|
الصادق المهدي غير مؤهل لقيادة المعارضة ضد الانقاذ
|
يعتبر حزب الأمة من أكثر الأحزاب السودانية حاجة لتبرير وشرح وتوضيح مواقفه السياسية. وإذا وصف رجل الشارع السوداني رئيس حزب الأمة الحالي، السيد الصادق المهدي (بكثرة الكلام)، فأن ذلك ليس بسبب أن الله قد خلق الرجل هكذا، محبا للكلام وإنما هو قد صار كذلك، لأنه قد صار رئيسا لحزب هو في حاجة مستمرة لتبرير وشرح وتوضيح مواقفه السياسية. فهذا الحزب هو من أكبر الأحزاب السودانية من ناحية التأييد الجماهيري، وبالتالي فأن رئيسه هو دائما رئيس حكومة السودان في العهود الديمقراطية. ومأزق هذا الحزب هو أن الديمقراطية التعددية، العلمانية بالضرورة، هي في تناقض جذري مع الأسس الدينية الشمولية التي انبنى عليها الحزب والتي يدين لها بالسند الشعبي الدائم المتمثل في طائفة الأنصار الدينية. وهذا الوضع يتطلب أن يداوم المسئول الأول ويستمر في شرح وتبرير وتوضيح مواقفه.
فهو إما أن يبرر لجماهيره من الأنصار ويشرح ويوضح لهم موقفا علمانيا أضطر لإتخاذه، وإما أن يبرر لبقية الأحزاب وللشعب السوداني موقفا دينيا شموليا أضطر لإتخاذه. ويتجلى هذا المأزق الذي يعيشه (حزب الأمة) أكثر كلما وقع حدث سياسي يتطلب أن يوضح حزب الأمة موقفه منه بجلاء. وكثيرة هي الأحداث السياسية التي جعلت (حزب الأمة) يواجه مأزقه وجها لوجه ويفشل في إتخاذ موقف واضح منها. ومنها علي سبيل المثال:-
1 - المصالحة الوطنية علي عهد الدكتاتور نميري 1977 2 - تحديد موقف من قوانين سبتمبر لعام 1984 بعد الإنتفاضة 3- إتفاقية كوكادام 1987 4- إتفاقية السلام السودانية (الميرغني – قرنق) 1988 5- إنقلاب الإنقاذ الإسلامي 1989 6- المصالحة مع نظام الإنقاذ الإسلامي.
ولسوء الحظ فأن هذا التذبذب الراسخ في تفاصيل نشأة هذا الحزب قد جعله، وهو أكبر الأحزاب السياسية، غير قادر علي إنجاز حلول عملية جريئة للمشاكل السياسية التي يمور بها بلد مثل السودان متعدد الأعراق والأديان والثقافات والتوجهات السياسية.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي غير مؤهل لقيادة المعارضة ضد الانقاذ (Re: حامد بدوي بشير)
|
ما ذكرناه اعلاه من الحقائق التاريخية، قد تجلى بوضوح فيما طرحه رئيس حزب الامة أمس (13/11) في اللقاء الذي أجري معه في برنامج (ساعة حرة) بقناة (الحرة) التلفزيزنية.
لقد بدى الرجل مرتبكا وغير قادر على إعطاء آراء متماسكة أمام اسشلة المذيع، ولهذا ظل يكرر بلا ملل نقده لاتفاقية السلام الشامل، رقم ان المقام هو مقام إسقاط سلطة الإنقاذ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي غير مؤهل لقيادة المعارضة ضد الانقاذ (Re: عمر عبد الله فضل المولى)
|
Quote: 1- الخطاب السياسي لحزب الأمة ومن خلال جريدة (الأمة) أخفى طموحات السيد عبد الرحمن الرئيسية الرامية لإقامة ملكية أنصارية في السودان وذلك حتى إنتخابات 1954 التي هزم فيها شر هزيمة وأثرت بالتالي في خططه وبرامجه وتكتيكاته فيما يلي من سنوات |
انت لسه بتلوك اكذوبة ان السيد عبدالرحمن المهدي اراد ان يكون ملكا على السودان.انا جبت رسالة دكتوراة موثقة في هذا البورد كان يجب ان تتطلع عليها انت وكوادر حزب الامة في البورد على الاقل لانصاف الرجل وانجازته العظيمة....وهذا لزم التنويه
... اذا كان في مشكلة مع الامام الحالي الصادق المهدي وقيادته غير الرشيدة له من 1964
Quote: الصادق المهدي غير مؤهل لقيادة المعارضة ضد الانقاذ |
نعم غير مؤهل وللاسباب الاتية 1- هو ضد اتفاقية نيفاشا وضد مشروع السودان الجديد وله ماضي مشين مع انسان الهامش تماما كما هو حال البشير والمؤتمر الوطني...لذلك تخرج المكنيزمات الدفاعية وعادةة انا لا اكذب ولكن اتجمل في حوراته 2- كراهيته غير المبررة لنيفاشا بانها ثنائية وينسي جوبتي وفيلها وذبح بقرة نيفاشا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي غير مؤهل لقيادة المعارضة ضد الانقاذ (Re: adil amin)
|
النوبة في السياسة السودانية
