ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...توثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 05:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-24-2011, 09:02 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت (Re: الكيك)

    اهتمت الصحف البريطانية الصادرة الاثنين بشكل موسع بإعلان " تحرير ليبيا" وملابسات مقتل العقيد معمر القذافي إضافة إلى الانتخابات في تونس.

    ونشرت صحيفة الاندبندنت موضوعا تحت عنوان " بدأ التنافس بين الخصوم يوم إعلان تحرير ليبيا" يتناول بعض الانتقادات التي وجهها الإسلاميون في ليبيا إلى منافسيهم العلمانيين.

    موضوعات ذات صلةليبيا وقالت الصحيفة إنه بعد مرور تسعة أشهر وأسبوع واحد من القمع العنيف للمظاهرات وقيام حرب شرسة أدت إلى سقوط كثير من الأبرياء احتفل الليبيون أخيرا بـ" ليبيا الحرة" معلنين انتهاء أكثر الفصول دموية من الربيع العربي.

    وأَضافت الصحيفة أن الليبيون خرجوا في شتى أنحاء البلاد بأعداد غفيرة للاحتفال بانتهاء خطر القذافي ونظامه بمقتله ولكن هناك المزيد من المخاطر التي لم يفطن إليها هؤلاء المحتفلون.

    وتشير الاندبندنت إلى أن مدن وبلدات الشرق رفعت منذ بدء الانتفاضة شعارات "لا للتدخل الأجنبي" على الرغم من أن الانتصار على القذافي لم يكن ليحدث دون مساعدة طائرات الناتو ودول الغرب.

    وأوضحت الصحيفة أن اختيار بنغازي للإعلان رسميا عن تحرير ليبيا جاء بعد حالة من الشد والجذب ويعد دليلا على أن الانقسام بدأ يلوح في الأفق.

    وتؤكد الصحيفة أن الخلاف الذي بدأ ليس فقط حول مكان الاحتفال ولكنه بداية قتال شرس لتحديد شكل وتوجه ليبيا في المستقبل دينيا وسياسيا.

    وذكرت الاندبندنت أن إسلاميي الشرق بدأوا في تحدى خصومهم في طرابلس ودول الغرب لأنهم يعتبرونهم علمانيين وبعضهم لا تزال أيديهم "ملوثة" بسبب علاقتهم بنظام القذافي.

    وصمة
    تقرير تشريح جثة القذافي أثبت أنه مات نتيجة طلق ناري في بطنه وآخر في رأسه
    أما صحيفة الديلي تلغراف فاستعارت جملة من تصريحات وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند لتكون عنوانا لموضوعها وكتبت " اعدام القذافي: وصمة على جبين حكام ليبيا الجدد".

    ونشرت الصحيفة صورة لأحد مقاتلي المجلس الانتقالي وهو يصوب مسدسه إلى رأس القذافي بعد اعتقاله في اللحظات الأخيرة قبل وفاته.

    وقالت الصحيفة إن تصريحات وزير الدفاع البريطاني تعكس مخاوف دول الغرب التي دعمت المجلس الانتقالي من أن القذافي تعرض لما وصفته بـ" العدالة السريعة" في إشارة إلى تعرضه للقتل.

    ونقلت التلغراف عن هاموند قوله " إنها بالتأكيد ليست الطريقة المثلى لتنفيذ العدالة وليست أيضا الطريقة التي وددنا أن تحدث" وأضاف " الحكومة الليبية الجديدة يجب أن تفهم أن سمعتها في المجتمع الدولي تلطخت بسبب ما حدث".

    وكشفت الصحيفة عن خلاف بين الرواية الرسمية التي جاءت على لسان محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي بأن " القذافي قتل بعد تبادل لإطلاق النار أثناء نقله من موقع اعتقاله" والتقرير الذي صدر بعد تشريح جثة القذافي الذي أظهر أنه قتل بسبب رصاصة في البطن وأخرى في الرأس من مسافة قريبة.

    وصيةونشرت الصحيفة أيضا ما قالت إنه وصية القذافي التي كتبها في الساعات الأخيرة قبل وفاته والتي أوصى فيها بدفن جثمانه في مقبرة سرت بجوار عائلته كما حث على استمرار المقاومة من بعده.

    ووفقا لنص الوصية المفترضة أوصى القذافي بألا يتم تغسيله وأن يدفن وفق تعاليم الشريعة الإسلامية في ثيابه التي يموت فيها في مقبرة سرت "إلى جوار قومي وأهلي" حسب تعبيره.

    وطالب بأن تعامل عائلته وبخاصة النساء والأطفال معاملة حسنة" داعيا الشعب الليبي إلى أن يحافظ على "هويته وعلى منجزاته وأن تستمر مقاومة أي عدوان أجنبي تتعرض له الجماهيرية الآن أو غدا وعلى الدوام".

    24/10/2011

    --------------------

    موسى كوسا "عذب السجناء بنفسه"
    آخر تحديث: الأحد، 23 أكتوبر/ تشرين الأول، 2011، 08:27 GMT
    Facebook
    Twitter
    ارسل لصديق
    اطبع نسخة سهلة القراءة

    كان كوسا اليد اليمنى للقذافي

    علمت بي بي سي أن موسى كوسا رئيس جهاز المخابرات الليبية السابق الذي فر إلى بريطانيا في شهر مارس/آذار الماضي "عذب السجناء بنفسه".

