ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...توثيق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 10:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-24-2011, 04:34 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت (Re: الكيك)

    ليبيا.. من الإستبداد المديد الى الحرية القلقة؟
    د. عصام نعمان

    2011-10-23




    كان معمر القذافي كائناً، ولا اقول انساناً، فريداً مذّ انبثق من عتمة المجهول الى اضواء الشهرة في الفاتح من سبتمبر 1969، وباشر مشاغلة الدنيا والناس طيلة 42 عاماً قبل ان يسقط في مسقط رأسه في 20 اكتوبر 2011.
    كائن عجيب غريب، طريف مخيف، خفيف ثقيل، عاقل مجنون، مسلّي منفّر، ثائر حائر، مجدد محافظ، عروبي افريقاني، إسلامي مؤمن مسلم غير اسلامي، ضد اسرائيل مع اسراطين، ضد اميركا مع اميركا، رئيس مزمن قائد بلا منصب، انسان خارق حيوان ناطق.
    انه جامع كل هذه النعوت والاوصاف والإزدواجيات والتناقضات والفضائل والرذائل. هو بعضها حيناً ونقيضها حيناً آخر وكلها مجتمعة في زمان ومكان. لعله الظاهرة الاكثر فرادة وإثارة طيلة ثلاثة عقود من القرن العشرين وعقدٍ من القرن الحادي والعشرين. انه عقوبة العالم لنفسه.
    عندما تعرّفت اليه قبل 39 عاماً لم تكن تباشير فرادته وغرابته قد انتشرت. كنتُ وضعتُ في العام 1972 'مشروعَ دستور دولة الاتحاد العربي' ونشرته في صحيفة محلية. أُعجب به المرحوم كمال جنبلاط ودعاني، مع قياديين لبنانيين آخرين، الى تشكيل وفد يطوف به على بعض الرؤساء العرب ممن أظهروا تقبّلاً لفكرة الوحدة او الاتحاد العربيين. وقد وقع الإختيار على القذافي وكان آنذاك ناصرياً متحمساً ليكون اول من يعرض عليه المشروع اواخرَ العام 1972.
    تناهت الى القذافي رغبة جنبلاط، فدعاه الى زيارة ليبيا التي لم يكن قد اطلق عليها بعد لقب 'الجماهيرية'. الى جنبلاط، كان الوفد مؤلفاً من رئيس اركان الجيش السوري الاسبق الضابط اللبناني الاصل اللواء شوكت شقير، عباس خلف، محسن دلول، خليل احمد خليل وكاتب هذه السطور.
    في الإجتماع مع العقيد كان الكلام، في معظمه، لجنبلاط الذي ركّز على ضرورة قيام اتحاد بين دول الطوق لمواجهة تعاظم عدوانية اسرائيل بعد كسبها حرب 1967، ثم طلب اليّ شرح احكام المشروع. أصغى القذافي بصبرٍ وأبدى موافقة مقتضبة عليه، ثم استرسل بعدها في توصيف سلبي للوضع العربي وإطلاق طائفة من التعليقات والتشنيعات بحق شخصيات سياسية واحزاب وتنظيمات ومذاهب 'صليبية'، ليختم مقترحاً على جنبلاط القيام بجولة تشمل ليبيا كلها.
    سارع جنبلاط الى الإعتذار قائلاً : 'إن رفيقنا عباس ميشال خلف (وكرر اسم 'ميشال' مرتين) ونحن ايضاً نريد العودة الى البلاد قبل حلول عيد الميلاد'. فقد خشي جنبلاط ان يتفوّه القذافي بواحدة من تشنيعاته ضد المسيحية و'الصليبية' ما يُحرج عباس خلف المسيحي. وكان احد الأصدقاء قد ابلغ جنبلاط قول القذافي لجورج حبش وجورج حاوي وإنعام رعد وعبد الله سعاده عندما إلتقاهم : 'إنكم مزوَّرون ويجب ان تصححوا وضعكم'. لماذا ؟ 'لأنكم جميعاً مسيحيون، وليس هناك من عرب غير مسلمين، ولا وجود لمسيحيين في العرب، ولا وجود لمسلمين خارج العرب' !
    المرة الثانية والاخيرة التي قابلتُ فيها القذافي، بل جابهته، كانت في العام 1980. فقد كان العقيد قد انجز وضع 'النظرية العالمية الثالثة' ونشرها في 'الكتاب الاخضر' الشهير، ودعا ما لا يقل عن 200 من رؤساء الجامعات واساتذتها والمفكرين والكتّاب والسياسيين والناشطين من شتى انحاء العالم لمناقشة نظريته الفريدة في مدرج جامعة بنغازي. وقد تلقيتُ دعوةً للمشاركة في ندوة المناقشة بصفتي استاذاً محاضراً، آنذاك، في كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية.
    كان جمعاً مُذهلاً ذلك الذي وجدتُ نفسي فيه. فقد قدّم عشرات المشاركين اسهامات ومداخلات على مدى اربعة ايام، جاءت في غالبيتها مقرِّظة وممتدحة للكتاب الاخضر بما هو انجاز فكري- سياسي غير مسبوق ! وكان نظام الندوة يقضي بأن يدلي المشاركون بمداخلاتهم في جلستين، قبل الظهر وبعده، في حضور العقيد الذي كان يكتفي بتدوين ملاحظاته ولا يتدخل او يعلّق على ما كان يقال إلاّ مساءً في آخر الوقت المحدد للجلسة. لكن ما ان جاء دوري، ظُهرَ اليوم الثالث، لأدلي بمداخلة نقدية صارمة لمقولته 'من تحزّب خان' حتى خرق القذافي نظام الجلسات بإبلاغه رئاسة الندوة رغبته في الرد عليّ مباشرةً.
    توجّه القذافي الى الحاضرين قائلاً : 'اعتقد ان الاستاذ اللبناني لم يفهمني جيدا '... واكمل تعليقه محاولاً تفنيد ما ادليت به من نقد لمقولاته الركيكة. ما ان انهى كلامه حتى سارعتُ الى المطالبة بحق الرد. نظر رئيس الندوة الى القذافي مستطلعاً الجواب، فأشار اليه بالقبول. توّجهتُ الى الحاضرين قائلاً : 'أخشى ألاّ يكون الاخ العقيد قد سمعني جيدا '... وتابعت مداخلتي مفّنداً اقواله وسط همهمات الإرتياح من الحاضرين لكوني المتحدث الاول الذي 'تجّرأ' على نقده. رد عليّ القذافي بذرائع غير منطقية، فطلبتُ الكلام مجدداً وفنّدتها بقوة وصراحة. نظر رئيس الندوة الى القذافي مستطلعاً ما اذا كان يريد الردّ، فأشار بيده أن لا، فدوّت القاعة بالتصفيق. بعضهم ربما صفق للعقيد لأنه توقّف عن الكلام السخيف. بعضهم الآخر صفق لي مفسراً امتناعه عن الرد بأنه علامة 'إنتصاري' عليه، بالمنطق طبعاً، بدليل ان مشاركين كثراً تحلّقوا حولي بعد الجلسة مهنئين، وبَلَغت الحماسة بطالب لبناني في جامعة بنغازي حدَّ الهتاف قائلاً : 'أنتَ افحمت العقيد' !
    سارعتُ الى تهدئة الطالب المتحمس وخاطبته قائلاً : 'أنا لم أُفحم العقيد. هو ارتأى إنهاء المناقشة تقّيداً منه بنظام الندوة' ! ثم انتحيتُ به جانباً وهمستُ : 'انت مجنون! هل تريد بهذا الكلام ان نَلْحق سويةً بالإمام السيد موسى الصدر او ان تفقد في الأقل منحتك الدراسية' ؟! كان السيد الصدر، قبل ندوة الكتاب الاخضر بسنة تقريباً، قد إختفى بل أُخفي مع رفيقيه خلال زيارة لليبيا بدعوة من القذافي.
    من 1980 ولغاية 2011 عانت ليبيا وشعبها الصابر كثيراً من غرابة أطوار القذافي وغرائبه وطرائفه وتطرفه ووحشيته غير المسبوقة في عالم العرب والعجم. واذ يطوي التاريخ وجهه وصفحة 'لانظامه' (الذي قال إن لا منصب له فيه ليتخلى عنه!) تقف ليبيا، شعباً وجماعات وقيادات، على مفترق طرق رهيب. هل تراها تطوي صفحة الماضي بسقوط المستبد واستبداده المديد لتنتقل الى حال من الفوضى والحرية القلقة ؟
    ثمة تحديات ثلاثة تواجه ليبيا اليوم : الدمـار البشري والمادي الكبير نتيجةَ الحرب، وتعددية الجماعات والقيادات التي شاركت في الحرب ولكلٍ منها دور وفضل في إنهاء القذافي، والثمن الذي ستدفعه البـلاد للغرب الاطلسي، ولا سيما لاميركا وفرنسـا وبريطانيا، كـ 'بـدل اتعاب' لقاء 'الخدمات' التي قدمتها
    لـِ 'الصديق' في ساعة الضيق.
    مواجهة التحديات تبدأ بتوحيد الإرادة الوطنية من خلال التوافق على برنامج للوحدة والبناء والديمقراطية تلتزمه غالبية الجماعات والفصائل والقوى المقاتلة والمناضلة بغية تحقيق هدفين رئيسيين : بناء دولة الديمقراطية والعدالة والتنمية، وتعبئة القواعد الشعبية في وجه مطامع دول الغرب الاطلسي بغية المحافظة على ثروة البلاد النفطية وتفادي دفع ثمن باهظ لها لقاء مساعدتها الملغومة.
    التحديات كبيرة ومثلها الجهود المطلوبة لمواجهتها.