لقد عاملت المعارضة السودانية النوبة معاملة أفضل بقليل مقارنة بحكومة الرئيس عمر البشير الحالية . و عندما كان حزب الأمة في الحكومة ، كان هو القوة الرئيسية خلف سياسة المليشايات والحملة ضد النوبة . ويتحمل الصادق المهدي ، رئيس الوزراء آنذاك ، الجزء الأكبر من مسئولية ما يجري حالياً من مأساة حقوق الإنسان في جبال النوبة ، وكذلك مبارك الفاضل ، وزير الداخلية، و عبدالرسول النور حاكم كردفان ، و بعض الشخصيات القيادية في حزب الأمة كفضل الله برمة ناصر. كما أنضم بعض سياسي حزب الأمة ، كرئيس اللجنة البرلمانية السابق حريكة عز الدين ، إلى الحكومة العسكرية الحالية ، و هو يواصل المشاركة في الحملات العسكرية. أما الآن وهم في المعارضة ، فإنهم يتشدقون بكلمات "الديمقراطية" و "حقوق الإنسان".ولكن ليس هناك من مؤشر بأن حزب الأمة قد غير موقفه تجاه النوبة . فالحزب ما يزال يرى أن البقارة هم إحدى دوائره السياسية الرئيسية ، وعتقد أن مساندته للنظرية التوسعية للبقارة هو أفضل طريق لكسب قياداتهم الذين هم مع الحكومة الآن . و لم يعبر حزب الأمة حتى عن ندمه ، ناهيك عن تقديم الإعتذار عن جرائمه في جبال النوبة . و لا يزال النوبة يتشككون في نوايا حزب الأمة ، كما يعارض الحزب بشدة السماح للنوبة بتقرير مصيرهم . لقد طال إنتظار بيان واضح من حزب الأمة يقر فيه بجرائمه الماضية في جبال النوبة و يعلن إقراره بمبدأ إحترام كل حقوق شعب النوبة . وحتى يتم تأكيد مثل هذا الإلتزام ، فإن شكوك النوبة الخاصة بأن حزب الأمة لديه نفس سياسة الحكومة الحالية سيكون لها ما يبررها. إن الحزب الإتحادي الديمقراطي ليس له مثل هذا السجل السيء في جبال النوبة ، و لكنه ما زال حزباً يمثل مصلحة محلية ضيقة ، بدلاً من أن يكون حزبا قوميا حقيقاً . و كان بإمكان الحزب ، و برؤية أوسع للسودان ، أن يستغل بكل سهولة عدم التوافق بين النوبة و حزب الأمة لمصلحته ، و أن يسعى إلى عمل تحالف إستراتيجي مع الحزب القومي السوداني أو مجموعات النوبة الأخرى في عقد الثمانينات . و لكنه فشل في ذلك. و مثله مثل حزب الأمة تماماً ، فإن الإتجاد الديمقراطي منقسم على نفسه فيما يختص ببعض القضايا ، كالقوانين الإسلامية ، و حق تقرير المصير بالنسبة للجنوب ، مما أثار شكوك النوبة بأن الحزب يشارك الحكومة الحالية رغبتها في إقامة دولة إسلامية . لقد طور الحزب الإتحادي الديمقراطي مؤخراً بعض الرؤى تجاه الشعوب المهمشة في شمال السودان ، و لكن هذه الرؤى لم تترجم إلى إلتزامات بعد . و ما زال النوبة في إنتظار إلتزام واضح من جانب الحزب الإتحادي الديمقراطي فيما يختص بحقوقهم الأساسية. يهيمن حزبا الأمة و الإتحادي الديمقراطي على التجمع الوطني الديمقراطي المعارض ، و الذي يطرح نفسه كبديل لحكومة عمر البشير – الترابي. مع ذلك ، فإن للنوبة مبرراً قوياً لشكوكهم بأن حكومة التجمعسوف لن تمثل تغييراً جوهرياً في السياسة الشمالية تجاه النوبة . و أن للجيش الشعبي لتحرير السودان ديناً كبيراً مستحقاً للنوبة ، ليس الآن جبال النوبة كانت ما زالت الجبهة الرئيسية في الحزب ، و لكن لمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف من قوات النوبة في المعارك التي جرت في جنوب السودان ، و الذين ظلوا مخلصين بصورة دائمة للعقيد جون قرنق . كما أستفاد الجيش الشعبي أيضاً من القائد يوسف كوة ، كعضول لوفود محادثات السلام و الرحلات الخارجية. و أعتمدت الحركة الشعبية بدرجة كبيرة على مهارات يوسف كوة كرئيس لمؤتمر الحركة عام 1994م. و لكن إلتزامات الحركة تجاه النوبة ظلت موضع سؤال . و لى الرغم من أن الجيش الشعبي يطالب رسمياً بمنح جبال النوبة حق تقريرالمصير ، لكن الكثيرين يتشككون بأن هذا الإلتزام يمكن التخلي عنه من أجل الحصول على إتفاق أوسع. و لقد تفجرت مخاوف النوبة العميقة بتوقيع "اتفاقية شقدوم" بين الجيش الشعبي وحزب الأمة ، في 12 ديسمبر 1994م. فبينما تقر الفقرة الثانية من الإتفاق بأن "حق تقرير المصير هو حق إنساني أساسي للشعوب " نجد أن الفقرة الرابعة تحتوي على خلاف ذلك ، و أنها مناقضة لموقف الجيش الشعبي: "2/4 يرفض حزب الأمة ذكر تضمين جبال النوبة ، و منطقة أبيي ، و جبال الأنقسنا في الفقرة الخاصة بحق تقريرالمصير ، لأنه لا يعترف بحق تقرير المصير لأي مجموعة تقع خارج جنوب السودان . كان الموقعون عن حزب الأمة هما عمر نور الدائم ، و مبارك الفاضل. يجب على الجيش الشعبي لتحرير السودان أن يعلي من شأن إلتزاماته تجاه النوبة لتصبح جزء مكملا ًلوضعه التفاوضي مع الأحزاب الشمالية و مع الحكومة ، إذا كان ذلك من خلال الإيقاد أي أي وسطاء آخرين (كالرئيس كارتر) . و يجب على الحركة الشعبية أن لا توقع أي إتفاقية لا تعطي النوبة حقوقاً متساوية مع الجنوبيين. إن موقف الأحزاب السياسية و الحركة الشعبية تجاه النوبة لمؤشر على وجود مسلك تفضلي واسع الإنتشار وسط القيادة المعارضة. فهم يعتقدون أن إيجاد الحلول يكمن في عمل الصفقات بين القادة ، و ليس في التعبئة الشعبية . و لقد جلبت هذه النظرة المأساة للسودان ، وسوف تظل كذلك.