    وكان كوسا اليد اليمنى للزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي وضابط الاتصال الرئيسي مع أجهزة الاستخبارات البريطانية بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي تعرضت لها الولايات المتحدة.

    واتهم كوسا أيضا بالتورط في تفجيرات لوكربي عام 1988.

    وتعقبت بي بي سي كوسا في فندق فخم بالدوحة بقطر حيث يقيم حاليا لكنه رفض الرد على مزاعم التورط في التعذيب.

    وأخبر سجين سابق يدعى مفتاح الذوادي برنامج بانورما الذي تبثه بي بي سي أنه تعرض للتعذيب شخصيا على يد كوسا عام 1996 في سجن أبوسليم السيء الصيت بطرابلس.

    وأضاف الذوادي "عندما كنت أتعرض للاستجواب كان موسى كوسا يمسك بقضيب كهربائي ويصعقني به على عنقي".

    وتابع الذوادي أن الحكومات الغربية مطالبة بأن تكون على بينة مع من تتعامل داعيا إلى إرغامه على مواجهة العدالة.

    وقال "إنه قاتل ومجرم وكان معنيا فقط بإبقاء القبضة الحديدية التي كان يحكم بها النظام السابق ليبيا. مارس كوسا التعذيب".

    ومضى قائلا "من الضروري أن يسلم الغرب سواء كان حكومات أو شعوبا هذا المجرم إلى العدالة ويجب أن يعاقب".

    تفاوض

    كان موسى مسؤول المخابرات الليبية لمدة 15 عاما

    وقام كوسا بدور رئيسي في السنوات اللاحقة في التفاوض مع أجهزة الاستخبارات البريطانية والأمريكية بخصوص سعي ليبيا للتخلي عن الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل.

    وكشف ناشطون في منظمة هيومان رايتش ووتش بعد سقوط طرابلس في سبتمبر/أيلول الماضي عن وثائق عثر عليها في مكتب كوسا سلطت الضوء على حجم التعاون الذي كان يجمع كوسا مع أجهزة الاستخبارات الغربية في إطار الحرب على الإرهاب.

    وكشفت الوثائق أيضا عن تفاصيل عمليات الاختطاف التي تعرض لها بعض المتهمين بالإرهاب وتسليمهم إلى دول أخرى لاستجوابهم.

    ودفع الكشف عن هذه المعلومات رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كامرون، إلى الأمر بالتحقيق فيما إذا كانت أجهزة الاستخبارات البريطانية متورطة في سوء معاملة السجناء أو تسليمهم إلى دول أخرى بهدف استجوابهم.

    وقال ضحية آخر للتعذيب يدعى نوري البوركي وقد كان بنفسه عضوا في أجهزة الأمن الليبية عندما اعتقل عام 2004 رفقة 20 آخرين اتهموا بالتآمر لاغتيال القذافي.

    وأضاف أنه تعرض لضرب مبرح، مضيفا أن أعضاءه التناسلية تعرضت للتشويه.

    وتابع أن كوسا أشرف شخصيا على التعامل معه وأنه كان على اطلاع تام على ما كان يجري من تعذيب في السجن.

    وأردف قائلا "كان على علم، وكان على يقين أنني تعرضت للتعذيب وأن كرامتي انتهكت وأنني اعتقلت بدون وجه حق، كان يعرف ذلك جيدا".

    وخلص برنامج بانوراما بناء على أدلة عثر عليها بين أنقاض مباني كانت تابعة للأجهزة أمنية ليبية إلى أن أنصار القذافي تورطوا في تعذيب المعارضين السياسيين حتى مايو/أيار الماضي عندما كانت ليبيا تواجه حربا أهلية.


    -------------------

    BBC
    روابط الدخول
    انتقل الى التصفح الداخلي انتقل الى تصفح موقع BBC.CO.UK انتقل الى البحث في موقع BBC.CO.uk مساعدة امكانيات الاستخدام BBCArabic.com
    تلفزيون مباشر
    راديو مباشر
    ارتفاع عدد القتلى في زلزال تركيا إلى اكثر من مئتين
    واشنطن وبيونغ يانغ تعقدان محادثات في جنيف
    الارجنتين: الاعلان عن فوز الرئيسة فرنانديز
    14 جريحا في انفجار قنبلة يدوية في ملهى في العاصمة الكينية
    تونس : إقبال كبيرعلى اول انتخابات في "الربيع العربي"
    سقوط القمر الصناعي "روسات" على الأرض بعد اختراقه الغلاف الجوي
    اختطاف ثلاثة عمال اغاثة أوروبيين في الجزائر
    مصطفى عبد الجليل في يوم "تحرير ليبيا": كل القوانين التي تخالف الشريعة الإسلامية ملغاة
    الاتحاد الاوروبي يحذر سورية من مواجهة عقوبات جديد
    ليبيا: محاصرة منطقة يعتقد ان سيف الاسلام يتوارى فيها
    قادة اوروبا يناقشون "تغييرات محدودة" في المعاهدة الاوروبية
    مانشستر سيتي يسحق يونايتيد على أرضه 6-1
    محمود جبريل لبي بي سي: كنت اتمنى ابقاء القذافي حيا
    آخر تحديث: الأحد، 23 أكتوبر/ تشرين الأول، 2011، 03:48 GMT
    Facebook
    Twitter
    ارسل لصديق
    اطبع نسخة سهلة القراءة

    جبريل: تمنيت لو ظل القذافي حيا حتى يحاكم امام الليبيين

    قال رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا محمود جبريل لـ بي بي سي انه تمنى لو ظل العقيد الليبي معمر القذافي حيا.