    ' كاتب وسياسي لبناني



    -------------------

    تكلفة إسقاط القذافي تجاوزت 3 مليارات دولار.. ودول الخليج قد تكون تحملت مليارا منها
    حسين مجدوبي
    2011-10-23




    مدريد ـ 'القدس العربي': يوجد اختلاف في تحديد الكلفة المالية للحرب ضد نظام معمر القذافي بين ملياري دولار رسميا بينما تتحدث مصادر غير رسمية عن قرابة ثلاثة ملايير دولار غير معلن عنها تحملت الدول الخليجية منها مليار دولار. ومن المنتظر أن تسترد الدول الغربية هذه المصاريف من خلال الأفضلية التي ستحصل عليها في الصفقات الخاصة بإعمار وتطوير ليبيا.
    وتحملت ثلاث دول رئيسية مصاريف الحرب وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بينما ساهمت دول أخرى مثل اسبانيا وإيطاليا بمصاريف متوسطة ويجهل حتى الآن رسميا حجم المساهمة العربية. وكشف وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيت في تصريحات للصحافة في نهاية الأسبوع الماضي أن مصاريف الحرب بالنسبة لفرنسا في ليبيا قد تجاوزت بقليل مبلغ 300 مليون يورو (حوالي 400 مليون دولار). وتابع قائلا أن هذا المبلغ يشكل قرابة النصف من ميزانية فرنسا الخاصة بالعمليات الخارجية للجيش سنة 2011، ولا يتعدى 1' من ميزانية المؤسسة العسكرية خلال السنة الجارية.
    وبالنسبة لبريطانيا، فقد حدد وزير الدفاع ليان فوكس في تصريحات الأربعاء الماضي مصاريف الحرب بالنسبة لندن في 343 مليون يورو. بينما كانت الولايات المتحدة قد صرفت في نهاية يونيو الماضي 500 مليون يورو، وذلك بعد انسحابها من عمليات القصف واقتصرت فقط على تقديم الدعم اللوجيستي مثل الطائرات بدون طيار. ومن المنتظر ارتفاع المصاريف الأمريكية الى 700 مليون يورو أي مليار دولار في حالة احتساب خدمات طائرات بدون طيران والمعلومات المحصل عليها من الأقمار الاصطناعية. وفي الوقت ذاته، فلم تتعدى مصاريف الدول الغربية الأخرى مثل اسبانيا وإيطاليا ثم النروج وكندا 120 مليون يورو في المجموع، وبهذا تكون المصاريف العامة للحرب للإطاحة بنظام معمر القذافي حوالي مليار و463 مليون يورو، أي أكثر من ملياري دولار. غير أن الكثير من المصادر غير الرسمية تتحدث عن ثلاثة ملايير دولار.
    وكشفت مصادر أوروبية لجريدة القدس العربي الغموض الذي يلف المشاركة المالية بعض الدول العربية في تحمل جزء من المصاريف وخاصة قطر والإمارات العربية والعربية السعودية والكويت، حيث من المحتمل أن تكون هذه الدول قد تولت الفارق غير المعلن عنه من المصاريف، أي مليار دولار خاصة وأنها كانت مستعدة للتضحية أكثر لعدم رؤية القذافي في الحكم أو لقاءه في قمة عربية.
    وتتجلى مساهمة الدول العربية في تسليح الثوار بأسلحة خفيفة ولكنها متطورة اقنتها من دول غربية وخاصة فرنسا، ثم تحمل فاتورة الوقود للطائرات علاوة على جزء من مصاريف الدخيرة الحية التي استعملتها المقاتلات الحربية. وتلتزم الدول العربية الصمت حول مصاريف مساهمتها في إسقاط معمر القذافي.
    وتحمل الدول العربية الفرق في المصاريف غير المعلن عنها يرتبط برغبة فرنسا وبريطانيا تقديم مصاريف محدودة لتفادي احتجاج من طرف الرأي العام الذي سيتساءل عن جدوى تحمل مصاريف هذه الحرب في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر منها الدول الأوروبية.
    ويبقى التساؤل، هل ستؤدي السلطات الجديدة في ليبيا مصاريف الحرب لدول الحلف الأطلسي؟ وزير الدفاع الفرنسي صرح أن 'فرنسا لبت نداء الإغاثة ولا تنتظر تعويضا'، مركزا على المستقبل الواعد للعلاقات الاقتصادية والسياسية بين فرنسا وليبيا قائلا 'الاقتصاد الفرنسي سيكون الرابح'. وعمليا، فقد زار كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية بيير لولوش بنغازي يوم 13 أكتوبر الجاري مع وفد ضم ممثلين عن 80 شركة فرنسية ترغب في المشاركة في إعمار وتطوير ليبيا.
    وتحاول دول أخرى خاصة اسبانيا وكندا الاستفادة الاقتصادية من مشاركتها في الحرب ضد ليبيا كالاستفادة المرتقبة والكبيرة للشركات الفرنسية والبريطانية والأمريكية. وتبقى حالة إيطاليا خاصة، فهي ستحاول الحفاظ على حصتها ونفوذها في السوق الليبية من المنافسة الفرنسية أساسا.
    ويقول أحد الخبراء عن تكلفة الحرب أنه 'يوجد أكثر من 140 مليار دولار نقدا من الأموال التي أودعها نظام القذافي في هذه الأبناك الغربية بينما تتحدث أخرى عن 200 مليار دولار، وخلال عملية تجميد هذه الأموال، فالأبناك وظفتها في عمليات مالية، وتكفي عائدات فوائدها خلال ستة أشهر التي استغرقت فيها الحرب لتغطية جل مصاريف التدخل الغربي بقيادة الحلف الأطلسي لإسقاط نظام القذافي دون احتساب أرباح الشركات الليبية في الخارج'.