(من كتاب افركا رايتس..1996)******************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي غير مؤهل لقيادة المعارضة ضد الانقاذ (Re: عبدالمجيد صالح)
|
تابعت بدقة حديث السيد الصادق المهدي لقناة الحرة.
الرجل حير محاوره تماما.
يقول أنه يريد سلطة جديدة وسياسات جديدة. ولا يريد ذهاب سلطة الإنقاذ.
يقول له المذيع، انت إذن تريد (إصلاح النظام). فيرفض هذا التفسير لموقفه الغامض والذي يتهرب من توضيحه.
ما لم يذكره المذيع، ولعله لا يعرفه، هو أن الصادق المهدي قد قتل عن عمد ومع سبق الإصرار، اتفاقية السلام السودانية التي وقعها جون قرنق مع محمد عثمان الميرغني في أدس اباب عام 1988 رغم أنها لم تحتوي على تقرير مصير أو استفتاء وذلك مجاملة للجبهة الاسلامية التي رفضت الاتفاقية لأنها تقطع الطريق على انقلابها المشئوم الذي كان السودان كله يعلم أنها تعد له إلا رئيس الوزراء الصادق المهدي. ثم يجئي اليوم ليتباكى على فصل الجنوب.
والأكثر غرابة أن الصادق المهدي قد برر تمسكه ببقاء سلطة عمر البشير بالخوف على مصير السودان وهو اكثر من يعلم ان بقاء هذه السلطة سوف يقود إلى صوملة البلاد. بل أن الرجل قد بلغ به الضلال أن يقول أن الثورات العربية التي أطاحت بالأنظمة الفاسدة تعاني اليوم من (الحيرة) ولا تدري ماذا تفعل بعد رحيل الرؤساء الطغاة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي غير مؤهل لقيادة المعارضة ضد الانقاذ (Re: حامد بدوي بشير)
|
Quote: الصديق الإستاذ حامد
أرى أن نركز دوما على ما يجمع فصائل المعارضة
لا ما يفرقها
وذلك لا يمنع إدارة الحوار بين تلك الفصائل
كشركاء يحترم كل منهم الآخر
الباقر موسى |
الصديق الباقر موسى،
تحياتي.
نعم، يجب ان نركز على مشتركات فصائل المعارضة.
لكن بعد الذي سمعته من فم الصادق المهدي ، فإنني لا أستطيع أن اعتبره من فصائل المعارضة إلا إذا ألغيت عقلي، ولا أنوي ان افعل ذلك ما حييت.
وإذا جاء اليوم مالك عقار وقال من خلال فضائية دولية أنه ضد إسقاط نظام البشير، فإنه يكون تلقائيا قد سقط من قائمة(المعارضين) وانضم لمؤيدي النظام، مهما نظّر ومهما سوف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي غير مؤهل لقيادة المعارضة ضد الانقاذ (Re: ABDALLAH ABDALLAH)
|
Quote: الأخ حامد بدوى أفرض أننا إقتنعنا بكلامك هذا ونريد أن ننصرف عن السيد الصادق المهدى فى رأيك من هو المؤهل للقياده عشان نمشى معاه أم إنكم فى حالة حرب ضد السيد الصادق وكل منتمٍ لحزب الأمه؟!!! |
الأخ عبد الله،
تحياتي.
أنا هنا لا أمثل أحدا سوى نفسي ولا اعبر نيابة عن احد سوى آرائي التي أتحمل كامل المسئولية عنها، فلا تقل (إنكم ... ) بصيغة الجمع.
وأنا لست في حالة حرب مع أحد. أنا في حالة حرب دائمة مع المنظومات الفكرية والممارسات السياسية والمواقف الشخصية التي اعتقد انها ضد أو تعرقل نضال الشعب السوداني للانعتاق من الدكتاتورية العسكرية والظلامية الدينية التي اجتمعت كلها في سلطة الانقاذ والتي سيؤدي استمرارها لضياع السودان العظيم ومحوه من خارطة العالم واستبداله بعدد من الدويلات العرقية الهويلة والإمارات الدينية المتخلفة.