    واضاف، في مقابلة مع برنامج "حديث صريح" في بي بي سي: "اردت ان اعرف لماذا فعل ما فعل بالشعب الليبي، وتمنيت لو كنت المدعي العام في محاكمته".

    ورحب جبريل باجراء تحقيق دولي متكامل في ملابسات مقتل القذافي، حسب مناشدة الامم المتحدة، وهي تصريحات تأتي مع استعداد قادة ليبيا الجدد لاعلان تحرير البلاد كاملة الاحد.

    وتعرضت القيادة الليبية الجديدة الى ضغوط لتوضيح ملابسات مقتل القذافي في مدينة سرت، مسقط رأسه.

    وتقول الولايات المتحدة ان التحقيق المزمع يجب ان يكون "مفتوحا وشفافا". كما دعتا مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الى فتح تحقيق متكامل، وهو ما دعت اليه ايضا عدة منظمات دولية لحقوق الانسان.

    واظهرت لقطات فيديو بثت القذافي وهو معتقل حيا، ثم لقطات اخرى وهو ميت، ويقول المسؤولون الليبيون انه قتل في تبادل نيران.


    بعض الليبيين اعتبروا ان نهاية القذافي كانت مذلة ومهينة

    وقال جبريل: "لكي اكون صادقا كنت اريد، على المستوى الشخصي، ان اراه حيا"، موضحا انه اراد ان يسأله لماذا ابقى ليبيا تحت حكمه القمعي لنحو 42 عاما.

    واكد جبريل تأييده لاجراء تحقيق متكامل حول ظروف مقتل القذافي وباشراف دولي، على ان تحترم التقاليد الاسلامية.

    نهاية مذلة
    ويقول مراسلون ان بعض الليبيين قلقون من النهاية المذلة التي انتهى اليها القذافي، على الرغم ان الاحتفالات التي تعم البلاد بعد مقتله.

    في هذه الاثناء ادلى قائد القوة التي اعتقلت القذافي ببعض التصريحات حول آخر اللحظات قبيل موت القذافي.

    وقال عمران العويب لبي بي سي ان القذافي سحب من انبوب تحت الارض لتصريف مياة المجارى، حيث كان مختبئا، وسار عشر خطوات ثم سقط وسط تبادل اطلاق نار بين قوات المجلس الانتقالي وعناصر من مؤيديه.

    محمود جبريل
    "المجلس المنتخب سيكون مسؤولا عن وضع دستور جديد للبلاد يطرح للاستفتاء، ويشكل حكومة مؤقتة حتى موعد اجراء الانتخابات الرئاسية."

    واضاف قائلا: "لم اشاهد من قتله، او بأي سلاح"، موضحا ان بعض مقاتليه ارادوا اطلاق النار على القذافي، وانه حاول ابقاءه حيا لكنه لم يستطع.

    ووضعت جثة القذافي وجثة ابنه المعتصم، الذي قتل ايضا الخميس، في ثلاجة لحفظ اللحوم في مدينة مصراتة، حيث تأجلت اجراءات الدفن وسط غموض حول مصير الجثتين.

    ويقول المسؤولون في المجلس الانتقالي انهم يرغبون في دفن جثة القذافي بمكان مجهول حتى لا يتحول القبر الى مزار رمزي.

    ويقول احد المسؤولين العسكريين في مصراتة ان اجتماعا في بنغازي الاحد سيقرر ما سيتم فعله بالجثتين.

    ويعلن في ليبيا الاحد تحرير البلاد بالكامل في احتفال يقام في بنغازي، اول مدينة تنشق عن حكم القذافي، حيث قال جبريل ان الانتخابات ستجرى في البلاد في يونيو/حزيران المقبل.

    واضاف ان المجلس المنتخب سيكون مسؤولا عن وضع دستور جديد للبلاد يطرح للاستفتاء، ويشكل حكومة مؤقتة حتى موعد اجراء الانتخابات الرئاسية.

    ------------------


    سقط الطاغية قبل أن «يتأسطر»!
    الإثنين, 24 أكتوبر 2011
    عبدالله ناصر العتيبي *
    لو كان الزعيم الليبي معمر القذافي يعرف أنه التالي بعد الرئيس العراقي صدام حسين، على قائمة القادة العرب الذين ستكون نهايتهم مأسوية على أيدي شعوبهم، لقرر البقاء في دمشق بعد خطبته (المترجمة) في سورية قبل سنوات قليلة. تلك الخطبة القذافية التي طلب فيها من القادة العرب اتخاذ موقف شجاع يحميهم من غضبة الشعوب، كي لا تكون نهايتهم شبيهة بنهاية القيادة العراقية البعثية التي عُلقت بالكامل على المشانق، وهي التي كانت تعلق رقاب الناس وأفكارهم وأصواتهم على آلاف المشانق المنصوبة في طول بلاد الرافدين وعرضها.