    القذافي شرحت وستسلم لقبيلته... ووفاته نجمت عن عيار ناري ومعركة بين المسلحين الليبين حول من يحصل على مكافأة الامساك به

    2011-10-23




    عواصم ـ وكالات: اعلن المسؤول في المجلس الوطني الانتقالي احمد جبريل الاحد ان السلطات الليبية الجديدة ستسلم جثة معمر القذافي الى اقربائه.
    وقال جبريل لوكالة 'فرانس برس'، 'ان القرار اتخذ لتسليمه الى عائلته الكبيرة، لانه لا يوجد اي فرد من عائلته المباشرة في الوقت الحاضر'.
    وقال طبيب شارك في تشريح جثة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي الليلة قبل الماضية لرويترز إن القذافي توفي متأثرا باصابة ناجمة عن عيار ناري.
    وتابع 'من الواضح أن وفاته ناجمة عن اصابته بعيار ناري'. ولم يذكر أي تفاصيل عما إذا كانت الوفاة ناجمة عن الطلق الناري على ما يبدو في الناحية اليسرى من رأس القذافي.
    واستطرد 'هناك عدة مسائل أخرى. علينا رفعه (التقرير) إلى النائب العام. كل شيء سيعلن ولن يتم اخفاء أي شيء'.
    جاء ذلك فيما أفادت صحيفة ديلي 'ستار صندي' الصادرة امس الاحد أن معركة تجري بين المسلحين الليبيين الآن حول من يحصل على مكافأة المليون جنيه استرليني لمن يعتقل العقيد القذافي أو يقتله.
    وقالت الصحيفة إن شاباً ليبياً في العشرين من العمر تقدم للحصول على المكافأة التي خصصها رجال أعمال ليبيين للمساعدة على انهاء 42 عاماً من حكم القذافي. واضافت أن محمد بيبي صوّر نفسه وهو يمسك بالمسدس الذهبي من طراز براوننغ 9 ملم الخاص بالقذافي بعد القبض على الأخير وقتله، لكن مسلحين آخرين من قوات المعارضة الليبية ادعوا أيضاً أنهم لعبوا دوراً في القضاء على الزعيم الليبي السابق، أو قدموا معلومات حيوية أدت إلى اعتقاله.
    ونسبت الصحيفة إلى مصدر أمني قوله 'إن كل واحد من هؤلاء يزعم أنه ساهم في العثور على القذافي ولعب الدور المحوري في اعتقاله، والشخص الذي سيحصل على المكافأة سيصبح واحداً من أغنى الناس في ليبيا بفضل هذا الحجم من المال'.
    واضاف المصدر 'هناك بعض الخلاف في الوقت الحالي حول من سيحصل على المكافأة، لكن الأمر متروك للمجلس الوطني الانتقالي الحاكم حالياً في ليبيا لاقرار من هو المؤهل للحصول على المليون جنيه استرليني'. الى ذلك صرح وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند الاحد ان 'سمعة' السلطات الليبية الجديدة 'لطخت بعض الشيء' بسبب مقتل الزعيم الليبي السابق العقيد معمر القذافي الخميس في ظروف لا تزال غامضة.
    وقال في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان 'الحكومة الليبية الناشئة ستفهم ان سمعتها في العالم لطخت بعض الشيء بسبب ما حصل' مضيفا 'أنا اكيد انها ستكون راغبة في توضيح هذا الامر بشكل يتيح تحسين واعادة بناء سمعتها'.
    وقال هاموند انه يرغب في ان يتم فتح تحقيق بمقتل الذافي الذي اعتقل حيا عند سقوط مدينة سرت، مسقط راسه الخميس.
    واضاف 'بالتاكيد ليست تلك الطريقة التي كنا نرغب في ان تحصل الامور بها'.
    واوضح 'كنا نرغب في ان تتم محاكمة العقيد القذافي وخصوصا امام المحكمة الجنائية الدولية وان يرد على افعاله المسيئة ليس فقط في ليبيا وانما اعمال الارهاب العديدة التي دعمها وقام بها خارج ليبيا، والتي اوقعت بالنسبة لنا في بريطانيا العديد من الضحايا'.
    وكان الوزير البريطاني يشير خصوصا الى اعتداء لوكربي الذي اوقع 270 قتيلا في 1988 ومقتل الشرطية البريطانية ايفون فليتشر التي قتلت باطلاق نار مصدره السفارة الليبية في لندن عام 1984.
    وفيما يستعد المجلس الوطني الانتقالي لاعلان 'التحرير الكامل' للبلاد، لم يتضح بعد الاحد ما اذا كان القذافي الذي كان متواريا عن الانظار منذ سقوط طرابلس في 23 اب/اغسطس، قد اعدم او اذا كان قتل في تبادل اطلاق النار.

    إعدام الطاغية ميدانياً بين مهللين ومستنكرين... MTV: عنصرية لبنانية ضد السود والاكراد
    زهرة مرعي
    2011-10-23




    حارب الثوار الليبيون الطاغية وأدواته العسكرية طوال ثمانية أشهر وأخيراً وضعوا حداً لحياته برصاصة في الرأس. الطاغية القابض على أنفاس ليبيا طيلة أربعة عقود طالما وصفه الثوار بالمجرم قضى بحكم ميداني سريع وتمّ إعدامه بعد كثير من الإهانات. فهل تتم محاكمة المجرم أم تُدفن جرائمه معه ميدانياً تماماً كما تمت تصفية القذافي؟ الشرائط المصورة التي عرضتها شاشات التلفزة للدقائق الأخيرة من حياة القذافي لم تظهر فرقاً بين طغيان 'الطاغية' وما اكتسبه الثوار من طغيان.
    ومهما كان موقفنا مناوئاً لطغيان القذافي وأمثاله فالعين تأبى مشاهدة الشريط الذي سجل اللحظات الأخيرة من حياته. كان الرجل كمن يهذي يتساءل عن ما يجري حوله: ماذا يجري؟ ماذا فعلت؟ لا أحد يصدق؟ وقال لمن أهانه لفظياً ولآخرين امتدت أيديهم إلى جسده تعبث به ذات اليمين وذات اليسار 'حرام عليك'. كان القذافي كما الدمية بأيدي من أسروه. ضجيج وجلبة سمعناها في الشريط ومن ثم إنطلقت رصاصة تبعها تكبير. ويبدو أن هذه الرصاصة هي التي وضعت حداً لحياة القذافي وتركت خلفها مرحبين ومهللين، وكذلك مستنكرين ورافضين.
    اللقطات التي أخذت للقذافي عن قرب أظهرت أنه كان مصاباً بجرح في الرأس حين إلقاء القبض عليه، أما تلك التي تلت إعدامه فقد أظهرت جرحاً دائرياً قرب صدغه الأيسر وآخر وسط جبهته. أما الرحلة الأخيرة للقذافي فكانت إلى مصراته. هناك سجي أرضاً على فراش بطريقة عشوائية وفي مركز تجاري، وعرضت جثته للجمهور. ربما لم يصدق أحدهم مقتله فجاء ليصدق وبأم العين، ويوثق بالصورة لهذا الحدث الكبير. فالمتفرجون كانوا يلتقطون الصور للتاريخ وبكثافة ملحوظة، يدورون حول الجثة كمن لم يصدق ولا يريد أن يصدق ما حدث. إزاء هذا المشهد وهذا التبصر والتأني في معاينة جثمان القذافي لا بد من طرح السؤال إن كان هناك تمتع بالموت من قبل المشاهدين حتى وقفوا صفاً طويلاً منتظرين دورهم؟
    إنتهى القذافي وطويت مرحلة من حياة ليبيا وإعترف حلف شمالي الأطلسي بدور طائراته في ملاحقة موكبه حين خروجه من سرت وضربه. وحتى بعد مقتل القذافي لم يستطع هذا الحلف نسب 'شرف' المشاركة في القضاء عليه لهذا الطرف أو ذاك، لكن كل المؤشرات تقول بأن الطائرات أميركية. أما المجلس الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فقد طالب بفتح تحقيق في ظروف وفاة معمر القذافي. فهل سيتم ذلك فعلاً؟

