|
Re: ماذا تريد امريكا من السودان (Re: صلاح الدين نزلاوى)
|
النص ادناه منقول من موقع قناة الجزيرة لم تحظ حكومة الإنقاذ (المؤتمر الوطني) منذ استيلائها على السلطة بانقلاب عسكري في يونيو/ حزيران 1989م بشهر عسل مع حكومات الولايات المتحدة المتعاقبة، بل ورثت جفوة ومقاطعة بدأت منذ أواخر عهد الرئيس نميري حتى حكومة الصادق المهدي الديمقراطية (1986-89). فحكومة المهدي لم تحقق ما توقعته منها الإدارة الأمريكية بإلغاء قوانين الشريعة الإسلامية التي سنها نميري في 1983م ولم تصل إلى اتفاق سلام مع حركة التمرد الجنوبية بقيادة جون قرنق الذي كان مقرباً من جماعات الضغط الإنجيلية واليهودية ومنظمات حقوق الإنسان التي احتضنته بعد أن تراجع عن فلسفته الماركسية اللينينية في أعقاب سقوط ديكتاتور أثيوبيا مانجستو هايلي مريام. استمرت الجفوة والمقاطعة طيلة عهد الرئيس بوش الأب (1988-91) وبلغت أوجها في عهد الرئيس بيل كلنتون (1992-2000) الذي سعى لتغيير النظام عن طريق المعارضة السودانية مدعومة من دول الجوار في يوغندا وإريتريا، وقاد مقاطعة دبلوماسية للسودان من خلال قرارات مجلس الأمن لاتهامه بالضلوع في محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أثيوبيا عام 1995، وقصف مصنع الشفاء للأدوية في الخرطوم بحري بالصواريخ بدعوى خاطئة أنه مصنع للأسلحة الكيماوية يتبع للسعودي المطارد أسامة بن لادن، وأدرج اسم السودان ضمن قائمة الدول المتهمة بدعم الإرهاب في العالم.
وجاء جورج بوش الابن (2001-2008) ليواصل الجفوة والمقاطعة الاقتصادية ولكن مع قدر من التعاطي مع نظام الخرطوم بقصد حل مشكلة الجنوب تحت معادلة (نظامان في دولة واحدة)، وقطع وعوداً خلّبا للحكومة بتطبيع العلاقات معها ورفع اسمها من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، إن هي وقعت اتفاق سلام مع الحركة الشعبية التي تقود التمرد في الجنوب. واستطاع جورج بوش أن يتابع عن قرب بواسطة مبعوثيه الخاصين مسيرة التفاوض بين حكومة السودان وحركة التمرد الجنوبية (2002-2004) التي انتهت بنجاح إلى عقد اتفاقية السلام الشامل في يناير 2005، ولكن العلاقة لم تتحسن بين البلدين لأن أزمة دارفور اندلعت في فبراير 2003 بين المركز وفصائل التمرد في الإقليم، وتناقلتها وسائل الإعلام العالمية بكثافة ممنهجة مما أساء كثيراً إلى سمعة حكومة الرئيس البشير الذي اتبع سياسة القمع العسكري ضد التمرد في دارفور، وتسبب في إحداث مأساة إنسانية واسعة النطاق تضرر منها قتلاً ولجوءاً ونزوحاً مئات الآلاف من أهل ذلك الإقليم المنكود.
وتبنت جماعات الضغط ومنظمات حقوق الإنسان في الولايات المتحدة حملة إعلامية شعواء ضد حكومة المؤتمر الوطني حتى بعد أن شاركت الحركة الشعبية في تلك الحكومة واستقلت بحكم جنوب السودان تنفيذاً لاتفاقية السلام الشامل. وأتت تلك الحملة أكلها أثناء مرحلة الترشيحات للانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية، فقد تبارى المرشحون الأساسيون بالمزايدة في تهديد حكومة السودان ووصل الأمر درجة الوعيد بالتدخل العسكري في السودان إن لم توقف الحكومة العنف وانتهاكات حقوق الإنسان في دارفور؛ وكان أوباما من بين هؤلاء، إذ توعد بتوقيع عقوبات أشد على السودان وبجعل إقليم دارفور منطقة حظر جوي لمنع الطيران الحكومي من قصف القرى في الإقليم، إن لم يستجب للشروط الأمريكية. وعند محاولة تقييم إستراتيجية أوباما الجديدة تجاه السودان التي أعلنت أخيرا من منبر وزارة الخارجية الأمريكية يوم الاثنين (19/10)، ينبغي النظر إليها في ضوء تلك التطورات منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي والتي كان الديمقراطيون فيها هم الأشد قسوة على السودان. وهذا ما يجعل سياسة أوباما فرصة أفضل لتحسين العلاقات بين السودان وأمريكا.