وسأستمر في انتقاد
أي شخص أي سياسي أي كاتب أي صحفي أي حزب أي دولة تؤيد/يؤيد بقاء سلطة الإنقاذ الدكتاتورية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي غير مؤهل لقيادة المعارضة ضد الانقاذ (Re: حامد بدوي بشير)
|
Quote: 1- الخطاب السياسي لحزب الأمة ومن خلال جريدة (الأمة) أخفى طموحات السيد عبد الرحمن الرئيسية الرامية لإقامة ملكية أنصارية في السودان وذلك حتى إنتخابات 1954 التي هزم فيها شر هزيمة وأثرت بالتالي في خططه وبرامجه وتكتيكاته فيما يلي من سنوات.
|
يا صاحب البوست اسلوب التجاهل القديم ده ما بودي لي قدام..ويزيد ما في البورد من اسقام اذا عندك ناسات اكتب افكارك النيرة في المسنجر وخليهم يجوك هناك ده منبر عام والديموقراطية وعي وسلوك...يا تؤكد ا كتبتو فوق اتحذفوا وتعتذر عنه كما اعتر الكثيرين من قصروا في حق السيد عبدالرحمن المهدي...من خريجين غردون ورصدهم منصور خالد في النخبة السودانية وادمان الفشل حتى لا تكون منهم... لا زلت انتظر الوثائق لتدلل على ما اجملته اعلاه ماخذك على الحفيد الفاشل لا يجعلك تتطاول على الجد الناجح اذا كنت فعلا اكاديمي ومحترم دلل على كلامك على السيد عبدالرحمن المهدي بالوثائق ولي فائدة الزوار هذا البوست يعرض حياة السيد عبدالرحمن المهدي بالتفاصيل
Quote: الباب الخامس:العرش والمحراب الفصل الاول السيد عبدالرحمن واالملكية استئناف الخاتمة: الاتهام بالسعي للملكية والذي عرضنا له فى مبحث سابق أيدته بعض المظاهر الارستقراطية التي مارسها السيد عبدا لحمن وأفراد أسرته من قصور وضياع أو أبهة الملوك فالرجل سليل ملوك الأمة ووريث زعامة دينية وسياسية لأبيه وهي عوامل لم تجتمع إلا له دون سائر أبناء المهدي ومن مظاهر الارستقراطية التي مارسها عبد الرحمن تربية الخيل والاهتمام بها جعله يملك اكبر ستطبل للخيل في الشرق الأوسط(حمدى ازرق –مقال في صحيفة الاتحاد الإماراتية العدد 9323) ولم يكن اهتمامه قاصرا على تربيتها بل اهتم بتحسين نسل الجواد السوداني وتهجينه بالسلالات الأجنبية التي استوردها من بريطانيا ومصر وكان يهدي منه لضيوفه من داخل السودان وخارجه وظل شغوفا بها وركوبها حتى أخر عمره كما اهتم السيد عبد الرحمن بتربية الجاموس الذي استورده من مصر السودانيون لم يالفو تربية الجاموس رغم انه من فصلية الأبقار التي تكثر أعدادها في السودان ويعتبر السيد أول من حاول تربيته في السودان ويبدوا أن التجربة لم تجد النجاح المطلوب فلا يرى للجاموس وجودا في السودان اليوم تعرض السيد عبد الرحمن لكثير من الاتهامات بالتواطوء مع المستعمر إذا اعتبرنا الحكم الثنائي استعمارا بمعنى العبارة- وتلك التهم مجملها كانت مكايدات سياسية أملتها ظروف الصراع السياسي الذي يبرر كل الوسائل لبلوغ الغايات ولكن بعد هداة الأعاصير السياسية وإعادة تقيم المواقف نجد أن الكثير من الأفكار قد تغييرت ونستدل عن ذلك بأمثلة ثلاث أولها البروفسور مكي شبيكة الذي اعاد النظر في تحليلاته السابقة وذكر في مقدمة كتابه عن السودان والثورة المهدية أن تحليلاته اختلفت بعد ان اطلع على المصادر الأولية للوثائق كما ان البروفسور حسن احمد إبراهيم كان يعتبر إدانة السيد عبد الرحمن من المسلمات ولكن بعد اطلاعه على الوثائق شاهد قصة مختلفة تماما أن السيد استخدم أسلوبا حكيما لتحقيق مقاصد نبيلة..اما البروفسور احمد إبراهيم دياب انه في فترة اللاوعي تحامل على السيد عبد الرحمن وعلى حزب الأمة ويعترف ان ذلك كان من زاوية ورؤية حزبية سياسية ضيقة (احتفالية الأحفاد بالسيد والورقة المقدمة منه عن علاقة السيد عبد الرحمن بمصر)ورغم شح الكتابات المنصفة والموضوعية فلم يعدم السيد عبد الرحمن من ينصفه ويقدر جهوده من اجل السودان ولعل الدعوة للاستقلال التي رفع شعارها غير هياب ولا وجل هي التي سببت الرزايا والتهم ومن مظاهر تلك الموضوعية المنصفة ما قامت به بعض الجهات العلمية فقد رشحته جامعة درمdurham لنيل الدكتورة الفخرية في القانون المدني وحررت رسالة بهذا المعني للسيد في 16 مارس 1959 بتوقيع رتشادر هيل ولكن يبدوا ان الحالة الصحية لم تسمح بسفره اذا كان مريضا ثم انتقل الى الرفيق الاعلى في 24 مارس 1959 بعد اسبوع واحد من تخريج الرسالة ولم نجد من يرشدنا لما تم في هذا الأمر!!... لم تكن جهود السيد عبد الرحمن قاصرة على السودان بل امتدت أياديه ومساعداته الى خارج السودان فقد تصدر قائمة المتبرعين لإغاثة فقراء المدينة المنورة 1935 وقاد حملة ناجحة لجمع المساعدات لهم* وكما وجه باستقطاع 10% من رواتب مستخدمي دائرة المهدي لنفس الغرض(د.و.ق) إضافة لاهتمامه ومساعدته في مشروع تشجير عرفات الذي تبرع له 10 ألف شجرة ظل لتزرع في شوارع المنطقة ويبدوا أن المشروع لم يكتمل بدليل ان عرفات ظلت صحراء الى وقت قريب ولعله نفس المشروع الذى اعاده الرئيس جعفر نميري للحياة عندما أرسل بعض أشجار الظل لتزرع هناك..