    عمره 68 وعمرها 20

    إنها فعلة رجل دين أظهرتها إلى العلن قناة الجديد حين رافقت الكاميرا ذوي فتاة عمرها عشرين سنة تزوجها رجل الدين حسن المصري وهو في الثامنة والستين من العمر. لم يدر في خلد أهل الفتاة أن رجل دين عاقل سيقوم بكتب الكتاب على ابنتهم اليانعة وذاك الشيخ البالغ من العمر عتياً بدون حضور ولي أمرها. لكن هذا ما حدث وفي بيروت التي لجأ إليها الشيخ الخاطف هرباً من مدينته صيدا.
    إنها الزيجة الخاطئة بنظر والدي الفتاة، لكنها الزيجة التي لا يشوبها شائبة بنظر القانون فالفتاة تخطت سن الرشد بإشارتين وهي في العشرين. لكن الأهل لم يناموا على ضيم أو على تغرير لحق بإبنتهم والتي ينتظرها مصير مبهم. اصطحبوا معهم كاميرا الجديد وفي يوم جمعة وانقضّوا على 'الصهر الشيخ' في مسجده حيث كان يستعد لإلقاء خطبته 'لسنا ندري تحت أي عنوان ربما في أحكام الزواج الصحيح'. أفسدوا عليه اللحظة، وشنعوا بسيرته. وولوّا وجهتهم مع كاميرا الجديد إلى دار الفتوى في بيروت إليها لجأوا واستجاروا علّها تعيد إليهم ابنتهم من أحضان ذاك الشيخ الذي لا يخاف ربه ويبحث عن ملذاته.
    وإذا كانت مهمة رجل الدين الإصلاح في الأرض وليس إفسادها فلأهل الفتاة عدة مطالب من دار الفتوى:
    ـ نزع صفة العالم عن ذاك الشيخ.
    ـ إعادة الفتاة إلى بيتها.
    ـ محاكمة من كتب لها الكتاب.
    تلفزيون الجديد شكل صوت من لا صوت لهم في كثير من الأحيان وفي مثل هذه الواقعة بالتحديد. وزاد من الحنق على تصرفات بعض رجال الدين التي تأتي في باب الأنانية، وكذلك في باب استغلال السلطة، وربما السطوة كذلك. لكن هل ستنصف دار الفتوى أهل الفتاة وتعيد لهم ابنتهم؟ أظنها صرخة في واد إذا كان ذلك قد تمّ برضاها ومع غسل لدماغها. وإن كان الزواج تمّ بتنويمها مغناطسياً ربما يكون لديهم أمل.
    في هذه الواقعة كان تلفزيون الجديد كمن يمارس ما يعرف بتلفزيون الواقع وهو ساهم بشكل كبير بتسليط الضوء على هذا النوع من الزيجات غير المتكافئة.

    إنهم الغرباء!!!

    كنت في بلاد الله البعيدة جداً حين تابعت نشرة أخبار قناة MTV اللبنانية الموجهة للمغتربين والتي تضمنت تقريراً مصوراً تحت عنوان 'برج حمود.. أحياء في خطر'. بدأت معدة ومقدمة التقرير بقولها: بين الدورة وبرج حمود يخيل إليك أنك لست في لبنان (...) يبدو إليك وكأنك في السودان.. أو في دولة تجمع الأكراد.. أو في إحدى دول آسيا.
    إلى هنا نفهم مباشرة ودون طول شرح أن مصطلح الغرباء هو المقصود والمنشود. وهو تعبير يميني عنصري لا انساني طالما أطرب قلب مجموعة ليست بقليلة من اللبنانيين. هم يرمون 'بلاويهم' وشذوذهم على 'الغرباء' ويطلعون كما الشعرة من العجين لا تشوبهم شائبة، ولا تلطخ تاريخهم سوى سلوكيات 'كلاس وبنت عيلة'.
    في تقرير 'برج حمود.. أحياء في خطر' يبدو أن الكاميرا زارت المكان في يوم أحد حيث يكثر العاطلون والمتنقلون والمتسوقون. راحت الكاميرا تمسح المكان وتركز على الوجوه 'الغريبة' (السمراء). وشاهدنا تمويهاً لوجوه ربما كانت لبنانية. إلى جانب الصورة جاء دور الصوت أو لنقل الصرخة اللبنانية من تحول المكان لسوق 'عاهرات'. أو نشل من فعل الغرباء لا اللبنانيين. كان المواطنون يعبّرون كمن ينتظر لحظة أن تفتح له زر المذياع. الشكوى تضمنت تحريضاً مباشراً أو غير مباشر كذاك الضيق الذي يعيشه أحدهم من 'الحبشيات'. أو تلك المرأة التي حاولت بشكل أو بآخر وصف النساء في هذا المكان بالعاهرات اللواتي يأتي الرجال بحثاً عنهن على 'الموتويات' الموتورسيكل. كان اللبنانيون في هذا التحقيق كمن تمّ احتلالهم من بشر ضاقوا بهم ذرعاً أكثر مما شعروا حيال الإحتلال الصهيوني. إنه التحريض الواضح والصريح على الغرباء. وقد نسيت معدة هذا التقرير أن واحدة من العاملات الأجنبيات في لبنان تقضي نحبها انتحاراً كل أسبوع، وإن العشرات يتمّ الإعتداء عليهنّ بمختلف الوسائل المتاحة دون أن يتمكنّ من الإعتراض أو الشكوى.
    7 من 10 من سيدات لبنان تستعنّ بخدمات الفتيات الأجنبيات، ومصانعنا تطرد العمال اللبنانيين وتستبدلهم بالعمال 'الغرباء' لرخصهم كيد عاملة ولعدم وجود مطالب اجتماعية لديهم. صار هؤلاء من نسيجنا اليومي الذي لا ينتظم بعيداً عن قوة عملهم، ونقول عنهم غرباء.
    في هذا التقرير كانت العنصرية ظاهرة بقوة: يبدو كأنك في السودان! هل تعرف معدة البرنامج أن السودان في جامعة الدول العربية؟ أو دولة تجمع الأكراد فهل في الأكراد كقومية وكبشر ما يفرقهم عنا؟ أو في إحدى دول آسيا! فهل لبنان في الإتحاد الأوروبي 'بعيد الشر'؟
    عنصريتنا يلزمها تشذيب. إنها تتأصل وهذا معيب.

    'هدايا' ضارة في المأكولات

    تزداد البرامج التلفزيونية اللبنانية التي تسلط الضوء بالصوت والصورة والدليل القاطع على 'الهدايا' التي تتضمنها بعض المأكولات، حتى يكاد أحدنا يحلف على عصر الصناعة ويتمنى العودة الىHAND MADE في كل ما يتمكن، لأن الضمير الإنساني بات في خبر كان، والربح هو الإله المعبود.
    الجديد في الحالة اللبنانية أن محلاً مشهوراً جداً للحلويات تمّ إقفاله وتمّ ذكر إسمه في وسائل الإعلام لتسمم أكثر نمن 50 مواطناً من مادة 'القشطة' في نوع من الحلوى. والجديد أن برنامج للنشر على قناة الجديد إستحضر مواطنين كانت لهم مفاجآت في المأكولات. هذا الذي وجد صرصوراً في رب البندورة. وتلك الي رأت كتلة باطون في زجاجة مشروبات غازية. أما كارثة الكوارث فكانت بوجود دود وبكثافة في حفاض لطفل في عمر الشهر. فهل يعيش مواطنو لبنان تحت شعار 'كول وموت'.
    حين يغيب الضمير الإنساني يبقى السؤال عن إحترام حياة الإنسان ضرب من الخيال. وحين تكثر الرشاوى للمكلفين بحماية المستهلك وتصبح مغرية ومجزية يبقى رقم الهاتف 1739 الذي وضعته مصلحة حماية المستهلك بتصرف المواطنين بدون جدوى، خاصة وأن القوانين الرادعة تعتبر ناعمة جداً في بلادنا.