ورغم أن السودان لا يشكل أولوية في سلم العلاقات الخارجية الأمريكية إلا أن مناقشات وتطوير السياسة المتعلقة به أخذت من الإدارة الجديدة حوالي الثمانية أشهر بسبب تلك الخلفية التاريخية، وأكثر منها بسبب المواقف المتباينة لقيادات الدبلوماسية الأمريكية في وزارة الخارجية ومندوبة أمريكا في مجلس الأمن (سوزان رايس) والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي في السودان (اسكوت غريشون) ومجلس الأمن القومي. فقد أخذت المكاتبات حول السودان بين الجنرال غريشون وسوزان رايس، التي تقف في الطرف المتطرف ضد السودان منذ أن كانت مساعدة لوزيرة الخارجية السابقة (مادلين أولبرايت) للشؤون الإفريقية في عهد الرئيس بيل كلنتون، وقتاً طويلاً قبل أن تحسم في الأيام الفائتة بعد مفاوضات مكثفة بين كافة الأطراف المعنية بإعلان الإستراتيجية الجديدة. ولقد وصفت رايس الإستراتيجية بأنها ذكية وصارمة ومتوازنة. ولعل ذلك يوضح كثيراً من أوجه السياسة الجديدة التي تبدو وكأنها متناقضة في بعض تفاصيلها بالتعامل مع حكومة السودان.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ماذا تريد امريكا من السودان | صلاح الدين نزلاوى | 11-15-11, 08:36 AM |
Re: ماذا تريد امريكا من السودان | صلاح الدين نزلاوى | 11-15-11, 11:17 AM |
Re: ماذا تريد امريكا من السودان | صلاح الدين نزلاوى | 11-15-11, 11:26 AM |
Re: ماذا تريد امريكا من السودان | محمد جلال عبدالله | 11-15-11, 11:33 AM |
Re: ماذا تريد امريكا من السودان | شرف الدين آدم إسماعيل | 11-15-11, 11:44 AM |
Re: ماذا تريد امريكا من السودان | صلاح الدين نزلاوى | 11-15-11, 11:56 AM |
Re: ماذا تريد امريكا من السودان | شرف الدين آدم إسماعيل | 11-15-11, 12:58 PM |
Re: ماذا تريد امريكا من السودان | صلاح الدين نزلاوى | 11-16-11, 08:37 AM |
Re: ماذا تريد امريكا من السودان | نورالدين بابكر بدري | 11-15-11, 12:59 PM |
Re: ماذا تريد امريكا من السودان | صلاح الدين نزلاوى | 11-16-11, 07:27 AM |
Re: ماذا تريد امريكا من السودان | صلاح الدين نزلاوى | 11-16-11, 07:42 AM |
Re: ماذا تريد امريكا من السودان | صلاح الدين نزلاوى | 11-16-11, 08:08 AM |
Re: ماذا تريد امريكا من السودان | صلاح الدين نزلاوى | 11-17-11, 09:57 AM |
Re: ماذا تريد امريكا من السودان | صلاح الدين نزلاوى | 11-17-11, 10:28 AM |
Re: ماذا تريد امريكا من السودان | صلاح الدين نزلاوى | 11-20-11, 07:34 AM |
Re: ماذا تريد امريكا من السودان | صلاح الدين نزلاوى | 11-20-11, 09:11 AM |
Re: ماذا تريد امريكا من السودان | محمد هاشم ابوزيد | 11-20-11, 09:28 AM |
Re: ماذا تريد امريكا من السودان | صلاح الدين نزلاوى | 11-20-11, 09:58 AM |
|
|
|