|
المكتبة السودانية: العرش والمحراب...الامام عبدالرحمن المهدي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي غير مؤهل لقيادة المعارضة ضد الانقاذ (Re: عبدالمجيد صالح)
|
نعم، يجب ان نركز على مشتركات فصائل المعارضة.
لكن بعد الذي سمعته من فم الصادق المهدي ، فإنني لا أستطيع أن اعتبره من فصائل المعارضة إلا إذا ألغيت عقلي، ولا أنوي ان افعل ذلك ما حييت.
وإذا جاء اليوم مالك عقار وقال من خلال فضائية دولية أنه ضد إسقاط نظام البشير، فإنه يكون تلقائيا قد سقط من قائمة(المعارضين) وانضم لمؤيدي النظام، مهما نظّر ومهما سوف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي غير مؤهل لقيادة المعارضة ضد الانقاذ (Re: عبدالمجيد صالح)
|
Quote: يا صاحب البوست اسلوب التجاهل القديم ده ما بودي لي قدام..ويزيد ما في البورد من اسقام اذا عندك ناسات اكتب افكارك النيرة في المسنجر وخليهم يجوك هناك ده منبر عام والديموقراطية وعي وسلوك...يا تؤكد ا كتبتو فوق اتحذفوا وتعتذر عنه كما اعتر الكثيرين من قصروا في حق السيد عبدالرحمن المهدي...من خريجين غردون ورصدهم منصور خالد في النخبة السودانية وادمان الفشل حتى لا تكون منهم...
|
الأخ عادل أمين،
تحياتي.
أولا أنا أكتب تحت اسم ثلاثي واضح وصريح، وليس من اللياقة مخاطبتي باسم (صاحب البوست).
ثانيا، انا لم استوعب بصورة واضحة سبب هذا الغضب غير المبرر من جانبكم.
ثالثا، أنا لم ارد على مداخلتك، لأنها خارج موضوع البوست: (الصادق المهدي غير مؤهل لقيادة المعارضة).
رابعا، سعي السيد عبدالرحمن المهدي لإعادة حكم المهدية وتنصيب نفسه ملكا على السودان، هو أمر وعته الساحة السياسية السودانية في حينها وتعاملت معه حسب موقف كل فئة واتجاه. فمنهم من هادنه ومنهم من ناصبه العداء. وعندي كل الأدلة التي تدعم رأيي، لكن كما قلت لك، لم أشاء ان انحرف بالبوست عن هدفه بالدخول في نقاش جانبي.
وقتل البوستات بالقضايا الجانبية استراتيحية قديمة وشائخة وبائخة، فارجو أن تتخلى عنها.
ولك كل احترامي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي غير مؤهل لقيادة المعارضة ضد الانقاذ (Re: حامد بدوي بشير)
|
الاخ حامد بدوي بشير سلام انت عايز يقول الناس عليك عالم وقد قيل انت كتبت كلام مشين عن السيدعبدالرحمن المهدي واعتبرته من المسلمات وهذا امر ابعد ما يكون من الاكاديمية واذا كنت تعتقد ان طموح الانسان للملكية ويكون السودان مملكة في ذلك الوقت امر مشين فان وعيك توقف في زمن صوت العرب والحقبة الناصرية المزيفة ...انقل وعيك الان2011 وانظر الى الانظمة الجمهورملكية والتي انتهى بعضها بخاوذق وانظر الى البشير يقيم امبراطوريته في كافوري ..ما علاقة ذلك بالنظام الجمهوري..والصادق المهدي ايضا حول حزبه الى مملكة بالحجم العائلي ما تعاني منه انت وغيرك هو نعرة* المثقفين فقط والازمة ليس نوع النظام ملكي او جمهوري بل طبيعة النظام دكتاتوري فاسد او ديموقراطي رشيد.. ومن الافضل ان تعود لتقرا الكتاب المنشور وتتواضع وهذا مقطع من الكتاب الباب الخامس العرش والمحراب السيد عبدالرحمن والملكية (ص311) جبرائيل ويربيرج اعتبر حزب الامة صنعا بريطانيا يهدف لاقامة ملكية سودانية تحت السيد عبدالرحمن وجاء هذا الاعتقاد بناء على ان لا السيد عبدالرحمن ولا حزب الامة قد قاما بتكذيب ذلك مما احدث توترا اجبر الحكومة على انكار سعيها لاقامة عرش مهدوي* وعندما انطلقت الإشاعات بان السيد عبدالرحمن يعمل على إقامة ملكية في سودان مستقل-تلك الاشاعات التي لم ينفها السيد عبدالرحمن- كان طبعي ان السيد لى الميرغني – الذى عانى هو وطائفته من حكم المهدية-كان طبيعيا ان يعارض الدعوة الاستقلالية ويبحث عن بديل لها في الاتحاد مع مصر*(عبالرحيم مدثر الامبرالية والقومية في السودان) وفي نفس السياق يذكر دنكن ان السيد علي اعتقد ان طمواحات السيد عبدالرحمن لا تعرف حدودا فهي تمتد الى ان يتوج ملكا عل