    صحافية من لبنان
    [email protected]



    ------------------


    عبد الجليل يدعو إلى المصالحة والتزام القانون ويتعهد بتنظيم أجهزة الأمن ويقر الشريعة مصدراً رئيسياً للتشريع
    إعلان تحرير ليبيا وإطلاق التحول الديمقراطي


    تاريخ النشر: الإثنين 24 أكتوبر 2011
    وكالات

    أعلن المجلس الوطني الانتقالي الحاكم أمام عشرات الآلاف من مدنيين وعسكريين ومسؤولين في بنغازي أمس، إسدال الستار نهائياً على العهد الدكتاتوري الفردي المخلوع الذي حكم البلاد على مدى 42 عاماً، بإعلانه “تحرير كامل التراب الليبي بمدنه وقراه وسهوله وجباله وصحرائه وسمائه” من حكم العقيد معمر القذافي الذي اعتقل وقتل في مسقط رأسه بسرت منذ 3 أيام، مؤذناً ببداية مرحلة جديدة تقودها حكومة مؤقتة سيتم تشكيلها في غضون فترة تتراوح بين أسبوع إلى شهر، لتفضي إلى نظام حكم ديمقراطي. وقد سارع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى اعتبار هذا التطور “عصراً جديداً من الأمل” في ليبيا داعياً إلى مصالحة وطنية بين الليبيين في إطار عملية ديمقراطية في بلد آمن ومستقر وتعهد بالمساعدة لإنجاز هذا التحول.

    كما رحب أمين عام حلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن بحرارة بإعلان التحرير الكامل لليبيا وذلك بعد يومين من تحديد الحلف للحادي والثلاثين من أكتوبر الحالي لإنهاء عملياته فوق البلاد، حاثاً الليبيين على نبذ الخلافات والتركيز على بناء ليبيا الجديدة بعد هذا الانتصار العظيم. ونوه قادة الاتحاد الأوروبي بشجاعة الليبيين وطالب بتشكيل حكومة لا تقصي أحداً لقيادة لتنطلق في مرحلة انتقالية ديمقراطية سلمية وشفافة لكافة الليبيين.

    كما رحبت باريس “بشجاعة ووحدة وكرامة” الشعب الليبي بينما تحدثت لندن عن “انتصار تاريخي للشعب الليبي”.

    وكان رئيس السلطة التنفيذية في المجلس الانتقالي محمود جبريل أكد صباح أمس، أن المشاورات جارية بشأن تشكيل حكومة مؤقتة خلال فترة ما بين أسبوع وشهر، لتحل بذلك محل المجلس الانتقالي، مبيناً أن الانتخابات بشأن تشكيل مجلس وطني جديد (برلمان) في البلاد ستلي ذلك بأسرع وقت ممكن. من جهة أخرى، أفاد طبيب شارك في تشريح جثة الزعيم الليبي الراحل فجر أمس، أن القذافي توفي متأثراً بإصابة ناجمة عن عيار ناري في الرأس وآخر في البطن، لكنه لم يذكر أي تفاصيل عما إذا كانت الوفاة ناجمة عن رصاصة في الناحية اليسرى من رأس القذافي، مستطرداً “هناك عدة مسائل أخرى. علينا رفع التقرير إلى النائب العام. كل شيء سيعلن ولن يتم إخفاء أي شيء”.

    وفي بداية إعلان التحرير، وقف عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس والناطق الرسمي باسم السلطات الجديدة والذي لف جسده بعلم الاستقلال ذي الألوان الثلاثة على المنصة مبتسماً وهو يعلن الاستقلال، وردد الهتاف الذي سمع لأول مرة في مصر بعد إطاحة الرئيس حسني مبارك قائلاً للحشود “ارفعوا رؤوسكم عالياً، إنكم أحرار أيها الليبيون”. وأضاف “الشعب الليبي يؤكد احترام القوانين الدولية واحترام المصالح المتبادلة والتعاون مع كل الدول، خصوصاً دول جوار ليبيا”. وتابع أن الشعب الليبي وهو يؤسس دولة القانون يؤكد للعالم “احترام كل الاتفاقيات والمعاهدات والعقود المبرمة وفق المعايير الدولية”. وأضاف “إننا ندخل مرحلة جديدة تتطلب مزيداً من المسؤولية من طرف الجميع، تحيا الثورة وتحيا ليبيا”.

    ولدى مخاطبته للحشود التي كانت تردد النشيد الوطني الجديد بينما نظم المقاتلون استعراضاً عسكرياً، دعا رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل إلى المصالحة الوطنية والاحتكام إلى القانون وعدم أخذ الحق بالقوة والأيادي قائلاً “أدعو الجميع إلى التسامح والعفو والصلح. ونزع الحقد والبغضاء والكراهية من النفوس” وشدد على سعي السلطات الجديدة إلى أمن وطني منظم وإلى جيش وطني يحمي الحدود الوطنية. وقال عبد الجليل “نحن كدولة إسلامية اتخذنا الشريعة المصدر الأساسي للتشريع ومن ثم فإن أي قانون يعارض المبادئ الإسلامية فهو معطل قانوناً. وقال إن كفاح الليبيين ضد القذافي بدأ منذ انقلاب 1969، ولكنها ثورات قد قمعت في حينها، سواء داخل معسكرات الجيش أو في المدن الرياضية أو في السجون، أو في الميادين العامة، مشيراً إلى أن شهداء سجن أبوسليم كانوا شرارة ثورة فبراير.

    وأعلن عبد الجليل عن ترقية جميع شهداء الثورة من العسكريين ورجال الآمن والمدنيين، قائلاً “إن مزايا مادية قد رصدت لأسر هؤلاء الشهداء سيعلن عنها فيما بعد، كما أكد عن ترقية استثنائية لكل من شارك بالقتال في هذه الثورة من العسكريين والمدنيين. وأعلن رئيس المجلس الانتقالي عن تعطيل القوانين التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية، مؤكدا أن الشريعة هي المصدر الأساسي للتشريع، وأورد قانون الزواج والطلاق خلال العهد البائد مثالاً على ذلك باعتباره يمنع تعدد الزوجات. أوضح في كلمته ببنغازي أن النية في ليبيا تتجه لإعادة النظر في القوانين المصرفية قائلاً “إننا نسعى لتكوين مصارف إسلامية بعيدة عن الربا، مشيرا إلى أن على الترهوني سيوضح في وقت لاحق جملة من القرارات في هذا الشأن من ضمنها إعفاء القروض الاجتماعية والسكنية في حدود 10 آلاف دينار من الفوائد، وأنه قد يصار إلى إلغاء كل الفوائد على كل القروض. وأشار إلى أن أي قانون مخالف للشريعة سيكون باطلاً.