    لم يكن القذافي يستقبل من أمره ما يستدبر، لذلك كانت نهايته شنيعة ومذلّة كما شاهد العالم يوم الخميس الماضي. لم يكن القائد الملهم الرمز ملك الملوك وعميد الزعماء العرب، مقدراً خطبته حق قدرها، وإلا لعمل واشتغل على تفادي هذا اليوم الضيق، المحشو رعباً وذعراً في نصفه الأول، والواسع الفسيح، المطل على فراغ الموت في نصفه الثاني! كان القذافي - لفرط جهله بالتاريخ - يخاطب الزعماء في مقامته الدمشقية الشهيرة ناصحاً ومتعاطفاً ومستثنياً نفسه، اعتقاداً منه أنه معصومٌ من التغيّر وعصيٌ على التغيير، وإيماناً منه كذلك أن الشعب الليبي ليس قوياً بما يكفي ليثور عليه كالشعب التونسي الذي نفى زين العابدين بن علي «اللي أحسن منه للتوانسة ما فيش» أو كالشعب المصري الذي نحّى حسني مبارك ثم رماه في غياهب الاعتقال وهو «الغلبان اللي كان بيشحت عشان يطعم المصريين» - وما بين علامات التنصيص أقوال لمعمر تقرّب النخب من جماهيرها على طريقته الخاصة!

    القذافي، المولود صيفاً والميت خريفاً وابن الـ 68 ربيعاً وشتاءً، عاش في طفولته وبواكير شبابه زمن ثورات النخب على النخب في الوطن العربي، ورأى كيف تنتقل شؤون إدارة الحكم من يد فريق مشنوق إلى يد فريق شانق، ولم يخبر أو يجرب على امتداد حياته حكماً عربياً مقنناً ومضبوطاً بالجميع لا المجموعة، لذلك سقط بسهولة في حبائل مشنقة الشعب، لأنه كان يعمل طوال سنوات حكمه على بناء جدار الحماية من جهة النخبة فقط، كاشفاً جهة الجماهير استهانة وتحقيراً.

    يوم الخميس الماضي كان يوماً مشهوداً في تاريخ ليبيا، استطاع الثوار من خلاله أن يضعوا حداً فاصلاً بين حقبة مظلمة وغامضة من حياة الشعب الليبي، وأخرى ينتظرها مستقبل مشرق يتزين بأنوار الحرية ويتنفس هواء الخلاص.

    كان الليبيون في عهد معمر مغيبين عن العالم، منغمسين في محلية لا أحد من خارج الأسوار الليبية يعرف عنها شيئاً. وكانت الصورة العامة لليبيا هي معمر القذافي، وكان القذافي هو ليبيا. استطاع الزعيم الأوحد خلال ٤٢ عاماً أن يُلغي الهوية الليبية ويجعلها منصهرة في عجائبه وغرائبه ومزاجه المتغير على الدوام. وقدر أن يجعل من الدولة القائمة بذاتها قبل ١٩٦٩، كياناً تابعاً له ومنقاداً لفلسفته الوجودية وغير قابل للعيش مع من سواه!

    وكانت الخارجية الليبية تتأرجح ما بين صداقات المتمردين الخارجين عن القانون عالمياً وعداوات حكومات دول العالم، الأمر الذي جعل العالم كله ينقلب عليه بمجرد أن أطلق الثوار أول طلقة في مرحلة التحرير القصيرة نسبياً والتي استمرت ثمانية أشهر وثلاثة أيام حسوماً.

    سقط معمر حتى قبل أن «يتأسطر» كما حدث لسابقه صدام والفضل يرجع لدماء الثوار الحارة، ووقف الشعب الليبي من جديد على قدميه، مختتماً مرحلة الثورة التي كان «الهدف الواحد» هو قائدها وموجهها، وبادئاً مرحلة التأسيس والبناء والتي تحتاج الى حرب جهادية أخرى أقسى مناخاً وأشد ضراوة. كان الليبيون خلال الثمانية أشهر الماضية يسيرون في طريق واحد يجمعهم هدف واحد واضح ومحدد، أما اليوم فستتعدد الأهداف وتختلف التوجهات، وعليهم إذا أرادوا الاستفادة جيداً من درس المرحلة القذافية أن يعرفوا أن الوطن هو في العادة من يختار المسالك التي يسلكها والفيافي التي يتجاوزها، وما على القيمين عليه إلا تمهيد الطريق أمامه ليعبر بناسه وثرواته ومنظوماته ومفاهيمه وقيمه إلى فضاءات العدل والحرية والحكم الرشيد. عليهم أن يعرفوا أن دورهم في المرحلة المقبلة ينحصر في التطلع الى المستقبل لا الخضوع لتعقيد الحاضر. كل ما هو مطلوب منهم أن يتجاوزوا شهوة الانتقام إلى شهوة البناء والإعمار، وأن يهدوا الوطن كعكة الانتصار لا أن يتقاسموها كما كانت تفعل النخب العربية الثورية في منتصف القرن الماضي.

    ليبيا اليوم بعد القذافي أقوى وأشد عوداً وأنقى هواءً، وأهلها قادرون على صناعة ديموقراطيتهم الخاصة التي تتناسب مع طبيعة التركيبة السكانية وتتلاءم مع درجة التعليم والثقافة التي يمتلكها أواسط الناس. لنا منهم فقط ألا ينجرفوا خلف مصالح شخصية قابلة للتحقيق، أو مثاليات مدنية غير قابلة للتحقيق في الوقت الحالي، ولهم منا الدعاء والمشاركة الوجدانية.

    * كاتب وصحافي سعودي

    ano


    سقوط أوهام القذافي
    الأحد, 23 أكتوبر 2011
    محمد الأشهب

    عندما اختار العقيد معمر القذافي الاختفاء والاحتماء في مسقط رأسه سرت، لم يكن يفعل ذلك في إطار المصالحة مع القبيلة التي لم تسلم بدورها من ظلم سلطته التي لم يكن يحدّها قانون أو عرف أو أخلاق، بل إنه فعل ذلك بهاجس إشعال عصبية عشائرية، تضع ما تبقى من فلول النظام المندحر في مواجهة قيم الدولة العصرية.

