع الحكومات زمناً طويلاً يؤيد موقف الكنيسة في هذه الناحية، وكانت المحاكم الدينية نفسها تحرم الربا، ولكن تبين أن حاجات التجارة أقوى أثراً من خشية السجن أو الجحيم.
    ثم ألغت معظم الدول الأوروبية بعد عام 1400 ما وضعته من قوانين لتحريم الربا، ولم يكن تحريم الكنيسة إلا كلاماً مهملاً يتفق الناس جميعاً على إغفاله. [298]
    ويرى جورج سول أن الكنيسة كانت تحرم الربا لسبب نفعي؛ بالإضافة إلى الدافع الديني، فيقول سول : 'هذا التأكيد بفساد الربا وشروره ليس فكرة مجردة فحسب، ولكنه كما هو الشأن بالنسبة إلى معظم المذاهب الأخرى البارزة في ذلك الحين وفي عصرنا هذا- كان يحقق غرضاً هاماً حينذاك لأولئك الذين عملوا على ترويج الفكرة'.
    لقد شعرت الكنيسة وحلفاؤها الإقطاعيون في العصور الوسطى -وبحق- أن ثمة خطراً يهدد سلامتهم وسلطانهم نتيجة نمو الرأسمالية ، وإن لم يطلق عليها أحد هذه التسمية، إن استنكار الربا كان من الأغراض الدالة على أن وسائل جديدة في الإنتاج والتبادل بدأت تعمل على تقويض دعائم النظام الإقطاعي. [299]
    وعلى أية حال فإن اقتصاد القرون الوسطى لم يكن يستطيع التملص من اتباع التعاليم الكنسية التي كانت جزءاً من النظام الأخلاقي المسيحي، كما أنه كان -في الوقت نفسه - خاضعاً ومقيداً بالأعراف الإقطاعية السائدة، ولذلك كان حتماً أن ينهار بانهيار الكنيسة والإقطاع.
    ولا شك أن الكنيسة ارتكبت خطأ فادحاً بإقرارها للواقع السيئ، وعدم وضع سياسة اقتصادية عامة وعادلة تستمد أصولها من الدين، كما أن سلوكها الذاتي وطغيانها المالي الفظيع قد جعلاها قدوة للظالمين، ومحط أنظار المقت والحقد من المظلومين.
    وإذا حاولنا تحديد النظرية العامة للكنيسة إجمالاً - مع استثناء مسألة الربا وملحقاتها - فإن أقرب وصف يفي بالمراد هو أنها نظرية طبيعية إقطاعية ، ومن اليسير إدراك أن هذه النظرية لم يكن لها منهج مستقل، بل كانت تستمد من الأسس الأخلاقية العامة.
    Quote: íÔßæ Çåá ÇáÛÑÈ ãä ÍÝäÉ ãä ÇáãÕÑÝííä íÞæáæä ÃäåÇ ÃÕÈÍÊ Êãáß æÊÓíÑ ÇáÚÇáã ÈßÇãáå¡ æãä ÚÌÈ Ãä ÃÕá ÇáäÙÇã ÇáãÕÑÝí ÈÃßãáå åæ ÇáÑÈÇ æáæáÇ ÇáÑÈÇ áãÇ ßÇäÊ åäÇß ãÕÇÑÝ æáãÇ ßÇä åäÇß ãÕÑÝííä æáãÇ ßÇäÊ åäÇß äåÇíÉ ÊÇÑíÎ!

    æÅÐä ÝåÐå Ãåã ÂíÉ ÊÔÑíÚ Ýí ÇáÞÑÂä:

    íÇ ÃóíõøåóÇ ÇáóøÐöíäó ÂãóäõæÇ ÇÊóøÞõæÇ Çááóøåó æóÐóÑõæÇ ãóÇ ÈóÞöíó ãöäó ÇáÑöøÈóÇ Åöä ßõäÊõã ãõøÄúãöäöíäó
    ÝóÅöä áóøãú ÊóÝúÚóáõæÇ ÝóÃúÐóäõæÇ ÈöÍóÑúÈò ãöøäó Çááóøåö æóÑóÓõæáöåö ۖ æóÅöä ÊõÈúÊõãú Ýóáóßõãú ÑõÁõæÓõ ÃóãúæóÇáößõãú áóÇ ÊóÙúáöãõæäó æóáóÇ ÊõÙúáóãõæäó

    ÇáÈÞÑÉ 278
    279
    ÊÔÏíÏ ÞÑÂäí ÑåíÈ ÖÏ ÇáÑÈÇ¡ áã äÚÑÝ ÓÈÈå ÅáÇ ÇáÂä æäÍä äÑì äåÇíÉ ÇáÊÇÑíÎ! ÇÌÊåÏ ÇáÅÓáÇãæíæä ÝÃÊæäÇ ÈãÇ Óãæå ÇáÈäæß ÇáÅÓáÇãíÉ¡ æÃÚÇÏæÇ ÊÓãíÉ ÇáÑÈÇ ÝÓãæå ãÑÇÈÍÉ! æÇãÊáÃÊ ÌíæÈåã ãÇáÇ æÇäÊÝÎÊ ßÑæÔåã æÑÖí Úäåã ÇáãÕÑÝíæä ÝÇÚÊÈÑæåã ÇáÇãÊÏÇÏ ÇáØÈíÚí áåã ÝÃÞÑæåã ÓÇÏÉ Úáì ÚÑÔ ÇáÓæÏÇä æÚáì ÇáÑÈíÚ ÇáÚÑÈí.

    ÍÇä ÇáæÞÊ áßÊÇÈÉ ÇáÑæÇíÉ ÇáÃÎíÑÉ ãä ÑæÇíÇÊ ÊÇÑíÎ ÇáÅÓáÇã Ýãä íÌÊåÏ æíßãá Úãá ÌæÑÌí ÒíÏÇä¿
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de