    ودعا عبد الجليل في أول خطاب له بعد الاستقلال اليوم الأحد إلى المصالحة الوطنية والتسامح ونبذ الحقد والبغضاء والحقد والاحتكام إلى القانون، باعتبار هذا أمرا ضروريا لنجاح الثورة ولنجاح ليبيا المستقبل. وأضاف “نحن نسعى إلى تشكيل جهاز أمن وطني منظم وإلى جيش وطني يحمي الحدود الوطنية”. ولفت عبد الجليل، إلى أن “الثورة “ بدأت سلمية للمطالبة بالحد الأدنى من الحقوق المشروعة، لكنها ووُجهت بعنف مطلق، فسخر الله من ينصرها، بداية من مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عبر القرار 1973 لحماية

    المدنيين في ليبيا، هذا القرار الذي اشرف عليه حلف شمال الأطلسي بكفاءة ومهنية راقية، وعاونه الكثير من الأصدقاء والأشقاء حتى تحقق لليبيين مبتغاهم ونصرهم”.

    وأثناء الاحتفال، تعانق مقاتلون أمام الأعلام والتقطوا صوراً مكرمين من سقط في ساحة المعركة من رفاقهم “الشهداء” فيما انتشرت قوات من الشرطة لضمان الأمن. وكان صالح الغزال رئيس المجلس المحلي في بنغازي الذي افتتح مراسم الاحتفال في ساحة الشهداء ببنغازي مهد الثورة،

    وقال إن الله قد أنعم على الليبيين بمصطفى عبد الجليل واصفاً إياه بأنه رجل الساعة. وهتفت الحشود التي كانت تستمع إلى الموسيقى الليبية وتلوح بالأعلام ذات الألوان الثلاثة. وأثنى غزال على من لاقوا حتفهم من مقاتلي المجلس وأشار إلى “النهاية المهينة” للقذافي، قائلاً “هذه النهاية الذليلة المهينة أراد بها الله العبرة والموعظة لمن يعتبر من اولئك الذين يمارسون أبشع ألوان الظلم والتنكيل لشعوبهم ولمن يمكن لهم ويستخلفهم من بعده”.

    وأعلن المجلس الانتقالي أنه ينوي إدارة ليبيا حتى انتخاب المجلس التأسيسي الذي يضم مئتي عضو خلال 8 أشهر، وذلك قبل إجراء انتخابات عامة في غضون 20 شهراً. ويقول مراقبون إن تشكيل الحكومة قد يصبح أمراً معقداً بسبب الصراع على السلطة بين الليبراليين والإسلاميين والتوتر بين المناطق والعداوات القبلية والطموحات الشخصية من أجل السيطرة على موارد النفط. وقد أعلن جبريل انه ينوي عدم المشاركة في الحكومة الجديدة محذراً مسبقاً بعد 8 أشهر من حرب أهلية، من أن إعادة إعمار ليبيا “لن تكون مهمة سهلة”. وتابع جبريل للصحفيين بالانجليزية على هامش أعمال المؤتمر الاقتصادي العالمي بالبحر الميت في الأردن أمس، “بدأت المشاورات بشأن تشكيل حكومة مؤقتة. أعتقد أن هذه العملية ستستغرق بين أسبوع وشهر على وجه التقريب. هذه هي توقعاتي. قد يستغرق الأمر وقتاً أطول أو أقل”. وأوضح أن الانتخابات بشأن تشكيل مجلس وطني جديد (برلمان) في البلاد والذي سيحل محل المجلس الانتقالي، ستلي ذلك بأسرع وقت ممكن. وأوضح أنه لا يعتزم الترشح لأي منصب رسمي في ليبيا.

    وأوضح جبريل أن “وظيفة المؤتمر الوطني ستكون اختيار اللجنة المكلفة بوضع الدستور واختيار الحكومة المؤقتة التي ستشرف على إجراء الاستفتاء على الدستور ثم هناك الانتخابات البرلمانية حيث سيكون لدينا أول برلمان في ليبيا بعد 42 عاماً من مصادرة الحياة الديمقراطية”. وقال إن “رئيس البرلمان الجديد المنتخب سيكون رئيساً مؤقتاً للبلاد”. وأضاف “بعد إجراء الانتخابات البرلمانية ستكون هناك انتخابات رئاسية وبانتهاء هذه الانتخابات ستكون لدينا أول حكومة منتخبة”. وتابع “لذلك نحن نأمل المضي في كل تلك المراحل في أقرب وقت ممكن حتى تبدأ الحياة الديمقراطية في ليبيا وعملية التنمية”.


    جريدة الاتحاد
    الاثنين 26 ذي القعدة 1432هـ - 24 أكتوبر 2011م


    عبدالله بن بجاد العتيبي

    عن الكاتب
    أرشيف الكاتب

    مقتل القذّافي: أي مستقبل لليبيا؟
    تاريخ النشر: الإثنين 24 أكتوبر 2011

    لم يزل القذّافي يشغل الناس ويفاجؤهم ويربكهم في مماته كما كان في حياته، فقد غدت قضية مقتلة شغلاً شاغلاً للإعلام والقوى الفاعلة في المشهد الليبي، فثمة رواية للناتو بضربة عسكرية لموكبة، وثمة رواية للمجلس الوطني الانتقالي لم يلبث أن غيّرها بعد أن انتشرت مقاطع مصورة له وهو حي بين يدي الثوّار، ثم استقرت روايته على أنّ اشتباكاً جرى بعد اعتقاله بين كتائبه والثوّار وأنّه قتل أثناء هذا الاشتباك. وروى منصور الضوّ آمر الحرس الشخصي للقذافي روايته الخاصة.





    يبدو من حديث "الضوّ" أنّه كان صادقاً فيما يروي، حيث ذكر في نهاية حديثه ما يدينه بكل صراحة، وهو قال إنّ الثوّار حاصروهم في المجمع 2 وكانوا يريدون الخروج لطريق يُسمّى الجارف، ولكنّ الثوّار هاجموهم بقوةٍ دمرت آلياتهم وأجبرتهم على الترجّل والمشي على الأقدام، فافترق عن القذّافي وأصيب وأغمي عليه. رواية الضوّ لم تذكر أي إشارةٍ لقصف الناتو، ولكنّها لم تنفها صراحةً. ورواية المجلس العسكري لم تشر لقصف "الناتو".

    ربما كان ثمة اختلافات في الألفاظ سببت اختلافاتٍ في الروايات، نفى "الضو" قصة السرداب وأكد على عدم وجود سراديب في سرت، وكان يقصد بالسرداب القبو، في حين كان يقصد من ذكر السراديب مواضع محتقرة، وتحدث محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي عن قتله في أنابيب للمجاري، وفي الصور والمقاطع المرئية، تبدو وكأنّها أنابيب للسيول تحت طريق عام. والمراد هنا هو تبيّن صورة أقرب لما جرى على الأرض.

    مراد "الناتو" واضحٌ وهو أنّه يريد أن يقول للتاريخ ولليبيين ولشعوبه أنّه شارك بشكلٍ مباشر في القضاء النهائي على القذّافي مع إقرار الجميع أنّه من دون "الناتو" لم يكن للثوار الليبيين أن يصنعوا شيئاً، ولكان القذافي قضى عليهم في بنغازي ولكن "الناتو" بحاجةٍ لهذا التأكيد ليقول لخصومه إنّه قادر حين تتهيأ له الظروف للقضاء عليهم حتى آخر رمقٍ، ولتذكير الليبيين بمصالحه التي يجب أن يحصدها في المرحلة المقبلة، وليقول لشعوبه إنّه لا ينسى من أخطأ بحقهم يوماً من الدهر. مراد المجلس الوطني الانتقالي التأكيد على دوره في إدارة الأزمة حتى لحظة مقتل القذّافي مع نفي رواية أخرى كانت هي الأولى في التداول عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وهي التي تذكر أنّ ثائراً مصراتياً اسمه أحمد الشيباني، ويبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً هو من قتل القذّافي، وانتشرت صوره ومقاطعه المرئية محمولاً على الأكتاف يحمل مسدساً ذهبياً قيل أنّه للقذّافي، وقيل إنّه قتله به أو بمسدسٍ آخر.