    كان في وسعه، قبل أن يشهد العالم نهاية النظام والرجل، أن يفيد من مخارج عدة، تؤمن رحيله، مثل أي ديكتاتور ينبذه شعبه. وكان في إمكانه وقد ردد كثيراً أنه بلا سلطة أو قرار، أن يترك للمكتوين بجبروته فرص تقرير مصيرهم، فيريح نفسه ويريح الآخرين. لكنه مثل أي رمز، لا يطيق الحكمة ولا يستسيغ النقد، تصور أن الوفاء يكون للأشخاص وليس المبادئ، وليس يهمّ إن كانوا انحرفوا عن جادة الطريق أو عبثوا بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم.

    يتجاوز الأمر مجرد سلوك هارب من العدالة ومن الضمير، نحو محاولة إحياء نموذج عصبية قبلية موغلة في الانحراف. ومنذ اندلاع ثورة السابع عشر من شباط (فبراير) هيمنت هذه النظرة على سلوكات العقيد القذافي الذي ظل يحتمي بنزعة تقسيمية، وزعت البلاد على مقاس ما كان يعتبره ولاء لنظامه.

    إنها لمفارقة فعلاً أن يكون الرجل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بتجاربه الوحدوية الفاشلة، يتحول إلى أول من يتنكر للبعد الوحدوي داخل بلاده لمجرد أن الثورة اندلعت من أقصى الشرق في بنغازي وامتدت نحو الغرب والجنوب وكل الأجزاء.

    مصدر ذلك أن السلطة كانت تأسره، ولم يكن يهمه أن يبقى حاكماً في مربع يقاس ببضعة كيلومترات، حتى وإن تعرضت البلاد إلى أعلى درجات البلقنة والتجزئة، بقدر ما كان يلهث وراء الألقاب والاستشراء بنفوذ وزعه بين أفراد أسرته، وليس السلطات التي يحكمها الاختصاص والتوازن وسمو القانون.

    قبل انهيار نظامه، ألغى القذافي مفهوم وحدة الوطن، وسعى لأن يضع محله نوعاً جديداً من الطائفية غير الدينية، أي طائفية الولاء للنظام، وحين عجز عن ذلك استقدم من يحارب إلى جانبه من غير الليبيين، أي أنه لم يكن ينظر إلى شعب بلاده كأحد مقومات السيادة، وإنما كفئات يملي عليها شروط الولاء، وينزعها منها، إذ تتحرر من وصايته، ولا بأس في عرفه من استقدام «شعب» آخر لا يعرف غير سلطة العقيد وعائلته ومظاهر جنونه التي تفوق الخيال.

    لم يكن الأمر جديداً على صاحب «الكتاب الأخضر»، فالرجل الذي أوعز إلى الليبيين يوماً أن يصبغوا وجوههم بالسواد، كي يصبحوا أفارقة، وفق توصيفه للانتساب الأفريقي، كان في حقيقة الأمر يهرب من انتماء بلده العربي والإسلامي. وحين لم تسعفه شطحاته في إيجاد موقع داخل جامعة الدول العربية، ارتمى في أحضان الوهم الإفريقي، كـ «ملك ملوك إفريقيا».

    غير أن بين التنكر للانتساب العربي ومقومات وحدة الدولة في حدودها الطبيعية، ووحدتها مع كيانات متجانسة، كان القذافي يجسد العصبية في أقصى تجلياتها، المرتبطة دائماً بالولاء للأشخاص واستخدام العنف، ورفض الحوار واستهواء القيم المنبوذة والمتجاوزة.

    مثله أيضاً، ينزع حكام آخرون إلى استخدام عصبيات دينية واجتماعية للاستقواء على شعوبهم، بخاصة حين يربطون الاستقرار بحكم الأفراد أو الطوائف، ما يشير إلى أن تجربة القذافي غير منفصلة عن تربة غياب الديموقراطية التي تسمح بظهور ممارسات وإشاعة أفكار، تلتقي عند التقليل من وعي الشعب وإحباط إرادته في التغيير.

    ليست القبيلة أو العشائرية مرادفاً للتعايش والتطور مع قوانين العصر. ومن الخطأ تصور قدرة أي نظام قبلي أو طائفي على الاستمرار خارج معادلة التناوب السلمي على السلطة والاستناد إلى القيم التي تضبط مجالات الحكم الرشيد، وربما كانت مشكلة بعض الحكام أنهم يسعون إلى إحياء نعرات اجتماعية لإبراز أن من دونهم لا يكون إلا الفوضى والفتن والاقتتال. هذه مفاهيم لصيقة بالاستبداد، والثورات العربية الراهنة موجهة أصلاً ضد الظلم والاستعباد، وليس ضد القبائل والعشائر ومكونات مجتمعاتها.

    بيد أن ما يتعين استخلاصه، أن رهان القذافي في الزمن الضائع بين نهاية النظام ونهاية الرجل، يجب أن يوضع في الخلف، فثمة جراح تتولد عنها أخرى، كما الحروب والأزمات، ولا سبيل أمام الثورة الليبية غير الانتقال السلس إلى محطة الدولة، إذ يسود القانون وتتعزز مفاهيم التعددية والحوار وعدم إلغاء الآخر، ذلك أن أهل سرت وغيرها من القبائل، هم ليبيون أولاً يحلمون بالغد الأفضل الذي يجمعهم تحت قبة الوئام والوفاق وديموقراطية إرادة الشعب المعبر عنها بحكم صناديق الاقتراع، حيث لا تمييز إلا في اختيار الأفكار والرجال.