السودان وهنا يكمن خوف الختمية من العرش والمهدوي وعندما وجدوا انفسهم امام خيارين العرش المهدوي او السيطرة المصرية كان اسوا الخيارين ان يكون السيد عبدالرحمن ملكا الامر الذى نفاه السيد عبدالرحمن عام 1952 ولكن كان الوقت متأخرا*(Duncan: Sudan Path to Independence ويؤكد دنكن رائيه في مصدر اخر عندما يذكر ان السيد على كان خائفا من طموحات السيد عبدالرحمن التي ظل يرددها مؤيدوه وينكرها هو وهي ان يتوج ملكا على السودان تلك المخاوف اتخذت عند الختمية عدة اشكال وافكار سياسية حول الوحدة مع مصر والذي يهمهم اكثر- يعني الختمية- هو ان لا يسمحوا بان يصبح السيد عبدالرحمن ملكا على السودان*(Duncan:a record of achievement op cit p144 **** النعرة :ضرب من الذباب وربما دخلت في انف البعير فتورم انفه والعرب تشبه ذا الكبر من الرجال اذا صعر خده بذلك البعير فيقال فلان في انفه نعرة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الصادق المهدي غير مؤهل لقيادة المعارضة ضد الانقاذ (Re: Mohamed Foto7li)
|
Quote: الاخ حامد بدوي بشير سلام انت عايز يقول الناس عليك عالم وقد قيل انت كتبت كلام مشين عن السيدعبدالرحمن المهدي واعتبرته من المسلمات وهذا امر ابعد ما يكون من الاكاديمية واذا كنت تعتقد ان طموح الانسان للملكية ويكون السودان مملكة في ذلك الوقت امر مشين فان وعيك توقف في زمن صوت العرب والحقبة الناصرية المزيفة ...انقل وعيك الان2011 وانظر الى الانظمة الجمهورملكية والتي انتهى بعضها بخاوذق وانظر الى البشير يقيم امبراطوريته في كافوري ..ما علاقة ذلك بالنظام الجمهوري..والصادق المهدي ايضا حول حزبه الى مملكة بالحجم العائلي ما تعاني منه انت وغيرك هو نعرة* المثقفين فقط والازمة ليس نوع النظام ملكي او جمهوري بل طبيعة النظام دكتاتوري فاسد او ديموقراطي رشيد.. ومن الافضل ان تعود لتقرا الكتاب المنشور وتتواضع
|
الأخ عادل أمين،
ما تحاوله هو معركة في غير معترك، كما يقال.
أولا أنا لم أقل كلاما مشينا عن الرجل الذي أعتبره المؤسس الحقيقي لجمهورية السودان، التي لولاه لابتلعها باشوات مصر. من قال لك إنني أعتبر سعي السيد عبدالرحمن لتأسيس ملكية انصارية أمرا (مشينا). أنت الذي قال هذا أمر مشين، أنا لم أقل. وما قلته هو التالي:
Quote: يتضح بجلاء ومن واقع الممارسة السياسية لهذا الحزب، أن الخطاب السياسي الرئيسي لحزب الأمة يقوم علي الإخفاء وليس علي التوضيح. أي أن الخطاب السياسي لهذا الحزب يجتهد في إخفاء الخطوط والتوجهات والأهداف الحقيقية للحزب عن طريق خلق زخم خطابي مكرس بالكامل للإخفاء وليس التوضيح. ويمكن توضيح ذلك من خلال بعض الأمثلة البسيطة والمعروفة تماما في الساحة السياسية السودانية:-
1- الخطاب السياسي لحزب الأمة ومن خلال جريدة (الأمة) أخفى طموحات السيد عبد الرحمن الرئيسية الرامية لإقامة ملكية أنصارية في السودان وذلك حتى إنتخابات 1954 التي هزم فيها شر هزيمة وأثرت بالتالي في خططه وبرامجه وتكتيكاته فيما يلي من سنوات.
2- أخفي الخطاب السياسي لحزب الأمة محاولة تنصيب السيد عبد الرحمن المهدي رئيسا للجمهورية من خلال تسليم السلطة للجيش عام 1958. كما أخفي الدواعي الحقيقية التي جعلته يسلم السلطة للجيش وهي خوفه من عودة المطالبة بالسيادة المصرية علي السودان بعد أن استقر الوضع في مصر للقوميين العرب الثوريين. ولو كان (حزب الأمة) قد فضح علنا مما يعتقد بأن (الحزب الوطني الإتحادي) و(حزب الشعب الديمقراطي) يحيكانه مع القيادة الثورية المصرية بضم السودان إلى مصر، لوجد تأييدا لا يستهان به في الساحة السياسية السودانية. لكن (حزب الأمة) قد اختار خطابه السياسي القائم علي الإخفاء بدلا من الأيضاح. |
كل هذا لا يتعلق بالسيد عبدالرحمن المهدي وإنما يتعلق بطبيعة الخطاب السياسي لحزب الأمة. وشخصنة الأشياء من آفات حياتنا الثقافية والفكرية، ولا ألومك عليها فأنت ضحيتها، وليس على الضحية حرج.