    لماذا ينفي المجلس الوطني الانتقالي هذه الرواية ولا يحبذها؟ لأنّ لهذه الرواية تبعات أخلاقية وقانونية وسياسية، أمّا التبعات الأخلاقية، فهي أنّها تعني أن القذّافي قتل أسيراً ومعتقلاً وقتل الأسرى محرم في الأديان وشنيع في الأخلاق. والتبعات القانونية هي أنّ قتل المعتقل دون محاكمةٍ فعل مجرم في القانون الدولي ومن هنا جاء إعلان المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة تشكيل لجنة للتحقيق في القضية. أما التبعات السياسية فإنّه إذا ثبت أنّ القذّافي تمّ إعدامه من دون محاكمةٍ بعد أسره واعتقاله فإن المنظمات الدولية الحقوقية قد تطالب بالتحقيق مع من أمر بذلك أو نفّذه، وهو ما لا يستطيع المجلس الوطني الانتقالي فعله على أي حالٍ، لأنّ الشعب الثائر يرى فيه بطلاً ولأن القوة على الأرض ليست للمجلس، وهو الأمر الذي سيسبب له حرجاً بالغاً.

    "المجلس الوطني الانتقالي" في ليبيا مجلس واعٍ يضم نخباً متميزةً، وهو يدرك التبعات الأخلاقية والقانونية والسياسية لعملٍ كهذا، ويحاول أن يوازن موقفه بميزانٍ دقيقٍ يحقق مقاصده في بناء ليبيا جديدةٍ والتخلص بأسرع ما يمكن من تركة القذّافي الثقيلة على كل المستويات.

    إنّ الشباب الثائر كما يطرح البعض محروم من التعليم الصحيح والانفتاح على قيم العالم الحديث فهو إن فعل ما فعل فقد فعله بدافع الجهل والغضب ولم يشعر بأي حاجةٍ لتبريرٍ من أي نوعٍ لذلك الفعل، وقد يكون هذا صحيحاً، ولئن لم يرد البعض لومهم على طريقة القتل بعد الأسر، فإنّ النخب البعيدة عن الحدث في الغرب والعالم العربي ليست لها هذه المساحة من النأي عن اللوم.

    نشر القذّافي باسمه بعض القصص القصيرة، تحدث فيها عن مواضيع شتّى، شملت القرية والأرض والفضاء وغيرها، المثير منها قصة عن الموت يرويها عن والده الذي كان يقول ويتساءل: "من الواجب تحديد جنس الموت ومعرفة إن كان ذكراً أو أنثى فإن كان ذكراً وجبت مقارعته حتى النهاية، وإن كانت أنثى وجب الاستسلام لها حتى الرمق الأخير" ويبقى السؤال كيف واجه القذّافي نفسه الموت؟

    إنّ هذا السياق لا ينفي بحالٍ جرائم القذّافي العابرة للقارات، وجرائمه بحقّ شعبه، وتحالفه مع شتى المنظمات الإرهابية في العالم، من جماعة أبي نضال الفلسطينية إلى دعم بعض متطرفي الصرب إلى تفجيراتٍ للطائرات والأماكن العامة رعاها ودبرها ودعمها، إلى اغتيالاتٍ متفرقةٍ شمل بها معارضيه، وخصومه كالملك عبدالله، وضيوفه كموسى الصدر. وصولاً إلى دعمه لإيران في حربها ضدّ العراق، وكان حينها حليفاً لإيران وسوريا.

    أشار عبدالحليم خدّام في كتابه "التحالف السوري الإيراني والمنطقة" أنّه في عام 1985 وصل رفسنجاني لدمشق وكان رئيس مجلس الشورى وطلب من الأسد الأب "إعطاء إيران صواريخ سكود بعيدة المدى وصواريخ مضادةٍ للطيران وصواريخ أرضية متوسطة المدى" ص 9، وحين تحفّظ الأسد -لاعتبارات عدة- قال رفسنجاني "يجب أن نبلغ الليبيين أنّ سوريا وافقت، وإذا أعلمنا ليبيا موافقتكم سوف يرسلون الأسلحة لنا غداً بالطائرة" ص12 وهو ما كان حسبما أكده عبدالرحمن شلقم بقوله: "قصفت العراق بصواريخ ليبية" في لقائه مع برنامج "الذاكرة السياسية" على قناة "العربية" قبل أيام.

    تواجه ليبيا العديد من المخاطر في المستقل القريب أولها: القدرة على بناء دولة حديثة. وثانيها: السيطرة على فوضى السلاح الديني التي قد تصل لمصر لتخلق جماعاتٍ إسلاميةٍ مسلحةٍ جديدةٍ هناك، وللجزائر لتمنح ضخاً جديداً لبقايا الجماعات المسلحة فيها. وثالثها: خطورة أن يسيطر أمراء الحرب على الأرض في ليبيا ليقلبوا المعادلة على الجميع كما جرى في أفغانستان والصومال.

    أخيراً، قابلت شخصياً وعلى فتراتٍ متباعدةٍ عدداً من الليبيين. في النصف الأول من التسعينيات قابلت بعض من كانوا يسمّون بـ"شباب الجهاد" من ليبيا في جدة، لقد كانوا هائجين وأميل إلى الجهل والعنف والقسوة. في العشرية الأولى من القرن الجديد سنح لي في دبي التعرف على اثنين من المثقفين الليبيين في المهجر. وكانت لهما رؤى حول أوضاع ليبيا تعبر عن وعيٍ سياسي واقتصادي وإعلامي متميّز، وهما الآن عضوان في المجلس الوطني الانتقالي.

    عاد المعارضون براية النصر وخرج سجناء "شباب الجهاد" و"الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا" من السجون براية نصر أخرى، والسؤال اليوم هو لمن ستكون الكلمة النهائية في مستقبل ليبيا؟ المجلسٍ يضم نخباً ثقافيةً عبّرت عن وعيٍ عالٍ وجدير بالاحترام، أم لمتطرفين إسلاميين يعملون على الأرض بقوة السلاح تحت ظلال الفوضى؟

    عبدالله بن بجاد العتيبي



    اقرأ المزيد : وجهات نظر | مقتل القذّافي: أي مستقبل لليبيا؟ | Al Ittihad Newspaper - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=62091#ixzz1bfNoaKQM



    د. السيد ولد أباه

    نهاية القذافي... ليتهم لم يقتلوه
    تاريخ النشر: الإثنين 24 أكتوبر 2011

    كان مشهد موت "العقيد القذافي" بين أيدي الشباب الثائر الذي سماه بالجرذان مثيراً وعنيفاً واستعراضياً على غرار مسار الرجل الذي حكم ليبيا اثنتي وأربعين سنة كاملة.

    لم يحظ القذافي بالمحاكمة العادلة التي وعد بها المجلس الوطني الانتقالي. وعلى الرغم من التبريرات والشروح التي قدمتها بعض قيادات الثورة الليبية، فإن الصور والمشاهد التي تسربت عن مقتل القذافي، تبين بجلاء أنه قتل على يد خصومه أي ضحاياه الذين أذاقهم الكأس نفسها من قبل. ويطرح مقتل القذافي السؤال الجوهري حول الحد الفاصل بين العدالة كقيمة إنسانية عليا والانتقام كفعل وحشي مهما كانت فظاعة ودموية الضحية.

    بكاة القذافي قليلون، وحتى رفيق مساره "عبد السلام جلود" احتفى برحيله ووصفه بالعيد الوطني للشعب الليبي، ولم يصمد على الأرض مع العقيد المهزوم سوى أفراد معدودين من عائلته وحرسه الشخصي.