    بعد مقتل القذافي
    الأحد, 23 أكتوبر 2011
    عبدالله إسكندر
    القتل بشع، أياً كان القتيل وأياً كان القاتل. ولا تقلل من هذه البشاعة عقود من الطغيان والديكتاتورية والقتل الاستنسابي، ولا الانتقام الفردي من الطاغية. وقد يكون بقاء العقيد القذافي حياً مورداً لهموم إضافية للسلطة الجديدة أو أحد مكوناتها، لكنه بالتأكيد ثروة من المعلومات والقضايا الغامضة والملتبسة كان يمكن لبطلها أن يلقي، خلال محاكمة جدية، الضوء على بعضها. خصوصاً أن كثراً من المتورطين معه في صفقاته القذرة، في منطقتنا والعالم، ما زالوا أحياء. وبعضهم ما زال في سدة الحكم. ما كان يسدي خدمة أكيدة لشعوب تواقة، مثل الشعب الليبي، إلى الحرية والديموقراطية.

    وقتل القذافي، على النحو الذي شاهدناه، بعدما قبض عليه حياً، إضافة إلى بشاعته، يشكل ثغرة أولى لدى السلطة الجديدة. فهي إما لم تتحسب لاحتمال أن يسقط الطاغية أسيراً في أيدي مقاتلين لن يترددوا في ارتكاب هذا النوع من الانتقام، وتالياً خسارة ثروة المعلومات، القيّمة بالتأكيد، عن ممارسات أربعة عقود من الإرهاب والديكتاتورية وكشف المتواطئين معه، خصوصاً خارج ليبيا. وإما رغبت في التخلص منه على أسرع نحو، بما يريحها من أعباء تحمل وجوده حياً معتقلاً لديها، ما يعني شعورها بالضعف إزاء بقائه حياً، ولو في المعتقل.

    تخلصت السلطات الليبية الجديدة من القذافي، وأركان أساسيين في حكمه. لكن مشكلة القذافية قد تستمر لفترة في إزعاج هذه السلطات، عبر عمليات حربية يقوم بها هؤلاء الذين لا يزالون يحنون إلى حكم الطاغية، كما حصل في طرابلس قبل أيام. لكن ذلك لن يتجاوز الإزعاج إلى تشكيل تهديد.

    التهديد الذي يعرض الوضع الليبي إلى انتكاسة فعلية قد يكون مصدره أبناء الثورة انفسهم. إذ أن توحدهم حول فكرة القضاء على حكم القذافي لم يعد مضموناً بعدما قتل الطاغية وانهيار حكمه بالكامل.

    ولعل ما شهدته السلطة الجديدة، بعيد سقوط طرابلس، من تعارض واختلاف في شأن تركيبة الحكم وقيادته يشكل مقدمة لما يمكن أن يكتنف عملية تشكيل الحكومة الانتقالية، بعد إعلان التحرير وبدء تطبيق خريطة الطريق التي وضعها المجلس الوطني الانتقالي.

    ولم تتضح حتى الآن كيفية الانتقال من مرحلة القتال ضد القذافي إلى مرحلة بناء ليبيا الجديدة. فمن المعلوم أن الذين قاتلوا بضراوة على مختلف الجبهات، ليسوا طرفاً واحداً تحت قيادة واحدة وذات برنامج واحد. فإلى الخلافات السياسية والإيديولوجية، تُضاف اختلافات الانتماء المناطقي والقبلي. ما يعني أن عملية التوحيد العسكري، وهي ذات أهمية حاسمة في توحيد السلطة، تشكل التحدي الأساسي أمام الحكم الجديد.

    وبمقدار ما تتأخر هذه العملية ستتسع الهوة بين أطرافها، ويندفع كل منها في اتجاهه العسكري أو الأيديولوجي أو السياسي. مع كل ما ينطوي عليه ذلك من خطر مواجهة، كما حصل في أفعانستان بعد رحيل السوفيات وفي العراق بعد إطاحة صدام حسين. وإذا كان رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل يتمتع بسمعة جيدة بين كل فئات الليبيين، فان هذه السمعة وحدها لن تكون ضمانة في وجه التصعيد عندما تصل الأمور إلى أقصاها.

    وبالارتباط مع تحدي توحيد القوى العسكرية المتنافرة، وفي موازاته، تطرح مسألة طبيعة الحكم الجديد. وما لم يحصل إجماع، بين جميع القوى، على ضرورة أن تتمكن كل الأطراف من التعبير والعمل السياسي في إطار تعددي، من أجل إقامة الدولة المدنية، فإن خطر الاقتتال يستتبع خطراً لا يقل أهمية، وهو عودة شكل جديد من أشكال الديكتاتورية والذي دفع الليبيون ثمناً باهظاً جداً بالأرواح والمال من أجل التخلص منه.