وفي سياق الحديث عن الخطاب السياسي (المزدوج) لحزب الأمة، فإنني ألخص لك رأيي في الفقرة التالية وهي مجتزأة من بحث مطول أرجو أن يرى النور قريب:
((لقد تبني السيد عبد الرحمن المهدي خطابا سياسيا يحتوي علي المعلن (الدعوة إلى الإستقلال) والمضمر (إعادة الدولة المهدية). وكان السيد عبد الرحمن المهدي ذكيا ذكاءا أسطوريا وهو يختار هذا المنهج. ففي الجانب المعلن من دعوته للإستقلال تحت الشعار الغامض (السودان للسودانيين)، إستطاع أن يكسب إلى جانبه العديد من السودانيين من غير الأنصار والذين يرفضون مجرد فكرة الهيمنة المصرية. كما إستطاع أن يكسب، لحد ما، رضي بريطانيا التي تنكر مثله حق مصر في السيادة علي السودان. وهي، أي بريطانيا، كانت في حاجة فعلية لتيار سياسي قوي ينادي بإستقلال السودان بعيدا عن الإتحاد مع مصر، رغم تحفظاتها علي الجانب غير المعلن من الخطاب السياسي للسيد عبد الرحمن المهدي. وبالمثل فقد كان السيد عبد الرحمن المهدي في حاجة فعلية لرضي أحد طرفي الحكم الثنائي وبالضرورة لن يكون هذا الطرف هو مصر بسبب موضوع السيادة علي السودان ودعمها المكشوف لخصومه الإتحاديين.
وكان الخطاب السياسي للسيد عبد الرحمن المهدي متماسكا في مراميه النهائية. فالإستقلال لديه، كان يعني خروج الدولتين المستعمرتين من السودان وعودة السودان (للسودانيين)، أي عودة السودان لما كان عليه قبل إحتلال المستعمر الإنجليزي - المصري. وهكذا فان البديل الوطني للإستعمار هو المهدية الثانية وليس الإتحاد مع مصر كما ينادي المشروع الإتحادي، المنافس القوى للمشروع الإستقلالي. إذ ليس من القبول لدى قطاع كبير من السودانيين، بما فيهم بعض المثقفين، أن يكون البديل الوطني للإستعمار هو الإتحاد مع إحدى الدولتين المستعمرتين.
وكان السيد عبد الرحمن المهدي يعرف تماما أن إستقلال السودان تمنحه بريطانيا وليس مصر. فمصر نفسها كانت تحت الإحتلال البريطاني المباشر منذ القضاء على ثورة عرابي عام 1882. لهذا فقد حاول السيد عبدالرحمن بشتى السبل وفي كل المناسبات أن يطمئن بريطانيا وبلغة دبلوماسية رفيعة، بان دولة الأنصار، إذا عادت، فسوف تكون دولة صديقة لبريطانيا. وأنها تحت قيادته ستكون دولة متحضرة تنبذ العنف والحروب. وهذا هو مغزى إهداء السيد عبد الرحمن سيف الإمام المهدي لملك بريطانيا عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية. ففي هذه المناسبة كان السيد عبد الرحمن يخاطب ملك بريطانيا العظمي بلغة دبلوماسية عبقرية، لا تزال غير مفهومة للكثيرين الذين لم يروا من هذا التصرف سوي جانبه الميكانيكي المباشر. لقد كان حوارا دبلوماسيا راقيا بين ملك وملك. كان السيد عبد الرحمن من خلال عملية إهداء السيف علي الرغم من تحذير سلطات السودان للوفد بعدم تقديم هدايا للملك، كان يوصل رسالة لملك بريطانيا مفادها أن دولتي القادمة ستكون صديقة لبريطانيا، وهذا هو مغزى الإهداء، وأنها سوف تنبذ العنف والحروب، وهذا مغزى أن تكون الهدية هي سيف المهدي المجاهد. ثم ثمة رمز آخر في هذا السيف. فهو السيف الشاهد علي الحق التاريخي للسيد عبد الرحمن المهدي في حكم السودان، وهو يعرف أن الإنجليز، خاصة علي مستوى الأسرة المالكة يقدسون مثل هذا الحق التاريخي، لأنهم موجودون على العرش البريطاني بسببه.
ولا شك في أن مستشاري ملك بريطانيا قد صرفوا زمنا وجهدا كبيرين في إعداد إجابة دبلوماسية علي نفس مستوي رسالة السيد عبد الرحمن، فهذه المسائل لا تتم بالعفوية و التلقائية التي يظنها الناس. ولا شك أن تأكد البريطانيين من نية السيد عبد الرحمن تقديم هديته رغم اعتراض حكومة السودان قد أثار وسطهم بلبلة وارتباكا. ولم يكن أمام بريطانيا سوي أن تعلن موقفها الرسمي ضمن تصرف الملك وهو يواجه هذا الامتحان العسير من قبل هذا السياسي الفذ القادم من وراء البحار. وهكذا جاء رد الملك دبلوماسيا رفيعا لكنه يحمل إجابة واضحة علي عرض زعيم الأنصار. وكان مغزاه أن لا دولة لكم في السودان الآن، وستظلون جزءا من الإمبراطورية البريطانية. وكانت الصيغة الدبلوماسية لذلك الرد هي أن يقبل الملك الهدية، أي يقبل يد الصداقة التي مدت له، ثم يرد السيف لصاحبه مرة أخرى مع عبارة تعني أن الملك يرد لكم السيف لتدافعوا به عن الإمبراطورية البريطانية. أي لا دوله سوي الإمبراطورية. وهذه إجابة مدروسة وليس تصرفا تلقائيا، ولا يمكن أن تكون إلا من إعداد عباقرة الدبلوماسية في بريطانيا في ذلك الزمن.