    إنه مشهد فريد في تاريخ العرب المعاصر، لا يمكن أن يقارن حتى مع مشهد إعدام الرئيس العراقي السابق "صدام حسين " الذي حدث بعد محاكمة طويلة قيل حولها الكثير، كما قيل الكثير عن ظرفية الإعدام وملابساته.

    وإذا كنا قد قارنا هذه الأيام مقارنات متسرعة بين الرجلين، فالواقع أنهما يختلفان من حيث التركيبة النفسية والخلفية الثقافية والمسار السياسي، على الرغم من اشتراكهما في الأصول الريفية المتواضعة وفي الجهل الفادح بحقائق العصر وأوضاع العالم الحديث.

    ظهر صدام في السياق الفكري والسياسي للعراق ما بعد الهاشمي، وانتمى مبكراً للتيار البعثي الذي كان له أوانها حضور مكين وتجربة ثرية في كامل المشرق العربي، وورث السلطة عن قيادة حزبية شاركت في السلطة قبل أن تنفرد بها منذ بداية الستينيات. صحيح أن الطابع الحزبي للحكم تقلص تدريجياً إلى أن أصبح الحكم شخصياً انفراديا بعد أن تخلص من كل رفقائه وأعوانه، إلا أنه ظل متمسكاً بالمرجعية العقدية والإيديولوجية لحزب "البعث" الذي حوله إلى أحد الأجهزة القمعية في نظام حكمه.

    أما القذافي الذي ظهر في بيئة مقطوعة عن العالم، فقد انحصرت تجربته السياسية عند استلامه للحكم - في العشرينيات من عمره - في نمط من الانجذاب العاطفي لشخصية الزعيم المصري "جمال عبد الناصر"، الذي أراد إعادة تمثيل تجربته، على اختلاف السياق والظرفية والأرضية وتباين سمات الشخصية.

    لم يكن القذافي أحد نماذج الحكام العسكريين التقليديين الذين عرفتهم الساحة العربية في نصف القرن الأخير. فعلى الرغم من انتمائه للمؤسسة العسكرية ووصوله للسلطة عن طريق انقلاب بسيط وسهل قام به مجموعة صغيرة من الضباط الشبان، إلا أن الجيش لم يشكل العمود الفقري لنظام حكمه، بل سعى لتقويضه واستبدله بنمط من المليشيا العقدية – العشائرية الموالية.

    كما أن القذافي تخلى منذ منتصف السبعينيات عن النموذج الناصري، بعد أن أدعى اكتشاف "النظرية العالمية الثالثة" التي اعتبر أن فيها "حلاً لجميع مشاكل البشرية". وتقوم النظرية المذكورة على نهج "الديمقراطية المباشرة" سياسياً و"الاشتراكية الاجتماعية" اقتصادياً.

    ظهرت في كتاب القذافي "الأخضر" المقولات التي اشتهر بها وتحولت إلى "إنجيل" يتلى قبل نشرات الأخبار وفي المناسبات الرسمية مثل عبارات من قبيل "التمثيل تدجيل" و"المجالس الانتخابية أحكام غيابية" و "من تحزب خان" و"البيت لساكنه " و"السود سيسودون العالم"...

    نظمت المؤتمرات الفكرية الحاشدة لشرح الكتاب الأخضر ونشره في العالم، في طموح صريح ومعلن إلى تغيير مجرى الفكر الإنساني واستحداث مصطلحات بديلة عن العلوم الاجتماعية والنظريات السياسية.

    والمثير في الأمر، أن القذافي صدق نفسه فعلًا، وآمن بالمهمة الرسالية الكبرى التي نذر نفسه لها. ففي إحدى الندوات التي حضرها كتاب ومفكرون غربيون بارزون في بداية الثمانينات قال لجلسائه بصراحة لا لبس فيها أن الكتاب الأخضر قد "نسخ كل ما قبله من فلسفة وفكر وإيديولوجيا".

    كان يحلو للقذافي أن يلتقي في خيمته ببعض الكتاب والمثقفين خارج الأطر الرسمية، وقد حدثني أحد هؤلاء أنه فوجئ أن الرجل الذي يقرأ ويطالع كثيراً (دون كبير استيعاب) كان مقتنعاً بعمق أنه مزيج ناجح من العالم الفقيه المتجدد والفيلسوف المفكر والثائر المتمرد.

    وكان القذافي يجد دوماً من رجالات العلم والفكر من يسوق الحجج والبراهين على أغرب آرائه وأفكاره، إلى حد أن أحد كبار المتخصصين في الأدب الإنجليزي كتب دراسة مطولة على "الأصول العربية لشكسبير" مدللًا على قولة العقيد بأن الاسم الأصلي للأديب الانجليزي الكبير هو "الشيخ زبير". وعندما قدم أطروحته الغريبة لحل الصراع العربي – الصهيوني بإنشاء "دولة أسراطين" الجامعة بين الكيانين الإسرائيلي والفلسطيني، قدم عدد من أساتذة العلاقات الدولية والعلوم السياسية قراءات وشروح مسهبة في هذا المشروع السريالي، الذي حرص في إحدى القمم العربية على شرحه للحاضرين على طريقة المعلم لطلابه.

    وإذا كان القذافي حافظ طيلة عهده الطويل على حس براغماتي مكنه من اجتياز العواصف الهوجاء التي كادت أن تعصف به مرات عديدة، إلا أنه كان بالفعل صادقاً في رومانسيته الثورية الدنكشوتية، وكان يستغرب دوماً أمام جلسائه كيف أن العالم لم يدرك عبقريته السياسية، ولم يطبق نظامه الجماهيري الذي كان في حقيقته فوضى عارمة قضت على بنية الدولة الحديثة في ليبيا.

    كان الأحرى بثوار ليبيا الإبقاء على القذافي حياً ليحاكمه الشعب الليبي على ما اقترف في حقه من جرائم، ومن أجل الاستماع إليه شاهداً من نوع خاص على مرحلة حاسمة من تاريخ العرب المعاصر.كان من الضروري الإبقاء على القذافي ليشاهد بعيني رأسه كيف انهار مشروعه السريالي الساذج، وكيف هزمت أفكاره الغرائبية التي آمن برصانتها وصلوحيتها للتطبيق والاحتذاء.

    لم يكن من المناسب السماح للعقيد المهزوم بالتحول لنمط من "تشي غيفارا" الذي مات حاملًا سلاحه، حتى ولو كان الذي أعدمه هم أبناء شعبه ويتامى ضحايا مذابحه.


    a جريدة الاتحاد
    الاثنين 26 ذي القعدة 1432هـ - 24 أكتوبر 2011م



                  

العنوان الكاتب Date
ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...توثيق الكيك10-21-11, 09:56 AM
  Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-21-11, 10:10 AM
    Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-21-11, 10:27 AM
      Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-21-11, 11:16 AM
        Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-21-11, 11:51 AM
          Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-21-11, 08:59 PM
            Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-22-11, 07:21 AM
              Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-22-11, 07:59 PM
                Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-23-11, 05:05 AM
                  Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-24-11, 04:34 AM
                    Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-24-11, 09:02 AM
                      Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-25-11, 05:13 AM
                      Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-25-11, 07:08 AM
                        Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-26-11, 05:35 AM
                          Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-27-11, 04:57 AM
                            Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-27-11, 06:52 AM
                              Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-28-11, 10:04 PM
                                Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-29-11, 08:27 AM
                                  Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك10-31-11, 06:50 AM
                                    Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك11-01-11, 07:27 AM
                                      Re: ردود الافعال ..الحكومية والشعبية العالمية ..على مقتل القذافى ...ت الكيك11-02-11, 05:26 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de