عقيد شرطة يخنق عامل درداقة بصالة جمارك سواكن (صور من داخل المستشفى)

Quote: ..يمكن ان تصنّف بأنها حوادث أقل من عادية تتكرر عشرات المرات في دول العالم الثالث، حيث الكرامة فيها ترف، والاحترام عبث ، والإنسانية كلمة تذكر في الكتب المهملة ، قلت انها حوادث أقل من عادية ، لكنها كانت مؤلمة ومدوية غيرت وما زالت تغير قوامات الشعوب ووجه التاريخ : في ذلك النهار ذهبت الشرطية فادية حمدي إلى سوق الخضار في ولاية سيدي بو زيد، وأول ما بدأت ممارسة سلطتها المستمدّة من سلطة الزعيم الملهم والقائد الضرورة – على رأي صديقي حسن الشوبكي- بدأت بمصادرة "بسطة" الشاب اليتيم المغمور محمد البوعزيزي، حملت السلة الأولى من الفواكه ووضعتها في سيارتها ، ثم همّت بأخذ الثانية ، فحاول أن يمنعها الشاب بكل ما اوتي من كلمات توسل ورجاء..لكنها صفعته –بيد من نفوذ- وقالت له بالفرنسية "ارحل"..فأنبتت تلك الكلمة ملايين يافطات القماش والكرتون والدم في الشوارع العربية لتصبح اشهر كلمة وأقصر كلمة "للثورة".. *** كان في مقهى انترنت، يتصفح ويراسل ويجدد بياناته على الفيس بوك ، كغيره من مئات ألاف الشباب حول العالم ، دخل عنصران من المخابرات المصرية من بابي المحل، طلبوا من الموجودين عدم المغادرة الا بعد التفتيش ، وعندما رفض طريقتهم في التعامل حاولوا تقييده، وعندما أبدى مقاومة لهما قاما بضرب رأسه برخامة بارزة حتى فقد وعيه ثم جروه خارج المحل وبدأوا ضرب راسه من جديد ببواية الحديد التي قرب مقهى الانترنت، حتى فارق الحياة ..ادخلوا جثته بصندوق السيارة ثم رموه بعد نصف ساعة على قارعة الطريق ككيس قمامة ..انه خالد سعيد مفجر الثورة المصرية... ** كتبوا بالطبشور وبكسر الفحم ..الشعب يريد، لم يكملوا العبارة لأنهم لم يتأكدوا من صحة إملائها اصلاً ... و دون ان يعرفوا لهوهم من جدهم اعتقلتهم دورية من الأمن المظفّر..هناك في "الشعبة الأمنية" اقتلع المحققون أظافر الصغار وكسروا عظامهم وعندما ذهبن الأمهات ليخرجن أولادهن من غياهب التحقيق..خرجت الحروف المتعجرفة من تحت استقامة شوارب الضابط المناوب قائلا: "روحوا خلفوا غيرهم"..انهم اطفال درعا مفجرو الثورة السورية.. *** جل الثورات العربية كان سببها صفعة شرطي أو لكمة مخبر أو "سادية" محقق..وكل الانتفاضات التي تتكاثر مثل غيم كانون..هي انتفاضات كرامة..لشعوب سحقت تحت بساطير الأجهزة الأمنية، واستلت أنفاسها سراً في زنازين الاعتقال المظلمة..فحذار حذار من الفوقية –الأمنية – وحذار حذار من العبث "بديناميت"الكرامة.. احمد حسن الزعبي