ومن مواقف السيد عبد الرحمن التي أسئ فهمها رغم اتساقها مع طرحه السياسي، موقفه من المؤسسات الدستورية التي بدأت الحكومة الإستعمارية البريطانية إدخالها ضمن نظام الحكم في السودان، مثل المجلس الاستشاري عام 1942 والجمعية التشريعية عام 1948. فبغض النظر عن جدواها في مجال إشراك السودانيين في الحكم من عدمه، فإنها كانت تعني، من حيث هي مؤسسات دستورية، أن السودان دولة أخرى وليس إقليما مصريا. فلو كان إقليما مصريا لترك أمر تطوير نظام الحكم فيه لمصر، ووفق نظام الحكم الملكي المصري. لهذا كانت الحكومة المصرية تعارض بشدة قيام هذه المؤسسات الدستورية في السودان. وكان رد مصطفي النحاس رئيس الوزراء المصري في أغسطس عام 1939 علي طلب حكومة السودان الموافقة علي قيام المجلس الاستشاري، هو تأكيد موقف مصر الرافض لقيام مثل هذه المؤسسات باعتبار أن مصر والسودان بلد واحد، وهي لا تري في مثل هذه المؤسسات سوي أنها (ترمي إلى فصل السودان عن مصر) . ونفس هذا الموقف وقفته الحكومة المصرية من الجمعية التشريعية ولنفس الأسباب الإستراتيجية.
وما كان أمام السيد عبد الرحمن، ومن منظور إستراتيجي أيضا، إلا أن يقف موقفا مناوئا لموقف الحكومة المصرية. فأي شيء ، أهون من الإعتراف بأن السودان ما هو إلا إقليم مصري. وإذ كان قيام مثل تلك المؤسسات يعني فصل السودان عن مصر فهو أول الداعين إلي ذلك علانية، ولابد له من تأييدها.
كان موقف السيد عبد الرحمن المهدي ومشروعه الديني الرامي إلي إعادة الدولة المهدية، موقفا دقيقا للغأية، فمصر لن تقبل قيام دولة ( دراويش) علي حدودها الجنوبية، هذا إن قبلت أصلا مبدأ فصل السودان عن مصر. وبريطانيا لن تسلم السودان لابن المهدي الذي ما جاءت جيوشها للسودان أصلا، إلا لتدمير دولته. غير إن السيد عبد الرحمن قد ظل يلعب علي التناقض القائم بين دولتي الحكم الثنائي تجاه مستقبل السودان. فبريطانيا أيضا لن تقبل أن يصير السودان جزءا من أملاك ملك مصر. وهي تري أن السودان يجب أن يكون دولة مستقلة ذات سيادة وديمقراطية ومرتبطة بالكومنويلث وبعيدة عن أسرة المهدي. وهذا الموقف البريطاني ثابت في العديد من الوثائق، وليس أدل عليه من إعتراف السكرتير الإداري لحكومة السودان بأنهم قد ( شجعوا إلي حد ما قيام هذا الحزب (الحزب الجمهوري الإشتراكي) الذي جمع زعماء القبائل باعتبار انه سيعمل للإستقلال بعيدا عن أسرة المهدي) كما أن هذا الموقف البريطاني محدود بدقة في مذكرة مكتب الحاكم العام التي بعث بها إلى وزارة الخارجية البريطانية في الثالث عشر من أغسطس 1954. فقد جاء فيها (إنه من المعلوم أن هدف السياسية البريطانية هو قيام سودان مستقر، حسن الحكم، مستقل عن مصر، وفي علاقات ودية مع بريطانيا، وخاضع للنفوذ البريطاني)
إذن فإن التناقض بين دولتي الحكم الثنائي بشأن مستقبل السودان، قد منح السيد عبد الرحمن المهدي زعيم المشروع الإستقلالي الديني، الرامي إلى إعادة الدولة الوطنية المهدية، قد منحه فرصة تمرير خطابه السياسي المزدوج بين الدعوة للإستقلال علي الأسس العلمانية وبين الدعوة إلى إعادة الدولة الدينية علي أسس شمولية. فالهدف الأقرب هو الإستقلال، ولا ضير من العلمانية التعددية العلمانية حتى يتحقق، وبعدها لكل مقام مقال.)) - انتهى -
إنني أعتبر السيد عبدالرحمن المهدي، بحق، مؤسس هذه الجمهورية التعيسة التي أخذت تتفتت الآن على يد حفيده وعلى يد صهر حفيده وعلى يد التيار الديني في السياسة السودانية.
الأخ عادل، ظني، وبعض الظن إثم، انك ترغب في الدفاع عن الصادق المهدي، ولما أعجزك ذلك أردت تحويل النقاش إلى شخص السيد عبدالرحمن. وهذا ما تجنيته أنا باعتباره محاولة لتحويل مسار البوست.
| |
|
|
|
|
|
|
|