    ليبيا إلى تجربة العراق بعد... القذافي؟
    الإثنين, 24 أكتوبر 2011
    جورج سمعان
    بمقتل العقيد معمر القذافي يكتمل الخط البياني للحراك العربي في شمال أفريقيا. باتت الصورة أكثر وضوحاً على امتداد الساحل الجنوبي للمتوسط: الجزائريون لا يبدون حتى الآن حماسة لخوض التجربة على رغم الحركة المطلبية القائمة. دفعــــوا في عقد التسعينات من القرن الماضي دماً غـــزيراً وخراباً واسعاً وأهدروا ثروات. ولا يزالون إلى اليوم يحاولون تضميد الجروح، والإصــــلاحات ماضية وإن لم تكن كما يرغب شباب البلاد وأحزابهم وقواهم. يتهيبون السقوط في ما سقط فيه الجار الليــــبي. أما المغرب، فعلى مثال الأردن في المشرق العربي، يحاول تلمس طريق هادء لإصلاحات تبعد كأس الفوضى وإن لم تستجب مطالب تجارب حزبية ناضجة. وينتظر أن يساهم «انتقال» المملكة المغربية إلى كنف مجلس التعاون الخليجي في تخفيف وطأة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية. يبقى أن يتوصل كل من المغرب والجزائر إلى تسوية خلافاتهما وعلى رأسها قضية «بوليساريو» لتنتقل المنطقة برمتــها من عصر إلى عصر.

    جرب القذافي طريقاً آخر لمواجهة الثورة في «الجماهيرية». كان عاب على التونسيين والمصريين التخلي عن رئيسيهم وأشاد بمنجزاتهما. خط طريقاً ثالثاً عندما شعر بأن الحبل بدأ يلتف حول عنقه. انتابه الخوف من هذا الحبل من سنوات عندما شاهد صدام حسين أمام المشنقة. استدار 180 درجة وقدم أوراق اعتماده إلى الأوروبيين والأميركيين. وقدم كل ملفاته، المعروفة والسرية. كل ذلك من أجل البقاء في السلطة. أدار ظهره لـ «كتابه الأخضر» ولـــكل الشعارات التي أوصلته إلى الحكم... لكنه لم يفلح في مصيره البائس.

    برحيل القذافي تطوى صفحة أخرى من صفحات ذلك الرعيل من الزعماء الذين قفزوا إلى السلطة، مستلهمين «ثورة يوليو» المصرية. ومتمثلين زعامة جمال عبد الناصر، ومن ثم السعي إلى وراثته. رحل صدام حسين ورحل القذافي، وقبلهما زين العابدين بن علي وحسني مبارك... والقطار لن يتوقف. منيت شعارات «الوحدة العربية» و»الحرية والاشتراكية» و»الرسائل الخالدة»، منذ 1976، بنكسة تلو أخرى. توكأ الانقلابيون طوال نصف قرن على القضية الفلسطينية وعلى «حلم» الوحدة للوصول إلى القصر. لذلك يثأر شباب ساحات التحرير اليوم لكراماتهم وحقوقهم وحرياتهم وحريات الأجيال التي سبقت والتي أهدرتها شعارات لم تغن ولم تسمن ولم... تحرر فلسطين. الأولوية للداخل، لقضايا الناس، قبل القضايا الكبرى التي لا يمكن الوصول إليها إلا بالتنمية وتوفير العدالة والحــقوق والـــحريات والمســاواة وتداول السلطة والتـــعددية... ولــى عـــصر الــزعــامات الــفردية والحزب القائد والرائد.

    ولى «صوت العرب من القاهرة» يستنهض الشارع «ضد الاستعمار». إنه عصر «ساحات التحرير» للتخلص من الطغاة.

    حاول العقيد أن يوقف قطار الحراك العربي. خاض حرب ممانعة ومقاومة. وشاع خوف أن ينجح هذا «النموذج». أعطى نوعاً من الأمل، للأنظمة التي انهارت ولتلك التي لا تزال تجهد للصمود. فلول النظام المصري البائد راودتها فكرة المحاولة لعلها تعيد عقارب الساعة إلى الوراء. آخرون أغوتهم الفكرة بمقدار ما أخافتهم صورة حسني مبارك في قفص العدالة ممداً على سرير المرض. قدم القذافي مثالاً مختلفاً في الأشهر الثمانية الماضية... وكانت النتيجة أكثر بؤساً من مصير من سبقه في تونس ومصر.

    لذلك بمقدار ما أخاف هذا السقوط المدوي للقذافي الآخرين، ترك صدى واسعاً في طول العالم العربي وعرضه. سقط النموذج ومعه الجدار الذي حاولت «جماهيرية» العقيد رفعه في وجه العاصفة العربية. وكان الارتياح واضحاً في الساحات اليمنية والسورية التي ارتفع صوتها، واستعادت طاقتها وثقتها وزخمها غداة رحيل الطاغية. لم تفلح تجربة القذافي في دفع قطار الربيع العربي عن خط سيره. ويشكل سقوطه عبرة ومنعطفاً في مواجهة الأنظمة العربية للشارع العربي وساحاته. أليس ملفتاً أن تعلن صنعاء التعامل بإيجابية مع دعوة مجلس الأمن الرئيس علي عبد الله صالح إلى التنحي؟ أليس ملفتاً أن ترحب دمشق بوفد جامعة الدول العربية التي أمهلتها أسبوعين لوقف العنف والقتل... بعدما كانت قالت في قرار الجامعة ما لم يقله مالك في الخمر؟ هل قدم المثال الليبي عبرة فعلاً أم أن الأمر مجرد محاولة أخرى لكسب الوقت وهرباً إلى الأمام لا يجدي؟

