|
ساحات الفداء
|
في رحــاب الشـــهـــداء.. «الشهيد أبوبكر محمد آدم» بقلم : مقدم مهندس عبد العظيم مامون لعله لقاء عابر ولكنه مكتوب ومسطر، ولعلها لحظات قلائل ولكنها محفورة في سويداء القلوب لتحكي قصة لعمري إنها من الزمن الجميل نشتم منها مسك حمزة وعطر حنظلة الغسيل تداعب رسن مصعب بن عمير أو تبارز وبيدك سيف خالد المسلول،
فالقوم ذات القوم فما تبدلت الرسالة ولا تسلل حاجز الزمن ولا المكان فكل غمارٍ بدراً وكل صهيلٍ تهتز له شامخات الجبال حتى الدماء ما تغير لونها ولا غادر عطر مسكها الأنوف حتى أيقنّا بأن هذه السلالة الطيبة ما انقطع نسلها وما ينبغي فقد أنجبت هذا المغوار والذي التقيته أول مرة ونحن نتأهب لدخول العرين شاحباً -جاداً رجلاً بمعنى ما تحمل هذه الكلمة من مفردات وقتها علمت أنني أمام سيف لا يشق له غبار وفي ميدان النهر كان لقاءً آخر ولكنه مليء بالتحدي وروح المنافسة فقد كان يومنا الأول في العرين وبعدها شيئاً فشيئاً تسلل هذا النسيم فكان يشجينا طرباً وهو يرسل الكلمات الصادقة بدءاً بالحق يحشد أجناده وانتهاءً بظلام الليل معنى أو بترتيله الشجي وهو يقطع سكون الليل قائماً أو قاعداً أو حتى على جنبه يدعو الله ويخشى الآخرة وما زالت أصوات أنامله وهي تداعب تمرات دسها في جيبه تطرق أبواب المسامع لنعلم وقتها أنه كان صائماً فقد كان لا يفطر الاثنين والخميس وكلنا يعلم مشقة العمل في العرين وكفى، وما أوينا الى الفراش إلا وكان لهذا الرجل لقاء مع الله يسمعنا صوته الشجي قائماً ليله ذاك حتى ونحن قادمون من ميادين التدريب وشهدنا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين.. هذا قليل مما عرفناه في العرين فدأبه الصيام والقيام والصبر والصدق في أحلك الأوقات حتى تشرّف سلاح المظلات بهذا الأسد الهمام ولم تكن أرض الاستوائية أقل شرفاً فقد كان شاهداً على كل أوقاتها العصيبة حتى أصيب في رجله ولكنه رفض العودة الى الشمال ولعلها لم تكسر له عظماً ولم تتلف له عصباً فتلقاها فرحاً وواصل المسير جهاداً بقلب صادق محتسب ما لانت له قناة ولا كسر له رمح فهو الفارس المقدام ظل يلبي النداء غير مباهٍ ولا متخاذل حتى جاء اليوم الموعود ولكأنه علم أنها نفرته الاخيرة أو هكذا كان يحدث نفسه فترجل ليطل عليّ ذات صباح وأنا بأحد مواقع الرباط فكان أن علق أحد المجاهدين وقتها وقال مخاطبني مجزماً لا يمكن أن يكون هذا الرجل إلا شقيقك ولا شيء سوى ذلك فأعلمته أنه رباط الأخوة الصادقة فعلق ممازحاً أو قسمه لك رسول الله عند الهجرة؟ فلا أنا مثل المهاجرين ولكنه شبيه الأنصار نقاءً صفاءً شجاعة وإقداماً وبنفس اللقاء افترقنا وكأنه يعلم انه ليس من لقاء بعد فأسرج فرسه وتوجه تلقاء «تالي» يذود عن الحياض قاتل حتى آخر طلقة ورمى ما بجعبته من سهام حتى أُسر مقبلاً غير مدبر ولم يتوسل بعزة الرجال وكبرياء القمم أبت نفسه الأبية أن تعيش بين الأوحال فاغتالته الأيادي الآثمة وظللنا ننتظر مقدمه الميمون حتى حلقت طيورنا الخضر بروحه تحت عرش الرحمن شهيداً بإذن الله ولا نزكي على الله أحدًا فلله ما أعطى ولله ما أخذ وتزينت كلماتي وتعطرت وزادها شرفاً أن حدثناكم عن شهيدنا أبوبكر محمد آدم الدومة «ابن المرحوم الدومة مدير الجمارك الأسبق» وهذا لعمري غيض من فيض.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
ساحات الفداء | عصام دقداق | 10-25-11, 06:04 PM |
Re: ساحات الفداء | عصام دقداق | 10-25-11, 06:05 PM |
Re: ساحات الفداء | عصام دقداق | 10-25-11, 06:09 PM |
Re: ساحات الفداء | عصام دقداق | 10-25-11, 06:10 PM |
Re: ساحات الفداء | محمد المسلمي | 10-25-11, 06:19 PM |
Re: ساحات الفداء | عصام دقداق | 10-25-11, 06:27 PM |
Re: ساحات الفداء | Al-Shaygi | 10-25-11, 06:41 PM |
Re: ساحات الفداء | عصام دقداق | 10-25-11, 06:45 PM |
Re: ساحات الفداء | علاء الدين يوسف علي محمد | 10-25-11, 06:59 PM |
Re: ساحات الفداء | عصام دقداق | 10-25-11, 07:12 PM |
Re: ساحات الفداء | عصام دقداق | 10-25-11, 09:09 PM |
Re: ساحات الفداء | صلاح غريبة | 10-25-11, 09:22 PM |
Re: ساحات الفداء | عصام دقداق | 10-25-11, 09:46 PM |
Re: ساحات الفداء | Al-Shaygi | 10-25-11, 09:56 PM |
Re: ساحات الفداء | عصام دقداق | 10-25-11, 10:04 PM |
Re: ساحات الفداء | عصام دقداق | 10-26-11, 03:01 AM |
Re: ساحات الفداء | علاء الدين يوسف علي محمد | 10-26-11, 07:16 AM |
Re: ساحات الفداء | ود الباوقة | 10-26-11, 07:24 AM |
Re: ساحات الفداء | عصام دقداق | 10-26-11, 08:16 PM |
Re: ساحات الفداء | عصام دقداق | 10-27-11, 07:52 PM |
Re: ساحات الفداء | عصام دقداق | 11-04-11, 04:37 AM |
Re: ساحات الفداء | عصام دقداق | 11-04-11, 05:39 AM |
Re: ساحات الفداء | Yassir Tayfour | 11-04-11, 06:29 AM |
Re: ساحات الفداء | الشفيع وراق عبد الرحمن | 11-04-11, 10:53 AM |
Re: ساحات الفداء | عصام دقداق | 11-04-11, 08:28 PM |
|
|
|