    لكن مستقبل ليبيا يبقى أهم من الصدى الواسع الذي خلفه طي صفحة القذافي. المرحلة الجديدة محفوفة بالأخطار والمحاذير. أمام طرابلس ورشة بناء على أكثر من جبهة، في الداخل والخارج القريب والبعيد. والأشهر الـ 18 التي تفصل عن الإعداد للانتخابات الأولى في هذا البلد منذ 42 عاماً قد تشهد صراعات قاتلة ما لم يتداركها الليبيون ويتعلموا من تجربة العراق. وقد شاهدنا كيف تعثرت فكرة تغيير الحكومة قبل أسابيع إثر تحرير طرابلس. الأصوات التي ارتفعت من هنا وهناك، حزبية وجهوية، صرفت نظر المجلس الوطني عن إقامة الحكومة الانتقالية. لكنها كانت نذيراً. بالتأكيد ليس المطلوب «المحاصصة» وليس المطلوب «تقاسم» السلطة والثروة، بمقدار ما هو مطلوب عدم الإقصاء. وهذه عملية صعبة لأجيال لم تعرف العمل في ظل مؤسسات. ولم تعرف طعم الانتخابات ومعنى التعددية وتداول السلطة والاعتراف بالآخر واحترام حقوقه. قضى القذافي على مقومات الدولة. قضى على كل أشكال المؤسسات، ودمر كل السلطات وحول الجيش ميليشيا وكتائب عائلية.

    حذار أن يسقط الليبيون في ما سقط فيه العراقيون بخصوص المحاصصة وتقاسم السلطة والثروة، وبخصوص «اجتــــثاث البعث»، فهمشوا فئات واسعة وقوى كان لها دور في تأجيج العنف والحرب الأهلية التي ضربت البلاد منتصف العقد الماضي. ربما كـــان موقع ليبيا أكثر رحمة بمستقبلها مما هي حال العراق الذي كان في تاريخه القديم والحديث خط تماس، بل خط نار بين بلاد فارس والحضارات التي حكمت شرق المتوسط. وهو لا يزال خط تماس بين العرب وإيران. وهو ما يجعل أرضه اليوم عرضة لتجاذبات قاتلة، دولية وإقليمية، تؤخر وتعيق تقدم التجربة الديموقراطية. وتؤجج أحياناً كثيرة الصراعات الطائفية والمذهبية والـــعرقية، وتثـــير شهية الجيران للتدخل. ربما أتاح انشغال جيران ليبيا بشؤونهم فرصاً أكثر هدوءاً أمام طرابلس لبدء مسيرة التغيير والإصلاح. والأهم ألا ينبعث شيطان القبلية والجهوية في بلاد كرست وحدتها الحديثة مطلع الخمسينات بين الشرق والغرب والجنوب الصحراوي، «أرض الفراغ». وألا يتحول السلاح في أيدي الميليشيات والمتطوعين أداة في الصراع السياسي على الحصص.

    أمام الليبيين مسيرة طويلة من العمل المضني لبناء مؤسسات الدولة وسلطاتها من الصفر. ومثل هذه المهمة تستدعي حمايتها عبر الحدود الشاسعة بإعادة النظر في العلاقات مع دول الجوار التي لم يترك القذافي مناسبة إلا واستغلها تدخلاً وإثارةً للقلاقل. لا بد من التفاهم مع دول حزام الصحراء لمعالجة مشكلة الهجرة غير الشرعية وقطع طرق تهريب المخدرات والسلاح. وكلاهما مشكلتان أقلقتا وتقلقان دول جنوب الاتحاد الأوروبي خصوصاً إيطاليا. ومعروف أن حركات التطرف الإسلامي وعلى رأسها «القاعدة» تجد ملاذاً آمناً على الحدود المتاخمة للنيجر ومالي وجنوب الجزائر وليـــبيا. ولا شك في أن قيام تعاون وثيق في إطــــار الاتحاد المغاربي كفيل بطمأنة أوروبا، ما يشجع صناعة السياحة مع الشمال الأفريقي مثلما يشجع قيام صناعات مشتركة في هذه البلدان التي تتمتع بيد عاملة رخيصة تحتاج إليها الدول الأوروبية الصناعية، كما كانت الحال ولا تزال مع تونس قبل الثورة. وكانت ليبيا ولا تزال قبلة للعمالة الوافدة. وستزداد الحاجة إلى مثل هذه الأيدي لإعادة إعمار بلاد أهملها النظام السابق، وساهمت حرب الأشهر الثمانية الماضية في مزيد من التدمير للعديد من المدن والدساكر.


    الحياة
                  

العنوان الكاتب Date
ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...توثيق الكيك10-21-11, 09:56 AM
  Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-21-11, 10:10 AM
    Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-21-11, 10:27 AM
      Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-21-11, 11:16 AM
        Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-21-11, 11:51 AM
          Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-21-11, 08:59 PM
            Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-22-11, 07:21 AM
              Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-22-11, 07:59 PM
                Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-23-11, 05:05 AM
                  Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-24-11, 04:34 AM
                    Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-24-11, 09:02 AM
                      Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-25-11, 05:13 AM
                      Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-25-11, 07:08 AM
                        Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-26-11, 05:35 AM
                          Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-27-11, 04:57 AM
                            Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-27-11, 06:52 AM
                              Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-28-11, 10:04 PM
                                Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-29-11, 08:27 AM
                                  Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-31-11, 06:50 AM
                                    Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك11-01-11, 07:27 AM
                                      Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك11-02-11, 05:26 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de